أ.م.د. عماد عبدالعزيز يوسف
م.م نور عبدالمطلب
جامعة الموصل / كلية التربية الاساسية
قسم التاريخ
الملخص
يستعرض هذا البحث الأوضاع الثقافية في الدولة العثمانية من عهد التنظيمات وحتى نهاية حكم السلطان عبدالمجيد الأول. وهي فترة تموج بالاتجاهات الثقافية والاجتماعية والتيارات العقدية والفكرية والتنظيمات الحزبية والسياسية المنبثقة عن تلك التيارات ما يجعل طبيعة البحث شاقة ومتشعبة, ناهيك عن الجهد الكبير في جمع المادة العلمية من المكتبات والمؤسسات الثقافية.
وقد تناول البحث التعليم ووسائل نشر الثقافة من خلال المدارس والتكايا والطباعة والنشر والصحافة والجمعيات العلمية والمسارح وأخيراً الأدب العثمانية في عهد التنظيمات.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى مناقشة عدة فرضيات تحاول ايجاد الحلول لها وهي هل كانت الدولة العثمانية مهتمة بالتعليم والثقافة. ومدى اهمية وتأثير التعليم والثقافة على المجتمع.
أسئلة الدراسة:
تحاول الدراسة الإجابة على:
- امكانية اعتماد النتائج المردودة من الحياة الثقافية في الدولة العثمانية .
- هل الدولة العثمانية كان لها أهداف عن الحياة الثقافية.
منهجية الدراسة:
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي موضوع الدراسة وفيه يتم التركيز على المعلومات التاريخية وتحليلها وفق معطيات تاريخية علمية تهدف إلى توضيح أهمية المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها في دراسة تاريخ الحركة الثقافية في الدولة العثمانية.
حدود الدراسة:
- الحدود الزمانية: تتعلق بالمدة التاريخية التي حددت بها الدراسة وهي الحياة الثقافية في الدولة العثمانية 1839-1861م.
- الحدود المكانية: فهي الموقع الذي دارت به الدراسة وهي الدولة العثمانية وبشكل خاص المركز.
- الحدود الموضوعية: تتعلق بموضوع الدراسة وهو الحياة الثقافية في الدولة العثمانية.
مصادر الدراسة:
اعتمدت الدراسة على مجموعة من المصادر المنوعة منها وثائق من الأرشيف العثماني وكتب ومجلات ودوريات ذات العلاقة بالموضوع.
الكلمات المفتاحية: الحياة الثقافية, التعليم, الدولة العثمانية, الادب
Cultural life in the Ottoman Empire 1839-1861
Asst. Prof. Dr Emad Abdel Aziz Yousef
Asst. Lec. Nour Abdel Muttalib
University of Mosul / College of Basic Education department
of History
Study subject:
This research reviews the cultural situation in the Ottoman Empire from the Tanzimat era until the end of the rule of Sultan Abdul Majeed I. It is a period of cultural and social trends, ideological and ideological currents, and partisan and political organizations emanating from these currents, which makes the nature of research difficult and complex, not to mention the great effort in collecting scientific material from libraries and cultural institutions.
The research dealt with education and the means of disseminating culture through schools, Takayasu, printing, publishing, the press, scientific societies, theatres, and finally Ottoman literature during the Tanzimat era.
Objectives of the study:
The study aims to discuss several hypotheses trying to find solutions: whether the Ottoman Empire was interested in education and culture. And the importance and impact of education and culture on society.
Study questions:
The study attempts to answer:
1-The possibility of adopting the results returned from the cultural life in the Ottoman Empire.
2-Did the Ottoman Empire have goals for cultural life?
Study Methodology:
The study depends on the analytical descriptive approach, the subject of the study, in which the focus is on historical information and its analysis according to historical and scientific data aimed at clarifying the importance of information that can be relied upon in the study of the history of the cultural movement in the Ottoman Empire.
The limits of the study:
1- Temporal limits: related to the historical period in which the study was determined, which is the cultural life in the Ottoman Empire from 1839-1861 AD.
2-Spatial boundaries: it is the site where the study took place, the Ottoman Empire, and in particular the centre.
3-Objective limits: related to the subject of the study, which is the cultural life in the Ottoman Empire.
Study sources:
The study relied on a variety of sources, including documents from the Ottoman archives, books, magazines and periodicals related to the subject.
Keywords: cultural life, education, the Ottoman Empire, literature
الحياة الثقافية في الدولة العثمانية:
قبل البدء بالحياة الثقافية لابد من توضيح مسألة مهمة وهي المراحل التي مرت بها اللغة العثمانية إذ مرت بثلاث مراحل الأولى خلال فترة مابين القرنين الثالث عشر والخامس عشر وهي مرحلة العثمانية القديمة ، أما المرحلة الثانية فهي الفترة التي تمتد مابين القرن السادس عشر والتاسع عشر وهو ما يصطلح على تسميته بالمرحلة الكلاسيكية وقد تميزت هذه المرحلة بالحضور المكثف للغتين الفارسية والعربية ولاسيما داخل البلاط العثماني والأوساط المثقفة العثمانية، ويمكن القول ان اللغة العثمانية خلال هذه المرحلة ابتعدت كثيرا عن لغة العامة وأصبح فهمها يقتصر على فئة محدودة داخل المجتمع العثماني وأصبح من الضروري تعلم اللغات الثلاث كل على حدة لفهم النصوص العثمانية (يوجه، 11-14).
أما المرحلة الثالثة فهي التي بدأت منذ أواسط القرن التاسع عشر واستمرت حتى أوائل القرن العشرين وهي مرحلة العثمانية الجديدة وقد ارتبطت بالظروف الجديدة للدولة العثمانية ومنها على الخصوص ظهور الصحافة وإقرار تعليم حديث يهدف إلى اللحاق بالمستوى العلمي والتقني لأوربا وهو مايعني التواصل الواسع بين فئات مختلفة في المجتمع ، وقد كانت الدولة العثمانية قد أحدثت سنة1850 مجلس العلم (انجمش دانشى) حتى يتولى اعداد الكتب التي ستعتمد في برامج التدريس بلغة يفهمها الجميع فاجتهد المجلس في وضع كتب بلغة عثمانية بسيطة خالية من التراكيب العربية والفارسية المعقدة وكرست الصحافة العثمانية هذه اللغة إذ بدأت تتخلى عن التعابير العربية والفارسية وتعويضها بتعابير عثمانية (يوجه، 13-14).
وبالنسبة للغات الأوربية التي دخلت إلى اللغة العثمانية، ففي البداية كانت الايطالية فقط إذ تترجم جميع الرسائل التي تأتي إلى البلاط العثماني ومن أية دولة أوربية إلى الايطالية ثم إلى العثمانية وكانت في بعض الأحيان لاتترجم بشكل سليم (بنحادة، 2008، 223).
وقد أحس العثمانيون بأهمية اللغات الأجنبية عندما شرعوا في إيفاد سفراء لهم إلى الغرب إذ كان هؤلاء السفراء يعانون من مشاكل التواصل مع المحيط في ذلك البلد وعدم القدرة على إدراك وفك رموز لغة البلد المضيف ، كما أن وصول عدد من العسكريين الفرنسيين إلى الدولة العثمانية في إطار سياسة الإصلاح العسكري التي شرع فيها منذ النصف الأول من القرن الثامن عشر أدت إلى الحاجة إلى اللغة الفرنسية ، وقد سجلت منذ ذلك الحين وجود بعض الكتيبات باللغة الفرنسية والتي كانت عبارة عن برامج دراسية في المؤسسات التعليمية العسكرية، وفي القرن التاسع عشر بدأ العثمانيون في إيفاد بعثات طلابية إلى أوربا وخاصة باريس ولندن قد كانت هذه البعثات من اجل التدريب العسكري في البداية ، إلا أنها كانت مضطرة لتعلم اللغات الأجنبية حتى تتمكن من استيعاب ما يلقى عليها من دروس في فنون الحرب والهندسة وكان تعلم اللغة عاملاً أساسياً في تجاوز عدد من العقبات التي كانت مطروحة فيما مضى وتعرقل التواصل بين الدولة العثمانية وأوربا وقد أصبح إتقان اللغات الأجنبية مع مرور الزمن المعيار الأساس في اختيار الموظفين الأكفاء (بنحادة، 2008، 224).
ويجدر بنا ونحن نتحدث عن اللغة العثمانية ان نذكر بعض الكتابات والمؤلفات وفي مقدمتها الكتابات السياسية فمع بداية القرن التاسع عشر أصبحت الكتابة السياسية في الدولة العثمانية تتخذ أشكالاً مختلفة وأصبح المفكرون السياسيون يطرحون قضايا عميقة مثل مسألتي الحرية والمواطنة متأثرين في ذلك بالأفكار السياسية للثورة الفرنسية، ولعل أهم هؤلاء المفكرين نامق كمال ( 1840-1888) الذي يعد من ابرز دعاة الفكر التغريبي العثمانيين والذي انكب على دراسة مواضيع من قبيل النظام الدستوري وفصل السلطات وحريات المواطن وكان إبراهيم شناسي (1826-1871) واحداً من هؤلاء المفكرين الذين ادخلوا في القاموس السياسي العثماني مقولات مثل الحرية فقد عمل على ترجمة نصوص أدبية وسياسية فرنسية، وقد كان شناسي متأثراً بأفكار مونتسكيو وروسو وكان متأثراً بالعقلانية الفرنسية وأضحى مقتنعا بأفكارها ومروجا لها سواء عبر الترجمة أو عبر نصوص إبداعية (عبد الحميد، 1975، 26).
أما بالنسبة للكتابات التاريخية فقد انفتحت الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر على أوربا بصورة اكبر ونشطت الطباعة والترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العثمانية وكان لكل ذلك أثره البالغ على أشكال التأليف والمقاربات ويمكن القول ان الكتابة التاريخية انتظمت هي الأخرى في منظومة التنظيمات التي عرفتها الدولة العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ويمكن الوقوف على كتابات متميزة على سبيل المثال، ترك لطفي باشا الذي شغل وظيفة مؤرخ البلاط كتاباً تاريخيا في ثمانية أجزاء غطى فيها الفترة الممتدة مابين 1826 إلى1865 إذ يعد متمماً لتاريخ جودت وكتاب عطا الله طيار زاده في خمسة مجلدات ينصب في الموضوع نفسه أيضا ، كما تميز القرن التاسع عشر بالجنوح لكتابة ببلوغرافيات مثل احمد صورايا ( ت1901) الذي وضع كتابا بعنوان سجل عثماني وهو عبارة عن عمل جمع فيه ببلوغرافيا الشخصيات المهمة في التاريخ العثماني في أربعة أجزاء وهو مهم بالنظر إلى جرده لبيبلوغرافيا شخصيات يصعب وجودها في غيره من المؤلفات (بنحادة، 2008، 242-243).
التعليم :
لعبت المدارس دوراً أساسياً في نقل المعارف وتجديدها وقد أولى العثمانيون أهمية كبيرة للمؤسسات التعليمية ، وهناك ظاهرتان تثيران الانتباه بالنسبة لدراسي المدارس في الدولة العثمانية ، الأولى المدارس المتخصصة ، فمنذ القرن السادس عشر وجدت مدرسة خاصة بتدريس الطب وهي مدرسة طب السليمانية وهذا النوع من المدارس مال بث أن تعمم ليشمل الفنون والحرف الأخرى حيث برزت إلى الوجود مدارس الهندسة المعمارية والثانية مؤسسات التعليم الخاصة التي أنشأها الصدور العظام ووجهاء الدولة وكانت بيوتهم مقراً لها وعلى نهج كبراء الدولة سار بعض العلماء والمثقفين ممن حسنت أحوالهم المادية إذ كانوا يقومون بالتنشئة ، ولعل أفضل مثال على ذلك التوجه في القرن التاسع عشر محمد عارف افندي الذي حول بيته إلى مركز يتجمع فيه عدد من الشعراء والأدباء ورجال الدولة (بنحادة، 2008، 277-279).
قبل صدور القوانين والتعليمات الخاصة بتأسيس المدارس الحديثة كان التعليم دينيا تقليدياً إذ كانت الكتاتيب منتشرة في الولايات العثمانية تعلم الصبيان حفظ القران الكريم وبعض مبادئ القراءة والحساب وشيئا من الكتابة أما الجوامع فكانت ، تمثل مراحل التعليم العالي إذ يتلقى البعض ممن يرغب بالتعلم دراسة علم النحو والصرف والتشريع الإسلامي وعلم التفسير (الهلالي، 1959، 47-54) وكذلك الحال بالنسبة للطوائف غير المسلمة في الولايات العثمانية فالتعليم دينيا يقتصر على تعليم أبنائهم قراءة كتبهم المقدسة وكان تعليمهم ينحصر في الأديرة (سراج الدين، 1951، 325).
وقد حدث تغيير في المدارس في الدولة العثمانية منذ عهد السلطان محمود الثاني حيث فصل المدارس في غير المرحلة الابتدائية عن إشراف المشيخة الإسلامية ، وسميت ذات النظام القديم بالمدرسة ، أما المدارس الحديثة فقد سميت بالمكتب وفصل التعليم الديني عن التعليم العام ، ولقي التعليم الحديث إقبالاً عليه أكثر من التعليم القديم، ولعل الأسباب في ذلك يعود إلى قصر مدة الدراسة إذا ما قورنت بالمدة التي جرت عليها المدارس القديمة والتعليم باللغات الأوربية والاطلاع على العلوم الحديثة والاتصال بالأساتذة الغربيين وفرصة التوظيف بعد التخرج من المدارس الحديثة والحصول على رواتب جيدة (B.O.A.A. MKT, 1839, 1255).
كما شجع صدور خطي شريف كول خانه وهمايون سكان ولايات الدولة العثمانية على تأسيس المدارس الحديثة وقد تضمن مرسوم كول خانه وعداً من السلطان العثماني بإجراء إصلاحات في مجالات عديدة، واكد مرسوم همايون الاستفادة من الخدمات التعليمية للدولة العثمانية ، ووعد بإجراء إصلاحات عامة منها ثقافية فضلا عن الامتيازات التي منحت للرعايا غير المسلمين مما ادى إلى نشاط الإرساليات التنصيرية من بروتستانتية وكاثوليكية وارثوذكسية في مجال فتح المدارس الخاصة بهم (النجار، 2001، 59).
وفي بداية عام 1845 شكلت الحكومة لجنة سباعية من ابرز الرجال علماً وكفاءةً وكلفتهم دراسة حالة المدارس وتقديم التوصيات اللازمة لتنظيم التعليم ونشره ورفع مستواه (جحا، 1965، 109-110). وفي منتصف عام 1845 قدمت اللجنة تقريرها الذي تضمن منهاجاً طويلا ومفصلا يتناول مراحل التعليم الثلاث الابتدائية الرشدية والعالية وقدمت مقترحا لتشكيل ديوان المعارف العمومية ليشرف على شؤون التعليم يرأسه فؤاد باشا ومن بعده جودت باشا (الزواهرة، 1992، 141) (دار المعارف الإسلامية، 4-5).
وكان لتأسيس مجلس المعارف في استانبول 1846 دوراً في متابعة حركة التعليم وتأسيس إدارات للمعارف في الولايات العثمانية لتنظيم شؤون التعليم والإشراف عليه وكان يرأس مجلس إدارة المعارف مدير ويعاونه مساعدان مع أربعة مشرفين وعشرة أعضاء ينتمون إلى ديانات مختلفة وكاتب واحد وأمين صندوق ومحاسب (B.O.A.HR.MRT, 1859, 1275) وعلى اثر هذا ازداد عدد المدارس الابتدائية وأنشئت بعض المدارس الرشدية وصدر قرار بتأسيس أول جامعة عثمانية وبعد سنة تحول ديوان المعارف العمومية إلى نظارة (وزارة) وهذا دليل على اهتمام الدولة بالتعليم (B.O.A.HR.MKT, 1860, 1276) وقسمت المدارس الحكومية إلى خمسة أقسام هي:
الابتدائية والرشدية المتوسطة والإعدادية والسلطانية والعالية (النجار، 2001، 64-67).
ونستطيع القول أن الإصلاح الذي طرأ على مسألة التعليم وعلى الرغم من انه كان محدوداً إلا إنه ترك آثاراً كبيرة إذ عدَّ نقطة انطلاق صحيحة وفعالة في تطوير المجتمع العثماني، كما أن هذا الإصلاح عمل على انتزاع التعليم من ايدي أصحاب المدارس الدينية ليضعه تحت إشراف الدولة ، وفيما يخص التعليم العالي فقد أنشئت كلية الزراعة عام 1848 والطب البيطري عام 1850 وكانت برامجها تقوم على أساس برامج التعليم الفرنسية (B.O.A.A. MKT, 1848, 1264).
والجدير بالذكر أن سياسية التعليم في عهد التنظيمات لم تبنى على قواعد سليمة تراعي بنية المجتمع العثماني ومثال على ذلك ، إن الدولة في هذا العهد عملت على فصل الدين عن الدولة في مؤسساتها العلمية التي كانت تضم في جنباتها الطلبة المسلمين باستثناء عدد قليل جدا من غيرهم .
أما المدارس الأجنبية ومدارس الأقليات النصرانية بخاصة فقد كانت تتمتع بالاستقلال التام وحرية التصرف دون أي تدخل من الدولة وانتشرت هذه المدارس انتشاراً كبيراً ولقيت تشجيعا ماديا ومعنويا من حكوماتها ما جعلها متقدمة على غيرها وأصبح الكثير من الناس يريدون الالتحاق بها (بيات، 2003، 415-416؛ الجبوري، 2011، 83) وقد اثر هذا على الناس الذين يرون ان الالتحاق بهذه المدارس أيسر السبل في الوصول إلى المناصب الرفيعة والأعمال المهمة التي تحقق لأصحابها العيش الرغيد وفي الوقت نفسه أدى هذا الوضع إلى صراع حاد بين أصحاب التوجه الفكري الملتزم بالإسلام وبين التوجيهات المخالفة (B.O.A.A. MKT, 1850, 1266).
وفي مجال تأسيس المدارس الحديثة غير الحكومية فقد شجع خط كول خانه وهمايون الطوائف غير الإسلامية على تأسيس المدارس الحديثة للرعايا العثمانيين غير المسلمين في ولاياتها ، كما شجعت الإرساليات التنصيرية الأجنبية البروتستانية والكاثوليكية والارثوذكسية على تأسيس المدارس الحديثة ، ومنح قانون المعارف العثماني الطوائف غير الإسلامية في الولايات العثمانية حق تأسيس مدارس خاصة لغير المسلمين في ولاياتها(الجوابرة، 2004، 286)، وكان نشاط الإرساليات التنصيرية في تأسيس المدارس الحديثة قد سبق صدور قانون المعارف والتعليمات الذي صدر من نظارة المعارف في استانبول ولكن صدوره عزز نشاط تلك البعثات في تأسيس المدارس الحديثة في ولايات الدولة العثمانية لتحقيق أهدافها الخاصة والتي ساهمت بالرغم من كل شي في نشر التعليم وإنماء الحركة الثقافية في الولايات (B.O.A.A. MKT, 1854, 1270).
وكانت مدارس الإرساليات التنصيرية عموما تضم في صفوفها عدداً من الطلبة من الجنسين وكان لها اثر مزدوج في الحركة التربوية فقد أسهمت في رفع مستوى البلاد الثقافي بما نشرته من معارف بين أبنائها ، كما أوجدت مؤسسات تعليمية جديدة كان لها أثرها في دفع البعض من أهل البلاد إلى اقتفاء آثارها وإنشاء مؤسسات تعليمية شبيهة بتلك التي أنشأتها الإرساليات والتي كانت أفضل في إدارتها وتعليمها من مدارس الدولة(الخوري، 1906، 745-750؛ أحمد، 1986، 33).
كما أن خط همايون أكد السماح للنصارى ولبقية الأقليات غير المسلمة بإنشاء المدارس الحديثة بعد الحصول على موافقة الباب العالي وخضوع مناهجها لرأي مجلس المعارف في الولاية (النجار، 2001، 69).
وبصورة عامة يمكن القول أنَّ نشاط الإرساليات التنصيرية وإن لم يستطع اختراق الثقافة المحلية الموروثة للمسلمين التي تشكل أكثرية السكان إلا انه تمكن من زرع أفكار تغريبية حديثة في مجالات التعليم والصحافة والطباعة (نصولي، 1926، 61-66).
والجدير بالذكر أن قيام حرب القرم عام1853 اثر تأثيراً كبيراً في إخفاق الإصلاح التعليمي، ذلك لان الدولة انشغلت بالاهتمام بالجانب الحربي وقد أنشئت بعض الكليات بعد انتهاء حرب القرم مثل كلية العلوم السياسية عام1859 وأنشئت عام1861 الجمعية العلمية العثمانية التي ركزت على تعليم اللغات الأوربية وتشجيع الناس على الأخذ من العلوم والمعارف الحديثة وأسست لها مكتبة ضخمة (صابان، 2010، 35).
وهكذا أدى التوسع في تأسيس المدارس الحديثة الحكومية ومدارس الإرساليات التنصيرية والطوائف الأخرى إلى انتشار التعليم الحديث بين مواطني ولايات الدولة العثمانية وظهور المثقفين بالثقافة الغربية في المجتمع العثماني مع ازدياد عدد أصحاب الشهادات المتوسطة والإعدادية عما كان عليه في النصف الأول من القرن التاسع عشر مما زاد الإقبال على قراءة الصحف والمؤلفات والكتب الثقافية الأخرى واتسع إصدارها في الولايات العثمانية (عتريس، 1987، 52-54)، لاسيما بعد دخول الطباعة الآلية الحديثة وزيادة أعداد المطابع وتنوعت موضوعاتها العلمية والأدبية والسياسية والفكاهية ، وازداد الاهتمام بإنشاء المكتبات العامة والخاصة وبرز اهتمام بمفردات الحياة الثقافية الأخرى كالموسيقى والمسرح وأسهمت جميعها إلى جانب انتشار التعليم الحديث على النمط الأوربي في ظهور نمط جديد من التصرف والتفكير ساعد في تطور الفكر السياسي في ولايات الدولة العثمانية (B.O.A.A. MKT, 1859, 1275).
وسائل نشر الثقافة في الدولة العثمانية :
- المدارس : لعبت المدارس دوراً أساسياً في نقل المعارف وتجديدها وقد أولى العثمانيون أهمية كبيرة للمؤسسات التعليمية ، وهناك ظاهرتان تثيران الانتباه بالنسبة لدراسي المدارس في الدولة العثمانية ، الأولى المدارس المتخصصة ، فمنذ القرن السادس عشر وجدت مدرسة خاصة بتدريس الطب وهي مدرسة طب السليمانية وهذا النوع من المدارس مال بث أن تعمم ليشمل الفنون والحرف الأخرى حيث برزت إلى الوجود مدارس الهندسة المعمارية والثانية مؤسسات التعليم الخاصة التي أنشأها الصدور العظام ووجهاء الدولة وكانت بيوتهم مقراً لها وعلى نهج كبراء الدولة سار بعض العلماء والمثقفين ممن حسنت أحوالهم المادية إذ كانوا يقومون بالتنشئة، ولعل أفضل مثال على ذلك التوجه في القرن التاسع عشر محمد عارف افندي الذي حول بيته إلى مركز يتجمع فيه عدد من الشعراء والأدباء ورجال الدولة (بنحادة، 2008، 277-279).
- التكايا : لا نستطيع أن نغفل الدور الذي لعبته التكايا والزوايا في نقل المعرفة فهي كما في سائر البلاد الإسلامية لها دورها التثقيفي إذ كانت هي الأخرى أيضا عبارة عن أماكن للتعليم والتربية واكتساب المعارف الدينية والصوفية ، وقد ترك التعليم الديني والصوفي فيهما أثراً كبيراً في الحياة الثقافية في البلاد العثمانية ، وقد وضعت نصب عينيها العامة من الناس فأنجبت معرفة متميزة تلامس هموم عامة الناس وتستجيب لحاجياتهم الروحية والثقافية وكان لكل تكية طريقتها في التعليم تبعا للطريقة التي تتبناها وقد استمرت التكايا في القيام بهذا الدور في مختلف مراحل التاريخ العثماني لاسيما في المجالات الريفية البعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى (بنحادة، 2008، 279-280).
- الطباعة والنشر : عرفت الدولة العثمانية الطباعة منذ اختراعها في أوربا وقد سمحت الدولة لليهود والمطرودين من الأندلس بتأسيس مطبعة عبرية في استانبول منذ عام 1494 شريطة عدم السماح لهم بطبع الحروف العربية وذلك بسبب خوف كتبة الديوان على أرزاقهم (قدورة، 2010، 104-105)، ويعود الفضل في احداث هذه المطبعة إلى اسحق جرسوف الذي قدم إلى الشرق لينشر بين اليهود المقيمين في بلاد الإسلام كتبهم الدينية (صابات، 1966، 23).
وفضلاً عن المطبعة العبرية سمحت الدولة العثمانية للأرمن بإقامة مطبعة خاصة بهم منذ عام 1517 وسمحت في عام 1627 بإنشاء مطبعة خاصة بالجالية اليونانية في استانبول (الصباغ، 368).
وفي بداية القرن السابع عشر كانت هناك محاولة لإنشاء مطبعة عربية من قبل بعض الموارنة إلا أن المحاولة أجهضت بعد مدة وجيزة وفي مطلع القرن الثامن عشر وبالتحديد عام1706 قام احد البطاركة النصارى بإنشاء مطبعة في حلب وساعده في مشروعه هذا الأديب عبدالله زاخر (قدورة، 2010، 201-209؛ غانم، 2000، 255) غير أنها لم تصمد طويلاً وتوقفت بعد خمس سنوات ثم عاد عبدالله زاخر إلى وضع مشروع آخر في بيروت عام 1743 وهي المطبعة التي ظلت تعمل بشكل متقطع إلى نهاية القرن الثامن عشر ولاشك ان هذه المطبعة أُنشئت على غرار مطبعة إبراهيم متفرقة (الحاج علاوي، 2006، 218) التي تأسست عام 1727م . وقد مهد إبراهيم متفرقة لمشروعه بطبع أربع خرائط لبحر مرمرة والبحر الأسود وممالك إيران وإقليم مصر ، كما ألف عام 1726 رسالة عن فوائد المطبعة سماها وسيلة المطبعة وكان القصد منها تمهيد شروط انجاح المشروع وهو ماتم له عندما حصل على فتوى من شيخ الإسلام يكيشهر لي عبد الله افندي 1718-1730 م وفرمان من السلطان احمد الثالث (1703-1730) شريطة ألاّ يطبع فيها أي كتاب في الفقه والحديث والتفسير والكلام وقد بدأت المطبعة عملها عام 1729 ، إلا أن المطبعة لم تستطيع أن تستمر طويلا ولم تتمكن من طبع سوى (17) كتابا فقد مرض إبراهيم متفرقة وفارق الحياة عام1745 ولم تستأنف الطباعة في الدولة العثمانية إلا في عام 1755م (عزب ومنصور، 2008، 67).
وكان للسفارة الفرنسية في استانبول دور في اقامة مطبعة في ستينات القرن الثامن عشر وظهرت مطبعة أخرى في استانبول عام 1796 داخل المهندسخانه ، ثم أخرى في اسكدار عام 1802م ، وكان للمطابع في استانبول اثر كبير في الحياة الفكرية في الدولة العثمانية على الرغم من تعثر عملها فقد ساهمت مطبعة متفرقة على الخصوص في بعث تحدي للقوى التقليدية السائدة في البلاد الإسلامية وإعطاء مضمون جديد للثقافة الإسلامية وتغذية الفكر العثماني بالذات بالمؤلفات المترجمة من اللغات الأجنبية إلى العثمانية التي قدمها المدرسون لطلاب المدارس الحديثة بالدولة العثمانية ، وللمطبعة دور في نشر حس القراءة في المجتمع العثماني وساهمت إلى حد كبير في تحول المجتمع من الشفوي إلى الكتابي فضلاً عن ان مطبعة متفرقة كانت نبراسا للحكام في الولايات العربية الذين أنشئوا مطابع مماثلة كالتي أنشأها محمد علي باشا (مطبعة بولاق) عام 1820، وباي تونس محمد الصادق (1859-1882م) المطبعة التونسية عام 1859م (الصباغ، 369).
وكان هناك اسمين بارزين في استانبول في شؤون الطباعة والنشر ، هما احمد مدحت افندي وابو الضيا توفيق إذ أقام الأول مطبعة حجرية في البداية لإعالة بعض الأسر ثم تطورت مطبعته كالمطابع الحديثة وأقام مطبعة (ترجمان حقيقة) أثرت حركة النشر العثمانية بمئات الكتب (عزب ومنصور، 2008، 73)، أما ابو الضيا فقد تسلم مطبعة (تصوير افكار) ونجح خلال مدة وجيزة من إثرائها وأصبحت تحمل اسم مطبعة ابو الضيا والتي أصبحت متخصصة في نشر الكتب الجميلة ذات الالوان الزاهية (عزب ومنصور، 2008، 75).
الصحافة:
لم يجهل العثمانيون أهمية الصحافة في نقل الأخبار والمعرفة وكان العثمانيون يستعملون الصحافة على نطاق واسع لتتبع ما كان يجري في أوربا خاصة الصحف التي كانت تخترق مجالسهم عبر السفارات العثمانية في استانبول ، وقد كانت الصحف الفرنسية هي الأولى التي انتشرت في الدولة العثمانية لدى أوساط المثقفين الذين يتقنون اللغة الفرنسية ومن خلالها انتشرت أفكار الثورة الفرنسية داخل الدولة العثمانية (B.O.A.A. DVN, 1835, 1250).
وقد كان للصحافة دوراً كبيراً يتوافق مع الدور الذي كان للطباعة فالصحافة هي صنوه الطباعة ، وأول صحيفة عثمانية صدرت هي عبارة عن لسان حال الدولة العثمانية عام 1831 (Hifzi Topuz, 2006, 53). وقد أعقبها صدور صحيفة (تقويم وقائع) عام 1831 و (الحوادث) عام 1840 في استانبول (كولن، 2011، 294؛ مصطفى، 1993، 1594) ويعود الفضل إلى إبراهيم شناسي في وضع اللبنات الأولى للصحافة الخاصة في الدولة العثمانية عام 1860 حيث اصدر جريدة (ترجمان أحوال) عام1860 بالتعاون مع آكاه افندي وعمل على إنشاء أول مجلة أدبية وسياسة في الدولة العثمانية تحت اسم (تصوير افكار) (الخالدي، 2010، 33-34؛ زيادة، 1983، 95)، كما كان هناك صحف عربية إلى جانب الصحف العثمانية في استانبول ومنها صحيفة (مرآة الاحوال) التي أنشأها رزق الله حسون عام 1855، و(السلطنة) لاسكندر شلهوب عام 1858 (الملاذي، 2009، 98؛ هلال، 2003، 225). و(الجوائب) لأحمد فارس الشدياق في تموز عام 1860 وكانت صحيفة أسبوعية سياسية تطبع في المطبعة السلطانية وبعد عشرة أعوام أنشأت لها مطبعة خاصة حديثة وانتشرت الجريدة بشكل واسع في المشرق العربي ونالت شهرة واسعة ووصلت اعداد منها إلى زنجبار والهند ، وجمع الشدياق ما نشرته جريدة الجوانب وطبع في سبع مجلدات باسم (كنز الرغائب في منتخبات الجوائب) (عزب ومنصور، 2008، 82؛ دي طرازي، 1912، 62)، وكان للجريدة دوراً في توصيل أفكار الأدباء العرب إلى القراء وقد كانت مثار إعجاب النخبة المثقفة في العراق ومحورا يدور حوله نقاش أدبي وثقافي واضح (الجبوري، 1999، 207؛ الياس، 1982، 31)، وعدت الجوائب أهم رافد لنقل الفكر الأوربي والحضارة الغربية والتمدن الحديث إلى الوطن العربي (الرفاعي، 1969، 68-69؛ الصلح والشياق، 1980، 106).
الجمعيات العلمية
ربما نستطيع القول أن المحاولة الأولى لنشأة الجمعيات في الدولة العثمانية تعود إلى النصف الأول من القرن الثامن عشر عندما بادر الصدر الأعظم نوشهرلي ابراهيم باشا (1717-1730) إلى خلق هيئة تهتم بالترجمة وكان أعضاء هذه الهيئة يتقاضون راتبا من خزينة الدولة وكانت مهمتها الإشراف على ترجمة كتب التاريخ إلى اللغة العثمانية وترجمة أعمال الفيلسوف أرسطو من الإغريقية إلى العربية ، بهدف الرغبة في المساهمة في إحياء العلوم الكلاسكية وتنشيط الحياة الثقافية في الدولة العثمانية ، الا ان هذه المبادرة لم تتطور وتوقفت بعد فترة من الزمن ثم عادت الظروف لإنشاء جمعيات بمبادرة من الدولة في فترة ما بعد التنظيمات ومنها جمعية (مجلس العلم) التي شكلت رسميا من قبل الدولة عام 1851 وهي تشبه إلى حد بعيد الأكاديمية الفرنسية 1635 ، من حيث الغايات والأهداف والشكل والأصول المتبعة وبعد عشر سنوات أنشأ بعض المثقفين العثمانيين جمعية لنشر العلم والثقافة الحديثة باسم (جمعيت علمية عثمانية) الجمعية العلمية العثمانية وقد تميزت هذه الجمعية بطابعها المفتوح إذ ضمت أدباء ومثقفين بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني (بنحادة، 2008، 286-288).
المسارح:
كان للمسارح دور مهم في نشر الوعي الثقافي بين الناس، ففي أواخر عهد السلطان عبد المجيد الأول كانت هناك عروض مسرحية عثمانية تتحدث عن ايجابيات الحضارة والتقدم الأوربي ونشر الأفكار الجديدة وأساليب الحياة المتطورة في أوربا وتشيد بمبادئ حب الوطن وعشق الحرية والعدالة ، وزارت استانبول بعض الفرق المسرحية الايطالية والفرنسية خلال عهد التنظيمات، وعدَّ المسرح من الأنواع الأدبية التي دخلت الأدب العثماني مع عهد التنظيمات واعتبرت مسرحية زواج شاعر لإبراهيم شناسي أو عمل مسرحي كوميدي يعتمد على نص طبع عام 1860 (اوقاي، 121-122).
الأدب العثماني في عهد التنظيمات :
على الرغم من قصر فترة التنظيمات إلا أنها كانت الأكثر تغييراً في مفهوم وتطور الأدب العثماني فقد ارتبطت بحركة التغيير الجذري التي سادت فترة التنظيمات في المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية ، واهم ما يميز هذه الفترة تطور حركة الترجمة من الأدب الغربي على يد الدارسين في الجامعات الأوربية وتعد ترجمة شناسي للأدب الفرنسي في رسالته المشهورة (ترجمة منظومة) أهم تأثير غربي على الأدب العثماني في فترة منتصف القرن التاسع عشر 1859 م وتطور الأدب المسرحي وبروز التيار الوطني في المسرحيات والقصص والشعر وظهور الرواية الحديثة البديل للملاحم في التراث الشعبي القديم بلغة أكثر سهولة وسلاسة في تقبل القارئ لها وتطور النقد الأدبي وظاهرة الشعر النثري (بنحادة، 2008، 100-103).
المصادر والمراجع
- احمد سراج الدين ، ” الحركة التربوية وتطورها في سوريا ولبنان خلال القرن التاسع عشر”، مجلة الأبحاث، السنة الرابعة ، ج3 ، ( بيروت : 1951 ).
- انيس زكريا نصولي ، أسباب النهضة العربية في القرن التاسع عشر ( بيروت : 1926).
- اورخان اوقاي، الأدب التركي في مرحلة التغريب ، في الدولة العثمانية تاريخ وحضارة ، مج2.
- تيسير خليل محمد الزواهرة، تاريخ الحياة الاجتماعية في لواء دمشق من1840-1864م ، (عمان :1992).
- جرجيس افندي الخوري ، ” التعليم قديما وحديثا في سورية، مجلة المقتطف ، مج 31 ، ج9، 1906.
- جميل موسى النجار، التعليم في العراق في العهد العثماني الاخير 1869 -1918، (بغداد:2001).
- جوزيف الياس ، تطور الصحافة السورية في مائة عام (1865-1965)، ج1 ، (بيروت:1982).
- خالد زيادة ، تطور النظرة الإسلامية إلى أوربا ، ( بيروت :1983).
- خالـد عـزب واحمـد منصـور، الكتـاب العـربي المطبـوع مـن الجـذور إلـى مطبعـة بـولاق، (القاهرة :2008).
- خليل صابات ، تاريخ الطباعة في الشرق العربي ، ط2 ، ( القاهرة :1966).
- دائرة المعارف الإسلامية ، كرامرز ، مج5.
- رياض غنام، مقاطعات جبل لبنان في القرن التاسع عشر (دراسة وثائقية في التاريخ الاقتصادي الاجتماعي والثقافي)، (بيروت: 2000).
- سهيل الملاذي ، الصحافة الشامية المهاجرة وإعلامها في العهد العثماني ، ( دمشق: 2009).
- سهيل صابان ، تطور الأوضاع الثقافية في تركيا من عهد التنظيمات الى عهد الجمهورية ، ( الولايات المتحدة :2010).
- شاكـر مصطفـى ، مـوسوعة دول العـالم الإسـلامي ورجالهـا ، ج3 ،(بيـروت:1993).
- شفيق جحا ، “التنظيمات او حركة الاصلاح في الامبراطورية العثمانية 1856-1876”, مجلة الأبحاث, السنة 18 (بيروت: 1965).
- شمس الدين الرفاعي ، تاريخ الصحافة السورية ، ج1 ، ( القاهرة :1969).
- صالـح كـولن، سلاطين الدولـة العثمـانية، ترجمـة منـى جمـال الـدين، (اسكـودار :2011).
- طلال عتريس ، البعثات اليسوعية ، ( بيروت :1987 ).
- عبدالرحيم بنحادة, العثمانيون, المؤسسات والاقتصاد والثقافة, (الدار البيضاء: 2008).
- عبدالرزاق الهلالي ، التعليم في العراق في العهد العثماني 1638-1917, (بغداد: 1959).
- عماد الصلح ، احمد فارس الشدياق، ( بيروت :1980 ).
- فاضل مهدي بيات ، دراسات في تاريخ العرب في العهد العثماني ، ( بنغازي : 2003).
- فاطمة محمود الجوابرة ، موسوعة الخلفاء ، ( عمان :2004) ، ج2.
- فؤاد هلال، ” التحولات الثقافية والاقتصادية الهامة في حلب خلال القرون الثلاثة الماضية “، عاديات حلب، الكتاب العاشر (2003).
- فيليب دي طرازي ، تاريخ الصحافة العربية ، ج2 (بيروت: 1912).
- كمال مظهر احمد ، ” الإطار الزمني لتحديد تاريخ العراق الحديث ، مجلة الحكمة، ع3، (بغداد: 1986).
- ليلى الصباغ ، ” الحياة الفكرية خلال المرحلة الانتقالية في القرن الثامن عشر ” ، في الدولة العثمانية تاريخ وحضارة ، مج2.
- محمد روحي بك الخالدي ، أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة ، ( القاهرة :2010).
- محمد عبد الحميد ، الأدب التركي الحديث والمعاصر ، ( القاهرة : 1975 ).
- محمد نجم عبد الله الجبوري ، علاقات العراق الثقافية ببلاد الشام 1831-1918 ، أطروحة دكتوراه ، كلية التربية : الجامعة المستنصرية ، 1999.
- نايف عبد نايف نجم الجبوري، موقف نصارى بلاد الشام من الإصلاحات في الدول العثمانية 1839-1914م، ( عمان:2011).
- نسيبة عبد العزيز عبد الله الحاج علاوي، الاتجاهات الإصلاحية في الدولة العثمانية 1632-1789، أطروحة دكتوراه ، كلية الآداب، (جامعة الموصل، 2006).
- نوري يوجه، “اللغة التركية العثمانية” ، في الدولة العثمانية تاريخ وحضارة، ج2.
- وحيد بن الطاهر قدورة ، تاريخ الطباعة العربية في استانبول وبلاد الشام ، ط2، (الرياض: 2010).
- 36.O.A.A [ MKT.NZD.DO 383. GO 21.T 1270 .(1854).
- 37.O.A.A [ MKT.NZD.DO 326. GO 95. T 1255. (1839).
- 38.O.A.A [ DVN. DO147 .GO 96 .T1250 (1835).
- 39.O.A.A [ MKT.NZD.DO365, GO361 .T1266(1850).
- 40.B.O.A.A [ MKT.NZD.DO371