نوفمبر 22, 2024 11:43 م
images

د.الشرقي عبدالحليم 

كلية الآداب والعلوم الإنسانية- سايس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله ، فاس،المغرب abdelhalim.cherqui@usmba.ac.m

00212661506757

 

الملخص

تروم هذه الدراسة معرفة طبيعة العلاقة التي تربط بين متغيرات جودة الحياةلدى طلاب جامعيين بفاسمن أجل أخذ نتائجها بعين الاعتبار من لدن المتدخلين في الفعل التربوي والمشاريع التنموية. وقد تم إعداد البحث من خلال عينةبلغت 535 طالبًا (نسبة الإناث 46.5٪ والذكور 53.5٪ ؛ تتراوح أعمارهم بين 17 و32 سنة، بانحراف معياري يساوي 0.774 ). ولفحص العلاقة بين التربية والتكوين(EDU) كمتغير ضمن جودة الحياة وباقي المتغيرات الأخرى كالصحة العامة (SAN) والجانب النفسي (PSY) والجانب الاجتماعي (SOC) وتدبير الزمن (TIM)، تم إجراء التحليل العاملي التوكيدي، فحصلنا على خمسة عوامل اعتمدت في تحليل المسار. وكشف تحليل البيانات،خاصة مؤشرات حسن المطابقة، أن عامل التربية (EDU)، له ارتباط دال مع باقي المتغيرات المتعلقة بجودة الحياة ، إذ تبلغ نسبة تفسيره للتباين الكلي قيمة 13 في المئة.والملاحظ أن عامل  تدبير الزمن(TIM) لدى الطلاب والذي يدخل في صميم العملية التربوية يسهم هو الآخر على مستوى التباين بنسبة 15 في المئة. وبناءً على هذه النتائج يمكن تقديم توصية للمتدخلين في المجال التربوي مفادها أن جودة الحياة من جودة متغيراتها بما في ذلك جودة التربية والتكوين كورش ينبغي جعله من الأولويات الكبرى ضمنالمشاريع التنموية من خلال توفير الشروط الصحية والنفسية والاجتماعية  الملائمة في علاقتها مع الاستمرار في تجويد نظام التربية والتكوين وتدريب الناشئة على فعالية إدارة الوقت، من أجل أداءأكاديمي جيد يسهم في تنمية مستدامة ترتقي بالرأسمال البشريلتحسين شروط عيشه وتحقيق كرامته ورفاهيته.

الكلمات المفتاحية :التربية ، جودة الحياة ، التحليل العاملي .

 

Confirmative factor analysis of quality of life variables among university students

Dr.Abdelhalim Cherqui1

Phd in Psychology, University of Sidi Mohamed Ben Abdallah, Fez,Morocco

 

Abstract

The study aims to examine the hypothesis that there is a significant correlation between the variables of the quality of life of university students in Fez through a field research sample of 535 students (the percentage of females was 46.5% and males 53.5%; their ages ranged between 17 and 32 years, with a standard deviation of 0.774).To examine the relationship between education and training (EDU) and other variables such as public health (SAN), psychological aspect (PSY), social aspect (SOC) and time management (TIM), confirmatory factor analysis was performed, and we obtained five factors that were adopted in the path analysis. Among the results revealed by the data analytics, especially indicators of a good fit, is that the education factor (EDU) has a significant correlation with the rest of the variables related to the quality of life, as it explains the total variance with a value of 13 per cent. It is noted that the time management (TIM) factor of The student, who is at the heart of the educational process, also contributes to the level of discrepancy by 15 per cent. Based on these results, those involved in the educational field should attach great importance to the quality of life of students, because the quality of life is the result of improving the quality of its fields, such as the quality of education and training. It is an area that should be made a major priority within development projects by providing appropriate health, psychological and social conditions. In addition to training young people on the effectiveness of time management, good academic performance contributes to sustainable development that elevates human capital and improves living conditions and achieves dignity and well-being.

Keywords: education, quality of life, factor analysis.

 

مقدمة

تندرج هذه الدراسة في إطار مقاربة قضية  قديمة معاصرة التي هي التربية(Education) والتعليم (Teaching)تجسيد لها،وقضية ثانية لازمت حياة الإنسان في هذا العصر وتتمثل في التنمية المستدامة(Sustainable development). وإذا كان النشاط الإنساني أساس كل فعلتربوي أو نشاط تنموي، فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب جودة حياته(Quality of life) وصحته النفسية.لذلك تم اختيار موضوع هذه الدراسة بعنوان:”التحليل العاملي التوكيدي لمتغيرات جودة الحياة لدى طلاب جامعيين بفاس”.وتروم هذه الدراسة معرفة طبيعة العلاقة التي تربط بين تلك المتغيرات  من أجل أخذها بعين الاعتبار في النظام التربوي والمشاريع التربوية. ويقوم هذاالبحثعلى أساس الجمع بين التحليل النظري والدراسةالتطبيقية المنبنية على جمع ومعالجة بيانات عينة من طلاب جامعيين عبرالانفتاح على مناهج إحصائية حديثة من قبيل التحليل العاملي التوكيدي وتحليل المسار بتوظيف بعض البرامج الإحصائية خاصة برنامجSPSS  (Statistical Package for the Social Sciences)وبرنامج الأموس(Analysis of Moment of Structures) وبرنامج الإكسيل(Excel).

مشكلة البحث وأسئلتها

تدور إشكالية هذا البحث حول طبيعة العلاقة التي تربط بين متغيرات جودة الحياة لدى طلاب جامعيين بفاس باعتبار تحسين جودة الحياة غاية كل من التربية والتنمية. ويمكن بسطها من خلال الأسئلة الآتية:

– ما طبيعة العلاقة بين متغيرات جودة الحياة لدى هذه الفئة؟

– هل تختلف طبيعة تلك العلاقة بحسب الجنس بالنظر إلى التفوق الدراسي لصالح الإناث حاليا؟

– أي المتغيرات الأشد ارتباطا بالجانب التربوي؟

– كيف يمكن توظيف قوة الارتباط بين تلك المتغيرات لتربية فعالة وتنمية مستدامة؟

أهمية الدراسة

تأتي هذه الدراسة  في سياق إعطاء أهمية كبيرة لجودة الحياة(QOL)لدى الإنسان بالموازاة مع الاهتمام الكبير من جانب المعنيين بالشأن التربوي والتعليميومشاريع التنمية المستدامة.إذ ينبغي لكل فعل تربوي أو نشاط تنمويأن ينصب على رفاه الإنسان، أي أن يكون أمر تحسين جودة حياة الإنسانمحور نشاطهما ومحط عنايتهما.

أهداف الدراسة

كان الهدف العام من وراء هذه الدراسة هوإظهار العلاقة الجدلية بين كل من التربية والتنمية المستدامة من جهة وبين جودة الحياة من جهة ثانية. في حين تمثلت أهدافها الخاصة في الكشف عن قيم الترابط بين متغيرات جودة الحياة بالنسبة لطلاب جامعيين بشكل عام وبيا الفروق في تلك القيم بدلالة النوع. بالإضافة إلى السعي نحو معرفة المتغيرات التي التي لها ارتباط وثيق بالمجال التربوي، لجعلها متغيرات وسيطة يمكن اعتبارها من القضايا المتحكم في درجة تأثيرها في المجالات الثلاثة :جودة الحياة والتربية والتنمية المستدامة.

حدود الدراسة

تبقى نتائج هذه الدراسة نسبية نظرا لكونها قد أنجزت في ظروف زمانية ومكانية وديموغرافية وأكاديمية معينة. إذ يتعلق  الأمرببحث ميداني حول عينة طبقية عشوائية من طلاب جامعيين بفاس خلال الموسم الجامعي 2018 . وبالتالي لا يستقيم تعميم هذه النتائج على الطلاب بباقي الجامعات. كما يرتبط الأمر بتنفيد بعض الممشاريع البحثية التي لم يتيسر التطرق إليها،خاصة خلال فترة إعداد رسالة لنيل شهادة الماستر(الشرقي, 2014) ، أو إبان فترة  تحضير أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة(الشرقي, 2021).كما أن هذه الدراسة تعدتتويجا لمقال نظري منشور بإحدى المجلات العلمية بعنوان:”جودة الحياة : مفاهيم ومقاربات” (الشرقي, 2023).

فرضيات الدراسة

يتوقع في هذ الدراسة الكشف عن علاقة ترابط ذات دلالة إحصائية بين متغيرات جودة الحياة لدى هؤلاء الطلاب ، وأن تكون الفروق دالة على مستوى بعض المتغيرات بدلالة النوع. كما يمكن أن تكون هناك بعض المتغيرات أشد ارتباطا بالعامل التربوي.الشيء الذي يقود إلى وضع مقترحات تتغيىتوظيف قوة الارتباط بين تلك المتغيرات لتربية فعالة وتنمية مستدامة.

الدراسات السابقة

مفهوم جودة الحياة من المفاهيم التي تحتمل العديد من التعريفات نظرا لرحلة المفهوم عبر حقول علميةمتنوعة. فكل فرع علمي يعرف مفهوم جودة الحياة من منظور تخصصه(خلف حمدان, 2018).ونستحضر هنا من جهة جودة الحياة والعلوم الطبيعية مثلا على مستوى جودة المنتوج الصناعي والتقدم العلمي والتكنولوجي والرخاء الاقتصادي ،ومن جهة ثانية جودة الحياة والعلوم الإنسانية على صعيد رفاهية الأفراد  وصحتهم النفسية وجودة الحياة لدى بعض الفئات الاجتماعية كذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين ببعض الأمراض المزمنة كمرضى السكري أو فئة المراهقين أو الراشدين أو طلبة المدارس والمعاهد والجامعات  كما هو الشأن بالنسبة لعينة هذه الدراسة. ولقد كان الغرض من دراسة جودة الحياة حسب بعض الدارسين هو تحسين الحالة الصحية والنفسية عن طريق  تنمية الذات والتفاؤل ومعنى الحياة والرضا عنها بفضل اعتماد برامج وقائية وعلاجية(بكر, 2013).

وإذا كان من مظاهر التنمية المستدامة في عصرنا الحالي  العناية بالجانب الكمي والمادي فإن جودة الحياة تقوم على مظهرين  الأول كمي يتعلق بمدى وفرة متطلبات العيش الكريم، والثاني كيفي يتعلق بمدى الرضا والقبول من جانب الأفراد والمجتمعات بما توفره الظروف الاقتصادية والاجتماعية من رفاه ورخاء.

وهناك من الباحثين من اعتبر أن التربية والتكوين أهم عناصر جودة الحياة. إذ كلما كان هناك اهتمام بجودة التربية والتعليم انعكس ذلك بشكل إيجابي على حياة المتعلمين والطلاب لتحقيق مستوى أفضل من خريجي الجامعات والمعاهد وتحقيق حاجيات سوق العمل والمجتمع والقدرة على التكيف مع متغيرات الحياة(بكر, 2013).وقد لا يتحقق لدى الفرد مستوى من الشعور بجودة الحياة بما جلبه له الرخاء الاقتصادي، بينما يتحقق ذلك عندما يقبل بظروف واقعه ونمط عيشه(بوحجي وآخرون, د.ت).ذلك أن الرهان على نظام من النظم التربوية وأي مشروع من مشاريع التنمية المستدامة هو بلا شك رهان فاشل ما لم يحقق للإنسان جودة حياته.فكثير هي الإصلاحات التربوية التي تم تطبيقها، وعديد هي المشاريع التنموية المستدامة قد تم إنجازها خلال السنوات الماضية.غير أن واقع الحال يشهد أن الإنسان مشغول بهمومه وأحزانه قبل أن يكون مهتما بالشق التربوي أو البعد التنموي. فقدكشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حسب المسح الوطني للسكان من 15 سنة فما فوق،أنه ما يقارب نسبة 48,9 في المائة من المغاربة يعانون من اضطراب نفسي أو عقلي، أو سبق لهم أن عانوا منه، في فترة من الفترات (شعيب, 2022).فكيف سيمارس الجيل الحالي، ونصفه تقريبا معطوب سيكولوجيا،فعل التربية والتعليم على الجيل القادم؟

وهناك من له منظور آخر أكثر شمولية للمفهوم باعتباره خاضعا لمنطق التغيير حسب الظروفالسوسيوإقتصادية للشخص وثقافته بشكل عام (الشريف, 2017) ،ولعل هذا المنظور هو الذي تحاول مشارع التنمية المستدامة تبنيه من أجل تأهيل الرأسمال البشري والاستثمار فيه. وهناك تحديد ذو وجاهة على ما يبدو للمفهوم من جانب منظمة الصحة العالمية (World HealthOrganization )، إذ عرفت جودة الحياة على أنها: “إدراك الفرد لوضعه في الحياة ومدى تطابق قيمه وثقافته مع أهدافه وتوقعاته واهتماماته بالصحة البدنية والحالة النفسية واستقلاليته وعلاقاته الاجتماعية ومعتقداته الشخصية وعلاقته بالبيئة بصفة عامة”(WHOQOL, د.ت).

وإذا كانت معظم التعريفات والمقاربات  قد تباينت بشأن مفهوم جودة الحياة فلا بأس من النظر إلى مختلف المجالات التي تم تناولها في معرض الدراسات السابقة . إذ يمكن وضع تعريف إجرائي لمفهوم جودة الحياة كما يلي:

“نعني ب”جودة الحياة” هو ذلك المفهوم الذي يتحدد من خلال عناصره أو مجالاته التالية :المجال الأول مجال يتعلق بالصحة العامة.المجال الثاني مجال يخص الصحة النفسية الناظمة لكيان الفرد الوجداني.المجال الثالث مجال يتعلق بالتربية والتكوين :أي ما له علاقة بتكوين الفرد وتنشئته.المجال الرابع مجال  يهم العلاقات مع الأسرة والمجتمع والآخر بصفة عامة، والمجال الخامس مجال يرتبط بتدبير سير الأنشطة في الحياة لدى الفرد وعلاقة ذلك بالإيقاع الزمني ما دام الأمر يتعلق بعينة من الطلاب الجامعين”.

المنهجية

العينة

تكونت عينة البحث من خمسة وثلاثين وخمس مئةطالب(535)،وهي ذات توزيع عشوائي طبقي كما توضحه بيانات الجنس والعمر:(249 إناث ،بنسبة 46.5 ٪  ؛ 286 ذكور،بنسبة 53.5 ٪ ؛ومتوسط أعمارهم21.25 =MAGE؛بانحراف معياريSDage = 3.23).وكل أفرادها من طلاب جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالمغرب.حيث تم تمرير الاستمارة ورقيا،وبشكلطوعي،على الطلاب الجامعيين المنتمين لكليات هذه الجامعة، بمختلف تخصصاتها العلمية والأدبية والعلوم الاحتماعية،بدء من شهر أبريل إلى متم شهر مايو من العام 2018م.

أدوات البحث

شكلت الاستمارة التي أعدها الباحثبطارية هذه الدراسة ،بالإضافة إلى بعض الأدوات الإحصائية المتاحة لجمع البيانات ومعالجاتالمعطيات.وقد تمت هندسة الاستمارة بناء على الاعتبارات التالية:أولها:الجانب النظري والدراسات السابقة، وثانيها:استثمار مقياس جودة الحياة الذي اعتمده الباحث في دراسة ميدانية لنيل شهادة الدكتورة(الشرقي, 2021). وثم الاستئناس أيضا بدراسة لبعض الباحثينحول سمتي الانبساطية والعصابية(Costa & McCrae, 1980).

وقد تضمنت الاستمارة، بالإضافة للمعلومات الشخصية للمستجوب،عشرة متغيرات يمكن تفييئها إلى خمسة أبعاد كالآتي:

– البعد الأول: ويضم متغيرين أثنين ذات صلة وثيقة بموضوع تدبير الزمن(TIM):

– ” لدي الوقت الكافي لاستذكار محاضراتي”(TIM1).

– ” أقوم بإنجاز كل مهمة في الوقت المحدد”(TIM2).

-البعد الثاني : ويتكون من متغيرين،يتمحوران حول مجال العلاقات الأسرية والاجتماعية( SOC):

– ” أتمتع بشخصية محبوبة من جانب الآخرين”(SOC1).

– ” أعيش بروح الألفة والتسامح في الوسط الذي أعيش فيه “(SOC2).

البعد الثالث:ويضم متغيرين يتعلقان بمجال الصحة الجسدية(SAN):

– ” أشعر بأن جسمي يتعافى  بسرعة عندما أصاب بمرض”(SAN1).

– ” أتمتع بصحة جيدة”(SAN2).

البعد الرابع:ويتمحور حول مجال الصحة النفسية(PSY) من خلال متغيرين اثنين:

– ” أشعر بالفرح أغلب الأوقات”(PSY1).

– ” أشعر بالرضا بما أنا عليه اليوم”(PSY2).

البعد الخامس ويضم متغيرين يتعلقان بالمجال االتربوي(EDU):

– ” اخترت التخصص الذي يناسب  رغبتي وكفاءتي”(EDU1).

– ” أعتقد أن الدراسة بالجامعة مفيدة للغاية”(EDU2).

وقد تم وضع  قياس لاستجابة أفراد العينة باعتماد تقدير مؤلف من خمس درجات(من :أوافق بشدة = 5 إلى: أعارض بشدة = 1).وقد بلغت نسبة معامل الثبات الفاكرونباخ(Reliability Statistics) لمتغيرات جودة الحياة حواليα = .75. وهي نسبة جيدة تشهد بصلاحية اعتمادهذه العناصر ضمن أداة البحث، إذ أن حذف عنصر منها يؤدي إلى التدني في قيمة معامل الثبات الكلي.الشيء الذي يكشف عن وجودقيمة علمية مضافة يمكن أن تقدمها كل المتغيرات لصالح هذه الدراسةكما هو مبين في الجدول1:

الجدول1 قيمة معامل ألفا كرونباخ الكليفي حالة حذف متغير من متغيرات جودة الحياة

Item-Total Statistics
  Scale Mean

if Item Deleted

Scale Variance

if Item Deleted

Corrected

Item-Total Correlation

Cronbach’s Alpha

if Item Deleted

 
SAN1 31,55 29,933 ,320 ,739  
SAN2 31,13 29,070 ,445 ,721  
PSY1 31,70 28,763 ,457 ,719  
PSY2 31,37 28,072 ,476 ,716  
EDU1 31,23 28,273 ,359 ,737  
EDU2 31,07 29,226 ,344 ,737  
SOC1 30,90 30,687 ,377 ,731  
SOC2 30,97 30,216 ,402 ,728  
TIM1 31,77 28,501 ,466 ,718  
TIM2 32,07 28,604 ,473 ,717  

 

متن البحث

بعد إجراء التحليل العاملي بطريقة تحليل المكون الرئيسي(Principal Component Analysis) ، حصلنا على قيمة ٪ KMO =76,87وهي قيمة ذات دلالة إحصائية (sig = .000) في اختبار الدائرية لبارتيليه (Bartlett’s Sphericity).

1.التحليل العامل التوكيدي (CFA)

بعد إجراء التحليل العاملي التوكيدي،حصلنا على خمسة عوامل كما هو مبين في الشكل 2:

  • العامل الأول: “تدبيرالزمن” الذي يرمز إليه بـ (TIM) ،ويفسرهذا العامل نسبة15,65٪ من إجمالي التباين.
  • الثاني: “العلاقات الأسرية والاجتماعية” وسميناها (SOC) ، وهو عامل يفسر ما قيمته15,08٪ من مجموع التباين.
  • الثالث:”الصحة الجسدية”وسميناه (SAN) ،وهذا الأخير يفسر نسبة14,75٪ من مجموع التباين العام.

الرابع:”الصحة النفسية “(SAN)، وهو عامل يفسر ما قيمته 14,60٪  من مجموع التباين.

الخامس: “المجال التربوي”(EDU)، وهو عامل يفسر ما قيمته 12,98٪  من مجموع التباين.

وتبلغ نسبة التباين العام الإجمالي 73,08٪ ،وهي نسبة إحصائية دالة لأنها تتجاوز قيمة 50 ٪ .

الشكل2 التفسير الكلي للتباينات لدى متغيرات جودة الحياة بطريقة PCA

Component Initial Eigenvalues Extraction Sums of Squared Loadings Rotation Sums of Squared Loadings
Total % of Variance Cumulative

%

Total % of Variance Cumulative

%

Total % of

Variance

Cumulative

%

 
1 3,12 31,26 31,26 3,12 31,26 31,26 1,56 15,654 15,654
2 1,26 12,68 43,94 1,26 12,68 43,94 1,50 15,08 30,73
3 1,12 11,21 55,15 1,12 11,21 55,15 1,47 14,75 45,49  
4 ,94 9,4 64,62 ,94 9,46 64,62 1,46 14,60 60,09  
5 ,84 8,45 73,08 ,84 8,45 73,08 1,29 12,98 73,08  

 

لقد تم تحديد خمسةعوامل بالتحليل العاملي التوكيديبواسطة خاصية تدوير العوامل، وبطريقة”Varimax”.ويلاحظ من خلال الجدول (ينظر الجدول 3) أنتشبع العناصر على كل عامل هوتشبع قوي.وتشير البيانات إلى أن هناك خمسة متغيرات رئيسة يمكن اعتبارها بمثابة عوامل خفية(LVs).كمايشتمل كل عامل على متغيرات فرعية ملحوظة أو مقاسة (MVs). وتؤكد أولى هذ النتائج،وبشكل ملموس،النموذج الافتراضي الذي بنيت  عليههذه الدراسة.حيث أنها تأسست على خمسة أبعاد أساسية.

الشكل3مصفوفة مكونات جودة الحياة بالتحليل العاملي التوكيدي من خلال خاصية التدوير

  Component
عامل تدبير الزمن العامل الاجتماعي عامل الصحة الجسدية عامل الصحة النفسية العامل التربوي
TIM1 ,839        
TIM2 ,800        
SOC1   ,848      
SOC2   ,824      
SAN1     ,878    
SAN2     ,773    
PSY2       ,810  
PSY1       ,804  
EDU2         ,844
EDU1         ,691

 

وتبدو هذه النتائج جد مشجعة على السماح بإجراء مختلف التحليلات الإحصائية،ومنها التحليل  العاملي التوكيدي (CFA). والغرضمن بسط ملامح هذه التحليلهو معرفة درجة الترابط بين متغيرات جودة الحياة خاصة ترابط العامل التربوي (TIM) وعامل تدبير الزمن(EDU) مع باقي المتغيرات الأخرى(SAN)،(PSY)و(SOS).

من خلال عرض وتحليل المعطيات السابقة، يتضح أن ثمة نوع من الاختلاف في التباين على مستوى أبعاد هذه الدراسة.هذا الاختلاف في التباين يمكن تفسيره على الأقل، بأن هناك دينامية على مستوى العلاقة التي تربط المتغيرات بعضها ببعض،ولقد تم التركيز أساسا في توضيح طبيعة هذه العلاقة من خلال فعل الترابط بين متغيرات جودة الحياة. وهذا ما أظهره التحليل العاملي التوكيدي من خلال تحليل مسار الترابط بين المتغيرات.

2.تحليل مسارالترابط بدلالة النوع(الإناث)

تظهر النتائج الواردة في الشكل1 أن معاملات الترابط المعيارية بدلالة النوع(الإناث)أن هناك ترابط إيجابيطردي متوسط بين كل المتغيرات مع وجود تباين واضح بين قيم المعاملات.

الشكل1مخطط تحليل المسار بدلالة الجنس = الإناث ، تبين طبيعة الترابط بين متغيرات جودة الحياة لدى أفراد العينة،وفق توحيد جميع المعاملات بالتقدير المعياري. وتدل الأرقام المكتوبة بخط غامق على قيمالترابط بين الممتغيرات.

وفي هذه الدراسة سيتم التركيز بالأساس على أقوى هذه الترابطات ومنها:

-الترابط بين عامل الصحة النفسية وعامل تدبير الزمان بقيمه 64% ،وهو ترابط طردي إيجابي متوسط. ومعناه أنه كلما كان هناك تدبير جيد للوقت ،كلما كان هناك تحسن في الصحة النفسية لدى الإناث والعكس صحيح.

– الترابط بين عاملالصحةالنفسيةوعامل الصحةالجسديةلدى الإنات بمعامل 57% ،وهو ترابط إيجابي طردي متوسط. ونفسر ذلك أنه هناك تبادل مباشر للتاثيربين الجانبين النفسي والفسيولوجي.

-الترابط بين العامل التربوي وعامل تدبير الزمن بقيمة 52%. وهو ترابط إيجابي طردي متوسط يفيد الانعكاس المباشر لتدبير الزمن على الإنجاز  الدراسي.

هذه النتائج كلها تسير بالفعل في اتجاه النموذج التصوري لهذه الدراسة  بخصوص وجود فروق إحصائية دالة بين الإناث والذكور على مستوى الترابط بين متغيرات جودة الحياة، وهو ما تظهره قيم مؤشرات حسن المطابقة(Model Fit) ، والتي تتوافق مع النموذج الافتراضي المعتمد في هذه الدراسة كما هو وارد في الجدول4:

الشكل 4 مؤشرات حسن المطابقة بدلالة النوع (الإناث)

المؤشرات

(Index)

قيم مؤشرات حسن المطابقة

(Value OF Model Fit)

المدى المثالي لقيم المؤشرات
CMIN/DF 1,367 أصغر من 5

(Wheaton et al., 1977)

Bentler–Bonett’s NFI ,927 أكثر من ,90

 

RFI(rho1) ,868 تقارب نسبة,90

 

Bollen’s IFI ,979 أكثر من ,90

 

TLI(rho2) ,961 أكثر من ,90
CFI ,978 أكثر من ,90

(Bentler, 1990)

RMSEA ,038 أقل من ,08

(Browne &Cudeck, 1992)

Independence AIC 505,698 قيمة كبيرة

 

3.تحليل مسارالترابط بدلالة النوع(الذكور)

يظهر مخطط تحليل المسار في الشكل 2،أن ثمة ترابط ذومعنويةإحصائية بين متغيرات الدراسة. وتتجلى أهم تلك الترابطات في ما يلي:

الشكل 2. مخطط تحليل المسار بدلالة الجنس = الذكور ، تبيين طبيعة الترابط بين متغيرات جودة الحياة لدى أفراد العينة،وفق توحيد جميع المعاملات بالتقدير المعياري. وتدل الأرقام المكتوبة بالخط الغامق على قيمالترابط بين الممتغيرات.

-العلاقة بين العامل التربوي وعامل تدبير الزمن بقيمة 71%  وهي قيمة تعبر عن ترابط إيجابي طردي قوي. وبيان ذلك أن النجاح في الإنجاز  الدراسي لدى الذكور مرتبط بفعاليةتدبير الوقت.وقد يثير هذا الاستنتاج مخاوف كبيرة في ظل شيوع ظاهرةإدمان الشباب على الإنترنت بالشكل الذي لا يترك نصيبا للاهتمام بالواجبات والمهام الدراسية. فقد لوحظ الارتباط بالنسبة للإناث على مستوى هذين العاملين كان لصالح الذكور مقارنة مع الإناث.وربما قد يفسر هذا الاستنتاجبعضا من أسباب التفوق الدراسي لصالح الإناث في السنوات الأخيرة.

-الترابط بين العامل الاجتماعي والعامل التربوي بقيمة 61%، وهو ترابط إيجابي طردي متوسط يبين الدلالة الاحصائية المتبادلة بين العاملين لدى الذكور. وعلى هذا الأساس ينبغي استحضار مدى تأثير العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها فيالإنجاز  الدراسي.

-الترابط بين عاملالصحة النفسية وعامل الصحة الجسديةبقيمة 59%. وهو ترابط إيجابيطردي متوسط يبين العلاقة الجدلية بين الجانب النفسي والجانب الفسيولوجي كما هو الشأن بالنسبة للإناث. ويمكننا الاطمئنان إلى وجاهة هذه الاستنتاجات بالنظر إلى قيم مؤشرات حسن المطابقةالمستخرجة بتقنية (Output)من البرنامج الإحصائي (Amos) كما هي ممثلة في الجدول 5:

 

الشكل 5 مؤشرات حسن المطابقة بدلالة النوع(الذكور)

المؤشرات(Index)

 

قيم مؤشرات حسن المطابقة

(Value OF Model Fit)

CMIN/DF 1,292
Bentler–Bonett’s NFI ,945
RFI(rho1) ,900
Bollen’s IFI ,987
TLI(rho2) ,976
CFI ,986
RMSEA (90% CI) ,032
Independence AIC 622,297

 

كشفت المعالجة الإحصائية في هذه الدراسة على نتائج تختلف باختلاف أفراد العينة خاصة على مستوى الجنس.وسواءأكانت هذه النتائج من النوع الذي يمكن توقعه أم من النوعالمثير للملاحظة،فإنالبيانات الإحصائية تؤكد صدق التصور العام المعتمد في هذه الدراسة في مجمله،وفق ما تنص عليه مؤشرات حسن المطابقة(Model Fit).

خاتمة

ملخص النتائج

أظهرت النتائج تفاوتا بين قيم معاملات الترابط بين متغيرات جودة الحياة لدى الطلاب يمكن تلخيصها كالآتي:

-الترابطات كلها كانت طردية تتراوح بين الضعيف والمتوسط والقوي بالنسبة لفئة الذكور، في مقابل الترابطات التي كانت كلها طردية تتراوح بين الضعيف والمتوسط  بالنسبة لفئة الإناث. ومعنى هذا أن مقاربة النوع مؤثرة في كل مشروع تربوي أو مخطط تنموي.

– التأكيد على أهمية المتغير المتعلق بالجانب التربوي في نسق جودة الحياة، إذ يفسر نسبة 12,98%من التباين الكلي. وعلى هذا الأساس فكل تجويد لمدخل التربية يصب في تجويد العنصر البشري كأداة وغاية بالنسبة للتنمية المستدامة.

-التنصيص على أهميةعامل تدبير الوقت بالنسبة للجنسين،حيث يفسر هذا العامل نسبة 15,64 %من التباين الكلي. كما تظهر النتائج وجود فروق ذاتمعنوية إحصائية لصالح الإناث بشأن الترابط بين العامل النفسي وتدبير الوقت من جهة، ووجود فروق دالة إحصائيا لصالح الذكور بخصوص علاقة عامل تدبير الزمن والعامل التربوي. أي أن هناك إشارة هامة إلى ضرورة مراعاة التوازن النفسي بالنسبة للإناث لضمان الصحة النفسية لديهن من جهة، والتدريب على إدارة الوقت بفعالية لدى الذكور لـتأمين الإنجاز الدراسي لديهم من جهة ثانية.

– يمكن إنجاز بحوث ميدانية من خلال اعتبار متغير تدبير الزمن بمثابة العامل الوسيط بين العامل التربوي وجودة الحياة خاصة عند فئة الذكورأولا، وثانيا اعتماد عامل الصحة النفسية كمتغير وسيط بين العامل التربوي وجودة الحياة بالنسبة لفئة الإناث. وهذه من الخيارات المتاحة لكسب فرص الاستثمار في الرأسمال الإنساني بوصفه المحور الأساس في التربية المستدامة.

توصيات

-الفعل التنموي المستدام ينبغي أن يكون تربويا وتعليميا يمر عبر الاهتمام بالرأسمال البشري بوصفه منتجا للثروة المعلوماتية والمعرفية في ظل أوضاع كونية  تتطلب تدريب الطلاب على فعالية إدارة الوقت…

-التنصيص على تفعيل وظائف التربية الحديثة في تشكيل العقل وبناء وعي جماهيري  مفعم بالقيم الإنسانية كالكرامة وتحقيق الذات والرضا عن الحياة والعيش بقيم التعاون والتسامح…

-التأكيد على التوازن في تحسين جودة حياة طلابنا وناشئتنا من خلال شمولية الفعلين التربوي والتنموي، إذ الرفاه النفسي مثلا لا يقل أهمية عن الرفاه المادي.

قائمة المصادر والمراجع

العربية

بكر, ج. إ. (2013). جودة الحياة وعلاقتها بالانتماء والقبول الاجتماعيين. دار الحامد للنشر و التوزيع.

بوحجي, م., الجالهمة, م., & السلمان, ج. (n.d.). رعايتنا الصحية خياراتنا.. مساراتنا .. قراراتنا (1st ed.). إخراج وطباعة جامعة البحرين.

خلف حمدان, م. ح. (2018). قياس جودة الحياة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، وتأثير بعض المتغيرات الديموغرافية عليها. دار نشر يسطرون.

الشرقي, ع. (2014). علم النفس الديني:مفهومه ومجالاته وطبيعة مقاربته. رسالة ماستر غير منشورة.

الشرقي, ع. (2021). التدين وتأثيره في جودة الحياة دراسة ميدانية. رسالة دكتوراة غير منشورة.

الشرقي, ع. (2023). جودة الحياة:مفاهيم ومقاربات. مجلة أنساق للفنون والآداب والعلوم الإنسانية, 4(1), 61–71.

الشريف, ع. ب. ع. (2017). جودة الحياة لدى مرضى السكري (1st ed.). أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي.

شعيب, ج. (2022). الصحة العقلية وأسباب الانتحار بالمغرب (pp. 1–2) [سنوي]. المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. https://www.cese.ma/ar/docs/la-sante-mentale-et-les-causes-de-suicide-au-maroc/

 

الأجنبية

Bentler, P. M. (1990). Comparative fit indexes in structural models. Psychological Bulletin, 107(2), 238.

Browne, M. W., &Cudeck, R. (1992). Alternative ways of assessing model fit. Sociological Methods & Research, 21(2), 230–258.

Costa, P. T., & McCrae, R. R. (1980). Influence of extraversion and neuroticism on subjective well-being: Happy and unhappy people. Journal of Personality and Social Psychology, 38, 668–678. https://doi.org/10.1037/0022-3514.38.4.668

WHOQOL. (n.d.). World Health Organization. Retrieved 29 December 2022, from https://www.who.int/tools/whoqol

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *