نوفمبر 22, 2024 11:05 م
download

أ.د. محمد عبود الحراحشة

عميد كلية العلوم التربوية ومدير البرنامج الدولي للدراسات العليا سابقاً/ جامعة آل البيت، المفرق

المملكة الأردنية الهاشمية

E-mail: dr_harah@yahoo.com

هاتف مكتب: 0096226232219  فرعي 2661

هاتف نقال: 00962772211801

الملخص

هدفت الدراسة إلى معرفة درجة  ممارسة إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالتنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية. ولتحقيق هدف الدراسة تم اختيار عينة طبقية عشوائية تكونت من (364) فرداَ ، طبق عليهم استبانة تكونت من (40) فقرة؛ وتم التحقق من صدقها وثباتها. وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: جاءت درجة  ممارسة إدارة الجودة الشاملة ومستوى التنمية المستدامة  في مؤسسات التعليم العالي الأردنية متوسطة. وأشارت النتائج إلى وجود علاقة إيجابية (طردية) دالة إحصائيا بين درجة  ممارسة إدارة الجودة الشاملة ومستوى التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية وفي ضوء النتائج يوصي الباحث بمجموعة من التوصيات أهمها: توفير الإمكانات والتسهيلات التي من شأنها ان تساعد على توفير بيئة لتطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة؛ وزيادة فرص التنمية المستدامة.

الكلمات المفتاحية: إدارة الجودة الشاملة، التنمية المستدامة، مؤسسات التعليم العالي الأردنية.

 

Total Quality Management and its Relationship to Sustainable Development

“An Applied Study on Jordanian Higher Education Institutions”

Prof. Dr Mohammad Aboud Al Harahsheh

Professor of Educational Leadership

Dean of the College of Educational Sciences and Director of the International Postgraduate Program / Al al-Bayt University, Mafraqthe Hashemite Kingdom of Jordan

Abstract

The study aimed to find out the degree of total quality management practice and its relationship to sustainable development in Jordanian higher education institutions. To achieve the aim of the study, a stratified random sample was selected, consisting of (364) individuals. A questionnaire consisting of (40) items was applied to them. Its validity and reliability were verified. The study reached the following results: The degree of practising total quality management and the level of sustainable development in Jordanian higher education institutions was medium. The results indicated that there is a positive (proportional) relationship statistically significant between the degree of total quality management practice and the level of sustainable development in Jordanian higher education institutions. comprehensive; and increasing opportunities for sustainable development.

Keywords: total quality management, sustainable development, Jordanian higher education institutions.

 

مقدمة:

يُعدّ هذا العصر عصر تغير دائم ولا بد فيه  للمؤسسات أن تكون قادرة على التكيف مع طبيعة العصر وقد المنظمات التعلمية أكثر حاجة لمسايرة الواقع نظراً لطبيعة أهدافها ودورها، وبذلك فهي أكثر حاجة من المؤسسات الأخرى لقادة قادرين على التواصل المستمر مع متطلبات التنمية المستدامة والعمل على تحقيقها.

وتسعى المؤسسات الى لحل ما تعترضها من مشكلات لتحسين الأداء، ويأتي ذلك من خلال تحليل الأنشطة التي يقوم بها العاملين والتعرف على مستوى الأداء الحالي والعمل على تحسينه، حيث تشير الدراسات الى إن الأداء المتدني في المؤسسات قد يكون بسبب تقاعس العاملين، ويمكن تصحيح مثل هذا الخلل وتبديله، وهنالك خلل آخر يعود الى النظام المتبع في الإدارة نفسها ويتعلق بالإجراءات والعمليات الروتينية المطبقة، وهي قد تكون سبب تدني أداء الخدمة، مثل هذه الأوضاع قد تستمر طويلاً في المؤسسات  دون أن يكون هناك اهتمام من الإدارة باستبداله او إصلاحه، إلا إن المؤسسات التي تتبنى المفاهيم الإدارية الحديثة مثل مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبق المفاهيم التكنولوجية الحديثة في عملياتها  يفرض عليها مراجعة إجراءاتها وخطواتها وادائها بشكل مستمر ومنتظم سعيا لاكتشاف أسباب التدني ومعالجتها(المجالي، 2020).

ولتطبيق الجودة الشّاملة في مؤسسات التعليم العالي فوائد منها: ضبط وتطوّير النّظام الإداريّ فيها، والارتقاء بمستوى الطّلبة. كما أنّ تطبيقها يؤدّي إلى قلة الشكاوي، وعلاج مشكلات الطّلبة والمؤسسات المستفيدة من خريجي هذه المؤسسات، ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريّين واعضاء الهيئة التدريسية العاملين في مؤسسات التعليم العالي. ومن فوائد تطبيق الجودة الشّاملة أيضا الوفاء بمتطلّبات الطّلبة كمستفيدين داخليون ومؤسسات المجتمع كمستفيدين خارجيون.

وأشاربونيسر ونينج (Bonesronning, 2004) الوارد في المجالي (2020) إلى إن ادارة الجودة الشاملة في الجامعة تُعدّ مدخلا اداريا جديدا يسعى الى تحقيق التحسين المستمر في جودة الخدمات الجامعية المتنوعة (خدمات أكاديمية تعليمية تعلمية، وخدمات ادارية، وخدمات فنية)، وتسعى الى تحقيق أفضل النتائج من خلال التركيز على استخدام أفضل المدخلات وأفضل العمليات، وتركز على استخدام الأساليب التحليلية التي تقود الى ضمان تحقيق افضل النتائج الجامعية.

وأشار علوان (2005) إلى  مبادئ ادارة الجودة الشاملة الآتية:

  1. التزام الإدارة العليا: ان عملية الجودة تكتسب قوتها وفاعليتها من قوة الإدارة العليا والتزامها بالإجراءات المحددة في العمل، وبث روح الفريق والمشاركة بين العاملين.
  2. التركيز على المستفيد: يجب على المؤسسات اختيار العاملين الكفؤين لإنتاج الخدمة او المنتج بجودة، لان هذا العامل هو نفسه بالتالي المستفيد.
  3. اتباع منهجاً علمياً في اتخاذ القرارات: ان وجود نظام كفء للمعلومات يعمل على توفير المعلومات اللازمة والقيمة بالنوع والوقت المناسبين للعاملين، والعمل على التحسين المستمر المشترك بين العاملين والمستفيد يؤدي الى التقليل من المشاكل وحلها داخل بيئة المؤسسة.
  4. مشاركة الموردين: فمن الضروري الاهتمام بالعلاقة الطيبة والطويلة معهم وجعلها اكثر استقراراً.
  5. التقليل من الاخطاء والوقاية منها: وتعد مؤشراً على جودة اداء العمليات والنتائج من خلال الانتظام بالمواصفات المحدد لهذه العمليات والنتائج.
  6. المسؤولية: وهي المسؤولية المناط بها الجميع داخل المؤسسة، والمتمثلة ببناء جودة مطابقة للمواصفات المطلوبة.
  7. التغذية الراجعة: تمثل المعلومات التي تتلقاها الإدارة من المستفيدين من الخدمات المقدمة من المؤسسة.
  8. التوعية والارشاد: من خلال تدريب العاملين، فكفاءة وجودة الانتاج من كفاءة العاملين عليها، لذا يجب تدريبهم وتطويرهم واكسابهم الخبرة اللازمة لعملية ادارة الجودة الشاملة.
  9. التكاملية: فالتكامل بين اقسام المؤسسة وبين انشطتها يؤدي الى تحقيق اهداف إدارة الجودة الشاملة.

وتؤدي الجامعات دوراً هاماً في تلبية متطلبات التنمية المستدامة، ففي الجانب الاقتصادي يظهر دورها بوضوح عبر ما تقدمه من كوادر مؤهلة علمياً وعملياً توكل إليهم مهمة القيام بتخطيط ووضع الاقتصادية التنموية وتنفيذها لمعالجة المشكلات الاقتصادية المختلفة كظاهرة البطالة ومحاربة الفساد المالي بمختلف أشكاله وغيرها من تحديات وفي الجانب الاجتماعي فقد أسهمت الجامعات في تطوير وتحسين حياة المجتمعات وزيادة رفاهيتها من خلال تمكينها من استغلال مواردها بطريقة كفؤة وبشكل يراعي نصيب الأجيال القادمة من هذه الموارد إضافة لقيامها بدعم البرامج والخطط الهادفة للحد من ظاهرة الفقر وغيرها من أنشطة تستهدف تحقيق التنمية الاجتماعية، كذلك وعلى الصعيد البيئي يظهر دور الجامعات عبر ما تقوم به من عقد للمؤتمرات والندوات والبرامج الخاصة بالبيئة لحمايتها من كافة أشكال التلوث البيئي، فضالً عن مداومة أعضاء الهيئات التدريسية بها على نشر الأبحاث والدراسات العلمية الهادفة إلى توفير مصادر مستدامة للطاقة(الجازوي والعشبي والبرعصي، 2021).

وأشار كامل ومهیار (٢٠٠٨) الوارد في الحداد(2014) إلى ان التنمية المستدامة تشیر إلى تحسین مستوى الخدمات والكفاءة الوظيفية للعاملين.

وتهدف التنمية المستدامة إلى “تلبية احتياجات الحاضر دون الإخلال بالقدرة على تلبية احتياجات المستقبل. وترتكز فلسفة التنمية المستدامة على أن الاهتمام بالبيئة وما تحتويه من موارد طبيعية هو أساس التنمية الاقتصادية والصحية والثقافية وغيرها، وهذا يتطلب إعداد خطط تنموية تهتم بالمشروعات الحالية وتهتم بآثارها البعيدة على البيئة وعلى الناس في المستقبل، وبذلك تستمر التنمية. وتلك الخطط لا تشمل فقط دور الدول والمؤسسات في المشروعات التي تقيمها وإنما تشتمل  أيضاً على دور الفرد في المجتمع، لأن الفرد أساس المجتمع”(منظمة الإيسيكو، 2004).

ومن مجالات  التنمية المستدامة، ويمكن إجمالها في المجالات الآتية:

1التنمية المهنية للعاملين: تشير إلى مساعدة العاملين على مواجهة التحديات التي تخلقها التطورات التكنولوجية وغيرها من أنواع التطور في بيئة العمل وتستهدف أيضًا معاونتهم على التكيف إزاء المتطلبات الجديدة لتحقيق مستويات الأداء، المطلوبة للبقاء والحفاظ على المقدرة التنافسية، وهي مهارات مركبة أو أنماط سلوكية  تظهر في الأداء (الحكمي، 2004)؛ ومن مبررات التنمية المهنية للعاملين ما يأتي (مدني، 2002):

  • تحدي جودة النوعية في التعليم، فتحقيق جودة النوعية في التعليم أصبح يشكّل تحديًا للمسؤولين في التربية والتعليم.
  • ظهور بعض القضايا في عمليات الإعداد والتدريب مثل التأكيد على ما يحتاج إليها مستقبلاً مقابل ما هو موجود ، والموضوعية مقابل الذاتية، والثبات الانفعالي مقابل عدم الثبات، والإتقان مقابل العمومية، والتقييم العالمي مقابل معيار التقييم المحلي، والممارسة الإبداعية مقابل الممارسة الحالية.
  • ثورة المعلومات والاتصالات: ينصب التركيز في الوقت الحاضر على التواصل مع ثورة المعلومات والاتصالات واستغلالها أحسن استغلال.

2-البيئة التنظيمية: إن البيئة التنظيمية تمثل شخصية المؤسسة بكل أبعادها  وتؤدي البيئة التنظيمية بعناصرها الرئيسة: الهيكل التنظيمي، والثقافة التنظيمية، والموارد التنظيمية دوراً هاماً وحيوياً في أداء المؤسسات، وذلك عن طريق التأثير في طبيعة المناخ التنظيمي الذي ينعكس في سلوك العاملين فيها، ويظهر بالتالي مدى استعداد العاملين لبذل جهود كبيرة لصالح المؤسسة وامتلاك الرغبة القوية في البقاء فيها ، والقبول بالقيم والأهداف الرئيسة للمؤسسة (القطامين، 2006).

3- الإبداع التنظيمي: يعد الإبداع من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات بشكل عام ويتمثل الاتيان بشيء جديد غير مألوف تنظيمياً.

4-الريادة والتنافسية: اتسع نطاق استخدام مفهوم الريادية من قبل المؤسسات وتعددت التوجهات التي تفسره، باعتباره عنصراً حيوياً ينبغي الإشارة إلى مختلف الأبعاد المرتبطة به، وتطور استخدام الريادية ليشمل الإدارة الاستراتيجية باعتبارها الوجه المقابل لها، وذلك في سياق الأعمال الريادية والتوجه نحو خلق الرفاهية، لذلك ظهر التداخل بين الإدارة الاستراتيجية والنشاط الريادي من خلال دمج الإدارة الاستراتيجية في مختلف أعمال الابتكار والإبداع التي تعزز القدرة التنافسية للمؤسسة، فضلا عما تضفيه من دعم الشراكة الاستراتيجية والموارد والتعليم في مجال الصناعة (خصاونة، 2011).

5-الفاعلية التنظيمية: يُعد برنارد  Barnardأول من حاول أن يقدم تعريفاً للفاعلية التنظيمية، معتمداً على عنصر الهدف كونه مؤشراً رئيساً للفاعلية، إذ اعتبر أن فاعلية أي نشاط مقترنة بمدى النجاح في تحقيق الهدف الذي أقيم من أجله هذا النشاط (حريم، 2006).

وهنالك ارتباطا وثيقاً بين إدارة الجودة الشاملة والتنمية المستدامة، فعندما تطبق متطلبات إدارة الجودة الشاملة كاستراتيجية إدارية على مؤسسات التعليم العالي بجميع مستوياتها وعناصرها ينعكس ذلك ايجابياً على متطلبات التنمية المستدامة بجميع مجالاتها، ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالتنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية.

وتناولت عدد من الدراسات السابقة سواء على  المستوى العربي أو الأجنبي، موضوع الجودة والتنمية المستدامة حيث تم ترتيبها حسب التسلسل الزمني، وفقاً للآتي:

دراسات تتعلق بإدارة الجودة الشاملة:

هدفت دراسة الكيومي (2002) التعرف إلى تقدير درجة إمكانية تطبيق بعض مفاهيم إدارة الجودة في كليات التربية في سلطنة عُمان، وقد تكونت عينة الدراسة من (44) إدارياً و(137) فرد، وأظهرت النتائج إلى أن وجهة نظر كلاً من الإداريين وأعضاء هيئة التدريس في سلطنة عُمان وقد جاءت متطابقة في درجة إمكانية تطبيق بعض مفاهيم إدارة الجودة الشاملة، وإن إمكانية تطبيقها كانت عالية على كل مجالات الدراسة باستثناء مجال استخدام الطريقة العلمية، حيث جاءت بدرجة متوسطة، وقد كانت مجالات الدراسة هي : التركيز على رسالة المؤسسة، وصناعة اتخاذ القرار، واللامركزية الإدارية، والاستقلالية، واستخدام الطريقة العلمية، وعمل الفريق، والتدريب المستمر، والتقويم المستمر.

وأجرى بدح (2003) دراسة هدفت إلى تطوير أنموذج لإدارة الجودة الشاملة وبيان درجة إمكانية تطبيقه في الجامعات الأردنية العامة ، وقد تكون الأنموذج المفتوح من مجالات هي: القيادة ورسالة الجامعة، والثقافة التنظيمية، ونظم المعلومات، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة الموارد البشرية، وإدارة العمليات، والتحسن المستمر، ورضا العملاء، والتغذية الراجعة، وقد تألفت عينة الدراسة من (508) من عمداء ورؤساء الأقسام الأكاديمية، ومديري الوحدات الإدارية لجميع الجامعات الأردنية، وقد بينت الدراسة أن إمكانية تطبيق الأنموذج المقترح جاءت بدرجة كبيرة، وأن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية في درجة إمكانية تطبيق الأنموذج بين العمداء ورؤساء الأقسام ومديري الوحدات في الجامعات ولصالح العمداء .

وأجرى علاونة (2004) دراسة هدفت إلى معرفة مدى تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في الجامعة العربية الأمريكية من وجهة نظر أعضاء هيئتها التدريسية ، وتحديد أكثر  مبادئ إدارة الجودة الشاملة تطبيقياً في الجامعة كما يراها أعضاء هيئة التدريس. وبينت نتائج الدراسة أن درجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في الجامعة العربية الأمريكية بدرجة كبيرة على مجال تهيئة متطلبات الجودة في التعليم ومجال متابعة العملية التعليمية التعلمية وتطويرها أما مجال تطوير القوى البشرية واتخاذ القرار وخدمة المجتمع فقد جاءت بدرجة كبيرة.

أجرى الغميز (2004) دراسة هدفت معرفة إمكانية تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي السعودية من وجهة نظر مدير الدوائر ورؤساء الأقسام في وزارة التربية والتعليم. بينت نتائج الدراسة، كان ترتيب مجالات إمكانية تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة مرتبة تنازلياً على النحو التالي: مجال مرافق المؤسسات، مجال القيادة، مجال التخطيط، مجال التعلم والتعليم، مجال التقويم، مجال الموارد البشرية والمالية، مجال التغذية الراجعة.

وأجرى درادكة (2004) دراسة هدفت معرفة درجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة في جامعة البلقاء التطبيقية، وتكونت عينة الدراسة من (96) قائد تربوي، وبينت نتائج الدراسة درجة التطبيق بدرجة متوسطة.

أما دراسة التلباني والأغا وحجاج (2006) هدفت  معرفة مدى تطبيق أبعاد إدارة الجودة الشاملة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الأزهر – غزة.  وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية :أن درجة تطبيق أبعاد إدارة الجودة الشاملة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بصورة متوسطة.

وأجرى علوان (2006) دراسة هدفت إلى معرفة إمكانية تطبيق مبادئ وفلسفة إدارة الجودة الشاملة في كليات جامعة التحدي الليبية، وتكونت عينة الدراسة من(811) فردا، وأظهرت الدراسة النتائج الآتية: أن إمكانية تطيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس هي غير ملائمة للتطبيق في كليات الجامعة في جميع مجالات إدارة الجودة الشاملة.

دراسة الشلبي (2010) هدفت إلى التعرف إلى اثر الجودة الشاملة في تنمية البرامج المهنية للمعلمين وكالة الغوث الأردنية، حيث اجرت الباحثة دراستها على عينة تكونت من (108) معلما ومعلمة، وتوصلت للنتائج التالية: هنالك اثر واضح لإدارة الجودة الشاملة في برامج التنمية المهنية وفي كلا البعدين، وهنالك فروق ذات دلالة احصائية عند متغير الجنس وفي كلا البعدين لاثر الجودة الشاملة وانعدامه في بقية المتغيرات الديموغرافية.

أجرى غريب والفرح (Gharib And Alfarah,2012) دراسة هدفت معرفة واقع تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في إدارة الأداء في المراكز التعليمية والمؤسسات التعليمية من التعليم الخاص. وقد تم اختيار عينة الدراسة في أسلوب الاختيار المتعمد ، وتشكل ( 35 ) مركزا.، وتشير النتائج إلى أن هناك مستوى عال من المعرفة من مدراء مراكز ومؤسسات التربية الخاصة لمفهوم الجودة الشاملة و الاتجاهات الإيجابية نحو معايير لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في هذه المراكز والمؤسسات.

الدراسات السابقة المتعلقة بالتنمية المستدامة:

        وأجرى الجوارنة(2004) دراسة هدفت التعرف إلى تقدير درجة مواءمة مخرجات التعليم الجامعي في الأردن لمعايير التنمية المستدامة كما وردت في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. واستخدم المنهج الوصفي والنوعي. وتوصلت الدراسة إلى أن درجة مواءمة مخرجات التعليم الجامعي في الأردن لمعايير التنمية البشرية المستدامة كما وردت في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاءت بدرجة متوسطة.

دراسات تتعلق بإدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالتنمية المستدامة:

اجرى يالديريم(Yildirim, 2012)   دراسة هدفت معرفة أثر إدارة الجودة الشاملة على الميزة التنافسية المستدامة وتوصلت الدراسة إن تطبيق إدارة الجودة بشكل صحيح يؤدي إلى خلق ميزة تنافسية مستدامة للمنظمات.

وهدت دراسة غاني و بوراجاب  ( Ghani & Pourrajab, 2014)الكشف عن أهمية رفع مستوى الجودة في التعليم وتوضح أهمية زيادة مستوى الجودة في نظام التعليم والمدرسة من أجل الحصول على الاستدامة في التعليم, واظهار كيفية الوصول إلى التعليم المستدام من خلال تنفيذ فلسفة إدارة الجودة الشاملة؛ في نظام التعليم والمدرسة؛ وتحديد بعض النقاط المفيدة لمديري التعليم وصانعي السياسات للوصول إلى التعليم المستدام من خلال تنفيذ إدارة الجودة الشاملة في المنظمات التعليمية. وتوصلت إلى أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدرسة يمكن مدراء  التعليم وصانعي السياسات من زيادة جودة المدارس والبقاء على مستوى عال.

اجرى الحداد (2014) دراسة هدفت  التعرف إلى تصور القيادات الإدارية في التعليم العالي عن مفهوم إدارة الجودة الشاملة، وأثر توافر أبعادها على عناصر التنمية المستدامة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وطبقت الدراسة على عينة بلغت(30) قيادي من العاملين في الجامعات العراقية؛ وتوصلت نتائجها: إن مستوى تصورات القيادات الإدارية لإدارة الجودة الشاملة والتنمية المستدامة جاء مرتفعاً. وكذلك أن هناك إثر معنوي  لأبعاد إدارة الجودة الشاملة (التحسين المستمر، التركيز على العملاء، القيادة الإدارية، المشاركة الكاملة للعاملين، اتخاذ القرارات، التعلم والتدريب) على عناصر التنمية المستدامة( الإنصاف، والتمكين، وحسن الإدارة والمساءلة، والتضامن).

اجرى جوميسك Gomisek, 2016) ) دراسة هدفت إلى اجراء  تحليل تجريبي لمساهمة ممارسات الابتكار الموجهة نحو الاستدامة تحت مظلة إدارة الجودة الشاملة على الأداء التنظيمي وأبعاده و تحسين فهم ممارسات الاستدامة فيما يتعلق بأبعاد الأداء التنظيمي.وتوصلت الدراسة  إلى وجود علاقات ارتباط إيجابية بين ممارسات الابتكار الموجهة نحو الاستدامة وجميع أبعاد الأداء التنظيمي, وأن هناك ارتباط بعلاقة كبيرة بين أبعاد الابتكار الموجهة نحو الاستدامة بالأداء التنظيمي بشكل عام وأداء الابتكار كأداء اجتماعي وأن هناك أثر لإدارة الجودة الشاملة على الأداء الاقتصادي والاداء البيئي من مختلف النواحي.

اجرى الإدريسي(2018) دراسة هدفت معرفة دور إدارة الجودة الشاملة في تعزيز التنمية المستدامة لبيئة المنظمات التعليمية اليمنية  ومستوى مساهمة كل بعد من أبعاد إدارة الجودة الشاملة في تعزيز التنمية المستدامة وتحديد أيها أكثر تأثير في تعزيز التنمية المستدامة ومعرفة مستوى تطبيق أبعاد إدارة الجودة الشاملة ومعرفة مستوى تحقيق التنمية المستدامة في بيئة المنظمات التعليمية اليمنية وتكونت عينة الدراسة من (267) فرداً وتوصلت  النتائج وجود دور ذي دلالة إحصائية لإدارة الجودة الشاملة وأبعادها الفرعية في تعزيز التنمية المستدامة لبيئة المنظمات التعليمية اليمنية وكانت الأبعاد التي لها الدور البارز والأهم في تعزيز التنمية المستدامة لبيئة المنظمات التعليمية الحكومية اليمنية وكشفت النتائج وجود مستوى عال من التطبيق بوجه عام؛ إلا أنها غير دالة إحصائياً وكان مستوى التطبيق في المنظمات التعليمية الأهلية أكبر من مستوى من المنظمات التعليمية الحكومية. كما أسفرت النتائج عن وجود مستوى عال من تحق ق التنمية المستدامة في بيئة المنظمات التعليمية اليمنية بوجه عام, وأن مستوى تحق ق التنمية المستدامة في بيئة المنظمات التعليمية الأهلية أكبر من مستوى التحق ق الحاصل في بيئة المنظمات التعليمية الحكومية.

مشكلة الدراسة:

نظراً لأهميّة تطبيق معايير الجودة الشّاملة في مؤسسات التعليم العالي، وتأثيرها على مجالات التنمية المستدامة، وانعكاسها الكبير على تحقيق أهداف الجامعة ككلّ، كان لا بدّ أن الاهتمام بتطبيقها في قيادة مؤسسات التعليم العالي كوسيلة من وسائل التنمية المستدامة؛ لأنّ اهتمام القيادة بتطبيق معايير الجودة الشّاملة في مختلف مناحي المؤسسة يعني تنمية الولاء الوظيفيّ عند العاملين، ممّا يعني قيامهم بالأعمال  المنوطة بهم بدقة واتقان. لذا تتحدّد مشكلة الدّراسة الحاليّة في  الكشف عن درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالتنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية.

وتهدف التنمية المستدامة إلى تحسين نوعية حياة الإنسان، من منطلق العيش في إطار القدرة الاستيعابية للبيئة المحيطة، وترتكز فلسفة التنمية المستدامة على حقيقة هامة، مفادها أن الاهتمام بالبيئة هو الأساس الصلب للتنمية بجميع جوانبها، فهذا النوع من التنمية هو الذي يركز على بعدين مهمين هما الحاضر والمستقبل، حيث تكمن أهمية التنمية المستدامة، في قدرتها على إيجاد التوازن بين متطلبات التنمية للأجيال الحاضرة، دون أن يكون ذلك على حساب الأجيال القادمة. لذا تتحدّد مشكلة الدّراسة الحاليّة في التّعرّف إلى علاقة درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة بالتنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية؟

هدف الدراسة:

هدفت الدِّراسة تَعَرُّف العلاقة بين درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة بالتنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية

أسئلة الدراسة:

أجابت الدراسة  عن الأسئلة الآتية:

  • ما درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها؟.
  • ما مستوى التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها ؟.
  • هل هناك علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a ≤05) درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة لدى قادة مؤسسات التعليم العالي الأردنية ومستوى التنمية المستدامة ؟.

أهمية الدراسة:

يمكن صياغة أهمية الدراسة بالنقاط الآتية:

  • من الناحية النظرية يمكن لنتائج الدِّراسة أن تضيف معرفة جديدة للفكر التربوية في مجال إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية.
  • يمكن أن تساعد الدِّراسة من الناحية العملية في الميدان التربوي وصناع القرار التربوي لتطوير البرامج التدريبية.
  • إبراز أهمية التنمية المستدامة في تقدم المؤسسات التربوية حيث تُسهم إدارة الجودة الشاملة  في إيجاد بيئة تعليمية متماسكة يسودها الحب والتعاون بين أفرادها.
  • تسهم الجودة الشاملة في الكشف عن مقدرات العاملين ومواهبهم وطاقاتهم كي يتم استثمارها خير استثمار.
  • تؤثر إدارة الجودة الشاملة في سير العمل بالطريقة التي ترضي كافة العاملين؛ لأنها تضمن للجميع تكافؤ الفرص والتعزيز المناسب مما يؤدي إلى استثارة دافعية العاملين وبالتالي تقدير عالٍ لذاتهم وتحقيق نتاجات واضحة وازدهار في بيئة تعليمية.
  • تسهم في تطوير أداء القادة في مؤسسات التعليم العالي، ووضع البرامج التدريبية المناسبة بعد معرفة جوانب الخلل والقصور في إداراتهم والعمل على تجاوزها وتقوية مقدراتهم القيادية وكذلك تقديم الدعم المناسب للعاملين للرقي بهم مما يؤدي إلى تحسين أدائهم.

 

  المصطلحات :

تضمنت الدراسة المصطلحات الآتية:

  1. إدارة الجودة الشاملة: “هي فلسفة إداريّة تشمل كافّة نشاطات المؤسّسة الّتي من خلالها يتمّ تحقيق احتياجات وتوقّعات الزّبون والمجتمع، وتحقيق أهداف المؤسّسة كذلك بأكفأ الطّرق وأقلّها تكلفة عن طريق الاستخدام الأمثل لطاقات جميع العاملين بدافع مستمرّ للتطّوير”(العزاوي،2010: 29). وتعرّف إجرائيّا بالدّرجة الكليّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة عن الأداة المعدّة لذلك المحدّدة بالمجالات الآتية: (القيادة المدرسيّة، الطّلبة، المعلّمون، المناهج المدرسيّة، الإمكانات الماديّة)

التنمية المستدامة: “ان التنمية المستدامة تعني الاستخدام الأمثل لجميع الموارد المتاحة سواءً البشرية أو المالیة المادية والمعنوية وغيرها للمستقبل البعيد مع التركيز على حیاة أفضل ذات قیمة عالية للأجبال القادمة في الحاضر والمستقبل”(الطويل 2010 : 86). وتعرف إجرائياً بالدرجة الكلية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على المقياس المحدد بالمجالات الآتية (النمو المهني للعاملين، والبيئة التنظيمية، والإبداع التنظيمي، والتنافسية والريادة، والفاعلية التنظيمية).

حدود الدِّراسة ومحدداتها:

تتحدد الدراسة بالحدود والمحددات الآتية:

الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة على موضوع درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالتنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية.

الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على عينة من العاملين في الجامعات الأردنية.

الحدود المكانية: تم التطبيق الميداني على الجامعات في المملكة الأردنية الهاشمية.

الحدود الزمانية: سيتم تطبيق هذه الدِّراسة خلال العام الدراسي 2022/2023م.

 المحددات: إن تعميم نتائج الدِّراسة الحالية تم في ضوء صدق وثبات أداة الدِّراسة، ودقة وموضوعية استجابات أفراد عينة الدِّراسة على فقرات أداة الدِّراسة.

الطريقة والإجراءات

تناول هذا الجزء وصفًا لمنهج الدراسة، ومجتمع الدراسة وعينتها وأداة الدراسة التي تم استخدامها والإجراءات اللازمة للتحقق من صدق وثبات أداة الدراسة

منهج الدراسة:

 اتبعت الدراسة المنهج الوصفي المسحي الارتباطي لملاءمته لطبيعة الدراسة، وذلك باستخدام أداة لجمع البيانات من أفراد عينة الدراسة.

مجتمع الدراسة:

 تكون مجتمع الدراسة من جميع العاملين في مؤسسات التعليم العالي الرسمية في اقليم الشمال في المملكة الأردنية الهاشمية والبالغ عددهم(6616) منهم (2493) أكاديمي و(4123) إداري (https://www.mohe.gov.jo/Ar/List).

عينة الدراسة:

 تم اختيار عينة طبقية عشوائية مكونة من (364) فرداً  العاملين في مؤسسات التعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية للعام الدراسي 2022/2023، وبنسبة ( 18 %) من مجتمع الدراسة.

أداة الدراسة: تم تطوير أداة تكونت من محورين الأول تكون من (20) فقرة لقياس درجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة موزعة على اربعة مجالات هي(التزام الإدارة العليا، التركيز على رضا المستفيدين، العمل الفريقي، التحسين المستمر). والمحور الثاني تكون من (20) فقرة لقياس مستوى التنمية المستدامة موزعة على خمسة مجالات هي  (البيئة التنظيمية، التنافسية والريادة، الفاعلية التنظيمية، الإبداع التنظيمي، و النمو المهني للعاملين).

وتتكون الأداتين من ثلاثة أجزاء: الجزء الأول: معلومات شخصية لأفراد العينة مثل: (الجنس، وسنوات الخبرة، والمؤهل العلمي، والمسمى الوظيفي). الجزء الثاني: أداة تطبيق إدارة الجودة الشاملة. الجزء الثالث: أداة مستوى التنمية المستدامة. وقد تم تحديد الإجابات بثلاث معايير هي (بدرجة كبيرة ، وبدرجة متوسطة، وبدرجة منخفضة).

صدق أداة الدراسة وثباتها: تم استخدام طريقة صدق المحتوى وتم الأخذ بملاحظات المحكمين، وتم التحقق من الثبات باستخدام معادلة كرونباخ ألفا، وقد تراوحت معاملات الثبات للمجالات ما بين( –  0.89 0.91)، وهذه القيم تُعدّ مقبولة لغايات هذا البحث.

نتائج الدراسة ومناقشتها

تناول هذا الفصل عرضاً لنتائج الدراسة وفقاً لتسلسل أسئلتها، وذلك على النحو الآتي:

نتائج السؤال الأول ومناقشته: ما درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها؟ للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والدرجة، والجدول(1) يبين ذلك.

الجدول (1)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، لدرجة تطبيق معايير أدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي مرتبة تنازلياً

الرقم المجالات المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الرتبة درجة التقدير
1 التزام الإدارة العليا 2.31 0.86 1 متوسطة
2 التركيز على رضا المستفيدين 2.28 0.81 2 متوسطة
4 العمل الفريقي 2.17 0.93 3 متوسطة
3 التحسين المستمر 2.10 0.83 4 متوسطة
الدرجة الكلية 2.22 0.51 متوسطة

يبين الجدول (1) أن درجة تطبيق معايير أدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي من وجهة نظر العاملين فيها جاءت متوسطة، بمتوسط حسابي مقداره (2.22) وبانحراف معياري (.51)، وتراوحت المتوسطات وتراوحت المتوسطات الحسابية للمجالات ما بين (2.10- 2.31)، حيث جاء مجال التزام الإدارة العليا أولاً بمتوسط حسابي (2.31)، وبانحراف معياري بلغ (.86)، وبدرجة متوسطة، تلاه ثانياً مجال التركيز على رضا المستفيدين بمتوسط حسابي بلغ (2.28)، وبانحراف معياري بلغ (.81)، وبدرجة متوسطة، تلاه في ثالثاً مجال العمل الفريقي بمتوسط حسابي بلغ (2.17)، وبانحراف معياري بلغ (.93) وبدرجة متوسطة، بينما جاء مجال التحسين المستمر في الرتبة الرابعة وبمتوسط حسابي بلغ (2.10)، وبانحراف معياري بلغ (.83) وبدرجة متوسطة. وقد يفسر ذلك إلى إلى أن تطبيقات هذا النهج الإداري لا زال في بداياته من حيث الممارسة والتدرب عليه، كما أن هناك مستوى منخفض من الوعي بأهمية ثقافة الجودة الشاملة وقد يعود ذلك إلى قلة البرامج التدريبية ، والندوات، والمحاضرات التي تسهم في نشر الوعي بثقافة الجودة الشاملة، كذلك عدم توفر المستلزمات المادية التي تسهم في تحقيق معايير إدارة الجودة الشاملة، فضلاً عن عدم وجود طرق قياس موضوعية لتقويم أداء العاملين بما يتفق مع معايير إدارة الجودة الشاملة. واتفقت مع نتائج دراسة كل من  دراسة (الكيومي ،2002؛ الغميز ،(2004؛ درادكة ،2004؛ التلباني والأغا وحجاج ،2006؛ والتي توصلت إلى  درجة تطبيق  متوسط لإدارة الجودة الشاملة. بينما واختلفت مع نتائج كل من(بدح،2003؛ علاونة ،2004؛ علوان ،2006 ؛ غريب والفرح (Gharib And Alfarah,2012 ؛ الحداد ،2014؛ بوراجاب  ( Ghani & Pourrajab, 2014)  الإدريسي، 2018 والتي توصلت إلى  درجة تطبيق  مرتفع لإدارة الجودة الشاملة.

نتائج السؤال الثاني ومناقشته: ما مستوى التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها؟ للوصول لإجابة هذا السؤال استخرج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والدرجة، والجدول(2) يبين ذلك.

الجدول (2)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والمستوى والرتبة لمجالات التنمية المستدامة مرتبة تنازلياً

الرقم المجالات المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الرتبة مستوى

التقدير

1 البيئة التنظيمية 2.25 0.83 1 متوسطة
5 التنافسية والريادة 2.16 0.91 2 متوسطة
4 الفاعلية التنظيمية 2.12 0.88 3 متوسطة
3 الإبداع التنظيمي 2.09 0.89 4 متوسطة
2 النمو المهني للعاملين 2.03 0.87 5 متوسطة
الدرجة الكلية 2.13 0.51   متوسطة

يبين الجدول (2) أن مستوى التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية من وجهة نظر العاملين فيها جاء متوسطاً بمتوسط حسابي بلغ (2.13)، وبإنحراف معياري (0.51) وقد تراوحت المتوسطات الحسابية لمجالات التنمية المستدامة مابين (2.03-2.25)، إذ جاءت جميع المجالات بدرجة (متوسطة), وجاء مجال البيئة التنظيمية في الرتبة الأولى بأعلى متوسط حسابي بلغ (2.25) وبإنحراف معياري بلغ (83.), بينما جاء مجال التنافسية والريادة في الرتبة الثانية بمتوسط حسابي بلغ (2.16)، وبإنحراف معياري بلغ (91.)، وفي الرتبة الثالثة جاء مجال الفاعلية التنظيمية بمتوسط حسابي بلغ (2.12)، وبإنحراف معياري بلغ (88.)،   وجاء مجال الإبداع التنظيمي في الرتبة الرابعة بمتوسط حسابي بلغ (2.09) وإنحراف معياري قدره (.89). وفي الرتبة الاخيرة جاء مجال  النمو المهني للعاملين بمتوسط حسابي بلغ (2.03) وإنحراف معياري قدره (.87). وتعزى هذه النتيجة إلى إن اهتمام الإدارت الجامعية بالدرجة الأولى على البنية التنظيمية ومستلزماتها الظاهرة للعيان وتهيئة البنية التحتية بما يتناسب مع المدخلات من الموارد البشرية وذلك للحصول على الاعتماد المؤسسي، واما ما يتعلق بالنمو المهني للعاملين فقد جاءت تقديرات  العينة من العاملين لهذا المجال بالرتبة الأخيرة نظراً لما يقدم لهم من دورات تدريبية في الغالب مكررة والأثر المنعكس أقل مما يتوقعة المتدربين. واتفقت مع نتائج دراسة  كل من (الجوارنة،2004؛ والتي توصلت إلى  مستوى  متوسط للتنمية المستدامة . بينما واختلفت مع نتائج كل من  الحداد ،2014؛ بوراجاب  ( Ghani & Pourrajab, 2014)  الإدريسي، 2018 والتي توصلت إلى  مستوى  مرتفع  للتنمية المستدامة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث: هل هناك علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (a 0.05) بين درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة لدى قادة مؤسسات التعليم العالي الأردنية ومستوى التنمية المستدامة ؟

الجدول (3)

معامل ارتباط بيرسون للعلاقة بين درجة ممارسة إدارة الجودة الشاملة لدى قادة مؤسسات التعليم العالي الأردنية ومستوى التنمية المستدامة

العلاقة بين المتغيرات البيئة التنظيمية التنافسية والريادة الفاعلية التنظيمية الإبداع التنظيمي النمو المهني للعاملين الكلي
التزام الإدارة العليا معامل ارتباط .523** .487** .435** .438** .432** .524**
التركيز على رضا المستفيدين معامل ارتباط .432** .543** .456** .478** .468** .554**
العمل الفريقي معامل ارتباط .517** .571** .493** .516** .520** .567**
التحسين المستمر معامل ارتباط .580** .478** .604** .445** .521** .576**
الكلي معامل ارتباط .664** .671** .556** .653** .652** .687**

*   دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.05).         **   دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01).

يتبين من الجدول (3) وجود علاقة ارتباطية ايجابية طردية ذات دلالة احصائية عند مستوى (0.01) بين مجالات درجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة ومجالات التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي الأردنية. وتفسر هذه النتيجة إلى كلما كان هناك تطبيق لمعايير إدارة الجودة الشاملة من قبل الوحدات التنظيمية المختلفة، كلما ارتفع التنمية المستدامة. وربما يفسر ذلك إلى إن الاهتمام بتطبيق معايير ومبادئ إدارة الجودة الشاملة والمرتبطة بدرجة الوعي بثقافة الجودة لدى العاملين لا زالت متواضعة فكلما زادت درجة الوعي بثقافة الجودة ارتفع مستوى التطبيق للمعايير المرتبطة بالجودة وبالتالي ينعكس ذلك الأثر على التنمية المستدامة لأنها ذات علاقة وطيدة بالجودة لأن كل منهما يركز على التحسين المستمر والريادة والإبداع والتنافسية والتميز والاهتمام بالعمل الفريقي وتحسين مستوى الأداء للعاملين؛ لذلك جاءت النتيجة تؤكد على العلاقة الارتباطية الطردية بين مجالات إدارة الجودة الشاملة ومجالات التنمية المستدامة. واتفقت مع نتائج دراسة كل من الشلبي ، 2010؛ Yildirim, 2012)   ؛   Ghani & Pourrajab, 2014 ؛ الحداد ،2014؛ Gomisek, 2016 ؛ الإدريسي، 2018 والتي توصلت تلك الدراسة إلى وجود أثر لإدارة الجودة الشاملة على التنمية المستدامة.

 

توصيات

  • وضع برامج تهدف إلى متابعة رضا العاملين والمستفيدين عن الخدمات المقدمة, لتقييم مخرجاتها.
  • وضع خطط تقلّص الفجوات بين الخدمة المقدمة والخدمة الفعلية.
  • تبني إدارة الجامعات سياسات واضحة وصريحة تحد من الأخطاء الحاصلة في انجاز العمليات الإدارية للعاملين.
  • وضع توصيف وظيفي يحدد الواجبات التي تتطلبها الوظائف, من خلال الاعتماد على وجود هيكل تنظيمي واضح, واستقطاب موظفين ذوي كفاءة ومهنية عالية لتنفيذ الاعمال بدقة عالية.
  • الاهتمام بنشر ثقافة الجودة الشاملة والعمل على عقد دورات تدريبية للعاملين في مؤسسات التعليم على متطلبات الجودة.

 

المراجع

المراجع العربية

الإدريسي، علي (2018).دور إدارة الجودة الشاملة في تعزيز التنمية المستدامة لبيئة المنظمات التعليمية اليمنية “دراسة مقارنة بين منظمات التعليم ما قبل الجامعي الحكومية والأهلية بأمانة العاصمة”رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الأندلس للعلوم والتقنية، صنعاء، الجمهورية اليمنية.

بدح، أحمد (2003) تطوير أنموذج لإدارة الجودة الشاملة وبيان درجة إمكانية تطبيقه في الجامعات الأردنية العامة، أطروحة دكتوراة غير منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان، الأردن.

التلباني، نهاية و الآغاء، وفيق و حجاج، خليل(2006 )تطبيق أبعاد إدارة الجودة الشاملة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الازهر – غزة، مجلة جامعة النجاح للأبحاث – العلوم الإنسانية، 20(3): 765 – 800

الجازوي، صالح والعشيبي، منصور والبرعصي ،عبد السلام (2021). دور الجامعات الليبية في تلبية متطلبات التنمية المستدامة من وجهة نظر أعضاء الهيئات التدريسية العاملين بها“، مجلة البحوث والدراسات الاقتصادية، الأكاديمية الليبية للدراسات العليا فرع درنة، 14(6): 151- 175.

الجوارنة، المعتصم بالله (2004). تقدير درجة مواءمة مخرجات التعليم الجامعي في الأردن لمعايير التنمية البشرية المستدامة كما وردت في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة اليرموك، اربد، الاردن.

الحداد، حسون (2014). أثر أدارة الجودة الشاملة على التنمية المستدامة في التعليم العالي في العراق، مجلة كلية بغداد للعلوم الاقتصادية، كلية بغداد للعلوم الاقتصادية الجامعة، العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك.

حريم، حسين، (2006). تصميم المنظمة: الهيكل التنظيمي وإجراءات العمل، عمان: دار الحامد.

الحكمي، إبراهيم (2004). الكفاءة المهنية المتطلبة للأستاذ الجامعي من وجهة نظر طلابه، مكتب التربية العربي لدول الخليج، مجلة رسالة الخليج العربي، 25 (4): 20-49.

خصاونة، عاكف لطفي (2011). إدارة الإبداع والابتكار في منظمات الأعمال، عمان: دار الحامد.

درادكة، أمجد (2004) درجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة في جامعة البلقاء التطبيقية من وجهة نظر القادة التربويين فيها، أطروحة دكتوراة غير منشورة، جامعة اليرموك، إربد، الأردن.

الشلبي، الهام علي (2010).اثر ادارة الجودة الشاملة في برامج التنمية المهنية للمعلمين: تجربة وكالة الغوث الأردنية. مجلة جامعة دمشق 26 (4):437-438، كلية العلوم التربوية الجامعية، الأردن.

الطویل، أغا (٢٠١٠). متطلبات إدارة الجودة الشاملة في التعليم العالي وأثرها في تحقيق التنمية المستدامة: دراسة تحليلية لآراء القيادات الإدارية في جامعة الموصل، المؤتمر العلمي الرابع لجامعة عدن: جودة التعليم العالي نحو تحقيق التنمية المستدامة ١١-١٣ أكتوبر ٢٠١٠.

العزاوي، نجم (2015). أثر عولمة الموارد البشرية على البطالة في ظل التنمية المستدامة في الوطن العربي، بحث مقدم إلى جامعة المسيلة: كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير للإشتراك في الملتقى الدولي الموسوم استراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة للفترة 5-16/نوفمبر /2015م.

علاونة، معزوز(2004).مدى تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في الجامعة العربية الأمريكية، مؤتمر النوعية في التعليم الجامعي الفلسطيني، جامعة القدس المفتوحة في مدينة رام الله في الفترة الواقعة 3-5/7/2004

علوان، قاسم نايف (2005).إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات الايزو (2000:9001).دار الثقافة للنشر والتوزيع.

الغميز، نايف خالد (2004).إمكانية تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي السعودية من وجهة نظر مديري الدوائر ورؤساء الأقسام في وزارة التعليم العالي. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك، الاردن.

القطامين، احمد (2006). الإدارة الاستراتيجية:  مفاهيم وحالات تطبيقية، عمان: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع.

الكيومي، عبد الله(2002).تقدير درجة إمكانية تطبيق بعض مفاهيم إدارة الجودة الشاملة في كلية التربية في سلطنة عمان من وجهة نظر الإداريين والمعلمين فيها، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك، اربد – الأردن .

اللوزي، موسى سلامة(2003).إدارة الجودة الشاملة في أجهزة الخدمة المدنية الأردنية، مؤتة للبحوث والدراسات،18(4)،151-185.

المجالي، سهم (2020).إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في التنمية المستدامة. مجلة البحوث والدراسات الاقتصادية، الأكاديمية الليبية للدراسات العليا فرع درنة، 12(5):418- 461.

مدني، غازي (2002). تطوير التعليم العالي على أنه روافد التنمية البشرية في المملكة العربية السعودية،  ورقة عمل مقدمة لندوة الرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي حتى عام2020، الرياض وزارة التخطيط، الرياض.

منظمة الإيسيسكو (2004). العالم الإسلامي وتحديات التنمية المستدامة، بحث متوفر على الرابط http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Tanmoust/P5.htm، تاريخ الاسترجاع 26/12/2022م.

المراجع الأجنبية:

Ghani, M. F. A. and Pourrajab, M. (2014). Sustainable education through the implementation of Total Quality Management. Global Business and Economics Research Journal, 3(12): 42-52.

Ghraib, Ayman Awad & Alfarah, Yacoub Fareed (2012). The Reality of the application of standards of total quality management on performance management education in educational centres and institutions of special education from the perspective of managers in Jordan. Interdisciplinary Journal of Contemporary Research in Business (JJCRB), 4 (3), 76-100.

Gomišček, B., Maletič, D., & Maletič, M. (2016). TQM Sustainability oriented Innovation Practices and their Contribution to Organizational Performance.

Yildirim, F. (2012). Impact of effective Total Quality Management on sustainable competitive advantage. Unpublished master’s thesis.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *