نوفمبر 22, 2024 12:56 م
7

د. محمد سعيد عمر حاج الطيب بلال

كلية علوم الاتصال جامعة السودان

للعوم والتكنلوجيا السودان

Mohamed.seid1983@gmail.com

00249912370557

أ. أمل ابراهيم احمد ابوزيد

جامعة الخرطوم كلية الآداب السودان

Amel.loay@gmail.com

+249912905836

أ.مصعب عبد الكريم هارون عثمان

Aboalbra93@gmail.com

+249122252326

المستخلص:

هدفت الورقة للتعرف على الإمكانيات الفنية للراديو، وكيفية إستخدامها في صناعة الدراما الإذاعية و تطويرها ،وذلك من خلال اتباع المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي بالإضافة الى استمارة تحليل المضمون لعدد من حلقات برنامج دكان ود البصير لمعرفة الأمكانيات الفنية المستخدمة فيه ،وقد خلصت الورقة الى عدد من النتائج اهمها اعتبار كلا من الصوت البشري والموسيقى الدرامية وفترات الصمت من اهم الأمكانيات الفنية المستخدمة في الدراما الإذاعية ،وتؤثر طبيعة البرنامج على الإستخدام للإمكانيات الفنية من حيث الشكل والمضمون والكادر وطريقة العرض اذا كان مسجل او مباشر على الهواء ،التركيز على الصوت البشري وهنالك تفاوت في إستخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية من حلقة واخرى ،بالإضافة الى تفاوت واضح في درجات الصوت والغالب هو الالنبرة المتوسطة تليها الحادة ،ولم يكن هنالك استخدام للمؤثرات الصناعية وكل المؤثرات طبيعية او بشرية ،ولم يتم استخدام موسيقا الفواصل للربط بين المسامع وهذا قلل من مساحة التنويع الأدائي ،ولم يتم استخدام للمونتاج الرقمي للإستفادة منه في الإرتقاء بالمادة الدرامية ،كما ركز البرنامج على اللغة الدارجة واهمل لهجات المناطق الخاصة .وتوصي الورقة : بضرورةة الإستفادة من المؤثرات الصوتية في حلقات البرنامج وتوظيف المؤثرات الطبيعية والإجتهاد في صناعة مؤثرات سودانية تناسب البرنامج ،والتنويع في محتوى البرنامج وتوظيف الموسيقى وبالذات موسيقى الفواصل ،والإستفادة من التقنيات الفنية التي تسهم في الإرتقاء بجودة المادة الدرامية المقدمة.

الكلمات المفتاحية : الدراما الإذاعية ، الراديو ، فترات الصمت ، الصوت البشري ، المؤثرات الصوتية، الموسيقى الدرامية

Technical capabilities and their role in serving radio drama, applied to the Dukan Wad Al-Basir shop during the period from 2016 to 2017 AD

Dr.MOHAMEDSAEED OMER HAG ELTAYEB BILAL

Faculty of Communication Sciences – University of Sudan

Science and Technology – Sudan

Amal Ibrahim Ahmed Abu Zaid

University of Khartoum, Faculty of Arts – Sudan

Saab Abdul Karim Haroun Osman

Saheron Radio – Sudan

Abstract:

The research aims to identify the technical capacity of radio and the basics of broadcasting process and it’s development. The research adopts the descriptive and the historical approach to follow the history of the radio and Dukan Wad al-Basir programme. The most important findings reached are that Dokan Wad al-Basir programme depended on the human voice among the radio technical capacities in its episodes in addition to the using of the colloquial language that has its effects on listeners. There was also a noticeable disparity in their usage from one episode to another, while others were not much used such as sound effects and drama music, so the perfect usage of the technical capacities was not applied in Dukan Wad al-Basir programme. Based upon those findings, the researcher presented a number of recommendations the most important of which were to activate the use of sound effects in the programme and creating Sudanese sound effects that suits the programme. This in addition to the necessity of functioning of the new technologies in radio field in order to reach the best use of the radio techniques

Keywords: Radio drama, Radio, silence periods, human voice, sound effects, drama music.

المحور الأول :الإطار المنهجي :

1- المقدمة :

تسهم الإذاعة بقدر وافر في التأثير علي الجمهور وذلك من خلال المقدرة على الإقناع عن طريق إستخدام الحوار والإلقاء والمؤثرات الصوتية وفترات الصمت وغيرها،.على الرغم من إحتدام الصراع بين الوسائل الإعلامية نتيجة التقنيات الحديثة التي افرزت أدوات اتصالية حديثة ولذا فعليه المحافظة على موقعه عن طريق تسخير الإمكانيات الفنية من اجل اخراج المواد بصورة جاذبة للمستمعين وهذه الإمكانيات تكسب المادة الإذاعية الشكل الملائم والمقبول للإستماع وتؤسس للأفكار المراد تمليكها للجمهور إبتداء من الصوت البشري وصولا للإخراج الإذاعي .

2- مشكلة الدراسة :

تتجسد مشكلة الورقة في كيفية التعرف على الطريقة التي تتم بها عملية توظيف الإمكانيات الفنية للراديو في تقديم المادة الإذاعية ، مع الأخذ في الإعتبار التفاوت في قدرات الكادر البشري الذي يقع على عاتقه تنفيذ المطلوبات الفنية للبرامج الإذاعية، وكيفية الإستفادة المثلى من الإمكانيات الفنية في جذب المستمعين خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه تنافس قوي تتعرض له وسائل الإعلام التقليدية من الوسائل الحديثة

3- اهمية الدراسة :

تاتي الأهمية للورقة من كونها تعرضت للإمكانيات الفنية للراديو ، وكيفية إستخدامها في صناعة المادة الدرامية بإعتبارها من الأشكال البرامجية التي تجذب أكبر قدر من المستمعين ومن خلالها يمكن علاج اكثر الموضوعات والقضايا بصورة جاذبة .

4- هدف الدراسة :

هدفت الورقة للتعرف على الإمكانيات الفنية للراديو ،وكيفية استخدام الإمكانيات الفنية في صناعة الدراما الإذاعية والسعي لتطويرها .

5- تساؤلات الدراسة :

تنطلق هذه الدراسة من عدد من التساؤلات من اجل الإجابة عليها وهي على النحو الأتي :

أ-ما هي أبرز الإمكانيات الفنية المستخدمة في دراما الراديو بالإذاعة السودانية ؟

ب- كيفية استخدام الإمكانيات الفنية في صناعة دراما الراديو ؟

ج-هل تم إستخدام الإمكانيات بالصورة المثلى ؟

د-ما هي الإمكانيات التي يفترض إستخدامها ولم تستخدم ؟

6- كيف يمكن الإستفادة من التكنلوجيا في تطوير دراما الراديو ؟

6-منهج الدراسة :

تتبع الورقة المنهج الوصفي التحليلي بالإضافة الى المنهج التاريخي وإستمارة تحليل المضمون وذلك بكونها المناهج المناسبة لطبيعة الدراسة .

7- أدوات جمع البيانات :

تعتمد هذه الدراسة على أدوات لجمع البيانات وتتمثل في المصادر الأولية التي تشمل الملاحظة دون المشاركة، والمقابلة مع مختصين في مجال الإنتاج الإذاعي بصورة عامة والدراما على وجه الخصوص، وأيضاً تستخدم استمارة تحليل المضمون لحلقات برنامج دكان ود البصير. كما يستخدم المصادر الثانوية التي تتضمن الكتب والدوريات والمجلات والدراسات السابقة والنشرات ومصادر من الانترنت. وقد بلغت العينة (13) حلقة من حلقات برنامج دكان ود البصير تم اختيارها وفقاً للطريقة العشوائية البسيطة بدلاً عن الأسبوع الصناعي نظراً لعدم الاستقرار في بث حلقات البرنامج..

8- حدود الدراسة:

تتمثل حدود الدراسة الموضوعية في الإذاعة السودانية بأم درمان برنامج دكان ود البصير  أما الحدود الزمانية في الفترة من يناير 2016- ديسمبر2017. وقد تم إختيار هذه الفترة تحديدا لكون هذه الفترة التي مرّ فيها البرنامج بحالة من عدم الاستقرار في التسجيل والمونتاج وبث المادة الإذاعية. كما  أن الفترة الأخيرة من البرنامج سانحة طيبة لمعرفة مدى استفادة الكادر الفني من التطور التكنولوجي وارتباطه بالامكانيات الفنية للعمل الإذاعي.

 

9- الدراسات السابقة :

الدراسة الأولى، بعنوان: معالجة البرامج التنموية في الإذاعة بالتطبيق على الإذاعة السودانية برنامج دكان ود البصير أنموذجاً (السنوسي ، 2018م).

هدف البحث إلى تتبع مسيرة الإذاعة السودانية والمراحل المختلفة التي مرت بها والنظر إلى ما قدمته من برامج ومواد إذاعية بالتطبيق على برنامج دكان ودالبصير. اتبع الباحث المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي، ولجمع البيانات استخدم الباحث المقابلة والاستبانة بالإضافة لملاحظاته. توصلت الدراسة إلى أن برنامج دكان ود البصير من البرامج ذات الأثر الواضح في إسهامه في عملية التنمية الريفية لتناوله العديد من الموضوعات المتعلقة بالتنمية بقالب درامي جذاب وبلغة سهلة مما يساعد المستمع على استيعاب ما يقدم من مادة علمية ومعلومات مذاعة بسهولة .كما ركزت على الجانب التنموي .

الدراسة الثانية، بعنوان: دور وسائل الإعلام في التربية الوطنية (دراسة تطبيقية في البرنامج الإذاعي دكان ود البصير (الجابر،2015م)

هدفت الدراسة إلى التعرف على التربية الوطنية في السودان ودور الإعلام فيها بالتطبيق على برنامج دكان ود البصير. اتبع الباحث المنهج الوصفي وتحليل المضمون، ولجمع البيانات استخدم الباحث الاستبانة، وتحليل المضمون، والمقابلة الشخصية. ومن أهم النتائج التي خرج بها البحث أن هناك عدد كبير من المواطنين يستمعون لبرنامج دكان ود البصير، ويسهم برنامج دكان ود البصير في ترسيخ القيم الوطنية لدى المستمعين، كما يقدم معلومات ذات فائدة تاريخية. وتوصلت أيضاً أن الأسلوب الذي يقدم به البرنامج شيق وجاذب، ويسهم البرنامج في تنمية الإنتماء الوطني وينادي بالدفاع عن الوطن.

الدراسة الثالثة :بعنوان تقنيات كتابة دراما الراديو في الإذاعة السودانية في الفترة (البريدي ،2016م).

هدفت الدراسة إلى تقديم مقترح للمساهمة في الإرتقاء بكتابة دراما الراديو من خلال الاستفادة من التقنية، وتبسيط فكرة تأليف دراما الراديو لغير المتخصصين والتعرف على البناء الفني، والإحاطة بالمشكلات والمعوقات التي تعترض كتابة النص ووضع حلول لها. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي ،وتوصلت  الدراسة إلى أن التقنية لكتابة المسرحية ألقت بظلالها على تقنية الكتابة الإذاعية وأن التطور التكنولوجي أثر على أسلوب تقنية الكتابة الإذاعية، وكذلك إلى أن المواكبة والدراسة والثقافة بالنسبة للمؤلفين أدت للتطور في الإنتاج الفني

ومن كل ما سبق نجد بأن هذه الدراسات التي تم عرضها لها صلة بدراستنا الحالية والتي تتعرض للإمكانيات الفنية وإستخداماتها في الدراما الإذاعية.

10- هيكل الدراسة :قسمت على ثلاث محاور على النحو الاتي

المحور الأول :الإطار المنهجي

المحور الثاني :الإطار النظري والمفاهيمي

المحور الثالث :الدراسة الميدانية وعرض النتائج والتوصيات

المحور الثاني : الإمكانيات الفنية للراديو

الراديو عبارة عن صوت يعبِّر عن حركة أو مشاعر تخلق صوراً ذهنية، فهو الذي يصنع الصورة لأنه يعبِّر عن شيء يجري حدوثه فالصوت هو العنصر الأساس والوسيلة الوحيدة التي تستخدمها الإذاعة منذ نشأتها فتحمل هذا الصوت وتقوم بتوصيلة الى المستمع وقد يكون الصوت كلمة منطوقة أو موسيقى أو أغنية أو مؤثر صوتي (طبيعياً أو صناعياً) (العوض، 2015م، ص144)

ولهذا ينبغي على كل من يتصدى لإنتاج المواد البرامجية للراديو أن يعي تماماً حقيقة الصوتيات التي يستخدمها وأن يلم إلماماً كاملاً بالإمكانيات الفنية للوسيلة التي يستخدمها ومنها:

الصوت البشري: وهو صوت الإنسان، ولكل إنسان صفة صوتية خاصة (بصمة) تميز صوته عن صوت غيره من الناس. وهناك درجات للصوت، ومن الضروري أن يكون صوت المذيع أو الممثل قادراً على التكيف بسهولة مع الحالة أو المعنى المطلوب. وأياً كان الموضوع أو النص فإن على المذيع أن يؤكد للمستمع اقتناعه بالموضوع ، وأن يحرص على وضوح المعاني وتجنب الرتابة (الحسن، 2017،ص23-24)

توظيف فترات الصمت:

الأصل في الإذاعة أنها وسيلة سمعية، فبرهة الصمت هي الخروج عن القاعدة التي تجذب اهتمام المتلقي أكثر من أي شيء لما بعد الصمت (فتح الرحمن،2010م،ص أ)

تعكس فترات الصمت معاني كثيرة في العمل الإذاعي، فهي إلى جانب استخدامها كفاصل بين الكلمات والجمل والعبارات، يمكن توظيفها لإحداث تأثير معين في حالات محددة (عبدالغفار،2013،ص5)

إن فترات الصمت من الإمكانيات الفنية التي تحتاج إلى فريق إذاعي يقوده مخرج خلّاق يعمل على حسن توظيفها، ومن المزايا التي توفرها توظيف فترات الصمت جعل المستمع يعيش جو البرنامج أو التمثيلية الإذاعية ويكون محيط بكل التفاصيل، كما أن هذه الثواني من الصمت تجعل المستمع في ترتيب دقيق للأحداث ومشاركاً أصيلاً فيها.

المؤثرات الصوتية:

وفقاً (لروبرت هيلارد وماجي الحلواني)، هناك مجموعتان رئيسيتان من المؤثرات الصوتية تشمل المجموعة المسجلة والمجموعة اليدوية اذ أن أي تأثير صوري مرغوب يمكن أن يوجد في داخل القرص المبرمج (CD) أو في داخل شريط التسجيل التقليدي، وعادة ما تكون المؤثرات الصوتية الحية أكثر تأثيراً عن سواها، وتشمل المؤثرات اليدوية احياناً مثل فتح أو غلق الباب (هذه الأصوات يمكن أن تنبعث من الباب الصغير الفعلي الموجود قرب المايكرفون) وأصوات خشخشة ورق السلوفان الذي يوحي بصوت النار المشتعلة، ومن المهم أن لا تكون هناك مبالغة في استخدام المؤثرات الصوتية وأن تتحدد في المواقف التي تستدعي ذلك فقط. وتهدف المؤثرات الصوتية إلى تصوير المكان والديكور الذي تقع فيه الأحداث، كما تسعى المؤثرات الصوتية إلى تحديد زمن الأحداث وتوجيه انتباه المستمع إلى الأحداث فضلاً عن الربط بين فقرات البرنامج وتعميق الاحساس بالفكرة البرامجية والمشاركة في الإيحاء بتطورات الأحداث (الحديثي، 2016، ص52)

اللغة:

إن الكلمة المنطوقة هي وحدة الأداء، وهي الكلمة التي يمكن ترجمتها إلى الصوت وتلك التي تساعد على تكوين الصورة الذهنية لدى المتلقي، ومن مميزاتها أنها كلمة مقبولة ومفهومة، وبسيطة، وغير متكلفة، وأسلوب كتابة هذه الكلمة يمكن تسميته بالأدب الإذاعي (الحسن،2008،ص118)

يعتمد الممثل الإذاعي على اللغة المنطوقة دون سواها في الأداء، لذا فهو مطالب بأن ينقل للمستمعين كل أحداث القصة بتفاصيلها الدقيقة وإنفعالاتها من خلال الأداء الصوتي المجرد. ولغة الحوار الدرامي هي سيدة الموقف في الدراما الإذاعية. ، والملاحظ أن لغة التمثيلية الإذاعية ليست لغة مستقرة على حال واحدة، بل تختلف باختلاف المواقف الدرامية ذاتها (عوض،2001م،ص118)

المسامع :

المسمع هو الوحدة التي يتم على أساسها بناء التمثيلية كلها. وهو أصغر وحدات العمل الإذاعي الدرامي،)، وعلى المؤلف كتابة كل مسمع في دراماه بدقة كافية لإظهار عناصره (زمان، مكان، حدث، شخصيات) لذا وجب على المؤلف توزيع عمله إلى مسامع ولكل مسمع فكرته المحددة في اطار البنية الكلية للتمثيلية (الفاضل، 1995م، ص17)

وتكون مهمته دفع القصة للأمام بشكل ما. ويعتمد بناء المسمع على الأفكار والتفاصيل التي يرغب المخرج في إظهارها للمستمع. وتظهر المسامع المتتابعة الأحداث وكأنها تحدث في أزمنتها الحقيقية. ومن خلال المونتاج يتم تجميع المسامع في تصميمات مختلفة، للتحكم في الحركة، والسرعة، ولخلق التماسك، والوضوح، والتركيز فيما بينها (علي، 2010، ص314-315)

يحتاج المستمع إلي مصداقية داخل المسامع الإذاعية عامة والدراميه علي وجه الخصوص

الموسيقى الدرامية: وهي الموسيقى التي يتم توظيفها للتعبير عن مواقف معينه.وعن طريقها يمكن تصوير مواقف كثيرة وكذلك تستخدم الموسيقى الدرامية في عمل الألحان المميزة للبرامج والأعمال الدرامية مثل التمثيليات والمسلسلات وكنقالات وفواصل من مسمع إلى مسمع ومن فقرة الى فقرة، فالموسيقى الدرامية تكون مصاحبه للعمل ودافعة له في احيان كثيرة بحيث تقوم مقام بعض أجزاء الحوار والمواقف (البريدي، مرجع سابق، ص39)

وفي كثير من (المسامع) تزداد أهمية الموسيقى الدرامية وهي بذلك تعد عنصراً هاماً من عناصر التعبير الفني (محمد،2005،ص197)

كما تسمي الموسيقى الدراميه لدى بعض المتخصصين بالموسيقى التصورية.

الدراما في الإذاعة السودانية :

معنى كلمة دراما:

كلمة دراما مشتقة من الفعل اليوناني (دراو) بمعنى أفعل، وتشير إلى نوع من الفن . حيث الكلمات هي وسيلة التعبير عن أفكار ومشاعر ورغبات الأشخاص الذين تصورهم الكاتب (رضا ، 1988م،35)

وقد قدم قاموس (The theatre hand book)  عدة تعريفات للدراما منها: يقصد به محتوى الاتصال أو محتوى الموقف الذي يقوم على تصاعد الاهتمام والاثارة في المستمع حيث أن صراع الإرادة الإنسانية هو جوهر الدراما. وللدراما عدة أشكال فنية هي التراجيديا، الكوميديا، الميلودراما، الاوبرا، الأوبريت، الفارس، البانتوميم، المونولوج، وفن العرائيس ( sobel,1990,p226)

الدراما المسموعة هي مانطلق عليه اسم “التمثيلية الإذاعية” . ويشمل البناء الدرامي في الراديو عدة عناصر :وهي أختيار الموضوع وعنوان مناسب والشخصيات والحبكة والحوار .

أذيعت أول تمثيلية اذاعية عام 1947م وعرف خلالها ثلاثة أجيال من المبدعين، جيل الرواد  وجيل الوسط والجيل الثالث المعاصر .

برنامج دكان ود البصير

جاءت فكرة قيام برنامج يربط بين الجانب الكوميدي والتاريخي …وفكرة البرنامج  هي تعميق المضمون عبر قضايا وعلاقات اجتماعية ومن ثم الولوج للأحداث والقضايا التاريخية والتعريف بتاريخ السودان عن طريق تقديمه في قالب مبسط يتناسب مع جميع المستويات، إن حلقات البرنامج لا تركز على جانب واحد يكون الحديث حوله بل تتنوع الموضوعات بجانب الموضوع الرئيسي في نسيج درامي بنائي متصل الأفكار متنوع الطرح .

ووفقاً لمعد وكاتب البرنامج الدكتور عبدالمطلب الفحل فقد أراد أن يقدم تاريخ السودان للمستمع في قالب مقبول ومهضوم فوجد أن أقرب القوالب مناسبة لهذه الفكرة هو الدراما، ولا يسعى البرنامج لمجرد الطرفه بل تقديم رسائل من خلالها. وقد حاول الكاتب التركيز في الدراما على التاريخ. فالإحساس الداخلي للكاتب يعطيه التصور للمدى الزمنى الذي يستطيع المستمع أن يقبل المعلومة الجافة وهنا يتم تغيير المسامع بقطع الحديث كبداية موضوع جديد أو دخول أحد الممثلين فيسلم عليهم لكسر الحدة للمسمع، ثم بعد هذا التداخل والشعور بأن المستمع قد تغيرت حالته يتم العودة إلى التاريخ مرة أخرى (الفحل، مقابلة بتاريخ 16/12/2021)

وقد أقر د. عبدالمطلب الفحل في مقابلة مع الإعلامي سعيد عباس أنه لم يكتب أي كلمة في البرنامج بلا مرجع طوال (35) عاماً، وأنه قدم عشرات المراجع خلال الحلقات. ورغم أن البرنامج لم يتعرض لأي محاولات حكومية لإيقافه إلا أن السياسيين كانوا متابعين له لحظة بلحظة ومن دلائل ذلك أن في إحدى المرات قابل وزير التعليم وقد ذكره بحلقة انتقد فيها المعاناة في شراء الطباشير والكراسات والكتب. وقد وجد البرنامج استمراريته من تفاعل الناس معه سواء مواطنين بسطاء أو مثقفين أو سياسيين، و من أهم ما يتعلق بالنص أنه يتميز بالحيوية فالكاتب يعطي للمثلين حرية الحركة داخل النص فمثلاً الممثل ممكن يقول (إنت يا ود الضهبان بقيت ما بتشوف نظرك ما ضعف فيقوم الآخر يرد) فهذا يجعل المزاج السوداني حاضر في النص (عباس، https://www.alrakoba.net/1722121/، 2/5/2021)

نشأة البرنامج:

بدأت فكرة البرنامج عام 1980م بغرض عرض تاريخ السودان بصورة سلسة، بلغة وسطى بالإضافة الى لغة المثقفين .، أما لماذا تم اختيار دكان ود البصير ليكون مكاناً ومسرحاً لهذا البرنامج، فلأنه بمثابة النادي ويوجد في جميع مدن وقرى السودان واختير اسم ود البصير لأن البصير في السودان هو صاحب الحكمة، يعالج قضايا الناس (الفاضل، مقابلة بتاريخ 27/6/2021م).

وقال الأستاذ إبراهيم البزعي أنه أول من أخرج هذا البرنامج قائلاً: (أن فكرة البرنامج وجدت من واقع تعليم مادة التاريخ التوثيقي عن طريق الدراما وكان ذلك عام (82-1983م)

ويتصور الأستاذ البزعي أن هذا الدكان وهو في الواقع الأمر ليس خيالاً بل استوحاه من دكان موجود في أبو روف ويحمل نفس الاسم وذكر بروفسير صلاح الدين الفاضل أن أولى حلقات البرنامج تم بثها في العام (1982) من إخراج إبراهيم البزعي ويبث البرنامج في تمام الساعة الخامسة عصر كل جمعه ويعاد الاثنين عند العاشرة والنصف صباحاً.ويتراوح زمن الحلقة من 23 الى 25 دقيقة ،وله شعار يميزه عن باقي البرامج، وظل يعمل البرنامج الى عام 2018 م وتوقف لأسباب مالية وليست سياسية كما يظن الكثيرين .

المحور الثالث :الدراسة الميدانية :

إتبعت الورقة المنهج الوصفي التحليلي  وذلك من اجل دراسة محتوى المادة الإعلامية كما وكيفا عن طريق اداة تحليل المضمون وهو ما يتناسب مع طبيعة هذه الدراسة من اجل الإستعانة به في الإجابة على  الأسئله الرامية للتعرف على الإمكانيات الفنية المستخدمة في الإذاعة دكان ود البصير ,ومجتمع البحث لهذه الورقة يتمثل في كل الحلقات التي تم عرضها في العام 2016 و2017 م وعينة البحث ثلاث عشرة حلقة تم اختيارها عن طريق العينة العشوائية البسيطة .وتم تصنيف فئات التحليل حسب الإمكانيات الفنية الرئيسة المتمثلة في :الصوت البشري ،والمؤثرات الصوتية ،فترات الصمت ،عدد المسامع الموسيقى الدرامية ،واللغة . ثم فئات الصوت البشري وشمل (نبرة صوت حادة، نبرة صوت متوسطة، نبرة صوت منخفضة، تقليد أصلي، تقليد غير أصلي)، وفئات المؤثرات الصوتية وشملت (أصوات طبيعية (بشرية)، أصوات طبيعية (من الطبيعة)، أصوت مصنوعة (فتح باب، مرور سيارة)، ثم فئات فترات الصمت وشملت (الصمت الاستفهامي، الصمت التعجبي، الصمت الختامي)، ثم عدد المسامع، وهناك أيضاً فئات الموسيقى الدرامية وشملت (موسيقى فواصل (دخول وخروج، وموسيقى مواقف)، وفئات اللغة وشملت (الفصحى، الدارجة، لغة المثقفين، لهجات المناطق)، وفئات القالب وشملت (التقرير، القصة، الخبر، الطرفة، الحوار)، وفئات مصادر المعلومات وشملت (المصادر التاريخية، الكتب، رسائل الدكان، أخرى)، وفئات الموضوعات وشملت (التاريخي، السياسي، الديني، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، أخرى). وأخيراً فئات الإتجاهات وشملت (التثقيف، الترفيه، التوعية، التعليم).

عرض نتائج التحليل:

السؤال الرئيس، ما هي أبرز الإمكانيات الفنية للراديو المستخدمة في برنامج دكان ودالبصير؟

 

جداول التحليل:

جدول رقم (1) يوضح الإمكانيات الفنية المستخدمة في برنامج دكان ودالبصير

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
الصوت البشري 322 26.90 الأولى
المؤثرات الصوتية 27 2.25 الخامسة
فترات الصمت 281 23.47 الثانية
عدد المسامع 279 23.30 الثالثة
الموسيقى الدرامية 26 2.17 السادسة
اللغة 262 21.88 الرابعة
المجموع 1197 100%

 

يتضح من جدول (1) أن الصوت البشري أتى في المرتبة الأولى بين الإمكانيات الفنية المستخدمة في برنامج دكان ود البصير بنسبة (26.90%)، وفي المرتبة الثانية أتت فترات الصمت بنسبة (23.47%)، ثم المسامع بنسبة (23.30%)، واللغة في المرتبة الرابعة بنسبة (21.88%)، وفي المرتبة الخامسة المؤثرات الصوتية بنسبة (2.25%)، وفي المرتبة الأخيرة الموسيقى الدرامية بنسبة (2.17%). يرى الباحث أن هذه الإمكانيات الفنية تمثل المنظومة السماعية التي يخاطب بها الراديو المستمع، وتعزي الورقة مجيئ الصوت البشري في المرتبة الأولى لإعتماد الرسالة الإعلامية المسموعة بشكل كبير عليه إذ ليس منطقياً تصميم رسالة إذاعية مسموعة دون أن يكون الصوت البشري متضمناً لها.

جدول رقم (2) يوضح وحدات الصوت البشري

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
نبرة صوت حادة 105 32.60 الثانية
نبرة صوت متوسطة 145 45.03 الأولى
نبرة صوت منخفضة 55 17.08 الثالثة
تقليد أصلي 7 2.17 الخامسة
تقليد غير أصلي 10 3.10 الرابعة
المجموع 322                    100%

 

يتضح من جدول (2) الذي يوضح وحدات الصوت البشري أن نبرة الصوت المتوسطة جاءت في المرتبة الأولى بنسبة (45.03)، والحادة في المرتبة الثانية بنسبة (32.60%)، والمنخفضة في المرتبة الثالثة بنسبة (17.08%)، والتقليد غير الأصلي في المرتبة الرابعة بنسبة (3.10%)، والتقيد الأصلي في المرتبة الخامسة بنسبة (2.17%).  تتنوع المساحة الإذاعية في الأصوات وذلك من خلال مساحة التنويع الصوتي واستخدام النبرة الخاصة بكل صوت وترى الورقة أن كثير من الممثلين في برنامج دكان ود البصير يتفاوت استخدامهم لنبرات الصوت كل حسب قدراته لذلك جاء استخدام النبرة المتوسطة بشكل أكبر لأنها تمثل المنطقة الوسطى بين منطقتي القرار والجواب والنبرة الحادة تستخدم عادة في إظهار الاندهاش أو التفاعل أو الإنزعاج، وتم استخدام التقليد الأصلي وغير الأصلي بصورة ضعيفة وربما يعود هذا الأمر إلى قلة المواقف المرتبطة بالتقليد الأصلي للأصوات المشابهة أو غير الأصلي للأصوات غير المشابهة.

 

جدول رقم (3) يوضح المؤثرات الصوتية

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
أصوات طبيعية (بشرية) 27 100 الأولى
أصوات طبيعية ( من الطبيعة)
أصوات مصنوعة (فتح باب، مرور سيارة)
المجموع 27 100%

 

يتضح من جدول (3) الذي يوضح المؤثرات الصوتية أن الأصوات الطبيعية البشرية حازت على النسبة الكاملة (100%) بينما لم تستخدم الأصوات الطبيعية من الطبيعة أو المصنوعة نهائياً. ترى الورقة أن اعتماد برنامج دكان ود البصير على الأصوات الطبيعية البشرية يعود إلى طبيعة البرنامج إذ أنه يعتمد على الحوار في نقل المادة التاريخية للمستمع في قالب درامي إذ أن استخدام المؤثرات الصوتية في الغالب يكثر حالة الدراما البحتة إضافة إلى مجموعة الممثلين في البرنامج والأزمان المخصص للحلقات فيعتمدون بشكل أكبر على المؤثرات الحية مثل التصفيق والطقطقة بالأصابع.

 

جدول رقم (4) يوضح فترات الصمت

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
صمت استفهامي 98 34.87 الثانية
صمت تعجبي 46 16.37 الثالثة
صمت ختامي 137 48.75 الأولى
المجموع 281 100%

 

يتضح من جدول (4) الذي يوضح فترات الصمت أن الصمت الختامي أتى في المرتبة الأولى بنسبة (48.75%)، وفي المرتبة الثانية الصمت الاستفهامي بنسبة (34.87%)، والصمت التعجبي في المرتبة الثالثة بنسبة (16.37%). ترى الورقة أن الصمت الختامي يرتبط بالمسامع الإذاعية في أغلب الحالات وهو بمثابة تمهيد من الممثل للمستمع ليستعد للانتقال إلى مسمع جديد بعد انتهاء المسمع السابق، أما الاستفهامي والتعجبي يستخدمان للتركيز على القضية أو الخبر أو التقرير أو القصة.

 

جدول رقم (5)  يوضح عدد المسامع

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
عدد المسامع 279 100 الأولى

 

يوضح جدول (6) الذي يشير إلى عدد المسامع أنها بلغت (279) مسمع، بمتوسط (21.46) مسمع للحلقة الواحدة البالغة (13) حلقة، وقد بلغ أقل عدد للمسامع في الحلقة الواحدة (18) مسمع في الحلقة الثالثة في حين بلغ أعلى عدد من المسامع (23) مسمع في الحلقة التاسعة. ترى الورقة أن المسمع الإذاعية الخاصة ببرنامج دكان ود البصير تتنوع في طريقة الأداء واشتراك الشخصيات داخل المسمع الواحد وطرح أكثر من فكرة داخل المسمع وهذا مما يمكن أن يشوش المتلقي.

 

جدول رقم (6)  يوضح الموسيقى الدرامية

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
موسيقى فواصل (موسيقى دخول) 13 50 الأولى- م
موسيقى فواصل (موسيقى خروج) 13 50 الأولى – م
موسيقى مواقف
المجموع 26 100%

 

يتضح من جدول (6) الذي يشير إلى الموسيقى الدرامية أن موسيقى الفواصل (الدخول والخروج) استخدمت مناصفة بنسبة (50%)، بينما لم يتم استخدام موسيقى المواقف. ترى الورقة أن مخرجي البرنامج لم يبذلوا مجهوداً ملاحظاً في استخدام الموسيقى الدرامية بشكل يتناسب وجماهيرية البرنامج واكتفوا فقط باستخدام الموسيقى الدرامية في بداية ونهاية كل حلقة بغير فواصل تعطي انتقالاً مريحاً أما موسيقى المواقف لم يتم استخدامها اطلاقاً مع أن في البرنامج كثير من المسامع التي كانت تحتاج لاستخدام الموسيقى الدرامية.

 

جدول رقم (7) يوضح اللغة

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
فصحى 93 35.49 الثانية
دارجة 130 49.61 الأولى
لغة مثقفين 39 14.88 الثالثة
لهجات مناطق
المجموع 262 100%

 

يتضح من جدول (7) الذي يوضح اللغة أن اللغة الدارجة أتت في المرتبة الأولى بنسبة (49.61%)، وفي المرتبة الثانية أتت اللغة الفصحى بنسبة (35.49%)، بينما جاءت لغات المثقفين في المرتبة الثالثة بنسبة (14.88%) بينما لم يتم استخدام لهجات المناطق نهائياً. وعليه ترى الورقة أن استخدام اللغة الدارجة بشكل أكبر ضمن حلقات البرنامج كان أمراً متوقعاً نظراً للجمهور الذي يخاطبه البرنامج إذ ترتبط اللغة الدارجة بالوجدان العام مما يجعلها أكثر تأثيراً على المستمعين، أما الفصحى فغالباً ما تستخدم في المناقشات العلمية الجادة بين الممثلين، أما لغة المثقفين فتستخدم المصطلحات التي يعدها المستمع العادي غريبة في لفظها وهي لغة بعيدة عن القالب الدرامي وهو القالب الأساسي في البرنامج، ونتيجة لاستخدام البرنامج للغة الوسطى العامة المفهومة والمتداولة بشكل واسع فلم تستخدم لهجات المناطق.

 

 

جدول رقم (8) يوضح القالب

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
تقرير 12 5.08 الخامسة
قصة 34 14.40 الثالثة
خبر 29 12.28 الرابعة
طرفة 68 28.81 الثانية
الحوار 93 39.40 الأولى
المجموع 236 100%

 

يتضح من جدول (8) أن قالب الحوار أتى في المرتبة الأولى بنسبة (39.40%)، وفي المرتبة الثانية قالب الطرفة (28.81%)، وأتى قالب القصة في المرتبة الثالثة بنسبة (14.40%)، ثم قالب الخبر بنسبة (12.28%)، وفي المرتبة الأخيرة قالب التقرير بنسبة (5.08%). ترى الورقة أن برنامج دكان ود البصير اعتمد على عدد من القوالب وهي الأشكال التي تقدم بها البرامج، ومن المعروف أن هذه القوالب ترتبط بنوعية البرامج داخل البرمجة الإذاعية، إلا أن هذا البرنامج جمع بين عدد من القوالب في طيات حلقاته تصدرها الحوار الذي اعتمد عليه فريق العمل لإرتباطه بتكوين المسامع ثم الطرفة كأداة نقل جاذبة من مادة التاريخ إلى المادة الدرامية، أما التقارير مثلت بعداً علمياً للبرنامج استفاد منها في مادته.

 

جدول رقم (9) يوضح  مصادر المعلومات

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
مصادر تاريخية 39 45.34 الأولى
كتب 28 32.55 الثانية
رسائل الدكان 12 13.95 الثالثة
أخرى 7 8.13 الرابعة
المجموع 86 100%

 

يتضح من جدول (9) أن المصادر التاريخية أتت في المرتبة الأولى من حيث مصادر المعلومات بنسبة (45.34%)، والمرتبة الثانية الكتب بنسبة (32.55%)، والمرتبة الثالثة رسائل الدكان بنسبة (13.95%)، والمصادر الأخرى بنسبة (8.13%). وترى الورقة أن تصدر المصادر التاريخية يعود إلى طبيعة البرنامج وهدفه العام الذي أريد منه تقديم تاريخ السودان في قالب درامي جاذب، ومن مزايا هذا البرنامج مع أنه برنامج تسجيلي أنه يستقبل رسائل المستمعين وما فيها من تنوع بين شكر أو انتقاد لفريق البرنامج في تناول قضية ما أو تقديم مقترحات لموضوعات تتعلق بالتاريخ وغالباً ما تكون هذه الرسائل غير راتبة في البرنامج لذلك لم تحذ على نسبة كبيرة من مصادر المعلومات التي تم الاعتماد عليها، أما المصادر الأخرى ويقصد بها المجلات و الدوريات وبعض تقارير المؤتمرات وهي غالباً ما تكون متباعدة الفترات لذلك أتت في المرتبة الأخيرة بين مصادر المعلومات في البرنامج.

 

جدول رقم (10) يوضح  الموضوعات

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
تاريخي 56 28 الأولى
سياسي 22 11 الرابعة
ديني 12 6 السادسة
اقتصادي 20 10 الخامسة
اجتماعي 32 16 الثالثة
ثقافي 51 25.5 الثانية
أخرى 7 3.5 السابعة
المجموع 200 100%

 

يتضح من جدول (10) الذي يبين الموضوعات التي تم تناولها في البرنامج أن الموضوعات التاريخة حازت على المرتبة الأولى بنسبة (28%)، والموضوعات الثقافية في المرتبة الثانية بنسبة (25.5%)، والموضوعات الاجتماعية ثالثاً بنسبة (16%)، والسياسية رابعاً بنسبة (11%)، وفي المرتبة الخامسة الموضوعات الاقتصادية بنسبة (10%)، ثم الدينية بنسبة (6%)، والموضوعات الأخرى بنسبة (3.5%). ولذا فترى الورقة أن هذا البرنامج مع تركيزه على التاريخ بشكل أكبر نجد بقية الموضوعات ذات اتصال بالتاريخ كالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي الحلقة الواحدة يتطرق الممثلون في عرضهم للتاريخ وربطهم له بالحاضر إلى مقارنات ترتبط بهذه الموضوعات تكاد تكون متقاربة عدا الموضوعات الدينية التي تكون في مواسم لذا أتت بنسبة ضعيفة والموضوعات الأخرى كالرياضة والقضايا الطبية عادة ما نجد الحديث في الحلقات التي تصادف مباريات الهلال والمريخ مكايدات ومقارنات بين واقع الرياضة بين اليوم والأمس.

جدول رقم (11) يوضح الإتجاهات

الفئة التكرار النسبة % المرتبة
تثقيف 53 37.85 الأولى
ترفيه 39 27.85 الثانية
توعيه 26 18.57 الثالثة
تعليم 22 15.71 الرابعة
المجموع 140 100%

 

يتضح من جدول (11) أن الاتجاهات التثقيفية أتت في المرتبة الأولى بنسبة (37.85%)، والترفيهية في المرتبة الثانية بنسبة (27.85%)، وفي المرتبة الثالثة التوعية بنسبة (18.57%)، وفي المرتبة الرابعة التعليمية بنسبة (15.71%). وترى الورقة أن الأهداف العامة من الموضوعات ترتبط بأهداف الاتصال الجماهيري فالمادة التاريخية المقدمة من خلال البرنامج تمثل مصدراً للتثقيف لبعض المستمعين كما أن الكوميديا الراقية والدراما الجاذبة تصنع مساحات ترفيهية عالية لا تخرج عن الذوق العام تحافظ على جو البرنامج، أم التعليم والتوعية من الاتجاهات التي دعا البرنامج فيها إلى التخلي عن بعض الممارسات الخاطئة بشكل غير مباشر مثلاً كالحلف بالطلاق وهنا يجيء دور التوعية ثم التعليم لذلك كان هذا الترتيب متزناً بين الموضوعات واتجاهاتها.

النتائج:

  1. يعد الصوت البشري والموسيقى الدرامية وفترات الصمت من أبرز الإمكانيات الفنية المستخدمة في الإذاعة السودانية كما تؤثر طبيعة البرنامج إن كان مباشراً أو مسجلاً على نوع الإمكانيات الفنية المستخدمة.
  2. يتم استخدام الإمكانيات الفنية للراديو لصناعة المادة الإذاعية وفقاً لشكل ومضمون البرنامج والكادر البشري المنفذ وقد يستخدم ذات الكادر إمكانيات فنية في عمل ولا يستخدمها في عمل آخر.
  3. اعتمد البرنامج بشكل أساسي على الصوت البشري في حلقاته كما توصلت إلى أنه يوجد تفاوت ملحوظ في استخدام بعض الإمكانيات الفنية من حلقة إلى أخرى كالمؤثرات الصوتية والتقليد بنوعيه الأصلي وغير الأصلي.
  4. توصلت الدراسة إلى أن الصوت البشري أتى في المرتبة الأولى بين الإمكانيات الفنية المستخدمة في برنامج دكان ود البصير، وفي المرتبة الثانية أتت فترات الصمت، وفي المرتبة الثالثة المؤثرات الصوتية، وفي المرتبة الأخيرة الموسيقى الدرامية.
  5. من حيث وحدات الصوت البشري أشارت النتائج إلى أن نبرة الصوت المتوسطة جاءت في المرتبة الأولى، والحادة في المرتبة الثانية، والمنخفضة في المرتبة الثالثة، والتقليد غير الأصلي في المرتبة الرابعة، والتقليد الأصلي في المرتبة الخامسة. أما من حيث المؤثرات الصوتية فأشارت إلى أن الأصوات الطبيعية البشرية حازت على النسبة الكاملة، بينما لم تستخدم الأصوات الطبيعية من الطبيعة أو المصنوعة نهائياً.
  6. وفيما يلي فترات الصمت بينت الدراسة أن الصمت الختامي أتى في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية الصمت الاستفهامي، والصمت التعجبي في المرتبة الثالثة. ومن حيث استخدام الموسيقى الدرامية فقد توصلت إلى أن موسيقى الفواصل (الدخول والخروج) استخدمت مناصفة، بينما لم يتم استخدام موسيقى المواقف. لم تستخدم موسيقى الفواصل كرابط بين المسامع مما قلل مساحة التنويع الأدائي والفصل بين المسامع على اختلاف شكل الأداء.
  7. لم يتم التوظيف الأمثل للمونتاج الرقمي للإستفادة منه للارتقاء بمحتوى مادة برنامج دكان ود البصير.
  8. إن التوظيف الأمثل تم لبعض الإمكانيات الفنية داخل برنامج دكان ود البصير كالصوت البشري والموسيقى الدرامية وفترات الصمت، بينما هناك بعض الإمكانيات شابها نوع من القصور في حلقات برنامج دكان ود البصير ولذا فإن التوظيف الأمثل لم يتم لكافة الإمكانيات داخل البرنامج.
  9. مع أن هدف البرنامج هو إتاحة المعلومات التاريخية في قالب درامي يناسب الأذواق المحلية إلا أنه لم يتم استخدام لهجات المناطق الخاصة، بينما تم التركيز على استخدام اللغة الدارجة.

التوصيات:

  1. الاستفادة من المؤثرات الصوتية بشكل أكبر في حلقات البرنامج وذلك من خلال توظيف المؤثرات الطبيعية الحية والإجتهاد في صنع مؤثرات صوتية سودانية تناسب طبيعة البرنامج.
  2. التنويع في محتوى البرنامج وذلك بتوظيف الموسيقى الدرامية عامة وموسيقى الفواصل بشكل خاص.
  3. يمكن أن يستفيد الممارسون للعمل الإذاعي من جعل عملية البث المباشر أقرب إلى المادة المسجلة خاصة في عملية توظيف الصوت البشري والتحكم في النبرات التي على أساسها يترتب وضوح الصوت المرسل إلى المتلقي.
  4. يمكن أن يستفيد المخرجون من الإلمام بطريقة التأثير الإيجابي على شكل المادة قبل الاستماع إليها وذلك عبر فحص شامل للمادة من خلال استمارات تعتمد على تحليل المضمون وترتبط بالإمكانيات الفنية الأساسية التي تعد مقومات للعمل الإذاعي.
  5. الإستفادة من التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم وينعكس على العملية الفنية في الإذاعة حيث لم يعد اختيار القالب الإذاعي وتصميم موسيقى مواقف أو مؤثرات صوتية أمراً صعباً على المخرجين كما أن عملية التمثيل أو الأداء لأي فقرة من فقرات البرنامج لم تعد مرتبطة بإجتماع مجموعة العمل في مكان واحد، حيث يمكن لأي من فريق العمل تسجيل وإرسال فقرته أو دوره الذي ينبغي عليه أن يؤديه إلى مخرج البرنامج والذي بدوره يقوم بترتيب المسامع وفقاً للسيناريو العام الموضوع مسبقاً.

المصادر والمراجع :

  1. السنوسي، يسري السر حسن (2018) معالجة البرامج التنموية في الإذاعة بالتطبيق على الإذاعة السودانية برنامج دكان ود البصير أنموذجاً في الفترة من 2010- 2017م، جامعة الخرطوم، كلية الآداب، قسم الإعلام، 2018م.
  2. الجابر، محمد علي (2015م) دور وسائل الإعلام في التربية الوطنية (دراسة تطبيقية في البرنامج الإذاعي دكان ود البصير 1980-2013)، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة الرباط الوطني، كلية الدراسات العليا، 2015م
  3. البريدي، سكرة علي (2016م) محاضرات في الكتابة للراديو والتلفزيون، جامعة المنوفية، كلية التربية النوعية، 2016م
  4. العوض، عاصم محمد (2015م) تقنيات كتابة الراديو في الإذاعة السودانية تطبيقاً على الفترة (2000 إلى 2013). رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، كلية الموسيقى والدراما، قسم الدراما، ص 144.
  5. الحسن، عبد الدائم عمر (2017م) الدليل المرجعي حول تقنيات فن الإلقاء وتقديم البرامج الإذاعية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط ، ص 23-24.
  6. فتح الرحمن، عفراء أحمد (2010م) البرامج الأدبية في الإذاعة السودانية تحول المادة الأدبية المكتوبة إلى منطوقة (في الفترة من 1970-1995م)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الخرطوم، كلية الآداب، قسم الإعلام، ص أ.
  7. عبدالغفار، عادل (2013م) الاتجاهات المعاصرة في الإعداد والتقديم الإذاعي والتلفزيوني، دار العالم العربي، القاهرة، ص5
  8. الحديثي، عبدالقادر صالح (2016م) دراسة في البرامج الحوارية لإذاعة BBC العربية، عمان، دار غيداء للنشر والتوزيع، ص52.
  9. الحسن،عبد الدائم عمر (2008م) الحوار الإذاعي، القاهرة، مكتبة مدبولي، ص 87.
  10. عوض، إبراهيم عوض (2001م) لغة الإذاعة دراسة تحليلية، الخرطوم، دار جامعة الخرطوم للنشر والتأليف ، ص 118.
  11. الفاضل، صلاح الدين (1995م) فن الرؤية عبر الأذن: دراسة في الدراما الإذاعية، الطبعة الثانية، الخرطوم، منشورات مركز المسرح السوداني، ص 17.
  12. علي، عبدالخالق محمد (2010م) فن الإخراج التلفزيوني والإذاعي، بيروت، دار المحجة البيضاء، ص 314-315.
  13. محمد حسن علي (2005م) فنون الكتابة والحديث للراديو والتليفزيون، القاهرة، دار البيان للطباعة والنشر، ص 197.
  14. رضا، عدلي سيد محمد (1988م) البناء الدرامي في الراديو والتلفزيون، دار الفكر العربي، القاهرة، ص 35.

15.Sobel, Bernard(1990) the theatre Hand book and digest of plays, New York: Crown Publishers p. 226.

  1. الفحل ، عبدالمطلب ( 16/2/2021) كاتب ومعد برنامج دكان ود البصير، مقابلة شخصية، جامعة المشرق.
  2. عباس، سعيد ( 2/5/2021(5:15pm في ونسة داخل (دكان ود البصير).. عبد المطلب الفحل: رفضت تغيير (الدكان) بـ(بقالة)، صحيفة الراكوبة، متوفر على الرابط https://www.alrakoba.net/1722121/
  3. الفاضل، صلاح الدين (27/6/2021) مخرج درامي وأستاذ جامعي، مقابلة شخصية، قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة الخرطوم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *