الباحث/ سرمد محمد داوّد الخفاجي
مديرية تربية بابل
alkhfajysrmd@gmail.com
009647816025866
الملخص
يهدف هذا البحث للتعرّف على أثر استراتيجية ترشيح الافكار في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلاب المرحلة الاعدادية والاحتفاظ بها. اقتصر البحث الحالي على طلاب الصف الرابع الأدبي وللعام الدراسي(2022-2023)، ولتحقـيق أهداف البحث أعتمد الباحثُ تصميمــًا تجريـبـيًا ذا الضبط الجزئي لمجموعتين متكافئتين أحداهما تجريبية دُرّست وفق الاستراتيجية المقترحة، والأخرى ضابطة دُرّست بالطريقة الاعتيادية، وقد اختار الباحثُ قصديــًا إعدادية الهاشمية للبنين التابعة لقسم تربية الهاشمية في محافظة بابل، وتكوّنت عينة البحث من(42) طالبــًا بواقع (21) طالبــًا للمجموعة التجريبية و(21) طالبــًا للمجموعة الضابطة، وقد تحقق الباحث من تكافؤ أفراد مجموعتي البحث من حيث العمر الزمني محسوبــًا بالشهور، والتحصيل الدراسي للوالدين، ودرجات اللغة العربية للسنة الدراسية السابقة، وبعد تحديد المادة العلمية، وصياغة الأهداف السلوكية، وإعداد الخطط التدريسية اليومية قام الباحث بإعداد أداتين للبحث: اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية، واختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية مكوّنـــًا لكلِّ اختبارٍ(30) فِقرة، وجرى التحقق من خصائصهما السايكومترية من صدقٍ وثباتٍ وتمييزٍ، وبعدها طبق الباحثُ التجربة بنفسه. جرى تحليل البيانات ومعالجتها إحصائيــًا بالرزمة الإحصائية(SPSS).
وأظهرت النتائج تفوق طلاب المجموعة التجريبية على طلاب المجموعة الضابطة في اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها. وفي ضوء ذلك استنتج الباحث بمجموعة من الاستنتاجات وأوصى بـبعض من التوصيات والمقترحات.
الكلمات المفتاحية: استراتيجية ترشيح الأفكار، اكتساب المفاهيم البلاغية، المرحلة الإعدادية.
The effect of the brainstorming strategy on the acquisition and retention of rhetorical concepts among middle school students
Done by
Sarmed Mohammed Dawood Al-Khafaji
Education Directorate of Babil
Abstract
This research aims to identify the impact of the brainstorming strategy on the acquisition and retention of rhetorical concepts among middle school students. The current research was limited to students in the fourth literary grade and for the academic year (2022-2023), In order to achieve the objectives of the research, the researcher adopted an experimental design with partial control of two equal groups, one of which was experimental, which was taught according to the proposed strategy, and the other was a control, which was taught in the usual way. The researcher intentionally chose the Hashemite Preparatory School for Boys affiliated with the Hashemite Education Department in Babil Governorate, and the research sample consisted of (42) students, with (21) students for the experimental group and (21) students for the control group. calculated in months, the educational attainment of the parents, And grades in the Arabic language for the previous academic year, after defining the scientific material, formulating behavioural goals, and preparing daily teaching plans, the researcher prepared two research tools: the rhetorical concepts acquisition test, The test of retaining rhetorical concepts constituted (30) items for each test, and their psychometric properties were verified in terms of validity, stability and discrimination, and then the researcher applied the experiment himself. The data were analyzed and processed using the statistical package (SPSS).
The results showed that the students of the experimental group outperformed the students of the control group in the test of acquiring and retaining rhetorical concepts. In light of this, the researcher concluded a set of conclusions and recommended some recommendations and proposals.
Keywords: brainstorming strategy, acquisition of rhetorical concepts, preparatory stage.
الفصل الأول
التعريف بالبحث
- مشكلة البحث:
إن البلاغة ليست أمراً مستقلاً عن اللغة، بل هي الأمر الذي يساعد اللغة على أداء وظيفتها، لهذا عدت البلاغة السبيل المفضي الى فهم كتاب الله تعالى وكلام العرب فهي تعنى بالأسلوب وخصائصه وما فيه من صور بلاغية، إذ إنها تصور للناشئة قواعد الأدب التعبيرية حتى يحسنوا إنشاءهم الأدبي، فتصف وتعلم، ولولا جنوح الحياة الأدبية في القرون المتأخرة إلى التقليد لظلت البلاغة نابضة بالحياة ترفد الاديب بكل بديع وبقيت أحد معالم التطور والتجديد ولكن ما أصاب الأدب من الذبول أورثها جموداً جعلها تشكو من جفاف القواعد وغرابة الألفاظ الأدبية عن بيئة الطالب، فالنصوص الأدبية شعراً أو نثراً غالباً ما يتم الحكم عليها في ضوء علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع (عطا، 2006: 88؛ مطلوب والبصير، 1999: 3).
إلا أن دروس البلاغة لا تأخذ حصتها من الجانب التطبيقي من خلال نصوص أدبية متكاملة وأن تم ذلك فلا يتعدى تحديد بعض الفنون البلاغية مع الابتعاد عن عملية التذوق الأدبي واستشعار الجمال بحيثياته وأصبحت العملية آلية لا مجال فيها للتعمق والاستنباط (عطا، 2006: 84 ).
إذ لا يزال واقع تدريس مادة البلاغة في مدارسنا بعيداً عن تحقيق الهدف الذي يراد به الدرس البلاغي من تحسين الذوق، وتمكين الطلاب من الصناعة اللفظية الخطابية باكتساب المفاهيم البلاغية(عاشور ومحمد، 2007: 154).
إن المتتبع لواقع تدريس اللغة العربية وفروعها المتعددة في المرحلة الاعدادية في العراق يجد أن هنالك مجموعة من الصعوبات الخاصة بالمتعلمين الذين لا يجدون فهم موضوعات البلاغة فضلا عن توظيفها في المادة الدراسية (الوائلي، ٤٦:٢٠٠٤)
وقد انعكس هذا القصور في طرائق التدريس على المستوى التحصيلي للطلاب الذين يعانون الضعف في مادة البلاغة، وهذا ما أكدته كثير من البحوث والدراسات التربوية التي تعاني من خللٍ واضحٍ في تحصيلهم كدراسة(المحياوي، 2011)، ودراسة(الفراجي، 2005)، ودراسة (العادلي، 2000).
لذا فان طرائق التدريس يجب هي الأخرى أن تكون قادرة على أن تجعل لدرس البلاغة قيمة في حياة الطلاب، وترفع بمستوى ذوقهم الأدبي، ويعتمد الكثير من المدرسين في درس البلاغة على الطريقة التقليدية التي تعتمد على ذكر القاعدة البلاغية مباشرة، ومن ثم توضيحها بالأمثلة أي بنحوٍ نظري لا تطبيقي والطلاب في هذه الطريقة يتعودون على المحاكاة العمياء والاعتماد على غيره وتنعدم لديه روح الابتكار وابداء الرأي بوضوح، وتحدد مشكلة البحث في الإجابة عن السؤال الآتي هل لاستراتيجية ترشيح الافكار اثر في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلاب المرحلة الاعدادية والاحتفاظ بها؟
أهمية البحث:
تؤدي اللغة دورًا حيويــًا في اندماج الفرد مع مجتمعه بل اكتساب اللغة واتقانها يؤثران في سلوك الفرد واحساسه وتفكيره، والاندماج مع المجتمع لا يتم إلا بتنمية القدرات اللغوية التي يعقبها تنمية القدرة على الاتصال بغيره وعملية الاتصال تعد عاملاً مهمــًا من عوامل النمو اللغوي من جهة، والفكر من جهة أخرى لأن الحضارة البشرية لم تصل إلى ما وصلت إليه الآن من دون الاتصال بين أفراد المجتمع والاتصال بين المجتمعات مع بعضها الأخر فاللغة هي العامل المشترك في تكوين الأسرة أو الجماعات والأمم ودورها في دعم الانفتاح الحضاري والذهني والفكري(أبو الضبعات، 2007: 16).
وتعدُّ المفاهيم جزءًا اساسيــًا من اجزاء المعرفة الاساسية وهدفـــًا تربويــًا مهمــًا في مراحل التعليم والتعلم في المجتمعات الانسانية وأن بعض الباحثين في هذا المجال يرون أن تعلم المفاهيم هدف وغاية اساسية من غايات التربية في مراحلها ومستوياتها عامة.(الحيلة، 1999: 347).
ولدرس البلاغة أهمية كبيرة كونهُ يُعين الطلاب على تذوق النصوص الأدبية المختلفة وفهمها فهمــًا دقيـقــــًا ولا يقتصر الغرض منه على تصوّر المعنى العام للنص بل يتجاوز إلى معرفة خصائصه ومزاياهُ الفنية( زاير وإيمان، 2011: 372).
وقد ظهرت استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة نقلت فاعلية العملية التعليمية من المدرس إلى الطالب الذي يعد في هذه الحالة مركزًا للفعاليات المنظمة التي تهدف إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية، وأن التعليم في هذه الحالة يكون أكثر مقاومة للنسيان فضلاً عن إنها أي الاستراتيجيات تساعد الطالب في التعلم الذاتي(ملحم، 2010: 272).
ومن استراتيجيات التعلم النشط استراتيجية ترشيح الأفكار والتي تُعـد من الاستراتيجيات الحديثة والمعاصرة والتي تقوم على التعلم التعاوني وعلى العصف الذهني لعقلية المتعلم، إذ يكون دور المتعلم هنا التعاون النشط على أساس الوصول إلى الأفكار الصحيحة التي تم ترشيحها من أجل تحديد حلول سليمة المشكلة المعروضة (أمبوسعيدي والحوسنية، ٢٠١٦: ٥٨).
وللمرحلة الإعدادية أهمية كبيرة، وذلك لأن النمو في هذه المرحلة لا يقتصر على الجوانب الجسمية والفسيولوجية وإنما النضج في مختلف أساليب التفكير العقلي والإدراكي فهي مرحلة الإعداد والتهيئة للدراسة الجامعية.
أهداف البحث:
يسعى البحث الحالي للتعرف على ” أثر استراتيجية ترشيح الافكار في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلاب المرحلة الاعدادية والاحتفاظ بها”.
فرضيتا البحث:
1 ـــــــ لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(05,0) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية.
2ــ لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية.
حدود البحث: يتحدد البحث الحالي بـــ :ـــــ
1ــــ يقتصر على طلاب الصف الرابع الأدبي في محافظة بابل.
2ــــ الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي(2022ــــ2023).
3ــــ موضوعات من مادة البلاغة والتطبيق للصف الرابع الأدبي(الكورس الأول).
تحديد المصطلحات:
ــــ الأثر ( لغــةً ):ـــ ما بقي من رسم الشيء، والتأثير: ابقاء الأثر في الشيء، أثر في الشيء: ترك فيه أثرًا، وأثار: الأعلام، والأثر: الخبر، والجمع آثار.(أبن منظور، 2005: 53).
ـــــ اصطلاحــًا:” انطباع معرفي أو نفس حركي يتولد نتيجة تفاعل الانسان والمتأثر بنحوٍ قصدي”.(الساعدي،2012: 31).
ــــ ترشيح الافكار: عرّفها( امبو سعيدي والحوسنية،2016):” هو أن يقوم المتعلم بإعطاء فكرة أو مجموعة من الأفكار عن موضوع معين يطرح هذا الموضوع من قبل المدرس عن طريق العصف الذهني ثم يقوم المتعلمون بترشيح هذه الأفكار وفقــًا لمجموعة من المعاير الذي يضعها المدرس ثم في نهاية المطاف يصلون إلى أفكار محددة ( أمبو سعيدي والحوسنية،2016 :58).
ـــــ التعريف الإجرائي:” مجموعة من الخطوات المعتمدة من قبل الباحث أثناء التدريس وتتضمن عـدّة خطوات تبدأ برسم قمع وكـأس وعصف ذهني ثم بعد ذلك يجري كتابة هذه الأفكار الناتجة عن العصف الذهني في الكأس وفي النهاية يجري ترشيح الأفكار وكتابتها في الكــأس”.
ــــ الاكتساب( لغـةً): “الكسْبُ: طلب الرزق وأصله الجمع. كسَبَ يَكسِبُ كسْبـًا، وتكسبَ واكتسَب. قال سيبويه: كَسَبَ أصابَ، واكتَسَبَ تصرَّفَ واجتَهد”(ابن منظور، 2005: 3430).
ــــ اصطلاحــًا: يعرفهُ قطامي” بأنهُ كمية المثيرات التي يمكن أن يكتسبها من خلال ملاحظتها مرة واحدة ويستعيدها بالصورة نفسها التي اكتسبها بها” (قطامي، 2013: 106).
ــــ التعريف الإجرائي” هو قدرة طلاب عينة البحث على التعريف والتمييز التطبيق للمفاهيم البلاغية من خلال الصفات المشتركة بينها، وتقاس بالاختبار الذي يجريه الباحث بعد انهاء التجربة”.
ــــ المفهوم (لغـةً) : يعرّفه ابن منظور: الفَهْم: معرفتك الشيء في القلب. فهِمه فهْماً وفَهَماً وفَهامة: عَلِمه الأخيرة عن سيبويه، وفهمْت الشيء عَقلتُه وعرَفته، وفهَّمْت فلاناً وأفهَمْته، وتفهّـم الكلام: فَهِـمه شيئاً بعد شيء، ورجل فَهِـمٌ: سريع الفَهْم، ويقال: فَـهـمٌ وفهَـمٌ . وأفْهـَمَه الأمرَ وفهَّمه إيَّاه: جعله يَـفهَـمُه واسْتَفهَـمه: سأله أن يُفهـمَه . ( ابن منظور،2005: 3092) .
ـــ اصطلاحــًا: عرّفـهُ الجابري وشرين” بأنهُ تصور عقلي عام مادي، أو مجرد لموقف أو حادثة أو أي شيء ما(الجابري وشرين، 2017: 168).
ــــ المفهوم البلاغي:
ــــ البلاغة ( لغـةً): عرفها أبو هلال العسكري” البلاغة من قولهم: بلغت الغاية، إذ إنتهت اليها، وبلغتها غيري ومبلغ الشيء منتهاه، والمبالغة في الشيء الانتهاء إلى غايته( العسكري ، ١٩٧٦: ٨) .
ـــــ اصطلاحــــًا: عرّفها القزويني (ت ۷۳۹ هـ ):” على أنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته.(القزويني، 1932: 33).
ـــــ التعريف الاجرائي: هي مجموعة مصطلحات أو الفاظ تدل على معانٍ معينة تدرس في كتاب اللغة العربية الذي أقرته وزارة التربية العراقية ويمكن اكتسابها من خلال العمليات العقلية المتمثلة بالتعريف والتمييز والتطبيق.
ـــــ المرحلة الإعدادية: وهي تلي مرحلة المتوسطة وتكون الدِّراسة فيها ثلاث سنوات ويشمل الصفوف ( الرابع، والخامس، والسادس) وهذه الصفوف مقسمة بفرعي العلمي والأدبي، وتسبق المرحلة الجامعية.
ــــ الاحتفاظ:” بأنه احتفاظ الفرد بما مــرَ به من خبرات، وبما حصله من معلومات وكسبه من عادات ومهارات”. (ناصر، 1988: 82).
ـــ التعريف الإجرائي للاحتفاظ: هي المفاهيم البلاغية التي يستطيع الطلاب ذكرها واسترجاعها من الذاكرة، وتقاس عن طريق الاختبار بعد مرور مــدة زمنية من الاختبار الأول لاكتساب المفاهيم من دون تعريض الطلاب لأيّ خبرات بين اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية.
الفصل الثاني
اولاً: استراتيجية ترشيح الأفكار:
مفهومها:
هي استراتيجية تستـثـيـر عقول المتعلمين بعدد من الخطوات المتنوعة من أجل استيعاب موضوع الدرس أو مشكلة معينة تطرح من قبل المدرس، ويكون المتعلم في هذه الاستراتيجية وبقية الاستراتيجيات التي تندرج من ضمن النظرية البنائية، إذ يقوم عن طريق مجموعة من الخطوات المحددة بطرح أكبر قدر ممكن من الأفكار ولاحقــًا يتم فرز وغربلة هذه الأفكار وفـقـًا لمحكات مـتفـق عليها من قبل المدرس والمتعلم(الشلبي،2018: 1).
وتقوم استراتيجية ترشيح الأفكار على فرض أساسي يتمثل في قيام المتعلمين بطرح مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالظاهرة العلمية المرتبطة بالدرس، وهذه الأفكار تنشأ لدى المتعلم من خلال العصف الذهني بعد هذه الخطوة يقوم المتعلمين بترشيح هذه الأفكار وفرزها وفـقـــًا لمجموعة من المعايير والمحكات المحددة بشكلٍ مسبق من قبل المدرس وبعد ذلك يتم التوصل إلى الأفكار الصحيحة واستعمالها وربطها بموضوع الدرس( امبو سعيد والحوسنية، 2016: 58).
خطوات تنفيذ استراتيجية ترشيح الأفكار:
تتم استراتيجية ترشيح الأفكار عن طريق مجموعة من الخطوات المحددة بشكلٍ مسبق وكما يلي:
1ـــ يقوم المدرس بتحضير الموضوع والسؤال المتعلق بالعصف الذهني والمطلوب من المتعلمين العمل على الوصول إلى مجموعة من الأفكار التي تتعلق به.
2ـــ يقوم المدرس بتكوين مجموعات تعاونية( ثنائية أو ثلاثية أو رباعية) ويتم توزيع أوراق على المجموعات لرسم شكل قمع مع كأس على ورقة.
3ــــ يقوم المدرس بتوجيه المتعلمين إلى وضع هذه الأفكار على الورقة التي هي نتاج لعملية العصف الذهني وهي الأفكار التي اتفق عليها اعضاء المجموعة ليضعوها في القمع.
4ــــ ثم يتم توجيهـهم إلى غربلة هذه الأفكار وفـقــًا لمحكات معينة ويسجلوا الأفكار الصحيحة في الكأس.
5ـــــ الخطوة الأخيرة يقوم المدرس بمناقشة الأفكار وما توصلوا اليه كل مجموعة على حدة (امبو سعيدي والحوسنية، 2016: 59) .
ــــ الهدف من استراتيجية ترشيح الافكار:
إن الهدف من استراتيجية ترشيح الافكار هي جعل المتعلم محور العلمية التعليمية التعلمية، ويكون دور المدرس هنا مرشد وموجه من طريق تشجيع المتعلم على التعلم النشط وعلى التعاون المستمر مع بقية الزملاء فضلا عن التأكيد على ضرورة اعتماد المتعلم على نفسه لا على المدرس في الوصول إلى المعلومة الصحيحة (امبو سعيدي والحوسنية، 2016: 59).
اكتساب المفاهيم:
إن الاكتساب هو مدى معرفة الطالب بما يمثل المفهوم ومن لا يمثله من خلال تركيزه على فعاليات الطالب ونشاطات المدرس من ثم يقوم بمعالجة الحقائق والمعلومات بطريقته الخاصة ليكون منها معنى عن طريق ربطها بما لديه من معلومات قبل أن يقوم بحفظها في ذاكراته.( العمر، 1990: 202).
ويرى (الشربيني) أن عملية تكوين المفهوم تسبق عملية اكتساب المفهوم ويشير (فيجوتسكي) إلى أن عملية تكوّن المفهوم هي نشاط عقلي معقد يمارس فيه الوظائف العقلية الأساسية جميعها ومن ثم فإنَّ ممارسة الفرد لهذه الوظائف لا يعني أنه تعلم المفهوم بأن الفرد في أثناء هذه الممارسة لا يكون قد توصل إلى مراحل التعرف على أبعاد المفهوم أو عنوانه وما ينتمي إليه المفهوم وما لا ينتمي إليه . (الشربيني، 2000: 45).
إن من المعلوم أن الإنسان يواجه مثيرات كثيرة في حياته اليومية فلو استجاب الإنسان لكل مثير يواجهه لأحتاج إلى عمل وتفكير متعب جدا ولكن من حسن حظ الإنسان هو عدم تعامله مع المثيرات التي يواجهها في بيئته بهذا الأسلوب لأن لديه القدرة على التعميم ، تلك القدرة التي تجعله غير مقيد لأنه يتعامل مع كل موقف أو مثير على أنه حالة فردية أو متميزة بذاتها أن هذه القدرة تمكنه من تعميم استجابته على مجموعة من الحالات أو المواقف الخاصة الأمر الذي يساعده على تعلم المفهوم( سعادة ، 1988: 70 ـــــــ71).
ـــــ تعلم المفاهيم:
أن لتعلم المفاهيم أدوار كبيرة في زيادة قدرة المتعلم على استيعاب المفاهيم والمصطلحات الجديدة بصورة أكثر دقة وسرعة وأكثر بقاءً في ذاكرة المتعلم لمدة أطول وبهذا سوف نقوم بعرض أهمية تعلم المفاهيم، وكما يلي:
1ــــ تؤدي إلى ربط التربية بالمشكلات ذات العلاقة بالتعلم، والتأثير بينه وبين الاطار الذي ينتمي إليه ويعيش فيه.
2ــــ تسهل فهم دراسة العلوم بشكل أكثر تركيزاً ووضوحاً وهي تساعد على الاستغناء عن، الكثير من الحقائق (العمراني، 2014: 19).
3ــــ تؤدي دراسة المفاهيم إلى توفير أساس لاختبار الخبرات، وتنظيم الموقف التعليمي، وتحديد الهدف من المنهج، وبالتالي فهي تخدم كخيوط أساسية في الهيكل العام للمنهج لأن المفاهيم تقلل من إتساع الحقائق (سلامة،2004: 57).
4ــــــ إن استيعاب المفاهيم أساس لزيادة فاعلية التعلم وانتقال أثره إلى مواقف جديدة.
5ـــــ إن استيعاب المفاهيم يعمل على تضييق الفجوة بين التعلم السابق والتعلم اللاحق للمتعلم (جراغ، جاسم، 1986: 87).
اكتساب المفاهيم البلاغية:
لعبت المفاهيم الخطابية دوراً رئيساً في تاريخ العرب من حيث تخليدهم للخطباء، والبلغاء، وكانوا قدوة يحتذي بها الناس، ويرتفع شأن الخطيب، أو الاديب بصورة عامة بحسب قربه، وتفاعله مع المفاهيم البلاغية وحسن استخدامه.( الهاشمي وفائزة، 2005: 176).
إذ تساعد المفاهيم البلاغية الطلاب على استرجاع الصور الأصلية، وربط المعاني المجردة بالمعاني الحسية، من طريق الصور التخيلية الموجودة في الاستعارة، والتشبيه، والتورية، والكناية ، والمجاز، والتي تثير لتفكير العقلي الذي يثير الاحاسيس ويحفز اتجار الصور الذهنية المتراكمة في الذاكرة ويعبر عن المعاني في هذه المفاهيم وتجعلها واضحة، ولعل الأهم والأسمى في اكتساب المفاهيم البلاغية؛ هو تربية وتنمية وتطوير ملكة التذوق الادبي عند الطلاب لتساعدهم في الاستمتاع وتذوق نصوص الادب والفكر العربي الخالد، وتمييز ثمينه من غــــثه، وتوسيع آفاقهم الفنية وخيالهم الأدبي، وصقل حواسهم، وإدراك إبداعهم، وجعلهم قادرين على استخدامهم للألفاظ والتراكيب اللغوية وصولاً إلى الابداع الفني.( عبد الحميد ، 2005: 26). ــــــ تصنيف المفاهيم البلاغية :
تصنف المفاهيم البلاغية على عدة محاور فيما يأتي ذكرها:
أولاً: من جانب طبيعة المفهوم وتقسم على:
1ــــ مفاهيم خاصة بعلم المعاني مثل: المساواة، والقصر، والأسلوب الخبري.
2ــــ مفاهيم خاصة بعلم البيان مثل: الاستعارة ، والكناية ، والتشبيه.
3ـــــ مفاهيم خاصة بعلم البديع مثل : التورية، والجناس، والمقابلة.
ثانياً: من جانب الأهمية وتنقسم على:
1ـــــ مفاهيم أولية: هي أساس علم البلاغة ولا نستطيع الكلام عن البلاغة دون التطرق إليها وهي الأكثر استخداماً مثل: الاستعارة والتشبيه.
2ــــــ مفاهيم ثانوية: ويمكن الاستغناء عنها بذكر أفضل مفهوم لها؛ لأنها ليس لها أهمية كبرى عند الراشدين؛ أي التي يندُر استخدامها، مثل التشبيه المقلوب والاستعارة المكنية والتشبيه الضمني والاستعارة التصريحية.
ثالثاً: العلاقات البينية وهي :
1ــــ المفهوم الاعلى، الرئيس ويمثله علم البلاغة.
2ــــ المفهوم النظير، ويمثله علم البديع، وعلم البيان، وعلم المعاني.
3ـــــ المفهوم الفرعي، أو الادنى ويمثله : التشبيه، والجناس، الاستعارة، والكناية.
رابعاً: اللفظ والمعنى وهي :
1ـــــ مفاهيم الألفاظ: وهي مفاهيم الألفاظ البلاغية التي يكون لها صور متواصلة في كلامنا مثل الجناس.
2ــــ مفاهيم المعاني: وهي مفاهيم بلاغية تخص المعنى والتي تتعلق بتوصيل معنى محدد دون التصريح بلفظه الدال مفاهيم عليه بالإيماء، أو التورية. (الحديــبي، 2012: 31ــــ 33).
الاحتفاظ :
يرى علماء النفس أن التعليم هو الأداة التي تكتسب بها أشكال متعددة من المعرفة سواء أكانت هذه المعلومات حقائق أو مبادى أو مفاهيم التي تصنف بدقة، وتوزع على أماكن متعددة حتى يمكن استرجاعها بسرعة عند الحاجة إليها( العبيدي،2000: 30). فضلا عن التكرار؛ لأن المراجعة تعزز عملية استبقاء المادة الدراسية (الحيلة، 1999: 19).
والتعلم المحسوس بإشراك أكبر قدر ممكن من الحواس في عملية التعلم من شأنه أن يساهم في تنوع مصادر التعلم، وبالتالي التعلم يكون ذا معنى ويحدث الاحتفاظ (قطامي، 1998: 108). إن اتجاه المتعلم وميوله وقدراته والتركيز العالي والتهيئة الذهنية من شأنها كذلك استبقاء عملية التعلم (الألوسي، 2005: 99).
الدِّراسات السّابقة:
ــــــ أجرى(طعيمة،2023) دراسة هدفت للتعَّرف على أثر استراتيجية الأبعاد الستة (Pdeode) في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلبة الصف الرابع الأدبي، ولتحقيق الهدف تم استعمال المنهج شبة التجريبي، وتكوّن أفراد الدراسة من (115) طالباً وطالبة (54 طالباً و61 طالبةً) موزعين عشوائياً على مجموعتين: مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، وأعدَّ الباحث اختبارًا تحصيليـًا مكونــًا من(30) فقرة، وقد توزعت على نوعين (20) فقرة من نوع الاختبار من متعدد بواقع أربعة بدائل (10) فقرات من نوع التكملة، وأظهرت نتائج الدِّراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اكتساب طلبة الصف الرابع الأدبي للمفاهيم البلاغية تعزى لاستراتيجية التدريس ولصالح الطلبة الذين درسوا باستخدام استراتيجية الأبعاد الستة.
ـــــ وأجرى (الركابي، 2022) دراسة تهدف للتعرَّف على فاعلية أنموذج تعليمي مقترح على وفق النظرية البنائية في إكساب المفاهيم البلاغية وتنمية التفكير التحليلي عند طلاب الصف الرابع الأدبي؛ لذا اتبع الباحث منهج البحث التجريبي. بلغ حجم العينة (72) طالبًا موزعين على المجموعة التجريبية بنحو (35) طالبًا، والمجموعة الضابطة بنحو (37) طالبا، وقبل الشروع بالتجربة كافــأ الباحث بين طلاب المجموعتين في عدد من المتغيرات، وبهدف تحقيق أهداف البحث أعدّ الباحث أداتين، الأولى اختبار للمفاهيم البلاغية، والثانية اختبار التفكير التحليلي، تألف من من (28) فقرة من نوع الاختيار من متعدد تثبت من صلاحيتهما، ومن ثم طبقهما على طلاب مجموعتي البحث في نهاية التجربة، وبعد معاملة البيانات إحصائيا، باستعمال اختبار (teast t-) لعينتين مستقلتين، وعينتين مترابطتين، ومعامل إينا، ومعامل ارتباط بيرسون؛ لمعرفة دلالة الفروق بين المجموعتين، توصل الباحث إلى تفوق طلاب المجموعة التجريبية التي درست على وفق الأنموذج التعليمي المقترح على طلاب المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي للأداتين، وإن الأنموذج المفترح ذو فاعلية في إكساب المفاهيم البلاغية وتنمية التفكير التحليلي، فضلا عن توافر ارتباط عالٍ بين درجات طلاب – عينة البحث – في الأداتين، وفي ضوء نتائج البحث أوصى الباحث بضرورة استعمال الأنموذج التعليمي المقترح بنحو فاعل في تدريس فروع اللغة العربية الأخرى، والمواد الدراسية المختلفة.
ــــ وأجرت (مناتي، 2020) دراسة هدفت للتعرف على اثر انموذجي جود لافويه ومارتوريلا في إكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها لدى طالبات الصف الخامس الأدبي، وبلغت عينة البحث (91) طالبة، وقد صاغت الباحثة (65) هدفاً سلوكياً على وفق تصنيف بلوم(Bloom) في المجال المعرفي ضمن مستوياته الستة، وبعد معالجة البيانات باستعمال تحليل التباين الأحادي توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية :
1ــــ تفوق طالبات المجموعة التجريبية الأولى اللاتي درس البلاغة والتطبيق باستعمال انموذج جودلافويه على طالبات المجموعة الضابطة اللاتي درسن بالطريقة الاعتيادية في إكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها .
2ـــ تفوق طالبات المجموعة التجريبية الثانية اللاتي درسن البلاغة والتطبيق باستعمال انموذج جودلافويه مارتوريلا على طالبات المجموعة الضابطة اللاتي درسن بالطريقة التقليدية في إكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها.
الموازنة بين البحث الحالي والدراسات السابقة:
يوازن الباحث بين الدِّراسات السّابقة والبحث الحالي من حيث مجموعة من المحاور:
1ــــ المنهجية: اتبعت الدِّراسات السّابقة جميعها المنهج التجريبي، وقد اتفقت الدِّراسة الحالية مع الدِّراسات السّابقة في منهجها.
2ــــ الهدف: فقد اختلفت الدِّراسة الحالية عن الدِّراسات السّابقة من حيث هدفها وهو أثر استراتيجية ترشيح الافكار في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلاب الصف الرابع الأدبي.
3ـــــ العينة: تباينت الدِّراسات السّابقة من حيث حجم العينة، أما عينة الدّراسة الحالية فقد بلغت (42) طالباً من طلاب الصف الرابع الأدبي.
4ــــــ الاداة: فقد اتفقت الدِّراسات السّابقة على أداة البحث نفسها وهي اختبار اكتساب المفاهيم والاحتفاظ بها مع دراسة( مناتي، 2020)، واختبار الاكتساب مع دراسة(طعيمة، 2023؛ والركابي، 2022) في اختبار اكتساب المفاهيم واختلفت مع دراسة الركابي في المتغير الثاني.
5ـــــ الوسائل الاحصائية: فقد تباينت الدِّراسات السّابقة من حيث الوسائل الاحصائية المستعملة في تحليل البيانات، والدِّراسة الحالية استعملت الاختبار التاني لعينتين مستقلتين في تحليل البيانات، ومربع كاي في حساب التكافؤ بين المجموعتين في التحصيل الدراسي للآباء والأمهات.
6ــــــ النتائج: فقد اختلفت الدِّراسات السّابقة في نتائجها تبعاً لاختلاف اهدافها، أما البحث الحالي أكدت على فاعلية استراتيجية ترشيح الأفكار.
الفصل الثالث
منهجية البحث واجراءاته
يتضمن هذا الفصل عرضاً لمنهجية البحث وإجراءاته التي تضمن تحقيق أهدافه والتحقق من صحة فرضياته، وهذه الإجراءات هي:
أـــ منهج البحث: اتبعَ الباحث منهج البحث التجريبي بوصفه المنهج العلمي الملائم للبحث.
ب ــــ إجراءات البحث: وتتضمن الآتي:
أولا: التصميم التجريبي: من الشروط الأساسية وقبل أجراء الدراسة، اختيار التصميم التجريبي الذي يتناسب ونوع البحث وعينته وفروضه( فان دالين، 1985: 391)، ويقصد بالتصميم التجريبي التخطيط للظروف والعوامل المحيطة بالظاهرة، والتي تدرس بطريقة معينة مع ملاحظة ما يحدث، لذا فــأن للتصميم التجريبي أهمية كبيرة، إذ إنه يضمن بداية علمية دقيقة للبحث. (داوود وعبد الرحمن، 1990: 251). فقد اختير أحد التصاميم التجريبية ذا الضبط الجزئي واختبار بعدي لمجموعتين تجريبية ومجموعة ضابطة. والجدول الآتي يوضح ذلك:
الجدول(1) التصميم التجريبي للبحث
المجموعة | المتغير المستقل | المتغير التابع | أداة الاختبار |
التجريبية | استراتيجية ترشيح الأفكار | اكتساب المفاهيم البلاغية
والاحتفاظ بها |
اختبار اكتساب المفاهيم
اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم |
الضابطة | الطريقة لاعتيادية |
ثانيـــًا: مجتمع البحث وعينته:ــــ
أـــ مجتمع البحث: تألف مجتمع هذا البحث من طلاب الصف الرابع الأدبي في المدارس الإعدادية والثانوية الحكومية النهارية للبنين التابعة لمديرية تربية محافظة بابل ــــ قسم تربية الهاشمية للعام الدراسي(2022-2023).
ب ــــ عينة البحث: اختار الباحث على نحوٍ قصدي مدرسة( إعدادية الهاشمية للبنين) ميدانـــًا لبحثه لتعاون ادارة المدرسة وقربها من سكن الباحث، واختار منها عشوائيا شعبتين من شعب الصف الرابع الأدبي، إذ مثلت شعبة (أ) المجموعة التجريبية، التي سيُـدرّس طلابُها مادة البلاغة على وفق الاستراتيجية المقترحة، وشعبة (ب) تمثل المجموعة الضابطة، التي سيُدرّس طلابُها المادة ذاتها على وفق الطريقة الاعتيادية، وقد بلغ المجموع الكلي للعينة (42) طالبًا بعد استبعاد الطلاب المخفقين، والجدول (2) تبين ذلك.
جدول (2) عدد طلاب عينة البحث
المجموعة | عدد الطلاب |
التجريبية | 21 |
الضابطة | 21 |
المجموع | 42 |
ثالثـــًا: التكافؤ بين مجموعتي البحث:
كافــأ الباحث بين مجموعتي البحث في متغير ( العمر الزمني محسوباً بالشهور، التحصيل للعام السابق في مادة اللغة العربية، التحصيل الدراسي للآباء والامهات) بعد إجراء العمليات الاحصائية المناسبة، وجد الباحث لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية بين مجموعتي البحث (الضابطة، والتجريبية) عند مستوى دلالة(05,0)، واتضح أن المجموعتين جاهزتان لإجراء التجربة.
رابعـــًا: ضبط السلامة المتغيرات الدخيلة:
إن حصر العوامل التي تؤثر على أي ظاهرة أمـــرًا صعبـــًا للغاية، فنحن نقدر أن هناك متغيرات متعددة تؤثر على الظاهرة أثناء سيــر التجربة، وقد تكون هذه هي سبب التغيرات في المتغير التابع ، وليس المتغير المستقل، أو قد تكون تعمل بجانب المتغير التابع ، وللحكم الدقيق على نتائج التجربة لابــــدّ من ضبط المتغيرات اثناء التجربة (ملحم، 2002: 360)، ومن المتغيرات التي تم ضبطها هي:( اختيار عينة البحث، والنضج، والمتغيرات المصاحبة، بناية المدرسة ، والوسائل التعليمية، والاندثار، وتوزيع الحصص الدراسية، ومدة التجربة )، ولم يحدث أي تأثر على سير التجربة من هذه المتغيرات.
خامســًا: مستلزمات البحث: قبل الشروع بالتجربة هيــأ الباحث كل المستلزمات الضرورية لإنجاح التجربة وهي:
أ ــــ تحديد المادة العلمية: اعتمد الباحث الموضوعات في مادة البلاغة والتطبيق( صور البلاغة، السجع، الجناس الطباق والمقابلة، التشبيه) من كتاب اللغة العربية للصف الرابع الإعدادي ــــــ الجزء الأول ـــــ.
ب ـــ توزيع الدروس: خصص تدريس مادة البلاغة والتطبيق للصف الرابع الأدبي درسًا واحدًا في الأسبوع بحسب المنهج المقرر لتوزيع الدروس أي درس واحد للتجريبية، ودرس واحد للضابطة.
جــــ ــــ صياغة الأهداف السلوكية: تمثل الأهداف السلوكية الموجه والمرشد لكل من المعلّم والمتعلم بالنسبة للنواتج المرغوب تحقيقها وأن المتعلم أصبح بمثابة المنتج الأكاديمي الذي لابـدّ أن يتصف بخصائص وتُعرَّف الأهداف السلوكية بأنها وصف دقيق وواضح ومحدد لناتج التعلم المرغوب تحقيقه من المتعلم على هيأة سلوك قابل للملاحظة والقياس( الاسدي وداود، 2015: 21). لذا قام الباحث بصياغة الأهداف السلوكية اعتمادًا على تحليل محتوى المادة التعليمية التي شملتها مادة التجربة إذ بلغت (48) هدفـــًا سلوكـيًا للمجال المعرفي شملت مستويات عمليات اكتساب المفهوم موزعة على المحتوى من موضوعات البلاغة، وعرضت هذه الأهداف السلوكية على مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال التربية وعلم النفس وطرائق تدريس اللغة العربية ، لإعطاء آرائهم وملاحظاتهم بها ومدى ملاءمتها لمستوى الهدف الذي تقيسه وتغطيتها لمحتوى المادة ولقد عــدت الأهداف صالحة بعد اجراء بعض التعديلات التي اقترحوها.
د ــــ إعداد الخطة التدريسية: يمثل التخطيط الرؤية الواعية والشاملة لجميع عناصر العملية التربوية، وأبعادها وما يقوم بين هذه العناصر من علاقات متداخلة ومتبادلة، وتنظيم هذه العناصر بعضها مع بعض يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة للعملية التعليمية والتربوية، فالتخطيط على اختلاف مستوياته خطوة رئيسة ومهمة لنجاح أي عمل ويشكل إحدى الكفايات اللازمة والضرورية في أداء التدريسي(جامل، 2000: 27). قام الباحث بإعداد الخطة التدريسية المتعلقة بدروس البلاغة والتطبيق وهي خطة أنموذجية لترشيح الأفكار أي المجموعة التجريبية وخطة اعتيادية لتدريس المجموعة الضابطة، وعُرضت على مجموعة من المتخصصين في طرائق تدريس اللغة العربية؛ لتعرُّف آرائهم ومقترحاتهم لإجراء التعديلات عليها لتصبح جاهزة للتطبيق.
هــــ ـــ تحديد المفاهيم: إن هدف البحث الحالي يتمثل باكتساب المفاهيم البلاغية بدأ الباحث بتحليل محتوى كتاب اللغة العربية واستخراج المفاهيم الواردة فيها اذ بلغ عددها (16 ) مفهوماً قسمت على مفاهيم رئيسة وفرعية، وقد استرشد الباحث بعمليات اكتساب المفهوم الثلاث لتحقيق هدف البحث وهي: (تعريف المفهوم، تمييز المفهوم، تعميم المفهوم )، وفي ضوء ذلك عرض الباحث المفاهيم الرئيسة والفرعية مع مستوياتها على نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال طرائق تدريس اللغة العربية والقياس والتقويم وبعد أن استشار مجموعة من مدرسي المادة واطلع على خططهم السنوية واليومية، لمعرفة مدى تمثيل المفاهيم للمحتوى الدراسي وبعد الاخذ بآراء المحكمين وبذلك أصبح عدد المفاهيم بصورتها النهائية (16) مفهومـًا.
سـادســـًا: أداتا البحث: طبيعة البحث تتطلب إعداد أداتين واحدة لاكتساب المفاهيم البلاغية وأخرى لقياس الاحتفاظ بها، وفيما يلي خطوات إجراءها:
أـــــ اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية:
أعــدَّ الباحث اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية معتمداً على الاهداف السلوكية لموضوعات البحث التي تم تحديدها، فاختار الباحث اختبارًا مكوّنــًا من (30) فِقرة اختيار من متعدد.
ب ــــ اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية:
من متطلبات البحث الحالي إعداد أداة لقياس الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية وان يكون نسخة مكافئة من اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية، وقد وجد الباحث أن الاختبار التحصيلي للاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية – يحقق ذلك بعد الاطلاع على دراسات سابقة وأدبيات ذات صلة، ونظـــرًا لعدم توافر اختبار جاهز يغطي موضوعات المادة المقررة للصف الرابع الأدبي، أعـــدَّ الباحث الاختبار مكوّنـــًا من (25) فِقرة، وفلسفة هذا الاختبار تقوم على انه صورة مكافئة لاختبار الاحتفاظ، وتبرير ذلك لتجنب الخبرات السابقة الذي يمتلكها الطلاب من اختبار الاكتساب.
جــ ــــ صلاحية أداتــا الاختبارين:
من متطلبات البحث الناجح لابــدَّ من إعداد اسئلة الاختبار بصيغة تلائم شريحة عينة البحث، وضمن حدود وقت الدرس؛ لذلك لابـــدَّ من التأكد من:
1ــــ الصدق الظاهري: للتحقق من صدق الأداتين عرض الباحث أداتي البحث على مجموعة من المحكمين، والمتخصصين في اللغة العربية، وطرائق تدريسها والقياس والتقويم، وعلم النفس؛ للاستئناس بآرائهم، وبعد تحليل استجابات الخبراء لكلا الاختبارين حصل اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية على نسبة توافق بلغت (85%) واختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية حصل على نسبة بلغت (80%) وهما نسبتان جيدتان ومقبولتان، ثم أجرى الباحث التعديلات اللازمة ضمن توصيات الخبراء والمتخصصين على كلا الاختبارين.
2ــــ تطبيق الاختبار: أعــدَّه الباحث على عينة استطلاعية للاطمئنان من وضوح تعليمات الاختيار وفقراته، لقد طبق الباحث اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية في 18/12/2022 على عينة استطلاعية من طلاب الصف الرابع الأدبي إعدادية الحكيم للبنين فاتضح ان متوسط الزمن المستغرق للإجابة عن فقرات الاختبار بحساب متوسط زمن الاجابة، ذلك بتدوين وقت إجابة كل طالب عند انتهائه من الاجابة، وبعد انتهاء الاختبار حسب الباحث باستخدام المعادلة، فتبين أن زمن الإجابة عن فقرات الاخبار بلغ( 40) دقيقة. وشرع الباحث بتطبيق اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية في 19/12/2022 على عينة استطلاعية من طلاب الصف الرابع الادبي إعدادية الحكيم للبنين فاتضح ان متوسط الزمن المستغرق للإجابة عن فقرات الاختبار بحساب متوسط زمن الاجابة، ذلك بتدوين وقت إجابة كل طالب عند انتهائه من الاجابة، وبعد انتهاء الاختبار حسب الباحث باستخدام نفس المعادلة السابقة، فتبين أن زمن الإجابة عن فقرات الاختبار بلغ(40) دقيقة.
د ـــــ معامل الصعوبة والقوة التمييزية وفعالية البدائل لفقرات الاختبارين: للتحقق من الخصائص السايكومترية حدّد الباحث المجموعتين العليا والدنيا بعد ترتيب الدرجات الكلّية من اعلى درجة إلى أدنى درجة للطلاب بدأ الباحث حساب معامل الصعوبة لفـقـرات اكتساب المفاهيم البلاغية، وتراوحت قيم الصعوبة بين(0,55 ــــــ 0,76)، أما فقرات اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم فتراوحت بين(0,44 ـــــــ 0,66). اتضح أنها تقع ضمن المقبولية (0,20 ـــــ 0,80). (سلامة، 2009: 63).
أما القوة التمييزية فقد كانت القيم جميعها مقبولة (0,68) فما فوق لفِقرات اكتساب المفاهيم البلاغية، أما فِقرات الاحتفاظ بالمفاهيم فكانت(0,54) وبهذا فأن الفقرات لكلا الاختبارين مميزة بين الطلاب، إذا كانت قوة تمييزها بين(0,30 ـــــ 0,80). ( اليعقوبي، 2013: 120).
أما فاعلية البدائل فيكون البديل فاعلاً عندما يحقق انجذاب لطلاب المجموعة الدنيا أكثر من انجذاب طلاب المجموعة العليا (البغدادي،1998: 129)، وبعد حساب فاعلية البدائل الخاطئة لاختبار اكتساب المفاهيم البلاغية تباينت بين (-0,07) و (-26,0 ) أما فاعلية البدائل الخاطئة لاختبار احتفاظ المفاهيم فبلغت 0,06-)) و(0,27-).
هـــ ــــ ثبات الاختبار: اعتمد الباحث درجات لحساب ثبات درجات عينة التحليل الاحصائي لكلٍّ من اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية، واختبار الاحتفاظ بالمفاهيم، كلاً على حدى بصورة منفصلة لكل من الاختبارين لعينة بلغت (60) طالباً، وكانت النتائج لقيمة الثبات لاختبار اكتساب المفاهيم البلاغية 0,80))، وقيمة ثبات اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم (0,85) ، وبذلك يكون الاختباران حقــقــا ثباتــــًا جيـــدًا.
و ـــــ ثبات التصحيح: إن اعتماد تصحيح مدرس آخر لنفس اجابات الاختبار بصورة مستقلة ومن ثم تحسب درجة الارتباط بين مجموعتي الدرجات لكلا المصححين، هذا ما يسمى بثبات المصححين (النبهان،2004: 253-253) طلب الباحث من مدرس آخر إعادة تصحيح اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية بصورة مستقلة بعدما دربه الباحث ، ووضح له آلية تصحيح عينة الثبات الاستطلاعية البالغة (60) طالباً واخذ من الحدود الدنيا والحدود العليا، وباستخدام معامل ارتباط بيرسون بين درجات تصحيح الباحث ودرجات المدرس فتبـيـن أن قيم معدل الثبات (0,80) لاختبار اكتساب المفاهيم البلاغية، وهو معدل ثابت جيد جداً، وبإعادة الطريقة مع نفس المدرس فيما يخص درجات اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم واخذ الحدود الدنيا والعليا لعينة الاختبار الاستطلاعي البالغة (60) طالباً، وباستخدام معامل ارتباط بيرسون بين درجات تصحيح الباحث ودرجات المدرس فتبين أن قيم معدل الثبات (0,85) لاختبار الاحتفاظ بالمفاهيم، وهو معدل ثابت جيد جداً.
ي ـــــ تطبيق التجربة: بدأ الباحث في تطبيق التجربة على أفراد مجموعتي البحث في إعدادية الهاشمية يوم الاحد الموافق 16/10/2022. ولغاية يوم الخميس الموافق 15/12/2022, وبعد انتهاء مدة التجربة أجرى الباحث اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية على طلاب مجموعتي البحث في يوم الثلاثاء المصادف 20/12/2022، واختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية في يوم الخميس المصادف 29/12/2022، وذلك بعد اخبار الطلاب بموعد الاختبارين قبل اسبوع من اجرائهما، وقد ساعد الباحث في اجراء الاختبارين مدرس اللغة العربية في المدرسة نفسها، بعد إعطائه التعليمات الخاصة بإجراء الاختبارين.
ط ـــــ تصحيح الاجابات واحتساب الدرجات: بعد الانتهاء صحح الباحث الاختبارين بنفسه ووضع الدرجات في جداول واصبحت مهيأة للمعالجة الإحصائية وصولاً إلى النتائج.
سابعـــًا: الوسائل الاحصائية: استعمل الباحث البرنامج الاحصائي(spss) في استخراج النتائج وهي:
1ـــ الاختبار(التائي) لعينتين مستقلتين، واستعمل لحساب التكافؤ بين مجموعتي البحث (التجريبية والضابطة) في: (العمر الزمني محسوباً بالشهور، درجات اللغة العربية، وفي حساب نتائج اختبار اکتساب المفاهيم البلاغية واحتفاظها.
۲ـــــ مربع كاي (كـــا2)، واستعمل في حساب التكافؤ بين المجموعتين في التحصيل الدراسي للآباء والأمهات، ولمعرفة درجة التوافق بين الخبراء في صلاحية فقرات اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها.
3ــــ معادلة (سبيرمان براون) التصحيحية لحساب معامل الثبات المستخرج بطريقة التجزئة النصفية.
4ـــ معامل الصعوبة، لحساب معاملات صعوبة فقرات الاختبار.
5ـــ معامل السهولة، حساب معاملات سهولة فقرات الاختبار.
6 ـــــ معامل ارتباط( بيرسون)، لحساب ثبات الاختبار بطريقة التجزئة النصفية.
7ــــ معامل تمييز الفقرة، لحساب معاملات القوة التمييزية لفقرات الاختبار.
8ـــــ فعالية البدائل المخطوءة، لحساب فعالية البدائل المخطوءة لفقرات الاختبار.
الفصل الرابع
عرض النتائج وتفسيرها
يضمُ هذا الفصل عرضــًا للنتائج وتفسيرها وللاستنتاجات التي توصل إليها الباحث والتوصيات التي قدمها في ضوء النتائج، وفق فرضيات البحث؛ لمعرفة “أثر استراتيجية ترشيح الافكار في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلاب المرحلة الاعدادية والاحتفاظ بها”. ومعرفة دلالة الفرق الإحصائي بين متوسطي مجموعتي البحث للتحقق من فرضيتي البحث وعلى النحو الآتي:
1ــــ نتيجة الفرضية الأولى التي تنص” لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية”.
استخرج الباحث متوسطي درجات الطلاب في المجموعتين( التجريبية والضابطة) باستعمال الاختبار التائي لعينتين مستقلتين لمعرفة الدلالة الاحصائية للفرق بين متوسطي درجات طلاب مجموعتي البحث عند مستوى دلالة(0,05)، وبدرجة حرية(40) وجد فرق ذو دلالة إحصائية لصالح طلاب المجموعة التجريبية، والجدول(3) يــُبـيــن ذلك.
الجدول(3) الوسط الحسابي والتباين والقيمتان التائيتان(المحسوبة والجدولية) والدلالة الاحصائية للفرق بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين(التجريبية والضابطة) في اختبار المفاهيم البلاغية.
المجموعة | العينة | الوسط الحسابي | التباين | درجة الحرية | القيمة التائية | مستوى الدلالة عند 0,05 | ||
المحسوبة | الجدولية | |||||||
التجريبية | 21 | 23,93 | 17,92 | 40 | 2,85 | 2,000 | دالة احصائيـــًا | |
الضابطة | 21 | 20,96 | 18,23 | |||||
تـبـيـن من الجدول(3) أعلاه إن متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا باستراتيجية ترشيح الافكار في اكتساب المفاهيم البلاغية كان (23,93 )، بـتـباين مقداره (17,92)، ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا اكتساب المفاهيم البلاغية بالطريقة الاعتيادية (20,96)، وبـتـباين مقداره(18,23)، وأن القيمة التائية المحسوبة (2,85) أكبر من القيمة التائية الجدولية (2,000) وعليه تُـرفض الفرضية الصفرية التي تنص:” لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية”. وتقبل الفرضية البديلة:” يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار اكتساب المفاهيم البلاغية”. ويرى الباحث إلى أن ذلك يعود على استراتيجية ترشيح الافكار من الاستراتيجيات الحديثة في التدريس وقد حفز وزاد من نشاط الطلاب وتنمية مهاراتهم ويعزز تعلمهم ليولد لديهم افكارًا يجعلهم أكثر فهمــًا وادراكــًا لمدلولات المفردات والتراكيب في اكتساب المفاهيم البلاغية.
2ــــ نتيجة الفرضية الثانية التي تنص” لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية”.
استخرج الباحث متوسطي درجات الطلاب في المجموعتين( التجريبية والضابطة) باستعمال الاختبار التائي لعينتين مستقلتين لمعرفة الدلالة الاحصائية للفرق بين متوسطي درجات طلاب مجموعتي البحث عند مستوى دلالة(0,05)، وبدرجة حرية(40) وجد فرق ذو دلالة إحصائية لصالح طلاب المجموعة التجريبية، والجدول(4) يــُبـيــن ذلك.
الجدول(4) الوسط الحسابي والتباين والقيمتان التائيتان(المحسوبة والجدولية) والدلالة الاحصائية للفرق بين متوسطي درجات طلاب المجموعتين(التجريبية والضابطة) في الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية.
المجموعة | العينة | الوسط الحسابي | التباين | درجة الحرية | القيمة التائية | مستوى الدلالة عند 0,05 | ||
المحسوبة | الجدولية | |||||||
التجريبية | 21 | 22,14 | 17,19 | 40 | 3,468 | 2,000 | دالة احصائيـــًا | |
الضابطة | 21 | 16,05 | 18,8 | |||||
يتضح من الجدول(4) أعلاه أن متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا باستراتيجية ترشيح الافكار في الاحتفاظ بالمفاهيم كان (22,14) بتباين مقداره(17,19)، ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابط الذين درسوا المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية (16,05) بتباين مقداره (18,8)، وأن القيمة التائية المحسوبة(3,468) أكبر من القيمة التائية الجدولية(2,000) وعليه تُرفض الفرضية الصفرية التي تنص” لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية”. وتُـقبل الفرضية البديلة ” يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة(0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون مادة البلاغة والتطبيق باستخدام استراتيجية ترشيح الأفكار ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون المادة نفسها بالطريقة الاعتيادية في اختبار الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية”.
وتعزى هذه النتيجة إلى أن خطوات استراتيجية ترشيح الأفكار جعل الطالب إلى التفكير بصورة منظمة ومتسلسلة في اذهان الطلاب وأن توزيع الطلاب في مجموعات ومساعدة بعضهم البعض لإيجاد الإجابة الصحيحة مما أثر على قدرة الطلاب على الاحتفاظ بالمفاهيم البلاغية لمدة طويلة.
الاستنتاجات:
في ضوء النتائج التي توصل إليها الباحث يستنتج ما يلي:
1ــــ إن استعمال استراتيجية ترشيح الأفكار في تدريس مادة البلاغة والتطبيق لهُ أثرٌ ايجابي في زيادة اكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها لدى طلاب الصف الرابع الأدبي.
2ـــ توظيف استراتيجية ترشيح الأفكار اتاح لطلاب فرصة تنوع مصادر تلقي التعلم بما يتوافق مع قدراتهم وميولهم وخبراتهم السابقة.
3ـــ إن استراتيجية ترشيح الأفكار اتفقت مع معظم الدِّراسات الحديثة التي منحت للطالب محورًا رئـيسـًا في العملية التعليمية.
المقترحات: استكمالاً للبحث الحالي يقترح الباحث إجراء ما يلي:
1ــــ إجراء دراسات مماثلة لمعرفة أثر استراتيجية ترشيح الأفكار في فروع اللغة العربية الأخرى واتجاهات الطلبة نحوها.
2ــــ إجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية على متغيرات أخرى كالتفكير الناقد أو الابداعي أو الاستدلالي وغيرها.
3ــــ إجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية على مراحل أو صفوف أو مواد دراسية أخرى.
المصادر
أبن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم(711هــ) لسان العرب. طبعة اعتنى بتصحيحها عبد الوهاب أمين محمد وآخرون، ط4، بيروت: دار صادر(2005).
أبو الضبعات، زكريا اسماعيل(2007) طرائق تدريس اللغة العربية. عمّان: دار الفكر للنشر والتوزيع.
الأسدي، سعيد جاسم وداود، عبد السلام صبري(2015) فلسفة التقويم التربوي في العلوم التربوية والنفسية. عمّان: دار صفاء للنشر والتوزيع.
الالوسي، أكرم ياسين( 2005) أثر اربع استراتيجيات قبلية في تنمية التفكير الناقد والاستبقاء لدى طالبات معاهد إعداد المعلمات في مادة التاريخ، اطروحة دكتوراه( غير منشورة)، كلية التربية( ابن رشد)، جامعة بغداد.
أمبو سعيدي، والحوسنية، عبدالله بن خميس(2016) استراتيجيات التعلم النشط مع الأمثلة التطبيقية. ط1. عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
البغدادي، محمد رضا(1998) الأهداف والاختبار في المناهج وطرائق التدريس بين النظرية والتطبيق. القاهرة: دار الفكر العربي للنشر.
الجابري، كاظم كريم وشرين، علي رحم(2017). علم النفس التربوي، ط1. القاهرة: الشركة العربية المتحدة.
جامل، عبد الرحمن عبد السلام(2000) طرق التدريس العامة ومهارات تنفيذه وتخطيط عملية التدريس، ط2. عمّان: دار المناهج للنشر.
جراغ، عبدالله وجاسم، صالح( 1986) دراسة لتحديد المفاهيم العلمية ومدى مناسبتها لمراحل التعلم العام بدولة الكويت، المجلة التربوية، مجلد(3) العدد (11) ص97ـــــ 131.
الحديـبـي، علي عبد الحسين(2012) فاعلية استراتيجية التفكير المتشعب في تنمية المفاهيم البلاغية والاتجاه نحو البلاغة لدى متعلمي اللغة العربية بلغات أخرى، رسالة ماجستير(غير منشورة). الخرطوم، جامعة افريقيا العالمية.
الحيلة، محمد محمود(1999) التصميم التعليمي نظرية وممارسة،ط1. عمّان: دارة المسيرة للنشر والتوزيع.
داوود، عزيز حنا وأنور، حسن عبد الرحمن(1990) مناهج البحث التربوي. بغداد: دار الحكمة للطباعة والنشر.
الركابي، بشار سلمان(2022) فاعلية انموذج تعليمي مقترح على وفق النظرية البنائية في إكساب المفاهيم البلاغية وتنمية التفكير التحليلي عند طلاب الصف الرابع الأدبي. مجلة نسق، 35(2)، ص18-55.
زاير، سعد علي وإيمان، اسماعيل (2011) مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها. بغداد: دار الكتب والوثائق.
الساعدي، عمار جبار(2012) أثر توظيف برنامج الكورت في اكتساب المفاهيم البلاغية وتنمية المهارات النقدية عند طالبات معاهد اعداد المعلمات، اطروحة دكتوراه( غير منشورة). كلية التربية(ابن رشد)، جامعة بغداد.
سعادة، جودت أحمد، وجمال يعقوب يوسف(1988) تدريس المفاهيم اللغة العربية والرياضيات والعلوم والتربية الاجتماعية، ط1. بيروت: دار الجبيل.
سلامة، عادل أبو العز وآخرون(2009) طرائق التدريس العامة معالجة تطبيقية معاصرة. عمّان: دار الثقافة للنشر.
سلامة، عادل ابو العز(2004) تنمية المفاهيم والمهارات العلمية وطرق تدريسها، ط1. عمّان: دار الفكر للنشر.
الشربيني، زكريا، وصادق يسريه(2000) نمو المفاهيم العلمية للأطفال برنامج مقترح وتجارب الطفل ما قبل المدرسة، ط1. القاهرة: دار الفكر للنشر.
الشلبي، بخيت محمد(2018) استراتيجيات التعلم في القرن الواحد والعشرين، بحث منشور في الانترنيت.
طعيمة، مرتضى كاظم(2023) أثر استراتيجية الأبعاد الستة (Pdeode) في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلبة الرابع الادبي. المجلة العراقية للبحوث الانسانية والاجتماعية، 3(9)، ص730-747.
العادلي، محمد جفات(2000) تقويم مستوى تحصيل طلبة اقسام للغة العربية لكليات التربية في الجامعات العراقية في البلاغة، رسالة ماجستير( غير منشورة)، كلية التربية، جامعة القادسية.
عاشور، راتب قاسم والحوامدة، محمد(2007) أساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية والتطبيق،ط2. عمّان: دار المسيرة.
عبد الحميد، جابر(2005) التدريس والعلم أساس النظرية. القاهرة: دار الفكر.
العبيدي، رقية عبد الائمة(2000) أثر تدريس البلاغة بطريقة الاستكشاف في التحصيل وانتقال أثر التعلم والاحتفاظ لدى طالبات الصف الخامس الأدبي، اطروحة دكتوراه( غير منشورة)، كلية التربية(ابن رشد)، جامعة بغداد.
العسكري، أبو هلال بن عبدالله(1976). الصناعتين: تحقيق محمد علي البجاري ومحمد ابو الفضل إبراهيم. ط2. القاهرة: دار السعادة للنشر.
عطا، إبراهيم محمد(2006) المرجع في تدريس اللغة العربية،ط2. القاهرة: مركز الكتاب للنشر والتوزيع.
العمر، بدر عمر(1990) المتعلم في علم النفس التربوي، ط1. الكويت: مطبعة الكويت تايمز.
العمراني، عبد الكريم جاسم(2014) طرائق واساليب تعلم مفاهيم العلوم للأطفال قبل الدراسة، ط1. بغداد: دار نـيـبور للطباعة والنشر.
فان دالين، دوبولدين(1985) مناهج البحث في التربية وعلم النفس. ترجمة: محمد نبيل وآخرون، ط2، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية.
الفراجي، عبد المهيمن أحمد(2005) أثر منهج الوحدات في تدريس مادة البلاغة باستخدام خرائط المفاهيم في التحصيل والاستبقاء لدى طلاب الصف الخامس الادبي، اطروحة دكتوراه (غير منشورة)، كلية التربية(ابن رشد)، جامعة بغداد.
القزويني، الخطيب( 1932) التلخيص : تحقيق عبد الرحمن البرقوقي. القاهرة: طبعة محمد محي الدين.
قطامي، يوسف(1998) سيكولوجية التعلم والتعليم الصفي، ط2. عمّان: دار الشروق للنشر.
قطامي، يوسف(2013) النظرية المعرفية في التعلم،ط1. عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
المحياوي، حيدر عبد الحسين(2011) اثر استراتيجية التدريس التبادلي والطريقة القياسية في اكتساب المفاهيم البلاغية لدى طلاب الصف الخامس الادبي، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية، الجامعة المستنصرية.
مطلوب، احمد وكامل، حسن البصير(1999) البلاغة والتطبيق، ط2. بغداد: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ملحم، سامي(2002) القياس والتقويم في التربية وعلم النفس، ط2. عمّان: دار المسيرة للنشر.
ملحم، سامي(2010) مناهج البحث العلمي في التربية وعلم النفس. عمّان: دار المسيرة للنشر.
مناتي، زهور كاظم(2020) اثر انموذجي جود لافويه ومارتوريلا في اكتساب المفاهيم البلاغية والاحتفاظ بها لدى طالبات الصف الخامس الأدبي. مجلة كلية التربية الاساسية(الجامعة المستنصرية)، 26(106)، ص91- 117.
ناصر، إبراهيم(1988) اســس التربية. عمّان: الجامعة الأردنية.
النبهان، مرسي(2004) أساسيات القياس في العلوم السلوكية. عمّان: دار الشروق للنشر.
الهاشمي، عبد الرحمن والعزاوي، فائزة محمد(2005) تدريس البلاغة العربية رؤية نظرية تطـبـيقــية محسوبة. عمّان: دار المسيرة للنشر.
الوائلي، سعاد عبد الكريم(2004) طرائق تدريس الأدب والبلاغة والتعبير بين النظرية والتطبيق. عمّان: دار الشروق للطباعة والنشر.
اليعقوبي، حيدر(2013) التقويم والقياس في العلوم التربوية والنفسية رؤيا تطبيقية. بغداد: مركز المرتضى للتنمية الاجتماعية.