م.م.عادل ماضي صبر
المديرية العامة لتربية بغداد الرصافة/3
adelmadi1976@gmail.com
009647717393368
الملخص:
السياق يوضح دلالة الألفاظ المركبة ويحدد معناها لوجود قرائن توضح ذلك المعنى,و السياق بأنواعه المختلفة له أثر في تحديد دلالة الكلمة أو التركيب ؛لأنّ الدلالة المعجمية تحتمل أكثرمن وجه ومن يحدد المعنى المراد السياق سواء أكان السياق لغويًا أم سببيًا أم سياق موقف أو غيره, فالكلمة أو الألفاظ المركبة يختلف معناها من سياق لآخر طبقا للسياق الذي وردت فيه.
وارتأيت في بحثي هذا دراسة (السياق و أثره في بيان معنى الألفاظ المركبة في كتاب ما يعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه للمحبي), وهو معجم للألفاظ المركبة تركيبًا إضافيًا والتي شرحها المحبي بالسياقات المختلفة واقتضت طبيعة البحث والدراسة إتّباع المنهج الوصفي لبيان دلالة التراكيب وأثر السياق بأنواعه المختلفة في بيان معنى التراكيب الإضافية وقد اخترنا السياق اللغوي والسياق السببي وسياق الموقف والتي انتهجها المحبي في شرح هذه التراكيب الإضافية الواردة في كتابه .
The effect of context in directing the meaning of compound phrases in al-Muḥibbī’s book titled
“Mayouawal Alaah fi Almodaf Walmodaf Ąlayh“
Adel Madi Sabr
General Directorate of Education, Baghdad, Rusafa/3
Abstract:
The context clarifies the semantics of the compound phrases and determines their meaning because contextual circumstances are clarifying that meaning. The context in its various types has an impact on determining the semantical meaning of the words or the structural phrases since the lexical meaning contains more than one meaning but the contextual circumstances determine the intended meaning, whether linguistically, casual, or situational contexts or otherwise. The meaning of words or compound phrases differs from one context to another according to the context in which they are mentioned.
In this study, the researcher deals with ” The effect of context in directing the meaning of compound phrases in al-Muḥibbī’s book titled ‘Mayouawal Allaah fi Almodaf Walmodaf Ąlayh.’”, which is a lexicon of compound phrases with an additional structure, which al-Muḥibbī explained in different contexts. This study follows the descriptive method to demonstrate the significance of the structures. The researcher chooses the linguistic, the causal context, and the situational contexts which al-Muḥibbī followed in explaining these additional structures contained in his book.
الـمــقــدمـــة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير خلق الله؛ محمد بن عبد الله, وآل بيته الطيبين الطاهرين, وصحبه المنتجبين.
أمّا بعد:
فيُعـدّ السياق من القضايا اللغويّة التي نالت قسطًا وافرًا من دراسات العلماء والباحثين , فالسياق بأنواعه المختلفة له أثر في تحديد دلالة الكلمة أو التركيب ؛لأنّ الدلالة المعجمية تحتمل أكثر كم وجه ومن يحدد المعنى المراد السياق سواء أكان السياق لغويًا أم سببيًا أم سياق موقف أو غيره,
وبحثنا الموسوم(السياق و أثره في بيان معنى الألفاظ المركبة في كتاب ما يعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه للمحبي), وقد وقع الاختيار على كتاب (ما يعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه للمحبي المتوفى 1111ه) لما فيه من خزين لغوي للألفاظ والتراكيب, فهو معجم للألفاظ المركبة تركيبًا إضافيًا والتي شرحها المحبي بالسياقات المختلفة واقتضت طبيعة البحث والدراسة إتّباع المنهج الوصفي التحليلي لبيان دلالة التراكيب وأثر السياق بأنواعه المختلفة في بيان معنى التراكيب الإضافية وقد اخترنا السياق اللغوي والسياق السببي وسياق الموقف والتي انتهجها المحبي في شرح التراكيب الإضافية الواردة في كتابه , ووقف البحث على عدد من المصادر والمراجع في السياق والدلالة , والمعاجم اللغويّة والكتب الأدبية واللغويّة والدواوين الشعرية والتي استفدت منها في البحث .
والبحث قسم إلى ثلاثة مباحث : المبحث الأول شرح معنى التركيب الإضافي بالسياق اللغوي, أمّا المبحث الثاني شرح معنى التركيب الإضافي بالسياق السببي, وشرح المبحث الثالث معنى التركيب الإضافي بسياق الموقف, ثمّ الخاتمة والنتائج التي توصل إليها البحث, بعدها قائمة بأسماء المصادر والمراجع المعتمدة في البحث.
وفي الختام أسأل الله التوفيق والسداد, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
التــمهــيد
السياق كما هو معلوم له أثرٌ في بيان معنى الألفاظ المفردة والمركبة لذلك اهتمّ به أصحاب المعجمات وبيّنوا معاني أكثر الألفاظ الواردة في معجماتهم بالسياق بأنواعه المختلفة, والسياق بمعناه اللغوي مشتق من مادة (سوق) , يقول ابن فارس“ السين والواو والقاف أصل واحد، وهو حدو الشيء. يقال ساقه يسوقه سوقا. والسيقة: ما استيق من الدواب. ويقال سقت إلى امرأتي صداقها، وأسقته. والسوق مشتقة من هذا، لما يساق إليها من كل شيء، والجمع أسواق. والساق للإنسان وغيره، والجمع سوق، إنما سميت بذلك؛ لأنّ الماشي ينساق عليها” (ابن فارس، 1979، الصفحات 117, الجزء/3), وقال الزمخشري من المجاز “:هو يسوق الحديث أحسن سياق، و إليك يساق الحديث وهذا الكلام مساقة إلى كذا، وجئتك بالحديث على سوقه: على سرده” (الزمخشري، 1998، الصفحات 484, الجزء/1), فالمعنى يدور بين التتابع والاتصال, وأسلوب الكلام , أمّا تعريف السياق في الاصطلاح فله تعاريف متعددة منها أنّ ” السياق بمعناه الاصطلاحي يساعد في كشف معنى الكلمة نتيجة الاتفاق عليها في الوضع بين المتكلم والسامع” (حسن، 1999، صفحة 30) . وسياق الكلام هو:” أسلوبه ومجراه نقول وقعت هذه العبارة في سياق الكلام , أي جاءت متفقة مع مجمل النص وللتقيّد بسياق الكلام في تفسير النصوص وتأويلها فائدة منهجية؛ لأنّ معنى العبارة يختلف باختلاف مجرى الكلام، فإذا شئت أن تفسّر عبارة من نص وجب عليك أن تفسرها بحسب موقعها في سياق ذلك النّص” (صليبا، 1982، الصفحات 681, الجزء/1), إذا فالسّياق يعني التتابع بين الكلمات, وتتابعهابشكل متسلسل ومتجانس في إطار الظروف المحيطة بها ومراعاته لمقتضى حال المتكلم والسامع ، لتحديد المدلول للكلمة, و” ومفهوم السياق من حيث الاصطلاح, فيدلّ على تتابع الكلام وأسلوبه الذي يجري عليه” (مصطفى، الزيات، عبد القادر، و النجار، 1998، الصفحات 465,الجزء/1) , والمقصود” به جوار الكلمات في التلاصق الركني للجمل في الملفوظ , أي ما يسبقها وما يلحقها من مفردات , وعادة ما تعدّ العوامل الصوتية والنحوية والصرفية في تركيب الكلام مظهرًا سياقيًا أو تركيبيًا” (ذريل، 1981، صفحة 160) .
إنّ دراسة ” معاني الكلمات تتطلب تحليلًا للسياقات والمواقف التي ترد فيها , حتى ما كان منها غير لغوي ومعنى الكلمة ــــ على هذا ــــ يتعدل تبعًا لتعدد السياقات التي تقع فيها , أو بعبارة أخرى تبعًا لتوزعها اللغوي” (عمر، 2009، صفحة 69) , وتفسير المفردة أو التركيب بالسياق أمر اتّبعه أصحاب المعجمات و السياق يقصد به ” هنا ما يصاحب اللفظ مما يساعد على توضيح المعنى وقد يكون التوضيح بما ترد فيه اللفظة من الاستعمال ؛ وقد يكون ما يصاحب اللفظ من غير الكلام مفسرًا للكلام؛ وقد تكون العلاقة بين هذا الكلام وبين شيء آخر,كلامًا كان أو غير كلام , داعيًا إلى استعمال اللفظ بالطريقة التي يستعمل بها في اللغة” (أبو الفرج، 1966، صفحة 116) .
وقسّم اللغويون السياق إلى أنماط مختلفة , فقسمه بعضهم إلى سياق لغوي, وسياق ثقافي وسياق عاطفي, وسياق الموقف ينظر: (سلامي، 2007، صفحة 102 ــ 112) , وقسّمه آخرون إلى لغوي واجتماعي وسببي (أبو الفرج، 1966، صفحة 116 ـــ 123), وفي صدد ذلك سندرس ثلاثة أنواع من السياق لدراسة أثرها في توجيه معنى التراكيب الإضافية في معجم المحبّي وهي:التفسير بالسياق اللغوي, وسياق الموقف, والسياق السببي, فالمحبّي في كتاب (مايعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه) شرح التراكيب الإضافية بطرائق مختلفة منها: التفسير بتحديد الدلالة , والشرح بالمرادف, والتفسير بالسياق اللغوي, و السببي, وتحديد الدلالة بسياق الموقف, ينظر: (المحبي، 2010، صفحة 71ــ81 الجزء/1), ونلحظ أنّه كان يفسر التراكيب الواردة في كتابه بهذه السياقات.
ويكون التركيب في الأسماء, والحروف , والإفراد هو الأصل, ولا ” يكون التركيب فيما أخذت منه الأفعال؛ وهي المصادر , ولا في الصفات الجارية على الأفعال , وإنّما يكون في الأسماء , نحو بعلبك, ومعد كرب , وما أشبه ذلك , وفي الحروف نحو : هلا , ولو لا” (السيوطي، 1990، صفحة 322) , والمعنى اللغوي للتركيب هو وضع شيء فوق شيء تقول: ” رَكَّبَهُ تَرْكِيبا: وَضَع بَعْضَهُ على بَعْض فَتَركّب، وتَرَاكَب, مِنْهُ: رَكَّبَ الفَصَّ في الخَاتَمِ، والسِّنَانَ فِي القَنَاةِ“ (الزَّبيدي، 1984، صفحة 527),والتركيب هو الائتلاف بين الاسم والاسم , أو الفعل والاسم فعرّفه أبو علي الفارسي(377ه) بقوله: ” فالاسم يأتلف مع الاسم فيكوّن كلاما مفيدا … ويأتلف الفعل مع الاسم فيكون كذلك كقولنا: كتب عبد الله …ويدخل الحرف على كل واحد من الجملتين” (أبو علي الفارسي، 1969، صفحة 9) , فالتركيب” ما ضُمت فيه كلمة إلى أخرى لا على طريق سرد الأعداد مثل قولك: قلم, قرطاس, كتاب, باب, وهو أربعة أقسام:إسنادي …وإضافي…ووصفي…ومزجي” (المنزلي، 1322هـ، صفحة 59), وجعل التهانوي التركيب والمركب بمعنى واحد بقوله: ” المركب : مجموع الأشياء المتعددة …, وأمّا التركيب …عند النحاة مقابل الإفراد ,, فإنّ كان بين جزأي المركب إسناد سمّي جملة إن لم يكن بينهما نسبة تقييدية ويكون أحد الجزأين قيدًا للآخر فيسمى مركبًا تقييديًا , فإن كان أحدهما مضافًا للآخر سمّي مركبًا إضافيًا , وإن كان أحدهما موصوفًا والآخر صفة سمّي مركبًا توصيفيًا”.
ويعدّ تركيب(المضاف والمضاف إليه) نوعا من التلازم بين الكلمات, فورودها مع بعضها على اطراد يجعلهما يكونان وحدة دلالية واحدة , ينظر: (حيدر، 2008، صفحة 141) , ونجد أنّ” الإضافة إلى الابن, والأبو, والأمّ, والآباء, والأبناءمن الإضافات الشائعة الاستعمال في اللغة وتعدّ هذه المركبات نوعا من المتصاحبات اللغوية لوجود الانسجام بين مركباتها” (صبر، 2018، صفحة 7)وينظر: (شريف، 2013، صفحة 93), و تسمية الكتاب تدلّ على أنّ مادته اختصت بتركيب المضاف والمضاف إليه, فالكتاب معجم للألفاظ المركبة تركيبا إضافيًا رتبه المحبي وفقًا للترتيب الألف بائي, وشرح هذه الألفاظ بذكر دلالتها , أو سياقاتها المختلفة التي وردت فيها.
المبحث الأول
شرح معنى التركيب الإضافي بالسياق اللغويّ
إنّ دلالة الكلمة أو التركيب لا يتضح من المعنى المعجمي فقط ؛لأنّ المعنى المعجمي يكونُ ” معنى مفتوحًا ومطلقًا, وعائمًا , وغير محدد , بل يتأتى من طبيعة السياق اللغوي…الذي ترد فيه محكومًا بالسياق المقامي أو الحالي…, أو السياق الاجتماعي” (نهر، 2008، صفحة 296), ويختلف معنى كثير من الألفاظ والتراكيب حسب السياق اللغوي الواردة فيه, فمن يحدد المعنى المقصود هو السياق اللغوي فالكلمة ترد في سياقات مختلفة ولها في كل سياق لغوي معنى معين , مثال ذلك كلمة (الفصل) فنقول: (إنّنا في الفصل الأول من العام), و(شاهدنا الفصل الأول من المسرحية), و(لم يستلم قرار الفصل من العمل), فمعنى كلمة الفصل في الجمل السابقة يتغيّر من جملة إلى أخرى بتغيّر السياق اللغويّ (الخولي، 2001، صفحة 69 ــ 70), ويمكننا القول :” إنّ السياق اللغويّ هو الأرض الخصبة التي تبذر فيها المباني اللفظية بنوعيها (الوظيفية , والمعجمية) ؛لأنّ السياق كما يرى (هايمز) يؤدي دورًا مزدوجًا إذ يحصر مجال التأويلات ويدعم التأويل المقصود” (البركاوي ع.، 1991، صفحة 103) .
والسياق اللغوي يشمل كلّ العلاقات الأفقية التي تتخذها الكلمات والتراكيب في داخل الجملة, والتي تختلف عن العلاقات الاستبدالية والتي تحل فيها كلمة مكان كلمات أخرى بالإمكان أن تحل محلها (حجازي، 1998، صفحة 159), فهو يذكر السياق اللغوي للكلمة ثم يذكر المعنى السياقي لها, ذاكرًا شواهد من القرآن الكريم, أو من الحديث الشريف, أوالشعر العربي, وكلام العرب المأثور, فالمعاجم التي تدرس المعنى مفصلًا تعتمد بتفسير الكلمة أو التركيب على السياق اللغوي, والتفسير بالسياق اللغوي يعدّ من أدقّ مذاهب بيان المعنى؛ لأنّه يذكر شاهدًا, أو أكثر لكلّ معنى ليوضحه (عكاشة، 2005، صفحة 161), والمحبّي يكتفي” أحيانًا عن شرح المراد من الألفاظ المركبة بإيرادها في سياق, وكأنّه لايهدف إلى توضيح المقصود منها لوضوحه وظهوره بل يرمي إلى التدليل على ورودها مركبة تركيبًا إضافيًا” (المحبي، 2010، صفحة 80 الجزء/1) ,ومن مثال ذلك قوله:
- أديم الماء:
ذكر المحبي هذا التركيب بقوله: منه قول كشاجم في وصف سمكة: (المحبي، 2010، صفحة 418 الجزء/1 ؛الرملي، 1989، صفحة 26)
ابنة ماءِ في أديم ماءِ بيضاءَ مثلَ الفضة البيضاءِ
فهو أكتفى بذكر تركيب(أديم الماء) في سياق لغوي ولم يفسر معنى التركيب لكثرة هذه الاستعارة ووضوحها فمن ذلك قول عبادة: (الكتاني، 1981، صفحة 68)
كأنّ أديم الماء درّ مذابة… يصافح من خضر الرياض زمردا
ويستعار لفظ الْأَدِيم للْمَاء كَمَا يستعار للسماء و استعارته للْمَاء كَمَا في قَول كشاجم السابق في وصف السمكه (الثعالبي، 1985، صفحة 567),قال الجوهري:” الأديم، مثل أفيق وأفق وقد يجمع على أدمة… وربما سمى وجهُ الأرض أديماً” (الجوهري، 1887هـ، صفحة 1885 الجزء/5) , والمقصود هنا ظاهر الماء فلفظة أديم في الغالب تصاحب كلمة الأرض أو السماء أو الليل ألخ تعني وجه الشيء وظاهره والسياق هو من يوضح ذلك.
- باب الجنة:
ورد هذا الـــتركيب في الكـــــتاب وأكتفى المحبي بذكر ســــــــياق لغوي ورد فيه وهو حديث للإمام علي(عليه السلام) بقوله:” خطب عليّ كرم الله وجهه فقال: أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنة, فمن تركه رغبة عنه , ألبسه الله الذلّ وسيم خَسف , وديّث بالصغار” (المحبي، 2010، صفحة 418 الجزء/2؛ (ابن أبي الحديد، 1965، صفحة 27 الجزء/2) , فباب الجنة كما وضّحه المحبي في النص هو باب الجهاد ؛ ولأنّه معروف اكتفى بذكر وروده في حديث الإمام عليه السلام) , ونجد ذكر أبواب الجنة في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنها باب الجهاد بقوله: ” إنّ للجنة ثمانية أبواب منها: باب للصائمين، وباب للمجاهدين، وباب للمتصدقين، وباب للواطئين، وليس أحد من هذه الأصناف يمر بخزنة الجنة إلا كلهم يدعوه: هلم إلينا يا عبد الله” (ابن بطال، 2003، صفحة 16 الجزء/4) ,,فالباب ” بمَعْنَى المَدْخَلِ والطَّاقِ الذِي يُدْخَلُ مِنْهُ وبِمَعْنى مَا يُغْلَقُ بِهِ ذَلِك المَدْخَلُ من الخَشَبِ وغيرِهِ ” (الزَّبيدي، 1984، صفحة 47 الجزء/2) , أمّا الجهاد هو” مُحَارَبَةُ الأَعداء، وَهُوَ الْمُبَالَغَةُ وَاسْتِفْرَاغُ مَا فِي الْوُسْعِ وَالطَّاقَةِ مِنْ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ، وَالْمُرَادُ بِالنِّيَّةِ إِخلاص الْعَمَلِ لِلَّهِ” (ابن منظور، 1414هـ، صفحة 135 الجزء/2) , فجمع لفظتي (باب والجهاد) في تركيب واحد وورودها في هذا السياق أعطاها معنى( باب الجنة) الذي لم يكن موجودا في أصل وضع المفردتين.
- رَدْغَـــة الخَبَال:
ذكرها بقوله: ” وتحرّك عصارة أهل النار, وفي الحديث (من قال في مؤمن ما ليس فيه حبسه الله في رَدغَة الخَبَال) جاء تفسيرها في الحديث؛ أي عصاره أهل النار, الردغة في الأصل طين ووحل” (المحبي، 2010، صفحة 1898 الجزء/4) والحديث في (السجستاني، صفحة 305 الجزء/3) و (ابن حنبل، 2001، صفحة 283 الجزء/9) , والخبال أصله ” الْفَسَادُ، وَيَكُونُ فِي الأَفعال والأَبدان وَالْعُقُولِ. وَطِينَةُ الخَبَال: مَا سالَ مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ” (ابن منظور، 1414هـ، صفحة 198 الجزء/11), بتصاحب كلمتي (ردغة والخبال) حصلنا على معنى جديد هو عصارة أهل النار فسّره المحبيّ بوساطة السياق اللغوي الذي ورد فيه التركيب الإضافي مما يؤكد أهمية السياق اللغوي في بيان معنى الألفاظ والتراكيب .
- ظلّ الله:
شرح المحبي هذا التركيب بقوله: ” يُروى عن النبي صلى الله عليه وآله ) أنّه قال: السلطان ظلّ الله في أرضه” (المحبي، 2010، صفحة 2264 الجزء/5) والحديث في (ابن أبي عاصم، 1993، صفحة 493 الجزء/2) , ومعنى التركيب السلطان ؛” لِأَنَّهُ؛ يدفَعُ الأذَى عَنِ النَّاسِ كَمَا يَدْفَع الظِّلُّ أَذَى حَرِّ الشمسِ ” (ابن الأثير، 1423هـ، صفحة 160 الجزء/3), ثمّ ذكر شاهدًا شعريا لورود تركيب (ظل الله) بهذا المعنى وهو قول البستي: (البستي، 1989، صفحة 264؛ وينظر: المحبي، 2010، صفحة 2226 الجزء/5)
ياقوم أرعوني أسماعكم حتى أؤدي واجب الفرضِ
أشهدُ حقًا أنّ سلطانكم ليس بظلّ الله في الأرض
والظلّ ” يدل على ستر شيء لشيء…… فالظل: ظل الإنسان وغيره، ويكون بالغداة والعشي…..وأظلك فلان، كأنه وقاك بظله، وهو عزه ومنعته“ (ابن فارس، 1979، صفحة 161 الجزء/3), فكلمة (ظلّ) تتصاحب مع كلمات عديد منها ظل الشجرة ,وظلّ الشمس ,و ظلّ الموت… إلخ ويكون معناها بحسب ما تضاف إليه فالسياق اللغوي لعب دوراً مهما في بيان معنى التركيب الإضافي.
- صبغة الله:
شرح المحبي تركيب (صبغة الله) باستشهاده بقوله تعالى : ” قال الله عزّ وجلّ: { صبغةَ اللهِ ومن أحسنُ من الله صبغةً} [ سورة البقرة: جزء من الآية: 138] , فطرة الله , أو التي أمر الله تعالى بها محمدًا(صلى الله عليه وسلم) وهي الختانة” (المحبي، 2010، صفحة 2160الجزء/5), والصبغة تعني” تلوين الشيء بلون ما تقول: صبغته أصبغه. ويقال للرطبة: قد صبغت. فأما قوله تعالى: {صبغة الله} [البقرة: 138] فقال قوم: هي فطرته لخلقه. وقال آخرون: كل ما تقرب به إلى الله تعالى صبغة” (ابن فارس، 1979، صفحة 331 الجزء/3),وكلمة صبغة تتصاحب مع عدة كلمات منها صبغة الليل, وصبغة الشباب وصبغة الشيطان ولكل تركيب معنى (المحبي، 2010، صفحة 2160 الجزء/5).
واستعمل الشعراء تركيب صبغة الله في أشعارهم منه قول ابن الرومي في وصف حمرة الخجل : (ابن الرومي، 2002، صفحة 475 الجزء/2)
ما حمرةٌ فيكما أمن خجلٍ أم صبغةُ الله أم دمُ المُهَجِ
وقول أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطيّ في وصف الجلنار: (شهاب الدين النويري، 1423هـ، صفحة 105 الجزء/11)
صبغةُ الله كالعقيقِ تــراه أحمرُ ناصعًا لدى الاخضرارِ
فالسياق اللغوي لعب دوراً أساسيًا في بيان معنى اللفظ المركب (صبغة الله) فهو في سياق الآية المباركة يعني الطهر أو الفطرة وفي الأبيات الشعرية قُصد به اللون .
- بقية السيف:
ورد هذا التركيب والذي نقله المحبي بقوله: ” قال علي رضي الله عنه: بقية السيف أنمى ولدًا وأكثر عددًا, فوجد ذلك عيانا في ولده وولد المهلب, وذلك أنّه قتل مع الحسين بن علي عامة أهل بيته فلم ينجو منهم إلّا علي بن الحسين….. فلما أدرك أخرج الله من صلبه الكثير الطيّب” (المحبي، 2010، صفحة 803 الجزء/2) والنص في شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد، 1965، صفحة 2354 الجزء/18), والبقية: ” مَا بقى من الشَّيْء“ (ابن سيده، 2000، صفحة 512 الجزء/6) , وبقية السيف في هذا السياق اللغوي تركيب إضافي تصاحبت فيه لفظة بقية مع لفظة السيف فأعطت هذا المعنى فهو أراد” أن السيف إذا أسرع في أهل بيت كثر عددهم ونما ولدهم” (ابن عبد ربه، 1983، صفحة 94 الجزء/1),ونجد أن كلمة بقية تصاحب كلمات أخرى لتشكل تراكيب جديدة منها تركيب (بقية الله) وفسر المحبي هذا التركيب بقوله :” قال تعالى: {بقية الله خير لكم}[ سورة هود: جزء من الآية:86] , أي طاعة الله و انتظار ثوابه لكم من الخير” (المحبي، 2010، صفحة 805 الجزء/2).
- بنات دجلة:
تركيب إضافي ورد في أبيات لابن الرومي والمقصود به السمك قال ابن الرومي: (ابن الرومي، 2002، صفحة 1810 الجزء/5)
وبناتُ دجلةَ في بيوتكمُ مأسورةٌ في كلّ معتركِ
هذا التركيب وضّحه المحبي بسياقه اللغوي وجاء بمعنى جديد لم يوجد في أصل طرفي التركيب منفردين , ودجلة تعني التغطية و ” كل شيء غطيته فقد دجلته. وسميت دجلة لأنها تغطي الأرض بالجمع الكثير) (ابن فارس، 1979، صفحة 330 الجزء/2), وفي كتاب المزهر في باب البنات ذكر أنّ السمك بنت دجلة (السيوطي ع.، 1998، صفحة 407 الجزء/1), فالمحبي اكتفى بذكر السياق اللغوي للتركيب والذي كان واضحًا في البيت الشعري وسياق القصيدة التي ورد فيها والتي مطلعها : (ابن الرومي، 2002، صفحة 1810 الجزء/5)
عسُرت علينا دعوةُ السمكِ أنّى وجودُك ضامنُ الدركِ
نجد أنّ السياق اللغوي لعب دورًا أساسيا في بيان المعنى المراد من التركيب.
- خمر الشيطان:
تركيب (خمر الشيطان) فسره المحبي بالسياق اللغوي بقوله :” قال يحيى بن معاذ الرازي : الدنيا خمر الشيطان , فمن شرب منها لم يُفق من سكرته إلّا في عسكر الموتى , خاسرًا نادمًا” (المحبي، 2010، صفحة 1561 الجزء/3), جعل القائل هذا التركيب قرين الدنيا فكلاهما مهلك فكما الخمر خطيئة فإنّ الدنيا رأس كل خطيئة فترك الشهوات التي سلطها الله على الإنسان كونها مهلكة للإنسان ومنها الخمر, ينظر: (المناوي، 1356هـ، صفحة 368 الجزء/3) وكلمة خمر وإضافتها إلى كلمة الشيطان جاء مناسبًا كون الشيطان رأس كل خطيئة , السياق ذكر معنى التركيب لذلك اكتفى المحبي بذكر النص الواردة فيه, والخمر:” يدل على التغطية والمخالطة في ستر فالخمر الشراب المعروف” (ابن فارس، 1979، صفحة 215 الجزء/2), ونتج عن التركيب الإضافي معنى كنائي لا يقدّمه المعنى الحرفي للمفردتين منفصلتين خارج التركيب فـــ(خمر) الشراب المعروف و(الشيطان) هو ذلك العاتي المتمرد من الجِنّ, وقد كَـــنـَّـى التركيب عن مصاحبة لغوية هي الدنيا؛ ولأنّ” التعبير الكنائي قالب ثابت لا يقبل تفكيكا أو تغييرُا في بنيته؛ لأنّ دلالته الكنائية ترتبط بالعلاقة بين مكونات التركيب الثابت…ولا يمكن فهم المضمون من معاني مكوناته الجزئية مستقلة, دون اندماجها في هذا القالب المسكوك”(عكاشة، 2005، صفحة 180), ولأنّ الخمر تغطي وتحجب العقل, و الأمر نفسه للدنيا فهي تغطي وتمنع الإنسان عن الدار الآخرة ولا ينتبه إلّا حين موته , والسياق اللغوي وضّح هذا التركيب .
- نون العظمة:
قال المحبي: ” من مُلح ابن نباته في تشبيه الحاجب بالنون: (المحبي، 2010، صفحة 2884 الجزء/6) ولم أجد البيت في ديوان ابن نباته
أغْــــــــمُــــــزهُ بنـــظرةٍ ولــــم أفُـــــه بكلــــــــــــــــــــمةْ
يجيبني بحــــــــــاجـــبٍ لــــكن بنـــــــون العظمةْ
سرقه الصفدي: (المحبي، 2010، صفحة 2884 الجزء/؛6وينظر: الصفدي،1989، صفحة 53 الجزء/21)
إن قلتً له زرني قال لا بحاجبٍ ما اظلمهْ
فـــــــــــــما نـــــــرى جوابــــــــــــــهُ إلّا بنون العظمةْ
والكتّاب في العصر العباسي إذا كان الكتاب لمن هم دون رتبة العظمة من الملوك يبدأ بعبارة بكتابنا إليك (القلقشندي، 1922، صفحة 321 الجزء/6), لكن السياق وضّح أنّ المراد من تركيب نون العظمة تشبيه الشخص المتكبر والذي يكون أمّا يكون متكبرا مع في كلامه أو تقاسيم وجهه ومنها الحاجب أو اجابته على الكتب والمراسلات وغيرها والمحبي وضّح معنى التركيب بذكر وروده بأكثر من سياق لغوي.
- يعسوب المؤمنين:
قال المحبي يعسوب المؤمنين : ” هو علي بن أبي طالب ـــــ رضي الله تعالى عنه ــــــ في كامل ابن عدي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت يعسوب المؤمنين, والمال يعسوب الكفار…. أي يلوذ بك المؤمنون وتلوذ الكفار والظلمة بالمال, كما تلوذ النحل بيعسوبها” (المحبي، 2010، صفحة 2938 الجزء/6) وينظر: (الجرجاني، 1997، صفحة 379 الجزء/5), ويعسوب المؤمنين معناها” كبير المؤمنين الذين يلوذون بك، وإليك ينقادون والكفار والظّلمة والمنافقون إنما يلوذون بالمال كما تلوذ النحل بيعسوبها؛ ولذلك قالوا: عليّ أمير النحل” (تقي الدين المقريزي، 1419هـ، صفحة 301), نجد أن السياق اللغوي فسّر معنى التركيب ؛ لأنّه ذكر المعنى في سياق ذكر الحديث الشريف .
المبحث الثاني
شرح معنى التركيب الإضافي بالسياق السببي
ويقصد بالسياق السببي هو ما ورد ” في المعجم من تعليل لاستعمال الصيغة اللغويّة على ما هي عليه” (أبو الفرج، 1966، صفحة 122), وهو أن تعلل المعنى بسبب أو علة نحو : لأنّ , أو لم , أو إنّما ,أو اللام ” (عكاشة، 2005، صفحة 163), والمعجمات العربية فسّر أصحابها كثيرًا من المفردات بالسياق السببي كما نجد ذلك في قول ابن فارس في شرح معنى الساق : ” الساق للإنسان وغيره، والجمع سوق، إنما سميت بذلك لأن الماشي ينساق عليها ” (ابن فارس، 1979، صفحة 114 الجزء/3), وفي تعليله سبب لفظة السيد : ” إنما سمي سيدا لأن الناس يلتجئون إلى سواده” (ابن فارس، 1979، صفحة 117 الجزء/3), ونجد مثله في الصحاح ولسان العرب , وتاج العروس وغيرها من معجمات الألفاظ ,والسياق السببي يُراد به” الاعتناء عند تحديد الدلالة بإظهار سبب إطلاق الدال على المدلول, وتوضيح الرابط بينهما , وقد لجأ المحبي إلى هذا عند شرح بعض الألفاظ” (المحبي، 2010، صفحة 79 الجزء/1), ومن مثال ذلك قوله:
- ابن أحقب:
قال المحبي في تفسيره لتركيب (ابن أحقب): ” هو الحمار , والأحقب حمار الوحش ,سمّي بذلك لبياض في حقويه , ويقال في جمعة أولاد أحقب , وبنات أحقب” (المحبي، 2010، صفحة 131 الجزء/1), والحقو هو ” بعض أعضاء البدن. فالحقو الخصر ومشد الإزار. ولذلك سمي ما استدق من السهم مما يلي الريش حقوا” (ابن فارس، 1979، صفحة 88 الجزء/2), ونجد أنّ المحبي فسّر معنى تركيب ابن أحقب بحمار الوحش لأنّ؛ الأحقَبُ كما ذهب ابن سيده بقوله هو : ” الحمارُ الوحشي الَّذِي فِي بَطْنه بَيَاض، وَقيل: هُوَ الْأَبْيَض مَوضِع الحقَبِ، وَالْأول أقوى” (ابن سيده، 2000، صفحة 20 الجزء/3) , فسبب التسمية كما وضّح هو البياض خصره . ومثله تركيب (ابن آذان) أيضا ” هو الحمار, سمّي بذلك لطول آذانه” (المحبي، 2010، صفحة 133 الجزء/1), نجد أن المحبي فسر معنى التركب بالسياق السببي معللاً ذلك بسبب طول آذانه.
- ابن ذُكاء:
ذكره المحبي بقوله: ” هو الصبح : وذُكاء : هي الشمس ؛لأنّها تذكو : أي يشتعل ضوؤها كاشتعال النار وجعل الصبح ابنها ؛لأنّه من أثر ضوئها” (المحبي، 2010، صفحة 180 الجزء/1), فـــسبب التسمية لأنّ؛ الصبح يســــتمد ضوءه من الشمــس التي
من أسمائها ذُكاء وكلمة( ابن) قد تـطلق” على كل من طالت ملازمته للـشئ، ومنه:ابن ذكــــــاء للصبح” (قلعة جي و قنيبي، 1988، صفحة 39),ومثل هذا التركب ورد في الكتاب وفسّره المحبي بالسياق السببي هو ( ابن السماء)بقوله: ” هو الصبح ؛ لأنّها تُطلعه بمسيرها , وبنت السماء الشمس ” (المحبي، 2010، صفحة 187 الجزء/1).
- أبو جهل:
قال المحبي أبو جهل: ” هو النمر لجرأته وإقدامه وفعله الجاهل بالأشياء, وهو كنية عمر بن هشام بن المغيرة المخزومي المشرك , كان يكنى أبا الحكم فكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم)أبا جهل ” (المحبي، 2010، صفحة 291 ــ292 الجزء /1), فالجهلُ ” نقيض العِلْم تقول: جَهِلَ فلانٌ حقّه، وجَهِلَ عليّ، وجهل بهذا الأمر” (الفراهيدي، صفحة 390الجزء/3) , فصاحب المعجم فسر معنى تركيب (أبو جهل) بالنمر وبيّن سبب ذلك .
- أصابع المصطلي:
تركيب أصابع المصطلي ” يتمثل بها في التساوي ؛ لأنّها تستوي إذا اصطلى فقبضها” (المحبي، 2010، صفحة 466 الجزء/1)وسبب تشبيهها ” بأصابع المقرور إِذا اصطلَى، أَي هِيَ مستوية لَا يفوت بعضُها بَعْضًا وَلَا يخرج بعضُها عَن بعض” (ابن دريد، 1987، صفحة 1331 الجزء/3), ولا نحصل على هذا المعنى من طرفي التركيب منفردين فالمحبي ذكر السبب في هذا المعنى.
- داء الأسد:
تركيب نقله المحبي بقوله: “هو الحمى ؛لأنّها كثيرا ما تعرو الأسد حتى قلّ ما يخلو منها “ (المحبي، 2010، صفحة 1572 الجزء/3), وداء الأسد هو ” صنف من الجذام سمي بذلك لمشابهة وَجه صَاحبه وَجه الْأسد” (مصطفى، الزيات، عبد القادر، و النجار، 1998، صفحة 17), وأجاد البحتري بوصف هذا التركيب بقوله: (البحتري، صفحة 758 الجزء/2)
وما الكلب محمومًا وأن طال عمرهُ ألا إنّما الحمّى على الأسد الوَردِ
المحبي بذكره تركيب(داء الأسد) بعد ذكر دلالة التركيب وهو الحمي بيّن سبب تسمية التركيب ؛ لأنّ الأسد أكثر ما يصاب بالحمّى فهناك تلازم بين التركيب والمعنى وهو ملازمة هذا المرض للأسد والمحبي بيّن سبب هذا التلازم.
- مُخّـــــة العرقوب:
مثل يضرب ” لما لا يكون؛ لأنّ العرقوب لا مخ له, إنّما يحوج أليه من لا يقدر على شيء, وفي المثل شرٌ ما يجيئك إلى مخّة عرقوب” (المحبي، 2010، صفحة 2710 الجزء/6وينظر: الميداني، دت، صفحة 358 الجزء /1), والمخ ” كلمة تدل على خالص كل شيء. منه مخ العظم، معروف” (ابن فارس، 1979، صفحة 269 الجزء/5),والعرقوب ” الوَتَر الَّذِي خَلْفَ الكَعْبين بَيْن مَفْصِل القَدم والسَّاقِ من ذَوَات الأَرْبَعِ، وَهُوَ مِنَ الإِنْسَان فُوَيْقَ العَقِب” (الزَّبيدي، 1984، صفحة 357 الجزء/3) فواضح من معنى التركيب هو مالا يكون والعرقوب لا مخ له فشرح المحبي معنى التركيب بالسياق السببي , والمحبي في معجمه هذا يختلف عن معجمات الألفاظ ؛لأنّه يبين معاني التراكيب لا المفردات .
- سبع طرائق:
تركيب معناه “السموات ؛ لأنّها طورق بعضها فوق بعض مطارقة النعل , وكل ما فوقه مثله فهو طريقه , أو لأنّها طرُق الملائكة أو الكواكب ؛ لأنّ فيها مسيرها” (المحبي، 2010، صفحة 1972 /الجزء4) , والمحبي فسّر المعنى بالسياق السببي للتركيب واكتفى بذلك موضحا السبب ولم يذكر شواهد لذلك , وقد ورد هذا التركيب في قوله تعالى:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} [سورة المؤمنون:17 ] يقول الزجاج:” أَراد السمواتِ السَّبْعَ، وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتراكُبها، والسموات السَّبْعُ والأَرضون السَّبْعُ طَرائِقُ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سبْعَ طَرَائِقَ يَعْنِي السموات السَّبْعَ كلُّ سَمَاءٍ طَرِيقة” (ابن منظور، 1414هـ، صفحة 220 الجزء /10) ,فالسياق السببي بالإضافة للسياق اللغوي وضّح معنى التركيب.
- يوم الآزفة:
بيّن المحبي معنى تركيب(يوم الآزفة) ثمّ ذكر سبب هذه التسمية بقوله: ” هو يوم القيامة سمّيت بها لأزوفها ؛ أي قربها أو الخُطة الآزفة , وهي مشارفتهم النار والموت (المحبي، 2010، صفحة 29 43 الجزء/6)”, ورد هذا التركيب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ …} [سورة غافر جزء من الآية:18 ],و يوم الآزفة هو يوم” القِيامَةُ؛ لقُرْبِها، وإنْ اسْتَبْعَدَ الناسُ مَدَاها” (ابن سيده، 2000، صفحة 81 الجزء/9), فالسياق السببي لعب دوراً أساسيًا في بيان المعنى لأنّه وضّح معنى التركيب , ومثل هذا التركيب تركيب (يوم التغابن) شرحه كذلك بالسياق السببي فقال هو: ” القيامة سمّي به ؛لأنّه يغبن الناس فيه بعضهم بعضًا , لنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء ,وبالعكس مستعار من تغابن التجار” (المحبي، 2010، صفحة 1948 ــ 1949 الجزء/6) , فوضّح المحبي سبب تسمية يوم القيامة بيوم التغابن .
- رفسة العيد:
يقول المحبي معنى هذا التركيب هو ” التخمة ؛ لأن التخمة تكثر في الأعياد” (المحبي، 2010، صفحة 1905 الجزء/4), و” رَفَسَ اللَّحْمَ وغَيْرَه من الطعامِ رَفْساً دَقَّهُ وقيل كل دقِّ رَفْسٌ وأصلُه في الطعام” (ابن سيده، 2000، صفحة 481 الجزء/8), والتخمة أصلها من وخم تقول: ” رَجُلٌ وَخِيمٌ وَوَخِمٌ بِكَسْرِ الْخَاءِ أَيْ ثَقِيلٌ …. وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ التُّخَمَةِ وَأَصْلُهَا الْوَاوُ لِأَنَّ الطَّعَامَ يَثْقُلُ عَلَى الْمَعِدَةِ فَتَضْعُفُ عَنْ هَــضْمِهِ فَيَحْدُثُ مِنْهُ الدَّاءُ” (الفيومي، دت، صفحة 652 الجزء/2), فنجد العلاقة بين تركيب (رفسة العيد ) ومعناها (التخمة) لكثرتها في الأعياد فالمحبي فسّر معنى الكلمتين المتصاحبين بالسياق السببي موضحا السبب.
المبحث الثالث
شرح معنى التركيب الإضافي بسياق الموقف(الحال)
إنّ تحديد وجه استعمال الكلمة أو التركيب يكشف لنا عن المعنى المراد من التركيب , وإنّ فهم السياق يتوقف على فهمنا للظروف والملابسات التي استعمل فيها التركيب ومنها السياق الاجتماعي والثقافي (حسام الدين، 2000، صفحة 85), ومراعاة سياق الموقف ” أو المقام عند الأداء الكلامي وهو ما يعبر عنه عادةً بالعبارة المشهورة لكل مقام مقال هو فكر عربي أصيل “ (البركاوي ع.، 1991، صفحة 54) , وعبارة البلاغيون (لكل مقام مقال) أي سياق الموقف عند المحدثين, وفيرث أكدّ على أهمية السياق الخارجي أو ما يسمى بالمقام عند القدماء في تحليل المعنى ينظر: (حسّان، 2006، صفحة 20؛البركاوي , 1991، صفحة 49) , ويرى تمام حسّان بأنّ المواقف فردية , أمّا المقامات فقال : إنّها اجتماعية (حسّان، 2006، صفحة 342) .
ونجد أنّ ” سياق الحال قد يعالج المعنى بالمفهوم المعتاد؛ أي بالمفهوم الدلالي فمن الواضح أنّ المستويات الأخرى (النحو…. الخ ) ليست معنية بالمعنى بالمفهوم نفسه” (بالمر، 1985، صفحة 78), وسياق الموقف هو”ما ينظم القرائن المقامية التي تفسر الغرض الذي جاء النص لإفادته سواء كانت قرائن في الخطاب ذاته أو في المتكلم أو في المخاطب أو في الجميع” (زنكي، 2007، صفحة 63),ويعرّف سياق الموقف هو” كلّ ما يقوله المشاركون في عملية الكلام وما يسلكونه كما يشكل الخلفية الثقافية بما تضمنته من سياقات خبرات المشاركين وقد أشار فيرث أنّ كلّ إنسان يحمل معه ثقافته وكثيرًا من واقعه الاجتماعي حيثما حلّ” (علي، 2007، صفحة 12), أو هو ” الموقف الخارجي الذي يمكن أنّ تقع فيه الكلمة ” (عمر، 2009، صفحة 71), و يعني سياق الموقف أو ” الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة مثل استعمال كلمة (يرحم) في مقام تشميت العاطس :يرحمك الله البدء بالفعل , وفي مقام الترحم بعد الموت : الله يرحمه البدء بالاسم فالأولى يعني طلب الرحمة في الدنيا, والثانية طلب الرحمة في الآخرة, وقد دلّ على هذا سياق الموقف إلى جانب السياق اللغوي” (عمر، 2009، صفحة 72), و المحبّي شرح كثيرًا من الألفاظ في كتابه بتحديد وجه استعمال الكلمة أي سياق الموقف الذي وردت فيه فيكتفي بذكر سياق الموقف الذي استعملت فيه ومن ذلك قوله:
- إبــــرة الخيّاط:
شرح المحبي هذا التركيب بقوله: ” يتمثل بها فيمن يضرّ نفسه لينتفع غيره , قال ابن سارة:
شبهّتُ بإبــــــرة خـــــائطٍ تكسو العراة وجسمها عريانُ” (المحبي، 2010، صفحة 124 الجزء/1)
فالإبرة هي” أَدَاة أحد طرفيها محدد وَالْآخر مثقوب يخاط بهَ وَمن الْعَقْرَب أَو النحلة مَا تلسع بِهِ وَمن الْقرن طرفه وَمن الْمرْفق طرف الْعظم الناتئ عِنْد ثني الذِّرَاع “ (مصطفى، الزيات، عبد القادر، و النجار، 1998، صفحة 2 الجزء/1), فالمحبي شـــــــــــــرح اللفظ بسياق الموقف ؛لأنّ التركيب جرى مجرى المثل ومعناه الذي يضر نفسه لينتفع غيره فكلّ أمرٍ يشابه هذا يقال له كأنّك إبرة الخياط.
- ابن جوشّن:
تركيب شرحه المحبي مبينا قصة المثل الذي ورد فيه بقوله:” يُضرب به المثل فيمن هلك ولا يعرف أمره, يُقال: ضلّ ضلال ابن جوشن , وهو رجل قُتل غيلة فلم يدرِ قومه , فمرّ بهم رجل ليلًا وهو ينشد:
لعمركَ ما ضلّتْ ضلال ابن جوشن حصاةٌ بليلٍ دهديتْ وسط جندلِ
فلما سمع أولياؤه بذلك قتلوه فضُربَ به المثل” (المحبي، 2010، صفحة 165 الجزء/1؛ وينظر: العسكري، 1988، صفحة 42 الجزء/2) , فمتى ما قلنا : هذا كابن جوشن أي هلك ولم يعرف من قتله فسياق الموقف وقصة المثل وضّحت معنى التركيب و” بَنُو جَوْشَن: بُطين من بني عبد الله بن غَطَفان، وَهُوَ أشأم بَيت فِي الْعَرَب وَقد انقرضوا” (ابن دريد، 1987، صفحة 1177 الجزء/2), وكتاب مايعوّل عليه نجد فيه كثيرًا من التراكيب التي شرحها المحبي بهذا السياق ؛لأن أكثر هذه التراكيب أمثال ولأنّ؛ ” تعبيرات الأمثال ذات صيغة ثابتة تعبر عن حدث,أو واقعة اجتماعية تداولها الناس وتكررت في حياتهم وترديد دلالة واقعتها مما يضفي عليها صفة مثل ….. والملحوظ أنّ الأمثال لا تعبر عن خصوصيات في تجربة الجماعة اللغوية” (صبر، 2018، صفحة 28).
- راضع اللبن:
تركيب إضافي ” يتمثل به في اللؤم , فيقال (ألأم من راضع اللبن) وهو رجل من العرب كان يرضع اللبن من حلمة شاته ولا يحلبها مخافة أن يُسمع وقع الحلب في الإناء , فيطلب منه , ومن هاهنا قالوا:لئيم راضع” (المحبي، 2010، صفحة 1873 الجزء/4), و الراضع هو ” الذي رضَعَ اللؤمَ من ثَدْي أمه، يريد …أنه الذي يُولَد في اللؤم” (الميداني، دت، صفحة 251 الجزء/2), قال الخليل: ” رَضُعَ الرجل يَرْضُعُ رَضاعة فهو رضيع راضع: لئيم، وقوم راضعون ورَضَعَة. يقال: لأنه يرضع لبن ناقته من لؤمه” (الفراهيدي، صفحة 271 الجزء/1), والأمثال السائرة تشكل تراثًا لغويًا غزيرا وتكون دلالتها عامة فهي تعبر عن واقعة اجتماعية جرى تداولها وتكرارها في حياة الناس أو حدث مشهور, وكثرة ترديدها أعطاها إشارة واضحة لدلالة واقعتها فأعطاها ذلك صفة الأمثال السائرة ينظر: (أبو العزم، 2006، صفحة 43 ـــ 44), و المحبي وضّح معنى تركيب(راضع اللبن) بــ(اللئيم) من خلال سياق الموقف وكذلك السياق اللغوي الذي استعان به لتوضيح المعنى.
- خط ابن مقلة:
تركيب إضافي ” يضرب مثلًا في الحُسن ؛ لأنّه أحسن خطوط الدنيا , وهو أبو علي بن محمد بن كنا بن مقلة, قال الصاحب: (المحبي، 2010، صفحة 1549 الجزء/3)
خطُّ الوزير ابن مقلةَ بستانُ قلبٍ ومقله
وقال أبو عبيد البكري: (الأصبهاني، 1985، صفحة 927 الجزء/2)
خطُ ابن مقلة من أرعاه مقلته … ودت جوارحه لو أصبحت مقلا
فالدر يصفر لاستحسانه حسدا … والورد يحمر من إبداعه خجلا
فالخط من قولنا: ” خطّ الشَّيْء بِيَدِهِ يخطه خطا إِذا خطه بقلم أَو غَيره “ (ابن دريد، 1987، صفحة 105 الجزء/1),إمّا المُقلة ” بالضَّمِّ: شَحمَةُ العَينِ الَّتي تَجْمَعُ البياضَ والسَّوادَ، وَفِي بعض نُسَخِ الصحاحِ: تَجْمَعُ السَّوادَ والبَياضَ. أَو هِيَ السَّوادُ والبَياضُ الَّذِي يدورُ كُلُّه فِي العَيْنِ. أَو هِيَ الحَدَقَةُ، عَن كُراعٍ، وَقيل: هِيَ العينُ كُلُّها، وإنَّما سُمِّيَتْ مُقْلَةً، لأَنَّها تَرمي بالنَّظَرِ” (الزَّبيدي، 1984، صفحة 416 الجزء/30), فجمع كلمة ( الخط) مع كلمة(ابن مقلة) في تركيب واحد بالإضافة إلى سياق الموقف والسياق اللغوي الذي ورد به هذا التركيب حصلنا على معنى الحُسن والجمال وخاصة في الخط ,وابن مقلة الذي ضُرب به المثل بحسن الخط هو ” الوزير أبو علي محمد بن علي بن الحسن بن مقلة إمام الخطاطين وأحد كبار الكتاب البارعين، أخذ الخط عن الأحوال المحرر صنيعه البرامكة وتم على يديه ويدي أخيه الحسن نقل الخط من الكوفي إلى الشكل المعروف في زماننا” (الهاشمي، دت، صفحة 162 الجزء/2).
- شـــربــة أبي الجهم:
قال المحبي شربة أبي الجهم : ” تضرب مثلًا للشيء اللذيذ الردي العاقبة , وكان أبو الجهم عينًا لأبي مسلم علي أبي جعفر المنصور….فبينما هو ذات يوم عنده إذ عطش فاستسقى فقال له المنصور: يا غلام اسقه سويق اللوز بالطبرزد فجاءه بقدح منه, و فيه سمّ زعاف فشربه أبو الجهم” (المحبي، 2010، صفحة 2087 الجزء/4), وقال الشاعر فيه: (الثعالبي، 1985، صفحة 153)
تجنب سويق اللوز لَا تشـــربنه…….. فَشرب سويق اللوز أردى أَبَا الجهم
نجد أن المحبي في بيان معنى هذا التركيب استعان بسياق الموقف (المقام) مشبهًا شربة أبي الجهم بالشيء اللذيذ السيء العاقبة وهو معنى غير موجود من طرفي التركيب منفردين والذي وضّح المعنى وأزال الغموض ذكر المحبي سياق الموقف الذي ورد فيه هذا التركيب, والغاية الأساسية من إنشاء المثل واستعماله هو التعبير عن تجربة مشتركة أو ظاهرة عامة بين أفراد الجماعة اللغوية , أو جماعات لغوية متعددة (مراد، 2006، صفحة 28).
- دُراجة الحكم:
يقول المحبي : ” لأنّ هذه الدراجة مثل فى النفع القليل يجلب الضرر الكثير ومن قصتها أن بعض عمال الحكم ابن أيوب الثقفى تغدى معه يوما فتناول من بين يديه دراجة مشوية فاحتقدها عليه الحكم فعزله من عمله” (المحبي، 2010، صفحة 1614 الجزء/3).
وقال الفرزدق في ذلك: (الفرزدق، 1987، صفحة 608)
قد كانَ بالعرضِ صيدٌ لو قنعت به فيه غنى لك عن دُراجة الحكمِ
والدراجة ” والدُّرَّاجُ: طَائِرٌ شِبْهُ الحَيْقُطانِ، وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْعِرَاقِ أَرقط،و …..ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ: هُوَ طَائِرٌ أَسود باطنِ الْجَنَاحَيْنِ، وَظَاهِرُهُمَا أَغبر، وَهُوَ عَلَى خِلْقَةِ الْقَطَا إِلَّا أَنها أَلطف. الْجَوْهَرِيُّ: والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ لِلذَّكَرِ والأُنثى” (ابن منظور، 1414هـ، صفحة 270 الجزء/2), فمعنى التركيب كما أوضحه المحبي بسياق الموقف هو ما نفعه قليل يجلب الضرر الكثير والقارئ لايفهم معنى التركيب إلاّ من سياق المقام وقصة المثل التي وقع فيها وكذلك يمكن الاستعانة بالسياق اللغوي في معنى التركيب كما في بيت الفرزدق.
- عَلَم البيطار:
تركيب علَم البيطار ” يكنى به عن ذنب الحمار, وحكى أبو حيان , قال اخبرنا القاضي المروزي, قال : كنت في مجلس ابن المغلس فدخل عليه بعض أصحاب أبي علي بن خيزران فأقبل عليه ابن المغلس وتحفّى به ومدحه , وقال في عرض كلامه للجماعة إنّه عَلَم ….فأساء الحاضر العشرة فأقبل عليه ابن المغلس وقال : إن جرّاك عليَّ قولي لك : إنك علم فإنّما عنيت عَلَم البيطار الذي هو ذنب الحمار” (المحبي، 2010، صفحة 2353 الجزء/5), قال ابن دريد : ” كل علم نصبته فَهُوَ راية نَحْو راية البيطار والخمار” (ابن دريد، 1987، صفحة 236 الجزء/1), والبيطار من ” البَطْرُ: الشقُّ وَبِه سُمّيَ البَيْطار بَيْطاراً, وَقَالَ اللَّيْث:هُوَ يُبيطر الدوابَّ، أَي: يعالجها” (الأزهري، 2001، صفحة 229 الجزء/13).
بعد توضيح معنى كلمة (عَلَم) و(البيطار) المعجمي منفردين نجد أنّنا حصلنا على معنى جديد من التركيب الإضافي (علَم البيطار) وهو ذنب الحمار وهذا المعنى لم يكن موجودًا في معنى المفردتين منفصلتين, و ” التعبير الكنائي قالب ثابت لا يقبل تفكيكا أو تغييرُا في بنيته؛ لأنّ دلالته الكنائية ترتبط بالعلاقة بين مكونات التركيب الثابت…ولا يمكن فهم المضمون من معاني مكوناته الجزئية مستقلة, دون اندماجها في هذا القالب المسكوك” (عكاشة، 2005، صفحة 180), والمحبي فسّر التركيب مستعيناً بالسياق اللغوي الذي وضّح المعنى المراد من التركيب بذكره قصة المثل وملابساته.
- نــومة عبود:
نقل المحبي هذا التركيب بقوله : ” عن المفضل أنّ عبودًا كان عبدا أسود حطابًا فغبر في محتطبه أسبوعًا لم ينم , ثمّ انصرف, وبقي أسبوعا نائما , فَضُرب به المثل لمن ثقل نومه … وقال الشرقي أصل ذلك أنّ عبودًا هذا كان رجلا تماوت على أهله , وقال اندبوني : لأعلم كيف تندبوني ميتا فندبنه فمات على تلك الحال” (المحبي، 2010، صفحة 2883 الجزء /6) , وفي مصارع العشاق ذكر قصة أخرى لنومة عبود وهي أنّه كان في الزمن الأول رجل يقال له عبود وكان عاشقاً لابنة عمه فحضرتها المنية، فحزن لذلك، فلما توفيت ذهب إلى المسيح، وطلب منه أن يحيها, فقال: لا يكون ذلك لها إلّا أن تهبها من عمرك قال: وهبت لهانصفه ، فذهب المسيح إلى قبرها، فوقف عليها، وسأل الله أن يحييها فأحياها، فأمسك عبود بيدها ، وذهب بها إلى أهله فغلبه النعاس في الطريق فنام في حجرها، وبينما هو نائم شاهدها ملك الناحية أعجب بها وعرض عليها صحبته ، فأجابته، فلما انتبه عبود لم يجدها، فبينا هو كذلك رأى جماعة ، فسألهم عنها فقالوا له : إنهم شاهدوا امرأة جميلة مع الملك فوجدها معه لحقها فجعل فذكرها بالعهد، وهي ساكتة، وطلب منها الرجوع إليه، وهي تصد عنه، فقال أني أعطيتك من نصف عمري وأهلك، فرديه عليَّ قالت: قد رددته عليك، فما أتمت كلامها حتى وقعت ميتة، وعاد عبود إلى أهله فرحًا ، فضُرب المثل بنومة عبود (القاري البغدادي، دت، صفحة 263 ـــ 264 الجزء/2) .فالتركيب معناه ثقيل النوم ويقال لمن ثقل نومه والمحبي شرح هذا التركيب بسياق الحال ذاكرا قصة هذا المثل وبسبب شهرة هذا المثل فإنّ معناه بات مفهوما لديهم فمتى ما ذكرت نوم عبود فهم السامع أنّك تريد معنى ثقيل النوم.
- رِسو الرصاص:
قال المحبي تركيب (رسو الرصاص) : ” يتمثل به , والرسو: الثبوت,يريدون به الثُّـــقْــل” (المحبي، 2010، صفحة 1901 الجزء/4) ,وينظر المثل (أرسى من الرصاصة) في: (الزمخشري م.، 1987، صفحة 141 الجزء/1) , والمسيح عليه السلام أشار ” إلى ثبات بيعته لما دعا رسولا بطرس إلهامه بالصخرة وأكد أنّه يبني بيعته على تلك الصخرة….ويشبهه مثل العرب في ثقل الرصاص فقالوا : أثقل من الرصاص,و أرسَ من الرصاص” (شيخو، 1989، صفحة 128), ومنه قول الأعرابي الذي نقله القالي: ” أنا ابن التأريخ….ولا أحسن الرطانة، وإني لأرسب من رصاصة، قوله أنا ابن التأريخ يعني أنه ولد عام الهجرة. وإني لأرسب من رصاصة: يريد أنه أعرابي بدوى من أهل الوبر لا من أهل المدر ولا ساكني الأمصار التي لا تكون إلا على الأرياف والأنهار” (البكري، دت، صفحة 871 الجزء/1), فقول الأعرابي: معناه أنه لا يجيد السباحة لثقله (البكري ع.، 2000، صفحة 124). فالمحبي استعان بسياق الموقف لتفسير معنى التركيب الذي هو الثبوت والثقل.
- رَشح الحجر:
تركيب (رشح الحجر) شرحه المحبي بقوله: ” يُضرب مثلا للبخيل يجود بالشيء القليل على عسرة ونكد, والرشح أدنى مايكون من السيلان… وكان عبد الملك بن مروان يلقب برشح الحجر لبخله” (المحبي، 2010، صفحة 1902 الجزء/4), وفي اللسان ” تَقُولَ: لَمْ يَرْشَحْ لَهُ بِشَيْءٍ إِذا لَمْ يُعْطِه شَيْئًا” (ابن منظور، 1414هـ، صفحة 450 الجزء/2), فالمحبي فسر معنى التركيب بالبخل مستعينا بسياق الموقف لمعرفة ذلك؛لأنّ العرب تطلق على البخيل تسمية رشح الحجر فالسياق الاجتماعي للاستعمال هو من فرض المعنى ونقله من معناه الحقيقي وهو رشح الماء إلى معنى جديد هو الاعطاء بشح وبخل.
- رغفان المعلم:
تركيب إضافي ” يضرب بها المثل في الاختلاف , وشدة التفاوت” (المحبي، 2010، صفحة 1905 الجزء/4), ومنه قول الرقاشي في ذكر معلم: (الثعالبي، 1985، صفحة 243)
مختلف الخبز خفيف الرغيف … منتثر الزاد لئيم الوصيف
فسياق الحال هو من وضّح المعنى من تركيب (رغفان المعلم) وهو الاختلاف والتفاوت , ولأنّ ؛” رغفان المعلم تختلف بحسب اختلاف آباء الصبيان في الغنى والفقر والجود والبخل” (الثعالبي، 1985، صفحة 243), فسياق المقام (الحال) رفع الغموض عن معنى التركيب وبيّن المعنى المراد منه.
خـــــاتــــــــــــــــمـــــة البـــــحــــــــــث
حاول بحثنا الذي عنوانه(أثر السياق في توجيه معنى الألفاظ المركبة في كتاب مايعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه للمحبي), نجد أنّ المحبي سار على نهج من سبقه من أصحاب المعجمات في شرح وتفسير دلالة الألفاظ , ولكن تميز كتابه بدارسة الألفاظ الإضافيةالمركبة وبيّن معانيها , وشرح المحبي هذه التراكيب بطرائق متعددة ومن هذه الطرائق التفسير بالسياق اللغوي فيذكر الشواهد التي ورد فيها هذا التركيب الإضافي فقد يكون الشاهد قرآنيا أو شعريا أو نثريا أو جميعها , و الشرح بالسياق السببي الذي يذكر فيه سبب ذكر هذا التراكيب , و الشرح بسياق الموقف بإيراد القصة أو المناسبة التي ذكر فيها هذا التركيب الإضافي مع ذكر شواهد على ذكره.
واعتنى المحبي بانتقاء التراكيب الإضافية , وكذلك ترتيبها وفق النظام الألف بائي في ترتيب المعجم , ونجد أنّ السياق لعب دورا في بيان معاني هذه التراكيب ؛لأنّه ساعد تحديد دلالة كثير من الألفاظ الإضافية المركبة, واختار المحبي التصاحب بين المضاف والمضاف إليه فهو اختار هذا النوع من التصاحب الاسمي وجعله أساسا لمعجمه ثم شرع في بيان معاني هذه التراكيب بطرائق متعددة منها بتحديد الدلالة أو الشرح بالمرادف ,أو الشرح بالسياق بأنواعه المختلفة .
المــصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
ابن سيده ,أبو الحسن علي بن إسماعيل. (2000). المحكم والمحيط الأعظم (الطبعة 1). ( تحقيق :عبد
الحميد هنداوي) بيروت: دارالكتب العلمية.
ابن عبد ربه ,أبو عمر شهاب الدين أحمد. (1983).العقد الفريد (الطبعة 1). ( تحقيق: مفيد محمد قميحة)
بيروت: دارالكتب العلمية.
الكتاني، و أبو عبد الله محمد بن الحسن . (1981). كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس (الطبعة 2). (
تحقيق:إحسان عباس،) القاهرة: دار الشرق.
ابن مراد ,إبراهيم . (2006). الوحدة المعجمية بين الإفراد والتضام والتلازم. مجلة الدراسات المعجمية, الجمعية المغربية.
مصطفى,إبراهيم, الزيات,أحمد , عبد القادر,حامد ، و النجار, محمد علي . (1998). المعجم الوسيط (الطبعة 3). القاهرة: دار
الدعوة.
ابن أبي الحديد المعتزلي, ابن أبي الحديد. (1965). شرح نهج البلاغة (الطبعة 2). (تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم) القاهرة: دار
إحياء الكتب العربية.
الجرجاني ,أبو أحمد بن عدي. (1997). الكامل في ضعفاء الرجال (الطبعة 1). ( تحقيق:عادل أحمد عبد الموجود، و علي محمد
معوض) بيروت: دار الكتب العلمية.
البستي ,أبو الفتح . (1989). ديوان أبي الفتح البستي. (تحقيق:ورشة الخطيبو الصقال) دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية.
ابن دريد,أبو بكر محمد الحسن . (1987). جمهرة اللغة (الطبعة 1). (تحقيق:رمزي منير بعلبكي) بيروت: دار العلم للملايين.
العسكري,أبوهلال الحسن بن عبد الله . (1988). جمهرة الأمثال (المجلد 2). (تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم، و عبد المجيد
قطامش) بيروت: دار الجيل.
الهاشمي,أحمد بن إبراهيم . (دت). جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب ( دط). (تحقيق:لجنة من الجامعيين) بيروت:
مؤسسة دار المعارف.
النويري,أحمد بن عبد الوهاب بن محمد شهاب الدين. (1423هـ). نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1). القاهرة: دار الكتب
والوثائق.
المقريزي,أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين. (1419هـ). رسائل المقريزي (الطبعة 1). (تحقيق:رمضان البدري، و أحمد
مصطفى) القاهرة: دار الحديث.
ابن أبي عاصم,أحمد بن عمرو الضحاك . (1993). السنة لابن أبي عاصم (الطبعة 3). (تحقيق:محمد ناصر الدين الالباني)
بيروت: المكتب الإسلامي.
ابن فارس, أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا. (1979). مقاييس اللغة ( دط). (تحقيق:عبد السلام هارون) بيروت: دار الفكر.
الميداني,أحمد بن محمد إبراهيم . (دت). مجمع الأمثال (دط).(تحقيق:محمد محي الدين عبد الحميد) بيروت: دار المعرفة.
ابن حنبل,أحمد بن محمد. (2001). مسند الإمام أحمد بن حنبل (الطبعة 1). (تحقيق:شعيب الأرنؤوط، و عادل مرشد) بيروت:
مؤسسة الرسالة.
الفيومي,أحمد بن محمد بن علي . (دت). المصباح المنير في غريب الشرح الكبير(دط). بيروت: المكتبة العلمية.
ابن منظور,أحمد بن مكرم . (1414هـ). لسان العرب (الطبعة 3). بيروت: دار صادر.
عمر,أحمد مختار . (2009). علم الدلالة (الطبعة 7). القاهرة: عالم الكتب
الجوهري,إسماعيل بن حماد . ( 1887ه). الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (الطبعة 4). (تحقيق:أحمد عبد الغفور العطار)
بيروت: دار العلم للملايين.
الفارسي, الحسن بن أحمد بن عبد الغفار أبو علي . (1969). الإيضاح العضدي (الطبعة 1). (تحقيق:حسن الشاذلي) الرياض:
كلية الآداب جامعة الرياض.
الفراهيدي,الخليل بن أحمد . (بلا تاريخ) . كتاب العين(دط). دار ومكتبة الهلال.
البحتري,أبو عبادة الوليد بن عبيد . (بلا تاريخ). ديوان البحتري (الطبعة 3). (تحقيق:حسن كامل الصيرفي) القاهرة: دار المعارف.
بالمر, ف.ر. (1985). علم الدلالة إطار جديد ( دط). ( ترجمة:مجيد الماشطة) بغداد: وزارة العليم العالي كلية الآداب/ الجامعة
المستنصرية.
حسّان,تمام . (2006). اللغة العربية معناها ومبناها (الطبعة 5). القاهرة: عالم الكتب للنشر والتوزيع.
البغدادي,جعفر بن أحمد القاري . (دت). مصارع العشاق ( دط). بيروت: دار صادر.
صليبا,جميل . (1982). المعجم الفلسفي(دط). بيروت: دار الكتاب اللبناني.
القلقشندي ,حمد بن علي بن حمد. (1922). صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (الطبعة 1). القاهرة: دارالكتب المصرية.
شيخو ,رزق الله بن يوسف. (1989). النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية (الطبعة 2). بيروت: دار المشرق.
السجستاني,سليمان بن الأشعث . (بلا تاريخ). سنن أبي داود (الطبعة 1). (تحقيق:محمد محي الدين عبد الحميد) بيروت: المكتبة
العصرية.
الصفدي,صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله . (1989). توشيع التوشيح (الطبعة 1). (تحقيق:ألبير حبيب مطلق) دم: دار
صبر,عادل ماضي. (2018). المصاحبات اللغوية في كتاب ربيع الأبرار ونصوص الأخبار للزمخشري 538(رسالة ماجستير).
كلية التربية، بغداد: الجامعة المستنصرية.
السيوطي,عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين . (1990). الأشباه والنظائر في النحو (الطبعة 1). بيروت: دار الكتب العلمية.
السيوطي,عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين . (1998). المزهر في علوم اللغة وأنواعها (الطبعة 1). (تحقيق:فؤاد علي منصور)
بيروت: دا ر الكتب العلمية.
الزَّبيدي ,عبد الرزاق الحسيني مرتضى. (1984). تاج العروس من جواهر القاموس (الطبعة 1). ( تحقيق :مجموعة من المحققين)
الكويت: دار الهداية.
المناوي,عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي. (1356هـ). فيض القدير وشرح الجامع الصغير (الطبعة 1). المكتبة التجارية
الكبرى: القاهرة.
أبو العزم.عبد الغني . (2006). مفهوم المتلازمات وإشكالية الاشتغال المعجماتي. (العدد/5)مجلة الدراسات المعجمية,الجمعية
المغربية.
البركاوي,عبد الفتاح عبد العليم . (1991). دلالة السياق بين التراث وعلم اللغة الحديث (الطبعة 1). القاهرة: دار المنار.
سلامي,عبد القادر. (2007). ينظر: علم الدلالة في المعجم العربي (الطبعة 1). الجزائر: دار ابن بطوطة.
البكري,عبد الله بن عبد العزيز . (2000). التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه (الطبعة 2). ( تحقيق:دار الكتب والوثائق مركز
تحقيق التراث) القاهرة: مطبعة دار الكتب المصرية.
البكري,عبد الله بن عبد العزيز . (دت). سمط اللآلي في شرح أمالي القالي ( دط). (تحقيق:عبد العزيز الميمني) بيروت: دار الكتب العلمية.
الثعالبي,عبد الملك بن محمد. (1985). ثمار القلوب في المضاف والمنسوب(دط). (تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم) القاهرة: دار
المعارف.
حسن,عبد الواحد. (1999). التنافر الصوتي والظواهر السياقية (الطبعة 1). القاهرة: دار الوفاء للطباعة والنشر.
ذريل,عدنان . (1981). اللغة والدلالة آراء ونظريات(دط). دمشق: إتحاد الكتاب العرب.
ابن الرومي,علي بن العباس . (2002). ديوان ابن الرومي (الطبعة 3). (تحقيق:أحمد حسن بسج) بيروت: دار الكتب العلمية.
ابن بطال,علي بن خلف . (2003). شرح صحيح البخاري (الطبعة 2). (تحقيق:أبو تميم ياسر بن إبراهيم) الرياض: مكتبة الرشيد.
عماد الدين الكاتب الأصبهاني. (1985). خريدة االقصر وجريدة العصر ( دط). (تحقيق:محمد بهجة الأثري) بغداد: مطبعة المجمع
العلمي العراقي.
حيدر,فريد عوض . (2008). فصول في علم اللغة التطبيقي (الطبعة 1). القاهرة: مكتبة الآداب.
المحبيّ,فضل الله بن محب الله . (2010). مايعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه (الطبعة 1). الرياض: جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية.
حسام الدين,كريم زكي . (2000). التحليل الدلالي إجراءاته ومناهجه ( دط). القاهرة: دار غريب.
ابن الأثير,مجد الدين أبو السعادات المبارك. (1423هـ). النهاية في غريب الحديث والأثر(دط). (تحقيق:طاهر أحمد الراوي، و
محمود محمد الطناحي) بيروت: المكتبة العلمية.
الأزهري,محمد بن أحمد . (2001). تهذيب اللغة (الطبعة 1). (تحقيق:محمد عوض مرعب) بيروت: دار إحياء التراث العربي.
أبو الفرج,محمد أحمد. (1966). المعاجم اللغوية في ضوء علم اللغة الحديث(دط). القاهرة: دار النهضة.
التهانوي,محمد بن علي . (2011). كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (الطبعة 1). (تحقيق:رفيق العجم، و علي دحروج) بيروت:
مكتبة لبنان ناشرون.
قلعة جي,محمد رواس ، وقنيبي, حامد صادق . (1988). معجم لغة الفقهاء (الطبعة 2). بيروت: دار النفائس.
الخولي,محمد علي . (2001). علم الدلالة المعنى (الطبعة 1). عمّان: دارالفلاح للنشر والتوزيع.
علي,محمد محمد يونس . (2007). المعنى وظلال المعنى وأنظمة الدلالة في العربية (الطبعة 2). بيروت: دار المدار الإسلامي.
الرملي,محمود بن الحسين . (1989). ديوان كشاجم (الطبعة 1). بيروت: دار الكتب العلمية.
المنزلي,محمود العالم . (1322هـ). أنوار الربيع في الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع (الطبعة: 1). القاهرة: مطبعة التقدم
العلمية.
الزمخشري,محمود بن عمر . (1998). أساس البلاغة (الطبعة 1). (تحقيق:باسل عيون السود) بيروت: دار الكتب العلمية.
الزمخشري,محمود بن عمرو . (1987). المستقصى في أمثال العرب (الطبعة 2). بيروت: دار الكتب العلمية.
عكاشة,محمود. (2005). التحليل اللغوي في ضوء علم الدلالة دراسة في الدلالة الصوتية والصرفية والنحويةوالمعجمية (الطبعة 1).
القاهرة: دار النشر للجامعات.
حجازي,محمود فهمي. (1998). مدخل إلى علم اللغة (دط). القاهرة: دار قباء .
زنكي,نجم الدين قادر . (2007). نظرية السياق دراسة أصولية (الطبعة 1). بيروت: دار الكتب العلمية.
شريف,نيان عثمان . (2013). المتلازمات اللفظية في المثل القرآني (الطبعة 1). عمّان: عالم الكتب الحديث.
نهر,هادي . (2008). علم الدلالة التطبيقي في التراث العربي (الطبعة 1). عمّان: دار الأمل للنشر والتوزيع. الفرزدق,همام بن غالب بن صعصعة . (1987). ديوان الفرزدق (الطبعة 1). (تحقيق:علي فاعور) بيروت: دار الكتب العلمية.