نوفمبر 23, 2024 3:02 ص

     د. كامل أحمد أبو ماضي     

   محاضر غير متفرغ في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، غزة، فلسطين.

Kmady122@gmail.com

 الملخص:

هدفت هذه الدراسة إلى معرفة إذا كان للحصار المفروض على قطاع غزة دور في انتشار مشاريع الطاقة الشمسية في القطاع، ما هدفت الدراسة كذلك إلى معرفة إذا كان لاستخدام الطاقة الشمسية دور في تخفيف أزمة الكهرباء في قطاع غزة، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليل نظراً لمناسبة هذا المنهج لأهداف الدراسة، كما استخدم الباحث المقابلة  كأداة لجمع البيانات. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أنه يوجد أثر للحصار المفروض على قطاع غزة في انتشار الطاقة الشمسية كما توصلت الدراسة إلى أنه يوجد دور للطاقة الشمسية في التخفيف من أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

الكلمات المفتاحية: الحصار، الطاقة البديلة، الطاقة الشمسية، قطاع غزة.

The impact of the blockade imposed on the Gaza Strip on the

spread of alternative energy projects

Solar energy as a model

Dr.. Kamel Ahmed Abu Madi

Part-time lecturer at the University College of Applied Sciences, Gaza, Palestine.

Abstract:

This study aimed to identify if the siege role which was imposed on Gaza Strip in the solar energy project spread, and its role in reducing the electricity crises, the researcher used the analytical descriptive method which suits the objectives of the study, also the researcher used the interview as a tool to collect the data of the study. The study concluded that there is a role of the siege imposed on the Gaza Strip in solar energy projects spread, and also in reducing the electricity crises.

Key words: Siege, Renewable energy, Solar energy, Gaza Strip.

مقدمة:

تزداد أهمية اطاقة في العالم يوماً بعد يوم نظراً لتعدد وزيادة مجالات استخدام الطاقة بالإضافة لزيادة حاجة الإنسان لها، لذلك أصبحت الطاقة تشكل عنصراً هاماً يترتب عليه الكثير من الأعمال، ومن المؤكد أنه لا يوجد تطوير بدون الطاقة، وكلما توسعت عملية التطوير كلما زادت الحاجة إلى الطاقة.

تقد كميات الطاقة التي ترسلها اشعة الشمس (1.6) مليا تيرا واط في الساعة (Twh)، وهو ما يعادل حاجة العالم من الطاقة سنوياً بعشرة آلاف ضعف (فيرلفينر وفيستفال، 2010: 7).

يعاني قطاع غزة من حصار منذ (2007)، ولا يزال مستمراً حتى اللحظة، ويعاني القطاع من أزمة في الكهرباء تلقي بظلالها على  النواحي الحياتية كافة سواء كانت الاجتماعية أو الاقتصادية أو التعليمية، وتتأثر المؤسسات العاملة سلباً بهذه الأزمة.

وإن مناخ قطاع غزة كبقية مناخ منطقة الشرق الأوسط يتميز بسطوع الشمس لساعات طويلة في أيام السنة، مما يوفر فرصة مناسبة لاستغلال الطاقة الشمسية، والاستفادة منها في التخفيف من أزمة الكهرباء، مع العلم أن الطاقة الشمسية لن تكون بديلاً كاملاً عن الكهرباء.

ولأهمية الطاقة في حياة سكان قطاع غزة الذين وظفوا الطاقة الشمسية في تسخين المياه منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي، فإنه أصبح من الضروري أن تولي الجهات الحكومية وغير الحكومية اهتماماً بتشجيع استغلال الطاقة الشمسية في الحياة داخل قطاع غزة، وكانت هناك العديد من المبادرات في هذا الإطار.

أولا: مشكلة الدراسة:

تحتل الطاقة البديلة اليوم موقعاً متقدما في مصادر الطاقة، وبدأت مشكلة انحصار الوقود التقليدي تبدو مهددة مصادر الطاقة التقليدية.

و إن قطاع غزة تعرض لحصار منذ عام 2007م، وبدت مشكلة الكهرباء المتولدة من الوقود  الاحفوري، والذي تم تقليص الكميات الواردة إلى قطاع غزة من قبل الاحتلال؛ مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة لساعات قد تصل (20)، وانعكس هذا على عمل كافة القطاعات التجارية والتعليمية والاقتصادية والصحية، بل إن المستشفيات كاد أن يتعطل عملها، وعملت الحكومة في قطاع غزة بنظام الطوارئ لتضمن بقاء مولدات الكهرباء تعمل.

وفي ظل هذه المشكلة بدأ البحث عن بدائل، وقدمت الكثير من المقترحات، وبدا توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية حلاً مقبولاً ويمكن أن نعمل به، وبدأت تنتشر اللوحات الشمسية على الأسطح بشكل ملحوظ منذ عام (2013)، ويمكن التعبير عن مشكلة الدراسة على النحو الآتي:

ما أثر الحصار المفروض على قطاع غزة في انتشار مشاريع الطاقة البديلة –  الطاقة الشمسية نموذجاً؟

ثانياً: أهمية الدراسة:

تأتي أهمية الدراسة من الكشف عن مدى انتشار الطاقة الشمسية في قطاع غزة ودورها في التخفيف من مشكلة انقطاع الكهرباء وأثر ذلك على الحياة العامة، ثم تشجيع صناع القرار على نشر توليد الطاقة الشمسية في قطاع غزة لتسد نوعاً من العجز الذي يواجهه قطاع غزة.

ثالثاً: أهداف الدراسة:

عملت الدراسة إلى تحقيق الاهداف التالية:

  1. معرفة إذا ما كان للحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة دور في انتشار مشاريع الطاقة الشمسية في القطاع.
  2. كشف ما إذا كان لاستخدام الطاقة الشمسية دور في تخفيف أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

رابعاً: حدود الدراسة:

يوجد العديد من الحدود للدراسة وهي على النحو التالي:

  1. الحدود الموضوعية: انتشار استخدام الطاقة الشمسية.
  2. الحدود الجغرافية: قطاع غزة.
  3. الحدود الزمانية: من 2007 إلى 2020م.

خامساً: فرضيات الدراسة:

الفرضية الأولى: كان للحصار المفروض على قطاع غزة أثر في انتشار مشاريع الطاقة الشمسية.

الفرضية الثانية: كان لاستخدام الطاقة الشمسية دور في تخفيف أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

سادساً: الدراسات السابقة:

تم اجراء العديد من الدراسات حول الطاقة البديلة واستخدامها في الحياة العامة، كما تم اجراء العديد من الدراسات حول الطاقة الشمسية واستخدامها في قطاع غزة، وفيما يلي هذه الدراسات:

دراسة Nassar & Alsadi(2019):

هدفت الدراسة إلى الكشف عن المناطق التي توجد بها طاقة شمسية متوقعة وبشكل معقول معتمدة في ذلك على التحليل الزماني والمكاني باستخدام مؤشرات الأرصاد الجوية، كما استخدم الباحثان البيانات المتوفرة لديهما لتقييم الطاقة الشمسية المتوقعة في ثلاث مواقع مختارة مستخدمين كذلك نموذج النظام الاستشاري () الذي يختص بتقييم مشاريع الطاقة من حيث الأداء والجانب المالي لتسهيل اتخاذ القرار، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن العجز في الطاقة الشمسية في قطاع غزة سيتمر في المستقبل بشكل كبير جداً، ونظراً لإمكانية وجود طاقة شمسية مميزة في قطاع غزة وأن إنتاج الطاقة الكهربائية ذات جدوى اقتصادية كبيرة، كما يمكن لقطاع غزة أن يخفض من اعتماده على الدول المجاورة في الحصول على الطاقة الكهربائية من خلال توليد الطاقة البديلة.

دراسة عبد اللطيف وآخرون (2018):

هدفت الدراسة إلى التعرف على المتوسط السنوي للإشعاع الشمسي في مصر، ودراسة المعدل الفصلي للإشعاع الشمسي، وطاقته على مدار فصول السنة في مصر، كما هدفت إلى دراسة مخاطر استخدام الطاقة التقليدية بمحطات الكهرباء، واستخدم الباحثون المنهج الوصفي التحليلي من خلال وصف الجوانب المتعلقة بموضوع الطاقة الشمسية، وتحليل مدى مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة في مصر، واستخدم الباحثون البيانات المناخية إضافة لاستبانتين خصصت إحداهما للشركات العاملة في مجال الطاق الشمسية؛ بينما خصصت الاخرى للعملاء المستفيدين من الطاقة الشمسية، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن هناك زيادة ملحوظة في استخدام الطاق الشمسية بدلاً من الطاقة التقليدية، كما أن استخدام الطاقة الكهربائية المستخدمة في العديد من المجالات تؤكد على أهمية استغلال الطاقة الشمسية.

دراسة جباري (2018):

هدفت الدراسة إلى توضيح وإبراز علاقة تطوير الطاقة الشمسية بتحقيق التنمية المستدامة؛ حيث أدى الانتشار السريع لتقنيات الطاقة الشمسية إلى انخفاض كبير ومستمر في التكاليف، كما أصبحت تكنولوجيا الطاقة الشمسية تنافسية بشكل متزايد وذات جدوى اقتصادية، كما هدفت الدراسة إلى الاستخدام الأمثل للموارد الحالية والمحافظة عليها لتبقى للأجيال اللاحقة، كما هدفت إلى التعرف على واقع الطاقة المتجددة في الوطن العربي والمشاكل والتحديات التي تواجهها، واستخدم الباحث المنهج الوصفي لتحليلي في الجانب النظري والتطبيقي، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن استغلال الطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية تعمل على الحد من المشكلات البيئية، ونشر الوعي البيئي، وإعادة التوازن بين البيئة والتنمية الاقتصادية، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن هناك إمكانات كبيرة في الجزائر ومصر من الطاقة الشمسية  ويظهر ذلك من خلال تزايد حجم الاستثمارات في الطاقة الشمسية وانخفاض التكلفة.

دراسة قابيل (2017):

هدفت الدراسة إلى التعرف على خصائص الإشعاع الشمسي والرياح وتقدير كمية الطاقة المتوقع انتاجها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في صحراء مصر الشرقية، كما هدفت الدراسة إلى بيان المميزات الاقتصادية لإنتاج الطاقة المتجددة مما يساهم في جذب القطاع الخاص للاستثمار في مجال مهم الا وهو مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وقام الباحث باستخدام (17) محطة في صحراء مصر الشرقية لدراسة الإشعاع الشمسي والرياح، كما استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يتناسب مع طبيعة الدراسة، كما استخدم الباحث تقنية (GIS) نظم المعلومات الجغرافية، والتصوير والاستشعار عن بعد (RS)، وحصل الباحث على البيانات المطلوبة لدراسته من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بالقاهرة، وقد توصلت نتائج إلى أن منطقة الدراسة تتميز بجميع مقومات محطات الطاقة الشمسية وأهمها المعدل السنوي لكمية الإشعاع الشمسي المباشر، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أنه من المتوقع خفض التكلفة الناجمة عن البحث والتطوير العلمي لتصنيع آلات وأدوات الطاقة الشمسية بسبب تنافس الدول والشركات العامة في هذا المجال.

دراسة شهوان (2017):

هدفت الدراسة إلى وضع حلول لأزمة الطاقة التي يعاني منها الناس اليوم والبحث عن مصادر جديدة للطاقة، كما هدفت إلى بحث الجانب التطبيقي لعنصري الاشعاع الشمسي والرياح لتوليد الطاقة في شبه جزيرة سيناء، واستخدمت الباحثة المنهج التطبيقي، والجغرافيا التطبيقية وهو المنهج الذي يتخذ من دراسة السبب والنتيجة وسيلة لتحقيق الغرض منه، والمنهج الاقليمي الذي يتخذ اقليماً معروف الحدود ألا وهو شبه جزيرة سيناء، والمنهج الموضوعي، والمنهج التاريخي، وحصلت الباحثة على البيانات المطلوبة لإجراء بحثها من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بالقاهرة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن توليد الكهرباء من الاشعاع الشمسي والرياح هم الحل الأفضل لخطط التنمية مما يؤدي إلى نشر الصناعة والعمران والسياحة، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن توليد الطاقة من الإشعاع الشمسي أو الرياح يمكن أن تكون ثابتة ويمكن ان تصنع وفقاً للظروف الجغرافية والمناخية والفلكية في المكان.

دراسة الخطيب (2015):

هدفت الدراسة إلى التعرف على أساليب التكامل المعماري مع الخلايا الشمسية وكيفية الاستفادة منها في تعزيز البعد الجمالي للمنتج العمراني النهائي، كما هدفت إلى دراسة مواقع تركيب الخلايا الشمسية بحسب أنواعها في الشكل المعماري للمباني، واستخدم الباحث المنهج الوصفي الإيضاحي الذي يحاول من خلاله وصف الظاهرة موضوع الدراسة وتحديد بياناتها والعلاقة بين مكوناتها والآراء المطروحة حولها والعمليات التي تتضمنها، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود اهتمام واضح لاستخدام الخلايا الشمسية كحل مساعد لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي في غزة، ولكنه غير منتشر بشكل واضح، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن إمكانيات المنظومات الشمسية أصبحت تتجاوز وظيفتها في تحويل المباني من مبان ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة من خلال قدرات المصممين في جعلها متكاملة كعناصر معمارية لها تأثيرها في تصميم المبنى.

دراسة أبو شريفة (2015):

هدفت الدراسة إلى التعرف على الاتجاهات والجاهزية المؤسسية لاستخدام تطبيقات الطاقة البديلة وأهم متطلبات ومعيقات هذه الجاهزية، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي والمقابلة كأداة بحثية، وشمل مجتمع الدراسة خبراء الطاقة البديلة المحليين وهم الاكاديميين والباحثين الذين وردت أسماؤهم في المحافل الرسمية ذات العلاقة بالطاقة البديلة، وكانت عينة الدراسة صدفية، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن توفير البيئة الاقتصادية والدعم المادي والتقني تمثل أهم الوسائل الكفيلة بتعزيز استخدام الطاقة البديلة، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن الطاقة البديلة هي طاقة نظيفة من الناحية البيئية وهذا يتفق مع إجابات المبحوثين، كما أن التوجه لاستخدام الطاقة البديلة يخلق فرص عمل إضافية في القطاعات المختلفة.

دراسة مدكور (2015):

هدفت الدراسة إلى المساهمة في وضع حلول تساعد على تصميم المبنى بطريقة تسمح له بتوظيف عناصر من توليد الطاقة من مصادرها الجديدة والمتجددة والاستفادة من الطاقة المتجددة في توفير احتياجات المبنى، وتم رصد جميع أنواع الطاقات المتجددة التي لها علاقة وثيقة بالعمارة، ويمكن للمبنى أن يتعامل معها، وقد تم التركيز على الطاقة الشمسية الكهروضوئية في محاولة لوضع أسس التصميم المعماري البيئي المستدام، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن مرونة استخدام الخلايا الضوئية جعل بالإمكان استخدامها في جميع عناصر المبنى سواء الأسقف أو الواجهات شريطة التعرض للإشعاع الشمسي، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أنه لابد من مراعاة الميل عند تركيب الخلايا الضوئية عليها وذلك للحصول على أفضل قدر من الإشعاع الشمسي.

دراسة أبو حمد وآخرون (2012):

هدفت الدراسة إلى تقديم الوضع الخاص بالكهرباء في فلسطين، وتقييم الطاقة البديلة المتوقعة لمواجهة جزء من متطلبات السكان من الطاقة، كما هدفت لمناقشة التحديات وإيجابيات وسلبيات استخدام أنواع الطاقة البديلة، وتبين أن مصادر الطاقة البديلة في فلسطين هي الطاقة الشمسية، والرياح، والكتلة الحية، وباستخدام مصدر الطاقة المتاحة في فلسطين يمكن تخفيض نسبة الاعتماد على الدول المجاورة في توريد الكهرباء  وتحسين استخدام الكهرباء للمواطن الفلسطيني، ومن المتوقع حسب الدراسة أن نسبة الكهرباء التي يتم الحصول عليها مستقلاً من الطاقة الشمسية تبلغ (13%)، ونسبة الطاقة المتولدة من الرياح تبلغ (606%)، أما بالنسبة للطاقة المتولدة من الكتلة الحية فستبلغ (20%).

دراسة الحياسي (2011):

هدفت الدراسة إلى تحديد المقومات الجغرافية لتوليد الطاقة الشمسية، والطاقة المتولدة من الرياح في اليمن، كما هدفت إلى المساهمة عبر البحث العلمي الهادف إلى حل مشكلة الكهرباء في اليمن من خلال تقديم الحلول والمقترحات اللازمة، واستخدم الباحث المنهج التاريخي في دراسة تطور الطاقة في اليمن، كما استخدم المنهج الوصفي التحليلي في دراسة بيانات الإشعاع الشمسي وحركة الرياح في اليمن، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أنه يمكن استخدام الطاقة الشمسية والطاقة المتولدة من الرياح في الإنارة المنزلية، مما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين، ويخفف عنهم الأعباء المالية، كما توصلت نتائج الدراسة إلى إمكانية استخدام الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع واللوحات الاعلانية وتسخين المياه وإمكانية استخدامها في الاتصالات.

دراسة عبد الرحمن (2009):

هدفت الدراسة إلى التعرف على الإشعاع الشمسي وتوزيعاته بهدف التخطيط لاختيار المواقع المناسبة لاستغلال الطاقة الشمسية في مصر، كما هدفت لحصر الاستخدامات الحالية لطاقة الشمس والرياح، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج الكمي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن للسحب أثر مباشر على كميات الإشعاع الشمسي والعلاقة عكسية، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أنه كلما زادت ساعات سطوع الشمس كلما زادت كميات الكهرباء المتولدة من الطاقة الشمسية والعلاقة طردية.

التعليق على الدراسات السابقة:

من خلال استعراض الدراسات السابقة فإن مجال استغلال الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء اصبح من المجالات المهمة في الحياة، والطاقة الشمسية هي مصدر يجب عدم إهداره بإهماله، ومن خلال استعراض الدراسات السابقة فإنها ركزت على الطاقة البديلة والتي تتكون من الطاقة الشمسية، والطاقة المتولدة من الرياح، والكتلة الحية، ومساقط الأنهار، والمحيطات.

وتتميز هذه الدراسة عن غيرها بانها تركز على استغلال الطاقة الشمسية في قطاع غزة الذي يعاني من أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ونظراً لندرة الموارد في قطاع غزة فتصبح هذه الدراسة ذات أهمية لأنها تعالج مشكلة واقعية وذات أثر مباشر على حياة المواطن الفلسطيني.

سابعاً: أدوات الدراسة:

عمل الباحث على جمع مواد الدراسة من خلال المصادر التالية:

  1. المصادر الثانوية مثل الكتب والمراجع، والدراسات السابقة، والتقارير المنشورة المتعلقة بموضوع الدراسة
  2. المصادر الأولية حيث قام الباحث بإجراء العديد من  المقابلات مع المسؤولين وأصحاب القرار سواء كانوا على رأس عملهم أو تركوا العمل في الحكومة.

ثامناً: منهجية الدراسة:

اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي والذي يعد مناسباً لهذه الدراسة؛ حيث إن المنهج الوصفي يعتمد على جمع الحقائق حول ظاهرة معينة خلال فترة زمنية محددة أو عدة فترات زمنية من أجل معرفة الظاهرة أو الحدث من حيث المضمون والوصول إلى نتائج وتعميمات تساهم في فهم الواقع وتطويره (عليان، 2001: 48).

تاسعاً: الاطار النظري للدراسة:

تعريف الطاقة البديلة:

هي الطاقة البديلة أو الطاقة النظيفة وتشمل طاقة الرياح والهواء والطاقة الشمسية وطاقة المياه أو الأمواج، والطاقة الجوفية في باطن الأرض وطاقة الكتلة الحيوية ومن مميزات هذه الأنواع من الطاقة أنها مستمرة ولا تنضب (الخطيب، 2015: 18).

كما يمكن تعريفها بانها الطاقة المستمدة من المصادر الطبيعية المتاحة لتوليد الطاقة مثل الشمس، والرياح، والمياه، وتتصف بالاستمرارية ولا تتعرض للنضوب حيث إنها متجددة ومحدودة الآثار السلبية على البيئة المستخدمة فيها (أبو شريفة، 2015: 7).

 وعرّفتها وكالة الطاقة العالمية بأنها التي تتشكل من مصادر الطاقة الناتجة عن مسارات الطبيعة التلقائية كأشعة الشمس والرياح والتي تتجدد في الطبيعة بوتيرة أعلى من وتيرة استهلاكها (عبد اللطيف وآخرون، 2018: 233).

كما يمكن تعريفها بأنها الكهرباء المتولدة من المصادر البديلة باستمرار في البيئة مثل الشمس، وطاقة الرياح، والطاقة الجوفية، وطاقة الكتلة الحية، والطاقة المائية، والهيدروجين المستخرج من المصادر البديلة، وتعتبر هذه المصادر متجددة لأن احتياطها لا ينقص بفعل الاستغلال لها (عبد الجليل، 2018: 36).

التعريف الإجرائي:

الطاقة البديلة هي تلك الطاقة المتولدة من المصادر الطبيعية مثل الشمس والرياح وطاقة الكتلة الحية، وهي طاقة مستمرة لا تنقص بسبب الاستخدام لها، وفي ذات الوقت تعتبر مورداً مهدوراً إن لم يتم استغلاله.

مصادر الطاقة البديلة:

تعتبر مصادر الطاقة البديلة موجودة في الكون المحيط بنا، ويمكن استغلالها بشكل طبيعي إن توفرت وسائل الاستغلال وتتمثل مصادر الطاقة البديلة فيما يلي:

أولاً: الطاقة الشمسية: وتنقسم إلى:

ا- الطاقة الشمسية الحرارية: وتستخدم الطاقة الشمسية الحرارية في توليد الطاقة من الشمس عن طريق استخدام الألواح المسطحة حيث تقوم بتوليد طاقة حرارية ذات درجة متوسطة أو منخفضة وتكون جاهزة للاستخدام بشكل مباشر ومثال ذلك نظام تسخين المياه بالطاقة الشمسية، وحمامات السباحة، وكذلك أنظمة التبريد (هواري، 2018: 84).

ب- الطاقة الشمسية الضوئية: يمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية من خلال التحويل “الكهروضوئية” وهو تحويل الإشعاع الشمسي أو الضوئي مباشرة إلى طاقة كهربائية عن طريق الخلايا الشمسية “الكهروضوئية”، ومن المعروف أيضاً انه يوجد بعض المواد التي تعمل على التحويل “الكهروضوئي” تدعى أشباه الموصلات مثل السيليكون، والجرمانيوم (الخطيب، 2015: 29).

ج- منظومة الصحون: كما تعرّف بأنها النقطة الموزعة، وتتكون من مرايا صغيرة ذات قطع مكافئ لها شكل الصحن، وتقوم بعكس الأشعة الشمسية إلى مستلم الأشعة، ويمكن أن تكون هذه المنظومة جزءا من تقنية شمسية أخرى تسمى (المحرك الصحن)، وتستخدم هذه  المنظومات لإنتاج مستويات هامة من الطاقة، وتتميز الصحون في هذه المنظومة بأنها كبيرة الحجم، وهي ذات كفاءة عالية في انتاج الطاقة الكهربائية، لكنها تحتاج إلى شمس مشرقة بشكل كبير، وتحتاج إلى صيانة أكثر من غيرها من تقنيات الطاقة الشمسية (مصطفى وآخرون، 2012: 122-123 ).

ثانياً: طاقة الرياح: وهي معروفة منذ قديم الزمان، كذلك فهي رخيصة وآمنة وقد استخدمها الإنسان في تسيير المراكب الشراعية، وفي طواحين الهواء، حالياً بدأ يستخدمها في إنتاج الطاقة الكهربائية. ويرتبط انتاج الكهرباء من خلال الرياح بالضغط الجوي، وسرعة الرياح، ويتميز هذا النوع من مصادر الطاقة بأنه طاقة متجددة، ولا ينتج عنه ملوثات للبيئة أو غازات تسبب الاحتباس الحراري، ولتجنب سلبيات توليد الطاقة عن طريق الرياح يفضل إنشاء حقول الرياح في المناطق البعيدة عن السكان (مصطفى وآخرون، 2012: 164-165).

ثالثاً: الطاقة الحرارية الجوفية: وهي الطاقة التي تتولد من حرارة باطن الأرض، وتوجد تحت القشرة الأرضية طبقة من الصخور والمياه، ويمكن الحصول على الطاقة الجوفية في حال وجود مسامات، وطبقات فيها ماء وبخار، ومن ناحية اقتصادية فإن الكهرباء المتولدة عن الطاقة الحرارية من باطن الأرض تعتبر مناسبة من حيث السعر، ولا تزال هذا النوع من الطاق محدوداً في الدول العربية ويحتاج إلى خطط لاستغلاله (جباري، 2018: 41).

رابعاً: الطاقة المتولدة من مصادر المياه: وقد عرف هذا المصدر منذ فترات طويلة فقد استخدم الإنسان الناعورة العمودية في القرن الرابع عشر في منطقة الشرق الأوسط ثم انتقلت إلى أوروبا بعد الثورة الصناعية ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد استغل الإنسان مساقط المياه مثل السدود والشلالات في توليد الطاقة الكهربائية عبر مساقط المياه حيث وصل إجمالي الطاقة من هذا المصدر (1036) جيجا وات عام (2014) (هواري، 2018: 87-88).

خامساً: الطاقة المتولدة من الكتلة الحيوية: وهو ناتج عن جميع أنواع المواد النباتية والحيوانية، وكذلك النفايات الصلبة حيث يتم تحويلها إلى طاقة بعد أن يتم معالجتها لتتحول إلى سائل أو غاز باستخدام الطرق الكيمائية أو باستخدام التحلل الحراري، وتعتمد بعض الدول مثل البرازيل على بعض المواد الزراعية مثل قصب السكر والذرة لتحويلها إلى وقود للمركبات، ويتميز هذا الصنف من الوقود بأنه نظيف ومتجدد، وتعد دول الاتحاد الأوروبي أكثر دول العالم استخداما للطاقة الكهربائية المنتجة من الوقود الحيوي (ايفانز، 2011: 160-161).

سادساً: الطاقة المتولدة من المد والجزر: وتحدث حركة المد والجزر نتيجة دوران الأرض والقمر وغير موقع كل منهما بالنسبة للشمس، وفي الحقيقة فإن للقمر والشمس تأثير على مياه البحر؛ حيث إن القمر أقرب إلى الأرض من الشمس فإن تأثيره أكبر، كما أن قوة المد والجزر استخدمها الإنسان في قديم الزمان حيث عالج المسلمون في مدينة البصرة في القرن الرابع الهجري ظاهرة دخول الماء إلى النهر أثناء المد والانحسار أثناء الجزر، ولذلك وضعوا أريجة على بداية الأنهار ليديرها الماء أثناء حركته دخولاً وخروجاً، كما ان أقصى قدرة لتوليد الطاقة من ظاهرة المد والجزر تقدر بحوالي (350) مليار كيلو واط ساعة للعام وذلك نظراً لمحدودية الاماكن الصالحة لمثل هذه الظاهرة (جباري، 2018: 42).

الشكل (1) مصادر الطاقة البديلة

المصدر: إعداد الباحث

حجم انتاج الطاقة البديلة على مستوى العالم:

شهد قطاع انتاج الطاقة البديلة تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية نظراً لما تمثله هذه المصادر من سلامة بيئية وصحية للإنسان، حيث بلغ انتاج الطاقة البديلة مكونة من عناصرها الأربعة (1436) جيجا وات وما يزيد عن (80) بليون لتر من الايثانول والوقود الحراري الناتج عن الكتلة الحيوية (وكاع، 2010: 121-122).

جدول (1) الدول العشر الأولى على مستوى العالم في انتاج الطاقة البديلة حسبت بالتريليون واط ساعة

الدولة طاقة المياه طاقة الرياح الطاقة الشمسية الكتلة الحيوية جوف الأرض المجموع الكلي
الصين 563.3 12.8 0.14 3 0 579.1
البرازيل 371.5 0.6 00 14.3 0 385.3
الولايات المتحدة 250.8 52.0 0.6 55.4 16.8 375.6
كندا 368.2 1.47 0.1 0 0 369.7
روسيا 174.6 0.1 0 4 0.4 179.1
الهند 122.4 14.7 0 0 0 137.1
النرويج 119.4 0.8 0 0.2 0 120.5
اليابان 86.4 1.7 0.02 0 3.0 95
فنزويلا 84 0 0 0 0 84
ألمانيا 20 30.7 3.5 21 0 74.1
المجموع الكلي 2160.6 114.87 4.36 97.9 20.2 2399.5

المصدر: وكاع، محمد، 2010: 122

حجم انتاج الطاقة البديلة على مستوى العالم العربي:

بالمقارنة بين حجم إنتاج الطاقة البديلة بين عامي (2017) و (2018) تبين أن هناك زيادة في إنتاج الطاقة البديلة بلغت (8%) أي بنسبة تبلغ (0.72%) من إجمالي الطاقة العالمية، ويبين الجدول التالي توزيع انتاج الطاقة البديلة على الدول العربية على النحو التالي (منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ، 2020: 188):

جدول (2) اجمالي إنتاج الدول العربية من الطاقة البديلة للعام 2018م

م الدولة اجمالي الطاقة البديلة (ميغا وات)
  الامارات العربية المتحدة 596
  البحرين 6
  تونس 358
  الجزائر 673
  المملكة العربية السعودية 142
  العراق 2311
  سوريا 1503
  قطر 43
  الكويت 41
  ليبيا 5
  مصر 4813
  الأردن 1071
  موريتانيا 186
  عُمان 8
  المغرب 2566
  فلسطين 36
  لبنان 307
  السودان 2136
  اليمن 150
المجموع الكلي للطاقة البديلة المنتجة في العالم العربي 16,951

المصدر: منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، 2020: 189

فوائد استخدام الطاقة البديلة:

يوجد العديد من الفوائد لاستخدام الطاقة البديلة وهي على النحو التالي (Ahmed & Osman, 2016: 8):

  1. الطاقة البديلة هي طاقة مستمرة لا تتوقف ولا تنضب وهي غير محدودة.
  2. الطاقة البديلة هي طاقة نظيفة لا يصدر عنها مخلفات تضر بالإنسان أو بالبيئة المحيطة به.
  3. تعتبر الطاقة البديلة مصدراً يمكن الاعتماد عليه.
  4. الطاقة البديلة رخيصة ذات آثار اقتصادية إيجابية.
  5. أسعار الطاقة البديلة أسعار مناسبة ومستقرة غير متقلبة.
  6. مصادر الطاقة البديلة هي مصادر آمنة ولا يتعرض الانسان للمخاطر من خلالها.
  7. من خلال انتشار مشاريع ومحطات الطاقة البديلة تنشأ العديد من فرص العمل التي تؤثر إيجاباً على العمالة.

سلبيات الطاقة البديلة:

بالرغم من الايجابيات الكثيرة للطاقة البديلة إلا أنها تحمل بعض السلبيات وهي على النحو التالي (مدكور، 2015: 4):

  1. لا تتفق أوقات الطاقة البديلة مع أوقات الحاجة لها من قبل المستفيدين.
  2. لا تعتبر الطاقة البديلة ثابتة إذ لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي دون وجود مصدر احتياطي.
  3. تعتبر تكلفة الطاقة البديلة مرتفعة خاصة في مرحلة الانشاء.
  4. تحتاج أجهزة الطاقة البديلة إلى صيانة لتحويلها إلى صورة أخرى من الطاقة.

وبالرغم من السلبيات التي ذكرت أعلاه إلا أنه يمكن معالجة هذه السلبيات والاستفادة من الطاقة البديلة لأنها مورد يجب ألا يهدر.

مستقبل الطاقة البديلة:

سيتم استغلال الطاقة البديلة في المستقبل بشكل كبير، وذلك بعد تطور الصناعات المتعلقة بمعدات الطاقة البديلة وانخفاض التكلفة نظراً لكثرة الاقبال على شراء معدات الطاقة البديلة سواء كانت الطاقة الشمسية أو الطاقة المتولدة من المصادر الأخرى.

كما ستصبح الخلايا الشمسية هي مصدراً رئيسياً للكهرباء وهي تقنية مناسبة للسيارات الكهربائية دون الحاجة للحصول على الطاقة الكهربائية من شبكة الكهرباء، ولهذا التطور فوائد متعددة منها انخفاض التكلفة بشكل عام، كما يمكن لصاحب السيارة أن يتوجه إلى محطة معينة في حال غياب الشمس لشحن سيارته بالكهرباء بشكل طبيعي، وعادة ما يتم تزويد السيارات ببطاريات احتياطية لمواجهة أي خلل قد يحدث (تشن، 2017: 412-413).

مشاريع عالمية للطاقة البديلة:

  1. المشروع العالمي الموحد للطاقة البديلة:

ويطلق عليه باللغة الانجليزية (One Sun-One World-One Grid) وهو مبادرة أعلن عنها رئيس الوزراء الهندي ثم تبعه رئيس الوزراء الفرنسي في جلسة (30/11/2015) في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ للدول المشاركة، والمنعقد في باريس، وتعتمد رؤية هذه الاتحاد العالمي للطاقة الشمسية الذي تم الاعلان عنه في هذا المؤتمر جعل الشمس اكثر إشعاعاً من خلال التعاون، أما بالنسبة لرسالة الاتحاد فهي قائمة على فكرة أن كل بيت مهما كان بعيداً يجب أن يحصل على الاضاءة، وينطلق اصحاب هذه الفكرة من أن تطور الطاقة البديلة وانخفاض تكلفة الوحدة الشمسية أو وحدة توليد الطاقة من الرياح أو أي مصدر آخر من مصادر الطاقة البديلة تعتبر عناصر أساسية للتنمية المستدامة (Asher & Soni, 2020: 1).

وتسعى دولة الهند من وراء طرح هذه المبادرة إلى تعزيز دورها الدولي والتكافؤ مع القوى العظمى، كما تهدف إلى تحسين المناخ الذي يتأثر سلباً من مخلفات الطاقة التقليدية، وتسوية العجز في موازناتها بسبب استخدام الوقود التقليدي، كذلك تهدف للحصول على مصدر للطاقة مستمر لا ينضب، وفي هذا المشروع العالمي يكون الجميع شركاء فيه ويعملون بشكل جماعي، كما يوفر هذا المشروع فرص عمل في الدول التي تشترك فيه، وهو نوع من أنواع محاربة البطالة التي تعاني منها المجتمعات على اختلاف أماكن وجودها، كما يعزز دور الهند القيادي على مستوى العالم (Alam & Kumar. (2020: 15).

  • الطاقة الشمسية الفضائية:

توجد محاولات للاستفادة من الطاقة الشمسية من الفضاء وذلك عبر مشاريع تسمي الطاقة الشمسية الفضائية أو باللغة الإنجليزية (Space Based Solar Power) وهي نفس المعني (Space Solar Power).

وتعتبر الدراسات حول موضوع الطاقة الشمسية الفضائية من المواضيع الحديثة، ومن الممكن أن تكون الطاقة الشمسية الفضائية جاهزة للتطبيق، ولكنها تحتاج إلى استثمارات كبيرة في  المعدات المستخدمة في هذا الجانب لإنتاج الطاقة (11Arafy, 2013: ).

وتعدّ الطاقة الفضائية بمثابة تجميع للطاقة من الفضاء ونقلها بطريقة لاسلكية إلى الأرض، واستخدامها بطريقة آمنة لا تسبب تلوثاً بيئياً (Bartolo, 2009:1)، وبهذا فإن العالم يفتح عينيه على مصدر مميز من مصادر الطاقة، ولكن يتطلب هذا المصدر موارد كبيرة من أجل الاستثمار فيه واستغلاله.

ومن هنا يجب على الباحثين العرب أن يعملوا جهدهم في متابعة نتائج هذه البحوث ونقلها بشكل سريع إلى القارئ العربي ومتخذ القرار للاستفادة من هذه المشاريع والأفكار الخلاقة.

الطاقة البديلة في فلسطين:

تتميز فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص بطاقة شمسية عالية حيث تصل ساعات السطوع إلى (3000) ساعة في العام، كما تتميز بمعدل إشعاع عالٍ مما يشجع على الاستثمار في الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء (Nassar & Alsadi, 2019: 320).

وتلعب الكهرباء دوراً هاماً في التطور الاقتصادي والتكنولوجي ومن المؤكد أنه لن يكون هناك أي تطور اقتصادي ما لم يتم توفير الكهرباء اللازمة، كما تؤثر الطاقة بشكل كبير في تفعيل الأنشطة الاقتصادية مما يعني أن التطور الاقتصادي يحدث في بيئة تتوفر فيها عناصر الطاقة، ومن أهم هذه العناصر الطاقة الكهربائية (Mamudu and OChel, 2020: 2- 3).

وتستورد السلطة الفلسطينية معظم احتياجاتها من الطاقة الكهربائية عبر الدول المجاورة لها وبشكل رئيسي من دولة الاحتلال وتبلغ نسبة استيراد الطاقة من دولة الاحتلال ما يقارب (66.6%)، (Nassar & Alsadi, 2019: 319).

وتحتاج مشاريع استغلال الطاقة البديلة في فلسطين إلى قرار بالدرجة الأولى، كما تحتاج إلى خبرات فنية من قبل الحكومة ومن قبل رجال الأعمال، وهناك مشاريع استغلال للطاقة البديلة يمكن الاستفادة من خبرات أصحابها.

أزمة الكهرباء في قطاع غزة:

يقع قطاع غزة في الجزء الجنوبي من فلسطين، وهو شريط ضيق على شاطئ البحر المتوسط، تبلغ مساحته (365) كم2، ويسكنه ما يزيد عن (2) مليون مواطن، وتبلغ كثافة السكان (5374) نسمة في الكيلو متر المربع، وتعد كثافة السكان في قطاع غزة هي الأعلى على مستوى العالم (عرندس، 2018: 5).

يعاني قطاع غزة من قلة الموارد الطبيعية، وقد فرض عليه حصار منذ عام 2007 بعد الانتخابات الفلسطينية ونشوء حالة الانقسام الفلسطينية التي تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى الاحتلال وسياساته وإجراءاته ضد الضفة الغربية وقطاع غزة.

تبلغ كمية الكهرباء التي تصل قطاع ما يقارب (220) ميجاواط، منها (28) ميجاواط تأتي من مصر، و(65) ميجاواط من شركة توليد الكهرباء، و(120) ميجاواط تأتي من خلال الاحتلال الصهيوني، بينما تبلغ حاجة قطاع غزة (450) ميجاواط (الداية، 2017: 1).

و يتركز استخدام الطاقة الكهربائية في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص على الاستخدام المنزلي والخدمي بنسبة قد تصل إلى (75%)، والباقي يستخدم لبقية الأنشطة، كما أن نسبة الاستهلاك للطاقة الكهربائية تزداد بنسبة (6%) سنوياً. بالإضافة إلى الحاجة الماسة للطاقة الكهربائية فإن أسعار الكهرباء تعتبر مرتفعة نظراً لارتفاع نسبة الفاقد، وارتفاع تكلفة انتاج الطاقة الكهربائية نظراً لأن معظمها يتم استيرادها من دولة الاحتلال، إضافة إلى ضعف شركات التوزيع (معهد أبحاث الدراسات الاقتصادية الفلسطيني، 2015: 4).

ومما سبق يتبين للباحث مقدار مشكلة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة من حيث عدم كفاءة شبكة توزيع الكهرباء، وارتفاع أسعار انتاج الكهرباء.

تعمل محطة الطاقة بشكل جزئي حسب كميات الوقود الموردة من جانب الاحتلال وبطاقة قصوى (140) ميجاواط، إلا أن انتاج المحطة لا يتجاوز (65) ميجاواط نظراً لقلة كميات الوقود الموردة، كما تم قصف المحطة (26/6/2006) من قبل الاحتلال وتوقفت المحطة عن العمل كلياً، وبعد إصلاح المحطة كان الاتحاد الأوربي متكفلاً بمبلغ (50) مليون شيكل تدفع لشراء الوقود للمحطة إلا أن ذلك توقف وتم تحويل المبلغ لوزارة المالية برام الله لتقوم بعملية الدفع من طرفها، وعليه تقلصت كميات الوقود الموردة للمحطة لتكفي فقط لإنتاج (30) ميجاواط، مما فاقم مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، وفي عام 2011 استخدم الوقود المصري المورد من الانفاق في تشغيل محطة توليد الكهرباء، وبعد توقف دخول الوقود المصري تم العودة لاستيراد الوقود من طرف دولة الاحتلال (سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية).

مما سبق يتبين حجم المشكلة التي يعاني منها المواطن بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة بالإضافة إلى توقف المصانع والمؤسسات عن العمل وما يحمله ذلك من أعباء اقتصادية وزيادة نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني أساساً من نسبة عالية في البطالة.

الآثار الإنسانية والاقتصادية لأزمة الكهرباء:

نظراً لانقطاع التيار الكهربائي لمدة قد تصل إلى (8) ساعات، أو قد تصل إلى (20) في أسوأ الظروف، مما ينعكس سلباً على الوضع الانساني والاقتصادي في قطاع غزة، ويمكن أن نلخص الآثار السلبية على النحو التالي (الطويل، 2013: 89-90):

  1. تعطل المصانع والمشاغل عن العمل، وما ينتج عنه من تسريح بعض العمال.
  2. زيادة نسبة البطالة في قطاع غزة بالرغم من ارتفاع نسبتها بشكل عام.
  3. توقف العديد من الاجهزة الطبية نظراً لانقطاع التيار الكهربائي.
  4. زيادة متوسط فترة الانتظار لإجراء العمليات الجراحية.
  5. ظهور مشكلة نقص المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
  6. تعطل محطات ضخ المياه العادمة نظراً لانقطاع التيار الكهربائي.
  7. تعطل محطات التحلية التي تنتج المياه المحلاة.
  8. زيادة استخدام المولدات الكهربائية وما يسببه من عوادم وضجيج والأثر السلبي لذلك على البيئة.
  9. عدم قدرة الفقراء على شراء الكهرباء المنتجة من المولدات الكهربائية.
  10. حدوث حرائق متعددة بسبب استخدام الشموع في الاضاءة، وما نتج عن ذلك من احداث كارثية سببت في موت العديد من الأشخاص.

أشكال استغلال الطاقة الشمسية في قطاع غزة:

لقد بدأ انتشار الخلايا الشمسية في قطاع غزة بشكل تدريجي حيث بلغ عدد البيوت المستفيدة من الطاقة الشمسية تقريبا (6000) بيت، وبلغ حجم الكهرباء المتولدة من الطاقة الشمسية (20) ميجاواط حسب ما إجابة المهندس سمير مطير رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة وتشمل البيوت والمرافق الصحية والمدارس، في مقابلة شخصية معه (سمير مطير، مقابلة، 26/11/2020).

يمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة حرارية، وكذلك طاقة كهربائية من خلال آلية التحويل الكهروضوئية للطاقة الشمسية وهي على النحو التالي:

أولا: الطاقة الشمسية الحرارية:

وذلك من خلال تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة حرارية لتسخين المياه، ويستفاد منها في تسخين المياه للاستخدام المنزلي (الخطيب، 2015: 27)، ومن أكثر استخدامات الطاقة المتجددة في قطاع غزة السخانات الشمسية حيث تم استخدامها من منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وتكاد أن تكون مكون أساسي في كل بيت فلسطيني (معهد أبحاث السياسات الاقتصادية، 2012: 15).

ومن خلال وجود الباحث في قطاع غزة فإن استغلال الطاقة الشمسية الحرارية معمول به منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي حتى أصبحت معروفة لدى معظم المواطنين في قطاع غزة.

ثانياً: الخلايا الشمسية:

يتم تصنيع الخلايا الشمسية الفولتضوئية (PV) من مواد نصف ناقلة خصوصاً تلك التي تستخدم طاقة الفوتونات من الاشعاع الشمسي الساقط على الخلية لتنتج تياراً كهربائياً، وتصنع الخلايا الشمسية الأكثر غلاءً من رقاقات السيليكون حيث تمتلك هذه الرقاقات الكفاءة الأعلى لتحويل الإشعاع الشمسي إلى كهرباء مقارن بأي خلايا شمسية أخرى (ايفانز، 2011: 141).

مميزات الخلايا الشمسية:

تتصف الخلايا الشمسية بالعديد من المميزات وهي على النحو التالي (عبد القادر، 204: 40):

  1. تعتبر الطاقة المتولدة من الخلايا الشمسية طاقة متجددة ولا تنضب.
  2. طاقة نظيفة لا ينشأ عنها أن انبعاثات غازية وهي صديقة للبيئة.
  3. لا ينتج عنها ضجيج نظراً لعدم وجود أجزاء ميكانيكية فيها.
  4. لا تحتاج إلى عناية وصيانة إلا بشكل بسيط جداً وهو تنظيف الخلايا من الغبار.
  5. تعتبر طاقة رخيصة وتعمل لفترة زمنية طويلة بالرغم من التكلفة العالية عند التركيب في أول المدة.
  6. سهولة تركيب الخلايا الشمسية حيث يتم ربطها مع البطارية والمحول إلى (220) فولت.

سلبيات الخلايا الشمسية:

بالرغم من وجود المميزات للخلايا الشمسية إلا أن هناك العديد من السلبيات يمكن ادراجها على النحو التالي (مصطفى وآخرون، 2012: 104):

  1. تؤثر المشاريع الكبيرة ذات النطاق الواسع على المناظر الطبيعية الموجودة في المنطقة.
  2. قد تؤثر تكنولوجيا الطاقة الشمسية بشكل سلبي على الحياة الحيوانية حولها.
  3. تشغل منظومات المجرى، والأطباق الكبيرة وأبراج الطاقة مساحات كبيرة من الأرض التي يعيش فيها الإنسان والحيوان.
  4. إن بناء مشاريع توليد الطاقة الشمسية يعمل على تلويث البيئة المحيطة بها.
  5. تؤثر الصناعات المتعلقة بتوليد الطاقة الشمسية سلباً على البيئة المحيطة.

ولو نظرنا إلى السلبيات المذكورة أعلاه فإن المساحات الشاسعة في العالم العربي وغير المستغلة من قبل الدولة او السكان تنفي بعض السلبيات المذكورة أعلاه. أما بخصوص قطاع غزة الذي يعاني من قلة المساحة المتاحة له فقد تكون السلبيات التي ذكرت أعلاه ذات أثر فعلي.

المبادرات الحكومية وغير الحكومية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية:

مع تفاقم مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة قد تصل إلى (20) ساعة، وتكون فترة توصيل الكهرباء فقط هي (4) ساعات، فقد كانت هناك العديد من المحاولات لمعالجة هذه المشكلة.

واشار (المهندس فتحي الشيخ خليل، مقابلة، 19/12/2020) رئيس سلطة الطاقة في غزة سابقاً إلى أن هناك العديد من المبادرات تقدمت بها جهات كثيرة في مجال الطاقة البديلة في قطاع غزة، وخصوصاً إنشاء محطات طاقة شمسية بقدرات تصل إلى (40) ميجاواط ولكن كان يلزم الحصول على الموافقة من سلطة الطاقة في رام الله التي تمنح التأمين للحصول على تمويل البنوك، و توجد معوقات أخرى من الاحتلال مثل عدم الموافقة على إدخال بطاريات طويلة المدى وذات كفاءة عالية مثل بطاريات الليثيوم بحجة الاستخدام المزدوج والاكتفاء بإدخال بطاريات الرصاص الحامضية ذات الكفاءة المنخفضة وقصير المدى مما يجعل تكلفة استخدام الطاقة البديلة عالية.

و اشار (المهندس زياد الظاظا، مقابلة، 17/12/2020) نائب رئيس الوزراء السابق، ورئيس اللجنة الحكومية أن الحكومة أصدرت تعليماتها لكافة المؤسسات الحكومية والبلديات لاستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء بقدر ما تستطيع لتشغيل هذه المؤسسات على الطاقة الشمسية، كما أصدرت اللجنة الحكومية تعليماتها لسلطة الطاقة، وشركة توزيع الكهرباء لتوجيه المصانع والمؤسسات الخاصة الكبيرة، والمؤسسات الانتاجية والخدماتية لاستخدام الطاقة الشمسية، كما تم استخدام الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع في المدن.

و ورد على لسان (الدكتور/ علي برهوم، مقابلة، 21/12/2020) المدير التنفيذي لمجلس إدارة النفايات الصلبة في محافظات الوسطى، وخانيونس، ورفح، حيث أفاد بان المجلس قام بالعديد من الدراسات وكان آخرها دراسة جدوى فحص امكانية تنفيذ مشاريع للاستفادة من النفايات ومن ضمنها إنتاج الطاقة من النفايات، وكذلك انتاج الغاز الحيوي من النفايات من أجل استخدامه في مجال الطاقة، ولكن هذه الدراسات كانت تصطدم بعدم الجدوى الاقتصادية.

وحسب مصادر وزارة الاقتصاد شجعت الحكومة الفلسطينية في غزة جميع المبادرات التي قدمت حلولا لمشكلة الكهرباء المزمنة وعملت على اعفاء مستلزمات الطاقة البديلة من كافة الرسوم الجمركية والضرائب على المعابر، كما وزعت الحكومة مشاريع للاستفادة من الطاقة الشمسية في عمليات التسخين القائمة على الطاقة الشمسية وهناك محاولات بسيطة لصناعة طباخات شمسية لطهو الطعام ومؤخرا في العامين2019-2020؛ و شجعت الحكومة الفلسطينية في غزة انشاء أنظمة الطاقة الشمسية في المدارس ومؤسسات التربية والتعليم حيث بلغ عدد المدارس المغطاة بشكل كامل 45 مدرسة بقدرة انتاج 1150 كيلوواط، عدد المدارس المغطاة بشكل جزئي 43 مدرسة بقدرة انتاج 450 كيلوواط، ومحطات تحلي المياه في المدارس بقدرة انتاج 200 كيلو وات، ليصل اجمالي هذه الوحدات حوالي 1.8 ميغاوات، كما شجعت المزارعين على استخراج المياه من الابار الزراعية باستخدام الكهرباء المتولدة من الطاقة الشمسية مباشرة من خلال التيار المستمر وتحويل المضخات من التيار المتناوب (AC) الى التيار المستمر (DC) (وزارة الاقتصاد، تقارير غير منشورة).

قامت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة بتبني مشروعاً يقوم أن تدفع الشركة تكلفة تركيب الطاقة الشمسية للمواطنين على أن يقوم المواطن بسداد المبلغ مقسماً على ثلاثين شهراً، وتدرج المبلغ في فاتورة الكهرباء الرسمية، وبهذا يكون قد استفاد عدد كبير من المواطنين وفي ذات الوقت تم التخفيف من أزمة الكهرباء (Nassar & Alsadi, 2019: 322).

وفي العاشر من ديسمبر 2020 وقعت سلطة الطاقة الفلسطينية اتفاقية مع شركة حياة غزة باور للطاقة الشمسية لشراء (5) ميجاواط كهرباء شمسية، وحثت سلطة الطاقة المستثمرين على الاستثمار في مشاريع الطاقة البديلة، وهذا جزء من مشروع كبير تعمل عليه سلطة الطاقة لتوفير كميات الوقود المستهلكة في توليد الطاقة الكهربائية (فتحي الشيخ خليل، مقابلة، 19/12/2020).

عاشراً: مناقشة نتائج فرضيات الدراسة:

بعد مراجعة العديد من الدراسات السابقة، والاطلاع على مصادر الطاقة البديلة في قطاع غزة، وإجراء  العديد من المقابلات مع شخصيات حكومية حالية وسابقة ذات علاقة بموضوع الطاقة في قطاع غزة، كما تم الاطلاع على الدراسات التي أعدت حول موضوع الطاقة البديلة في قطاع غزة فيمكن القول بأن النتائج التي توصل لها الباحث هي على النحو التالي:

  1. الفرضية الأولى: شكلت أزمة الكهرباء دافعاً للتفكير في استغلال الطاقة البديلة.

تبين  عن طريق مراجعة العديد من الدراسات السابقة والتي تحدثت عن أزمة الكهرباء في قطاع غزة، ومن خلال إجابة المهندس فتحي الشيخ خليل رئيس سلطة الطاقة سابقاً حيث افاد بأن قطاع غزة يواجه عجزاً كبيراً في الطاقة الكهربائية مما دفع الجهات المسؤولة والمواطنين لاستغلال الطاقة الشمسية (فتحي الشيخ خليل، مقابلة، 19/12/2020)، وفي هذا اثبات للفرضية الأولى لتي تنص على أنه كان للحصار المفروض على قطاع غزة أثر في انتشار مشاريع الطاقة الشمسية، كما يتفق مع ما جاء في دراسة (Alsadi & Nassar ) حول ذات الموضوع.

 وإن الظروف الصعبة التي أدت إلى أن يستخدم سائقو السيارات زيت الذرة وعباد الشمس في تزويد سياراتهم بالوقود تدفع المواطنين جبراً للبحث عن البديل، وكانت الطاقة الشمسية بديلاً مناسباً، ولكنه يحتاج إلى وقت حتى ينتشر بين المواطنين.

  • الفرضية الثانية: يعمل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على التخفيف من أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

م وعبر ما جاء في إجابة نائب رئيس الوزراء السابق المهندس/ زياد الظاظا، ومع رئيس سلطة الطاقة السابق المهندس/ فتحي الشيخ خليل، والمهندس/ سمير مطير رئيس سلطة الطاقة الحالي في مقابلات أجريت معهم، إلا أن هذه الأنظمة تساعد المواطن على تعويض ساعات الانقطاع بشكل جزئي أو كلي حسب النظام، لكن المساعدة تبقى محدودة، وتحتاج هذه الانظمة إلى تطوير. كما تتفق هذه النتيجة مع دراسة (Nassar & Alsadi) حيث يتميز قطاع غزة بجو مشمس في معظم أيام العام، ويمكن الحصول على طاقة كهربائية متولدة من الشمس بكميات تساهم في حل مشكلة الكهرباء.

و توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية :

  1. يتميز قطاع غزة بساعات طويلة من السطوح والاشعاع تصل إلى (3000) ساعة في العام، وهذا يتفق مع دراسة (Nassar & Alsadi) حيث إن فلسطين تتمتع بمناخ صاف على مدار العام، وأن ساعات سطوع الشمس طويلة، وهذه كله يساعد على استغلال الطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء من خلالها.
  2. توجد مصادر متعددة لتوليد الطاقة البديلة مثل الرياح، وأمواج البحر، والكتلة الحية، ولكن هذه المشاريع تحتاج إلى قرار من الجهات ذات العلاقة، كما تحتاج إلى تمويل لها، مع العلم أن الطاقة الشمسية تأتي في مقدمة هذه المشاريع.
  3. اتخذت المؤسسات الرسمية في الحكومة العديد من الاجراءات والمبادرات لمواجهة أزمة الكهرباء خاصة في بداية الأزمة إذ كانت الأزمة في أوجها، كما تبنت بعض المؤسسات نظام الطاقة الشمسية من أجل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المؤسسة، وهذا ما يتفق مع ما ورد على لسان رئيس سلطة الطاقة السابق (فتحي الشيخ خليل، مقابلة).
  4. 4.       يوجد لدى سلطة الطاقة استراتيجية وضعت رؤية لمستقبل الطاقة حتى عام (2035) تغطي احتياجات القطاع ولكنها مرتبطة بالظروف السياسية لتطبيقها (سمير مطير، مقابلة، 26/11/2020)، ويمكن أن تتشر بشكل كبير في قطاع غزة وفي هذا يتفق كل من (فتحي الشيخ خليل، والمهندس/ زياد الظاظا، مقابلة).

حادي عشر: التوصيات:

بعد مناقشة نتائج الدراسة فإنه يمكن  التوصل إلى التوصيات التالية:

  1. تبني الحكومة والقطاع الخاص مشاريع الطاقة البديلة في قطاع عزة والتشجيع على ذلك من خلال توفير مشاريع استثمارية من أجل مساعدة المواطن على تركيب الطاقة الشمسية لديه على أن تكون مقسطة على عدة شهور كما فعلت شركة توزيع الكهرباء.
  2. البحث عن سبل لاستغلال الكتلة الحية في قطاع غزة وتحويلها من عنصر يسبب التلوث إلى عنصر فاعل يوفر الطاقة الكهربائية أو الغاز للمواطنين، بالإضافة إلى البحث عن مصادر الطاقة البديلة الأخرى من أجل استغلالها لصالح توليد الطاقة الكهربائية.
  3. تشجيع المؤسسات العامة والخاصة على استغلال الطاقة الشمسية من خلال مشاريع ذاتية أو مشاريع من جهات مانحة.
  4. اعفاء معدات ومكونات الطاقة الشمسية المستوردة من الجمارك والضرائب تشجيعاً لانتشار الطاقة الشمسية في قطاع غزة.
  5. أن تضع سلطة الطاقة بالتعاون مع الجهات العاملة في قطاع غزة خطة واضحة المعالم لتعزيز الطاقة الشمسية في قطاع غزة والاستفادة من ساعات السطوح الطويلة في توليد الطاقة الشمسية.
  6. تشجيع الباحثين على اجراء البحوث العلمية حول توليد الطاقة البديلة خاصة طلبة الماجستير والدكتوراه من خلال منحهم بعض الحوافز المادية.
  7. متابعة نتائج البحوث العلمية حول الطاقة البديلة والاستفادة منها بقدر المستطاع.

المراجع:

أولاً: المراجع العربية:

أبو شريفة، هنادي. (2015). استخدام الطاقة البديلة فلسطينياً بين الاتجاهات والجاهزية المؤسسية – دراسة تقييمية، رسالة ماجستير، جامعة القدس، القدس، فلسطين.
ايفانز، روبرت ل. (2011). شحن مستقبلنا بالطاقة – مدخل إلى الطاقة المتجددة (ترجمة فيصل حردان)، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، لبنان.
تشن، سي جوليان. (2017). فيزياء الطاقة الشمسية، (ترجمة مصطفى فؤاد)، مؤسسة هنداوي، المملكة المتحدة.
جباري، عبد الجليل. (2018). أهمية تطوير الطاقة الشمسية في تحقيق التنمية المستدامة – دراسة حالة الجزائر ومصر، أطروحة دكتوراه، جامعة محمد خيضرة، بسكرة، الجزائر.
الحياسي، مقبل محمد. (2011). الإشعاع الشمسي والرياح ودورهما في إنتاج الطاقة في الجمهورية اليمنية – دراسة في الجغرافيا الاقتصادية، رسالة ماجستير، جامعة ذمار، اليمن.
الخطيب، محمد يحيى. (2015). دور الخلايا الشمسية في توفير الطاقة والتشكيل المعماري للمباني السكنية في قطاع غزة، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين.
الداية، وائل. (2017). التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لأزمة الكهرباء في قطاع غزة، معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)، رام الله، فلسطين.
شهوان، هبة. (2017). طاقة الشمس والرياح في شبه جزيرة سيناء، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، مصر.
الطويل، فادي نعيم. (2013). تقدير دالة الطلب على استهلاك الكهرباء للقطاع العائلي في فلسطين- دراسة حالة قطاع غزة للفترة (2000-2011)، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين.
عبد الرحمن، حسن يونس. (2009). الإشعاع الشمسي والرياح كمصدر للطاقة الجديدة والمتجددة في مصر – دراسة في المناخ التطبيقي، رسالة ماجستير، جامعة طنطا، مصر.
عبد اللطيف وآخرون. (2018). المردود البيئي لاستخدامات الطاقة الشمسية في مصر – دراسة باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، مجلة العلوم البيئية، معهد الدراسات والبحث، جامعة عين شمس، 42(1)، 223 -246.
عرندس، عادل محمود. (2018). التقرير السنوي – السكان والصحة في قطاع غزة، مركز المعلومات الصحية الفلسطيني، وزارة الصحة، فلسطين.
عليان، ربحي مصطفى. (2001). البحث العلمي – أسسه – مناهجه وأساليبه – اجراءاته، بيت الأفكار الدولية، عمان، الأردن.
فيرلنفنير، إيزابيل وفيستفال، كيرستن. (2010). الطاقة الشمسية القادمة من الصحراء – شروط عامة ومنظورات، المعهد الالماني للسياسة الدولية والأمن، برلين، ألمانيا.
قابيل، حسام ثابت. (2017). الإشعاع الشمسي والرياح ودورهما في إنتاج الطاقة في صحراء مصر الشرقية – دراسة في المناخ التطبيقي، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، مصر.
مدكور، مي محمد. (2015). الطاقة الجديدة والمتجددة كمدخل للتصميم البيئي المستدام، مؤتمر المنصورة الهندسي الدولي الثامن في الفترة من 17-22 نوفمبر، مصر.
مصطفى، سمير سعدون. (2012). الطاقة البديلة – مصادرها واستخداماتها، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
معهد أبحاث السياسات االاقتصادية الفلسطيني. (2012). جلسة الطاولة المستديرة – الطاقة المتجددة في الأراضي الفلسطينية – الفرص والتحديات، رام الله، فلسطين.
منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوابك). (2020). تقرير الأمين العام السنوي السادس والأربعون، الكويت.
هواري، عبد القادر (2018). الكفاءة لاستغلال الطاقات المتجددة في الاقتصاديات العربية – دراسة مقارنة للمردودات الاقتصادية بين الطاقات المتجددة والطاقات غير المتجددة، أطروحة دكتوراه، جامعة فرحات عباس اسطيف 1، اسطيف، الجزائر.
وراق، اقبال. (2005). الآثار البيئية لاستخدامات الطاقة الشمسية بولاية شمال كردفان، رسالة ماجستير، جامعة ا لخرطوم، السودان.
وكاع، محمد. (2010). هندسة الطاقات المتجددة والمستدامة، مجلة جامعة فيلادلفيا الثقافية، ع10، 116-122.

ثانياً: المراجع الأجنبية:

Abu Hamed, Tareq and Flamm, Hannah and Azrzq, Mohammed. (2012). Renewable Energy In Palestinian Territories: Opportunities And Challenges, Renewable & Sustainable Review, 16(1), 1082-1088.
Ahmed, Sawsan & Osman, Areeg. (2016). Renewable Energy Advantages and Disadvantages, International Journal Of Research Science & Management, 3(10), 7-9.
Alam, Mushfique and Kumar, Abhishek. (2020). One Sun One world One Grid: Prospects, Challenges and A Possible Alternative For OBOR, IOSR Journal of Humanities And Social Science, 25(7), 13-17.
Arafy, Reda. (2013). Space Solar Power (SSP, as known as space-based solar power, or SBSP), The University of Alabama at Birmingham.
Asher, Mukul G. & Soni, Amit. (2020). One-Sun One-World One-Grid India’s Transformative Initiative for Sustainable Development, Research Gate, Germany.
Bartolo, Bobo & Dorsey, W. Mark & Jenkins, Phillip p. & Boncyk, Wayne. (2009). Space-based Solar Power: Possible Defense Applications and Opportunities for NRL Contributions, Research Gate, Germany.
Mamudu, ZebedeeUdo and Ochel, Monday Chi. (2020). Electricity Consumption and Economic Growth in Nigeria: An Empirical Analysis, IOSR Journal of Economics & Finance, 11(6), 1-7.
Nassar, Yasser Fathi and Alsadi, Samer Yassin. (2019). Assessment of solar energy potential in Gaza Strip-Palestine, sustainable Energy Technologies and Assessment, vol. 31, 318-328.

ثالثاً: الروابط:

http://www.penra.gov.ps/index.php?option=com_content&view=article&id=1109:-5-&catid=1:2009-12-29-11-09-44&Itemid=29

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *