نوفمبر 23, 2024 4:12 ص

د. محمد سعيد محمد سالم

أستاذ مساعد جامعة تشكوروفا – تركيا

alwosabi1978@gmail.com

msalem@cu.edu.tr

00905319291744

https://orcid.org/0000-0001-7104-6880

الملخص تعدُّ الدراسات اللسانية الإدراكية المبنية على الانزياح من الدراسات الحديثة التي تهتم بدراسة علاقة اللغة بالذهن البشري عند الاصطدام بأكداس المفردات والألفاظ، فلا يكون إنجاز هذه المهمة إلا على يد سمات تنظيمية هي المقولة الفعلية والتعددات الدلالية. من هذا المنطلق توّزع هذا البحث، وصولاً لغايته، على محاور تبّين كيفيات الرؤية الإدراكية بما فيها من مؤشرات؛ التعددات الدلالية والانزياحات. ثم جنح نحو تطبيق هذه المؤشرات على مقولة الصيغة الفعلية للفعل «أتى»، حيث اقتضت خطة البحث أن تشتمل على مقدمة ثم مبحثين وخاتمة خصص المبحث الأول للدراسة النظرية، والمبحث الثاني لدراسة صور الانزياح الدلالي لصيغة الفعل (أتى). وقد هدف البحث إلى الوقوف على أبرز الانزياحات الدلالية للفعل (أتى) في النص القرآني، وتبيان دورها الدلالي من وجهة النظرة اللسانية الإدراكية. وتوصل البحث إلى نتيجة مفادها أَنَّ الفضاءات الدلالية للمؤشر الفعلي «أتى» تتعدى حدود المعاني المعجمية إلى معان دلالية أخرى يحددها السياق الذي ترد فيه. هذه المعاني المستجدة تعمل على خلق شبكة دلاليّة مترابطة سميكة لتكون خير عون على رصد الانسجام في القرآن الكريم. كلمات مفتاحية: الانزياح، التعددات الدلالية، المقولة، اللسانيات الإدراكية، الفعل أتي في القرآن.    

Dr. MOHAMMED SAEED MOHAMMED SALEM

Çukurova Üniversitesi – İlahiyat Fakültesi

 

Abstract

Cognitive linguistics is one of the modern studies that emerged in the seventies as a result of the active interactions that took place between sciences at the time. It is concerned with studying the relationship of language to the human mind when it collides with the heaps of vocabulary and words. This task can only be accomplished by organizational features that are the actual saying and semantic pluralities. From this point of view, this research was divided, to reach its end, on axes showing the modalities of perceptual vision, including its indicators; Semantic pluralities and shifts, then he tended to apply these indicators to the saying of the actual form of the verb “came”. This research has been divided into two sections and an introduction. The first topic is devoted to the theoretical study, while the second topic is to study the semantic displacements of the verb form (came), where the research aims to identify the most prominent semantic shifts of the verb (came) in the Qur’anic text and to show its semantic role from the point of view of The perceptual linguistic view, and the most prominent result of this is that the semantic spaces of the actual indicator “came” transcend the limits of lexical meanings to other semantic meanings.

Keywords: Displacement, Semantic Plurals, The Saying, The Cognitive Linguistics, The Verb (Came) in the Qur’an.

المقدمة هنالك قضايا جوهرية في التحليل الإدراكي للنص ودونها يبقى النص عقيماً مغلقاً لا تفتّح فيه ولا اتساع؛ ومن هذه الأسس يمكن الإشارة إلى «المقولة الفعلية» و«التعددية الدلالية» ولكل من هذه الأسس دورها الخاص في نفخ المعنى في قالب الألفاظ والتراكيب. والملاحظ أنّ هذه المباني لم تكن مفككة العرى إذ هنالك خطوط عريضة قاتمة تلحق بعضها ببعض ويكون منها مفاتيح لحل الشيفرات الدلالية الغامضة للكثير من البنى الدلالية والتراكيب. ولا يخفى على أحد أن للأفعال دوراً حاسماً في البنيات النصية ولا يوجد نص من النصوص إلا وترى فيه رزنامة من الأفعال تتكدس؛ هذا والقرآن الكريم، قد نظر فيه كثير من الدارسين ليكشفوا عن أسراره ومدى إعجازه إلَّا أنَّ هذا المحيط الذي لا نهاية لأمده ولا حدود لإعجازه يستعد بأن يكون محطة الكثير من الأبحاث الحديثة وكل بحث لا يزيده إلا الكشف عن أبعاد وزوايا بقيت خفية عن الأنظار طيلة قرون. أهداف البحث: يهدف البحث إلى:
  • دراسة نموذج من الأفعال ذات الدّلالات المتعددة «أتى» في القرآن الكريم. من منظور إدراكي.
  • استكشاف المعاني الغائرة وإزاحة الستار عن مدى فاعلية اللسانيات الإدراكية في القرآن الكريم.
  • إبراز دور الدراسات اللسانية في تحليل دلالات النص القرآني.
الأسئلة التي يحاول البحث الإجابة عنها: يسـعى هـذا البحث إلى الإجابة عـن أسئلة رئيسـية وهـي
  • ما مدى فاعلية اللسانيات الإدراكية في الكشف عن المعاني الغائبة لأفعال الحركة في القرآن الكريم “أتى” نموذجاً؟
  • ما هي الآثار التي تتركها التعددية الدلالية في بسط معاني “أتى” في لقرآن الكريم؟
      فرضيات البحث: اختلاف الغرض الجمالي للانزياح باختلاف السياق الذي ورد فيه؛ لکن غرضه الأســاس هو حث المتلقي على المتابعة والتفكير وتشكيل لوحة فنية قائمة على التصوير، كما أنَّ الدرس اللساني الإدراكي في القرآن الكريم، يساعد على الكشف عن المعاني الغائبة وخلق الأجواء الذهنية لدى المخاطب استكشافاً للمعنى واستجلائه.       خلفية البحث: القرآن الكريم -کما هو المعلوم- بحر شاسع وفيه كثير من المعارف والعلوم فكان من القديم ولايزال محط أنظار المحققين؛ فالفقيه يستنبط منه الأحكام الشرعية والنحوي يبني عليه قواعد التركيب والصيــغ، والبياني يبحث فيه عن طرق الفصاحة والبلاغة. أمّا بالنسبة للدراسات التي دارت حول القــرآن الكريم في العصر الحديث نجد أنها كثرت تلك الدراســات التي تمحورت حول الأسلوب القرآني، منها دراسة الظواهر الأسلوبية في كثير من السور القرآنية. منهج البحث: يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلـي الـذي يتناسـب مع طبيعـة الموضوع، وذلك من خلال تتبع الدلالات الانزياحية للفعل (أتى) في سياق الآيات القرآنية التي ورد فيها. وكان لازمـا عليـا معالجـة هـذه القضـية أن أتبـع المنهج التاريخي لبيان بعض مباحث هذا العمل، كمـا أفـدنا مـن المـنهج السـميائي في دراسة البنية التركيبية للنصوص القرآنية.       المبحث الأول
  • الانزياح
يعني: الخروج والانحراف عن لغة المعيار لصنع الكلام الأدبي الجميل، بعبارة أخری هو «اســتعمال المبدع للغة مفردات وتراكيب وصور اســتعمالا يخرج بها عمَّا هو معتاد ومألوف بحيث أن يؤدي ما ينبغي له أن يتَّصف به من تفرد وإبداع وقوة جذب وأســر» (ويس، 2002، ص 7). والأســلوبية اتصلت اتصالا وطيدا بالانزياح وإن النقاد ّ ومنظري الأســلوبية يتخذون في هذا المجال مســلكين؛ أحدهمــا يذهب إلى أن الأســلوبية يتعين بها جانــب من سمات الانزياح والآخر تتفق فيــه طائفة من النقاد ومن بينها جون كوهن على أن الأســلوب نوع من الانزياح والأسلوبية تدرس الانزياحات؛ حيث يقول: «فالأســلوب هو كل ما ليس شــائعاً ولا عادياً ولا مطابقــاً للمعيار العام المألوف وبهذا أنه انزياح بالنسبة إلی معيار، أي أنه خطأ، ولكنه خطأ مقصود» (کوهن، ١٩٨٦، 15). أما في المقالة هذه فقد اعتبر الانزياح أساســا للبحث وتهدف إلى استجلاء الظواهر الانزياحية في الفعل “أتى”. وقد انفرد القرآن الكريم بأسلوبه الانزياحي الذي أبهر أهل اللغة، وكان هذا الأسلوب الخلاب الذي تَمَيَّز بألفاظه المنتقاة بعناية، وتراكيبه وجمله، أحد أسباب إعجازه؛ إذ نرى التفنن والتنوع الذي يعطي للكلمة ما لا تعطيه كلمة أخرى. 2.1. الدلالة وأنواعها في اللغة العربية 1.2.1. مفهوم الدلالة في اللغة والاصطلاح: الدلالة في اللغة: لفظة دلالة مأخوذة من الفعل: دلَّ يدلُّ دَلالة، ودِلالة. تقول:(دللتك على الشيء دَلالة ودِلالة ودُلولةً ودُلولاً، والدليل بالفلاة كذلك) (ابن القطاع، 1983، ص 176). والدليل هو الدال على الطريق ونحوه، يقال: (دلّه على الطريق، وهو دليل المفازة وهم أدلاؤها) (الزمخشري، 1998، ص 226( الدلالة في الاصطلاح: (كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر والشيء الأول هو الدال، والثاني هو المدلول) (الجرجاني، 1983، ص104 (يرى ابن جني (ت392هـ) أنّ: (الكلام إنما وضع للفائدة، والفائدة لا تجنى من الكلمة الواحدة، وإنما تجنى من الجمل ومدارج القول. ((ابن جني، 1990، 2/333 .(وهذا يعني أنّ أهمية اللفظة المفردة ودلالتها لا تظهر إلا بسياق التركيب الذي ترد فيه؛ لأنّ اللغة نظام من العلاقات المترابطة بين أجزاء التركيب، فإذا اختلفت العلاقة بين هذه الأجزاء اختلت الصورة والمضمون (العبيدي، 1989، ص 7). وبناء على ما تقدم فعلم الدلالة هو علم لغوي يتخذ من تحليل معنى الكلمة، أو الجملة ميدانا له للكشف عن العلاقات اللغوية المختلفة بين أجزائها وتـقيـّد الدلالةُ بالوصف فتكون أنواعا. 2.2.1. أنواع الدلالات في العربية:
  • الدلالة الصوتية: وهي المعاني المستمدة من نطق ألفاظ بأصوات معينة (أنيس، 1984، ص 35).
  • الدلالة الصرفية: وهي المعاني التي تُعرِب عنها الأوزان والصيغ المجردة لبنية الكلمة (فريد، 2005، ص 35).
  • الدلالة النحوية: وهي المعاني المتحصَلة من استعمال التراكيب المكتوبة، أو المنطوقة على مستوى التحليل أو التركيب، فالدلالة التي تتحصل من العلاقات النحوية بين كلمات التركيب لا بد من أن تكون لها وظيفة نحوية بما تتخذه من موقع لها.
  • الدلالة المعجمية: هي ما نصّت عليها المعجمات في معنى الكلمة. على أنَّ المقصود بالمعنى المعجمي هو ما يدلُّ عليه اللفظ بحسب أصل وضعه في اللغة، ويمتاز بثلاث خصائص هي كونهُ عامًّا ومتعددا وغير ثابت (فريد، 2005، ص 51).
  • الدلالة السياقية: ويقصَدُ بها المعاني المستفادة من السياق اللغوي، وهو البيئة اللغوية التي تحيط ً بالكلمة، أو العبارة، أو الجملة، وتستمد أيضا من السياق الاجتماعي، وسياق الموقف، وهو المقام الذي ينتظم الكلام بعناصره كلها، من متكلم ومستمع، وظروف محيطة، فضلا عن مناسبة القول (فريد، 2005، ص 56).
3.1. اللسانيات الإدراكية: علم الدلالة الإدراكي الذي يحتجز قسماً معنياً من اللسانيات الإدراكية يعّد “من أحدث المباحث اللسانية الذي يهتم بالجانب العقلي والعمليات الذهنية والقدرات الإدراكية المساعدة في عملية تحليل الكلام وفهم فحواه، إذ إنّ اللسانيات الإدراكية لها علاقة باللسانيات النفسية واللسانيات الذهنية والمهارات الإدراكية الكثيرة وفلسفة الذهن والذكاء الاصطناعي وعلم النفس الإدراكي”(الفراهيدي،1984، 8/145). وانطلق هذا الاتجاه على يد روش وليكوف ولنكيكر وتالمي وفوكونيية. والهدف الذي ترنو إليها اللسانيات من وراء ذلك هو أن “توضّح الكيفية التي ترتبط بها اللغة والعالم بعضها ببعض في الذهن البشري، لتبيان الصورة التي يتعلق بها التمثيل الذهني للجمل والتمثيل الذهني للعالم وتندرج اللسانيات المعرفية في هذا الإطار لانطلاقها من مسلمة ذهنية مفادها أن اللغة الطبيعية بنية معلومات مرمزة في الذهن البشري، أو هي تمثيل ذهني؛ ومن ثم فإن المعلومات التي تحملها اللغة مصوغة بالطريقة التي ينظم بها الذهن التجربة، ولا يمكن لهذه المعلومات المتجلية في التمثيلات اللغوية أن تحيل على العالم الواقعي كما في النظريات الأخرى وإنما على عالم مسقط ناتج عن هذه البنية ووليد التنظيم الذهني المذكور. فالبشر لا يتحدثون عن الأشياء إلا بفضل امتلاكهم تمثيلات ذهنية عنها”(عباينة، 2021، ص 35). فعليه اللسانيات الإدراكية تقدم فهم اللغة للمتلقي على أساس ما يدركه إدركاً ملتصقاً بالبيئة كما تكون هذه العلاقة عكسية إذا كانت اللغة تجريدية فالمتلقي يلتقط المعنى الانتزاعي حسب ما تعطيه المفردة وترسمه في باله. فعلم الدلالة الإدراكي على ما تصفه دزه يي “انبنى أساساً على التحليل المفهومي التصوري للأنظمة اللغوية المستعملة، استناداً إلى التجارب البشرية في العالم والخيط المشترك والرابط بين جميع القدرات العقلية الداخلية، مما يشكل قناة إدراكية تأويلية بين المدركات التصورية أو التخييلية والحسية لأنّ إنتاج المعنى لا يقتصر على البنى اللغوية وإنما يتعداها إلى شتى جوانب العقل”(دلخوش، 2014، ص. 54). يوظف علم الدلالة الإدراكي في مجالات عديدة للمستويات اللغوية لكن من أرقى وظائف هذا العلم التي تجلّت بشكل سافر عند ظهور هذه النظرية هي وظيفة التوسيع الدلالي الذي يتم عبر أنساق وتقنيات خاصة في الدرس الإدراكيّ. 4.1.  أصول علم الدلالة الإدراكي أشيد صرح اللسانيات الإدراكية على أسس وقوائم رئيسة تساعد على فك الشيفرات الدلالية وتؤدي إلى إقامة علاقة متينة بين الدلالات المتباينة وتعطي منهجية مناسبة للتحليل واستقصاء في نفقات النصوص وغياهبها. وهذه الآليات أو الأسس هي: المقولات، والتعددات الدلالية.
  • المقولة: من أهّم القضايا التي تلفت الأنظار في واجهة اللسانيات الإدراكية؛ وحدوثها في الغالب حدوث إدراكي، ذهني. فالمقولة معنى كليّ يمكن أن تكون محمولاً في قضية ما (عمر، 2008، ص.187). والمقولات: هي، كما جاء في المعجم الفلسفي، المحمولات الأساسية التي يمكن إسنادها إلى كل موضوع، كالمقولات العشر لأرسطو. والمحمولات هي معارف كلية، كقولنا: الحيوان، حيث يشمل عدة أجناس كالإنسان والفرس والجمل وغيرها، مع أنّ الإنسان ليس ذاتياً بالنسبة للحيوان، لأنه ليس تمام حقيقته ولا جزءها ولا عرضاً خارجا عنها (المظفر، 2006، ص.81)، فالمقولة تتناول جزءاً من حقيقة ما وتُبقي سائر الأجزاء مفتوحة. فخلق المقولات أو كيفية وضع بعض الألفاظ في إطار مقولة ما عملية تتوقف أكثر ما تتوقف على الإجابة عن هذا السؤال أهي لفظة تستأهل بأن تدخل ضمن هذه الفئة اللغوية أو تلك؟ فعملية خلق المقولات نشاط ذهني فاعل لا تتدخل فيه إرادة الإنسان في الغالب، ثمّ مشاكلة التجارب الشخصية وتماهيها تؤدي إلى ردود أفعال مماثلة في الظروف المشابهة فتوظيف التجربة السابقة للتصرفات الراهنة تعد الحجر الأساس لخلق المقولات في الذهن لغوية كانت أم غير لغوية. وتتفرع المقولات إلى أقسام أهمها المقولات الدلالية والمقولات الصرفية، المقولات الدلالية تبحث عن الدّلالات المتجانسة والمتقاربة في المعنى التي يمكن أمن نطلق عليها تسمية المعاني الأسرية وتدرس الوجوه العلاقاتية بينهما. أما المقولات الصرفية فتفتش عن البنى الصرفية المتجزرة في المفردات وتسحب عن وجهها الأغطية الدلالية التي توارت في الحجاب عند سيطرة البنية الصرفية عليها. فهذه الرؤى التي تدرس المقولات مهما كانت، تؤدي في النهاية إلى إمكان وجود درجات من العلاقات النمطية النموذجية بين مختلف المعاني، وتمييز بعض المعاني المركزية من أخرى مشتقة أو غير مركزية، فالمقولات تقدم لوحة من العلاقات التي تتواجد في البنى الدلالية أو الصرفية.
  • التعدد الدلالي
يعدُّ من المصطلحات اللغوية الحديثة التي رفضت إلى حد كبير المشترك اللفظي الذي عهد قديماً؛ وقد أثار بين اللسانيين ما يسمى بـ رصد المعاني في الشبكة الدلالية التي تحتوي على معنى مركزي تليه معان تتراوح بين القرب والبعد؛ لذا يمكننا القول أنَّ “التعدد الدلالي ظاهرة لغوية تتعلق بدلالة وحدة لغوية معينة على عدد من المعاني المتعالقة. ويحاول اللسانيون المعرفيون الاستدلال على أن التعدد الدلالي لا يقتصر على معاني الكلمات ولكنه سمة أساسية في النسق اللغوي عموماً، يعمّ مختلف مستوياته. إنه أداة للتعميم عبر ظواهر لغوية متمايزة، تمكّن من الكشف عن الصلة العميقة والرابطة بين التنظيمات المعجمية والصرفية والتركيبية. وهناك أمثلة كثيرة تدل على ورود ظاهرة التعدد الدلالي عبر مختلف مستويات النسق اللغوي. وقد اعتبر مستوى الدلالة المعجمية تقليدياً، المجال الذي حظي بأكبر قدر من الاهتمام بهذا الخصوص للكشف عن تعدد دلالات الفعل الواحد، مثل: ضرب زيد عمراً، ضرب زيد في الأرض، ضرب زيد بحظ وافر في العلم” (الشمري، 2014، ص 4-5)، لذلك نجد أن التعدد الدلالي لم يكن محصورا في مستويات دلالية محددة بحدّ ذاتها، بل تتفاوت الدلالات في البنى الصّرفية للمفردات؛ فمثلاً صيغة التصغير تخضع للعديد من المعاني وكذلك أسماء الفاعل والصيغ الفعلية المتباينة تمهد الطريق لقبول كميات كبرى من المعاني والدلالات. 5.1. المعنى المعجمي للفعل “أتى” بعد التفتيش عن المؤشر الفعلي “أتى” في المعاجم يتضح أن المعنى القاموسي الذي يتميز به هذا المؤشر لا ينحصر في نطاق ضيق، بل إنه مترامي الأطراف يشمل العديد من المعاني و الدلالات منها: المجيء، القرب والدنو، المرور، الوصول، الإهلاك، الفعل، المباشرة، الانتساب (مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، 1426)، وغيرها من المعاني المنتزعة من دلالات الفعل “أتى” وهي مجردة من البناء للمجهول أو الاستقرار في بطون مزايدات وزنية خاصة إلا أن انسيال هذه المعاني المعجمية العديدة من مؤشر فعلي متوحد ظهرت على منصة العناية بعد أن خضع المؤشر “أتى” لبعض التقلبات والصيرورات من دون مسه للسياق أو الترابط بالفضاءات الذهنية الإدراكية؛ لأنها لا تمتّ للوضع المعجمي بصلة اللهم إلّا فيما قلّ وندر؛ فمعنى المرور بالشيء لا يلحق بـ«أتى» إلا بعد التحاقه بالمؤشر الحرفي “على”؛ وكذلك الإهلاك لا يستنبط من الفعل «أتى» في المعنى المعجمي إلا إذا اقترن بـ«على» وقد يتغير المعنى تغيراً تاماً عند التلازم بالمؤشر الاسمي «المرأة» و«القوم»؛ فالأول يضفي عليه معنى المباشرة والثاني عمد معناه نحو الانتساب إلى القوم. حين استقراء الشبكة الدلالية المتواجدة في المعنى المعجمي يصطدم المتلقي بماهية المجيء في أحشاء جميع أعضاء هذه الشبكة فالمعنى المركزي لـ«أتى» هو المجيء فهو يعد رأس هذه الشبكة المعجمية ثم أن بصيص هذا المعنى يألق في جميع هذه الدلالات فالدنو هو المجيء إلى حيث يتقابل الشيئان عن كثب، المرور هو المجيء مع السير فهو أكثر انفعالاً وحراكية قياساً للدنو، والمباشرة يتضح فيها المجيء باستحضار جنسية خاصة من البشر ألا هي المرأة المهذبة، ثمّ الهلاك هو مجيء الأمر الضاّر المفترس في أبشع حالة متصورة وهو الموت الذي يدنو من الشخص حتى يسلبه الحياة فهو أرهب صورة المجيء، ثم الانتساب إلى القوم هو المجيء من مبدأ خاص إلى ناحية أخرى والصيانة والإحالة إلى تلك الخصوصية وهذه الدلالة ذات بعدين؛ بعد مادي وبعد آخر معنوي فالوراثة أو الولادة المتجسدة في الانتساب أمر مادي ثم الرؤى والفكر صور تجريدية غير مادية أما الدلالة الأخيرة التي تتعلق بقرارة هذه الشبكة الدلالية المعجمية فهي دلالة «أتى» على إنجاز الفعل وكأن هذه الدلالة تتجرد من معنى المجيء تجرداً حاتاً وتبقى على الحركة التامة. المبحث الثاني الانزياح الدلالي الإدراكي للفعل «أتى» في النص القرآني الفضاءات الدلالية للمؤشر الفعلي “أتى” في ساحة النص الشريف تستوعب العديد من المعاني وهي تتعدى حدود المعاني المعجمية إلى أخرى معاني شاسعة واسعة وهي تصنف كالتالي: الدنو، والإصابة والقلع، والعذاب، والسوق، والجماع، والعمل، والطاعة والإقرار، والخلق، والمجيء بعينه، والظهور، والدخول، والمضي، والمفاجأة، والنزول (آل عصفور، القاموس الوجيز، المادة: أ ت ي)، والإرسال (الدامغاني، الوجوه والنظائر، 1983، المادة: أتي) .وهنالك معاني أخرى لم تشر إليها كتب القواميس القرآنية لكن البحث امتص معانيها من الآيات القرآنية واستخلصها مما يدركه الذهن انطلاقاً من السياق، وللمعاني الهامشية والدلالات المجازية دور لا ينكر في توسيع الدلالات “حيث ينقسم المعنى في تقسيمه العام إلى قسمين؛ ويشير الشاطبي من بين علماء التراث إلى هذا التقسيم باختيار مصطلحي الدلالة الأصلية والتابعة كما يقول للكلام من حيث دلالته على المعنى اعتباران: من حيث دلالته على المعنى الأصلي ومن حيث دلالته على المعنى التبعي الذي هو خادم للأصلي” ( مرادي، سليمي، 1983، ص.91).
  • “أتى” يدل على “الصنع”
في قوله تعالى: ﱩ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﱨ (طه:20)، فمهما يفعله الساحر ويكابد في صنعه فهو صنع عقيم غير ناتج. فـقوله تعالى: “حيث أتى” يتمسك في دلالته بالخيوط الدلالية السابقة ولا يدركه الذهن إلا عبر التزاوج الدقيق الذي يقيمه بين “ما صنعوا” و”صنعوا” و”أتى” ذلك أن المعنى لا يستقيم إذا أحكرت الدلالات في المعنى المعجمي وانحصرت. وتتميز في الغالب هذه الدلالات بالثنائية الدلالية ذلك أن “أتى” هذا يصح أن يدخل ضمن الشرائح الدلالية لــ “فعل” كما يتمكن من الولوج في دائرة “صنع” أيضاً إلا أن الثاني أشد تثبيتاً للآية المذكورة “فصنعهم هو بإلقاء حبالهم وعصيهم وسحر أعين الناس ليكيدوا لهم فيكفرون بما أتى به موسى عليه السلام ويؤمنون بفرعون إلها فيضلون الناس عن السبيل، وهذا ما ابتدأوه فصاروا يبدعونه ويبتكرونه ويصنعونه حيث لم يكن قبل ذلك موجوداً فسمي صنيعا” (بلاغي نجفي، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ص 123).
  • “أتى” يأتي بمعنى (مارس وفعل وزاول ونكح وطِئ)
عند استعمال الفعل (أتى) في النص تتسع شبكة دلالته حيث تشمل الأمور السلبية أمثال فعل الفاحشة واللواط أيضاً، ما تفتقدها الدلالة المعجمية، ولم تكن هذه الدلالة شاذة إذ تواترت في النص القرآني تواتراً ملحوظاً قال تعالى:ﱩ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﱨ (الأعراف:80)، جاء الفعل(أتى) في الآية مضارعا مسندا إلى واو جمع الذكور بصيغة الأفعال الخمسة وهو متعد إلى مفعوله الظاهر (الفاحشة)، فالمعنى الذي تضمنه الفعل هو الذي أوجب أن يكوم متعديا. والمعنى أتمارسون الفعلة الشنيئة والدّنيئة التي هي غاية في القبح؟ فكانت فاحشتهم إتيانهم الذكران في أدبارهم وهو فعلٌ ما سبقهم إليه من أحد من العالمين (الزجاج، 1988، 4/125؛ النيسابوري، 1994، 7/169؛ الفراء، 1995، 2/225). وقد كرر هذا الفعل بهذا المعنى في الاستعمال القرآني في غير موضع من القرآن الكريم (عبد الباقي، 1998، 2-3). كقوله تعالى: ﱩ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ (الأعراف:81)، ﱩ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﱨ (الشعراء (165: في هذه الآية ورد الفعل “أتى” بصيغة المضارع المسند إلى فاعله – واو جمع الذكور- المسبوق باستفهام إنكاري (أتأتون) متعديا إلى مفعوله من دون واسطة، أي أنكم تطؤون الذكران بشهوة كإتيانكم النساء؟ فيقول: ﱩ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﱨ(النّمل:55) وقوله تعالى:ﱩ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡﱨ (العنكبوت:29) فالإتيان لا يختص بمباشرة النساء، بل صدق على الالتصاق بالرجال حينما تغلبهم الشهوة وتسيطر على كيانهم وهذا الإتيان فِعْلُ سلبيّ ترفضه النفوس الطيبة السليمة.
  • انزياح الفعل (أتى) إلى معنى “باشر وجامع”
نجد أنَّ النَّص القرآني لا يغمض عن التصريح بهذا المؤشر الفعلي في المواطن الصحيحة وذلك نحو قوله تعالى: ﱩ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﱨ (البقرة (223وقوله: ﱩ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﱨ (البقرة: (222 فقد جاء الفعل في هذه المواضع بصيغة الأمر المسند إلى واو الجماعة، وهو فعل متعدٍّ إلى مفعوله من دون واسطة، لكونه متضمن معنى (جامِعوا) يقول الطّبريّ: “الإتيان في هذا الموضع، كناية عن اسم الجماع” (الطبري، 2000، 4/398).
  • ثم يأتي بمعنى “الحشر”
من دلالة هذا الفعل أنه ينصرف إلى دلالته على الحشر في ساحة القيامة وبيان الكيفيّة التي يحشر عليها الناس في هذا اليوم وهذه من المعاني التي تنساق مع السياق والإدراك الذهني في دراسة الفعل”أتى”، فقوله تعالى: ﱩ ﮜ ﮝ ﮞ ﱨ (النّبأ: 18)؛ يعني فتحشرون زمرا زمرا فانصرف الفعل إلى بيان المحشر ووصف الصورة التي يكون عليها المشهد في يوم الحساب.
  • بمعنى “الحلف”
وهو المعنى الذي يطرأ على هذا الفعل في سورة يوسف عن لسان يعقوب عليه السلام: ﱩ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﱨ (يوسف:66)، فالإتيان بالموثق من الله هو الحلف المقبول المعتمد عليه (البيضاوي، 1418، ص 220).
  • ثم يأتي بمعنى “الدخول”
وهي الواجهة الأخرى من الواجهات الدلالية التي يتميز بها الفعل المدروس منها ما ورد في سورة البقرة قال تعالى: ﱩﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﱨ، فإتيان البيوت يعني الدخول فيها، والذاكرة توحي للمتلقي صورة الدخول حين استحضار هذه الشريحة فالطريقة الصحيحة للدخول إلى البيوت هي دَقُّ أبوابها ودخولها بعد أخذ الإذن من أهلها بطريقة لا تخلو من الأنس والمحبّة؛ والدلالة الأخرى للفعل “أتى” ما ورد في الآية الكريمة:ﱩ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱨ (الصافات:28)، وهي تعني أن المسئولين يوم القيامة يقصدون بهذه الكلمة أنَّ المصلين هم الذين كانوا يأتونهم وهنالك تتسامى الدلالة الحركية الجهيّة للمؤشر الفعلي “أتى” فبعدما يتساءل المسؤولون و«بعد أن انقطع أملهم في معبوديهم ورؤسائهم و تبين لهم عجزهم عن المناصرة وصاروا يتلاومون بينهم «قالوا» الأتباع لرؤسائهم «إِّنَّكُمْ كُنـْتُمْ» في الدنيا «تَأتُونَنَا عَنِ الْيَّمِينِ» من طريق الحلف فتقسمون لنا أن دينكم هو الحق، وتمنعوننا عن اتباع الرُّسل، وتزيفون لنا ما جاءوا به من عند ربهم حتى أقنعتمونا، فأين الآن يمينكم وأين ما وعدتمونا به؟ وهذا أولى من تأويل اليمين بالقوة والقهر أو بالخير والبركة، أي كنتم تمنعوننا عن الخير وتصدوننا عن الهدى وتضللوننا عن الحق قهرا وقسرا لما لكم علينا من القوة والغلبة، ووصفت اليمين بالقوة لما يقع فيها من البطش، ووصفت بالخير لأنها مشتقة من اليمن أي البركة (آل غازي بن ملاحويش، 1382، 3/ 223).
  • المداهمة أو الإصابة والتعذيب
هي ما تشق عصا المعاني في دراسة هذا الفعل وقد تواترت في القرآن الكريم؛ نحو: ﱩ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﱨ(الأنعام:40)، أي أصابكم عذاب الله، وقوله تعالى: ﱩ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﱨ (الرعد:41)، أي نعذب الأرض ومن فيها.
  • الاستحضار والتواجد
وهي من الدلالات التي تنبثق من المؤشر الفعلي “أتى” في الرؤية الإدراكية فـ”أتينا” في الآية: ﱩﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﱨ(الأنبياء:47)، تدل على الاستحضار أي أحضرناها (البيضاوي، 1418، ص 445)، حيث كل الأعمال التي قام بها الناس في هذه الدنيا تحضر آنذاك ولا تترك فيها شاردة ولا واردة إلا تعد بحسبان ويرى الناس ما فعلوه مستحضراً أمامهم، ثم الحضور البحت هي الدلالة التي حلت في محطة هذه الآية: ﱩﰪ ﰫ ﰬ ﰭ ﱨ)المدثر:47)؛ اليقين الذي ورد في هذه الآية يعني الموت والموت يحضر لدى الميت استحضاراً وجدانياً من دون أن تُصَوَّر له حركة تتحقق في الإتيان والمجيء، بل هو استحضار فجائي يغمر المحتضر في الآونة الأخيرة من حياته.
  • كما تنزاح دلالة هذا الفعل إلى “مُضِيِّ الزَّمَنِ ومُرُورِهِ”
من الدلالة التي يمكن الوقوف عليها للفعل (أتى) في هذه الآية الكريمة: هي حركة الزّمن ودورانه يكون ثم يمرّ ثم يمضي، قال تعالى: ﱩ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﱨ(الإنسان:1)، حرف الاستفهام “هل” في هذه الآية ينزاح عن دلالته الاستفهامية ليعبر عن الحرف اليقيني “قد” وانزاح معنى الفعل “أتى” إثر هذا التجاور المنزاح ليدل على المرور والمضِيّ فيكون المعنى قد مَرَّ على الإنسان حين من الدَّهر لم يكن للإنسان فيه ذكر. أمّا الاستماع فهو من المعاني الدسمة التي أخذ المؤشر الفعلي “أتى” نصيباً وافراً منه في كثير من الآيات منها: ﱩ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱨ (طه:9)، ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﱨ(ص:21)، ﱩ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﱨ (الذّاريات:24)، وقوله تعالى في سورة البروج: ﱩ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﱨ. فالإتيان الذي يدركه الذهن في هذه السياقات النصية يطوف في دائرة يمكن التعبير عنه بدائرة الحركة الصّوتية والنقل التعبيري ففي هذه الآيات لا يتحقق المجيء للكينون البشري أو الكينون الوجودي على الطرق المعهودة، بل تحقيق هذا الإتيان يتّم عبر النقل الصّوتي وادخاره في الذاكرة مما يصدق عليه التأويل بالاستماع.
  • أما الإتيان بمعنى “المجيء”
أكثر تواتراً قياساً بسائر الشرائح الدلالية الأخرى نحو: ﱩ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙﭚ ﱨ(غافر:50)، وقوله تعالى: ﱩ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﱨ(الأنعام:4)، وقوله: ﱩ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﱨ(النّساء 102)، والكثير الكثير من الآيات ورد فيها “أتى” ليدل على المجيء البحت من دون غيره من الدلالات.
  • “المرور والوصول”
حيث تنزاح دلالة هذا الفعل لتأتي بمعنى المرور والوصول وذلك كما جاء في الآيات التالية: ﱩ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﱨ(الأعراف:138)، فـ”أتوا على” يعني “مَرُّوا”(تفسير الْجلالين، 1416، ص 170) والوصول هي أخرى الدلالات التي أنجبتها ثنائية السياق والإدراك في مثل: ﱩ ﭮ ﭯ ﭰ ﱨ(الكهف:77).
  • ويأتي بمعنى “أشْرَفَ”
        كقوله تعالى: ﱩ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﱨ(النّمل:27)، فقد جاء الفعل (أتى) بصيغة الماضي لازما مسنَدا إلى واو جمع الذكور لتضمنه معنى (أشْرَفَ) وهذا الفعل يتعدّى بحرف الجر (على) الذي يفيد معنى القهر والتّسلط والاستعلاء، وهو ما يحاكي كلام النّملة ويسوغ إصدار أمرها للنمل بدخول المساكن حرصا على المصلحة، وحفظا للأرواح من أنْ تداس وتحطّم، والإشراف سبيل الإتيان، وأولّ مراحله. ومن المعاني البديعة التي يعتصره النص في حض الإدراكات الذهنية هو نزع هذا المؤشر الفعلي عن أي دلالة معنوية وتمحضه آنذاك ليخلق فعلاً تركيبياً موافقاً للسياق وذلك نحو: ﱩ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﱨ(الأنعام:34)، أو قوله: ﱩ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﱨ، (النّحل:26)؛ فــــ “أتاهم نصرنا” يعني نصرناهم و”أتاهم العذاب” يعني عّذبناهم وكأن الإتيان ينعدم تماماً في هذه الكينونات الفعلية.
  • ومن المعاني الانزياحيّة للفعل “أتى” (قَرُبَ ودَنَا)
قال تعالى في سورة النحل: ﱩ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ. ممّا يلاحظ في سياق الآية أنّ الفعل (أتى) جاء لازما مكتفيا بفاعله، دالا على معنى (قَرُبَ) و(دَنَا) (العسكري، 2007، ص73؛ وينظر: فاضل، 2005، 1/39)، والمقصود هو القرب الزّماني كما يروي الفيروز أبادي (الفيروز أبادي، 1996، 2/44). وقد جاء لفظ الماضي (أتى) بمعنى المضارع (يأتي) فدلالة الفعل في الآية فيه انزياح زماني للمستقبل فصدق إتيان الأمر صار مجيؤه بمنزلة ما قد مضى وكان، فحسن الإخبار عنه بالماضي، وأكثر ما يكون هذا فيما يخبرنا الله جلَّ ذكره به أن يكون، فصحّة وقوعه وصدق المخبر بِهِ صار كَأَنَّهُ شَيْء قد كان (القرطبي، 1405، 417؛ الأصبهاني، 1995، 190). كما ورد الفعل (أتى) في القرآن منزاحا عن معناه الأصلي الدّال على الإتيان إلى معنى “أصاب”. قال تعالى: ﱩﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﱨ (الأنعام:47). وقوله تعلى: (قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتَا أَوْ نَهَارَا ماذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ﴾ (يونس:50) ذكر الفيروز أبادي أنّه يعني وصول شيء بشيء، حيث جاء بصيغة الماضي المتعدّي إلى مفعوله (ضمير جمع المخاطبين المتّصل) حيث اقتضى المقام تعديه لتضمنه معنى (أصاب) الذي هو من الأفعال المتعدية إلى مفعولها من دون واسطة (الفيروز أبادي، 1996، 2/44). 15.2.     كما جاء بمعنى “قَلَعَ ودَمَّرَ” في قوله تعالى: ﱩ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﱨ(النّحل:26). جاء الفعل (أتى) بصيغة الماضي المستأنف بالفاء متضمنا معنى (القلع والهدم والتّدمير والخراب) (الفيروز أبادي، 1996، 2/44)، وقد أخذ مفعولا ظاهرا هو (بنيانهم). والمعنى الانزياحي الذي خرج إليه الفعل (أتى) هو أنّ الله قد اقتلع بنيانهم ودمّره واجتثّه من أصوله (الطبري، 2000، 17/193؛ ابن الفراء، 1420، 3/319)، ونقضه من قواعده (ابن عاشور، 1984، 14/134؛ عضيمة، 2004، 10/319)، ومن هذا المعنى (الإتيان) الموت والبلاء (النيسابوري، 1994، 8/133). ويرى بعض أصحاب اللغة والنّحو أنّ هناك ثَمَّة حذف في الآية (فأتى الله بنيانهم من القواعد)، أيْ حذف المضاف (أَمَرَ) وأُقِيمَ المضاف إليه لفظ الجلالة (الله) مقامه، وفائدة الحذف هنا بيان شدَّة العذاب (بنت الشاطئ، 1990، 53). وقد ورد الفعل (أتى) بهذا المعنى في غير موضع من القرآن الكريم (ينظر: الذّاريات:42). 16.2.    وينزاح إلى معنى “العذاب” كما في قوله تعالى: ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﱨ (الحشر:2). فقد انزاحت دلالة الفعل (أتى) في الآية الكريمة للتضمن معنى العذاب دلّ على ذلك السياق الذي ورد فيه الفعل، إذْ المعنى إنَّ الله قد عذّبهم من حيث لم يظنوا أو يتوقعوا، أو من حيث لم يخطر ببالهم أنْ يأتيهم أمره من تلك الجهة (النيسابوري، 1994، 4/296؛ القنوجي، 1992، 14/39).
  • انزياح الفعل بمعنى “يظهر أو يخرج”
في قوله تعالى: ﱩ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﱨ(الصّف: 6). فدلالة الفعل في الآية انزاحت عن دلالتها الأصليّة (الإتيان) لتدل على الظهور والخروج حيث جاء الفعل (يأتي) بصيغة المضارع مسندا إلى ضمير الغائب المستتر (هو) مكتفيا به لتضمنه معنى (يظهر أو يخرج) (الفيروز أبادي، 1996، 2/44؛ فاضل، 2005، 1/207)، وهما فعلان قاصران يكتفيان بالمرفوع، لذا اقتضى أنْ يكون المحمول عليهما لازما يتعدّى إلى مفعوله بحرف الجر (من).
  • كما يأتي بمعنى “صار وأصبح”
يقول تعالى: ﱩ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﱨ(يوسف: 93). جاء الفعل (أتى) هنا بصيغة المضارع المجزوم المتعدّي إلى مفعوله بنفسه، الواقع جوابا للأمر، بمعنى: صار، قال الزّمخشري: (“يأتي بصيرا” يصير بصيرا، كقولك: جاء البناء محكما، بمعنى صار) (الزمخشري، 1407، 2/503)، ومما يدعّم رأي الزمخشري في انزياح فعل الإتيان ليدلّ على الصيرورة ما ساقه الألوسي من استدلال بالقرآن عليه أذْ قال: (أيْ يصير بصيرا ويشهد له “فارتدّ بصيرا” أو يأتِ إلَيَّ وهو بصير “وأتوني بأهلكم أجمعين”) ((الألوسي، 2005، 13/68).
  • انزياح الفعل (أتى) إلى معنى “اتَّبع وحضر”
قال تعالى: ﱩ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﱨ(الأنبياء:3). فالفعل في (أَفَتَأْتُونَ) الآية الكريمة ورد بصيغة المضارع المتعدي إلى فاعله بنفسه دون الحاجة إلى واسطة، وقد جاء مسبوقا بهمزة الاستفهام التي تفيد معنى الإنكار (الزمخشري، 1407، 3/102؛ الألوسي، 2005، 17/14)، فالفعل هنا قد انزاح ومال عن معناه الأصلي الدّال على الإتيان إلى معنى الاتباع للسَّحرة وسحرهم وحضوره وقبوله (فاضل، 2005، 1/207 – 208) يقول الزّمخشري: “اعتقدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون إلّا ملكا، وأنّ كل من ادّعى الرّسالة من البشر وجاء بمعجزة هو ساحر ومعجزته سحر، فلذلك قالوا على سبيل الإنكار: أفتحضرون السِّحر وأنتم تشاهدون وتعاينون أنّه سحر”(الزمخشري، 1407، 3/102(. هذه هي المستويات الدلالية التي تشع في النص انطلاقاً من السياقات النصية والأسورة الإدراكية أمّا مهمة البحث فهو تصنيف المعاني للفعل “أتى” ونضدها أساساً على الحمولة المعنوية التي تضعها في أحشاء النّص لكشف القناع عن وجه المعنى المركزي والعثور على المعنى النموذجيّ.     الخاتمة تحديد نوعية الصيغة الفعلية والمعنى النمطي النموذجي يتوقف أكثر ما يتوقف على تواتر العينة المعنيّة في الفعل؛ ففي الفعل “أتى” المعنى المتواتر المتكرر هو المجيء، فالمعنى الذي يحطم رقماً قياسياً في هذا الفعل يمكن أن نطلق عليه المعنى النمطي النموذجي. هذا الكينون الفعلي يتجزأ إلى مجموعة الدلالات التالية: الحركة والدينامية، الانسياق الأمامي، والدنو والاقتراب، الغياب الزمكاني والظهور الزمكاني المتأرجح، هذه الأبعاد الدلالية التي تشاهد منعرجاتها في الفعل “أتى” نفسه. فالدنو والإصابة والتعذيب والسوق والجماع والمضي والنزول والإرسال والحشر والدخول والإحضار والوصول كلها تتضمن المجيء من دون إسقاط أيقونة معنوية خاصة، بل بزيادة مشهودة فمثلاً الدنو يعني الإتيان إضافة إلى تحديد كيفية هذا الإتيان بأنه الاقتراب البحت الذي يحقق المشافهة والمجابهة للكينون الذي وجه إليه ثمّ الإصابة هي تحقق للمجيء حتى الاصطدام المخرب السالب، ثمّ السوق هو المجيء إلا أنه يفتقد الطواعية، بل يسطر عليه الكراهية والقسر حيث يتحقق المجيء بقيادة كائن أجنبي؛ ثم الظهور هو مجيء الكينون الغائب المتواري والإرسال هو المجيء المستهدف الذي يحمل فاعله مهمة خطيرة على عاتقه وكأنه المأمور الذي لا يتمكن من التقلص عما وّكل به، أما النزول فهو المجيء الذي يسفر عن الكيفيات الحراكية؛ فهو سهم يوجه من الفضاء المتصاعد إلى أن يسقط أو يتساقط ثم الحشر يهندس فيه هندام المجيء فهو يعني استحضار وفد من الناس يتفشّى في الكينون المكاني ثم الدخول هو المجيء مع التغير المكاني وكذلك الوصول؛ فهذه الحلقات الدلالية تتصل اتصالاً شبه تام بالدلالة المركزية ؛ إلا أن هذه الأسرة الدلالية تنفصل انفصالاً منقطعاً عن الرأس في بعض الدلالات منها الحلف والانتفاع والاستماع والمشاهدة؛ فعليه يستنتج أن الفعل “أتى ” يقدم بضاعة سميكة من الدلالات. المصادر والمراجع
  • القرآن الكريم
  • ابن الفراء، أبو محمد الحسين بن مسعود، معالم التّنزيل في تفسير القرآن، تح: عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1420هـ.
  • ابن القطاع، علي بن جعفر بن علي السعدي، كتاب الأفعال، عالم الكتب، ط3، 1983م.
  • ابن جني، أبو الفتح عثمان، الخصائص، تح: محمد علي النجار، دار الشؤون الثقافيّة العامة، مصر، ط4، 1990م.
  • ابن عاشور، محمد الطاهر التونسي، التّحرير والتّنوير، الدار التونسيّة للنشر، تونس، 1984م.
  • الأصبهاني، أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي، إعراب القرآن، تح: فائزة بنت عمر المؤيد، ط1، 1995م.
  • الألوسي، أبو الفضل شهاب الدّين السيد، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، تح: السيد محمود السيد- سيد إبراهيم عمران، دار الحديث، القاهرة، 2005م.
  • آل عصفور، ميرزا محسن، القاموس الوجيز لمعاني كلمات القرآن الكريم، مأخوذ من المكتبة الشاملة، د.ت.
  • آل غازي، عبد القادر بن ملا حويش، بيان المعاني، مطبعة الترقي، دمشق، 1382هـ.
  • البيضاوي، ناصر الدين عبد الله بن عمر محمد بن علي الشيرازي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تح: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1418هـ.
  • الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين الشرف، التّعريفات، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1983م.
  • الدامغاني، الحسين بن محمد، قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، 1983م.
  • الزجاج، أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، معاني القرآن وإعرابه، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1988م.
  • الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد جار الله، أساس البلاغة، تح: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 1998م.
  • الزمخشري، أبو القاسم جار الله، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1407هـ.
  • الشمري، غسان إبراهيم، عن أسس اللسانيات المعرفية ومبادئها العامة، بحث مقدم للمؤتمر الدولي الثالث للغة العربية، الرباط، المغرب، 2014م، ص 1- 14، الموقع.
www.alarabiahconference.org/modules/conference_seminar/index.php?conference_seminar_id=83
  • الطبري، محمد بن جرير أبو جعفر، جامع البيان في تأويل القرآن، تح: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1، 2000م.
  • العبيدي، رشيد عبد الرحمن، الألسنيّة بين عبد القاهر الجرجاني والمحدَثين (بحث)، مجلة المورد، العدد3، دار الشؤون الثّقافيّة العامة، بغداد، 1989م.
  • العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران، الوجوه والنّظائر، تح: محمد عثمان، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 2007م.
  • الفراء، الحسين بن مسعود أبو محمد، لباب التّأويل في معاني التّنزيل، تح: عبد السلام محمد علي شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1995م.
  • الفراهيدي، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد، تح: مهدي المخزومي – إبراهيم السامرائي، العين، دار ومكتبة الهلال، القاهرة، ط1، 1984م.
  • الفيروز أبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب، بصائر ذوي التّمييز في لطائف الكتاب العزيز، تح: محمد علي النجار، المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة- لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1996م.
  • القرطبي، أبو محمد مكي بن أبي طالب، مشكل إعراب القرآن، تح: حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط2، 1405هـ.
  • القنوجي، صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، تح: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، المكتبة العصرية، بيروت، لبنان، 1992.
  • المحلي، جلال الدين محمد بن أحمد، والسيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بکر، تفسير الْجلالين، مؤسسة النور، بيروت، لبنان، 1416هـ.
  • المظفر، محمد رضا، المنطق، دار التعارف، بيروت، لبنان، ط1، 2006م.
  • النيسابوري، أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، الوسيط في تفسير القرآن المجيد، تح: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض- أحمد محمد صبرة- أحمد عبد الغني الجمل- عبد الرحمن عويس، تقديم: عبد الحي الفرماوي، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان، ط1، 1994م
  • أنيس، إبراهيم، دلالة الألفاظ، مكتبة الأنجلو المصريّة، مصر، ط5، 1984م.
  • بلاغي نجفي، محمد جواد، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د.ت.
  • بنت الشاطئ، عائشة محمد علي عبد الرحمن، التفسير البياني للقرآن الكريم، دار المعارف، القاهرة، ط7، 1990م.
  • حيدر، فريد عوض، علم الدّلالة دراسة نظريّة وتطبيقيّة، مكتبة الآداب، القاهرة، ط1، 2005م.
  • دزه يي، دلخوش جارالله حسين، علم الدلالة الإدراكي: المبادئ والتطبيقات، مجلة الآداب، جامعة صلاح الدين أربيل، العدد، 110، 2014م، ص 51 – 70.
  • عباينة، يحيى، مقدمة في اللسانيات الإدراكية، دار ركاز للنشر والتوزيع، إربد، الأردن، 2021م.
  • عبد الباقي، محمد فؤاد ، المعجم المفهرس للقرآن الكريم، دار الكتب المصرية، القاهرة، مصر، 1998م.
  • عضيمة، محمد عبد الخالق، دراسات لأسلوب القرآن الكريم، دار الحديث، القاهرة، 2004م.
  • عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 2008م.
  • فاضل، محمد نديم، التّضمين النّحوي في القرآن الكريم، دار الزمان، المدينة المنورة، ط1، 2005م.
  • كوهن، جان، بنية اللغة الشعرية، تر: محـمد الولي ومحـمد العمري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، ١٩٨٦م.
  • مرادي، محمد هادي، وسليمي، سيدة فاطمة، الدلالات الهامشية بين الدراسات التراثية وعلم اللغة الحديث، مجلة العلوم الإنسانية الدولية، العدد 20، 1983م، ص 89-106.
  • مصطفى، إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط، مؤسسة الصادق، طهران، إيران، ط5، 1426هـ.
  • ويس، أحمد محمد، الانزياح في التراث النقدي والبلاغي، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، سوريا، ط1، 2002م.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *