نوفمبر 22, 2024 12:39 م
4

د.أميرة إسماعيل ألعبيدي

أستاذ مساعد/ قسم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية /مركز الدراسات الإقليمية

 جامعة الموصل / جمهورية العراق

amira.alubidi@yahoo.com

009647701724640

الملخص :

هذه الورقة البحثية  تبحث عن آثار الحروب على واقع المرأة ، والتي تركت أثرها الكبير على حياة جميع أفراد المجتمع ، وخاصة على واقع المرأة في المجالات كافة ، اذ أن هنالك تأثير واضح على النساء في حالات الحروب اذ تعاني النساء رغم عدم مشاركتهن بالحروب من الموت والإصابة والاغتصاب والخطف والاعتداءات الجنسية والتفكك الأسري والنزوح وفقدان الملكية. ويعانون من الخوف والاضطرابات النفسية والإحساس بفقدان الأمل ويعيشون كنازحين في أوضاع تغيب عنها الحاجات والخدمات الأساسية والشريحة الأكثر تأثراً من السكان بهذه الأوضاع هم النساء والأطفال ،إذا تتحمل النساء عموماً مسؤولية رعاية الأطفال والمسنين علاوة عن المعاناة بسبب الحرب فيشهدن موت أطفالهن وأزواجهن وأقاربهن، وتعاني المرأة أكثر من الرجل من آثار تلك النزاعات.  وتزداد المشكلة تفاقماً نتيجة عدم إيلاء قضايا المرأة ما تستحق من أهتمام في مرحلة ما بعد النزاع، اذ يتركز الأهتمام على قضايا يعتبرها القادة السياسيون أكثر إلحاحاً، كإعادة الإعمار وتقاسم المزايا وإعادة توزيع السلطة.

وتبرز اشكالية البحث من خلال دراسة وتتبع أهم آلاثار المترتبة للحروب على واقع المرأة في المجالات كافة ، اذ تعيش النساء مع عواقب الحروب ويتفاعلن معها ، وتبنت الدراسة المنهج الوصفي في عرض الاحداث والوقائع التي تركتها الحروب ، فضلا عن اتباع المنهج الاشكالي في دراسة الوقائع والذي يهتم بوصف الأحداث وتحليلها وتوصلت الدراسة الى فرضية مفادها انه يجب اتخاذ الاجراءات كافة لحماية المرأة . وتعد هذه الدراسة محاولة علمية وأكاديمية لرصد وتتبع وتحليل اهم آثار الحروب على واقع المرأة ، والتي تهدف الى فهم الاثار على واقع المرأة من خلال ابراز الاثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والنفسية الناتجة عن الحروب . لذا تم تقسيم الدراسة الى مقدمة وأربعة مباحث ، تناول الأول منها الى لمحة تاريخية عن الحروب واثرها على  واقع المرأة، وتطرق الثاني الى اثار الحروب النفسية والاجتماعية على المرأة ، في حين استعرض المبحث الثالث الاثار الاقتصادية والبيئية على المرأة ، وتناول المبحث الرابع والاخير الجهود المبذولة لمواجهة تاثير الحروب على المرأة.وانتهت الدراسة بخاتمة واستنتاجات لخصت موضوع الدراسة.

الكلمات المفتاحية : الحرب ، المرأة ، الاثار ، الاقتصاد ، الاجتماع ، البيئة .

 

The Effects of Wars on the Reality of Women

Amira Ismail Al-Obaidi

Assist. Prof. Dr. / Department of Economic and Social Studies / Regional Studies Center / University of Mosul

 

Abstract:                                               

    The research paper looks at the effects of wars on the reality of women, which left a great impact on the lives of all members of society, especially on the reality of women in all fields, as there is a clear influence on women in war situations, as women suffer, despite their non-participation in wars, from death, injury, rape Kidnapping, sexual assault, family disintegration, displacement and loss of property. They suffer from fear, psychological disorders, and a sense of loss of hope. They live as displaced persons in situations where basic needs and services are absent. Women and children are the most affected members of society by these conditions. Women generally bear the responsibility of caring for children and the elderly, in addition to suffering because of the war. They witness the death of their children, husbands, and relatives; women suffer more the men because of the effects of those conflicts. The problem is exacerbated by the lack of attention given to women’s issues in the post-conflict phase, as attention is focused on issues that political leaders consider more urgent, such as reconstruction, privilege-sharing, and the redistribution of power.

The problem of the research is highlighted by studying and tracking the most significant effects of wars on the reality of women in all fields, as women live with the consequences of wars and interact with them. The study adopted the descriptive approach in presenting the events and facts left by the wars, as well as following the problematic approach in studying the facts, which is concerned with describing and analyzing the events. The study concluded that the hypothesis was that all measures must be taken to protect women. This study is a scientific and academic attempt to monitor, trace and analyze the most important impacts of wars on women’s reality, which aims to understand the effects on women’s reality by highlighting the economic, social, environmental, and psychological effects resulting from wars. Therefore, the study was divided into an introduction and three sections, the first of which involved a historical overview of wars and their impact on the reality of women. The second one included the economic, social, environmental, and psychological effects on women’s reality, while the third section reviewed the legal provisions that would protect women from the effects of wars, especially the crimes of killing women, raping them, and tampering with their sanctities. The study ended with conclusions that summarized the subject of the study.

Keywords: war, women, effects, economy, society, environment.

المقدمة:

الحروب ظاهرة أجتماعية قديمة قدم البشرية وأن تاريخ العالم مليء بالحروب والنزاعات المسلحة ، ولقد كانت للحروب والنزاعات اثارا كبيرة على مدى فترات التاريخ على العالم وبالاخص النساء والاطفال ، اذ يتاثرن بالدرجة الاولى بتلك الحروب التي تعد وبالا ونكبة عليهن ، اذ لها نتائج وعواقب عدة ،والتي تلقي باثارها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والبيئية بصورة مباشرة وغير مباشرة والتي تظهر نتائجها بعد انتهاء النزاعات الحربية . والتي تلقي بظلالها على المجتمع بالدرجة الاولى وتتطلب لمعالجة تلك الاثار فترات زمنية طويلة .اذ شهد المجتمع عبر تاريخه العديد من النزاعات المسلحة لأسباب عدة ،  والتي رافقتها القوة والقسوة ولم يكن الطفل والمرأة ببعيد عنها ،  اذ كان للحروب عواقب تركت اثارها على واقع المرأة بالدرجة الاولى والتي تعد صمام الامان والمؤسسة الفعالة التي تهتم وترعى الفرد والمجتمع من حيث التنشئة والتوجيه والرعاية لذلك فأن الأهتمام بالأسرة يعني الأهتمام بالمجتمع ،  اذ تعيش النساء مع عواقب الحروب ويتفاعلن معها ، اذ أن اوضاع النساء تختلف أقتصاديا وأجتماعيا عن اوضاع الرجال  ، اذ تعاني المرأة بالاخص من اثار الحروب رغم عدم مشاركتهن في تلك النزاعات التي نشبت والتي تحملت نتائجها المرأة من الاصابة والفزع والموت والانهيار النفسي والصحي وفقدان الامل وغيرها من الامور الاخرى ، وتقع على عاتقها مسؤوليات عدة فهي باختصار اساس الاسرة ورفعة المجتمع فهي التي تربي وتتحمل الظروف القاسية ، اذ يتعرضن العديد من النساء لاعمال الخطف والعنف والاعتداءات الجنسية والتفكك الاسري ويتعرض العديد منهن لفقدان الامل بالعيش في ظل الظروف القاسية والنزوح الى اماكن يتعذر فيها متطلبات المعيشة والظروف الصحية والخدمات الاساسية .
أهمية الدراسة : يعد موضوع اثار الحروب على واقع المرأة ، من المواضيع المهمة والحيوية التي كان لها انعكاس وتاثير على المجتمع والذي اعطى المكانة الهامة للمرأة بصورة عامة  .

مشكلة البحث : تكمن مشكلة البحث بالتركيز على أهم الاثار التي تركتها الحروب على واقع المرأة لما لها من أهمية خاصة عليها بأعتبارها الركن الاساسي وعمود الأسرة في المجتمع اذ تركت الحروب اثار عدة عليها وخاصة في النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية والبيئية ،والتي بدورنا في هذه الدراسة الوقوف عليها وايجاد السبل لمعالجتها والتخفيف من كاهلها على المرأة .

الهدف من الدراسة : تهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على آثار الحروب على واقع المرأة ، والذي كان له دور مهم وبارز في المجتمع لما تركه من اثار عدة على واقع المرأة أذ حظيت المرأة بمكانة مهمة ولعبت دورا أساسيا في الحياة العامة .

هيكلية الدراسة : قسم البحث الى مقدمة وأربعة محاور ، تناول الأول منها لمحة تاريخية عن الحروب واثارها على المرأة ، بينما تطرق المبحث الثاني منها الى اثار الحروب النفسية والاجتماعية على المرأة، وتناول الثالث منها الاثار الاقتصادية والبيئية  على المرأة، في حين تطرق المبحث الرابع والاخير الى الجهود المبذولة لمواجهة تاثير الحروب على المرأة ، وأنتهت الدراسة بخاتمة وتوصيات لخصت موضوع الدراسة ثم قائمة الهوامش والمصادر.

اولا : لمحة تاريخية عن اثار الحروب على واقع المرأة :

تعد الحروب والنزاعات بين الافراد من سلوكيات الطبيعة البشرية منذ اقدم العصور ، ومتغرسة في النفس البشرية ، وذلك بفعل دوافع عدة منها التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من العوامل التي لعبت دورا مهما باثارة النزاعات والحروب بينهم ، والتي عزز انتشارها في الوقت الحاضر وسائل الاعلام المرئية وتدوالها بكثرة ومع انتشار الحروب العالمية شهد العالم حروبا ضارية متتالية والتي  تركت اثارها على الافراد من ناحية التهجير والتهديم والقتل والعنف باشكاله المتنوعة ، ولأن العالم بأسره تأثر بنتائج تلك الحروب ، بدأ بمحاولة السعي والعمل بعدما ماعرف بالمجتمع الدولي ، الى تنظيم الاعمال الحربية لجعلها اقل عنفا وضررا على الأقل بالنسبة للابرياء وخاصة النساء والاطفال وكبار السن ، فكان أن وضع القانون الدولي للعمل على حماية الاشخاص الأبرياء والذين لايشاركون في الاعمال الحربية ، اذ تم بموجبه اصدار القوانين والأجراءات اللازمة التي تحد من العنف وتحمي النساء وتعزز مكانتهن والعمل على حماية الحقوق والتخفيف من العبء الملقى على كاهلن نتيجة تلك الحروب ، وحماية الممتلكات والاموال والمنشات ، ولقد كان للمرأة والطفل حصتهما في هذه الاتفاقيات ، اذ نصت اتفاقية جنيف لعام 1949 على حماية النساء من الاعتداء والعنف الجنسي  (مهنا ، 2010).

وتترك النزاعات المسلحة اثار سلبية على واقع المجتمعات البشرية وهذا لايختلف عليه اثنان حيث أدت الى أحداث تاثيرات كبيرة على المجتمعات ولاسيما الأسرة حيث القتل والتشريد والتهجير والتفكك والأنحراف وهذه كلها من أنعكاسات وتاثيرات النزاعات المسلحة ولاتزال اثارها متابينة ، اذ تعد النزاعات المسلحة من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر، حيث تهدد كيان المجتمع وخاصة النزاعات الداخلية حيث يكون تأثيرها مباشر على الأسرة ، وعليه فأن الحروب تعد ظاهرة أجتماعية قديمة قدم البشرية وأن تاريخ العالم مليء بالحروب والنزاعات المسلحة وعندما نتكلم عن التاريخ فهو مليء بانماط الأزمات والنزاعات عبر مداه الطويل ومما يترتب عليها من المشكلات الاجتماعية والنفسية والصحية والاقتصادية والتربوية ذات تأثير فعال على الاسرة . (فدعم ، 2020) .

وتتعرض النساء لشتى اشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ، ويعد استهداف النساء ورقة رابحة ضمن تكتيكات الحروب ، وذلك لأهمية أدوارهن داخل المنظومة الأسرية ، ولكن لايعني أن ينظر الى المرأة على أنها ضحية حرب فقط ، فالتاريخ يشهد على أنهن كن ولايزلن يؤدين دورا مهما وبارزا خاصة بعد انتهاء الحروب ، اذتقع المسؤولية علهين للنهوض بالواقع المؤلم والتعافي والانتقال بعد الصراع للاعمار والتي مازالت تشغل بال المجتمع الدولي الباحثون السوريون . متاح على

       ( : https://www.syr-res.com/article/22475.htmlhgfhpe,k ).

              ولقد برز دور النساء المهم والكبير في تلك الحروب ، فهن الاسناد والمعيل للأسرة في ظل غياب رب الاسرة وهن الدفاع والاحتياط والأسناد وتتحمل النساء عموما مسؤولية رعاية الاطفال والمسنين علاوة على المعاناة بسبب تلك الحروب ، فحينما تقل الامدادات الغذائية تعاني النساء اشد المعاناة وتتحمل المسؤولية بتوفير الامن والغذاء لافراد اسرتها اضافة الى اضطرار النساء للعمل اثناء الحرب لسد الثغرات التي تركها الرجال ، إضافة إلى المشاركة في بعض الحالات في القتال . متاح على          (https://www.aljazeera.net/knowledgegate/2004/10/3 ).

              ولقد اضحى الابرياء واجهة وغطاء يحتمى بهم اثناء نشوب الحروب واهدافا وضحايا للاعمال الحربية ، ولقد اثيرت المشكلات الاساسية التي تواجهها النساء في الحروب باهتمام متزايد ، اذ نوقشت في مؤتمرات عدة واخص الذكر المؤتمر الدولي الرابع للمرأة والذي تم عقده في بكين عام 1995 ، وايضا في اللجان والجمعيات منها الجمعية العامة للامم المتحدة ولجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان والعديد من المؤتمرات التي ترعى بهذا الشان الحفاظ على مكانة المراة وحمايتها من اثار الحروب وكذلك تم التركيز على اقامة الورش والندوات التثقفية التي تهتم بالموضوع والتي تؤكد من خلاله على توفير كل الحماية للمرأة والاطفال والمسنين  ، واستحداث قوانين لحماية النساء من العنف الممارس عليها . متاح على

(https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=549558 ).

              وتتفاوت تاثيرات الحرب على النساء حسب الدول والثقافات والتقاليد ، اذ قد تتعرض النساء في بعض الاماكن للخطف والاستعباد الجنسي في حين  يتم تشريدهمن وتهجيرين في اماكن اخرى ، وتتعرض الكثير منهن للعنف الاجتماعي والجسدي باعتبارهن فئة ضعيفة في المجتمع ، اذ تتفاقم خطورة حوادث العنف المنزلي الموجه ضد النساء بسبب ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية مايؤدي الى خلق بيئة اجتماعية واسرية مضطربة تؤثر سلبا على الواقع الاجتماعي وينجم عنها تفكك العديد من الاسر ، ولعبت المراة دورا هاما في الحروب على مدى التاريخ حيث شاركت في الحروب وتولى الكثير منهن مهام قيادية اضافة الى تنظيم المعسكرات والمستشفيات العسكرية وتجهيز الاغذية والاسهام في العمل العام والانشطة الاغاثية وغيرها من الامور الاخرى .  (كوهن، 2017، 2017).

ثانيا : آثار الحروب النفسية والاجتماعية على المرأة :

                   لقد كان للحروب اثار نفسية واجتماعية على واقع المرأة ، والتي برزت نتائجها بعد انتهاء الحرب ، والتي تتمخض عنها الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تعيشها النساء والتي اثرت على حالتها النفسية اذ اثر تدهور الاحوال الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية والبيئية عليهن بصورة خاصة كونهن اقل الفئات مقاومة لتلك الاوضاع المتردية ، اذ تترك الصدمات النفسية الناجمة عن تعرضهن للعنف وللاعمال الوحشية وغير الاخلاقية اثارها السيئة في نفوسهن طلية حياتهن ،    وتتحمل المزيد من المسؤولية بسبب تردي الاوضاع الخدمية وتوفير الماؤى والماكل خاصة بعد اضطرارهن للنزوح في اماكن غير مؤهلة للسكن وتترك الصدمات النفسية والحاجة للمسكن اثرها البليغ والواضح عليهن ، ويمكن ان تؤدي الضغوطات النفسية الناتجة عن الحروب الى تفكك الاسرة وزيادة المشاكل الاسرية والعنف الاسري الى جانب اهمال تربية الابناء والاعتناء بصحتهم ، اذ تعد المراة المكون الاساسي للمجتمع ، وتتفاقم الضغوطات المفروضة عليهن مع سوء الحالة المادية والفقر ، مما يجبرها على الكتمان ومواصلة الكفاح دون ان يدري احد بالالم الذي تعانيه المرأة ، ويصاب العديد منهن بالكابة والقلق والياس من المستقبل ، وفقدان الامان والاستقرار خاصة في حالات النزوح لتبدا رحلة نفسية معقدة بالتوازي مع تردي الظروف المعيشية في المخيمات  ، وتحاول اللجنة الدولية للصليب الاحمر حماية ارواح النساء بشتى الطرق الممكنة وصون كرامتهن في اثناء النزاعات المسلحة . متاح على الرابط :

https://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/misc/5nwhlh.htm))

   وتؤدي النزاعات المسلحة إلى تأثير بالغ على حياة النساء. مثل تغير الدور الاقتصادي والاجتماعي، وتفكك الأسر، والعمل في التسول والدعارة، والقيام بأعمال شاقة يؤديها عادة الرجال مثل الزراعة وتربية الماشية ورعايتها، والهجرة إلى المدن لأجل العمل فيها. كما تقل فرص الزواج وتزداد العنوسة، وتقل فرص المرأة في اكتساب مركز اقتصادي واجتماعي، لأن الزواج هو السبيل الوحيد أو الأكثر أهمية لتحقيق ذلك. متاح على

(https://www.aljazeera.net/knowledgegate/2004/10/3)

      كما ان للحروب اثارا غير مباشرة في الصحة البدنية فالحرب تسبب اضرارا واسعة النطاق للبنية التحتية الاساسية ، مما يؤدي الى انهيار شبكات المياه والنقل والصرف الصحي ، وتدمير المرافق الصحية العامة ، وتخفيضات كبرى لاعداد العاملين في مجال الصحة ، وتسهم البنية التحتية المتضررة في انتشار امراض معدية ، يمكن أن تكون عواقب الحرب هائلة وكارثية وقد تتراوح بين الموت والعنف كما أنّها قد تؤدي إلى إصابات خطيرة تغيّر حياة الناس واضطراب ما بعد الصدمة وتحطيم البنية التحتية والأنظمة الصحية بالإضافة إلى اقتلاع الناس من ديارهم وإجبارهم على الفرار والتخلي عن كل ما يمتلكونه ، والمرأة تتأثر بشكل مباشر من تلك الاوضاع المزرية وتؤثر على نفسيتها بالدرجة الاولى اذ تعاني من مشاكل نفسية خطيرة كاضطراب ما بعد الصدمة مرتبطة بتجارب صادمة عاشتها على غرار أصوات القنابل المروّعة والتعرّض للتعذيب من قبل مجموعات مسلّحة متاح على

      ( https://www.msf.org/ar)

        وعليه يمكن القول ، بان اهم التاثيرات المباشرة وغير المباشرة للحروب على النساء تردي الخدمات الاساسية وقلة المستلزمات الضرورية وتكون الاوضاع الصحية لمناطق النزاع غالبا اوضاعا صعبة وتتعرض النساء لامراض عدة والتي تحتاج الى رعاية صحية ونفسية خاصة ، وتتعرض النساء للعنف الجنسي وتتعرض للاصابة بالامراض الجنسية وغياب الرعاية الصحية خاصة اثناء الحمل والولادة ولتنظيم الاسرة ونقص الرعاية الطبية لدى حدوث مضاعفات الولادة وامراض سوء التغذية والانيميا ونقص وزن الجنين ، اضافة الى المعاناة التي تتعرضن لها نتيجة لفقد الزوج او الابن او سجنها او تعرضهن لاصابات خطيرة تجعلهن تعانين من اثارها طوال حياتهن ، وان الاثار النفسية للحروب عديدة وغيرمنظورة ، فهي تؤدي الى امراض وسلوكية جسيمة ، كالخوف الدائم والصدمات العنفيفة والاحباط والقلق الدائم والاضطرابات المختلفة . اضافة الى تعرض المرأة في بعض الاحيان الى  استجوابها كوسيلة ضغط لانتزاع لانتزاع الاعترافات وتعرضها للسجن والتعذيب وكذلك استخدام ةالاسلحة الفتاكة ولد حالات من التشوهات لدى النساء وغيره اضافة الى تفاقم الامراض النفسية وعلى راسها الهستيريا  ، وتزداد مسؤولية المرأة لتشمل العمل وتامين العيش نتيجة غياب الرجال واثرت تلك الامور على نفسيتهم للقيام باعمال شاقة متاح على الرابط :

  https://www.ohchr.org/ar/women/womens-human-rights-and-gender-related

       ومن الآثار لاجتماعية للحروب على المرأة هو أختفاء الكثير من الأنشطة الأنسانية والثقافية والحضارية من جراء الحروب ، فيتأثر كل شي ويبدأ في التلون بلون الحرب وتكون النساء أكثر عرضة للتهميش والفقر والمعاناة الناجمة عن الحرب ، وعليه يمكن التوصل، الى أن الحروب اثرت من الناحية الاجتماعية على واقع المراة اذ تعرضن للفقر والتهميش ، وقيامها بادوار مضاعفة في الاسرة ، بحكم غياب او فقدان الرجل والتي تتمثل بتامين احتياجات الاسرة وحل جميع المشاكل الاسرية المتعلقة بتربية الابناء وتامين المستلزمات المادية والمعنوية ، وارتفاع معدلات العنوسة في المجتمع بسبب النقص الحاصل في اعداد الرجال نتيجة الحروب ، الامر الذي القى بظلاله على امكانية تاسيس اسر جديدة ، وكذلك ارتفاع معدلات الطلاق بسبب الازمات النفسية بين الزوجين نتيجة اثار الحروب مما يؤدي الى تفكك الاسرة اضافة الى النزوح وتداعياته على المراة من الناحية الاجنماعية ،   وهناك مسالة مهمة من الناحية الأجتماعية هي عزوف العديد من النساء عن التعليم نتيجة العنف المتفشي والخوف على العرض بالاضافة الى اولوية تعليم الذكور من العائلة في التعليم خصوصا في المخيمات ، وكذلك مسالة العنف الجنسي والاستغلال الجنسي في معتقلات السلطة وعلى الحواجز الأمنية واستغلال النساء في العمل والحصول على المعونة وتشغيل النساء في الدعارة مع احتجاز حريتهن والذي يصنف تحت بند الأتجار بالبشر وأنتشار عمليات السبي من قبل التنظميات المتشددة ، وايضا تغيرت الكثير من الأدوار الأجتماعية للنساء بعد الحرب ،اذ اصبحت مسؤولة عن الأسرة وتحملت اعباء عدة  متاح على الرابط :

https://www.suwar-magazine.org articles) )

         وبصورة عامة يمكن القول ، بأن الاثار الاجتماعية للحرب على واقع المرأة هو أنتشار الفقر والبطالة والدعارة وخطف النساء والاتجار بهم وأرتفاع نسب البطالة وفقدان الثقة بالمجتمع واختراق واستهداف منظومة القيم والاخلاق بالمجتمع ، ويمثل تنامي العنف ضد النساء ، سواء كان مباشر أم غير مباشر ، أشد اثار النزاعات خطرا على المرأة والمجتمع ، اذ تعرضن للعنف المباشر مثل الاغتصاب والتهجير والقتل والاعتقال ، وبفعل الاعباء والمسؤوليات الاضافية الملقاة على عاتقهن كزوجات وامهات ، وكذلك ماتؤدي الحروب والنزاعات المسلحة او الاحتلال العسكري الى تدهور وأنهيار مرافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية ، وفي ظل عدم المساواة التي تعاني منها المراة ستتاثر النساء من ذلك كله اكثر من الرجل وتعود سطوة النظام الابوي والقيم والعادات المجتمعية دورا مهما على واقع المرأة بالاضافة للعنف الذي يمارس ضدهن ( الأمم المتحدة ، 2009 . ص 12)

وبناءا على ماذكر ، فان الاثار الاجتماعية والنفسية الناتجة عن النزاعات المسلحة يمكن تلخصيها على النحو الاتي :

  • تكون المراة عرضة للاوضاع النفسية والاجتماعية المتردية والتي اثرت عليهن بشكل خاص ومعاناتها من الاوضاع الصحية والاجتماعيىة غير الجيدة .
  • قيام المرأة لاعالة اسرتها واطفالها وحل جميع مشاكل الاسرة وتتولى مسؤولية الاسرة وتامين لقمة العيش والقيام باعما عدة في ظل غياب الرجل او فقدانه .
  • ارتفاع نسبة العنوسة لدى النساء ، مع قلة نسبة الذكور الى حد كبير الامر الذي يهدد البنية الاجتماعية للمجتمعات .
  • تغيير الادوار الاجتماعية والاقتصادية للنساء في المجتمع نتيجة فقدان الزوج وقد تجبر في بعض الاحيان على الزواج بشقيق الزوج للاحتفاظ بالابناء وهو فعلا مايحدث لدى العديد من القبائل العربية .
  • التفكك الاسري والنزوح واختفاء الاطفال وزيادة نسبة الطلاق وانتشار الزواج المبكر .
  • انتشار العنف باشكاله كافة مما يعرض النساء للاصابة بالامراض الجنسية وغياب الرعاية الصحية خاصة اثناء الحمل والولادة ولتنظيم الاسرة ونقص الرعاية الطبية لدى حدوث مضاعفات الولادة وامراض سوء التغذية والانيما ونقص وزن الجنين .
  • تعرض النساء للكابة والخوف والقلق من تعرضها للعنف الجنسي والتحرش والخوف من المستقبل والضياع في حالات خاصة وتتعرض لازمات عدة متاح على الرابط

(  https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=549558)

ثالثا : الاثار الاقتصادية والبيئية  على المرأة:

لقد كان للاثار الاقتصادية الدور المهم والبارز على واقع المرأة اذ  يصعب حصر مجمل الآثارالاقتصادية للحروب ، الا انه من الواضح من خلال متابعة الوقائع والاحداث التي تركت بصماتها واثارها على واقع المراة ، نلاحظ بان للحروب اثارها الخطيرة من الناحية الاقتصادية على المرأة بشكل خاص  ، اذ مع انهيار وتدمير المؤسسات والبنية الاقتصادية اللازمة لعمليات التطوير نتيجةتعرضها للتدمير والانهيار الاقتصادي وقلة الموارد المخصصة للاعمار وانهيار المؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية …. وهو بدوره مايؤثر على واقع المرأة  (الراوي واخرون ، 2019 ) .   كما يصعب حصر مجمل الآثارالاقتصادية للحروب على المرأة ، اذ كان للتشريد الداخلي أبعاده المختلفة على النساء  . والنساء يتأثرن تأثراً من جراء فقدان الامدادات الغذائية وتتحمل المزيد من المسؤوليات الملقى على عاتقها بتوفير الغذاء والخدمات لافراد اسرتها وتعيش في اوضاع ماساؤية تغيب عنها ابسط مستلزمات الحياة والخدمات الاساسية وفي بعض الاحيان تضطر المراة للعمل لسد النقص في المواد الاساسية وتوفير الخدمات وبذلك يضاف عبء على كاهل المراة وتكون المعيل للاسرة وممارسة اعمال بدنية شاقة متدنية الاجور بسبب الوضع المتدني ولحاجتها لتوفير الغذاء للاسرة وفي بعض الاحيان ونتيجة الانهيار الاقتصادي الحاصل فقدت وظائفهن وبدات النساء بانشاء مشاريع جديدة والالتحاق ببعض المهن كعاملات في المطاعم وممارسة التجارة في الاسواق وهي مهن للرجال سابقا واصبحت المراة المعيل للاسرة وهناك البعض منهن بعد فقدان ازواجهم استلمت الشركات والاعمال التي كانت تابعة لازواجهن متاح على الرابط : https://elaph.com/Web/Opinion/2018/1/1186806.html

وهو بدوره مايؤثر على تغيير الادوارالتقليدية  للمراة اذ يقع على كاهلهن مسؤولية اعالة الاسرة والقيام بواجباتها ، ومع اتدني الاوضاع الاقتصادية اصبحت هناك ازدواجية في الادوار فهي الام والاب والمعيل واثر الوضع الاقتصادي المتدني للحروب على مكانة المرأة وتاخر الزواج وازدياد العنوسة والزواج المبكر لتداعيات عدة ، منها الازمات الاقتصادية فحينما تنفذ الامدادات الغذائية او تقل تعاني النساء اشد المعاناة وعندما تتلوث مصادر المياه فانهن اقل الفئات مقاومة لمخاطر الامراض ، وتضطر المراة في بعض الاحيان للعمل في التسول واعمال اخرى في سبيل تامين حاجاتها الاساسية ، وتاثرت الارامل والحوامل والمرضعات والفتيات الصغيرات وذوات الاحتياجات الخاصة ، بشكل كبير من الاوضاع الاقتصادية المتردية وتعرضهن للتهميش والفقر والاذى اذ ادى الى تغيير الدور الاقتصادي لهن على الرابط :

  https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=549558))

رابعا : الجهود المبذولة لمواجهة تاثير الحروب على المرأة :

عاشت النساء على مر العصور الويلات من الحروب وتعرضن لابشع صور الاهانة والانتهاكات ولازالت هذه الانتهاكات ترتكب على مراى ومسمع المجتمع الدولي ، ورغم ان العديد من الجهود الدولية المبذولة لوضع حد لهذه الانتهاكات ومعاقبة مرتكبيها ، وسعى القانون الدولي الى توفير حماية دولية للنساء ، وقد كانت بوادر هذه الحماية ماجاء في المادة الاولى ميثاق الامم المتحدة من سعي لمنظمة الدولية من بين الاهداف التي قامت من اجلها تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ، وانصاف النساء والاقرار لهن بمجموعة من الحقوق والحريات الاساسية التي تحقق لهن نوع من المساواة وعدم تعرضهن للتمييز ، وبدا التركيز على حماية النساء في ظروف الحرب ووضعهن الخاص ، حيث تم وضع اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949 والبروتوكولين الملحقين بها عام 1977 ، وتحمي تلك الاتفاقيات النساء بالدرجة الاولى والتصدي للانتهاكات ، واصبحت الحماية راسخة بعد تدوين القواعد العرفية الانسانية من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر عام 2005 تحت مسمى القانون الدولي والذي تضمن (161 ) قاعدة دولية تهدف الى حماية النساء وخاصة في القاعدة (134)، والتي تتعلق بحماية النساء (عبدي ، 2021 ، ص 133 ) .

كم  يمثل حفظ السلم والامن الدولي احد مقاصد الامم المتحدة ،ا اذ لايخفى على احد التاثير الكبير الذي تحدثه النزاعات وحالات عدم الاستقرار على حياة الجميع ولاسيما النساء اذ تتعرض المراة للقتل والعنف والشعور بالعجز ازاء تلك الاوضاع الماساوية ، وعليه لابد من وضع الاسس والمبادىء التي تحفظ للنساء كرامتهن وتقليل العبء عنهن والوقوف معهن في تلك الاوضاع ، اذ كانت موضع اهتمام متزايد من قبل الجميع ، فقد طرحت في مؤتمرات عدة من ابرزها ( المؤتمر الدولي الرابع للمرأة 1995 في بكين وكذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الأنسان والعديد من المؤتمرات والندوات والورش ، اذ اشارت لجنة الامم المتحدة حول وضع المرأة في تقريرها المقدم الى الامين العام انه ” يجري احيانا على نحو منتظم تجاهل القانون الدولي الانساني الذي يحظر الاعتداءعلى المدنيين بصفتهم تلك ، كما ان حقوق الانسان غالبا ماتنتهك في حالات النزاعات المسلحة ،مما يؤثر على السكان المدنيين وخاصة النساء والاطفال وكبار السن والمعوقيين ” وتعد النساء اكثر عرضة للاذى  في الحروب اذ تتعرض للعنف والتهجير والتقصير من نواحي عدة ، واعتمد القرار (1325) الصادر من مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشان النساء للحفاظ على سلامتهن من الحروب وحفظ كرامتهن ،  اذ اعتمد القرار التاريخي المهم  (1820)  في عام 2008 ويعد اول قرار مهم يتصدى للعنف الجنسي في حالات النزاع، إضافة إلى إصداره عدة قرارات لاحقة ركزت على عدة نقاط ومن بينها، ، حماية المراة وتامين الريادة لها والتصدي للعنف باشكاله كافة وتعيين وتوظيف الكوادر المتخصصة بالشان اعلاه وانهاء العنف بالتعاون مع السلطات المختصة والحد من كل مايمس حقوق المراة وتخفيف العبء عليهن ، ولقد اعتمدت اللجنة المختصة في عام 2013 بالقضاء على التمييز ضد المرأة باشكالة كافة وذلك من خلال التوصية الخاصة به رقم (30)، وهدفها بالدرجة الاولى انهاء العنف والتمييز والقضاء عليهم وغيرها من التدابير المناسبة لحماية واحترام وإعمال حقوق الإنسان للمرأة في حالاتالحروب ، اما في التوصية الخاصة رقم (35).والتي اشارت بها الى العنف الجنسي  والحد منه واصدار القرارات التي تحمي وتصون المراة وكذلك معاقبة الاشخاص والجهات المنافية له ، ،كما طرحت ونوقشت القرارات التي تحمي النساء ،ة وفي عام 2018وقعت العديد من الاتفاقيات التي تركز على حقوق وحماية النساء من العنف الجنسي اثناء النزاعات المسلحة ومراعاة حقوق الانسان وبالاخص النساء وتوفير كل مايلزم لهن. متاح على الرابط :

( https://www.ohchr.org/ar/women/womens-human-rights-and-gender-related)

وتم تركيز الجهود الدولية في الاواني الاخيرة لتحقيق قفزة نوعية لحماية المرأة وسن القوانين والقرارات التي تراعي حقوقها اثناء النزاعات المسلحة وحمايتها بالدرجة الاولى من العنف المبرج نوحها اثناء النزاعات المسلحة والقضاء كل اشكال التمييز ضدها والتاكيد على دورهن المهم في المجتمع واعتبارها الركن الاساسي في الاسرة وبناء المجتمع ياتي من دور الاسرة ، والتاكيد على المجتمع الدولي لاحترام مكانة المراة ودورهن البارز في المجتمع  والعمل على اتخاذ التدابير كافة لحماية المرأة  )هيئة الأمم المتحدة للمرأة ،  2012 ، ص 17) وذلك من خلال سن القرارات والقوانين الدولية وتفعيل الجهود الدولية لحماية النساء وتقديم المساعدات اللازمة لهن والعمل على انشاء اماكن وممرات انسانية لتقديم الدعم والامكان المخصصة لهن اثناء النزوح ومساعدة اللاجئات والنازحات واقامة مؤتمرات للنهوض بواقع النساء ومناقشة العوائق والاثار التي تصب اثارها على المراة ومواجهة تدني الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتاكيد على مسالة العنف ضد المراة والتاكيد على مسالة التعليم والتدريب للمراة وتخفيف الاعباء النفسية التي تواجه المراة . وايجاد حوافز في المجتمع نحو تقدم المراة ومواجهة التحديات والنهوض بواقع المرأة وسن التشريعات التي تحفظ مكانة المراة . (جعفري،  2012، ص 98)

كما انه من الواضح أن دور النساء في زمن الحرب أدى إلى تقدم قضيتهن إلى حد كبير. وكان لذلك والضغوط التي تمارسها جماعات حق التصويت تأثيراً كبيراً على السياسيين ، كما كان الخوف من أن تشارك الملايين من النساء اللواتي يتم تمكينهن في فرع حقوق المرأة الأكثر تشدداً إذا تم تجاهلها. متاح على الرابط : ( https://eferrit.com)

ولابد من التنويه ، الى أن تداعيات النزاعات المسلحة ولدت المشاكل العديدة لدى النساء ابرزها تفاقم الامراض النفسية والقلق والخوف من المستقبل  والخوف من العنف الجنسي والتي تتصدر المخاوف الدولية والتي ركزت عليها في قرارتها الدولية ومحاسبة المقصرين في الاعتداءات الجنسية واصدار قوانين صارمة للحد منها ، والعمل على تخفيف الاعباء على كاهل المرأة من خلال سن قوانين تحمي المرأة وتوفير فرص عمل لها مع اعداد الكوادر التاهلية التي تخفف من وطاة ماساي الحروب عليهن  ، وان الحماية العامة والخاصة التي يحق للنساء التمتع بها يجب ان تصبح حقيقية واقعية ولابد من من بذل جهود متواصلة لتعزيز المعرفة بالالتزامات التي يفرضها القانون الدولي متاح على الرابط 🙁 https://erfan.ir/arabic)

الخاتمة :

اتضح في ختام هذه الدراسة ، بان هنالك تاثير واضح على النساء اثناء النزاعات المسلحة ،  اذ تخلف الحروب اثارا اجتماعية ونفسية واقتصادية لدى النساء ، حيث تستهدف النساء خلال النزاعات المسلحة ولكونهن نساء فيتعرضن للاعتداء الجنسي اضافة الى المعاناة التي تتعرضن لها نتيجة لفقد الزوج او الابن او سجنها او تعرضهن لاصابات خطيرة تجعلهن تعانين من اثارها طوال حياتها ، حيث تكون النساء الاكثر عرضة للتهميش والفقر والمعاناة في ظل ظروف ماساوية تغيب عنها ابسط المستلزمات الاساسية ، اذ تتحمل النساء عموما مسؤولية الاسرة ورعاية الابناء وتكون اكثر عرضة للتهميش والمعاناة الناجمة عن النزاعات المسلحة وتتعرض للعنف بشتى اشكاله والعمل الشاق لتوفير الخدمات الاساسية للاسرة وكان للاثار الاقتصادية اثرا مهما على المرأة من حيث فقدان الخدمات الاساسية وتدني الظروف الاقنصادية وحاجة المراة واضطرارها للعمل في اعمال شاقة نتيجة فقدان رب الاسرة وللاثار النفسية دورها في ترك الصدمات النفسية والخوف من المستقبل والعنف بشتى انواعه وايضا تركت الاثار الاجتماعية بصماتها على المرأة من حيث تركت الحروب اثارها على تدني الاوضاع التعليمية والتثقفية للمراة والمعاناة التي نجمت من التفكك الاسري وللبيئة وسوء الخدمات الصحية اثرا مهما على النساء مع قلة الظروف الصحية نتيجة النزاعات المسلحة وعليه لابد من تكثيف الجهود الدولية والانسانية لسن القوانين الدولية التي تخفف من اثار تلك الحروب على واقع المرأة .

التوصيات :

اوضحت الدراسة وجود العديد من الاثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والبيئية للحروب على واقع المرأة ولابد العمل من خلالها التخفيف من اثارها المتضررة على كاهل المراة من خلال العمل على مايلي :

  • بذل المزيد من الجهود الدولية من اجل حماية النساء في فترة النزاعات المسلحة ، اذ لازالت الانتهاكات الجنسية تقع ضدهن في مختلف بقاع العالم التي تشهد نزاعات مسلحة دولية اوغير دولية والعمل على نشر ثقافة السلام في المجتمع الدولي ، للحد من وطأة الاثار السلبية للحروب وخاصة على المرأة .
  • وضع البرامج التاهلية من اجل معالجة الصدمات النفسية التي تتعرض لها النساء في النزاعات المسلحة بسبب الاعتداءات الجنسية التي تقع ضدهن .
  • بذل المنظمات الدولية الحكومية والغير الحكومية دورا فعالا بالتعاون مع الدول من اجل فتح مراكز تدريب وتثقيف وتاهيل والعمل على إنشاء مراكز للإرشاد والدعم النفسي الاجتماعي والقانوني للأسرة وتجهيزها بما يلزم في كل منطقة من المناطق التي تتواجد فيها النساء بهدف تقديم الدعم النفسي والعلاج للنساء والأطفال.
  • العمل على حل المشكلات البيئية لتقليل اثارها السلبية على المرأة .
  • تقديم برامج تأهيلية وتشغيلية وإغاثية للنساء وخاصة للاتى يعلين أسرة ولزوجات الشهداء والأسرى، مع العمل على تقديم برامج تدريبية للأمهات والزوجات للتعامل مع المعاقين والجرحى.
  • توفير دور واماكن امنة للناجين من النزاعات المسلحة تتوفر فيها الشروط كافة وخاصة اثناء التهجير والنزوح مع التاكيد على الاولوية للنساء .
  • العمل على معالجة الاثار السلبية والصدمات النفسية التي ولدتها النزاعات المسلحة والعمل على تشغيل النساء وتثقيفهن والاستفادة على تطويرهن في المجالات كافة .

الهوامش والمصادر :

(1)كامل مهنا ، النزاعات المسلحة واثارها على الاسرة ، معهد الدوحة الدولي للدراسات الاسرية والتنمية ، مؤتمر تمكين الاسرة في العالم المعاصر : تحديات وافاق مستقبلية ، الدوحة 27-28 كانون الثاني ، ( الدوحة ، 2010 ) ، ص 3 .

  • محمد علي فدعم ، النزاعات المسلحة وتاثيرها على الاسرة العراقية ، مجلة دراسات ، المجلد (47)، العدد (2)، ملحق (1) ، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية ،(الاردن ، 2020ة )، ص 521 .
  • الباحثون السوريون ، تاثير الحروب وفترات النزاع في المراة وحقوقها ، متاح على الرابط :
  • https://www.syr-res.com/article/22475.htmlhgfhpe,k
  • ابراهيم غرايبة ، نساء يواجهن الحرب ، الجزيرة نت ، متاح على الرابط :
  • https://www.aljazeera.net/knowledgegate/2004/10/3
  • دعد موسى ، الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة ، متاح على الرابط :
  •        https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=549558
  • كارول كوهن ، المراة والحرب ، ترجمة ربى خدام الجامع ، دار ر الرحبة للنشر والتوزيع ، ط1 ، (دمشق ، 2017 ).، ص 19.
  • شارلوت ليندسي ، نساء يواجهن الحرب – دراسة من اعداد اللجنة الدولية للصليب الاحمر حول اثر النزاعات المسلحة على النساء ، اللجنة الدولية للصليب الاحمر ، متاح على الرابط :

https://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/misc/5nwhlh.htm

  • ابراهيم غرايبة ، نساء يواجهن الحرب ، الجزيرة نت ، متاح على الرابط : https://www.aljazeera.net/knowledgegate/2004/10/3
  • اطباء بلا حدود ، الحروب والنزاعات ،انشطتنا في الحروب والنزاعات ، متاح على الرابط : https://www.msf.org/ar

(10) الامم المتحدة ،حقوق الإنسان والمخاوف المرتبطة بالجنسانية الخاصة بالمرأة في حالات النزاع وعدم الاستقرار، متاح على الرابط :

   https://www.ohchr.org/ar/women/womens-human-rights-and-gender-related

(11) مجلة صور ، المراة وتاثيرات الحرب عليها ، متاح على الرابط : https://www.suwar-magazine.org articles

(12)الأمم المتحدة ،  اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (الاسكوا ) ، سبل تعزيز دور المراة في حل النزاعات وبناء السلام دراسات بحالة فلسطين ولبنان والعراق ، (نيويورك ، 2009 ) ، ص 12 .

(13) موسى ، المصدر السابق .

(14) شيرين احمد عبدي ، الحماية الدولية للنساء في النزاعات المسلحة ، المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ، المجلد 6 ، العدد 1 ، ( الجزائر ، 2021 ) ، ص 133 .

(16) جنان شاكر الراوي واخرون ، الاثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناتجة عن الحروب على العراق للفترة من ( 1980 -2015 ) ، بث مقدم الى مجلة العلوم البيئية ، المجلد (45)، ج 2، معهد الدراسات والبحوث البيئية ، ( جامعة عين شمس ، 2019 ) ، ص 377.

(17) حسن العطار ، آثار الحروب والنزاعات الاهلية على المجتمعات العربية، متاح على الرابط :

https://elaph.com/Web/Opinion/2018/1/1186806.html

 (18) موسى ، المصدر السابق .

(19) الأمم المتحدة ،حقوق الإنسان والمخاوف المرتبطة بالجنسانية الخاصة بالمرأة في حالات النزاع وعدم الاستقرار متاح على الرابط :

https://www.ohchr.org/ar/women/womens-human-rights-and-gender-related

(20) هيئة الأمم المتحدة للمراة ، الاستراتيجية الاقليمية حماية المراة العربية الامن والسلام ، ط1 ، (مصر ، 2012 ) ، ص 17 .

(21) رهام عادل خضر جعفري ، دعم هيئة الامم المتحدة للمراة والمساواة بين الجنسين وتمكين المراة للاولويات التنموية للنوع الاجتماعي في القطاع الحكومي الفلسطيني بعد اوسلو ، رسالة ماجستير مقدمة الى كلية الدراسات العليا ، جامعة بيرزينت ، ( فلسطين ، 2012 ) ، ص 98 .

(22) روبرت وايلد ، النساء في الحرب العالمية الأولى: الآثار المجتمعية ، متاح على الرابط : https://eferrit.com/

(23) دار العرفان ، الاسرة تحت اوار الحرب المرأة العراقية والمحنة المستمرة ، متاح على الرابط : https://erfan.ir/arabic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *