نوفمبر 22, 2024 12:56 م
1

أ.د سامـــر مــــؤيد عبد اللـــطيف     

كلية القانون – جامعة كربلاء – العراق       

       Samir_muayd@yahoo.com

009647809329737

المقدم الحقوقي حيدر علي حسن نبات

وزارة الـــداخلـــية العراقية

der.ali@s.uokerbala.edu.iq

009647711071558

الملخص

يهدف البحث الى الاجابة عن اسئلة تخص امكانية وحدود استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حقول التنمية المستدامة ، وما يمكن ان تضيفه وتعد به وتنجزه تلك التطبيقات لمستقبل برامج التنمية المستدامة من اهداف ومهام ، وما يمكن ان تنطوي عليه عملية المزاوجة بين المجالين من تهديدات ومحاذير ، مع وجوب التماس افضل السبل لتجاوزها لتأمين مستقبل البشرية .

وقد اعتمد البحث في منهجيته لتحقيق الهدف اعلاه ، على المنهجين الوصفي والوظيفي ، اولا لتوصيف ماهية الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة باعتماد المنهج الاول ( الوصفي )  ، ومن ثم تحليل الوظائف التي يؤديها الذكاء الاصطناعي في خدمة مسيرة التنمية المستدامة.

توزعت خطة البحث على مبحثين رئيسين بالاضافة الى المقدمة والخاتمة  ، تصدى الاول منهما الى التعريف بمفاهيم الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة ، اما المبحث الثاني فقد تحرى عن مجالات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مسارات التنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية .

توصل البحث الى نتيجة نهائية اساسية مفادها” ان تطبيقات الذكاء الاصطناعي اثبتت حضورها الفاعل في مجالات التنمية الانسانية المستدامة كافة رغم وجود بعض العقبات والمحاذير المتربصة بمستقبل استخدام هذه التطبيقات في بعض قطاعات التنمية المستدامة والتي لا تخرج عن تلك المحاذير المحيطة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوجه عام “.

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، التنمية المستدامة ، مسارات التنمية المستدامة

 

The role of artificial intelligence in promoting sustainable development

* Prof. Dr. SamerMoayed Abdel Latif

College of Law – University of Karbala

* Jurist ColonelHaider Ali Hassan Nabat

Iraqi Ministry of Interior

 

Abstract:

The research aims to answer questions regarding the possibility and limits of using artificial intelligence applications in the fields of sustainable development, and what these applications can add, promise, and accomplish for the future of sustainable development programs in terms of goals and tasks, and the threats and warnings that the process of combining the two fields could entail, with the necessity of Seeking the best ways to overcome them to secure the future of humanity.

In its methodology to achieve the above goal, the research relied on the descriptive and functional approaches, first to describe the nature of artificial intelligence and sustainable development by adopting the first (descriptive) approach, and then to analyze the functions that artificial intelligence performs in serving the process of sustainable development.

The research plan was divided into two main sections, in addition to the introduction and conclusion, the first of which dealt with introducing the concepts of artificial intelligence and sustainable development, while the second section investigated the areas of use of artificial intelligence applications in the paths of sustainable social, economic, and environmental development.

The research reached a final, basic conclusion: “Artificial intelligence applications have proven their effective presence in all areas of sustainable human development, despite the presence of some obstacles and caveats lurking in the future of the use of these applications in some sectors of sustainable development, which do not deviate from those caveats surrounding the use of artificial intelligence applications in general.” .

Keywords: artificial intelligence, artificial intelligence applications, sustainable development, sustainable development paths

 

المبحث الاول: التعريف بالمفاهيم

بوصفها ظواهر ومعطيات انسانية مستحدثة ، يستوجب الاستغراق فيها التمهيد في التعرف على ماهيتها  وبنيتها قبل الولوج الى ما تنجزه من وظائف . من هنا استدعى البحث في ماهية الذكاء الاصطناعي في المقام الاول ، ومن ثم التعريف بماهية التنمية المستدامة في المقام او المطلب الثاني .

المطلب الاول : التعريف بالذكاء الإصطناعي Artificial Intelligence

يُعد الذكاء الاصطناعي( AI ) من أبرز الميادين الحديثة التي تستقطب إهتمام العلماء والباحثين، والتي شهدت تطورات مستمرة، إذ من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في مستقبل البشرية، فهو علم يُركز على تصميم آلات تحاكي الانسان في سلوكيات توصف بانها ذكية ؛ ولبيان مفهوم الذكاء الاصطناعي سنتناول تعريف وسِمات الذكاء الإصطناعي في الفرع الاول ، اما في الفرع الثاني فسنتطرق الى أهمية واستخدامات الذكاء الإصطناعي  .

الفرع الاول : تعريف وسِمات الذكاء الإصطناعي

          سنقسم هذا الفرع الى فقرتين ،اذ سنتطرق لتعريف الذكاء الاصطناعي في الفقرة الاولى ، وسنتناول سِمات الذكاء الإصطناعي في الفقرة الثانية ، وكما يأتي .

اولاً : تعريف الذكاء الاصطناعي

إن البداية الرسمية  لظهور مصطلح الذكاء الإصطناعي برزت في عام 1956، وتحديداً في  Dartmouth College في ولاية هانوفر في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نشأ هذا المصطلح خلال ورشة عمل نظمتها الكلية، اذ ناقش مجموعة من العلماء معظمهم من شركة IBM _نتيجة إزدهار الشركة في تلك الفترة_ ، قضايا البرمجيات الذكية وبرمجيات قادرة على التفكير، وفي إطار هذه الورشة، تم إطلاق المصطلح الرسمي “الذكاء الاصطناعي” لوصف هذا المجال العلمي الناشئ.

بعد ذلك، شهد هذا المجال إهتماماً متزايداً، حيث قامت الولايات المتحدة بتخصيص مبالغ طائلة
لدعم المشاريع ذات الصلة، وبدأت هناك موجة كبيرة من التفاؤل في هذا العلم الجديد،
حيث قام العالِمانBernard Widrow &  Marcian Hoff من Stanford University في عام 1959 بإطلاق نموذج لشبكة عصبية قادرة على إزالة صدى الصوت من المكالمات عبر خطوط الهاتف التقليدية، وبهذا، أصبحت هذه الشبكة العصبية أول حلٍ عمليٍ لمشكلة ملحوظة في عالمنا الحقيقي، وأُطلِقَ عليها اسم (MADALINE)، ولا تزال هذه الشبكة مستخدمة حتى يومنا الحالي(Robert2024 ) .

اما فيما يخص التعريف ، فيعد مصطلح الذكاء الاصطناعي AI مصطلحًا غامضًا لدى مستخدمي شبكات الانترنت وتقنية المعلومات ، اذ لا يوجد تعريف موحد ودقيق لهذه التكنلوجيا لغاية الآن ، فقد تواترت العديد من التعريفات منذ أكثر من نصف قرن مضى والتي تؤكد جميعها على انها : قدرة الآلة على تعلم صفات البشر.

فقد عرفها البعض على انها ” العلم الذي يتعلق بهندسة صناعة الآلات الذكية وبرمجتها على النحو الذي تتقارب مع الذكاء البشري وأنماطه السلوكية والتي يمكن ملاحظتها من الناحية البيولوجية ”
( McCarthy,2007 , 2) ،كما عرفها البعض الآخر بانها ” تمكين الآلات للقيام بالأشياء التي يقوم بها العقل البشري ” ( Boden,2018 , 1) ، فيما ذهب آخرون الى انها “مجموعة من التقنيات العلمية التي تركز على الأتمتة والسرعة العالية والقابلية لأداء الانسان في التفكير وصنع القرار” (Lauterbach,2019,30 ) ، وغير بعيد عن ذلك عرفها ايضًا آخرون بانها ” محاكاة الآلة للوظائف المعرفية التي يربطها الانسان بالعقول البشرية الاخرى ، مثل التعلم وحل المشكلات ” ( الموسوي ، 2019 ، 45)

بينما عرفه آخرون من ناحية فنية بانه ” احد فروع علم الكومبيوتر المعنية بكيفية محاكاة الآلات لسلوك البشر، فهو علم انشاء اجهزة وبرامج كومبيوتر قادرة على التفكير بالطريقة نفسها التي يعمل بها الدماغ البشري، تتعلم مثلما نتعلم ونقرر كما نقرر وتتصرف كما يتصرف البشر “( عبد الهادي، 2019 ،14)  ،ويعرف كذلك بانه خلق وتصميم برامج الحاسبات التي تحاكي اسلوب الذكاء الانساني ليتمكن الحاسوب من اداء بعض المهام بدلا من الانسان ، التي  تتطلب التفكير والفهم والسمع والتكلم والحركة بإسلوب منطقي ومنظم ( بونيه،2016، 26) .

كما وصفه اتجاه آخر من الباحثين بانه ” الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية وانماط عملها ، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج وردة الفعل على اوضاع لم تبرمج في الآلة ؛ وهو كذلك اسم لمجال اكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي (طلبة ،1997 ، 132) ، ومحاكاة لذكاء الانسان وفهم طبيعته عن طريق عمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الانساني المتسم بالذكاء (دريكسلر، بيترسون،برجاميت،2016، 27) .

وعند التمعن بالتعريفات سالفة الذكر ، نجد انها تتفق على ان مفهوم هذه التكنلوجيا ينصرف بصورة مباشرة الى العلم الذي يدرس السلوك البشري واستيعاب صفاته وبالخصوص الذكاء منها ، وذلك من خلال تطوير الانظمة الآلية المتنوعة التي يستخدمها الانسان ذاته بشكل يومي كالحواسيب باستخداماتها المتنوعة في مجالات ( الصحة ،التعليم ،البيئة ، النقل ، الامن والدفاع ، الخ ) ، والهواتف الذكية والمركبات ذاتية الحركة وطائرات الدرونز وكذلك محركات البحث وروبوتات المحادثة وبرامج الترجمة الآلية والتشفير ، وغيرها الكثير من التطبيقات التي تسهل وتلبي احتياجاتنا اليومية(الملا، 2020 ، 98) .

ومما تقدم يتضح بان الذكاء الاصطناعي هو مجال في علم الحاسوب يهدف إلى تصميم وتطوير أنظمة تكنولوجية تظهر قدرات ذكية مشابهة للبشر، مستفيدة من الخوارزميات والتقنيات الرقمية،
مما يمكنها من تحليل المعلومات، واتخاذ القرارات، والتعلم من التجارب بشكل متقدم ؛
ومن ذلك يمكننا تعريف الذكاء الاصطناعي بانه ( مجال متقدم في علم الحوسبة يهتم بتطوير أنظمة ذكية قادرة على تنفيذ المهام التي تتطلب الفهم والتعلم والتفاعل مع البيئة بشكل مستقل ، اذ يشمل تصميم وتطوير برامج الحواسيب والأنظمة التي تكون قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية، مما يتيح لها التعلم من الخبرات السابقة واتخاذ قرارات منطقية بناءً على المعلومات المتاحة ، كما يتيح الذكاء الاصطناعي للآلات أداء مهام تتجاوز إمكانيات البرمجة التقليدية، مما يؤدي إلى تطوير تكنولوجيا قوية ومتطورة تحاكي وتعزز قدرات العقل البشري) .

 

ثانياً : سِمات الذكاء الإصطناعي

يمتلك الذكاء الاصطناعي خصائص كثيرة جعلت منه استثماراً ذا فعالية في كثيرٍ من المجالات  ، وفيما يلي بعض مزايا الذكاء الاصطناعي :

  • أفضلية في الوظائف الموجهة بالتفاصيل: لقد أثبت الذكاء الاصطناعي أنه جيد، إن لم يكن أفضل، من الأطباء في تشخيص بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والورم الميلانيني.
  • تقليل الوقت للمهام كثيفة البيانات: يُستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في الصناعات كثيفة البيانات، بما في ذلك الأعمال المصرفية والأوراق المالية والأدوية والتأمين، لتقليل الوقت الذي يستغرقه تحليل مجموعات البيانات الضخمة، على سبيل المثال، تستخدم الخدمات المالية الذكاء الاصطناعي بشكل روتيني لمعالجة طلبات القروض واكتشاف الاحتيال.
  • يوفر العمالة ويزيد الإنتاجية : ومن الأمثلة هنا استخدام أتمتة المستودعات، والتي نمت خلال وباء ( Covid 19 ) ومن المتوقع أن تزداد مع تكامل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
  • يسلم نتائج متسقة : توفر أفضل أدوات الترجمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مستويات عالية من الاتساق، مما يوفر حتى للشركات الصغيرة القدرة على الوصول إلى العملاء بلغتهم الأم.
  • تحسين رضا العملاء من خلال التخصيص : يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص المحتوى والرسائل والإعلانات والتوصيات ومواقع الويب للعملاء الأفراد.
  • الوكلاء الظاهريون الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي متاحون دائمًا : لا تحتاج برامج الذكاء الاصطناعي إلى النوم أو أخذ فترات راحة، فهي تقدم خدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع
    ( , Laskowski& Tucci, 2023).

مما تقدم يتبين ان للذكاء الاصطناعي العديد من السمات والخصائص التي تجعله في مراحل الذكاء المتقدم ، وهذا بلا شك يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومقدرته على السمات المتقدمة من حيث الذكاء والمعرفة والتعلم ؛ وهذا يؤدي بالمحصلة الى استبدال الكثير من الوظائف التي يقوم بها البشر بتطبيق ذكاء اصطناعي يقوم بنفس المهام وبمختلف المجالات سواء كانت صحية ام علمية ام امنية ام في مجال البيئة او الاقتصاد ، وفي جميع مناحي الحياة الاجتماعية ؛ اذ من المتوقع ان يؤدي الذكاء الاصطناعي مهامه بكفاءة أعلى وتكلفة اقل بكثير من البشر دون كلل او ملل .

الفرع الثاني : أهمية واستخدامات الذكاء الاصطناعي

يحمل الذكاء الاصطناعي (AI) أهمية كبيرة في مجموعة واسعة من المجالات والصناعات، ويؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية ، كما ويهدف الى فهم طبيعة الذكاء الانساني عن طريق عمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الانساني المُتسم بالذكاء ، وتعني قدرة برامج الحواسيب على جلب مسألة ما او اتخاذ قرار في موقف ما ، اذ ان البرنامج نفسه يجد الطريقة التي يجب ان تتبع لحل المسألة او للتوصل الى قرار بالرجوع الى العمليات الاستدلالية المتنوعة التي غُذي بها البرنامج (  القحطاني ، 2022 ، ص ص 97 – 130) ؛ ولما تقدم سنقسم هذا الفرع الى فقرتين، وكما يأتي :

اولاً : أهمية الذكاء الإصطناعي

نتيجة لأهمية الذكاء الاصطناعي المتعددة في جميع المجالات والميادين ، يمكننا الاشارة الى بعض تلك الجوانب ، ومنها :

  • يساهم الذكاء الاصطناعي في المحافظة على الخبرات البشرية المتراكمة ، بنقل تلك الخبرات الى الآلات الذكية .
  • يمكن للانسان من استخدام اللغة الانسانية في التعامل مع الآلات بدلًا عن لغات البرمجة الحاسوبية ، مما يجعل استخدام الآلات في متناول كل شرائح المجتمع ، بعدما كان التعامل مع الآلات المتقدمة حكرًا على المختصين والخبراء التقنيين .
  • يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في العديد من الميادين الحساسة ؛ كالمساعدة في تشخيص الامراض ووصف العلاجات لها ، والاستشارات القانونية والمهنية ، والتعليم التفاعلي ، والمجالات الامنية والعسكرية ، وغيرها من الميادين الاخرى .
  • تساهم الانظمة الذكية في المجالات التي يصنع فيها القرار ، فهذه الانظمة تتمتع بالاستقلالية والدقة والموضوعية ، فبالتالي تكون قراراتها بعيدة عن الخطأ والانحياز والعنصرية او الاحكام المسبقة او حتى حتى التدخلات الخارجية او الشخصية .
  • تخفف الآلات الذكية عن الانسان الكثير من المخاطر والضغوطات النفسية ، وتجعله يركز على اشياء اكثر اهمية وانسانية ويتعامل جيدًا مع الوقت .
  • تطبيق الذكاء الاصطناعي سياسهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة( اهداف الامم المتحدة 17 لتحقيق التنمية المستدامة) ؛ الهدف (السابع ) طاقة نظيفة وبأسعار معقولة ، والهدف ( الثالث عشر ) العمل المناخي ، والهدف ( الرابع عشر ) الحياة تحت الماء ، والهدف ( الخامس عشر ) الحياة في البر
    (احمد و محمد و عمر ، 2028 ،  ص 31-44) .

ثانيا : إستخدامات الذكاء الاصطناعي

تختلف و تتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي كمحاولة منها لمحاكاة الذكاء البشري ، لاسيما في مجال تحليل بيانات الصوت و الصورة وتحديد اللغة ، لتصل حتى إلى مجالات التعلم العميق ليصبح الذكاء الاصطناعي قابل لتطوير تقنياته بطريقة ذاتية قد تتجاوز الذكاء البشري أحياناً (  مراد ، 2022 ، 198) .

وسنتعرف في هذا السياق على أبرز إستخدامات الذكاء الاصطناعي، ومنها :

  • التعلم الآلي (Machine Learning): تدريب نماذج التعلم الآلي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الأنماط والتوقعات .
  • معالجة اللغة الطبيعية (NLP): تطبيقات تحليل وفهم اللغة البشرية، مثل محركات البحث، وأنظمة الترجمة الآلية، ومساعدات الصوت مثل Siri وGoogle Assistant .
  • رؤية الحاسوب (Computer Vision): تحليل وتفسير الصور والفيديو، مثل التعرف على الوجوه، وأنظمة مراقبة الأمان، والتصنيف الآلي للصور .
  • الروبوتات الذكية : استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات لأداء مهام متقدمة، مثل القيادة الذاتية للمركبات والروبوتات الصناعية .
  • الطب الذكي (Smart Healthcare): تحليل البيانات الطبية، وتشخيص الأمراض، وتصميم الخطط العلاجية، وتوفير رعاية صحية شخصية.
  • التجارة الإلكترونية : تحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت باستخدام نظم توصية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
  • التحليل المالي : توفير توقعات دقيقة للأسواق المالية، وتحليل البيانات المالية بسرعة أكبر من البشر.
  • الألعاب الإلكترونية : تحسين تجربة اللعب بواسطة إضافة عناصر ذكاء اصطناعي لتحسين الذكاء والاستجابة في الألعاب.
  • صناعة السيارات الذكية : تطوير تقنيات القيادة الذاتية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • الترفيه والفنون : توليد الفنون الإبداعية، وإنشاء محتوى رقمي مُبتكر، وتحسين تجارب الواقع الافتراضي. (موسى و بلال ، 2019 ، ص ص 75- 94)

ومما تقدم يمكننا القول بأن أهداف الذكاء الاصطناعي والغاية من تطبيقاته ؛ بشكل عام تتمحور حول محاور أساسية منها ؛ تحسين الحياة البشرية وخدمة الإنسان ، ومساعدته بكافة مهامه وبشتى المجالات ، وبناء أجهزة رقمية حاسوبية قادرة على القيام بمهام مشابهة ومحاكاة لمهام البشر وبذكاء عالي، اذ تتفاوت درجة صعوبة هذه المهام ومستوى تعقيدها تبعًا للمهام المؤداة .

المطلب الثاني : التعريف بالتنمية المستدامة

ان التطرق الى ماهية موضوعة التنمية المستدامة بوصفها مصطلحا حديثا دخل الى عالم السياسة والاقتصاد الغربي قبل العربي ، يستدعي في المقام الاول التعريف بهذا المفهوم ، ومن ثم معالجة اهدافه وابعاده في المقام الثاني . وهذا ما سيتم بحثه تباعا في الفروع الاتية .

الفرع الاول :  مفهوم التنمية المستدامة

يتخذ مفهوم التنمية ابعادا وأفاقا متعددة ويشمل كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمع البشري الذي تتفاعل فيه عدة مسارات تنموية ، يعبر عنها بالتنمية المستدامة ،والتي تصبغ اليوم الجزء الاكبر من السياسة البيئية المعاصرة  . ( الغامدي ، 2009 ، 190)

إن التنمية بأنواعها المختلفة عملية ديناميكية مستمرة تنبع من الكيان وتشمل جميع الاتجاهات، فهي عملية مطردة تهدف إلى تبديل الهياكل الاجتماعية وتعديل الادوار والمراكز وتحريك الامكانات المتعددة الجوانب بعد رصدها وتوجيهها نحو تحقيق هدف التغيير في المعطيات الفكرية والقيمية، وبناء دعائم الدولة العصرية وذلك من خلال تكافل القوى البشرية لترجمة الخطط العلمية التنموية إلى مشروعات فاعلة تؤدي مخرجاتها إلى احداث التغيرات المطلوبة.

وتعني الاستدامة في مفردات التنمية، النمو المسئول، أي النمو الذي يتحقق عندما يتم توفيق الاهتمامات الاجتماعية والبيئية مع الاحتياجات الاقتصادية للناس( أبو النصر ، 2007).

أما بالنسبة لتعريف التنمية المستدامة، كمصطلح فيعد ابتكارا جديدا يرجع الفضل فيه إلى مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة البشرية الذي انعقد في استوكهولم سنة 1972 ، اذ أصبح محل اهتمام وواحد من الافكار التي تربط بين البيئة والتنمية الاقتصادية وقد اصبحت الاستدامة منذ هذا المؤتمر تمثل منهجا للتنمية التي تعنى بقضايا الفقر والبيئة والمساواة. كما برز الاهتمام بهذا المفهوم في تقرير الاتحاد العالمي للمحافظة على الموارد الطبيعية بعنوان” الاستراتيجية الدولية للمحافظة على البيئة” عام 1981  الذي خصص بأكمله للتنمية المستدامة وعرفها على أنها ” السعي الدائم لتقدير نوعية الحياة الانسانية مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات وامكانيات النظام الطبيعي الذي يحتضن الحياة “”، اعتبر هذا التعريف البعد البيئي عنصرا مهما من عناصر التنمية المستدامة ويركز على جوهرها وهو التفكير في المستقبل ومستقبل الاجيال القادمة. لكن التعريف الشائع المستخدم على نطاق واسع يستند إلى تقرير ” مستقبلنا المشترك ” الذي نشر أثناء عقد لجنة برونتلاند في عام 1987 ، والذي نص بشكل أساس ي على ما يلي ” التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة ( علجية ،2019 ، 247) “.

أما التعاريف الأكثر شمولاً وعمقاً فنجد بعضها في اعلانات المؤتمرات العالمية والمنظمات الدولية ويعد تعريف اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا )الإسكوا( التعريف الأشمل لمفهوم التنمية المستدامة، اذ عرفها بأنها: (عبارة عن تعزيز التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، وضمان مواصلة التنمية الاجتماعية، والبيئية، والسياسية، والاقتصادية، والمؤسسية، على أساس المساواة ) ( الدلالي، 2017 ، 27 ) .

وعلى غرار ما تقدم ، نجد تعريف المؤتمر الدولي للتنمیة المستدامة الذي انعقد في جوهانسبورغ في العام 2002 بأنها: “الالتزام بإقامة مجتمع عالمي منصف یدرك ضرورة كفالة الكرامة الإنسانیة للمجتمع ، حیث یمثل السلام والأمن والاستقرار  واحترام الإنسان والحریات الأساسیة بما فیها الحق في التنمیة واحترام التنوع الثقافي”. (  الكندري ، 2022)

كما عرفت في الفقه الغربي  على انها ” القدرة على تلبية حاجات سكان العالم الحاليين بدون إلحاق الضرر بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها”. ( حمود، 2018 ، 20 )

وعرفها وليم رولكنز -هاوس مدير حماية البيئة الأمريكية- على أنها: “تلك العملية التي تقر بضرورة تحقيق نمو اقتصادي يتلاءم مع قدرات البيئة ” ، وذلك من منطلق أن التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة هما عملية متكاملة وليست متناقصة. وبالتالي فالتنمية المستدامة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان ولكن ليس على حساب البيئة. فيما عرفها  قاموس ويبستر على أنها  “تلك التنمية التي تستخدم الموارد الطبيعية دون أن تسمح باستنزافها أو تدميرها جزئيا أو كليا ” . (ابو زنط و غنيم، 2006 ، 156 )

وفي الادبيات العربية كان من أبرز المحاولات لتعريف التنمية المُستدامة ما جاء في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2002 من أن “التنمية المستدامة هي تنمية ديمقراطية تهدف إلى بناء نظام اجتماعي عادل ، وإلى رفع القدرات البشرية عبر زيادة المشاركة الفاعلة والفعالة للمواطنين وعبر تمكين الفئات المهمشة ، وتوسيع خيارات المواطنين وإمكاناتهم المرتبطة ارتباطا محوريا بالقدرات والفرص المتاحة التي تتضمن الحرية بمعناها الواسع ، واكتساب المعرفة وتمكين الإطار المؤسساتي “. حيث يُلاحظ في تعريف التقرير التركيز على الجانب السياسي ( العجلوني ، 2013 ، 7 ) .

ونجد من الباحثين العرب من يعرف التنمية المستدامة على انها  ((التطوير أو التحسين أو التحديث  في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والإنسانية والصناعية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم استنزافها من جهة وعدم تعارض مجالات هذه التنمية مع بعضها من جهة أخرى. ( بلال ، 2023 )

وعرفت كذلك بكونها “عملية تطوير شامل متزامن لعدة عوامل اجتماعيه اقتصاديه بيئية بما يلبي احتياجات الأنسان المعاصر دون المساس بمقدرات الأجيال القادمة وفى اطار الحفاظ على الموارد البيئية” . (  محمد ، 2020 ، ص ص 7-28) 

وأشار سويلم الى التنمية المستدامة على أنها “العملية التى يتم من خلالها إحداث التغيرات المؤسسية البنائية والوظيفية والتى تؤدى الى كفاءة وفعالية المؤسسات والمنظمات الريفية الحكومية وغير الحكومية لرفع مستوى السكان وتحسين نوعية حياتهم( معوض، ص ص 826 – 827 ) .

وفي ظل تلك التعريفات يمكن القول إن التنمية المستديمة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان ولكن ليس على حساب البيئة وهي في معناها العام لا تخرج عن كونها عملية استغلال الموارد الطبيعية بطريقة عقلانية بحيث لا يتجاوز هذا الاستغلال للموارد معدلات تجددها الطبيعة وبالذات في حالة الموارد غير المتجددة، ويجب أن يكون هذا الاستغلال بطرق وأساليب لا تفضي إلى إنتاج نفايات بكميات تعجز البيئة عن امتصاصها وتحويلها وتمثيلها، على اعتبار أن مستقبل السكان وأمنهم في أي منطقة في العالم مرهون بمدى صحة البيئة التي يعيشون فيها، وهنا تبرز أهمية التنمية المستديمة للأجيال الحالية والمستقبلية في ظل ظروف الموازنة بين معدلات الاستهلاك والموارد المتجددة دون إلحاق الأذى بالبيئة، وفي هذا الصدد فإن أحد أهم إنجازات مؤتمر عام 1994م للسكان والتنمية يتمثل في توسيع مفهوم التنمية من مجاله الاقتصادي الضيق إلى مفهوم واسع شامل لنوعية الحياة سواء في الحاضر أو المستقبل(زنط و غنيم، 156 ) .

انطلاقا من هاته التعاريف  يمكن الخروج بتعريف موحد للتنمية المستدامة يجمع بين الابعاد الثلاثة بكونها “عملية تطويرية مخططة تهدف الى احداث اصلاحات وتطورات في البنى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمجتمع على نحو متوازن ، بما يلبي حاجات الافراد في الحاضر دون المساومة على قدرة الاجيال القادمة على تلبية حاجاتهم.

الفرع الثاني : اهداف التنمية المستدامة وابعادها

تعددت اهداف التنمية المستدامة بتعدد صورها وابعادها . وكونها ظاهرة انسانية متشعبة العناصر والابعاد وذات تداعيات مستقبلية ، استوجب منا استكشاف تلك الابعاد المتعددة وهو ما سنتناوله في الفرع الثاني ، وبالتزامن مع ذلك فنحن بحاجة الى سبر اغوار وابعاد هذه العملية في فرع اخر .

اولا : اهداف التنمية المسدامة

تسعى التنمية المستديمة من خلال آلياتها ومحتواها إلى تحقيق جملة من الأهداف وهي(محمد ودواي ، 344) :‌

  • تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان: من خلال التركيز على العلاقات بين نشاطات السكان والبيئة، وتتعامل مع النظم الطبيعية ومحتواها على أساس حياة الإنسان، وذلك عن طريق مقاييس الحفاظ على نوعية البيئة والإصلاح والتهيئة وتعمل على أن تكون العلاقة في الأخير علاقة تكامل وانسجام.‌

ب- تعزيز وعي السكان بالمشكلات البيئة القائمة، وكذلك تنمية إحساسهم بالمسؤولية اتجاهها وحثهم على المشاركة الفعالة في إيجاد حلول مناسبة لها من خلال مشاركتهم في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقديم برامج ومشاريع التنمية المستديمة.‌

ج- تحقيق استغلال واستخدام عقلاني للموارد: وهنا تتعامل التنمية مع الموارد على أنها موارد محدودة لذلك تحول دون استنزافها أو تدميرها وتعمل على استخدامها وتوظيفها بشكل عقلاني بما يضمن إستمرارها بدون ضرر أو زوال أو تدمير.

د- إحداث تغيير مستمر ومناسب في حاجات وأوليات المجتمع: وذلك بإتباع طريقة تلائم إمكانياته وتسمح بتحقيق التوازن الذي بواسطته يمكن تفعيل التنمية الاقتصادية، والسيطرة على جميع المشكلات البيئية.‌

ه. المحافظة على نمو إقتصادي عالي وتشغيل كامل مستمر ومستقر وإدارة ملائمة للمخاطر والتقلبات لضمان المساواة في تقاسم الثروات بين الأجيال المتعاقبة وفي الجيل نفسه( العجلوني،7 )  والمساواة في توزيع فرص العمل بين افراد المجتمع واستثمارها.

ثانيا: أبعاد التنمية المستدامة

ظهرت التنمية المستدامة كفكرة تؤطر للتنمية التي تحقق التوازن بين النظام الاقتصادي والاجتماعي والبيئي دون اختلال بين هذه الانظمة الثلاثة مجتمعة.

 

1- البعد الاقتصادي للتنمية المستدامة

يعتبر البعد الاقتصادي من اهم ابعاد التنمية المستدامة والاسبق ظهورا من غيرها ؛ ففي المراحل الاولى، كانت العلاقة بين الاقتصاد والبيئة تشهد تنافرا كبيرا حيث كان هاجس الدول آنذاك هو تحقيق نوع من النمو و الرفاه الاقتصادي عبر الرفع من معدلات الدخل والاستهلاك بأي وسيلة، وكان هذا التقدم يتم على حساب استنزاف أكبر قدر ممكن من الموارد البيئية دون إعارة الاهتمام لما قد يلحق هذه البيئة من أضرار. لكن، ومع منتصف السبعينات ظهرت بوادر التحول في طريقة تبني السياسات الاقتصادية وعلاقتها بالبيئة، حيث تعالت الدعوات إلى تبني إستراتيجيات تؤخذ بعين الاعتبار الكلفة البيئية لبناء الاقتصاد، وتمت الدعوة إلى  اعتماد ما سمي “بالناتج القومي الأخضر أو الطبيعي ، وهو الرأسمال الطبيعي الذي يشتمل على ترشيد استعمال الموارد الطبيعية ذات القيمة الاقتصادية وإدارتها بشكل أمثل لا يحول دون قدرتها على الاستمرارية والتجدد. وبالفعل تم التنصيص على ضرورة مراجعة أنماط الاستهلاك السائدة بشكل متوازن والعمل على استمرارية الموارد المالية والتقنية والتكنولوجية بشكل يحقق لنا من جهة الغايات الاقتصادية المتوخاة منها، ومن جهة أخرى لا يؤثر تأثيرا جسيما على البيئة( الغامدي، 12 ).

تتطلب التنمية المتواصلة والمتجددة استعمالا رشيدا وأمثلا للمناهج الاقتصادية المتبعة في خفض معدل استهلاك الفرد في الدول المتقدمة من الطاقة والموارد الطبيعية، وتغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدام .

ان أفضل أسلوب للحصول على الحد الأقصى من الرفاهية الاقتصادية مع المحافظة على الجوانب البيئية يحتاج من صانعي القرار اتخاذ قرارات اقتصادية من شانها تحقيق السلامة البيئية عن طريق وضع حدود مادية على الضرر البيئي الناتج عن العمليات الاقتصادية مثل فرض الضرائب تلوث حسب مقدار الضرر البيئي المتولد عنها مما يسهم في توزيع التخطيط الشامل للموارد على المدى الطويل وبالطبع فان هذا يحتاج إلى دعم مبدأ المشاركة وتأصيل قيم العدالة الاجتماعية التي تسعى إلى تضيق الفجوة في المستويات المعيشية بين الطبقات الغنية والفقيرة (محمد ودواي، ص ص 348-351 ) .

2- الأبعاد الاجتماعية للتنمية المستدامة

يمثل البعد الاجتماعي نقطة التميز للتنمية المستدامة، فهو يمثل البعد الإنساني عبر توطيد العلاقة بين الطبيعة والبشر والذي يجعل من النمو وسيلة للالتحام والاندماج الاجتماعي وأداة التطوير في الاختيار السياسي.

يركز البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة على ان الإنسان هو جوهر التنمية وهدفها الأسمى، فبدون تأهيله وأخذ مصالحه بعين الاعتبار لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية(ديب  و مهنا، 5) . وفي هذا السياق يؤكد تقرير مستقبلنا المشترك عن اللجنة العالمية للتنمية والبيئة على دور السكان في عملية التنمية المستدامة. وان اعتبار السكان مجرد أعداد فحسب هذا يعني تجاهل قضية مهمة هي أن الناس أنفسهم مورد أبداعي ،وهذه القدرة على الإبداع ذخر ومصدر قوة على المجتمعات أن تحافظ عليها. ومن اجل دعم هذا المصدر يجب تحسين الحياة المادية للناس .

ويهتم هذا البعد بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر وتوزيع الموارد بشكل متساو، زد على ذلك تقديم الخدمات الاجتماعية الرئيسية إلى كل المحتاجين دون أي تمييز ( معوض، ص ص 829- 830 ) .

ويكون النظام مستداما اجتماعيا في حال تحقق المساواة في التوزيع، وإيصال الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم إلى المستفيدين الأجدر بها ؛ بالإضافة إلى إشراك الأفراد في اتخاذ القرار بشكل شفاف ودقيق تشمل التنمية الاجتماعية عدة الجوانب منها: العدالة في توزيع الدخل، والمشاركة الشعبية الفعلية في صنع القرار ، والتنوع الثقافي،( اهمية ابعاد التنمية المستدامة ) .

وبمفهوم المخالفة قد تعني التنمية المستدامة تحقيق تقدم كبير في سبيل تحديد نمو السكان ، لان نمو السكان السريع يؤدي إلى ضغوط حادة على الموارد الطبيعية ، وعلى قدرة الحكومات على توفير الخدمات والتوزيع السكان أهمية كبيرة (  علجية ، 250) .

 

3- الأبعاد البيئية للتنمية المستدامة

يمثل الاهتمام بالبيئة ركناً أساسياً في التنمية، ويركز على مفهوم الحدود البيئية، والتي تعني أن لكل نظام بيئي طبيعي حدودا معينة لا يمكن تجاوزها من الاستهلاك والاستنزاف وأن أي تجاوز لهذه القدرة الطبيعية تعني تدهور النظام البيئي بلا رجعة، وهكذا يمكن القول ان أهم أهداف التنمية المستدامة هو إيجاد توازن بين النظام -الاقتصادي والنظام البيئي والمناخي، وحماية المحيط والاستغلال العقلاني للموارد والحفاظ على مصادر الثروة من اراضي ومياه وغابات وأنهار وبحار ونظم البيئية ، وتنوع بيولوجي وحماية البيئة من التلوث ومكافحة التصحر، والحد من استخدام المبيدات الحشرية، وصيانة المياه ، فتحقيق التنمية المستدامة رهين بمكافحة مظاهر التدهور البيئي ، الذي يتحقق باعتماد الاجراءات الوقائية وتكثيفها. في الحقيقة لم يكن اعتماد الاعتبارات البيئية والاجتماعية جزء من المعطيات التي تؤخذ بعين الاعتبار عند وضع خطط اقتصادية إنمائية، بما في ذلك تقييم الآثار البيئية للمشروع قبل البدء في تنفيذه الذي يعطي أبعادا جديدة لقيمة الموارد واستخدامها على أساس تحليل تكلفة فائدة، وما يترتب عن ذلك من فوائد اقتصادية، إضافة إلى الحفاظ على البيئة ولذلك يجب :

– إعطاء سلطة اتخاذ القرارت الاقتصادية المتعلقة بالتخطيط لمؤسسات معنية بالبيئة للتقليل من المشاكل البيئية والحد من التدهور البيئي وزيادة استدامة النمو الاقتصادي .

– إدخال مفهوم الاقتصاد الأخضر والتنمية الخضراء في ثقافة المنتج والمستهلك، لتصبح المعايير البيئية من أهم الشروط التي يجب توافرها في السلعة حتى تدخل الأسواق ومنع السلع التي لا تراعي البعد البيئي.

– تسخير السياسات البيئة الفنية في استدلال عناصر الإنتاج و الحد من ندرتها.

– خلق تخصصات في مجال الاقتصاد البيئي على مستوى الجامعات .

– الوعي البيئي، وإشاعة التعاليم الإسلامية التي تحث على الحفاظ على البيئة(  معوض، ص ص 829 – 830) .

المبحث الثاني  : دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة

درجت البشرية منذ نشأة مجتمعاتها على تسخير ما تتوصل اليه من ابتكارات في خدمة مسار تنميتها . وفي عصر المعلومات والثورة التقنية كان انجذاب البشرية اكبر الى معطيات الحاسوب ومنجزاته في مجال الذكاء الاصطناعي ليس لتسريع وتائر التنمية فحسب ، بل ولحمايتها ايضا من تدمير موارد وقدرات الكوكب ، الامر الذي فرض اندماج معطيات الذكاء الاصطناعي في مسارات التنمية المستدامة ( الاجتماعية والاقتصادية وحتى البيئية ) . وهذا سيتم بحثه تباعا في مطالب ثلاثة .

 

المطلب الاول : دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة

يتمحور الجانب الاجتماعي من التنمية المستدامة في ايجاد الوسائل الكفيلة بتحسين وضع الانسان ضمن مجتمعه وتنمية قدراته الذهنية وتطوير فرص المساواة بين الافراد ضمن هذا المجتمع . وهذا ما فرض على الذكاء الاصطناعي مهام واعباء يؤديها ضمن هذا المجال يمكن التقاطها في مجالين اولهما التعليم وهو مجال بحث الفرع الاول من هذا المطلب وثانيهما خدمة الانسان وتحسين وضعه الاجتماعي وهو مدار بحث الفرع الثاني من هذا المطلب .

   الفرع الاول : دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم

من المتفق عليه منذ أزمانٍ طويلة في مبادئ التعليم أن أفضل طريقة للتعلم هي التي يحظى بها الطالب باهتمامٍ فرديّ من مُعلّمٍ متمّرسٍ في تجربةٍ تعليميةٍ متوازنةٍ بين الدعم والتحدّي، وهو ما لا يمكن تحقيقه في نظم التعليم التقليدية إلا من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربةٍ تعليميةٍ مخصصةٍ لكل طالب. حيث يُمكن للخوارزميات الكشف عن أنماط أداء الطلاب وقدراتهم ومساعدة المعلمين على تحسين استراتيجياتهم، واقتراح أساليب التدريس والتنويع بينها وفقًا لاحتياجات الطلاب الفردية، وبما يُشجعهم على المشاركة والاستمرارية حال الشعور بالإحباط والملل.

ويمكن أن يساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأوساط التعليمية في تحسين عملية التعلم في المجالات التالية( الثبيتي واخرون، 2023 ، ص ص 25-28 )  :

  • تكييف المحتوى التعليمي مع احتياجات كل طالب على حدة، وتحسين عملية التعلم ؛ اذ يمكن ان تلعب برامج الذكاء الاصطناعي دورا كبيرا في تكييف البرامج التعليمية مع احتياجات الطلاب من رياض الأطفال إلى الدراسات العليا من خلال تجميع كميه بيانات ضخمة من النظام، تستخدم في تغذية شبكات التعلم الألى من اجل تطوير برامج تعليمية مخصصة وتحسين تجارب الطلاب (  محمد، 577)من خلال تحليلات التعلم، وتقييم نوعية المواد الدراسية ، وخلق مسارات تعليمية فريدة للمتعلمين في التعلم المدمج، والتعلم عبر الانترنت .
  • كسر الحواجز في التعليم، مما يجعل المواد التعليمية متاحة للطلاب بالطريقة التي يريدونها من خلال الوصول لاكبر عدد من الطلاب وتعليمهم من أي مكان في العالم في أي وقت، لاسيما ان بعض برامج التعليم بالذكاء الاصطناعي قد تحل محل المعلمين في شرح المواد الدراسية لبعض الحالات ؛ خاصة إذا كان الطلاب يتحدثون بلغات مختلفة او يعانون من اعاقات سمعية .
  • يسمح بجمع المعلومات عن الطلاب وتحليلها بشكل أفضل، مما يساعد على اكتشاف نقاط الضعف لديهم والاستعدادات العقلية لكل طالب، ومساعدتهم على تحسين أدائهم الدراسي والتنبؤ بعد تحليل البيانات للتعرف على الطالب المعرض للفشل او التسرب من التعليم وبالتالي يمكن التدخل من المؤسسة مبكرا والعمل على مساعدتهم في الوقت المناسب
  • حصول الطالب والمعلم على أحدث المعلومات في مختلف المجالات، مما يعزز بيئة التعلم الديناميكية والمستمرة.
  • توفير الوقت عن طريق أتمتة المهام الإدارية، مما يتيح المزيد من الوقت للمعلمين للتفاعل مع الطلاب. وكذا توفير الوقت والجهد على الاخيرين بتمكينهم على مواجهة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة ( محمد، ص ص 574-575 )
  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدعم تعلم الطلاب :

يمكن تحديد مجموعة من تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي التي تدعم تعليم وهي :

: Dragon Speech Recognition -1 يساعد الطلاب على تحقيق إمكاناتهم الكاملة وذلك بالنسبة للطلاب الذين يعانون من مشكلات في الكتابة ، حيث يتيح للطلاب التعبير عن أنفسهم ببساطة عن طريق التحدث ، مما يقلل المخاوف المتعلقة بالكتابة والتهجئة التي تعوق طريقهم وتبطئهم. كما أنه يساعد المعلم في إعداد الدروس بطريقة أسرع ، كما أنه أداة اتصال أكثر فعالية بين المعلمين والطلاب والإداريين من خلال البريد الالكتروني ، ويساعد ايضا على البحث على جوجل من خلال الصوت بعيدا عن الكتابه ، يقدم ملاحظات أكثر تفصيلا عند تقيم الطلاب

: Knewton -2  : هو منهج تعليمي متكامل ومتكامل مع( lta )ويتم تضمين كل ما يحتاجه الطالب لتحقيق النجاح في الدورة التدريبية الخاصة به ، بما في ذلك الإرشادات النصية والتعليمية والفيديوهات ومحتوى التعلم التفاعلي والمهام ومواد المراجعة ،ولان تطبيق( lta ) مبنية على نظام التعلم التكيفي الخاص ب Knewtonيمكن لهذا التطبيق بسرعة تحديد الفجوات المعرفية وتعزيزها ديناميكيًا أثناء إكمال المهام للوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه .

Connie  -3 : تصنع  Cogni منتجات قائمة على الذكاء الاصطناعي لمؤسسات التعليم حتى الصف الثاني عشر ومؤسسات التعليم العالي ، بالإضافة إلى منظمات التدريب . ويستخدم مساعد التعلم الافتراضي الخاص بها تقنية المحادثة لتوجيه الطلاب في الاستجابات ذات الشكل المفتوح التي تحسن مهارات التفكير النقدي.

: Querium -4 يستخدم هذا التطبيق الذكاء الاصطناعي لتقديم دروس تعليمية قابلة للتخصيص في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لطلاب المدارس الثانوية والجامعات من خلال تحليل الإجابات ومدة الوقت التي يستغرقها ويعين المجالات التي يمكن للطالب تحسينها  والوقت الذي يستغرقه اكمال  جلسات التدريس.

:Century Tech -5 تستخدم منصة  Century Tech علم الأعصاب الادراكي وتحليل البيانات لإنشاء خطط تعلم شخصية وتقليل أعباء العمل للمعلمين. يتتبع نظام الذكاء الاصطناعي تقدم الطلاب ، ويحدد الفجوات المعرفية ويقدم توصيات الدراسة الشخصية والملاحظات. كما يتيح هذا التطبيق أيضًا للمعلمين الوصول إلى الموارد ويقلل من الوقت الذي يقضيه في التخطيط والدرجات وإدارة الواجبات المنزلية  ( عبد الرحمن تره، ص ص  17-18)

6- تطبيق ) Thinkster (: هذا التطبيق يمزج بين منهج الرياضيات والتعلم الذاتي، حيث يقوم بمراقبة المعالجة العقلية لكل طالب بإظهارها على شاشة الأيباد، كما يعرض التطبيق للمستخدم أسئلة مختلفة مناسبة لقدراتهم وبمجرد كتابة الطالب كيفية توصله للإجابة، يحلل البرنامج عمله ويحدد لماذا أخطأ في جزئية محددة في حل السؤال( محمد  ، ص ص 578-581).

الفرع الثاني : الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإنساني

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل دعم الفئات المهمشة في المجتمع ، حيث عقدت مؤخراً مؤسسة سيج”Sage”  شراكة مع معهد مدينة سول للعدالة الاجتماعية في جنوب إفريقيا بهدف إطلاق برنامج rAInbow، وهو عبارة عن برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي يعمل على مساعدة ضحايا العنف الأسري، حيث تم إجراء مقابلات مع ضحايا العنف الأسري للحصول على فهم أفضل حول كيفية طلب المساعدة ، وقد وقع الاختيار على جنوب أفريقيا لأنها تتصدر أعلى قائمة الدول من حيث معدلات قتل الاناث في العالم.

يعمل برنامج “rAInbow” على توفير بيئة آمنة لضحايا العنف الأسري ، حيث يساعد هذا البرنامج الفئات المهمشة من معرفة حقوقهم وخيارات الدعم المتاحة لهم وإضافة الى الأماكن التي يمكن أن يتلقوا فيها المساعدة – وبطريقة سهلة وسلسة جداً ، علماً أنه يمكن الحصول عليه عبر فيسبوك ماسنجر . ووفقاً لكريتي شارما المؤسسة لفكرة “rAInbow” فإن البرنامج يدمج مزيج من لغة المحادثة بحيث يمنح نوع من الراحة حين تتحدث وكأنك تتواصل مع صديق مقرب لك.

وفي سياق مشابه ، أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق برنامج جديد مدته خمس سنوات بقيمة 40 مليون دولاراً، ويسمى بالذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإنساني (AI for Humanitarian Action)، والذي سيسخر قدرات الذكاء الاصطناعي من أجل مساعدة العالم على التعافي من الكوارث ، وتلبية احتياجات الأطفال ، وحماية اللاجئين والنازحين ، فضلا عن تعزيز تطبيق قوانين حقوق الإنسان. ( الملا ، 102 )

من الجوانب الانسانية ألاخرى في استخدام الذكاء الاصطناعي والتي تم الاعتماد عليها بشكل متزايد في الآونة الأخيرة ، هو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تمكين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحصول على الاستقلالية والإنتاجية ، أحد الأمثلة على ذلك والتي تعتبر قيد التطبيق حالياً ،  تطبيق “الذكاء الإصطناعي لمساعدة المكفوفين( الملا ، 102   )  (SeeingAI) المجاني ، والذي يقوم باختصار بوصف مشهد العالم من حولك.

ويمكن إقران تطبيق ” الذكاء الإصطناعي لمساعدة المكفوفين” مع تطبيق آخر من مايكروسوفت يدعى سوندسكيب “Soundscape” ، حيث يمكّن هذا التطبيق الأفراد المصابين بالعمى أو ضعف الرؤية من القدرة على استكشاف العالم من حولهم عن طريق استخدام تجربة صوتية ثلاثية الأبعاد.

وبفضل الذكاء الاصطناعي يتطور مجال الرعاية الصحية بسرعة متزايدة ويرافق ذلك زيادة كبيرة في كَمّيَّة البيانات والتحديات في ما يخص التكلفة ونتائج المرضى لذلك تم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحد من هذه الصعوبات، كما ويتم استخدام الذكاء الصناعي لتفادي إجراء الفحوصات المخبرية الروتينية غير الضرورية، وتضييق دائرة التحاليل المخبرية التي قد يحتاج إليها المريض، ولتحسين سير العمل السريري، والتنبؤ بالأمراض المُكتسبة من المستشفيات.

المطلب الثاني  : دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز البعد الاقتصادي للتنمية المستدامة

يتمثل وجه الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي في حياتنا على الصعيد الاقتصادي، في تحسين مستوى الحياة ورفاهيتها ، استناداً إلى القدرة على تحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالمخاطر، فإنّ اعتماد الحكومات والشركات على التجارة الإلكترونية، سيضمن قدرتها على رفع الكفاءة الاقتصادية من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في الجانب الاقتصادي، الذي سيعزز القدرة على الأداء في عمليات التصنيع، والتسويق، والخدمات، وجلب رؤوس الأموال، وخلق بيئة استثمارية فاعلة. (  الملا ، 102)

 

الفرع الاول : استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة

يتم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الصناعة الزراعية على نطاق واسع، وذلك ما نراه في المزارع المتطورة والذكية جمع البيانات آلياً واتخاذ قرارات وتدابير تصحيحية من خلال الروبوتات للتمكن من الكشف المبكر لأمراض المحاصيل ومشاكلها وتقديم الأغذية للماشية في الوقت المحدد وتحسين المدخلات والعوائد الزراعية بشكلٍ عام استناداً إلى العرض والطلب. ويَعد ذلك بزيادة كفاءة موارد القطاع الزراعي من خلال خفض استعمال المياه والأسمدة والمبيدات التي تلحق ضرراً بالنظم الإيكولوجية الهامة، وبزيادة القدرة على التكيف مع الحالات القصوى للمناخ( هيرويجر، 2018 ، ص ص 15-18 ). زد على ذلك استخدام الروبوتات في زراعة البذور والمحاصيل الخصبة، وإدارة المبيدات، والاعتماد على طائرات ذاتية القيادة لمراقبة زراعة المحاصيل، وحتى طائرات” الدرون” المتطورة، التي تستخدم في الحماية والمراقبة والمساعدة على فهم الاحتياجات البيولوجية للمزروعات، حيث تعتمد تلك الطائرات المتطورة اعتمادا رئيسيا على الذكاء الصناعي ، لتكون مسئولة بذلك عن جمع كافة البيانات المتعلقة بالمحصول، ومن ثم بتحليلها وتقديم أهم التوصيات عن المتغيرات التي تؤثر على صحة المحاصيل، وكذلك ظروف التربة، لغرض توظيف تلك البيانات والمعلومات في تعزيز الإنتاج النهائي( محمد مناد ، 2023 ، 63 ) .

الفرع الثاني : استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير البنية التحتية

يمكن الاعتماد علي تخصص الذكاء الاصطناعي لتحسين البنية التحتية الذكية مثل شبكات الطاقة والمياه والنقل، وزيادة كفاءتها وتحسين الإدارة والصيانة. كذلك فان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يعزز القدرة على التنبؤ بالطلب والعرض المتعلقين بمصادر الطاقة المتجددة عبر الشبكات الموزَّعة ويحسن تخزين الطاقة وكفاءة استهلاكها. وبإمكانه أيضاً أن يدعم إدارة الأحمال ويساعد على تكامل مصادر الطاقة المتجددة وموثوقيتها وتمكين دينامية التسعير والتداول، مما يؤدي إلى استحداث حوافز في السوق.

الفرع الثالث : استخدام الذكاء الاصطناعي في ادارة المشروعات( الملا ، 102 )

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة المشاريع في العمل عن بُعد. اذ يمكن أن تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي الشركات في إدارة مشاريعها بكفاءة أكبر من خلال تحليل البيانات المتعلقة بتقدم المشروع، وتحديد العقبات، وتتبع أداء الموظفين ومتابعة ملاحظات العملاء وتحديد مجالات للتطور والتحسين.واقتراح التحسينات. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يساعد الشركات على التنبؤ بالجداول الزمنية للمشروع ومتطلبات الموارد، مما يسمح لهم بتخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية.

المطلب الثالث: دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز البعد البيئي للتنمية المستدامة

يعد تغير المناخ أحد أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم ، اذ ازدادت الضغوط البشرية على كوكبنا بشكل كبير على مدى السبعين سنة الأخيرة، مما وضع مناخنا ومياهنا وهواءنا وتنوعنا البيولوجي وغاباتنا ومحيطاتنا تحت ضغط متصاعد( هيرويجر، 2018 ، ص ص 15-18  ) . فكان من المنطقي جدا أن يستخدم الناس واحدة من أكثر التقنيات اضطرابًا ، وهي الذكاء الاصطناعي ، لمحاربتها؛ على الرغم من كونها جديدة نسبيًا ، وقد حققت هذه التقنيات بالفعل تحسينات كبيرة يقابلها – في الوقت ذاته – بروز بعض السلبيات البيئية(  عاموس ، 2022) ؛ اذ يمكن لمحركات تحليل البيانات المتقدمة أن تقدم نظرة ثاقبة للأنظمة البيئية المختلفة وكيف يمكن أن تؤثر التغييرات المختلفة عليها.

ويشير العلماء إلى وجود تآزر بين الذكاء الاصطناعي والبيئة يمكن أن يعزز ويساعد في حل التحديات العالمية المعقدة، مثل تفشي الأمراض، وفقدان التنوع البيولوجي، وتأثيرات تغير المناخ( البيئة والذكاء الاصطناعي ، 2023  ).ويرى الباحثون أيضا أنه من الممكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في دراسة تأثير الأنشطة البشرية على الأنظمة البيئة مع إعداد هياكل لعمل تسلسل زمني للتغيرات التي تطرأ على البيئات المختلفة، حيث نجحت فرق بحثية في اكتشاف حجم التدهور البيئي الذي حدث على مدار قرن من الزمان على أنظمة المياه العذبة، مما أدى إلى تدهور التنوع البيولوجي في هذه الانظمة” ( موقع DW ).

·        تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في حماية البيئة

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من التطبيقات المرتبطة بالبيئة، بما في ذلك:

  • مراقبة البيئة وحمايتها: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الأجهزة الحساسة والتصوير الفضائي وتحليل البيانات لمراقبة البيئة وتحليل التغييرات البيئية على المدى الطويل. يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل هذه البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، وتوفير توقعات أفضل للتغيرات المستقبلية في البيئة. وبالمثل ، يمكن للرؤى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي أن تساعد الناس على تقليل بصماتهم الكربونية. اذ يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل جميع مصادر الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة للشركة وتصنيفها وفقًا لحجمها وإمكانية التغيير. يمكن لهذه الشركات بعد ذلك اتخاذ قرارات أفضل بشأن الحد من انبعاثات الكربون.
  • الطاقة المتجددة: يمكن استخدام العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح. ويمكن أيضًا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس والمناخ وتحسين أداء مصادر الطاقة المتجددة؛ اذ يمكن للشبكات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل توليد الطاقة في الوقت الفعلي من مصادر الطاقة المتجددة ، ويمكنهم بعد ذلك إرسال مستويات مختلفة من الكهرباء إلى مناطق مختلفة ، مما يلبي احتياجات الطاقة المتنوعة مع تقليل نفايات الطاقة. بهذه الطريقة ، يمكن أن توفر مصادر الطاقة المتجددة الطاقة بشكل أكثر موثوقية( عاموس ).
  • توفير المياه: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المتعلقة بالمياه وتحسين استخدامها وتوزيعها بشكل فعال، مما يساعد على الحفاظ على الموارد المائية وتحقيق التنمية المستدامة.
  • التنبؤات الجوية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الجوية وتحسين التنبؤات الجوية، وبالتالي تحسين الإنذار المبكر للأحوال الجوية السيئة وتقليل الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
  • الحفاظ على الحياة البرية: يمكن لتقنيات استخدام الذكاء الاصطناعي تحديد وتصنيف الأنواع الحيوانية والنباتية بشكل دقيق، مما يساعد في حماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي من خلال  الحد من الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة للحيوانات البرية(  اخبار حياة، 2023) .
    الحياة البحرية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المتعلقة بالحياة البحرية وتحديد الطرق الفعالة لحمايتها وتحسين إدارتها.
  • التنبؤ بالكوارث الطبيعية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوفير توقعات دقيقة للكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات، مما يساعد في تحسين الإنذار المبكر ويحسّن التأهب للكوارث ، ويحدد أولويات الاستجابة والإغاثة. من خلال تنسيق قدرات المعلومات في حالات الطوارئ.

الخاتمة

اولا : الاستنتاجات    

مما سبق يمكن لنا تثبيت الاستنتاجات الاتية :-

1- عند التمعن بتعريفات الذكاء الاصطناعي يتضح لنا منها بان الاخير نمط من الانظمة الحوسبية المتقدمة والمحاكية لنمط الذكاء الانساني الذاتي التوجيه، المستخدم في تحسين الحياة البشرية وخدمة الإنسان ، ومساعدته بكافة مهامه وبشتى المجالات عبر تحليل المعلومات، واتخاذ القرارات، والتعلم من التجارب بشكل فاعل.

2- من اهم خصائص الذكاء الاصطناعي هي السرعة والدقة والكفاءة والافادة من الخبرات والمعارف الانسانية المتراكمة في انجاز ما يطلب منه في المجالات كافة  .

3-يمكن اعتبار التنمية المستدامة نهج حياة وأسلوب معيشة وفلسفة تقوم على التفكير بطريقة شمولية تكاملية من خلال استخدام أسلوب النظم الكلية والفرعية وما يربطها من علاقات وتفاعلات وما يترتب عليها من نتائج وعمليات تغذية راجعة في التعامل مع مشكلات المجتمعات الإنسانية، وهي فضلا عن ذلك تبدو عملية أكثر عقلانية وأكثر إنسانية في الحاضر والمستقبل.

4- إن تطبيق فلسفة التنمية المستدامة يشمل ثلاثة اتجاهات رئيسة هي: المحافظة على البيئة، تحقيق نمو اقتصادي معقول، تحقيق العدالة الاجتماعية. والسير في هذه الاتجاهات بشكل متواز ومتوازن وعقلاني سيقودنا إلى تحسين مستويات معيشتنا وضمان حياة جيدة لنا وللأجيال القادمة.

5-مايقدمه الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة  في بعدها الاجتماعي، يظهر عبر استخدام الخوارزميات للكشف عن أنماط أداء الطلاب وقدراتهم ومساعدة المعلمين على تحسين استراتيجياتهم، واقتراح أساليب التدريس والتنويع بينها وفقًا لاحتياجات الطلاب الفردية، فضلا عن دعم الفئات المهمشة في المجتمع توفير بيئة آمنة لضحايا العنف الأسري وتمكين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة

6-اما المساعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة عبر مجالها الاقتصادي فيتمثل بزيادة كفاءة موارد القطاع الزراعي من خلال خفض استعمال المياه والأسمدة والمبيدات التي تلحق ضرراً بالنظم الإيكولوجية ، وبزيادة القدرة على التكيف مع الحالات القصوى للمناخ.

7-من الممكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في دراسة تأثير الأنشطة البشرية على الأنظمة البيئة مع إعداد هياكل لعمل تسلسل زمني للتغيرات التي تطرأ على البيئات المختلفة.

ثانيا : التوصيات

  • نوصي المشرع العراقي بمراجعة واستحداث منظومة متكاملة من التشريعات المعنية بتبني الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة وتطوير وتشذيب استخدامها في مؤسسات الدولة كافة والقطاع الخاص.
  • ندعو صناع القرار في بلدنا الى الافادة من معطيات الذكاء الاصطناعي في الوثوب الى مسار الحكم الرشيد وتسريع وتائر التنمية المستدامة وبناء الاستراتيجيات المرتبطة بذلك المسار.
  • ندعو الحكومة العراقية الى بذل المزيد من الجهود والاهتمام المكثف بدراسة وتطوير واشاعة استخدام معطيات الذكاء الاصطناعي في مؤسسات الدولة كافة مع السعي الى ربطها المدروس والمخطط بمسار التنمية المستدامة.
  • ثمة حاجة ماسة الى استحداث مراكز علمية لدراسة وتطوير مسار التنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي واشاعة وتعميق المعرفة ووضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية للافادة منهما في بناء الدولة وتحديثها .
  • نوصي وزارتي التربية والتعليم العالي الى تخصيص اقسام ومؤسسات مستقلة واعتماد مناهج متطورة لدراسة وتخريج كوادر مؤهلة لاستخدام مفردات الذكاء الاصطناعي في مجال البناء والتنمية والتطوير .
  • ندعو وزارة التخطيط الى تبني استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة المعتمدة على معطيات الذكاء الاصطناعي والعمل على ادراجها في مفردات الموازنة العامة للدولة تمهيدا لتطبيقها بالقريب العاجل خدمة للعراق . والله ولي التوفيق .

 

المصادر

اولا: الكتب

1- إريك دريكسلر ، كريس بيترسون ، جايل برجاميت ، ترجمة وتقديم رؤوف وصفي ، استشراف المستقبل ” ثورة التكنلوجيا -آلان بونيه ، ترجمة وتحقيق علي صبري فرغلي، الذكاء الاصطناعي واقعه ومستقبله ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، بيروت ، 2016.

2- د.زين عبد الهادي ، الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة في المكتبات ، دار كتاب للنشر والتوزيع ، القاهرة 2019 .

3- د. عبد الله موسى و د. احمد حبيب بلال ، الذكاء الاصطناعي ثورة في تقنيات العصر ، المجموعة العربية للتدريب و النشر ، ط1  ، 2019.

4- محمد فهمي طلبة ، الحاسب والذكاء الاصطناعي ، مطابع المكتب المصري الحديث ، الاسكندرية ، 1997.

5- مدحت محمد أبو النصر ، ادارة وتنمية الموارد البشريّة “الاتجاهات المعاصرة”، مجموعة النيل العربيّة، 2007 .

6- د. واثق علي الموسوي ، الذكاء الاصطناعي بين الفلسفة والمفهوم ، ج1، ط1، دار الايام ، عمان ، 2019

النانوية ” ، ط1 ، المركز القومي للترجمة ، القاهرة ، 2016 .

 

ثانيا : البحوث والدراسات

1-  أحمد عبد الغنى محمد ، أستراتيجية التنميه المستدامه 2030 ،  الحوار المتمدن ، العدد: 6630 ، 2020 / 7 / 28

2- بن عودة حسكر مراد ، اشكالية تطبيق احكام المسؤولية الجنائية عن جرائم الذكاء الاصطناعي ، مجلة الحقوق والعلوم الانسانية ، المجلد 15،العدد1 ، جامعة تلمسان ، الجزائر، 2022.

3- د خالد الثبيتي واخرون  ، الذكاء الاصطناعي التوليدي وانعكاسه على التعليم والتدريب ،  تقرير رقم ، 109 الصادر عن ملتقى اسبار  يوليو 2023.

4- ريدا ديب  وسليمان مهنا ، التخطيط من اجل التنمية المستدامة ، مجلة جامعة دمشق للعلوم  الهندسية ، المجلد 25 ، العدد الاول، السنة 2009.

5-  سباع احمد و يوسفي محمد و ملوكي عمر ، تطبيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي ( الامارات العربية المتحدة انموذجًا) ، مجلة الميادين الاقتصادية ، المجلد 1 ، العدد 1 ، 2018.

6- د. سيلين هيرويجر،  حان الوقت لتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة كوكب الأرض، في مجلة ITU MAGAZINE ،  1/ 2018

7- شمون علجية ، تحقيق ابعاد التنمية المستدامة كضمانة لنفاذ القواعد الدستورية ، مجلة السياسة العالمية ، عدد خاص باشغال الملتقى الوطني ، 2019 .

8- عايض علي القحطاني ، دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة في اطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، المجلة العربية للمعلومات وامن المعلومات ، المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب ، مصر المجلد 3 ، العدد 3 ، 2022.

9- عبد الله بن جمعان الغامدي ، التنمية المستدامة بين الحق في استغلال الموارد الطبيعية والمسئولية عن حماية البيئة ، مجلة جامعة الملك عبد العزيز ، المجلد 23 ، العدد 1 ، السنة 2009.

10- غسان حسن حمود ، مفاهيم التخطيط الحضري  المستدام واثرها على lلبيئة السكنية ،

Wasit Jourrnal of Engineering Sciences, VOL6,NO1,2018

11- ماجدة ابو زنط وعثمان غنيم ، التنمية المستدامة : دراسة نظرية في المفهوم والمحتوى ، مجلة المنارة  ، المجلد 12 ، العدد 1 ، 2006.

12- د. محمد محمود العجلوني ، أثر الحكم الرشيد على التنمية الإقتصادية المُستدامة في الدول العربية ، بحث المؤتمر العالمي التاسع للإقتصاد والتمويل الإسلامي (ICIEF) حول النمو والعدالة والإستقرار من منظور إسلامي ، المنعقد في إسطنبول – تركيا ، بتاريخ  9/2013

13- محمد مناد ، الذكاء الاصطناعي بين الحاجة الانسانية و الحتمية الأخلاقية ، مجلة التدوين ، الجزائر ، المجلد 51 / العدد: 1 ، السنة  2023 .

14- مريم شوقي عبد الرحمن تره ،  تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتسريع في عملية رقمنة التعليم ،  وقائع المؤتمر الدولي الأول – التعليم الرقمي في ظل جائحة كورونا-، ملحق مجلة الجامعة العراقية ، العدد 15 .

15- د. مصطفى محمد معوض الأمن الاجتماعي للمعاقين وتحقيق أبعاد التنمية المستدامة : دراسة من منظور طريقة تنظيم المجتمع ، مجلة كلية الخدمة الاجتماعية للدراسات والبحوث الاجتماعية – جامعة الفيوم ، العدد 19 .

16- د. معاذ سليمان الملا ، توظيف تكنلوجيا الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفساد بين الممكن والمأمول ، مجلة كلية القانون الكويتية العالمية ، السنة 8 ، العدد 8 ، ملحق خاص ، 2020.

17- د. هناء رزق محمد  ،  انظمة الذكاء الاصطناعي  ومستقبل التعليم  ،  مجلة دراسات في التعليم العالي ، العدد 52 ، السنة  2021

 

ثالثا : الرسائل والاطاريح الجامعية

  • هشام بن عيسى بن عبدالله الدلالي ، حق التنمية المستدامة في قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان ، رسالة ماجستير كلية الحقوق ، جامعة الشرق الأوسط ، كانون الثاني/ 2017.

 

رابعا : مصادر الشبكة الدولية للمعلومات

1- البيئة والذكاء الاصطناعي 26 أكتوبر 2023 ، صحيفة الخليج الالكترونية ، تاريخ الدخول 12//2024  12 ظهرا على الرابط : https://www.alkhaleej.ae

2- اهمية ابعاد التنمية المستدامة ، مقال منشور على الموقع ،  https://nudrh.com/%

3- زاك عاموس ، توترات مكافحة تغير المناخ بالذكاء الاصطناعي ، مقال منشور على موقع يونت الالكتروني بتاريخ  9 كانون الاول 2022 على الرابط : https://www.unite.ai/ar/

4- سامي بلال ، اهمية التنمية المستدامة واهدافها ، مقال منشور على موقع  https://www.hellooha.com/articles

5- ما هي القطاعات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي ، مقال منشور على موقع اخبار حياة  بتاريخ   2023-07-24 ، على الرابط : https://akhbarhayat.com/

6- هل يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في حماية الأنواع المهددة بالانقراض؟  ، موقع DW اk لثلاثاء 7 نوفمبر 2023 / 14:32  على الرابط : https://www.dw.com/ar  

8- د. اسحاق احمد الكندري ، مفهوم التنمية المستدامة : اهميتها واهدافها وانماطها ، 2022 ، مقال منشور على صحيفة الكويتية.

 

المصادر الاجنبية

 

1- Anastassia Lauterbach, Introduction to Artificial Intelligence and Machine Learning, (ch-2) The Law of Artificial Intelligence and smart Impact , Theodore Claypool, American Bar Association, USA,2019.

2- Margaret A. Boden. Artificial Intelligence-A Very Short Introduction. Oxford University, Press, UK,2018.

3-   Artificial Intelligence AI , Nicole Laskowski&Linda Tucci,2023, Article on the platform Techtarget, Available at the following link:  https://www.techtarget.com/searchenterpriseai/definition/AI-Artificial-Intelligence

4-John McCarthy, what is Artificial Intelligence? computer science Department, Stanford University, November12,2007, http://www.formal.stanford.edu/jmc/

5- Robert,E.(n.d).The Intellectual Excitememt of Computer Scince.Retrieved from http://Cs.stanford.edu/people/eroberrts/courses/soco/projects/neural-networks/History/history1.html

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *