نوفمبر 23, 2024 12:48 ص
2

م. هاشم حسن مسطو شيخو

جمهورية العراق – وزارة التربية – المديرية العامة لتربية نينوى

hashimalsinjary@gmail.com

009647738497665

الملخص:

يهدف البحث الى التعرف على أحد السلوكيات التي انتشرت حديثا بين الطلبة والمتمثلة في الإدمان على الانترنت بين الطلبة المدارس في المرحلة الثانوية (المتوسطة، الإعدادية) والتابعيين للمديرية العامة لتربية نينوى، ومدى تأثير ذلك على مستوى التحصيل الدراسي لهؤلاءالطلبة في مادة علوم الحياة. وقد تم اختيار عينة البحث قصديا بناءً على درجة استعداد إدارة المدراس وتعاونها للقيام بالإجراءات الخاصة للحصول على البيانات الخاصة بالبحث، وقد تكونت العينة من (315) طالبا موزعين على ثلاثة مدراس هي: متوسطة التحرير للبنين (91)، متوسطة فائدة للبنين (118) واعداديةالرضواني للبنين (106)، ولتحقيق اهداف البحث التزم الباحث المنهج الوصفي لاستحصال البيانات المطلوبة ومعتمداً الأداة المقننة التي أعدتها (بوبعاية 2017) للحصول على بيانات البحث. وتم بعدها معالجة البيانات احصائيا، وذلك لتحديد درجة انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين الطلبة عينة البحث، ومن ثم التعرف على علاقة هذه الظاهرة بالتحصيل الدراسي لهم في مادة علوم الحياة، وقد توصل الباحث بعد تحليل البيانات الى النتائج التالية:

  1. انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين طلاب العينة في المدارس الثلاثة وبنسبة 63%.
  2. وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الإدمان على الانترنت للطلبة عينة البحثوالتحصيل الدراسي لهم في مادة علوم الاحياء.
  • وفي ضوء نتائج البحث أوصى الباحث جملة من التوصيات والمقترحات.

 

الكلمات المفتاحية/الإدمان، الانترنت، التحصيل، علوم الحياة، المرحلة الثانوية

Internet Addiction and Its Relationship with the Academic

Achievement in Biology Among Secondary School

Republic of Iraq – Ministry of Education – General Directorate of Nineveh Education

Abstract

The research aims to identify one of the behaviours that have recently spread among students, which is an addiction to the Internet, among school students in the secondary stage (middle and preparatory) and affiliated with the General Directorate of Nineveh Education, and the extent of its impact on the level of academic achievement of these students in the life sciences subject.The research sample was chosen intentionally based on the degree of readiness and cooperation of the school administration to carry out special procedures to obtain data for the research. The sample consisted of (315) students distributed among three schools: Tahrir Intermediate for Boys (91), Faidah Intermediate for boys (118), and Al-Radwani Preparatory School for boys (106). and to achieve the research objectives, the researcher adhered to the descriptive approach to obtain the required data and adopted the standardized tool prepared by (Bu Baaya 2017) to obtain the research data. The data was then processed statistically, to determine the degree of spread of the phenomenon of Internet addiction among the students in the research sample, and then to identify the relationship of this phenomenon to their academic achievement in the life sciences subject. After analyzing the data, the researcher reached the following results:

  1. The spread of the phenomenon of Internet addiction among the sample’s students in the three schools, at a rate of 63%.
  2. There is a statistically significant relationship between addiction to the Internet among members of the study sample and their academic achievement in the subject of biology.

– In light of the research results, the researcher recommended a number of recommendations and proposals.

Keywords/addiction, Internet, achievement, life sciences, secondary school

 

  • المقدمة:

تلعب التقنيات الحديثة للتواصل الاجتماعي دورا محوريا في حياتنا اليوم من خلال الخدمات المختلفة التي تقدمها، والمتمثلة في تقليص المسافات واختزال الوقت والتسهيلات التي تقدمها عن بعد. حتى أضحت لا غنى عنها باي شكل، هذا فضلا عن مواقع التسلية التي تتضمنها. ويعكس كل هذا الدور المفصلي الذي يلعبه الانترنت في حياتنا اليومية المعاصرة. وهنا يتفاوت الافراد في الفترة الزمنية التي يقضوها في متابعة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وذلك تبعا لحاجاتهم وطبيعة أعمالهم ووعيهم الشخصي، فمنهم المقتصد وهو الذي يستخدمه لقضاء حاجاته وواجباته، ومنهم المبالغ في استخدامه حيث يقضي أوقات إضافية في متابعة المواقع على الانترنت، وهناك المفرط في استخدامه وهو الذي يصل الى حد الإدمان في استخدمه فيصبح اسير المواقع الالكترونية لا يستطيع الاستغناء عنها مما ينعكس سلبا في حياته اليومية وادائه لواجباته.

والتعليم والعملية التعليمية كغيرها من جوانب النشاط البشري تأثرت بالتغير الذي حدث جراء انتشار التقنيات الحديثة للتواصل الاجتماعي بين الافراد، وذلك كون الطلبة يمثلون جزء مهما من نسيج المجتمع، هذا ان لم يكونوا الفئة الأكثر تأثرا بذلك لما يمتازون به من حيوية ونشاط وطاقة، فهم لا يخرجون عما تم توصيفه من حيث تباينهم في درجة تأثرهم واستخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي، هذا ان لم يكونوا الأكثر تأثرا واستخداما لهذه المواقع خاصة في غياب المتابعة التربوية والاسرية والوعي، مما يجعلهم فريسة سهلة للوقوع في حبائل الاستخدام المفرط او الإدمان على مواقع التوصل على الانترنت وهذا ما ينعكس سلبا على أدائهم الدراسي وتحصيلهم.

وقد جاءت هذه الدراسة كمحاولة للكشف عن مدى انتشار ظاهرة الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين طلاب المرحلة الثانوية في المدارس، ومن ثم التحقق ما إذا كانت هناك علاقة بين درجة انتشار هذه الظاهرة والتحصيل الدراسي للطلبة في مادة علوم الحياة. فهي محاولة لتحديد درجة انعكاس تطبيقات التواصل الاجتماعي المعتمدة على الانترنت على سلوكيات الطلبة من حيث الاستخدام ومدى تأثير ذلك على العملية التعليمية بالاستناد على تحصيلهم الدراسي، وذلك للاستناد عليها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للمعالجة هذه الظاهرة.

 

  • مشكلة البحث:

يعتبر تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة وخاصة في الاختصاصات العلمية ومنها مادة علوم الحياة من أهم المشاكل التي تعاني منها العملية التعليمية في المدارس، وفي إطار البحث وتشخيص الأسباب التي يمكن ان تكون كامنة وراء هذا الاشكال، جاءت فكرة هذا البحث، خاصة ان الباحث في تماس مباشر مع الطلبة وعلى اطلاع بمشكلات انخفاض التحصيل في مادة علوم الحياة، فضلا عن تواصله ولقاءاته مع زملائه مدرسي المادة. وفي هذا الإطار جاءت هذه المحاولة لتحديد مدى انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين الطلبة وما إذاكان لذلك علاقة مع انخفاض مستوى التحصيل الدراسي في مادة علوم الحياة لدى طلبة المرحلة الثانوية، وبالتالي يمكن تحديد مشكلة في السؤال التالي:

-ما درجة انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين طلبة المرحلة الثانوية؟

– هل لظاهرة انتشار الإدمان على الانترنت علاقة مع انخفاض التحصيل الدراسي للطلبة في مادة علوم الحياة؟

  • أهمية البحث:

” ان الانترنت رغم ما يقدمه من خدمات كبيرة ولفئات واسعة من المجتمع، فأنه أحدث تغيرا جذريا في المفاهيم والممارسات النفسية والاجتماعية التي سادت لفترات طويلة لدى الافراد، وذلك لأنه يساعد على إعادة تشكيل العلاقات والفعاليات المجتمعية من خلال قدرته على تكوين ارتباطات عاطفية ضمن التجمعات الافتراضية التي تكونها هروبا من الواقع الحقيقي.(سليمة، 2015: 7). اخذين في الحسبان ما تشير اليه البحوث الأخيرة من ان الاستخدام المفرط للأنترنت شكل من أشكال الإدمان الحقيقي الذي يماثل مظاهره وانعكاساته النفسية والسلوكية ما يعانيه الفرد في حالات الإدمان للمواد المعروفة. (خلي، 2018 :4). فضلا عن الانتشار الكبير لهذا الشكل الحديث من الإدمان حيث اشارت البحوث الى احتلاله في المرتبة الثالثة من حيث الانتشار بعد السكاير والمواد المخدرة. (مسعود، 2018 : 6). ”

وليس هناك ما يشير الى تمايز بيئتنا المحلية عن مثيلاتها الخارجية فيما يتعلق بهذه الظاهرة من حيث الانتشار ودرجة الإدمان مع افتقارنا الى البحوث المتعلقة بذلك. ومن هنا تكمن أهمية البحث الحالي في كونها محاولة للوقوف على مدى انتشار احدى الظواهر المعاصرة والمتمثلة في الإدمان على الانترنت بين افراد عينة البحث والمتمثلة بطلبة المرحلة الثانوية، فضلا عما لهذه الظاهرة من تأثيرات سلبية تنعكس على شكل اضطرابات نفسية وسلوكية كاضطرابات في النوم والذي ينعكس على ادائهم الدراسي ومنه التحصيل في مادة علوم الحياة، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة في الإجابة عن السؤالين التالين:

– ما مدى انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين طلبة المرحلة الثانوية؟

– هل للإدمان على الانترنت علاقة مع التحصيل الدراسي للطلبة في مادة علوم الحياة؟

  • أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي الى التعرف على مدى انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين طلبة المدارس الثانوية في محافظة نينوى، وعلاقة ذلك مع التحصيل الدراسي لهم في مادة علوم الحياة، وذلك من خلال الإجابة عن السؤالين التالين:

– ما مدى انتشار الإدمان على الانترنت بين طلبة المرحلة الثانوية في محافظة نينوى؟

– هل هناك علاقة بين الإدمان على الانترنت لدى طلبة المرحلة الثانوية والتحصيل الدراسي لهم في مادة علوم الحياة؟

  • حدود البحث:

-الحدود المكانية: طلبة المرحلة الثانوية في المدارس التابعة لمديرية تربية نينوى/ جمهورية العراق.

– الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الثاني لعام 2022-2023م.

  • تحديد المصطلحات:

– الإدمان على الانترنت:

– تعرفهُ الجمعية الامريكية للعلوم النفسية: بأنه استخدام الانترنت بما يتجاوز (38) ساعة أسبوعيا لغير حاجة العمل مع الميل الى زيادة ساعات استخدامه لإشباع الرغبة نفسها التي كانت تشبعها من قبل ساعات أقل، مع المعاناة من اعراض نفسية وجسمية عند انقطاع الاتصال. (منصور، عصام والدبوني عبد الله 2011: 334).

 

– التحصيل الدراسي:

– عرفهُ شحاتة والنجار 2003:بأنهً ” مجموعة المعارف والمهارات المتحصل عليها والتي تم تطويرها خلال المواد الدراسية، والتي

عادة تدل عليها درجات الاختبار او الدرجات التي يخصصها المعلمون او الاثنين معا”. (شحاته والنجار: 2033: 89).

-عرفهُ نصرالله 2010: بانهُ ” المستوى الذي وصل اليه الفرد في تحصيله للمواد الدراسية والذي يقاس بالامتحانات التحصيلية التي تتم في نهاية العام الدراسي، والذي يعبر عنه بالمجموع الكلي لدرجات الفرد التي يحصل عليها في جميع المواد الدراسية”.

(نصرالله، 2010 : 401).

-عرفهُ العدوان والحوامدة 2011: بأنهُ ” طريقة منظمة لتحديد مستوى تحصيل الطالب لمعلومات ومهارات في مادة دراسية كان

قد تعلمها من خلال الإجابة عن عينة من الأسئلة التي تمثل محتوى المادة الدراسية”. (العدوان والحوامدة، 2011 : 198).

– التعريف الاجرائي للتحصيل الدراسي:

– عرفه الباحث: بأنه معرفة طلبة المرحلة الثانوية للمعلومات والقوانين والقواعد العلمية وفهمها، ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطالب من خلال اجابته على فقرات الاختبار التحصيلي الذي أعده مدرس المادة لهذا الغرض.

  • الخلفية النظرية:

أولاً: الإدمان على الانترنت:

  • المفهوم:يعود استخدام مصطلح الإدمان على الانترنت (InternetAddiction)لأول مرة الى عالمة النفس الامريكية كيمبرلي يونغ من خلال دراسة أجرتها في عام 1996 في الاجتماع السنوي للجمعية الامريكية لعلم النفس وعرفته ” انه اضطراب في التحكم والانفعالات لا يحتوي مواد مسكرة، وبأنه الاستخدام المفرط المصحوب بالانسحاب والداعيات السلبية”. (الحساني، 2022 :269).

ب. اشكال الإدمان على الانترنت: وقد قسمت يونغ الإدمان على الانترنت الى خمسة أنواع:

-الإدمان على المواقع الإباحية: او ما يطلق عليه الجنس الافتراضي، حيث تكون العلاقات الافتراضية مقدمة على مثيلتها الواقعية.

-الإدمان على الدردشة: ويتمثل في تقديم التواصل الافتراضي على التواصل التقليدي.

-الإدمان على الشراء والمقامرة عبر الانترنت: من خلال التسوق الالكتروني.

الإدمان على المعلومات عبر الانترنت: ويتمثل في التصفح القهري على الانترنت والبحث المبالغ فيه عن المعلومات.

الإدمان على الألعاب عبر الانترنت: يتمثل في الاستغراق لفترات طويلة في الألعاب على الانترنت. (الزايد: 2009).

ج.  اعراض الإدمان على الانترنت: وتتمثل فيما يلي:

التوتر والضجر عند اختزال ساعات استخدامه.

استهلاك ساعات طويلة على الشبكة بحيث تؤثر على أداء واجباته اليومية.

الانغماس الكامل في تطبيقات الشبكة لساعات طويلة تولد شكوى المقربين.

الميل لاعتزال الاخرين، كما في صغار السن من خلال تجنب الأنشطة الاجتماعية.

إشكالات في النوم، نتيجة التفكر الدائم بتطبيقات الانترنت. (الحساني، 2022: 271).

د. أسباب الإدمان على الانترنت:

ضعف قابلية التعامل مع ضغوط الحياة اليومية.

العجز عن التعامل مع المشكلات.

الفشل في إقامة العلاقات الاجتماعية.

الإحساس بالوحدة والفراغ النفسي.

وجود إشكالات نفسية لدى الفرد كالقلق والاكتئاب.

الهروب من الواقع عبر تكوين علاقات في العالم الافتراضي. (هاني، 2012: 23).

– غياب المتابعة سواء من الاسرة او المجتمع مما يشجع على الانغماس في هذا العالم الافتراضي.

– المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وذلك ليكون بديلاً عن مواجهة هذه المشاكل بالهروب منها الى الواقع الافتراضي.

– الهروب من الواقع الحقيقي الى الواقع الافتراضي بحثا عن معالم مثالية سواء كان على مستوى الحياة او الشخصية.

– السرية وغياب الهوية الحقيقية: وهذا ما يشجع الافراد في استخدام الانترنت لأغراض مختلفة سواء للحصول على بيانات خاصة

او الولوج في مواقع مختلفة بحرية دون خشية التعرف على الشخص. (الحساني، 2022: 273).

ه. الأثار السلبية للإدمان على الانترنت:

من أهمالاثار السلبية للإدمان على الانترنت ما يلي:

1.الصحية: فالاستخدام الطويل للشاشات الالكترونية يؤثر سلبا على نواحي عضوية مختلفة للجسم منها:

– العين: وذلك بأشكال مختلفة تتمثل في: التعب، والصداع، الصور المشوشة، وارتفاع في ضغط العين والصور المزدوجة.

– الاذن: حيث تتسبب بأضرار على السمع نتيجة استخدام سماعات الاذن المكبرة للصوت.

– العمود الفقري: حيث تتسبب في اضرار للعمود الفقري والساقين نتيجة الجلوس الطويل او غير الطبيعي لفترات طويلة.

(احمد، 2017 :96).

2.النفسية: وتتمثل الاثار السلبية لاستخدام الانترنت بما يلي:

– تداخل بين عالم الحقيقة والوهم الذي يقدمه الانترنيت وهذا ما ينعكس سلبا من خلال استغراقه في الخيالات البعيدة عن الواقع.

– خلق شخصية ضعيفة غير سوية نتيجة عدم قدرتها على مواجهة الواقع الحقيقي للمجتمع.

– ظهور إشكالات عصبية لدى الفرد نتيجة الافراز الزائد لهورمون الاجهاد. (المختار، 2009: 153).

  1. الاجتماعية: للإدمان اثار اجتماعية يمكن تلخيصها فيما يلي:

الميل الى العزلة والانسحاب من الواقع الاجتماعي.

تأثر الثقافة المجتمعية والهوية بالغزو المعلوماتي عبر المواقع الافتراضية الموجهة.

فقدان العلاقات والصداقات التقليدية لصالح الافتراضية منها.

فقدان الترابط الاسري وتصدعه نتيجة الإدمان والانغماس في العالم الافتراضي. (الحساني، 2022: 274).

4.أخلاقية: وذلك نتيجة توفر فرصة الولوج الى المواقع الإباحية ذو حدود وضوابط وهذا ما يشكل خطر على المستخدمين وخاصة

فئة الشباب خاصة مع الكم الكبير من الترويج لهذه المواقع والذي يمكن تصوره من خلال الملايين من الزائرين الذي يدخلون هذه

المواقع وهذا ينعكس على شكل مخاطر لا حصر لها على المجتمع بنواحيهالمختلفة.

  1. الاكاديمية: فعلى الرغم من الخدمات الكبيرة التي يقدمها الانترنت في مجال البحث العلمي من خلال توفير البيانات والخدمات

العلمية للباحثين، فان الاستخدام المفرط او السيء ينعكس سلبيا على التحصيل الدراسي للطلبة. (Young et al. 1998) عن (الحساني، 2022: 275).

 

د. طرق الوقاية من الإدمان على الانترنت: 

يمكن التقليل او الوقاية من الوقوع في فخ الإدمان على الانترنت من خلال وسائل عدة منها:

– تجاوز الأنماط التقليدية للسلوكيات الحياتية.

– التزام الفرد للسلوكيات الصحيحة كتنظيم فترات النوم والنشاط.

– المشاركة في النشاطات الجماعية مع الاهل والأصدقاء.

– تدريب الذات على مقاومة فكرة استخدام الانترنت لفترات طويلة.

– التدريب على ممارسة التأمل والاسترخاء.

– تجاوز الحساسية من الاستعانة بالمرشد النفسي عند الحاجة. (فخري، 2008)

و. استراتيجيات معالجة الإدمان على الانترنت:

ممارسة البدائل: ويتم بتحديد مجالات استخدام الانترنت واستبدالها بأنشطة بديلة لها.

تحديد الأهداف مسبقا: وذلك بتنظيم ساعات استخدام الانترنت وتحديدها خلال اليوم.

بطاقات التذكير: وذلك بكتابة مضار استخدامه على بطاقات للتذكير بذلك.

استخدام المنبه: وذلك لإشارة الى انتهاء الفترة المحددة لاستخدام الانترنت بعد الساعات المحددة.

 

ثانياً: التحصيل الدراسي:

  • مفهوم التحصيل الدراسي:

هو مصطلح يدل على ما يكسبه الفرد من مهارات مختلفة في مجال معين نتيجة قيامه بأنشطة او فعاليات معينة او نتيجة مروره بتجارب خاصة. او هو مستوى الأداء والكفاءة في العمل الدراسي والذي يقوم من قبل المعلمين او عن طريق الاختبارات المقننة او كلتيهما (بودخيلي، 2003 ك 311).

      ويستند التحصيل الدراسي الى مجموعة مبادئ منها:

الاستعدادات والميول الخاصة بالطلبة.

مشاركة الطلبة في النشاط التعليمي والتعزيز لهذه المعرفة الجديدة.

فضلاً عن مستوى الدافعية لديهم، ومدى قدرته على الاحتفاظ بالمعرفة المتعلمة.

 

  • أهمية التحصيل الدراسي:

للتحصيل الدراسي أهمية كبيرة في معرفة مستوى الإنجاز او الأداء سواء لدى الطالب او العمل المدرسي، كما يمكننا من خلاله معرفة مستوى الطالب مقارنة مع اقرانه، وكذلك التعرف على المعدل التراكمي الذي يحصل عليه الطالب في المرحلة الدراسية ومدى اكتسابه للمهارات الحياتية وقدرته على التفكير المنطقي وطرائق حل المشكلات بشكل علميواكتساب القيم والاتجاهات النفسية والاجتماعية السليمة التي تتوافق مع المعايير الأخلاقية والاجتماعية السائدة في المجتمع. (بياز، 2004 :63).

  • العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي:

يتأثر التحصيل الدراسي بالعديد من العوامل سلباً وايجاباً ومنها:

  • عوامل شخصية: وتشمل

العوامل المتعلقة بالطالب: وتشمل الخبرات السابقة للطالب، ودرجة الذكاء، الحالة النفسية، الحالة الفسلجية، الثواب والعقاب ووضوح الهدف. (الخشاب، 1999: 50).

ب. العوامل المتعلقة ببيئة التعليم: وهي عوامل متعلقة بنمط إدارة الصف من قبل المعلم، فاعلية التحفيز للطلبة، نظام التعزيز

المتبع من قبل المعلم، مستوى التعليم للأبوين، نوع العلاقات الاسرية، مدى مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، وسائل التقويم

المتبعة والمستوى الاقتصادي. (بودخيلي، 2003: 347).

ج.  عوامل تربوية: وتشمل عوامل تتعلق بالمادة الدراسية مثل محتوى المادة، درجة صعوبتها، مدى ارتباط المادة بحياة الطالب،

طريقة التعامل مع الطلبة.

  • أسباب انخفاض مستوى التحصيل الدراسي:
  • أسباب متعلقة بالطالب: وتشمل اشكالات:

– نفسية: تتعلق بالظروف الخاصة بالطالب.

– صحية: مثل مشكلات البصر او السمع.

– اسرية: مثل تفكك الاسرة.

– اقتصادية: وتتمثل بضعف الحالة المعاشية.

ب. أسباب تربوية: وتتعلق بكثافة الطلبة في الفصل الدراسي، عجز المعلم عن إيصال المادة الدراسية الى الطالب، قصور في توفر

إمكانيات المدرسة وعدم توفر الوسائل التعليمية.(زيتون، 1995: 48).

 

  • الدراسات السابقة:

سيجري فيما يأتي عرض بعض الدراسات ذات العلاقة والتي تناولت متغيري الدراسة وهما الإدمان على الانترنت والتحصيل الدراسي، وكما يلي:

  1. دراسة الحيلة (2000): أجريت هذه الدراسة في فلسطين وهدفت الى التعرف على العلاقة بين الاستخدام المنزلي للأنترنت

والتحصيل الدراسي للطلبة. وتكونت عينة الدراسة من مجموعتين الأولى تكونت من 36 طالبا من الصف العاشر الأساسي،

والثاني من 80 طالبا ممن يرتادون مقاهي الانترنت، واستمرت الدراسة لثلاث فصول دراسية، وتوصلت الى النتائج التالية:

– وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام الانترنت والتحصيل الدراسي للطلبة.

  1. دراسة الخواجا (2003): أجريت هذه الدراسة في المملكة العربية السعودية، وهدفت الى التعرف على الاثار السلبية لاستخدام الانترنت على الشباب، وبلغ عدد افراد العينة 132 فرداً، منهم 73 طالباً، و59 طالبة تتراوح أعمارهم بين (18-35) عام، وتوصلت الى النتائج التالية:

عدم وجود أثر ذي دلالة إحصائية بين استخدام الانترنت ووجود اثار السلبية له على الطلبة.

  1. دراسة الزايدي (2014): أجريت هذه الدراسة في الأردن وهدفت الى التعرف على العلاقة بين استخدام شبكة الانترنت وكلاً من التواصل الاجتماعي والتحصيل الدراسي لدى طلبة جامعة نزوى. واستخدمت الباحثة مقياس الإدمان على الانترنت ومقياس التواصل الاجتماعي على عينة قوامها 412 طالب وطالبة، واسفرت نتائج الدراسة عن:

– عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متغيري التواصل الاجتماعي ومستوى التحصيل الدراسي.

– وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الإدمان على الانترنت والتواصل الاجتماعي.

  1. دراسة الحساني (2022): أجريت هذه الدراسة في جمهورية مصر العربية، جامعة جنوب الوادي، وهدفت الى التعرف على بعض المتغيرات الديمغرافية التي يمكن ان تؤثر على مستوى الإدمان على الانترنت لدى عينة من طلاب كلية التربية، مثل النوع، الجنس، التخصص، ومحل الإقامة. وتكونت عينة البحث من 400 طالبا وطالبة، وامتدت اعمار العينة بين 18-21 عاما، وبمتوسط عمري 21.19 سنة.

وتوصلتالدراسة الى النتائج التالية:

– وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب الذكور والاناث على مقياس الإدمان على الانترنت لصالح الذكور،

  1. دراسة الشيباني (2023): أجريت الدراسة في الجماهيرية الليبية وهدفت الى التعرف على الاثار الإيجابية والسلبية لظاهرة ادمان الانترنت على التحصيل الدراسي من وجهة نظر طلاب التعليم الثانوي في مدينة سرت. وتم جمع بيانات الدراسة من خلال استبيان من اعداد الباحثة لهذا الغرض، وتكونت عينة البحث من 127 طالبا وطالبة تم اختيارهم عشوائياً، وتوصلت الدراسة الى النتائج التالية:

إيجابية، إذايساهم الانترنت في تنمية مهارات مختلفة للطلبة فضلاً عن التدريب عن بعد.

سلبية، إذا يؤثر الإدمان على الانترنت سلبياً على التحصيل الدراسي عند بعض الطلبة.

– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات طلاب الشعب العلمية والأدبية على مقياس الإدمان على الانترنت لصالح الشعب الأدبية،

– توجد فروق ذات دالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلاب ساكني الحضر والريف على مقياس إدمان الانترنت لصالح ساكني الحضر.

 

  • إجراءات البحث:

وتتضمنالإجراءات التي اتبعها الباحث في تحديد مجتمع البحث وعينته وتطبيق أداة البحث وتفريغ البيانات وكما يلي:

اولاً: مجتمع البحث:

تألف مجتمع البحث من طلبة المرحلة الثانوية في المدارس التابعة للمديرية العامة لتربية نينوى للعام الدراسي (2022- 2023)، للفصل الدراسي الأول.

ثانياً: عينة البحث:

 تكونت عينة البحث من 315 طالباً من المدارس التابعة لمديرية تربية نينوى والموزعين على المدارس التالية، وكما في الجدول التالي:

ت

المدرسة عدد الطلبة
1. متوسطة التحرير 91 طالباً
2. متوسطة فائدة للبنين 118 طالباً
3. اعدادية الرضواني للبنين 106 طالباً

 

ثالثاً: أداة البحث:

تبنى الباحث الأداة المقننة التي أعدها (بوبعاية 2017) والمتكونة من 45 فقرة.

رابعاً: التطبيق:

تم توزيع الأداة الخاصة بالبحث في بداية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي (2022-2023)، وذلك من خلال زيارة الباحث الى المدارس أعلاه والالتقاء بمدرسي مادة علوم الحياة وذلك للتوجيه لتطبيق الأداة من خلال التنسيق مع ادارت المدارس، ومن ثم جمع البيانات فضلاً عن التحصيل الدراسي للطلبة في مادة علوم الحياة.

خامساً: الوسائل الإحصائية:

اعتمد الباحث في المعالجة الإحصائية على برنامج التحليل الاحصائي الخاص بالعلوم التربوية والإنسانية (SPSS)، وذلك لتحديد درجة الإدمان على الانترنت لدى الطلبة، وكذلك لتحديد العلاقة بين الإدمان على الانترنت والتحصيل الدراسي للطلبة في مادة علوم الحياة.

 

  • نتائج البحث ومناقشة النتائج:

بعد جمع البيانات الخاصة بأفراد العينة تم تحليلها احصائياً وذلك تبعاً لأسئلة البحث ومن ثم مناقشتها وكالاتي:

– بالنسبة للسؤال الأول: “ما مدى انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت لدى طلبة المدارس الثانوية في تربية نينوى“؟

بعد معالجة البيانات احصائيا تبين انتشار ظاهرة الإدمان على الانترنت بين طلبة المرحلة الثانوية ونسبة بلغت 63% من افراد

عينة البحث.

-اما بالنسبة للسؤال الثاني: ” هل هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الإدمان على الانترنت والتحصيل الدراسي لطلبة عينة

 البحث“؟

توصلت الدراسة الى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين متغير الإدمان على الانترنت والتحصيل الدراسي للطلبة في مادة علوم

الحياة.

ويمكن تفسير هذه النتائج في ظل الانتشار الواسع لشبكة الانترنت العالمية وسهولة الوصول اليها من الجميع وخاصة الشباب وهم على ما يمتازون به من خصائص كحب الاستكشاف والاطلاع السريع على المستحدثات وما ينتج عن ذلك من قضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يمسي ادماناً لا يمكن الانفكاك عنه، ومع غياب المراقبة والتوجيه الصحيح من قبل الاسرة والمجتمع، وهنا تبدأ انعكاساته السلبية بصورة مختلفة ومنها الأداء المدرسي والمتمثل في التحصيل الدراسيلهؤلاء الشباب والذي ظهر على شكل انخفاض فيه مقارنة مع اقرانهم ممن لم يدمنوا على استخدام الانترنت، وهذا ما توصل اليه الباحث من خلال اختبار السؤال الثاني للبحث، وهو وجود علاقة سلبية بين الإدمان على الانترنت والتحصيل الدراسي لطلبة عينة البحث.

وهذه النتائج تتفق مع ما توصل اليه كل من الباحثين (االشيباني 2023) و (الحساني 2022) و(الحيلة 2000) وهذا يشير الى ان التأثيرات السلبية للإدمان على الانترنت ظاهرة منتشرة في العديد من المجتمعات وأنها لا تخص مجتمع بعينه، كما انها تشير الى قصور في التوجيه والإرشاد التربوي للطلبة للتعامل الصحيح مع تقنيات التواصل الحديثة التي ترافق حياتنا المعاصرة.

 

  • التوصيات:

في ضوء نتائج البحث أوصى الباحث بما يلي:

  1. توجيه المؤسسات التربوية والأكاديمية بتوعية الطلبة بالتأثيرات السلبية للإدمان على الانترنت وانعكاساته السلبية المختلفة.
  2. التوعية والتوجيه من خلال اللقاءات المتعددة للتقليل من سلوك الإدمان على الانترنت.

 

  • المصادر:
  1. احمد، نهلة امين (2010)” ادمان الانترنت واثاره الجسدية والنفسية” مجلة الحرية النفسية، (8) مسترجع من eftteday.comبتاريخ 15-3-2022 .
  2. بوبعاية، سمية (2017) “الإدمان على الانترنت وعلاقته بظهور اضطرابات النوم لدى عينة من الشباب الجامعي (دراسة ميدانية بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة)، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.
  3. جاد، محمد عبد المطلب (2006) ” بعض الأساليب المعرفية لدى مدمني الانترنت” دراسة تفاعلية على عينة من طلاب كلية التربية النوعية، مجلة التربية المعاصرة، السنة (2004)، (23)، ص 5-8.
  4. الحساني، امال علي احمد (2022) ” ادمان الانترنت لدى عينة من طلاب كلية التربية في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية”، مجلة جامعة جنوب الوادي الدولية للعلوم التربوية، العدد الثامن، مصر.
  5. الحيلة، محمد محمود (2000) ” أثر الاستخدام المنزلي للأنترنت في التحصيل الدراسي لمستخدميه” المجلة العربية للتربية، تونس، (20)، ص150-169.
  6. خواجا، ماجد عبد العزيز (2009) “الاثار الاجتماعية لانتشار الانترنت على الشباب”، جامعة الملك عبد العزيز، كلية المعلمين، محافظة الجدة، المملكة العربية السعودية.
  7. خلي، ذكري يوسف (2018) ” أعراض الانترنت اثاره وعلاجه”، https://www.altibbi.com/4136
  8. الزيدي، أمل بنت علي بن ناصر (2014) ” ادمان الانترنت وعلاقته بالتواصل الاجتماعي والتحصيل الدراسي لدى طلبة جامعة نزوى”، رسالة ماجستير، كلية العلوم والآداب، سلطنة عمان.
  9. زيتون، حسن وزيتون، كمال (1995) ” تصنيف الأهداف محاولة عربية”، دار المعارف، القاهرة، مصر.
  10. هاني، احمد فخري (2012) ” الإدمان على الانترنت” ، مجلة العلوم الاجتماعية، مسترجع، swmsa.netبتاريخ 6-11-2022.
  11. عفيفي، صديق محمد (2007) ” دليل المعلم في إدارة الفصل”، منشورات المنظمة العربية للتربية الإدارية، القاهرة، مصر.
  12. العدوان، زيد سلامة والحوامدة، محمد فؤاد (2011) ” تصميم التدريس بين النظرية والتطبيق”، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
  13. سليمة، حمودة (2015) ” الإدمان على الانترنت اضطراب العصر”، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر، (21)، ص 213-224.
  14. شحاتة، حسن والنجار، زينب (2003) ” معجم المصطلحات التربوية والنفسية”، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر.
  15. الشيباني، رحمة الحوسين (2023) ” ادمان الانترنت والتحصيل الدراسي لطلاب المرحلة الثانوية، دراسة ميدانية على عينة من طلاب التعليم الثانوي بمدينة سرت”، مجلة كلية التربية-جامعة سرت، المجلة (2) العدد (3)، يناير 2023.
  16. مسعود، عائشة علي (2018) ” الانترنت يهدد حياتنا”، https://download-internet-pdf-ebooks.com/14267-free-book.
  17. النبهان، يحيى محمد (2008) ” الإدارة الصفية والاختبارات”، دار البازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
  18. نصر الله، عمر عبد الرحيم (2010) ” تدني مستوى التحصيل والانجاز المدرسي أسبابه وعلاجه”، دار الأوائل، الطبعة الثانية، عمان، الأردن.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *