نوفمبر 22, 2024 1:05 م
3

أ.د. مريم ما ل الله غزال

كلية علوم الهندسة الزراعية –  قسم علوم الاغذية – جامعة بغداد – جمهورية العراق

mar96am@coeduw.uobaghdad.edu.iq

0096407805370706

الملخص

التنمية المستدامة هو المصطلح الذي رسمت به الامم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم وبما يتناسب مع تحقيق الاهداف التي تحد من استنزاف الموارد الطبيعية في كوكبنا وبما لايحرم الاجيال القادمة من تلك الموارد اي الاستخدام الامثل لها دون اسراف او تبذير او افراط , كي نبقى على انتباه دائم لصوت الناقوس الذي ضرب بيئتنا وما نتج عنه من تغيرات مناخية ناجمة عن الانشطة الانسانية بحيث اوصلت الاخطار مراحل مرتفعة من الانبعاث الغازي او ارتفاع حرارة الارض ومظاهر ذوبان الجليد مما يهدد بكوارث طبيعية بالغة الخطورة  وهو ما يشير الى مخاطر جمة للجميع وتكمن اهمية ذلك بكون المسؤولية في كل تلك المخاطر تقع على عاتق انماط التنمية وهو يثمر عن نظرة شاملة في اعداد استراتيجيات التنمية المستدامة التي تراعى فيها الابعاد الثلاث للتنمية مما يجعلها تسهم في ديمومة التنمية بالمفهوم الشاملمن خلال التركيز على جمع المعلومات المستمر عن حالات الخطر في البيئة ومحاولة جمع البيانات الحقيقية للوقوف على سبل الحل الامثل والالتزام بقواعد التعامل الاخلاقي مع كوكبنا

الكلمات المفتاحية : الامم المتحدة , انماط التنمية ,  التنمية المستدامة ,الابعاد التنموية استراتيجيات التنمية

 

Sustainable development and social transformation

 Prof.Dr. Maryam Mallah Ghazal

College of Agricultural Engineering Sciences, Department of Food Sciences – University of Baghdad – Republic of Iraq

Abstract:

Sustainable development is the term used by the United Nations to draw a map for environmental, social and economic development at the global level, in a way that is consistent with achieving the goals that limit the depletion of natural resources on our planet and in a way that does not deprive future generations of those resources, that is, the optimal use of them without extravagance, extravagance, or excess, in order for us to survive. We are constantly alert to the sound of the bell that has struck our environment and the resulting climate changes resulting from human activities, such that the dangers have reached high levels of gas emissions or global warming and the manifestations of melting ice, which threatens extremely dangerous natural disasters. This means that the responsibility for all of these risks falls on the shoulders of Development patterns, which results in a comprehensive view in preparing sustainable development strategies that take into account the three dimensions of development, which makes them contribute to the sustainability of development in the comprehensive sense.

Keywords: United Nations, Development patterns, sustainable development, development dimensions, development strategies.

 

المقدمة:

الانسان هو المحور والهدف الاساسي لمواضيع التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية , والتي استحوذت على الحيز الكبير من الابحاث والدراسات التي هدفت جميعها الى وضع وايجادا استراتيجيات للتنمية تلائم وتناسب ما يشهده العالم من تقدم  فضلا عن توافقها  لنظم  مختلف بلدان العالم  السائدة اقتصاديا  ,إذ لم تعد زيادة الدخل كمتوسط معبرة عن التنمية   حيث نجد بلدانا ذات دخل مرتفع الا ان المستوى الصحي والثقافي والبيئي فيها منخفض وترتيبها في دليل التنمية البشرية منخفضا قياسا بالبلدان الاقل دخلا ,بل اصبح انتشار مفهوم البيئة الخضراء , السياحة المستدامة والبيئة النظيفة وربط ذلك بتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة التي تعبر عن العلاقة بين الانسان والبيئة المحيطة به كأسلوب للاجيال الحاضرة للبيئة ومواردها  والخلو من التلوث وعوامله والذي يعكس ايضا المفاهيم والقيم الصحيحة لمشاركة الافراد في تبني ونشر المعرفة عن طريق الاستخدام العلمي والتكنلوجي ,ذلك بتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة

مشكلة البحث :  الارتفاع السكاني والتضخ الكبير في اعداد الافراد ادى بالنتيجة الى زيادة كبيرة في التحول الاجتماعي نحو الزيادة والارتفاع في استنزاف الموارد الطبيعية وما يرافقه في الانعكاس السلبي على تلوث البيئة وقلة نصيب الفرد من اهم مورد وهو المياه والعيش بصحة ورفاهية وهو من اهداف التنمية المستدامة .

هدف البحث واهميته  : يهدف البحث الى  كيفية حدوث التحول الاجتماعي عند تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة في ابعادها الثلاث البيئية الاقتصادية والاجتماعية وكيف يمكن ان تؤدي الاطراف الفاعلة في تطبيقها الى احداث التحول الاجتماعي بالاتجاه الايجابي نحو استهلاك الموارد الطبيعية وبما يحقق الاستدامة للجيل القادم

حدود البحث : 2022-2030م

فروض البحث : التعرف على ابعاد وعناصر التنمية المستدامة , البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة وان يكون الاهتمام اكبر في تحقيق مؤشراتها لتحقيق العدالة والضمان الحقيقي للجيل القادم في موارد كوكبنا الطبيعية والبشرية والاقتصادية

الدراسات السابقة :

دراسة Eizeberg and Jabareen (2017 )  اوضحت ان مفهوم السلامة هو الاساس الوجودي للاستدامة بشكل عام والاستدامة الاجتماعية بشكل خاص  وكذلك الاعتماد على جميع التدابير التكيف والامن وله ابعاد تعزز الاهداف البيئية المادية والحضرية واكتساب القيم بطرق مسؤولة اجتماعيا وبيئيا

دراسة Bouzguenda واخرون عام (2019 ) بينت الدراسة ان الاستدامة الاجتماعية لها تأثير ايجابي على تنفيذ المشاركة المجتمعية الفعالة  والمساهم في التنمية المستدامة وتحديد التقييم لابعاد التنمية الاجتماعية والموضوعات ذات العلاقة بمشاركة المجتمع فتزداد الروابط والتماسك بين افراده

دراسة Nodira وJushkunbek (2022) ذكر ان الادماج يفيد المجتمع ككل وفيه تناول البعد الاجتماعي لللاستدامة مقارنا اياها بالابعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية اذ لايمكنتحقيي التصدي للتحديات العالمية الابتبادل الخبرات وسد الفجوة المجتمعية والعمل على تحقيق الاندماج الاجتماعي

دراسة Varga واخرون (2023 ) سلط الضوء فيها  على فوائد العمليات التشاركية الشاملة وعرض المبادرات المجتمعية التي تساهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ودعم التوصيات التي تحقق ذلك لا سيما التصميم

 

منهج البحث : استخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي

ادوات  البحث جمع البيانات: الاعتماد على تقارير الامم المتحدة ونشراتها الدورية

هيكلية البحث  : تحديد ابعاد التنمية المستدامة ووضع الاطار الاجتماعي فيها بشكل مركز

تمهيد

يعد الاندماج الاجتماعي من القضايا الحيوية التي تضمن التماسك الاجتماعي للوصول الى دائم للمواطنة الصالحة في المجتمع , فالاستدامة المجتمعية جزء لا يتجزأ من اهداف الامم المتحدة بابعادها الاجتماعية البيئية الاقتصادية , إذ اكتسب مفهوم الاستدامة الاجتماعية اهمية متزايدة لما له من اهمية في مواجهة تحديات التنمية وفي جميع البلدان والتي تتأثر بعوامل الدخل , التعليم , العمر , القدرات البدنية والوصول الى الموارد حيث تعيش المجتمعات الاكثر عرضة لخطر الصحة الكوكبية عادة في المواقع الاكثر خطرا وقد تفتقر الى المهارات والبنى التحتية والخدمات الكافية وبالتالي تواجه تلك المجتمعات صعوبات المشاركة المجتمعية الفاعلة وتأثيرها الايجابي على الاستدامة الاجتماعية مما يغزز مدى الفائدة التي للادماج الاكبر للمجتمع ككل وهو لا يتم الا من خلال التصدي للتحديات العالمية وتبادل الخبرات والافكار وسد الفجوة في معوقات تحقيق المواطنة الشاملة وتعزيز اهداف التنمية المستدامة

خاتمة البحث نتائج مقرحات توصيات

ان الاهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة يمكن ان تعكس منهجا لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم لا سيما المجال الاجتماعي حيث الارتفاع الكبير في عدد السكان والتكاليف الكبيرة التي يجب توافرها لبلدان العام وهي عملية تتطلب تظافر جميع الجهود والتعاون  وجميع القطاعات للحد من استنزاف موارد بيئتنا وهنالك عدد من قواعد السلوك التي تحقق ذلك منها الاندماج المجتمعي والتماسك والمواطنة التي تعد امتحان حقيقي  لتخفيف الاثار السلبية لممارسات الجميع نحو بيئته وترجمة ذلك بالرأفة في ما متاح امامنا من تلك الموارد وتخفيف انبعاثات الغازات والتلوث المتنوع المصادر كي نبقي للجيل القادم ولو جزء بسيط من حقه في هذا الكوكب , وبذلك نوصي ان تكون التنمية المستدامة هي المسار الحقيقي لتحقيق ذلك وتسليط الضوء على  الفعاليات المبتكرة التي تحقق اهداف التنمية المستدامة والتأكيد على البحوث العلمية التي تحقق ديمومة البيئة وتحفظ للاجيال حقهم

المبحث الاول : ابعاد التنمية المستدامة

ما يقارب 10 مؤشرات انبثقت عن مؤشرات التنمية المستدامة والصادرة من لجنتها والتي صنفت الى فئات بيئية وتكنلوجية واقتصادية اربع وهي

1/ المؤشر الاقتصادي

يستند الى المبدأ الذي يقضي بزيادة رفاه المجتمع الى اقصى حد والقضاء على الفقر من خلال استغلال الموارد الطبيعية على نحو افضل وامثل وبكفاءة  ,ان النظام الاقتصادي الرافض  لتجارب التنمية المفروضة والبعيدة والتي لا تناسب الهوية السياسية والتقييم الذاتي والقرارات الاساسية التي يمكن ان تحدث تغيرا في انماط الموارد والطاقة والنمو السكاني يمكن ان يعد افضل اسلوب لكنه يحتاج الى صانعي قرار وقرارات من شأنها ان تدعم توزيع  وتخطيط شامل للموارد على المدى الطويل فيتحقق مبدأ المشاركة وتأصيل قيم العدالة الاجتماعية الساعية لتضييق الفجوة في المستويات المعيشية بين الطبقات المجتمعية ومنها فرض الضرائب المادية على الضرر البيئي الناتج من العمليات الاقتصادية اقتصادي وكفاءة استخدام الطاقة واحداث تغير في انماط الاستهلاك للموارد , وان على البلدان الغنية او الصناعية مسؤولية خاصة في قيادة التنمية المستدامة لأن استهلاكها المتراكم في الماضي من الموارد الطبيعية اسهم بدرجة كبيرة وغير متناسبة  في مشكلات التلوث العالمي فضلا عن ان القدرة المالية والتقنية لأستخدامتكنلوجيات انف للترشيد في الاستهلاك الكثيف للموارد والطاقة , وفي الدول الفقيرة التنمية المستدامة تعني استخدام الموارد بهدف تحسين مستويات المعيشة والتقليل من الفقر المرتبط ارتباطا وثيقا بتدهور البيئة والنموالسكاني السريع , وبشكل عام فأن التنمية المستدامة تعني الحد من التفاوت المتزايد في الدخل وفي فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية بين افراد المجتمع , اذن فأستخدام الموارد الطبيعية بشكل عقلاني وسليم والحفاظ على الموارد البيئية سيؤدي الى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة ,وان افضل اسلوب للحصول على الحد الاقصى من الرفاهية الاقتصادية مع الحفاظ على الجوانب البيئية تحتاج لصانعي القرار وقرارات اقتصادية من شأنها تحقيق السلامة البيئية عن طريق وضع حدود مادية للضرر البيئي الناتج عن العملية الاقتصادية كفرض الضرائب المادية على الضرر البيئي الناتج من العمليات الاقتصادية فيسهم ذلك في توزيع تخطيط شامل للموارد للمدى الطويل وبذلك يتحقق مبدأ دعم المشاركة وتأصيل قيم العدالة الاجتماعية الساعية لتضييق الفجوة في المستويات المعيشية بين الطبقات المجتمعية  ويتضمن هذا البعد انعكاسات ومؤشرات حضرة ومستقبلية للنشاط الاقتصادي على البيئة والمتضمنة الآتي :

1/ استهلاك الفرد:  فالفرد في الدول الصناعية المتقدمة  يستهلك في  المتوسط اضعاف  النفط والغاز المستهلك في البلدان النامية ما يستهلكه الفرد في الدول النامية من النفط والغاز والفحم ولذا فأن  العالم سولو وهارتوك بأن الاستهلاك يكون مستداما اذا بقي مستواه دون تغيير او لم يحصل بمرور الوقت  زيادة فيه اما عند الانخفاض  والتناقص فهذا يعني استهلاكا لا يتصف بالاستدامة

2 / الفقر والقضاء عليه : تعد عملية توجيه واستغلال الموارد يشكل امثل من اجل رفع مستوى معيشة الافراد في الدول النامية احد متطلبات الاساسية لسد واشباع حاجات الفرد وما يتناسب مع الخدمات والسلع المتوفرة فيها , المصنعة والخدمات لا سيما  مع تزايد السكان

3 / الدخل وتوزيعه بشكل عادل دون تباين  : تقليل الفوارق في الدخل بين الاغنياء والفقراء هو احد اهداف التنمية المستدامة و ولتحقيق هذا الهدف لا بد من العمل في البلدان النامية خصوصا على الاعتماد على الاسلوب المستدام الذي يخفض الضغط على البيئة ويسثمر الموارد المتوفرة ويضمن التوزيع بعدالة للافراد وضمان حقوقهم

يمكن القول بأمكانية تحقيق هدف البعد الاقتصادي للتنمية المستدامة عند العمل بالآتي :

1 / رفع المستوى المعيشي واالترفيهفي مرافق الحياة الاجتماعية

2 / استخدام كفوء لرأس المال

3/ تلائم النمو الاقتصادي مع البيئة والحد من التلوث

ثانيا /  البعد الاجتماعي

يشر الى العلاقة بين الطبيعة والبشر والنهوض برفاهية الناس وتحسين سبل الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية الاساسية والحد الادنى من معايير الامن واحترام حقوق الانسان ويشير الى تنمية الثقافات المختلفة  والتنوع والتعددية والمشاركة الفعلية للفرد في صناعة وصياغة القرار وان ترتكز التنمية على نوعية وكيفية توزيع العائدات وما يترتب عن ذلك من تحسين الظروف المعيشية للفرد وان يشمل مفهوم التنمية كل ما يعود على المجتمع بالنفع بحيث يستند الى مردود الاثار الاقتصادية والبيئية  للمجتمع,حيث تعنى التنمية المستدامة بتحقيق تقدم كبير لتحديد النمو السكاني لأن سرعة نمو السكان يفضي الى تدهولر الخدمات المتوفرة واستنزاف المواردا لطبيعية وهنا تكمن  اهمية التطور الحضري والعمراني والتكنلوجي في المدن للعمل الاستدامة في النفايات وتدويرها باتطوير وتعزيز انشطة اللجان العلمية التي تشير تقاريرها الى اعتبار الافراد ليسوا مجرد اعداد بل هم موارد ابداعية تحافظ على الحياة المادية من خلال ما يقدم لها من خدمات تغذية وعناية صحية كي تساعدهم في ان يصبحوا اكبر قدرة وابداع ومهارة وانتاج وافضل استعدادا لمعالجة المشكلات وان التواصل في الانخراط في عملية التنمية المستدامة والمساهمة   فيها ولتحقيق البعد الاجتماعي المستدام واستمراره يتضمن مستلزمات وهي :

1 / الحكم الصالح : يعد من اهم متطلبات التنمية المستدامة والذي يتم اختياره  من قبل الافراد وفقا للتوجه الديمقراطي والتشارك في الحكم  ووفق هذا الهدف ستكون انعكاسات في القرار السياسي والاقتصادي وكلها ستصب في مصلحة المجتمع

2 / الخدمات الصحية والتعليم :  ان توفير الاحتياجات الاساسية للخدمات الصحية والبرامج المتكاملة في التعليم لمراحلها الاولية ومراحلها العليا واكتساب المعارف وتطويرها للافراد تعد من الاهداف المسدامة المهمة للتنمية

3 / السكان وتوزيعهم ونموهم  :  ان تخفيف التلوث وحدته في المدن الكبيرة هو يعكس المجال الذي يمكن ان تحقق التنمية ااهدافها المستدامة للسيطرة على النمو السكاني وتقديم الرعاية الاسرية لا سيما عندما يتم العمل على التوزيع المناطقي السليم للحضر والارياف وبدون ان يلحق مساسا   ببيئة الاراضي الخضراء

4/ الاهتمام بالعناصر البشرية

5 / اهمية الاحتياجات الاساسية للسكان وتأمينها

6 / تحقيق الترفيه الاجتماعي

ثالثا / المؤشر  البيئي

يتعلق بالحفاظ على الموارد المادية والبيولوجية والنظم الايكولوجية والنهوض بها من خلال  استدامة وتواصل واستمرارية النظم الانتاجية وضرورة الوقاية من احتمالات انهيار مقومات التنمية وخاصة الدول النامية التي تعتمد على النظم التقليدية المرتبطة بمقومات البيئة الطبيعية وبما يأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على خصائص ومستوى اداء الموارد الطبيعية الحالية والمستقبلية كأساس الاجيال القادمة في ما متاح من موارد , وبيئيا الاستدامة في مجال التنمية يعتمد على ادارة الموارد  بنوعيها البشري والطبيعي وتعمل على ابقاء احتياج  الاجيال الحاضرة والحفاظ على حقوق الاجيال القادمة والذي يعد تحديا يواجهه الافراد  ولبذل الجهود الكبيرة للتوعية بابعاد تلك المشكلة, فالتنمية  ببعدها المستدام تتطلب حماية من الضغوط البشرية على موارد الطبيعة والحد من لافراط في اضافة  الاسمدة والمبيدات الملوثة للمياه الانهار  والابار والجور على الغابات وصيد الاسماك بمستويات مفرطة , وتعني ايضا الاستخدام الامثل للأراضي الزراعية وموارد المياه في العالم وحماية اصناف الحيوانات والنباتات من خطر االاضمحلال وخفض التغيرات الكبيرة لتدمير طبقة الاوزون وعدم استقرار مناخ العالم بأتباع التكنلوجيا الزراعية المحسنة التي تزيد الناتج الزراعي وتتجنب الاسراف في استخدام الاسمدة الكيمياوية ومبيدات الحشرات . ان الاستهلاك الرشيد للمياه والعمل على كفاءة نوعية  شبكات المياه هي من اولويات استدامة التنمية  فالبيئة هي تفاعل مكوناتها ولا بد من ان يكون الفرد قادرا على تلافي ما يحدثه  فيها من تجاوزات حيث ان التنمية المستدامة ستصبح على المدى الطويل عاملا مهما في تجاوز تأثيرات البيئة التي قد يصعب تجاوزها فالبيئة كي تصبح واقعا محسوسا لا بد من زيادة مستوى الانتاج واستخدام الامر وهو ما يستوجب انتاج مدخلات والذي يظهر البعد البيئي واحد مفاتيحه الاستخدام الامثل للموارد الطبيعية بشكل موجه ويعكس علاقة الانسان ومحيطه , وفي البعد البيئي عدة محاور تتمثل بما يلي :

1 / المياه والحفاظ عليها  :  استخدام المياه وتقليل الهدر فيه والحفاظ عليه من خلال بناء السدود والحفاظ على مياه الابار والتطوير والتحسين لمياه الصرف الصحي والحفاظ على نوعية مياه الشرب تعد من الاهداف التنموية

2 / الحفاظ على المناخ من الاحتباس الحراري  : ان احداث التغيرات الكبيرة في مناخ العالم نتيجة المخلفات الكيمياوية والنووية  واشعاعات الصناعات المختلفة والحروب ادت الى الاثار السلبية الكبيرة في الارض ما اوجب ان تكون من اهداف التنمية المستدامة العمل الجاد في خفض تلك الاثار السلبية وفقا لاعتماده على اثنين من العوامل المهمة وكما يلي

اولا / الموارد البشرية  : حيث الضغوط الناجمة عن ارتفاع عدد السكان يوجب ايجاد توازن بين الموارد وحجمها ولضمان عدم استنزاف موارد البيئة

ثانيا / التكنلوجيا : وهي مجموعة المعارف والمهارات والادوات والمعدات المستخدمة في انتاج سلع وخدمات والتي تمثل الجوانب الثلاث للتنمية وهي

أ / هي المواردالقادرة على خلق الثروة

ب / هي الوسيلة التي تمكن سيطرة ممتلكيها اجتماعيا

ج فعالية وتأثير  في اتخاذ القرارات

رابعا / البعد التكنلوجي

يتعلق بتعزيز استخدام وسائل التقنية الاكثر توافقا مع البيئة التي تستهدف الحد من مظاهر الضرر والاخلال بالتوازن البيئي والحفاظ على استمرارية الموارد الطبيعية وهو يتطلب اعادة النظر في انماط الاستغلال والاستثمار الحالية,ويستنتج من ذلك ان التحول هو استدامة التنمية  و لاسيما في دول العالم الصناعية الى التكنلوجيا الانظف والاكفأ في المرافق الصناعية لأنه كثيرا ما تؤدي المرافق ذات الصفة الصناعية الملوثة لما يحيط بها من غازات  وماء وارض , وفي بلدان العالم المتطور  تدفق النفايات يتم الحد منه للبيئة  وينفق الكثير للتخلص بينما في بلدان العالم النامي لا يخضع تدفق النفايات للبيئة الى الرقابة فيكون التلوث امرا لا بد منه فضلا على نتائج الانشطة الصناعية مما يعرض المجتمع في عهد الصناعات المتسارع وما ينتج عنه من غازات وملوثات تساهم في رفع درجات الحرارة للارض وهو مؤشر مباشر على وجود الت

اثير المباشر وغير المباشر للتكنلوجيا والمؤثرة في ان تكون التكنلوجيا هي احد الاستراتيجيات في تحقيق استدامة التجديد والاستخدام الجيد لموارد البيئة النادرة وان تكون اولويات لللآتي:

1 / ان تلائم التكنلوجيا  طبيعة وامكانات الدول

2 / الاخذ على المديات القريبة والبعيدة للتنمية المستدامة واهدافها

3 / استغلال الموارد المتاحة في اطار السلامة البيئية

(غيلان , واخرون 2009)

المبحث الثاني خصائص مؤشرات التنمية المستدامة

لكل عمل تنموي مؤشرات الاساسية للتنمية المستدامة تمثل نقاط مشتركة وهي

1 / التنمية عملية تعبر عن استمرار وتصاعد لحاجات المجتمع

2 /  مساهمة فئات وقطاعات المجتمع في عملية التنمية  وعدم اقتصارها على فئة قليلة

3 / عدم عشوائية التنمية يجعل منها عملية واعية وغاياتها واهدافها مخططة وفق برامج معينة

4 / كفاءة الادرة التنموية لموارد المجتمع انتاجا وتوزيعا وفق غايات محددة تعنى بالمجتمع

5 / التنمية ظاهرة كلية , تحدث تحولات هيكلية وهو ما يمثل احد السمات المميزة للتنمية الشاملة عن عملية النمو الاقتصادي وهذه التحولات التي تشمل اطار الانتاجي وفقا للقدرة وتقنية البناء ماديا

من هنا  يمكن ان نشخص بروز حاجات لوضع المؤشرات ابشكل متكامل لتحقيق تنمية مستدامة تحقق تناغم وفاعل بيئي واجتماعي واقتصادي ومؤسسات المجتمع  والتي تشمل ما يلي

اولا / المؤشر الاقتصادي وهذا المؤشر يتضمن عدة مؤشرات وهي

1 / نصيب  دراسة تحليلة لاهم مؤشرات التنمية المستدامة غيلان واخرون

محمد واخرون , 2015)

 

المبحث الثالث خطة التنمية المستدامة والمفوضية السامية لحقوق الانسان 2030

اعتمدت الدول الاعضاء في الامم المتحدة بالاجماع عام 2015 الخطة التنموية المستدامة لعام 2030 بأهدافها الـــــــــ 17 وغايات الـــــــ169 ومؤشراتها الــــــــ231 الفريدة ان تحديد الاتجاه هو الهدف الذي وضع للسياسة عاميا ووطنيا وما يعنى بالتنمية  , والى الخيارات والفرص الجدية  لسد الفجوة بين حقوق الانسان والتنمية وتشكيل اطار عام يوجه العمل الانمائي العالمي والوطني , وترسخت وتجذرت خطة عام 2030 في حقوق الانسان التي لا لبس فيها وبشكل واضح في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية في هذا المجال وغيره , حيث سعت اهداف التنمية المستدامة الى اعمال حقوق الانسان للجميع وامكانية التطبيق العالمي لجميع  الاشخاص في بلدان العالم  جميعا بما فيها البلدان وعلى نفس القدر بلدان العالم المتقدم والدول النامية , ان صياغة الاهداف  المحددة للتنمية المستدامة لم تكن ضمن المدى المنظور لحقوق الانسان بل هو انعكاس لمحتوى معايير دولية  محتوى المعايير الدولية , مثلا الهدف الاول ( القضاء على الفقر ) والهدف الثاني ( القضاء على الجوع ) الهدف الثالث ( الصحة الجيدة والرفاه) والهدف الرابع ( التعليم الجيد ) الهدف الخامس ( المياه النظيفة والنظافة الصحية ) والهدف الثامن  (العمل اللائق والنمو الاقتصادي ) والهدف الحادي عشر ( مدن ومجتمعات محلية مستدامة ) كل هذه الاهداف تعكس المحتوى الاساسي لحقوق الانسان الاقتصادية , الاجتماعية ,والثقافية  , فيما يتناول الهدف السادس عشر عدالة وسلام  بعض الابعاد الاساسية للحقوق المدنية والسياسية , ومنه الامن الذاتي ووصول  للعدالة والحرية , والهدف السابع عشر تناول القضايا تتعلق ببالتنمية ووسائل تنفيذها للجميع دون تمييز

 

الشمول للجميع دون تمييز

ترسخت الخطة العام 2030 في الصميم لمبادئ  القائمة على تحققيقالمساواة وعدم التمييز والالتزام بشمول الكل  والوصول اولا الى المستبعدين والمقصين وايلاء الانتباه الخاص الى المجاميع المهمشة وهو ما خصص في الهدف الخامس بشأن المساواة بين الذكور والاناث والهدف العاشر بشأن تخفيف عدم المساواة في البلدان مع بعضها البعض  ) فضلا عن الالتزام الشامل  بتصنيف شامل للبيانات والنهج الشامل القائم على اشراك للمجتمع جميعه والعمل على تتبع خطة عام 2030 واستعراض خطة كاملة للعمل عن طريق السير وفق نهج يقوم  على حقوق الانسان والتنفيذ الفعال لها

 

حقوق الانسان والمفوضية السامية

ان عدم تلبية المعايير الدولية لحقوق الانسان ينجم عنه عدد من الثغرات تفشل في تنفيذ اهداف التنمية المستدامة فالتشريعات الوطنية المقيدة للمرأة وحقوقها والحريات الاساسية اهمال الاقليات  فتكون هناك اوجه قصور في مستوى التنفيذ لخطة عام 2030 وتطبيق نهج يقوم على حقوق الانسان في صلب التدخلات  الضامنة لها لتشمل الجميع دون استثناء بذلك تشكل خطة العام 2030 المكان الذي تقدم فيه المفوضية السامية للامم المتحدة فتوجيه مجموعة المصلحة الواسعة والعمل علة تعزيز وتوفير اشكال مساعدات تقنية ومنها الدول اعضاء لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني  لتنفيذ خطة التنمية للعام 2030

اختلاف اهداف التنمية المستدامة عن الاهداف الأنمائية للألفية

تختلف اهداف التنمية المستدامة عن اهداف الألفية الإنمائية لأنها

اولا / عالمية : في حين ان الاهداف الانمائية تنطبق على البلدان العالم المعروفة المعروفة بالبلدان النامية فحسب , وان فاهداف التنمية المستدامة هي بمثابة اطار عالمي بكل معنى الكلمة وتنطبق على جميع البلدان ويتعين على جميع البلدان ان تحرز تقدما لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وهي مواجهة التحديات الفريدة والمشتركة المعترضة لتحقيق اهدافها الكثيرة والمتضمنة الاهداف المستدامة الآتية :

ثانيا /الاهداف التحويلية : حيث  تعد الخطة للعام  2030 بخطة من اجل السكان والارض والازدها والسلام والمشاركة لتحقيق النقلة النوعية لنموذج التنمية التقليدي وتوفر رؤية تحويل لتحقيق تنمية مستدامة المحورفيهاالانسان والارض وقائمة على حقوق الانسان ومتجاوزة الى حد كبير الؤية الضيقة المحدودة بالاهداف الانمائية للألفية

ثالثا / شمولية  : إذ تعد الخطة العام 2030 الى جانب ما تلتزم به ن تحقيق سلسلة واسعة من الاهداف اجتماعية واقتصادية والبيئية  عن طريق البناء لمجتمعات اكثر سلاما وعدلا واحتضان للافراد وتخلو من العنف والخوف وتهتم بشكل خاص بالحوكمة الديمقراطية وسيادة القانون والوصول الى العدالة والامن االذاتيوهو ما تضمن الهدف السادس عشر وتهيئة بيئة دولية مناسبة وبذلك تغطي الخطة قضايا تعنى بكامل حقوق الانسان وبما فيها الحقوق الاقتصادية والمدنية والثقافية والاجتماعية والحق في التنمية

رابعا / جامعة : تسعى الخطة لعام 2030 الى شمول دون تمييز بناء عالم يسود جميع انحائه الاحترام المساواة وعدم التمييز بين البلدان وحماية حقوق الانسان دون تمييز قائم على النوع والجنس والعرق والدين واللغة

الامم المتحدة مكتب المفوض السامي ,2022)

 

التوصيات

1 / التنمية المستدامة الطريق الامثل للحد من التغيرات المختلفة بكل ابعادها البيئية الاقتصادية الاجتماعية

2 / التأكيد على البحوث العلمية التي تحقق ديمومة البيئة وتحفظ للاجيال حقهم في هذا الكوكب

3 / تسليط الضوء على الفعاليات المبتكرة التي تحقق اهداف التنمية المستدامة

 

المصادر

-غيلان , مهدي سهر , ياسين ,فايق جزاع و محيسن , شيماء رشيد (2009)  دراسة تحليلية لأهم مؤشرات التنمية المستدامة في البلدان العربية والمتقدمة, مجلة كلية الادارة والاقتصاد للدراسات الاقتصادية والادارية والمالية , المجلد 2009 العدد 1

-محمد , عبد الله حسون ,دواي , مهدي صالح و خضير , اسراء عبد الرحمن (2015 ) التنمية المستدامة المفهوم والعناصر والابعاد, مجلة ديالى العدد السابع والستون

-الامم المتحدة حقوق الانسان مكتب المفوض السامي2022

المصادرالاجنبية :

 

  • ,Islam ; Alalouch., Chaham,and Fava ,Nadia .2019.Towards Smart Sustainable Cities :Areview of the role digital citizen participation could play in advancing social sustainability ,Sustainable Cities and society,volume 50 October ,101627
  • Eizenberg ,Efrat and Jabareen,Yousef.2017.Social Sustainability: Anew Conceptual Framework
  • Sustainability 9 (1)68 https://doi.org / 10.3390/su9010068
  • Nodira ,TandJushkunbek ,X 2022 .The Role and Place of International Economic Organization in Solving Global Issues .Web of Science International Scientific Research Journal ,3 (11): 1176-1190. DOI: https://doi.org/10.17605/OSF.IO/6NG5K
  • Varga,D,Doran ,C,Ortega ,B,and Segu Odriozola, M.2023 . How can Inclsive Citizen Science Transform the Sustainable Development Agenda ?Recommendation for aWider and More MeaningfulInclusion in the Design of Citizen Science Initiatives Citizen Science Initiatives .Citizen Science : Theory and Practice , 8 (1) :29,pp.1-10.DOI: https://doi.org./10.534/cstp.572

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *