نوفمبر 22, 2024 1:27 م
2

د.تهاني إبراهيم العلي

باحثة في جامعة عمان العربية/ المملكة الأردنية الهاشمية

thanyally869@gmail.com

00962799838168

الملخص

هدفت الدراسة التعرف إلى متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة، واعتمدت الدراسة المنهج النوعي، وقامت الباحثة بإجراء مقابلات مع (15) عضو هيئة تدريس من الجامعات الأردنية. وأظهرت نتائج هذه المقابلات أن أعضاء هيئة التدريس قدموا خمسة مقترحات لمتطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها شملت: سعي الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة إلى توفير كفاءات وقيادات تربوية ذات خبرات في المجال التقني والتكنولوجي, سعي الجامعات الأردنية إلى استخدام خطط واستراتيجيات تقنية حديثة من أجل مواكبة التطورات في بيئات العمل والتعليم الجامعي بشكل مستمر, توجه الجامعات الأردنية إلى تكثيف الدورات التدريبية والورش التقنية لزيادة قدرات ومهارات العاملين في المجال التربوي, سعي الجامعات إلى توفير بيئات تعليمية تقنية تظهر فيها المواهب والابداعات التي تقود بالعاملين إلى التطوير والابتكار ,سعي الجامعات إلى نشر ثقافة التحول الرقمي بين جميع العاملين وتكوين اتجاهات إيجابية عن التحولات الرقمية بجميع أشكالها. وأوصت الدراسة إجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بمتطلبات التحول الرقمي في البيئات الجامعية.

الكلمات المفتاحية : التحول الرقمي, الجامعات الأردنية, المتغيرات المعاصرة.

digital transformation in public and private Jordanian universities in light of the changes

Dr. Tahani Ibrahim Al-Ali

Researcher at the Arab University of Amman / Hashemite Kingdom of Jordan

 

Abstract                                                       

The study aimed to identify the requirements for digital transformation in public and private Jordanian universities in light of the changes The study adopted a qualitative approach, and the researcher conducted interviews with (15) faculty members from Jordanian universities. The results of these interviews showed that faculty members made five proposals for transition requirements Digital in public and private Jordanian universities in light of contemporary changes from the point of view of their faculty members It included: Jordanian public and private universities seeking to provide competencies and educational leaders with expertise in the technical field And technology, Jordanian universities seek to use modern technical plans and strategies in order to keep pace with developments in Work environments and university education: Jordanian universities are constantly moving towards intensifying training courses and technical workshops Increasing the capabilities and skills of workers in the educational field. Universities seek to provide technical educational environments in which talents emerge And the innovations that lead employees to development and innovation, and the universities’ endeavor to spread the culture of digital transformation among all employees And the formation of positive trends about digital transformations in all their forms, and the study recommended conducting more related studies The requirements of digital transformation in university environments.

 Keywords: digital transformation, Jordanian universities, contemporary changes.

 

المقدمة

تعتبر الجامعات من الأماكن الآمنة التي تضم عناصر العملية التعليمية بجميع مراحلها, حيث تعرضت البيئة الجامعية في الآونة الأخيرة لتطورات معرفية وتقنية وصناعية متعددة, مما استوجب عليها التجاوب لهذه التغييرات بما يمكنها من استيضاح نقاط القوة والضعف التي تتصف بها، والفرص والمخاطر المحيطة بها، ومجاراة التغيير والابتكار بكل إيجابية، والقدرة على حل المشكلات التي تتعرض لها، واتخاذ القرارات الصائبة في المواقف المناسبة، ولأن الجامعات تضطلع بدور بالغ الأهمية على نطاق واسع في إيصال معطيات التعليم إلى المجتمعات البشرية بأسلوب واضح وأكثـر نفاذًا وفاعلية في تشكيل قيم أفراد المجتمع ووجدانهم, وكل ذلك يهدف إلى أن تتمكن الجامعات من تخطيط وصنع واتخاذ قراراتها الاستراتيجية الهامة المؤثرة على المدى البعيد، ومراجعة وتقويم تلك القرارات لتحقيق الأهداف وتحسين العملية التربوية وتنمية الفئة المستهدفة علميًا وتربويًا واجتماعيًا لتصل إلى تحقيق الأهداف الاجتماعية للمجتمع عامة,بما يتناسب مع متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة.

ويجب توافر المراجعة الدورية لرؤية ورسالة نظام الجودة في  الجامعات في ظل التحول الرقمي بما يتناسب مع متطلباته والتغييرات الحالية, والعمل على تعديلها عند الحاجة لذلك، وإدخال ما تحتاجه من تعديل وتطوير في المجال التقني, وبالتالي تأهيل القادة والعاملين والطلبة وإعدادهم بما يتناسب وقدراتهم ومهاراتهم وحاجاتهم والعمل على نموهم بشكل متكامل ومن جميع الجوانب العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية ليصبحوا أفرادا ذات طابع الإبداع والابتكار في بيئتهم التعليمية والعملية الفعالة, والعمل على تنسيق وضبط العلاقات الاجتماعية بين جميع فئات المجتمع على إختلاف مستوياتهم, لتنظيم الجهود الجماعية لسد الحاجات وتحقيق الغايات والأهداف المنشودة,  والجامعات بأنواعها المختلفة تتطلع إلى بناء شخصية الفرد وصقلها في جميع جوانبها، فهي تقدم المعرفة، وتثير التفكير, الذي يؤدي الى التغيير المتوازن والمتكامل في عملية التعلم والتعليم وبيئة العمل. (البار, 2018).

وتعد متطلبات التحول الرقمي وسيلة لتحقيق غاية أو هدف معين لتصميم وتنفيذ وتقييم الأعمال ذات الأثر طويل الأجل بطريقة مبتكرة، والتي تهدف إلى زيادة قيمة المؤسسات التعليمية والتربوية الناجحة, من خلال محاولة إحداث التوافق بين مواردها والظروف السائدة في البيئة الخارجية وتحديد أكثر البدائل جاذبية في ضوء رسالة الجامعات ومواردها وظروفها البيئية واختيار مجموعة من الأهداف طويلة الأجل والاستراتيجيات العامة الهادفة ضمن الواقع الجامعي, بحيث تجعلها أكثر مرونة وفاعلية، لكونها تسهم في تحقيق التطور المرجو لها، لذا فهي تأخذ موقع متميز من العلاقات التفاعلية الإنسانية، باعتبارها عملية توصف بتحقيق الفعالية, والتي تمكن القادة من منح الصلاحيات اللازمة، واتخاذ القرارات مستقبلاً بطريقة عادلة دون تمييز ((Kelly Ann Moore, 2018. كما وأضافت العلي (2024) إلى أنه من الواجب على مؤسسات التعليم العالي تفعيل التكنولوجيا الحديثة بكافة أشكالها في العملية التعليمية وابتكار آليات حديثة تسهم في تعزيز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدة القادة في مؤسسات التعليم العالي.

ويمكن أن تساعد متطلبات التحول الرقمي القادة في الجامعات على تحقيق أكثر الفرص جاذبية واستغلال جماعات العمل الفعالة وتدريبهم على الأساليب الخلاقة والتحليلية في عملية أداء الأنشطة والمهمات الوظيفية, وتشجيع القادة على تحمل الأعباء والمسئوليات واستغلال أمثل للموارد البشرية التي أصبحت تزداد تأهيلا بفعل انتشار برامج التطوير والانفتاح على المعرفة, وتبني الخطط الإستراتيجية الحديثة التي تصدرها الجهات المسؤولة, وممارسة اللامركزية وتفويض الصلاحيات, واعتبار الجامعات الوحدة الرئيسية للتطوير, وبيان أهمية ودور التحولات الرقمية التي قد تترك أثرها على الصحة النفسية والعقلية للفرد وأدائه وإحساسه بالرضا الوظيفي, وتحقيق الرؤية المتمثلة في تنمية الجامعة وتطورها وإيجاد مجتمع تنظيمي ملتزم بعمله, مما يساعد القادة  على تنمية مهاراتهم وقدراتهم وتوجيهها نحو التميز, بحيث نضمن ترسيخ مبدأ التعاون والتشارك في عمل الجامعات ككل (Hero, 2020), وذلك لمقابلة متطلبات المجتمع وسد حاجات سوق العمل من المخرجات التربوية بعناصر تقنية وتكنولوجية ذات مهارات عالية  قادرة على إحداث نقلة نوعية كبيرة وهامة في حياة المجتمعات البشرية في العصر الحالي والمستقبلي(الطائي, 2019).

وتعتبر متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة من الأساسيات التي تسعى الجامعات للتكيف معها وتوفيرها لجميع القادة, وما من جامعة تربوية ناجحة تسعى للأفضل، ورقي وتطور في مختلف المجالات إلا وتضع التخطيط التقني والتكنولوجي والرقمي سياسة لها، تسير عليه وتستثمره في كافة أوجه نشاطاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية المختلفة, ليضيف معرفة علمية للقادة والأفراد في الجامعات, والذي يساعد في المحافظة على الهوية الثقافية والرقمية من التشتت أو الضياع في ظل عصر تكتنفه الكثير من التغيرات المعرفية المتسارعة المستجدة (وهيبة, 2019)، ويعتبر التخطيط الرقمي من المهام الإدارية الأساسية والمهمة للقيام بأي نشاط اداري وتربوي تقني وذكي فعال وهادف من أجل تحقيق الاهداف المبتغاة لمؤسسات التعليم العالي الناجحة, ويعتمد النجاح في الجامعات على كيفية ممارستها للتحولات الرقمية الحديثة, وعلى ثقافة المؤسسة, والبيئة التنظيمية السائدة, وطبيعة العلاقات بين القادة والمرؤوسين, والفرص المتوفرة لتشاطر المعرفة, ولكن الأهم طبيعة العلاقة بين الطرفين بحيث تقوم على الثقة المتبادلة بينهم (الفضلي, 2019).

ومن خلال ملاحظة واقع الجامعات الأردنية تبين أنه لا مجال ولا مكان للجامعات التي لا تأخذ ولا تراعي متطلبات التحول الرقمي في وضع سياساتها واستراتيجياتها ذات التأثير الفعال, ليكون لها دور في المنافسة بين بقية المؤسسات التعليمية الأخرى، ومن هذا يتضح أن هناك احتياج كبير للأخذ بمتطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة, يصاحبه تطوير فعال كونها أصبحت خيارًا استراتيجيًا يفرضه الواقع الإقليمي والعالمي بالنسبة للمؤسسات التعليمية، فالإدارة الجامعية ملزمة الآن وأكثر من أي وقت مضى بأن تأخذ بمتطلبات التحول الرقمي كخيار لا بديل عنه بحيث تستطيع أن تواجه التحديات الداخلية والخارجية ومن ثم إنجاز أنشطتها وتحقيق أهدافها, وتوفير كل ما يحتاجه الأفراد من أجل تفعيل وممارسة متطلبات التحول الرقمي بكفاءة عالية وروح معنوية راضية, ومنهجية وفق رؤية واضحة, وتوفر المهارات والاتجاهات الايجابية, والبحث في القضايا التعليمية وتوفير الأساس المنطقي لبعض الممارسات وتحديد بعض الثغرات وتوضيح انعكاس القرارات التي يتم اتخاذها, واكتساب مهارات تعليم فردية وجماعية وأخلاقية تقي الأفراد من الانحلال والتشتت, وتوسيع المخزون من النماذج الإدارية والقيادية الفعالة, وتوطيد العلاقات المتبادلة التي تحميهم من التفكك الإجتماعي, لأن نجاح القادة في أعمالهم يتوقف على مدى التزامهم التنظيمي في تحقيق الأهداف المؤسسية الحالية والمستقبلية, مما يزيد الثقة والاحترام ويخفف من الصراع القائم, والتدرب على الإدارة والقيادة في الميدان التربوي ومعالجة المشكلات التربوية على أرض الواقع. لذلك جاءت هذه الدراسة من أجل الكشف عن متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة.

مشكلة الدراسة

تتعرض البيئات الجامعية لأزمات واقعية وحقيقية نتيجة الثورة الصناعية والتطورات التقنية, وهذا يؤثر على استقرار البيئات الجامعية, وتوازن الفرد والمجتمع حيث لها آثار واضحة على حياة الأفراد والجماعات، مما ينعكس ذلك على استقرار المجتمع وأمنه النفسي والاجتماعي بشكل عام, لأن توفير الاستقرار والتوازن له تأثيرات على الفرد بشكل خاص وبالتالي يصل تأثيره على المجتمع, كما أنها تؤثر على اكتمال الشخصية  المتكاملة للقادة في الجامعات، وتجعل  القائد غير متزن في أداء أعماله وتقبل التغييرات التقنية والتحولات الرقمية الحالية التي طرأت على بيئة عمله, فيصبح غير متمكن من قدراته مهاراته في أداء الواجبات والمهام الموكله له , مما يجعل الجامعات تتسارع من أجل وضع خططها بطريقة تلائم حاجات ومتطلبات جميع عناصر العملية التربوية, وهذا يستوجب من الجامعات أن تكون في حالة استعداد تام من أجل تحقيق أهدافها, وتبني أنماط قيادية متعددة ومختلفة, ولاشك أن يكون لها دور في حل معظم المعضلات الإدارية والمؤسسية وأبرزها المشكلات الطارئة وضغوط العمل التي يواجهها القادة في الجامعات.

ومن خلال ملاحظة الباحثة لواقع متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة, تبين أن الجامعات تختلف وتتفاوت كثيرا في مدى معرفتها وتوفير متطلبات التحول الرقمي, وذلك نظرا لاختلاف البيئة الجامعية وطبيعتها, والكفاءات التربوية, والمهارات والخبرات, والاستعدادات للتحولات الرقمية, والثقافة السائدة حول التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي, وقد أجمعت الكثير من الدراسات على تباين الجامعات في توفير متطلبات التحول الرقمي كدراسة هاو وشين وليو وزانغ وكو بلاند (Zhoo, Chen, Zhang & Coplana, 2019), ودراسة محمد والغبيري (2020), لذلك جاءت الدراسة لمعرفة متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة.

أسئلة الدراسة

سعت الدراسة للإجابة عن السؤال الآتي:

السؤال الأول: ما مقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها؟

أهمية الدراسة

     يتوقع أن يستفيد من نتائج هذه الدراسة كل من:

  • رؤساء الجامعات حيث ستزودهم بتغذية راجعة عن مقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها مما يساعدهم على معرفة الواقع الرقمي في البيئات الجامعية, وحل المشكلات الرقمية التي تواجههم بطرق فعالة واستراتيجيات حديثة ومبتكرة تتلائم مع الحاجات والمتطلبات التكنولوجية.
  • القادة الأكاديميين والتربويين حيث سيكون لديهم دراسات حديثة يمكن الاستفادة من نتائجها وتوصياتها من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة وقبول التطورات التقنية الحديثة, وقبول التغيير في الأوساط الجامعية, وتبني أساليب تقنية تساعدهم في أداء واجباتهم الوظيفية في بيئة العمل.
  • الباحثين التربويين حيث سيتوفر لديهم مرجعا قيما للقيام بدراسات مشابهة في نفس الموضوع يمكن الرجوع اليه وقت الحاجة بكل يسر وسهولة لإثراء دراساتهم.

أهداف الدراسة

سعت هذه الدراسة إلى الآتي:

_التعرف إلى مقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها, وذلك لمواكبة التغييرات التقنية والتكنولوجيا الحديثة, والتصدي للمشكلات وحلها ومحاولة التخفيف من حدتها بطرق تقنية ميسرة وسهلة.

حدود الدراسة ومحدداتها

تتحدد نتائج الدراسة في ضوء الحدود الآتية:

  • الحد الموضوعي: اقتصرت هذه الدراسة التعرف مقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها.
  • الحد البشري: اقتصرت هذه الدراسة على عينة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأرنية: وهي (جامعة اليرموك، جامعة العلوم والتكنولوجيا، جامعة البلقاء التطبيقية, جامعة إربد الاهلية، جامعة جدارا).
  • الحد المكاني: تم تطبيق هذه الدراسة في الجامعات الواقعة ضمن حدود محافظة إربد.
  • الحد الزماني: تم اجراء هذه الدراسة خلال العام الدراسي 2024/2023.

محددات الدراسة

تحدد إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة بالخصائص السيكومترية لأدواتها (خصائص الصدق، والثبات).

مصطلحات الدراسة 

تتحدد الدراسة في المصطلحات الآتية:

ويعرف التحول الرقمي “بأنه استخدام التكنولوجيا في المؤسسات والهيئات الحكومية والقطاعات الخاصة والعامة “(إبراهيم والحداد, 2018,26).

ويعرف التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة إجرائيًا في هذه الدراسة بأنه  التغيير التقني الذي طرأ على بيئات العمل, وأحدث فارقا كبيرا في المنظومة التعليمية, مما أدى إلى تحسين جودة المخرجات.

الدراسات السابقة:

هناك العديد من الدراسات التي تناولت موضوع التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة, وتم ترتيبها حسب التسلسل الزمني من الأقدم إلى الأحدث:

تناولت دراسة عزمي واسماعيل ومبارز (2014) محاولة الكشف عن مدى فاعلية بيئة تعلم الكترونية قائمة على الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات صيانة شبكات الحاسب لدى طلبة كلية التربية النوعية بقنا, وتم استخدام المنهج شبه التجريبي, وتألفت عينة الدراسة من (30) طالبة, وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فرق دي دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة في التطبيق القبلي والبعدي للاختبار التحصيلي وبطاقة الملاحظة لصالح القياس البعدي, مما يدل على فاعلية استخدام بيئة التعلم الالكترونية القائمة على الذكاء الاصطناعي في زيادة تحصيل المفاهيم في حل مشكلات صيانة شبكات الحاسب.

أجريت الهاشمية (2014) دراسة هدفت إلى تحديد واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس بكليات العلوم التطبيقية للتكنولوجيا الحديثة كمساعد في تدريس مقرر اللغة العربية, تم استخدام الاستبانة, تكونت العينة من (12)عضوا بسلطنة عمان, وأظهرت النتائج أن أعضاء هيئة التدريس يستخدمون التكنولوجيا الحديثة بدرجة مرتفعة, كما كشفت الدراسة عن بعض المعوقات البشرية والمادية التي يمكن أن تقلل من استخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس.

وأجرى زهاو وشين وليو وزانغ وكو بلاند (Zhoo, Chen, Zhang & Coplana, 2019) في الصين هدفت إلى أظهار أثر التدريس وأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي عبر شبكة الانترنت، تم استخدام المنهج الوصفي المستند على أنظمة التدريس القائمة على الذكاء الاصطناعي عبر الانترنت، وأشارت النتائج إلى أن استخدام أنظمة التدريس القائمة على الذكاء الاصطناعي عبر الانترنت أثر شكل ايجابي على درجة التحصيل الأكاديمي للطلبة.

وأجرى هودجس و مور وتروست و بونده (Hodges, Moore, Lockee, Trust & Bond, 2020) دراسة في فلسطين هدفت إلى الكشف عن الفرق بين التدريس عن بعد في حالات الطوارئ والتعليم عبر الانترنت, حيث قام الباحثون بتصميم نموذج مكون من شروط تقييم ومجموعة من الأسئلة التي يمكن من خلالها تقييم التدريس عن بعد في حالات الطوارئ, وقياس مدى نجاح تجارب التعليم عن بعد عبر الانترنت, وخلصت الدراسة إلى اختلاف تجارب التعلم عبر الإنترنت عن التعلم في حالات الطوارئ من حيث جودة التخطيط، ومن حيث الدورات المقدمة عبر الإنترنت استجابة لأزمة او كارثة، ويجب على الكليات والجامعات التي تعمل على الحفاظ على التعليم أثناء جائحة (COVID-19).

وأجرى محمد والغبيري (2020) دراسة هدفت إلى تحليل واقع التحول الرقمي بالمملكة العربية السعودية نحو تبني استخدامها في التطوير والتحديث المستمر لنهضة وتقدم المملكة, تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي, وأظهرت النتائج أن التحول الرقمي بالمملكة يسير بمعدل سنوي قدره 5% منذ عام 2011 وإلى عام 2017 وهي الفترة التي تبين السلسلة الزمنية لمتغيرات الدراسة, وأن المملكة من ضمن ثالث دول بالمنطقة, تقع ضمن مجموعة الدول الداعمة للتقنيات على مؤشر الاتصالات العالمي للعام 2017, والتي تسعى إلى دعم البنى التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات, ورفد عملية التحول الرقمي نحو الرقمنة بكافة المستلزمات التقنية المبتكرة.

وهدفت دراسة زابي وبعيطيش (2021) إلى إبراز دور القيادة الاستراتيجية من خلال ابعادها الخمسة في تحقيق  التحول الرقمي , تكون مجتمع الدراسة من إطارات جامعة بوضياف والممثلين للقيادة الاستراتيجية والبلغ عددهم (36) إطار, وتم استخدام المنهج التحليلي الوصفي, وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباط وتأثير قوية بين أبعاد القيادة الاستراتيجية والتحول الرقمي, وهذا ما تم التوصل إليه من المقابلة التي تمت مباشرة مع القائد الاستراتيجي والمتمثل في شخص مدير الجامعة الذي أثرى على نتائج الدراسة بكثير من التعليمات والتحليلات على النتائج المتحصل عليها.

وهدفت دراسة السيد(2022) إلى التعرف إلى واقع التحول الرقمي في الجامعات الأردنية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيئة الإدارية, تم استخدام المنهج الوصفي المسحي, والاستبانة أداة للدراسة, وتكونت العينة من (410) عضوا, تم اختيارهم بواقع (155) عضو هيئة تدريس, و(255) عضو هيئة إدارية, أظهرت النتائج أن تقديرات أعضاء هيئة التدريس لدرجة التحول الرقمي جاءت متوسطة, وعدم وجود فروق ذات دلالة احصائية في تقديرات اعضاء هيئة التدريس لدرجة التحول الرقمي تبعا لمتغير الخبرة والرتبة الأكاديمية, والتخصص, ووجود فروق ذات دلالة إحصائية تبعا لمتغير الجامعة (رسمية, خاصة), ولصالح أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الرسمية. ووجود فروق ذات دلالة احصائية  في تقديرات اعضاء الهيئة الإدارية لدرجة التحول الرقمي تبعا لمتغير الخبرة, ولصالح اعضاء الهيئة الادارية,  من ذوي الخبرة أقل من 5 سنوات, ولمتغير الدائرة الادارية ولصالح الرئاسة, ولمتغير الجامعة(رسمية, خاصة) ولصالح الجامعات الخاصة.

التعقيب على الدراسات السابقة

بحدود علم الباحثة لم تتوفر أي دراسة تناولت موضوع متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة بشكل مباشر، إلا أن معظم الدراسات التي استطاعت الباحثة الحصول عليها تتشابه نوعًا ما مع موضوع الدراسة ضمنيًا مثل دراسة الهاشمية (2014), ودراسة زهاو وشين وليو وزانغ وكو بلاند (Zhoo, Chen, Zhang & Coplana, 2019)، ودراسة السيد(2022), ويلاحظ أن الدراسات السابقة تناولت ضمنيًا المتغير الرئيس للدراسة (التحول الرقمي)، إلا أن أهدافها وعينتها ومجتمعها والبلدان التي أجريت بها الدراسة يختلف واقعها ومجتمعها وعينتها عن بلد وموقع الدارسة الحالية بالإضافة إلى أهدافها مثل دراسة هودجس و مور وتروست و بونده (Hodges, Moore, Lockee, Trust & Bond, 2020) (2017), ودراسة محمد والغبيري(2020), وقد تمت الاستفادة من هذه الدراسات في تطوير أداة جمع المعلومات، والتعرف على نتائجها ومقارنتها بنتائج البحث الحالي واستخدم المعالجات الإحصائية المناسبة، وفي تدعيم بعض الآراء المتعلقة بالإطار النظري لذلك تتميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة أنها قامت بدراسة متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة، للعام الدراسي(2023/2024).

 

الطريقة والاجراءات

منهج الدراسة :تم استخدام المنهج النوعي.

مجتمع الدراسة: تكون مجتمع الدراسة من جميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في محافظة إربد للعام الدراسي 2024/ 2023 والبالغ عددهم (3403) عضو هيئة تدريس حسب إحصائيات التعليم العالي للعام الدراسي2022.

عينة الدراسة: قامت الباحثة باختيار عينة عشوائية من (15) عضو هيئة تدريس في الجامعات الموجودة في محافظة إربد لإجراء مقابلات معهم للإجابة عن سؤال الدراسة.

أداة الدراسة: تم وضع أسئلة لإجراء مقابلات مع عينة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية في محافظة إربد والبالغ عددهم (15) عضو هيئة تدريس، للكشف عن مقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها.

متغيرات الدراسة:

اشتملت الدراسة على المتغيرات الآتية:

المتغيرات الرئيسة:

_ التحول الرقمي.

الأساليب والمعالجات الإحصائية

للإجابة عن سؤال الدراسة تم إجراء مجموعة من المقابلات مع أعضاء هيئة التدريس ومن ثم تحليل مضمون هذه المقابلات واستخراج التكرارات والنسب المئوية .

الخلفية النظرية

يتطلب واقع الجامعات رسم طريق الوصول إلى الغاية المراد تحقيقها من خلال تحديد الأهداف المنشودة بالجهد الجماعي بأقل التكاليف الممكنة وبطرق وأساليب تقنية حديثة تواكب تطورات العصر التكنولوجي، ورسم السياسيات والقواعد التي ترشد القادة عند قيامهم بالأعمال، والتنبؤ بما ستكون عليه الأحوال في المستقبل التقني, وتقدير احتياجات العمل من القوى المادية والبشرية، وإقرار الإجراءات والخطوات التفصيلية التي تتبعها في تنفيذ مختلف الأعمال المخطط لها، ووضع برامج زمنية تبين المهمات المطلوب القيام بها مرتبة ترتيبا زمنيا يتناسب مع المتطلبات الرقمية للجامعات ككل, حيث أن نجاح العملية التربوية يتطلب من القائد أن يكون على أتم الإستعداد العلمي والعملي في تبني القيادة الرقمية والالكترونية في جميع ممارساته الإدارية والاشرافية, للارتقاء بالأداء الفعلي وتوفيره ضمن الحاجات والرغبات والمتطلبات التقنية، والعمل بوعي وجدية والحرص على المبادئ الأخلاقية والقيمية في العمل التقني الذي يقوم به، وإعداد أفرادا تتوفر فيهم خصائص الإخلاص والدراية والاعتمادية, وتعزيز البحث الناقد في عملية التعليم, وتوسيع وتعميق خبرة القادة لمواجهة المشكلات الطارئة, لتطوير أدائهم بشكل مستمر بالاطلاع على كل ما هو جديد, وهذا يتطلب استعداد القادة للصدق مع أنفسهم والاعتراف بأخطائهم والعمل على تصويبها مما يستدعي معها الاختيار المستمر للبدائل المختلفة لما يجب عمله، واعتبارها عملية مستمرة وترجمة واقعية للوظائف الإدارية بطرق تقنية مبتكرة.

وتحتاج الجامعات إلى قادة لديهم مهارات تقنية يمكن توظيفها في بيئة العمل, والى الاستمرار في العمل التقني بطرق حديثة ومستمرة، واتباع منهج تقني في جميع مجالات الحياة اليومية, وتطوير معرفة جديدة ذات الصلة بالتكنولوجيا الحديثة, وأنه لابد في الجامعات الناجحة أن يتسم القائد بالإخلاص واعتدال السلوك واستقامته, وأن يكون جدير بالثقة العالية, كون أن التحولات الرقمية لها دور بالفعاليات الجماعية وفي جودة الإنتاج وبالالتزام التنظيمي لدى القادة  في الجامعات التي ينتمون لها في القطاعين الحكومي والخاص, التي تعمل على كبح جماح ردود الفعل المباشرة الفورية والإجابات المتسرعة التي تنعكس آثارها في الأعمال التي يتبناها  القائد أثناء ممارسة العمل وجميع الأنشطة, وتقديم الأفعال المقترحة على شكل افتراضات يتم اختبارها عقليا وتطبيقيا وإخضاعها للنقد البناء, فلا بد من ممارسة متطلبات التحول الرقمي وإدارتها بالشكل الصحيح والأفضل، مما يوفر النمو والازدهار بالنسبة لجميع عناصر العملية التعليمية، ولا يكاد الإنسان ينتهي من خطة يضعها للأنشطة التي يقوم بها بطريقة تقنية ويحقق أهدافها حتى يبدأ في خطة تقنية جديدة, ثم يبدأ التطور حيث قد يلاحظ أثناء التنفيذ عجز بعض الوسائل المستخدمة أو ظهور وسائل أخرى أكثر ملائمة من المستخدم حالياً ويجب إعادة النظر للأخذ بالأفضل طالما كان ذلك يؤدي إلى نجاح العمل التقني ومراعاة المتطلبات والتحولات الرقمية (الأقطش, 2019).

وتضيف الباحثة بأن التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة له إمكانية التنفيذ, ولابد على الجامعات أن تراعي في الخطط التربوية إمكانية التنفيذ بالنظر للواقع، وما يتوافر من إمكانات مادية وبشرية ومعنوية، لذا لابد للقادة أن يجعلوا التحولات الرقمية من ضمن ممارساتهم لمخرجات الرسالة التعليمية, من أجل تنسيق وتوجيه النمو المستمر بشكل فردي أو جماعي ليؤدوا مهامهم بصورة أكثر فاعلية, وتحقيق الأهداف المرسومة بهدف إحداث تغيرات مرغوبة في العملية التربوية وطرق التفكير المتعلقة بها، ليصبحوا قادرين على بناء جامعاتهم, وقيادتها بطريقة إنسانية تعاونية توجيهية، تسعى إلى مساعدة الآخرين على التطوير  الذاتي والمجتمعي لتحسين نوعية مخرجات الإصلاح والتطوير, لتكون أكثر نفعا وقدرة على توجيه التحديث المستمر لكل فرد نحو المشاركة الأكيدة في التعليم المستدام, لتحقيق أفضل لأهداف الإصلاح التربوي في الجامعات. لأن الخطط الطموحة في مجتمع محدود الإمكانيات لا يمكن أن تحقق له شيئًا، بل ربما كانت آثارها العكسية سيئة بالنسبة له, لذلك يجب أن تكون الجامعات على أتم الاستعداد لمجاراة تطورات البيئة ومتغيراتها الداخلية والخارجية, وتبني أنماط ونماذج تقنية ورقمية وقيادية جديدة، تشجع العمل الفريقي التعاوني التقني، والمشاركة في صنع القرار، والاهتمام بالمرؤوسين وتعزيز نموهم، كل ذلك في إطار مجتمعي يتزامن فيه الارتقاء بأداء القادة في الجامعات، ونوعية إنتاجها والاعتناء بالعاملين والاهتمام بهم ومراعاة حاجاتهم ومتطلباتهم وإدارة شؤونهم الشخصية والوظيفية وفهمها بطريقة مرنة, وأن الجامعات بهذه السمة التقنية والرقمية سوف تسهم في بناء مجتمع أفضل وأقوى، والقائد المتميز له القدرة على مواجهة العقبات التي تقف أمام سير العمل سواء على مستوى المؤسسات الصغيرة أو الكبيرة, لأنّ القادة سوف يكون لديهم متعة أكبر في حياتهم ويصبحون أكثر إصرارًا على زيادة الثقة بينهم, وتبنيهم منهجا تكنولوجيا في تسيير وقيادة مؤسساتهم التعليمية بكل تفاني وكفاءة عالية تجاري متطلبات العصر الآني, كما ستولد لدى القادة إتجاهات إيجابية قوية توجه تصرفاتهم وسلوكياتهم وتسهم في التأثير العميق على التزامهم بالعمل، حيث يبدأ القادة في ممارسة متطلبات التحول الرقمي في جميع المهمات، للعمل على مواجهة الأزمات التي تعيق سير العمل في الجامعة نحو تحقيق أهدافها،  وتوظيف القيم الأساسية واعتبرت مبادئ توجه سلوك، وعمل أعضاء الفريق الواحد إلى بناء مناخ تنظيمي، يُفضي إلى ممارسات التدريس، والتعلم الفعالة، وبناء الثقة، حيث يواجه القادة باستمرار مشكلات متكررة وعارضة, تعمل على إحداث الخلل في التوازن السليم بين الأفراد العاملين في الجامعة.

وتظهر أهمية متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة في مؤسسات التعليم العالي التي تكمن في توفير الوقت, حيث تظهر أهمية الوقت في جميع الهياكل الإدارية والتنظيمية بخاصة بأن هناك كثرة بالأنشطة التي يمارسها القادة, وحيث ترتفع الكثافات داخل بيئات العمل الجامعية, كما تعمل على الإرتقاء بمستوى الأداء والإنتاج, وتحسين جودة العمل والمخرجات, وإضافة التحسين والتغيير والتطوير, استثمار الإمكانات أفضل استثمار, وصياغة وتنفيذ وتعميم الأهداف الوظيفية في المؤسسات التعليمية الفعالة, بناء علاقات قوية وآمنة وسليمة بين العاملين داخل الجامعة, تقوم على العدل والمساواة والإنصاف, الأمر الذي يحتاج إلى قيادة رشيدة تتعامل مع العاملين من منطلق أخلاقي يعزز الثقة بين القادة وجميع الأفراد  مما يزيد من إنتاجيتهم ودافعيتهم نحو العمل والتقدم والتطور, لما لأهمية قبول التغيير من دور في التحول الإيجابي الذي تظهر انعكاساته بدرجة كبيرة على تحقيق متطلبات إدارة الجودة الشاملة والعمل على تشجيع الأفراد على استثمار الفرص الموقفية لممارسة متطلبات التحول الرقمي في الأوساط الجامعية بكل دافعية وروح معنوية عالية تظهر نتائجها في الأداء المتقن (ابراهيم والحداد, 2018).

كما تهدف متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة إلى إتقان التكنولوجية في الأمور المتعلقة بإنجاز الأعمال, وجمع البيانات والمعلومات عن الموارد المادية والبشرية بشكل أفضل, والتكيف مع الأوضاع والتحولات الذكية بطرق استراتيجية, ومساعدة القادة على اكتشاف مهاراتهم وقدراتهم الكامنة بطرق حديثة, وتوفير المناخ اللازم لنجاح العمل وزيادة التجويد ورفع الكفاءة, ووجود نهج رقمي للجامعات موجه للتغيير المنشود والمتناغم مع متطلبات المجتمع، والمتغيرات المتلاحقة فيه, كما تهدف متطلبات التحول الرقمي إلى تحسين العملية التعليمية التربوية الهامة والمؤثرة في المجتمعات بشكل كبير، ولها دور في عملية إكساب الأجيال العلم والمعرفة والخبرة ، وإن من أبرز أسباب نجاح العملية التعليمية وجود القيادات الناجحة التي تمارس التطور التقني في عملها الإداري والقيادي، وتعتبر التكنولوجيا عنصر أساسي في التحديث، حيث تؤدي الى تمكين القادة من تحقيق أهداف الجامعات المخطط لها، كما تهدف التقنيات إلى التأثير في القادة والعاملين من خلال ممارسة السلوكيات الوظيفية في عدة جوانب كالإيمان بأهمية المؤسسة, فعندما يُحدث القائد التغيير في مؤسسة ما فلا بد من ربط هذا التغيير بتحقيق أهداف المؤسسة والمثابرة في العمل, والاعتزاز والافتخار بالانتماء إلى الجماعة,  والرغبة بالبقاء في المؤسسة وزيادة الولاء التنظيمي (Aldosari, 2020).

وتتنوع مقومات متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة إلى عدة حاجات وعناصر تتمثل في توفير قوى عاملة متنوعة ذات مهارات تقنية، إذ تتعدد مؤهلات القيادات التربوية وتتعدد كفاءتهم بناء على توفير الموارد البشرية (الخواجا, 2017), كما يجب أن تمتلك مؤسسات التعليم العالي مخصصات مالية مجهزة بشكل دائم للإجراءات التقنية، ومباني مريحة وآمنة وتجهيزات ووسائل ومعدات حديثة, وخطط استراتيجية وتقنية, ورؤية مستقبلية, ويختلف ذلك كله من مكان عمل لآخر وذلك حسب جاهزية كل جامعة، لذلك فإن الاستعداد للعمل في مثل هذه البيئات يساعد على الإبداع والإبتكار, ويجب أن تمتلك أخلاقيات حيث تعتبر عملية إنسانية تتضمن التفاعل بين القائد والعاملين ضمن موقف معين، بحيث يسهم القائد في التأثير على سلوكياتهم بشكل يؤدي في المحصلة لتحقيق الأهداف المرجوة للجامعة, فتصبح الجامعات قادرة على التكيف والتعايش مع متطلبات الحياة في شتى مجالاتها، وتكون  لديها أجيال أكثر قدرة على مواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية، إذ أنها تحتوي في جعبتها على الكفاءات العالية القادرة على الأداء الفاعل والمتميز وتقوم بخدمة مجتمعها والارتقاء به من شتى مراحله وفئاته ، لذا لابد من وجود قيادة أكاديمية تعمل على خدمة الجامعة  التي ينتمون إليها. (الهواسي والبرزنجي, 2017).

وتحتاج متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة إلى أساليب يجب اتباعها من أجل تحقيق الهدف العام لمؤسسات التعليم العالي, فعليها التوجه لاستخدام التنسيق بين النشاطات المختلفة, والتي تحتاج إلى تنظيم مسبق (العشماوي والعصيمي, 2021), كما أنها تحتاج إلى التطوير وهو اتجاه يعمل القادة وفقه بشكل مستقل لتعزيز نموهم, حيث يضع القائد هدفا ويقوم بأعمال لتحقيق ذلك ويتلقى الهدف تغذية راجعة ويجري عملية تقييم نهائية لمدى التقدم الذي يتم إحرازه, وتتطلب العمل مع مجموعة من الأقران, وهذا الأمر الذي دفع العديد من القادة  إلى تقبل أهداف المؤسسة وبذل الجهد في تحقيقها، من خلال تدعيم الأخلاقيات في المؤسسة، والتي تُسهم في رفع مستوى الأداء وتعزيز سمعة المؤسسة وزيادة الميزة التنافسية, حيث توفر الإدارة ميثاقا أخلاقيا واضحا يتسم بالشفافية, وامتلاكها النزاهة والمصداقية في قراراتها واهتماماتها بالبعد الأخلاقي ، وحرصها على ضمان العدالة ووضع ضوابط أخلاقية. حيث أن هناك أنشطة مصاحبة لكل نشاط من أنشطة المؤسسة تحتاج للتطبيق بطرق حديثة, هناك أنشطة أساسية، وأخرى فرعية مشتقة منها, والاهتمام بالتنبؤ التقني, فالقيادات التربوية أثناء عملهم في المؤسسات يجب حرصهم على تطبيق التخطيط الاستراتيجي التقني كأسلوب للعمل من خلاله يمكن تفادي ما يحدث من مشكلات، وما قد يصادفون من عقبات، ومن ثم يعملون على حلها والتخلص منها (أمين, 2018).

ومن الأسس التي تقوم عليها متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة أنها عملية شاملة حيث تشتمل على مجموعة العمليات التي تُمكن القيادات التربوية من تحقيق الدور الفعال للجامعة والبيئة المحيطة نحو ما يُنفذ من أنشطة مثمرة ومعاصرة, كما أنها تقوم على أساس التكامل من حيث الاهتمام بمشكلات الطلبة وهيئة التدريس والعاملين ككل ومتطلبات البيئة والاحتياجات والمناخ السائد((Sahu, 2020, حيث تعتبر المتطلبات بأنها عملية إبداعية عقلانية التحليل، وديناميكية متواصلة يسعى من خلالها القيادات التربوية إلى تحقيق رسالة مؤسستهم عبر إدارة وتوجيه الموارد المتاحة بطريقة كفؤة وفعالة والقدرة على مواجهة تحديات بيئة الأعمال المتغيرة من تهديدات وفرص ومنافسة ومخاطر لتحقيق مستقبل أفضل انطلاقًا من نقطة ارتكاز أساسية في الحاضر، من شأنه أن يساهم في رفع أداء الفرد بشكل مرضي ومقبول, ويكون لها القدرة على التأثير في سلوك جميع الأفراد، وذلك من أجل دفعهم للعمل والتفاعل برغبة كبيرة نابعة من داخلهم، وتوجيههم نحو تحقيق أهداف العملية التعليمية (أبو زقية, 2018).

كما تتولى مؤسسات التعليم العالي أثناء التصدي للمتغيرات المعاصرة عملية اعداد كل الأنشطة المتصلة لصياغة رسالتها وتحديد أهدافها الاستراتيجية بأساليب تقنية تلائم الواقع التعليمي للبيئات, وحشد الموارد اللازمة وصياغة خطتها الاستراتيجية وجعلها أكثر ملاءمة مع البيئة الخارجية, بهدف إحداث تغيير إيجابي وتقني مقصود ومخطط يهدف إلى الارتقاء بالمؤسسات التربوية والمجتمعية على مختلف أنواعها، كما أنه يتم على أساس مواجهة إيجابية وفعالة لقوى التغيير المحيطة بالمؤسسات بحيث يأتي متسقاً مع أهداف وقيم مدروسة تمت صياغتها وبلورتها بأسلوب واع ومخطط وموجه , ويجب أن تكون العلاقة بين القائد والعاملين قائمة على التعاون والمحبة والإخاء والإيثار، والإصرار على إنجاز المهام المطلوبة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتطوير العاملين من أنفسهم وقدراتهم ومهاراتهم المهنية والتعليمية، ولأن القائد هو عنصر فاعل وله دور كبير في تطور المؤسسة بقيادته الحكيمة, وله القدرة الفائقة على توحيد وتنسيق الرقابة على الآخرين، بقصد تحقيق الهدف العام التي تأمل المؤسسات التربوية بقياداتها لتحقيقه, ومواكبة التغيرات التكنولوجية والعمل على توظيفها لخدمة المؤسسة التي ينتمي إليها بأكبر قدر من الفاعلية والكفاءة والتأثير (عباس, 2020).

وتسعى مؤسسات التعليم العالي بقياداتها التربوية الى تعديل الاتجاهات نحو التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة, ويتطلب ذلك رصد ومراقبة دائمة للأحداث الخارجية وما تتضمنه من تغيير وتعديل وتجديد في جميع الجوانب, وتقييم ذلك لمعرفة حجم وقوة التغيير واتجاهه وذلك في ضوء القدرة على التقييم السليم لما تملكه المؤسسات من مقومات مختلفة, واختيار أنسب العناصر والمقومات والتي تصلح لدعم مسيرتها التربوية, بما يضمن لها البقاء والتطور, ويصدق هذا على المؤسسات التربوية، فتطوير المؤسسات التربوية بجميع مراحلها شأنه شأن تطوير أية مؤسسة من مؤسسات المجتمع الأخرى, وذلك من أجل أن يتمكن الفرد من ممارسة  التحول الرقمي, وإدراك دوره في نجاح المؤسسات التربوية وتقدمها وبقائها واستمرارها, حيث أنها تساهم في رقي وتقدم المجتمعات في شتى المجالات، إذ يسعى القادة إلى تحقيق رؤيا ورسالة المؤسسات التي ينتمون إليها, فالقيادات الرشيدة تعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه العاملين والطلبة، كما تهدف إلى تيسير سبل الوصول للأهداف والغايات المنشودة وفق استراتيجيات تربوية حديثة ومعاصرة  (Draissi, Yong, 2020).

وتتعدد العوامل المؤثرة على التحول الرقمي في الجامعات ومنها: العوامل التنظيمية التي لها علاقة بالتنظيم والبنية التحتية والوسائل المتاحة في مكان العمل، والعوامل الشخصية المرتبطة بالقدرات والخبرات والمهارات العملية والخصائص والسمات والميول والرغبات والحاجات والمتطلبات للعاملين، والعوامل الاجتماعية التي تتعلق بالعلاقات الانسانية وعمليات الاتصال والتواصل والروابط الاجتماعية وأنواعها, والبيئة الداخلية والخارجية, والمجتمع المحيط وطريقة التأثر والتأثير فيه, والعوامل الإدارية المتعلقة باتخاذ القرارات وتفويض السلطة وإدارة الوقت وتنظيم الاجتماعات وإدارة الأزمات وحل المشكلات, والعوامل الثقافية المتعلقة بالخلفية الثقافية للعاملين في الجامعات ومدى إدراكهم لأهمية التحول الرقمي وتقبله وتفعيله في جميع أعمالهم وممارساتهم, والعوامل التقنية والتكنولوجية تتمثل ببطء استيعاب الجامعات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات, وعدم رغبة العاملين باستخدام المواقع الإلكترونية المتاحة, ونقص الثقة في الإجراءات والتقنيات الرقمية الحديثة المستخدمة في البيئات الجامعية (العلي وقصقصي, 2023).

وتستنتج الباحثة أن الجامعات تعتبر الحاضنات الأساسية للعناصر البشرية التي تتمتع بكفاءة وخبرات عالية يمكن توظيفها في البيئة التعليمية, كما أنها تنظم طاقات القيادات التربوية وتنمي جهودهم وتدعمها, لتنصب هذه الجهود في إطار خطط الجامعة ورؤيتها ورسالتها، بما يُحقق الأهداف المستقبلية لها ويضمن نجاحها، الهادف واستشراف المستقبل, وشهدت الجامعات في الآونة الأخيرة الثورة التقنية والتكنولوجية والصناعية, التي اقتحمت جميع هياكلها الإدارية والتنظيمية, مما استوجب على القيادات التسلح باستراتيجيات تقنية من أجل الإرتقاء في العمليات الإدارية والتربوية داخل بيئات العمل في الجامعات, كما لجأت القيادات إلى تطبيقات التحول الرقمي مع الالتزام بالمعايير والأنظمة والتشريعات والقوانين وغيرها من السياسات الإدارية والتربوية التي تهم وتركز عليها الجامعات ولها ارتباط وثيق في التقنيات الحديثة. كما تم تطوير اتجاهات إيجابية وتغيرات في تفكير العاملين وسلوكهم, وكيفية تأثير المعرفة على الأداء وتكوين رأي شخصي والربط بين المعرفة واتخاذ القرار بحيث يصبح القرار مستندا إلى معرفة ذات مصداقية, وحتى تنجح  متطلبات التحول الرقمي في توفير ثقافة داعمة مستندة إلى التغيير والثقة والانفتاح, يجب صياغة الأهداف وتوضيح الأدوار, وتوفير الوقت اللازم من خلال توفير وقت فراغ مشترك, وتوفير الدعم من الإدارة العليا بشكل مستمر ودائم بطرق هادفة, والتشجيع على تبادل الأفكار والحوار والمناقشة ضمن أخلاقيات المهنة التعليمية من أداء أفضل للعمل والتركيز على عدد من الأهداف المهمة لتلافي الاهتمام بأهداف غير واقعية ونتائج معقدة, مما يشعر القادة بالرضا عن النتائج من خلال الشعور الإيجابي بالانتماء إلى فريق منتج يؤدي للتحسين والتطوير والتغيير نحو الأفضل.

نتائج الدراسة ومناقشتها

للإجابة عن سؤال الدراسة الذي نص على: “ ما مقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها,”؟

للإجابة عن هذا السؤال تم تحليل مضمون المقابلات التي تم اجراؤها مع (15) عضو هيئة تدريس من جامعات محافظة إربد، تم اختيارهم بصورة قصدية بواقع ثلاثة من كل جامعة لضمان تمثيل جميع الجامعات. وقد تم اعتماد مضمون الفقرة كوحدة للتحليل وبعد ترميز الإجابات وتجميعها، خرجت الباحثة بمقترحات متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فيها, على النحو الآتي:

1.المقترح الأول: توفير كفاءات وقيادات تربوية ذات خبرات في المجال التقني والتكنولوجي من أجل مواكبة التطورات التقنية الحالية: وقد جاء هذا المقترح على لسان (13) عضو هيئة تدريس من أفراد عينة المقابلة أي بنسبة (86%) من أفراد العينة.

وتعزو الباحثة مجيء هذا المقترح بالمرتبة الأولى ربما إلى افتقار الجامعات لأصحاب الكفاءات في المجال التقني,  وعدم مبادرة القادة والعاملين الكافية لزيادة مهاراتهم التقنية, وعدم توفر الوقت الكافي لتنمية القدرات التقنية وزيادة الخبرات الرقمية.

2.المقترح الثاني: سعي الجامعات الأردنية إلى استخدام خطط واستراتيجيات تقنية حديثة من أجل مواكبة التطورات في بيئات العمل والتعليم الجامعي بشكل مستمر: وقد جاء هذا المقترح بشكل أو بأخر على لسان (12) من أفراد عينة المقابلة أي بنسبة (80%) من أفراد العينة.

وتعزو الباحثة مجيء هذا المقترح ربما إلى محاولة الجامعات المحافظة على الوضع الراهن في سياساتها وخططها واستراتيجياتها, دون اللجوء الى التحديث والتطوير, وخلل في أساسيات الخطط والبرامج المتبعة وعدم تحديثها بشكل مستمر وملائم لواقع بيئات العمل الجامعي.

3.المقترح الثالث: توجه الجامعات الأردنية إلى تكثيف الدورات التدريبية والورش التقنية لزيادة قدرات ومهارات العاملين في المجال التربوي, وقد جاء هذا المقترح بشكل أو بأخر على لسان (11) من أفراد عينة المقابلة أي بنسبة (73%) من أفراد العينة.

حيث يرى البعض أن البيئات الجامعية  لا توفر القدر الكافي من الدورات والورش التدريبية للقادة والعاملين فيها, أيضا ضعف المخصصات المالية للبرامج التقنية, خلل في توفير الفرص الكافية للتطور التقني, ضعف في المشاريع الداعمة للتحولات الرقمية في البيئات الجامعية.

4.المقترح الرابع: سعي الجامعات إلى توفير بيئات تعليمية تقنية تظهر فيها المواهب والابداعات التي تقود بالعاملين إلى التطوير والابتكار: وجاء هذا المقترح على لسان (10) من أفراد عينة المقابلة أي بنسبة (66%) من أفراد العينة.

وقد يعزى مجيء هذا المقترح ربما إلى غياب البيئات التعليمية الآمنة, ووجود العشوائية في إدارة الأزمات والتحديات مما ينتج عنه مناخ تعليمي غير متوازن, وغياب ثقافة الإبداع والابتكار لدى القادة والعاملين في البيئات الجامعية, مما يحد من انتاجيتهم وانجازاتهم الكبيرة والابداعية.

5.المقترح الخامس: سعي الجامعات إلى نشر ثقافة التحول الرقمي بين جميع العاملين وتكوين اتجاهات إيجابية عن التحولات الرقمية بجميع أشكالها: وقد جاء هذا المقترح من (8) من أفراد عينة المقابلة أي ما نسبته (53%).

وقد يُعزى هذا المقترح ربما إلى أن القادة والعاملين في الجامعات لديهم ثقافة معينة وواضحة ومحددة, يتمسكون بها على أنها الأفضل من بين الثقافات الأخرى, بالإضافة إلى قلة التواصل مع المجتمع المحيط محليا ودوليا وعالميا, وتأثر القادة والعاملين بالأفكار الداخلية.

وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة الهاشمية (2014)), ودراسة زهاو وشين وليو وزانغ وكو بلاند (Zhoo, Chen, Zhang & Coplana, 2019)، والتي جاءت بدراسة  التحول الرقمي.

الخلاصة

وتستخلص الباحثة بأن متطلبات التحول الرقمي في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء المتغيرات المعاصرة  لها دور كبير في تحسين مخرجات العملية التعليمية, ورغم أن التحول الرقمي له دور في التطوير إلا أن العاملين قد تعرضوا لمشكلات وتحديات خلال أدائهم أعمالهم,  كما أن النظام التربوي كسواه من الأنظمة في الحياة يحتاج إلى إدارة جيدة، لديها مهارات تقنية عالية, ولتجني عملية التربية ثمارها، فهي تحتاج إلـى قيادات تقبل التغيير وذات كفاءة فاعلة لتنظم الأنشطة الحالية والمستقبلية, وتضافر جهود أفرادها المبذولة لتحقيق الأهداف المطلوبة, وتحقيق الميزة التنافسية في عصر العولمة والانفتاح. وتتولى القيادة في الجامعات كعملية تخطيط كل الأنشطة المتصلة لصياغة رسالتها وتحديد أهدافها وحشد الموارد اللازمة وإحداث التوافق بين مواردها والظروف السائدة في البيئة الخارجية, والنجاح في التفاعل والتكيف معها, أثناء أدائهم لمهامهم وتنفيذهم للأعمال التي تطلب منهم، وأن كل مؤسسة تعليمية تسعى للتميز عن الأخرى كونها تعتبر مؤسسة خدمية اجتماعية تسعى إلى تقديم الدعم ومساعدة لكل أفراد المجتمع، فهي وسيلة منظمة تسعى لتحقيق أهداف العملية التعليمية، بما لدى قائدها من القيم والمبادئ والسلوك والمهارة  التقنية والقدرة على التفكير الخلاق, وذلك بالجمع بين الموهبة والعلم للوصول بالمؤسسة إلى أعلى مستويات الأداء المطلوب, في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة,على اعتبار أن القادة يشكلون إحدى أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها الجامعات في سعيها وراء تحقيق أهدافها وباعتبارها تلك الجهود المنسقة التي يقوم بها العاملين من إداريين وتربويين وفنيين بغية تحقيق الأهداف التربوية داخلها تحقيقًا يتماشى مع ما تهدف إليه من تربية صحيحة على أُسس علمية, من خلال السعي لإشباع حاجات الأفراد العاملين فيها، وتوفير بيئة مريحة للعمل، من أجل الحصول على نتائج تحقق الفائدة للمؤسسة والعاملين فيها, وإيجاد نظام فعال لإدارة المؤسسة يرتبط كثيراً بكيفية تحديد مستوى الأداء.

حيث باتت تمثل متطلبات التحول الرقمي في ضوء المتغيرات المعاصرة ركنا أساسيا في الرؤية الواقعية في المؤسسات التربوية, كما تؤدي دورًا حيويًا في توجيهها لعمليات الإصلاح في حال تقدمها وارتفاع كفاءتها, وإذا أحسن الاهتمام بها, وإدارة المؤسسات من خلالها إدارة فعالة في ضوء عصر العولمة، ولا شك أن ذلك سيكون له تداعيات إيجابيه على جميع المراحل التعليمية في المؤسسات التربوية, وإن أهميتها على الرغم من مجريات الحياة المختلفة من تطورات وتغيرات علمية وتكنولوجية في مختلف المجالات، لا يزال العامل الرئيس في المجال التربوي في الأوساط الجامعية الحديثة  ، إذ أنها هي التي تنظم الخبرات في المؤسسات التعليمية وتديرها، وتنفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها، ولم يعد دورها يقتصر على تزويد الأفراد بمختلف أنواع المعرفة التقنية والرقمية وحشوها في ذاكرته وقيادة المؤسسات  فحسب، بل أصبحت موجهاً ومرشداً وميسراً لإكساب المتعلمين المهارات والخبرات والعادات التكنولوجية المعاصرة، وتنمية الميول والاتجاهات والقيم التي تعمل على تغيير سلوكهم نحو الأفضل، وتبني شخصيه بصورة متكاملة.

التوصيات

بناءً على نتائج الدراسة توصي الباحثة بالآتي:

  • عقد الدورات والورش التدريبية المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة لجميع العاملين في الجامعات.
  • نشر ثقافة التحول الرقمي بين جميع العاملين في الجامعات الحكومية والخاصة.
  • إجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بمتطلبات التحول الرقمي في البيئات الجامعية.

مقترحات بحثية مستقبلية:

  • دور مؤسسات التعليم العالي في تفعيل التحول الرقمي في ضوء عصر الثورة الصناعية.
  • واقع التنمية المستدامة في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة في ضوء التحولات الرقمية الذكية.
  • واقع التحولات الرقمية في المؤسسات التربوية : مقترحات وآراء.

 

 المراجع العربية

إبراهيم, محمود والحداد, بسمة (2018). منشآت الأعمال والتحول الرقمي, مجلة المصرية للمعلوماتالكمبيوتر,(21),25-32.

أبو زقية, خديجة(2018). أنظمة الخبرة في الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في التعليم والتربية, مجلة كليات التربية, 12(23),111-126.

الأقطش، نور.(2019). أثر ممارسات القيادة الإلكترونية على الإبداع الاستراتيجي: اختبار الدور الوسيط لإنترنت الأشياء دراسة ميدانية في شركات الاتصالات الخلوية الأردنية. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الأعمال، جامعة الشرق الأوسط.

امين, مصطفى احمد (2018). التحول الرقمي في الجامعات المصرية كمتطلب لتحقيق مجتمع المعرفة , مجلة الادارة التربوية, كلية التربية, جامعة دمنهور, (19), 11-117.

البار, عدنان (2018). تقنيات التحول الرقمي, استشارات نحو الأعمال التقنية, جامعة الملك عبد العزيز, كلية الحاسبات والتقنية.

الخواجا، عبد الفتاح (2017). تطور الإدارة المدرسية والقيادة الإدارية. ط 2، عمان،الاردن، دار الثقافة للنشر.

زابي , صالح وبعيطيش, شعبان(2021). دور القيادة الاستراتيجية في تحقيق التحول الرقمي : دراسة حالة جامعة محمد بوضياف بالمسيلة. مجلة البحوث الاقتصادية المتقدمة, 6,(1), 144-164.

السيد, خلود (2022). واقع التحول الرقمي في الجامعات الأردنية من وجهة نظر الإداريين وأعضاء هيئة التدريس, رسالة ماجستير, جامعة الشرق الأوسط , الأردن.

الشوابكة , عدنان (2017). دور تطبيقات الذكاء الإصطناعي في اتخاذ القرارات الإدارية في البنوك السعودية العاملة في محافظة الطائف. مجلة العلوم الانسانية. 4(15),14-58.

الطائى، يوسف سلطان.(2019). أثر القيادة الرقمية في تبني الثقافة التنظيمية لدى الموظفين العاملين بمديرية تربية محافظة النجف الأشرف بالعراق، مجلة العلوم الاقتصادية والإدارية والقانونية، المركز القومي للبحوث غزة، 3(6)،19- 39.

عباس, رياض (2020). اتجاه طلبة الجامعة نحو الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالتوجه نحو المستقبل لدى طلبة الجامعة, جامعة بغداد كلية الأداب,1 (135),367-406.

عزمي, نبيل, وإسماعيل, جاد, ومبازر, عبد الرؤوف (2014). فاعلية بيئة تعلم الكترونية قائمة على الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات صيانة شبكات الحاسب لدى طلاب تكنولوجيا التعليم, تكنولوجيا التعليم: دراسات وبحوث, مصر, 22(1),235-279.

العشماوي، عبد الله بن طاهر. والعصيمي، خالد بن محمد.(2021). القيادة الإلكترونية وعلاقتها بالوعي الرقمي لدى قادة مدارس المرحلة الثانوية بمدينة الطائف من وجهة نظر المعلمين، مجلة شباب الباحثين ،1(9)،526-566.

العلي, تهاني (2024). دور الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى القيادات التربوية في ظل التحولات الرقمية الذكية, مجلة إيجهار الدولية للعلوم الإنسانية والعلوم التربوية, 6(1), 163-177.

العلي, تهاني, والقصقصي, حلوه (2023). تطبيق التحول الرقمي في الجامعات الأردنية : المعيقات والحلول. المؤتمر الدولي الأول للمجلس العربي للتنمية المستدامة”  دور الجامعات العربية كحاضنات للتنمية المستدامة: الواقع والمأمول” 29/30/آب/2023, الأردن.

الفضلي، منال.(2019). تحديات القيادة في ظل العالم الرقمي. (المؤتمر الإقليمي الأول للقيادة التنموية في ظل العالم الرقمي (قيادة تكنولوجياتنمية مستدامة).السعودية.

محمد, عبد الرحمن والغبيري, محمد أحمد(2020). واقع التحول الرقمي للملكة العربية السعودية- دراسة تحليلية, مجلة العلوم الإدارية والمالية, 4(3),8-31.

الهاشمية, هند (2014). واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس بكليات العلوم التطبيقية للتكنولوجيا الحديثة في تدريس مقرر اللغة العربية ومعوقات استخدامها بكليات العلوم التطبيقية في سلطنة عمان, المجلة الدولية التربوية المتخصصة, 3(11), كلية العلوم التطبيقية, سلطنة عمان.

الهواسي, محمود, والبرزنجي حيدر (2017). تكنولوجيا وأنظمة المعلومات في المنظمات المعاصرة, السيسبان للطباعة والنشر والتوزيع, بغداد, العراق.

وهيبة، أحمد. (2019).التعليم الرقمي في ظل التحديات المعاصرة، المجلة العربية للإعلام وثقافة الطفل، 5(1)،109-122.

 

المراجع الأجنبية

Aldosari, S. A. M. (2020). The Future of Higher Education in the Light of Artificial Intelligence Transformations. International Journal of Higher Education, 9(3), 145-151 .

Draissi, Z. & Yong, Z. (2020). COVID-19 Outbreak Response Plan: Implementing Distance Education in Moroccan Universities. School of  Education, Shaanxi Normal University. hnology ,1 (5),11.

Hero, L. (2020). Exploring the Principal’s Technology Leadership: Its Influence on Teachers’ Technological Proficiency, Online Submission, International Journal of Academic Pedagogical Research ,4(6):4-10.

Hodges, C, Moore, S. Lockee, B., Trust, T., Bond, A. (2020). The Difference Between Emergency Remote Teaching and Online Learning.In pursuit of smart learning environments for the 21st century – UNESCO.201

Kelly Ann Moore (2018). Teachers ‘ Perceptions of Principal Digital Leadership Behaviors That Impact Technology Use in the Classroom ,PHD, Dissertation, Dallas Baptist University.

Sahu, P. (2020). Closure of Universities Due to Coronavirus Disease (COVID- 19): Impact on Education and Mental Health of Students and Academic Staff. Medical Education and Simulation, Centre for Medical Sciences Education, The University of the West Indies, St. Augustine, TTO.

Zhao, L., Chen, L., Liu, Q., Zhang, M. & Copland, H. (2019). Artificial intelligence-based platform for online teaching management systems. Journal of Intelligent & Fuzzy Systems, 37(1), 45-51.

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *