نوفمبر 23, 2024 6:40 ص
حوار الاديان في رواية احببت يهودية

أ.د. إسراء حسين جابر

كلية الآداب – الجامعة المستنصرية

قسم اللغة العربية

Lsraahussan987@maqeilsalih

ملخص

تسلط  الدراسة الضوء على موضوعة مهمة، تلامس الواقع المعيش  ألا وهي (حوار الاديان) ، وبيان  وتمثلاته في رواية (أحببت يهودية) للروائي وليد اسامة خليل ، وهي رواية اعتمدت ثيمة الحب في جعله منطلقا للتسامح والتعايش بين الأديان بعيدا عن التطرف والعنصرية وصراع الحضارات، فكان الحوار سمة بارزة في النص، فمن ناحية كشف الروائي عن التباين في المستويات التعبيرية والثقافية والأيديولوجية للشخصيات الروائية،  إذ اختلفت بين متقبل ورافض للآخر المختلف دينيا، فحملت الدراسة على عاتقها الوقوف عند اسلوب التحاور والتمكن من ادوات الاقناع ، من حيث الصياغة وامتلاك الحجة البينة  في تأكيد التعايش بين الاديان ، لذا جاءت الدراسة مقسمة على محورين :

المحور الاول: مدخل الى حوار الاديان .

المحور الثاني: حوار الاديان في رواية احببت يهودية الذي توزع في قسمين

1-الحوار المعتدل الانساني .

2-الحوار المتطرف (صراع الحضارات .

الكلمات المفتاحية: التسامح ، الإسلام ، الصهيونية ، الحب ، التطرف .

Interfaith dialogue in a novel I loved a Jew

Prof. Esraa Hussein Jaber

College of Arts – Al-Mustansiriya University

Department of Arabic language

ABSTRACT

The study sheds light on an important topic, which is (the dialogue of religions) in the novel (I loved a Jew) by the novelist Walid Osama Khalil, a novel that adopted the theme of love in making it a starting point for tolerance and coexistence between religions away from extremism, racism and the clash of civilizations. The dialogue was a prominent feature in the text. On the one hand, he made it a polyphonic text, in addition to revealing the differences in the expressive, cultural and ideological levels of the novelists, if they differed between accepting and rejecting the religiously different other.

The study is divided into two axes:

The first axis: an introduction to the dialogue of religions.

The second axis: is the dialogue of religions in the novel I loved a Jew, which is divided into two parts:

1- Moderate human dialogue.

2- Extremist Dialogue (Clash of Civilizations).

Keywords: tolerance, Islam, Zionism, love, extremism.                               

مقدمة

 لا يمكن ان ننكر ان الله قد خلق البشر من نفس واحدة ، وهذا يعني ان الجميع متساوون في الحقوق والواجبات ، وعليه ، فما الذي يمنع ان يعيش الجميع تحت مظلة الاخوة والانسانية بعيدا عن التمايز والعنصرية والاختلاف العرقي والديني والقومي وحتى الشكلي، فاذا ما اقتنعنا بأن الجميع شركاء في الوجود ، فلابد ان نؤسس لحياة آمنة مستقرة .

هذا المبدأ هو هدف الدراسة التي حاولت ان تسلط الضوء على جهد الادباء  التوعوي الذي يلامس الواقع  في محاولة لتسخير الادب لذلك ، حتى في اكثر الموضوعات حساسية الا وهو موضوع (حوار الاديان) وهو موضوع  شائك غالبا من نجد النقاد تتجنبه لتباين القناعات حوله ولجهل البعض بحقيقة تعاليم دينه وعدم الفهم الحقيقي لمعنى التعايش .

بعد قراءتي لرواية (احببت يهودية) للروائي اسامة خليل ، لفت انتباهي بساطة الموضوع وعمق الحوار فيها ، رواية حاولت ان تجسد الوعي الحقيقي والايجابي لمفهوم حوار الاديان  وحقيقة الشراكة في الوجود ، وطبيعة استقراء تعاليم الدين وكيفية تطبيقه. رواية استطاعت ان توضح الاختلاف في وجهات النظر حول حقيقة تقبل  ورفض الاخر ، والصراعات التاريخية التي ولدت التطرف الذي لانتيجة له سوى الارهاب  وغياب الاستقرار والامن .

اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي السوسيونصي لاقف عند اهم الدلالات التي تجمع بين خصوصية الصياغة والمضمون الاجتماعي .

1-اهمية البحث:

يعد موضوع (حوار الاديان) من الموضوعات المهمة التي شغلت اغلب كتاب الرواية ، منهم من تطرق لها تطرقا خجولا يحمل نوعا من التخوف والقلق من الفهم الخاطئ لما يذكر ، ومنهم من تناول الموضوع على نحو انساني معتمدا الحوار الواعي المدعم بالحجة كما هو الروائي وليد خليل في روايته (احببت يهودية)  ، وهي رواية تحمل هدفا توعويا ، اكد فيها الروائي على مبدأ تقبل الاخر مستعينا بما طرحه الدين الاسلامي بعيدا عن التطرف والزيف .

2- مشكلة البحث:

ان اشكالية البحث في هذا الموضوع تدور حول فاعلية النص الروائي في معالجة المشكلات الاجتماعية الكبرى التي  خلقت البغض والكراهية والتطرف ومن ثم عدم الاستقرار  ، ومن هذه الاشكاليات  عدم تقبل الاخر الحامل للهوية الدينية المختلفة ، بينت الدراسة الاسباب الحقيقية خلف الحوارات المتطرفة في مقابل الحوارات المعتدلة المتسامحة .

فالمشكلة التي تدور حولها الدراسة تبلورت من خلال مجموعة من التساؤلات اهمها:

-ما هو المعنى اللغوي والاصطلاحي لحوار الاديان ؟

-لما يعد موضوع حوار الاديان اشكاليا؟

-كيف استطاع الروائي ان يضمن الحوارات المعتدلة المتسامحة ، واي الشخصيات تبنت ذلك ؟ واهم الاليات التي وظفتها الشخصيات لاقناع المتلقي وما خصوصية الصياغة في ذلك؟

-كيف استطاع الروائي ان يبين الحوار المتطرف ويربطه بصراع الحضارت سواء من جهة الغرب او العرب؟

3-اهداف البحث: 

-التعرف على المعنى الدقيق لمفهوم (حوار ) ومفهوم (الاديان)

-التعرف على خصوصية  الرواية في طرح موضوع حوار الاديان

-توضيح اهم اشكال الحوار في الرواية

-تشخيص الاسباب التي ولدت الاعتدال والتطرف في الحوارات

-بيان دور الادب التوعوي في تغيير المفاهيم المختلف عليها والزائفة

4-منهج البحث:

من اجل تحقيق غايات البحث والوصول الى النتائج المرجوة اعتمدنا المنهج التحليلي السوسيونصي وذلك بالوقوف على اشكال الحوار وتحليل وجهات النظر الايديولوجية والتعبيرية ومدى تأثيرها بالمجتمع ، وهذا ما تطلب منا ان نقسم الدراسة على محورين :

المحور الاول: مدخل الى حوار الاديان .

المحور الثاني: حوار الاديان في رواية احببت يهودية الذي توزع في قسمين

1-الحوار المعتدل الانساني .

2-الحوار المتطرف (صراع الحضارات .

أولاً: مدخل الى حوار الاديان

      حين نتطرق الى موضوعة حوار الاديان نجد انفسنا أمام اشكالية شائكة من حيث التقبل وعدمه، فلا أبالغ إن قلت أن مستوى التلقي لمضمون الموضوع يثير بعض النزاع وتقف خلفه الصراعات الازلية التي يتداخل فيها صراع الحضارات وصراع الهويات والظهور على حساب الآخر .

      وبالرغم من ذلك سأحاول في البدء الوقوف عند معنى الحوار و حوار الاديان لأستطيع الوقوف عند حوار الاديان في الرواية .

الحوار في اللغة: هو مراجعة الكلام وتداوله والمحاورة : المجادلة والتحاور التجاوب وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام ومنه قولهم: لم يحر جواباً أي: لم يرد ولم يرجع الجواب فمرجع الحوار للتخاطب والكلام المتبادل بين اثنين او اكثر[1] ،  اي ان المعنى اللغوي العام للحوار هو مراجعة الكلام والحديث بين طرفين  وتعني الرجوع والتحول والاستنطاق.

اما الحوار في الاصطلاح فإنه (( نوع من الحديث بين شخصين او فريقين ، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة ، فلا يستأثر به احدهما دون الاخر ، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب ، وهو ضرب من الادب الرفيع واسلوب من اساليبه ))[2] .

      وعند اضافة الاديان اليه يكون معناه الكلام والحديث والجدال والمناقشة بين اتباع الاديان ، وهذا يدل على ان معناه ليس له صورة واحدة وانما طبيعة الكلام والمناقشة هو الذي يحدد معناه .

فما المقصود بالدين؟ حين نتكلم عن الدين لابد ان انعلم للدين تعريفات عدة ، منهم من عرفه على انه ((الايمان بقوة علوية سامية تأمر الناس بقيم اخلاقية وانماط سلوكية معينة وتبشرهم او تنذرهم بحياة اخرى ))[3] ومنهم من عرفه على انه ((نسق ثقافي مؤسس على الرموز المقدسة ))[4] هذه السلوكيات والرموز  الى جانب الاواصر الفكرية والعقائدية هي التي تحدد الهوية الدينية للافراد والمجتمعات ، وبدون ادنى شك ان الديانات جمعاء ومنها الدين الاسلامي تدعو الى التسامح واحتواء الاخر ، بعيد النزعة التعصبية العدوانية .

      ولا يخفى فان كلمة ( حوار ) دخلت قاموس العلاقات بين الاديان والايديولوجيات حديثا ، وهي تعني: ان اي طرف صاحب دين او عقيدة ، يرى الطرف الاخر جديرا بالاحترام والمناقشة .

      فالمقصود بحوار الاديان هو أن (( يتبادل المتحاورون من اهل ديانتين الافكار والحقائق والمعلومات والخبرات التي تزيد من معرفة كل فريق بالآخر بطريقة موضوعية مما قد يكون بينهما تلاقٍ أو اختلاف مع احتفاظ كل طرف بمعتقداته في جو من الاحترام المتبادل والمعاملة التي هي أحسن بعيدا عن نوازع التشكيك ومقاصد التجريح ، وغاية الحوار هو اشاعة المودة وروح المسالمة بالتفاهم والوئام والتعاون فيما يقع التوافق فيه من أعمال النفع العام للبشرية ))[5] .

      ويعرفه البعض على انه ((حوار جماعة متعددة الهويات الدينية تسعى وتصل الى التفاهم والاحترام المتبادل الذي يسمح لهم بالعيش والتعاون مع بعضهم البعض على الرغم من خلافاتهم ))[6] .

      إذن فهو اسلوب يتجاوز مجرد التعايش ليكون نمط حياة لاسيما المجتمعات ذات التعددية الدينية وهذ يتطلب فهم اعمق للحق ووعي متبادل بعقيدة الآخر .

      فالحوار لابد من أن ينطلق من استعداد كل حضارة لفهم الاخرى وتجنب اصدار الاحكام المسبقة والاتفاق على إعادة صياغة صورة الآخر في اطار من التسامح والرغبة المشتركة في بلورة فهم انساني لإحداث التفاعل الحضاري ، وقد تساعد على ذلك معطيات المجتمع العالمي الجديد القائم على انتاج المطلوب وتداولها بشكل سريع وواسع تتجاوز الحدود الجغرافية للحضارات والثقافات[7] .

ثانياً: حوار الاديان في رواية احببت يهودية  

      والروائي وليد اسامة خليل في رواية (احببت يهودية ) يجعلنا  امام نسق حواري بين رفض وتقبل الاخر المختلف دينيا ، الرواية تنبذ العنصرية وتبحث في الحب عن معنى التسامح والحوار والبحث عن عوامل مشتركة بين الهويات الدينية من غير ان يطغي احدهما على الآخر .

      فالرواية تجسد حالة حب بين فلسطيني ويهودية عن طريق الصدفة دون ان يعلم بأنها يهودية وما أن يصل الحب ذروته حتى تعترف له بأنها يهودية لتبدأ الحوارات بين اطراف مثلوا الاعتدال والتطرف .

      فعلى مستوى النص فانه يعتمد المفاجأة والاثارة الهادئة والغوص في المشاعر الانسانية ويكشف فكرة صراع الحضارات وصراع الاديان والفكرة المخطوءة  القائمة على القطب الواحد، واحتكار الوجود الانساني .

     ومن خلال استقرائي للرواية وجدت انها تجسد نوعين من الحوارات وهي :

  1. الحوار المعتدل الإنساني .
  2. الحوار المتطرف العدائي .

      لذا مهمتي هنا ستقوم على  تفكيك تلك الحوارات والوقوف على دلالاتها العميقة .

1- الحوار المعتدل الانساني

      يعد الحوار المعتدل صورة من الصور الايجابية التي تعكس حوار ما يمكن ان نسميه بحوار التعايش وهو الحوار الذي يهدف الى تحسين مستوى العلاقة بين شعوب أو طوائف وربما تكون أقليات دينية ، وهو نوع يسعى الى التسامح والعيش بصورة ملائمة بين كافة المجتمعات مع وجود الاختلاف الديني والفكري والثقافي .

      فشخصية (مريم) المرأة اليهودية وسيدة الاعمال من الطراز الاول تتبادل الحب مع معين وهو رجل  (( متعلم ، مفكر ، متطلع ومن فلسطين )) وكلا الشخصيتين تمثلان صورة من صور الشخصية المتسامحة الواعية والتي تجسد الحوار المتعقل الذي يبحث بموضوعية عن نقاط الالتقاء بين الاديان .

     فمعين الذي يعيش على ذكرى زوجته المتوفية يحاول صديقه ان يرتب له موعد مع امرأة في احدى نوادي التعارف وبالرغم من رفضه الا انه يحضر على مضض ، وبسبب تأخرها يظن ان من تجلس امامه انها هي فيحاول التودد لها ومشاركتها الطاولة  لتبدأ حوارات اكتشاف الآخر، ليتحول الاعجاب الى حب عميق  ومن ثم ينتهي بقرار الزواج ، وهو قرار يضطر مريم للاعتراف بديانتها اليهودية ((احساسها بضرورة مواجهة هذا الحب والبدء بورقة بيضاء صافية ممزوجة بالتحدي، واخباره بأنها يهودية تعيش في لندن منذ طفولتها ولم تفكر ولو للحظة بالعودة الى فلسطين ، فهي حرة وهم أحرار بأراضيهم، وهي معه بأنه ليس لليهود الحق في استيطان فلسطين، بل عليهم أن يسعوا الى كسب قلوب العرب والعيش معهم بسلام ، فالله خلق نفسه، خلق كلا القلبين العربي واليهودي من طين واحد ، ولم يطلب منهما زرع الكره والعداوة والحقد فيما بينهما ))[8] .

     فالراوي العليم يحاول ان يقدم رؤية الشخصية من خلال اللغة المؤسلبة التي يمتزج فيها صوت الراوي مع لغة الشخصية ، ليؤكد مدى التطابق بين وجهة نظر الراوي ووجهة نظر الشخصية لاسيما الايديولوجي  والتعبيري .

     فعلى الرغم من يهوديتها الا انها كانت ترفض العداء والكراهية للإسلام وقد تبنى الراوي وجهة نظرها ومخططها السلمي في التعايش واحترام خصوصية الآخر .

فهي كشخصية يهودية ترى أن (( نداء حكومتها من اجل الوطن القومي لليهود في فلسطين لا يستهويها كثيرا، فاليهود المولودون في بريطانيا بريطانيون بالدقة تماما ولا يوجد اي عنصرية بحقهم، فلماذا لا يتشبهون بشعوب الارض الاخرى ويتخذون وطنا لهم بذلك البلد الذي يولدون فيه ويسترزقون ))[9] .

    يبدو من خلال لغة السرد أن الراوي منحاز إلى شخصية مريم ومتفاعل معها  وكأنه يريد اقناع المتلقي باختلافها من حيث امتعاضها  ومقتها للعنصرية بين الشعوب، الى جانب ذلك يحاول الراوي ان يقارن بين يهود بريطانيا وبين يهود فلسطين مبينا ميزة اليهود البريطانيون لاسيما المولودون فيها، كل ذلك ليوضح مدى حريتها وتمتعها بالحس الثقافي .

     أما شخصية معين الذي يدرك إنسانية مريم وانوثتها وتكوينها الثقافي ومشاعرها الصادقة معه ينسف صورة الشرقي الذي تتوجس منه المرأة الغربية ،وينسف صورة الشرقي الرافض للأخر، فلم تشكل ديانتها عائقا في حبه لها وفي اكتشاف صفاء نفسها ونقاء سريرتها، فالراوي حاول العزف على وترين اولهما تشخيص التباين الحضاري والديني بين الغرب والعرب وبين الاسلام واليهود ووتر اخر راهن فيه الراوي على امتحان قدرة الرجل الشرقي على استيعاب الاخر واقناع المتلقي بذلك  .

هذه العلاقة التي تعد علاقة إشكالية إذا ما خرجت عن دائرة التفكير الفردي إلى المحيط المجتمعي (( حتى ولو صدق بأن ما حدث حدث رغماً عنهما ، فكيف ينسى بأنها من سلالة اليهود الذين طردوهم من أراضيهم ؟ وكيف سيكون ردة فعل والده وأخيه على هذه العلاقة ؟؟ ولكنه المخطئ منذ البداية لأنه لم يسألها عن جنسيتها لاعتقاده بأنها عربية بسبب اسمها ))[10] .

      إذن فهو شخصية تتنازع في داخله مشاعر الشتات لاسيما من حيث رفض وقبول الآخر ، هذا الشتات الذي ولد  قناعة بصعوبة تقبل فكرة حبه من يهودية ربما لارتباط هذا الرفض بالصراع التاريخي الذي أدى الى طردهم من بلادهم ، او لصعوبة اقناع المجتمع  ممثلا بوالده واخيه، وكل منهما يحمل رأيا مغايرا عن الاخر.

     فوالد معين شخصية واعية تمثل المنظور الايجابي المتسامح ، فبعد علمه بان المرأة التي ستكون زوجة ابنه يهودية ((كان عقله وقلبه  متضايقين في البداية ، ثم تناسى ضيقه وتذكر ان نبيه محمد صل الله عليه وسلم تزوج من يهودية ، وان دينه لا يتخذ مواقف مسبقة ضد احد ، ولا يعادي أحدا لمجرد انه يخالفه في جنس أو لون أو دين أو اعتقاد ، إنه يعادي الظلم والفساد والاعتداء على حقوق الاخرين وكل من يدعو إلى شيء من ذلك يعاديه الإسلام ، ثم تذكر زوجته الانجليزية المسيحية ، إنها أعظم حب باق للابد في حياته ، ولو قابل جميع النساء ووجد فيهن صفات خرافية فلا احد يشبه زوجته ))[11] .

هنا أيضا يتبنى الراوي لغة الشخصية الأب الذي يحمل أيديولوجيا الشخصية في ايمانه بوجود نقاط التقاء وان الاديان السماوية بما فيها الدين الاسلامي يحثون على السلام والتسامح ولا يحرّم الزواج من كتابية، فخصوصية كل دين ماثلة ومقدسة ، وكأنه بموقفه هذا قد اماط اللثام عن اي عوائق نفسية واجتماعية تحول دون اقترانهما

وشخصية الاب هي الاخرى عاشت تجربة الزواج من ديانة اخرى، وكان واقع الحياة بينهم قائم على تقدير واحترام (( ديانة بعضهما ومتفاهمين في عدم التحدث بأي كلمة تجرح اي ديانة في هذا العالم))[12] .

      فزواج الاب المسلم من مسيحية يعد تحديا  لما يسود المجتمع من رفض وصراعات ازلية بين الاديان ، ولعل نجاح هذه العلاقة كان قائما على احترام خصوصية كل دين .

     ويظهر المستوى الثقافي لشخصية معين من خلال حواره مع اخيه الرافض  لزواجه بسبب ديانة الفتاة التي احبها ومحاولة معين اقناعه بأن الاسلام دين سلام وتسامح ، وهذا ما سنتطرق إليه في القسم الآخر ضمن الحوار المتطرف .

2- الحوار المتطرف وصراع الحضارات

     جسدت الرواية بعض المواقف المتطرفة التي تعكس  ما يسمى بصراع الحضارات واعني بذلك ما يحاول الفكر الغربي بثه لاسيما اليهود وهو اقحام الصراع في  الفكر الديني والفلسفي مما جعله جزء من حضارتهم وتكمن الفكرة في عداءهم ورفضهم للمسلمين من حيث السيطرة والنفوذ في مقابل التوسع الغربي، اي انهم حاولوا اثبات ان العالم عبارة عن قطبين  وصراع قائم بين الشرق والغرب، فمثلا نجد موقف اخيها من زواجها من عربي مسلم موقفا معاديا ورافضا لأي شكل من اشكال التقبل:

 (( قال اخوها وهو في قمة الغضب:

  • لن تتزوجيه، هو عربي متخلف، غير متحضر من بقايا اشخاص متطرفين وارهابيين وقتلة ، هذا عار عليك وعلينا ، أنا اعلم بأنك قوية ، كيف تتزوجين عن عربي ضعيف ، ألا تعلمي بأن معظم الدول العربية تعتمد على الغرب في الحصول على الكثير من المنتجات الضرورية والاجهزة والمساعدات المالية والدفاعية والتكنولوجية ، وأن الغرب يحمي العرب من بعضهم البعض ، ولولا ذلك لكانت بين العرب حروب لا تنتهي، نحن اليهود متفوقون على العرب في القدرة على التنظيم وفي التفكير العلمي ، مقابل بدائية الحال العلمية والصناعية والتقنية عند العرب )) .

     على مستوى لغة الشخصية نجد أن مفردات الحوار تعكس  دلالات التحقير والدونية ووجهة النظر العدائية وصراع الحضارات بين الغرب والعرب ،وهذا يذكرنا بقول ادوارد سعيد في كتابه الاستشراق: أن المجتمعات المتخلفة والمتقدمة تعرّف نفسها من خلال التصور السلبي لهوياته[13]، بمعنى ان المجتمعات تميل الى النظر الى نفسها من خلال ما يمثل نقيضها، لذا  يوسم المجتمع المناقض بالدونية ويتعامل معه على انه مصدر تهديد وارهاب ، وهي صورة نمطية  لازمت رؤية الغرب العرب منذ القدم ولا زالت تحكم العالم  .

     هذه التفرقة تعيد مبدأ الانقسام الثنائي الموروث عن الفلسفة الأرسطية ولم يقتصر هذا على الموروث الفكري في تشكيل السياسة الغربية فحسب بل على الوعي الفكري للغربيين ايضا .

     هذه الشخصية نموذج للشخصية اليهودية التي آثرت العنصرية بحجة المحافظة على نقاء الدم والنوع وشعب الله المختار، وحرصهم جيلا بعد جيل على عدم الاختلاط بالشعوب الأخرى  ، فكرته الاساسية تقوم على رفض الآخر ، إذ يصفون من لا ينتمي لليهودية  بأبشع الأوصاف .

     وعلى الرغم من رفض مريم لهذه الفكرة وحثه على عدم الحكم ))على البشر بأديانهم واعراقهم والوانهم)) وأن يكف عن (( هذه الاتهامات والحقد المتبادل بين العرب واليهود، لماذا لا تعيش في سلام؟)) يبقى مُصر على أن هذه الفكرة ستبقى حتى نهاية العالم و((  أن العرب هم مصدر الفقر والانانية والانتهازية والفساد المالي والتعصب الديني والمذهبي والعرقي، والعيش في سجن الماضي، والتحدث عن حضارتهم التي كانت عظيمة في السابق، والهروب من مواجهة مسؤوليات الحاضر والمستقبل، ألا تعلمين بأن هناك أكثر من خمسين مليون عربي هاجروا من بلاد العرب بسبب الفقر الى الغرب….أن الشعب العربي ملئ بالنكسات والثورات وخيبات الامل ، ضعف ما بعده ضعف ، فلماذا تريدين من عربي تحملين ابناً من صلبه يخرج الى الدنيا وهو يحمل الجنسية العربية )) .

     يعكس الحوار هنا وجهة نظر تعبيرية لما يحاول الغرب تصديره وتغذيته باستمرار تحت ما يسمى بالصراع الحضاري أو الصراع الثقافي وهذا ما انتج مفهوم (الارهاب) وهو تيار يحاول الغاء الآخر، ولعل الكثير من الأوربيين يربطون بين العرب والارهاب اذ يرون ان التهديد العربي ارتبط بالتطرف الديني، وبالتأكيد ان هذا ناتج عن سوء فهم الآخر بشكل دقيق وموضوعي ومعرفة الأنا بداية قبل محاورة الآخر، فكلاهما يعتقد أنه يفهم الآخر بناء على ما يتوهمه خطراً عليه فالغرب وضع الاسلام والمسلمين في قالب مصنوع سلفا اسمه الارهاب [14] .

     هذه الفكر العدائية للعرب في  مقابل عداء فئات أخرى عربية للغرب تمثل  وجهات نظر ايديولوجيا تعبيرية تحمل المضمون المتطرف، فموقف شخصية  أخ معين الذي يكيف عداؤه للغرب ولليهود خصوصاً  بسؤاله : كيف ننسى عذاب الماضي وارض فلسطين التي اغتصبها اليهود ؟ فيجيبه معين :

((- نحن في النهاية شعب واحد يسكن كوكبا واحدا ، نحن اسرة بشرية مرتبطة بمصير مشترك مرهونة بأن تكون كنفس واحدة ، واذا حدث عكس ذلك فسيضيع هذا العالم النقي ويتحول الى مستنقع ملئ بالحروب والكره ورائحة العنصرية النتنة .

– جميل هذا التغيّر، ولكن هل عقلك الباطني سيستقبل احتلال اليهود اليومي لأراضي الفلسطينين وتهجيرهم الى دول العالم ليعيشوا القهر والظلم .

– ارجو ان لا تخلط بين اليهود والحكومة اليهودية او الكيان الصهيوني، فالحكومة اليهودية مخطئة ومستمرة بالخطأ بقتلها دون رحمة لألاف الفلسطينيين وتشريدهم ، ولكن ما ذنب الشعب اليهودي في كل هذه الامور))[15] .

     يقدم الراوي الحوار المباشر الذي يعكس وجهات نظر متضادة بين التسامح والتطرف ، فشخصية معين  وعلى المستوى التعبيري يحاول ان يتبنى صورة مشرقة للشخصية المسلمة التي تجادل بما هو احسن ليقنع أخاه بوجود ارضية مشتركة بين الاديان عموما ، وحثه على ترك التعصب  والخروج من مأزق التناحر الديني ودفعه الى فهم الاخر فهما صحيحا وعدم التعميم والتعامل مع الانسانية جمعاء بسلام فما تصنعه الحكومات لا يقع ذنبه على الشعوب .

     في مقابل هذا الرأي نجد  رأي الاخ حامل الفكر العدائي  ، فهو يرى ان الغرب صورة لليهود الصهاينة ، وينصب نفسه بمعية الجماعات المتطرفة حاكما يبيح لنفسه القتل وارهاب الناس ، دون الاكتراث بمصائر الابرياء ، كل ذلك بحجة حماية الاسلام من الضياع واذا به يشوه الاسلام ، ليشكل صورة نمطية لما يتصوره الغرب عن الاسلام  .

     هذه المواجهة تبين اثر الحوار في تبادل الافكار وتغيير القناعات لاسيما اذا كان المحاور متمكنا من ادواته .

     وبعد ان يخبره اخوه بأن الاسلام في خطر وانه معرض لنهاية اليمة إذا لم نجاهد في ابقائه، يجيبه معين(( اذاً كيف  بقى كل هذه القرون الطويلة ، كل فترة كان فيها ظالمين قتلوا العلماء وتوجهوا الى ملذاتهم ضاربين بعرض الحائط كل قيم الاسلام .ومع ذلك بقي ديننا شامخا ومرتفعا ،ولكنه الان في قلوبنا وليس في افعالنا ، ولو طبقنا جزءا بسيطا منه في كل تصرفاتنا لأصبحنا أرقى وافضل ، اسأل نفسك هل تجاهد من اجل دينك ؟

  • نعم وشرارة الغضب التي اشعلتها دول الغرب بسبب الدكتاتورية والظلم للعالم العربي بالتحديد .
  • اذا كان قتالك  من اجل الدين ، فمع من تحارب ؟ ومن أجل ماذا؟
  • أحارب مع المسلمين الصادقين مع انفسهم ومن اجل اظهار الاسلام مرة اخرى .
  • وهل الاسلام مخفي لتظهره !! الاسلام سيبقى ظاهرا الى يوم القيامة ، دعني  اسألك بعض الاسئلة يا عزت : لو جاء اليك رجل اجنبي ، وقال لك : ان لديه دقيقة من الزمن ، ويريد ان يفهم فيها الاسلام ، فماذا ستفعل معه ؟؟
  • مستحيل، لابد له ان يدرس الحديث وتفسير القران وامور كثيرة لا تعد ولا تحصى .
  • لا شيء مستحيل ، اخبره بأن الاسلام هو الاعتراف بوجود إله واحد لا شريك له هو الله، وكذلك الايمان بجميع الانبياء والرسل الذين ارسلوا الى البشرية قبل رسول الاسلام محمد، وأن الاسلام هو دين الحب والسلام وهو ينهي عن الكره والحقد والبغضاء والمنكر.
  • لقد جعلت الأمر بسيطا جدا .
  • لماذا نعقد الامور، ولماذا نجعل ديننا مليئا بالطلاسم والعقد ، هل قرأت بسلاسة وسهولة كتاب “عظمة الاسلام” ، للمؤلف الفرنسي “ميشال أورسيل” والذي يردّ فيه على بعض المستشرقين الذين يشككون في حقيقة الرسالة المحمدية تحت وطأة الخوف من الاسلام ))[16] .

 هنا الحوار تحول الى جدال بين الاخوين حول اقناع احدهما الآخر  بين قبول ورفض الاخر، ويوضح قضايا عملية وواقعية تضع الحلول للتفرقة والعنصرية، إذ نجد اسئلة وردود شخصية معين تعكس مواقف دفاعية عن الاسلام في بيان موقف الدعوة المحمدية من علاقة المسلمين بغير المسلمين واحترام دياناتهم ومعتقداتهم وطقوسهم وثقافاتهم، وأن يكون حسن السلوك والمعاملة اساس الخلق الاسلامي لا أن يكون شعارات فقط ، لنقل صورة ايجابية للعالم، ورد الشبهات التي وضعها المستشرقون المشككة في رسالة الاسلام.

   فشخصية معين حملت لواء الدفاع عن الدين الاسلامي بوعي وتدبر وبأسلوب حضاري يعكس ثقافته وعمق فكره لاسيما في بيان حقيقة الدعوة الاسلامية وما يجب ان يتحلى به المسلم ليكون صورة ايجابية تخلق التأثير في الاديان والثقافات الاخرى ، حتى أنه يوظف المرجعيات الثقافية في تأكيد قضية رد الشبهات عن الاسلام،  إذ يعرض جهود الكاتب الفرنسي ( ميشال أورسيل ) لاسيما في كتابه (عظمة الاسلام) وكيف رد على زيف بعض اراء المستشرقين التي تطعن وتشكك بالدين الاسلامي .

فكما هو واضح فان  مستويات وجهة النظر التعبيرية للشخصيات المتحاورة  تختلف  بناء على اختلاف ايديولوجيتها إذ إن الايديولوجيا في الرواية تتصل ((بصراع الابطال بينما تبقى الرواية كأيديولوجيا تعبيرا عن تصورات الكاتب بواسطة تلك الايديولوجيا المتصارعة نفسها))[17]

فالروائي استطاع ان يجعل الرواية حلبة لصراع الافكار ، تنتصر فيها لغة الحب والتسامح على التطرف والعنصرية .

الخاتمة

 بعد تلك الوقفة ازاء حوار الاديان في رواية (احببت يهودية )  تأكدت بعض القناعات التي ذكرتها في السطور الاولى بان حوار الاديان موضوعا اشكاليا من حيث تأثير المهيمنات التاريخية على العقل الجمعي للشعوب ، غير آبهين بما تدعو له دياناتهم .

فالمجتمع بصورة عامة له مواقف مختلفة  منها رافض لكل مختلف ومتشبث بالعنصرية وقسم اخر يحاول ان يتمسك بتعاليم الدين جاعلاً منه مسار حياة وسلوك  لإقناع الآخر بقيمته وتأثيره ، وآخر متأرجح بين الرفض والقبول .

 فالرواية من ناحية الموضوع حاولت تأكيد اهمية الحوار والبحث عن مشتركات تبيح التعايش بسلام مع الالتزام بتعاليم كل دين واحترامه وعدم تغييب واقصاء الاخر والانتقاص منه .

وعدم الخلط بين الدين والخلافات السياسية، وجعل الانسانية والحب هي الفضاء الذي يجمع فئات البشر .

 حاول الراوي ان يبث ايديولوجياته الخاصة على لسان شخصياته الايجابية مؤكدا ان لكل دين اتباع ينظرون للحياة نظرة ايجابية مسالمة ومنهم من ينظرون للحياة نظرة سلبية تبحث عن السيادة واقصاء الاخر بشتى الطرق .

 وعلى المستوى الفني فان الرواية جاءت بنوعين من الحوار منه الحوار المباشر الذي سمح فيه الروي للشخصيات أن تعرب عن مكنوناتها واديولوجيتها بالتوافق مع بناء الشخصية، ومنه حوار غير مباشر مؤسلب تبنى فيه الراوي وجهة نظر الشخصية تارة من اجل التلخيص وتارة لأهمية المعروض او لربما حمل وجهة نظر الكاتب فجاء مهيمنا .

المصادر

  1. الاستشراق ، المفاهيم الغربية للشرق ، ادوارد سعيد ، ترجمة : محمد عناني ، دار رؤية للنشر والتوزيع – القاهرة ، ط1 ، 2006 م .
  2. الاسلام والحداثة والانسحاب الثاني من مواجهة العصر ، منعم سري ، دار الاهلية للنشر – عمان ، 2010 م .
  3. الحوار الاسلامي المسيحي ، الفرص والتحديات ، يوسف الحسن ، منشورات المجمع الثقافي- ابو ظبي ، ط1 ، 1997م .
  4. 4-     الدين والحاجة الى التمسك الاجتماعي – دور الرمز في الاديان عموما ، علي ليلة ، مجلة عالم الفكر ، الكويت ، 2012، مج 4:51
  5. رواية احببت يهودية ، وليد اسامة خليل، الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت ، ط1 ، 2014 .
  6. القاموس المحيط ، الفيروز ابادي ، دار الحديث القاهرة ، 2013 م  .
  7. 7-     مدخل الى نظرية النقد الثقافي المقارن ، حنفاوي بعلي ، منشورات الاختلاف – الجزائر، ط1 ، 2007م  : 238
  8. معجم مقاييس اللغة ، احمد ابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون ،دار الفكر –بيروت ، ط1 ، 1979م.
  9. مقاربات في الحوار والمواطنة ومجتمع المعرفة ، د. مصطفى القبّاح ،دار ما بعد الحداثة –فاس 2006م.
  10. الندوة العالمية للشباب الاسلامي في اصول الحوار ، دار التوزيع والنشر الاسلامية – مصر ، 1998م .
  11. 11-           النقد الروائي والايديولوجيا – من سوسيولوجيا الرواية الى سوسيولوجيا النص الروائي ، حميد لحمداني ، المركز الثقافي العربي –بيروت ، ط1 ، 1990م : 199

المواقع الالكترونية

www.kaiclid.org


[1] مقاييس اللغة ، ابن فارس تحقيق عبد السلام هارون ،دار الفكر – بيروت ، ط1 ، 1979م: 2/117 والقاموس المحيط ، الفيروز ابادي ، ، دار الحديث القاهرة ، 2013 م  مادة حور.

[2] الندوة العالمية للشباب الاسلامي في اصول الحوار ، دار التوزيع والنشر الاسلامية – مصر ، 1998م : 6-7 .

[3] الدين والحاجة الى التمسك الاجتماعي – دور الرمز في الاديان عموما ، علي ليلة ، مجلة عالم الفكر ، الكويت ، 2012، مج 4:51

[4] مدخل الى نظرية النقد الثقافي المقارن ، حنفاوي بعلي ، منشورات الاختلاف – الجزائر، ط1 ، 2007م  : 238

[5]  الحوار الاسلامي المسيحي ، الفرص والتحديات ، يوسف الحسن ، ابو ظبي – منشورات المجمع الثقافي ،1997م: 13.

[6] www.kaiclid.org

[7] مقاربات في الحوار والمواطنة ومجتمع المعرفة ، د. مصطفى القبّاح ، دار ما بعد الحداثة –فاس ، 2006م :63

[8] رواية احببت يهودية ، وليد اسامة خليل، الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت ، ط1 ، 2014 : 41

[9] الرواية : 41

[10] الرواية : 53

[11] الرواية : 94

[12] الرواية : 126-127

[13] ينظر الاستشراق ، المفاهيم الغربية للشرق ، ادوارد سعيد ، ترجمة : محمد عناني ، دار رؤية للنشر والتوزيع – القاهرة ، ط1 ، 2006 م : 111

[14]  ينظر : الاسلام والحداثة والانسحاب الثاني من مواجهة العصر ، منعم سري ، دار الاهلية للنشر – عمان ، 2010 : 70

[15] الرواية: 95

[16] الرواية: 130

[17] النقد الروائي والايديولوجيا – من سوسيولوجياالرواية الى سوسيولوجيا النص الروائي ، حميد لحمداني ، المركز الثقافي العربي –بيروت ، ط1 ، 1990م : 199

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *