نوفمبر 23, 2024 3:23 ص

                     د.سليمة ناصر حسين

معهد الفنون الجميلة للنازحين في دهوك/ العراق

tahseen331@gmail.com

0770 398 06 44

ملخص البحث

يهدف البحث إلى التعرف على التعليم الالكتروني سلبياته وايجابياته، فضلا عن استخدام عينة من هيئة تدريس معهد الفنون الجميلة للتعرف على مستوى الامان في استخدام التعليم ومعلوماته الذي حضر بشكل فعال ومفاجئ بعد جائحة كورونا.

ومن أجل تحقيق الهدف من البحث عمدنا إلى اجراء استبانة لمعرفة آراء التدريسيين في معرفة مستوى الأمان في استخدام التكنولوجيا في التعليم.

وقد استخدمت الباحثة الدراسة الوصفية التحليلية في البحث.

وقد اظهرت نتائج البحث عن وجود بعض العوائق التي تعيق استخدام التدريسيين للتعليم الالكتروني بشكل سلس ومريح، ومن أهمها التحول المفاجئ للتعليم الالكتروني، في ظل جائحة كورونا وعدم وجود بنيية تحتية للقيام بمثل هذا النوع من التعليم قد تزعزع الثقة عند البعض بالنتائج التي يحصل عليها الطالب.

وفي نهاية البحث قدمنا جملة من التوصيات والمقترحات التي تفيد الاشخاص  الذين يستخدمون التعليم الالكتروني كبديل أو موازي للتعليم الإعتيادي.

الكلمات المفتاحية: التعليم، التعليم الإلكتروني، جائحة كورونا، أزمة، فلسفة

E-Learning is a solution to address the problem of education disorder in light of the Corona pandemic

Researcher Dr.Salima Nassir Hussein

Institute of Fine Arts for the Displaced in Duhok

 

Abstract

The option of E-learning has become a solution to the disorder at all levels of the normal education system.

E-learning has become an urgent and acceptable requirement to continue the educational process and ensure to not stopped completely. This research aims to shed light on E-learning as an available and suitable solution, with a comprehensive review of the advantages and disadvantages of this option accompanied by a simple discussion of all the challenges facing this option at present, in addition to its future after Corona pandemic.

Key words :Education, E- learning, Corona pandemic, Crisis, Philosophy

المقدمة

العالم بأجمعه صحا على صدمة جائحة كورونا  أو ما يسمى (covid 19)، تلك الجائحة التي غيرت مسارات الحياة في العالم أجمع، وتوقفت عجلة الحياة.

  منظمة الصحة العالمية أعلنت، عن تحوله إلى (جائحة، وباء عالمي) بدأ من مدينة ووهان الصينية في اواخر 2019 و أوائل 2020 ومن ثم انتشر إلى العديد من دول العالم حدثت التغيرات في كل نواحي الحياة واصابتها بالشلل وكان للتعليم النصيب الكبير من هذه التغيرات، بعد أن تسبب في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلد أي ما يقارب 80% من الطلبة الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم.

من أجل هذا أصبح لا بد من إيجاد حلول من أجل الخروج من أزمة إغلاق المدارس والجامعات أصبح التعليم الرقمي أو التعليم عن بعد مطلباً ملحاً للأساتذة والإداريين التربويين والتلاميذ وطلبة الجامعات باختلاف جنسياتهم حول العالم بعدما أرغم الجميع على حجر شبه طوعي أو مفروض.

إنها فرصة تاريخية وغير مسبوقة تخرج من رحم الأزمة الوبائية العالمية وتضع أعيننا ام إما خيار التعليم عن بعد أو إنهاء العملية التربوية باجمعها.

جاء خيار نوع من التعليم جديد ومبتكر سيغير شكل وطريقة التدريس التقليدية بالأنتقال من تعليم السبورات والكتب والدفاتر والأقلام إلى تعليم الشاشات والآلات والتطبيقات وتبعاً لهذا سيغير دور الأستاذ والمتعلم في نوع العلاقة التفاعلية بينها داخل وخارجها، ودور المدارس ككل في المنظومة التعليمية الجديدة.

مع هذا فهذه الانتقالة شبه الإجبارية في نوع التعلم والتعليم في الإنتقال المباشر إلى التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني ليس بتلك السهولة في التطبيق لأنها تحتاج إلى امكانيات دولية في التعليم، والتعليم الألكتروني كغيره من استراتيجيات التعليم مع حزمة من الايجابيات والسلبيات وأيضاً لا يمكننا أن نتوقع بنتائج مثالية من هذه التجربة بسبب الظروف السيئة والسريعة التي طبق بها التعليم، التي كان الهدف منها هو استمرار عملية التعليم وعدم توقفه لأنه أولوية قصوى ومهمة في خضم تفشي الفايروس في العالم، من دون أن يكون هنالك تحضيرات مسبقة أو إعدادات أو تدريب مسبق ببرامج أو دورات سواء للطلبة أم للعاملين في السلك التدريسي إذاً ففلسفة التعليم الإلكتروني هي عبارة عن تحول جذري في التعليم التقليدي إلى التعليم المبني على استخدام الحاسوب، فهو يشجع المعلم على التحول من مصدر للمعلومات الميسر ومسهل لعملية التعلم إلى دور المرسل والطالب إلى دور المستقبل.

والتربويون يرون أن التعليم الإلكتروني يستطيع أن يسد ثغرة هامة في المجال التعليمي فهو يتمتع بعدة مميزات تؤهله لإزالة الكثير من العوائق التي تحول دون تعليم الجميع بيسر وسهولة، وكذلك تميزه بالجدة وحرية ومرونة الوقت، فهو يطلق العنان للتفكير والإبداع.

الفصل الأول

أهمية البحث

لتكنولوجيا المعلومات دوراً كبيراً في مواجهة المشكلات الكبرى التي تواجه التعليم في ظل جائحة كوورونا، والعمل على الوصول إلى تحقيق الهدف النهائي في عملية التعليم والتعلم وهو اتقان الطلاب للمهارات وتحقيق الأهداف التعليمية في ظل الأزمة الحالية والخروج لحلول مرضية ولكن ليس على حساب التعليم.

هنالك أهمية كبيرة وتتزايد يوماً بعد يوم للتعليم الإلكتروني في العملية التعليمية الجامعية، فمن جهة يعمل على تقليل التكاليف المادية في العملية التربوية وأيضاً عنصر الزمان والمكان فهو يتجاوزه، فضلا عن  الإفادة من شريحة أكبر في المجتمع من الخدمات التي يقدمها التعليم الإلكتروني عن طريق تدريس المواد الدراسية والدورات والورشة التدريبية والمؤتمرات العلمية وغيرها.

إنه تعليم يتم بنوع من المرونة ودرجة كبيرة من الحرية بالنسبة للطالب ويتسم أيضاً بالحيادية.

ومع كل هذا إلا أن التعليم الإلكتروني يواجه بعض المشكلات ومنها 1- الزيادة المفاجئة في إعداد المتعلمين في ظل جائحة كورونا. 2- قلة المدرسين المؤهلين تربوياً. 3- الفروقات الفردية بين الطلبة، فالمدرس ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد.

وفي ضوء ذلك ينبع أهمية البحث من أنه يبحث التعليم الالكتروني وأهميته وصعوباته من وجهة نظر الهيئات التدريسية:

  • التعرف على السلبيات والإيجابيات للتعليم الإلكتروني.
  • التعرف عن قرب على الصعوبات التي تواجه عملية التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونا.
  • معرفة مستوى الأمان بالنسبة للتدريسيين باستخدام التقنيات الحديثة، ومدى مستوى الثقة في النتائج الإمتحانية التي يحصل عليها الطلبة.

أهداف البحث:

الهدف من البحث هو معرفة أثر استخدام التعليم الالكتروني على الطلبة ومدى ثقة الهيئة التدريسية في حماية المعلومات الشخصية مدة استخدام التعليم الإلكتروني، ومدى الثقة ومستوى الأمان المتحقق في النتائج النهائية للطلبة للعام الدراسي 2019 – 2020.

أسئلة البحث:

حاول البحث الرد على الأسئلة الآتية :

  1. بعد آداء الإمتحانات النهائية للعام الدراسي 2019 – 2020، ما هو مدى الثقة في هذه النتائج بعد حصول الطلبة على درجات مرتفعة في أغلب المواد الدراسية مقارنة في تحصيلهم في  السنوات السابقة.

حدود البحث:

  1. الحدود المكانية: معهد الفنون الجميلة للنازحين.
  2. الحدود الزمانية: الإمتحانات النهائية للعام الدراسي 2019 – 2020.
  3. الحدود البشرية: كادر المعهد المتكون من 20 تدريسيين ذكور واناث.

منهج الدراسة:

الدراسة الحالية اعتمدت المنهج التحليلي الوصفي وهو منهج مناسب مثل هذه الدراسات حيث يساعد هذا المنهج على الوصول إلى الحقائق في الظروف الراهنة ويستنبط الصعوبات التي تواجه المدرسين في استخدام التعليم الإلكتروني من ناحية الثقة بالنتائج.

ويتناسب المنهج مع طريقة جمع البيانات المعتمدة في هذه الدراسة وهي الاستبانة التي تعتمد في صدق بياناتها على معامل كثيرة ترتبط بأفراد العينة واهوائهم وجديتهم في تقديم البيانات.

مشكلة البحث:

في ظل التسارع الكبير للأوضاع الحالية التي أفرزتها جائحة كورونا على التعليم بشكل عام، بدأت المؤسسات التربوية لمراجعة أهدافها ومؤسساتها والممارسات الكفيلة للوصول بالعملية إلى بر النجاة.

بدأت بالبحث عن أنسب الأساليب وأفضل الأنماط التي يمكن أن تقدم من خلالها طريقة تعليمه لطلابها، بدلاً من الأساليب المتمركزة على الذاكرة والتلقين.

من هنا افرزت العملية التعليمية من خلال التعليم الألكتروني العديد من المشكلات ومن ضمنها مدى مستوى الثقة في النتائج المستحقة من الأمتحانات وظهور النتائج المرتفعة وغير المقنعة مما آدى إلى الشك بالنتائج، ومدى مستوى الأمان بالنسبة لمعلومات التدريسيين الشخصية.

الفصل الثاني

تحديد المصطلحات

دول العالم أجمع وفي ظل التسارع الكبير في ظل جائحة كورونا اتجهت على إختلاف مستوياتها إلى التعليم الإلكتروني كحل لمشكلة التعليم بعد أن اجبرت على ترك مقاعد الدراسة والأستعانة بالنظام الحوسبي لتأمين عملية التعلم والتعليم.

التعليم الألكتروني (Electronic Learning) هو وسيلة من الوسائل التي تدعم  العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الأبداع والتفاعل وتنمية المهارات، ويجمع كل الأشكال الإلكتروني للتعليم والتعلم، إذ يستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب و وسائطها التخزينية وشبكاتها (ويكيبيديا).

وكارلينز (Carlines) يقول : إن التعليم الإلكتروني هو (التعليم الذي يتم عن طريق الحاسب، وأي مصادر اخرى تعتمد على الحاسب تساعد في عملية التعليم والتعلم، وفي عملية التعليم الإلكتروني على الحاسب محل الكتاب ومحل المعلم حيث يقوم جهاز الحاسب في الدرس الإلكتروني بعرض المادة التعليمية على الشاشة بناء على استجابة الطالب.

يعرفه بيميش وأخرون (Beamish & ec ac. 2002) التعليم الإلكتروني: على إنه إندماج مجموعة واسعة من التطبيقات والعمليات على التدريب والتعلم التي تشمل التعلم القائم على الكومبيوتر، والتعلم عبر الإنترنت، والفصول الإفتراضية والتعاون الرقمي([1]) وغير ذلك يمكن استخدام تعريف واسع وشامل قدمه سامبروك 2003 على إنه (نشاط يدعم باستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وغالباً ما يعقب تلك نقاشات حول هذه التكنولوجيا، ومنها استعمال الحاسوب وملحقاته ووسائل العرض الإلكترونية والقنوات الفضائية والأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت والمكتبات الإلكترونية لغرض اتاحة التعلم على مدار اليوم ولمن يريده وفي المكان الذي يناسبه، بوساطة أساليب وطرائق متنوعة لتقدم المحتوى التعليمي بعناصر مرئية ثابتة ومتحركة وتأثيرات سمعية وبصرية، مما يجعل التعليم أكثر تشويقاً ومتعة وبكفاءة أعلى وبجهد ووقت أقل وهذا ما يعرف الآن بالتعليم الإلكتروني([2]).

إذاً المفهوم:

التعليم الإلكتروني، أو التعلم عن بعد، أو التعلم عبر الإنترنت على أنه أحد أشكال التعليم التي أصبحت جزءاً رئيساً من المنظومة التعليمية ويشتمل على عنصرين رئيسيين هما، الفصل المادي للمعلمين والطلاب مدة عملية التدريس، فضلا عن استخدام التقنيات المتعددة لتسهيل عملية التواصل بين الطالب والمعلم وبين الطلاب أنفسهم، ويركز التعليم عن بعد على الطلاب غير التقليديين الذي لا يستطيعون حضور محاضرات الفصل الدراسي مثل: الطلاب الذي يسكنون في المناطق النائية، أو الفئة العاملة بدوام كامل، أو العسكريين، أو غير المقيمين في البلاد، وغيرهم([3]).

وأيضاً عرف بأنه نمط تفاعلي يرتكز على المتعلم ويعتمد على تصميم بيئة التعلم بشكل ييسر التعليم، باستخدام الوسائط الإلكترونية المتعددة لتقديم مواد وبرامج للمتعلمين تحقق أهدافاً تعليمية سواء داخل المؤسسة التعليمية أم خارجها([4]).

ويعرف أيضاً بأنه طريقة يتم فيها التعليم باستخدام آليات الأتصال الحديثة والحاسب وشبكاته و وسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات الكترونية، وبوابات الانترنت سواء أكان ذلك التعليم عن بعد أم داخل الفصل الدراسي([5]).

طرق وأساليب لتقديم المواد الدراسية في التعليم عن بعد:

أصبح التعليم يتم بصورة تزامنية وغير تزامنية من خلال هذه التكنولوجيات، وأهم هذه الاساليب هي:

  1. المؤتمرات المرئية: من خلالها يرتبط المتكلمون مع بعضهم البعض بواساطة شبكة اتصالات كمبيوتر عالية القدرة ومن خلالها التفاعل مع بعضهم البعض.
  2. الصف الإفتراضي: هي عبارة عن غرفة الكترونية وأماكن خاصة يتواجد بها الطلبة ويرتبطون فيما بينهم ومع المحاضر بواسطة وصلات وأسلاك وموجات قصيرة عالمية التردد يرتبط بالقمر الصناعي.
  3. شبكة الاتصالات بوساطة  الكومبيوتر.
  4. البريد الإلكتروني (E-mail).
  5. الرسائل الآنية.
  6. مؤتمرات الكومبيوتر.
  7. برامج الأقمار الاصطناعية.
  8. شبكات الإتصالات والمعلومات (الإنترنت)([6]).

فلسفة التعليم الإلكتروني في العراق:

التطور هو سمة العصر وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، لم تعد أساليب العليم التقليدية كافية وبخاصة مع الاعداد المتزايدة من الطلبة وخصوصاً في التعليم الجامعي، التي أصبحت ضرورة استراتيجية في ضوء اقتصاد يستند الى المعرفة وهنا نجد التوجه  إلى التعليم عن بعد (Distance learning) التي تنفق عليها الدول المتقدمة مليارات الدولارات سنوياً، لدرجة أن مصطلح التعليم عن بعد سوف يتراجع في المستقبل القريب ليظهر مصطلح آخر أوسع شمولية هو التعليم الافتراضي (Virtual Learning).

التعليم عن بعد يعد من التجارب الرائدة والواعدة في عالمنا العربي ويتطلب لإنجازه بناء البنية التحتية الكافية لتفي بخدمات التعليم الجامعي الالكتروني، ومن مهامه تعميم نظام إدارة التعليم عن بعد بما يخدم الأكاديميين والإداريين على مهارات ونظم ادارة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وبناء المنهج الإلكتروني وبناء بوابات التعليم الإلكتروني وبرامج النوعية بالتعليم عن بعد.

يلاحظ أن أغلب الطلاب في العراق لا تتعدى معرفتهم لاستخدامات الإنترنت عن التصفح واستخدام محركات البحث الإلكتروني ومنتديات الحوار والدردشة ناسين التوجه للخدمات التعليمية وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى المعنية بشؤون التعليم عن بعد التي يكون لها الدور الكبير في نجاح هذا النوع من التعليم لهذا فان التوسع في مشاريع التعليم عن بعد في العراق، أصبحت ضرورة ملحة وعاجلة لتأهيل وإعداد الأكاديميين والطلاب والإداريين على نظم ومهارات هذا النوع من التعليم، لتحقيق أهداف جديدة قادرة على المنافسة محلياً وعالمياً ولتعزيز فرص التعليم المستمر مدى الحياة وتنمية المهارات والمعلومات.

لهذا يبقى ا لتعليم عن بعد واحداً من أهم المواضيع الحيوية التي تشغل بال المسؤولين عن التعليم في كل مكان، ومثلما لكل موضوع فلسفته، فالأمر ينطبق على التعليم عن بعد، الذي له أبعاد فلسفية منها:

  1. حق الأفراد في الوصول إلى المعرفة، وحتى ولو كانت بعيدة.
  2. حق الأفراد في الفرص التعليمية، حتى وإن تجاوزها الزمن.
  3. التحول من التعليم إلى التعلم، أو من نشاط المعلم إلى نشاط المتعلم.
  4. تكيف المتعلم مع برنامج التعليم وفقاً لحاجته واهتماماته وقدراته وسرعته الذاتية وتعلمه الذاتي([7]).

الإيجابيات والسلبيات للتعليم الإلكتروني:

الإيجابيات:

التعليم الإلكتروني يعد من أهم أساليب التعلم الحديثة، لأنه يساعد في حل مشكلة الإنفجار المعرفي والطلب المتزايد على التعليم، ويساعد في حل مشكلة ازدحام قاعات المحاضرات، إذا ما استخدمت طريقة التعلم عن بعد، وتوسيع فرص القبول في التعليم، والتمكن من تدريب العاملين وتأهيلهم من دون تلك أعمالهم، وتعليم ربات اكبيوت مما يسهم في رفع نسبة المتعلمين والفضاء على الأهمية([8]).

التعلم عن بعد حاله حال أي طريقة تعليم، فانه يأتي مع مجموعة من الإيجابيات والسلبيات، ولا  سيما مع الأوضاع الحرجة التي طبق بها وانتشار التجربة في وقت حرج، فإننا لا يمكننا توقع نتائج مثالية من هذه التجربة، نظراً للسرعة الكبيرة التي طبق بها و اجبرت المدارس والجامعات على الأنتقال للتعليم الإلكتروني كحل لمشكلة اضطراب التعلم والتعليم، في ظل جائحة كورونا جاءت كحل للحفاظ على استمرارية تعليم الطلبة بعدّ التعليم أولوية قصوى ومهمة في خضم انتشار الفايروس وحظر التجوال.

كان كل منها مفاجئ من  دون تحضير أو تدريب مسبق سواء للكادر التعليمي أم الطلبة واولياء الامور.

لهذا رغم كل الصعوبات التي واجهت تطبيقه إلا انه كان الحل الأمثل إلى الوصول إلى بر الأمان بالعملية التعليمية لذا سأدرج جزء من إيجابيات التعليم الإلكتروني يقول (Sansom & Mayers):

  1. أصبح الوصول ألى المحتوى التعليمي أكثر سهولة.
  2. الحصول على المادة التعليمية لأكبر عدد من الوقت نفسه .
  3. الحصول على الدورات والدرجات العلمية في أي وقت وأي مكان، إذ كسر حاجز الحدود إذ لم يعد الطالب مجبراً على السفر للحصول على درجة أو مشاركة في دورة علمية.
  4. المشاركة في المؤتمرات بشكل مباشر وأنت في بيتك.
  5. امكانية الوصول إلى المادة التعليمية في أي وقت كونها محفوظة.
  6. يساهم أيضاً في خفض الوقت اللازم للتعلم بسبب الغاء الوقت الممنوح للدرس.
  7. يستهلك طاقة أقل مقارنة بالدوام المنضبط في الجامعات.
  8. التعليم الألكتروني هو صديق للبيئة لأنه لا يستهلك أوراق وطباشير وأقلام و ورق.
  9. يعزز التعليم الألكتروني من العلاقات الاجتماعية الواسعة.
  10. يعزز المعرفة بسبب الوصول  إلى أكبر كمية من المعلومات من خلال البحث الالكتروني.
  11. أصبح التعليم الالكتروني هو طوق النجاة والوصول إلى بر الأمان في حالات الكوارث الطبيعية مثل كورونا وغيرها.
  12. أصبحت هنالك زيادة في امكانية الإتصال بين الطلبة فيما بينهم، وبين الطلبة والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الإتصال بين الأطراف، فالتعليم الإلكتروني يجعل النقاش مفتوح في المواضيع المطروحة.
  13. المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب، فالغرف تتيح فرص لتبادل وجهات النظر المختلفة في المواضيع المطروحة.
  14. الإحساس بالمساواة لأنه يتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج.
  15. سهولة الوصول إلى المعلم والوصول اليه في أسرع وقت.
  16. توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع.
  17. الإستمرارية في الوصول إلى مناهج تجعل الطالب في حالة استمرار إذ بإمكانه الوصول إلى المعلومات التي يريدها في الوقت الذي يناسبه.
  18. التعليم الإلكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والإختبارات وكذلك وضع احصائيات لها([9]).

سلبيات التعليم الالكتروني:

لا يخلو التعليم الإلكتروني من سلبيات كونه حديث التطبيق في بعض المجتمعات التي تعاني من [جهل الكتروني] ما بين الشديد والمتوسط.

نوجز البعض منها:

  1. يجد الطلاب صعوبات من التركيز عندما يكونون محاطين بالأهل مدة الدرس فيتشتت التفكير والتركيز.
  2. عدم وجود المعلمين والطلاب بشكل مباشر للطلاب مما يقلل من التفاعل ما بين الطلاب والمدرسين.
  3. عدم توافر الإمكانية لدى الجميع في استخدام الأجهزة الحديثة بشكل متساو، فلا يزال هنالك تفاوت كبير في استخدام هذه الاستراتيجية التي تحتاج إلى تحدي حاسم في الوقت الحرج.
  4. الفروقات الفردية بين الطلاب يجعل من الصعب على المدرس الاهتمام بالفروقات الفردية مما يؤدي إلى ضياع حق الطلبة الحاضرين.
  5. تدار هذه المواقع التعليمية من لدن إدارة المدرسة بأنظمة محددة أحياناً يصعب على الطلاب التماشي معها لقدم الحاسوب أو الهاتف.
  6. تكاسل الطلاب عن متابعة الدروس في وقتها مما يؤدي إلى تراكم المادة العلمية.
  7. ضعف شيكات الإنترنت وانقطاعها احياناً.
  8. ضعف الحالة المادية أو سكن البعض في مناطق تفتقر إلى شيكات الإنترنت.
  9. امكانية غش الطالب بسهولة.
  10. ضعف شخصية الطالب لعدم امكانية الحوار والنقاش المباشر مع المدرس.
  11. ضعف الثقة في الشهادات التي تمنح.
  12. افتقار الجوانب العملية المباشرة.

 

الفصل الثالث

عينات البحث

اقتصرت عينة البحث على أعضاء الهيئة التدريسية لمعهد الفنون الجميلة وأقسامه كافة ، والبالغ عددها 6 أقسام وبواقع 20 عضوا تدريسي 13 تدريسية و 7 تدريسيين.

وتم توزيع عينة البحث حسب سنوات الخدمة والتخصص.

التخصص النوع سنوات الخدمة
نحت تدريسي 13 سنة
  تدريسي 15 سنة
  تدريسي 10 سنوات
رسم تدريسي 15 سنة
  تدريسي 12 سنة
موسيقى تدريسي 20 سنة
  تدريسية 14 سنة
اخراج تدريسي 25 سنة
  تدريسي 12 سنة
  تدريسي 20 سنة
  تدريسي 10 سنوات
مسرح تدريسي 15 سنة
  تدريسي 12 سنة
  تدريسي 17 سنة
  تدريسي سنتان
خط تدريسي 5 سنوات
  تدريسي 10 سنوات
  تدريسي سنة
  تدريسي 8 سنوات
       

ولغرض التحقق من صحة النتائج فكان لا بد من توافر الإستبانة التي تهدف إلى بيان مستوى الأمان في نتائج الإمتحانات ومدى الوثوقية بمستوى الأمان بالتعليم الإلكتروني.

الهدف في الإستبانة:

هي محاولة التعرف على الصعوبات الأمنية في التعليم الإلكتروني والنتائج المتحققة ومدى الثقة في الحفاظ على معلومات التدريسيين ظهرت النتائج كالآتي:

90% من التدريسيين لا يثقون بنتائج الأمتحانات.

90% من الأناث.

40% من التدريسيين لا يعتقدون أن نظام التعليم عبر الإنترنت مفيد.

25% من الإناث.

15% من الذكور.

80% اعتقدوا من السهل اختراق أمن أنظمة التعلم.

50% إناث.

20% ذكور.

30% من التدريسيين اكدوا على خطر انقطاع الخدمة لأسباب بشرية (عرفي او معتمد).

90% من الإناث.

90% من الذكور.

85% من التدريسيين يعتقدون أن المعلومات الشخصية المخزنة في قاعدة بيانات غير آمنة.

40% من الأناث.

45% من الذكور.

80% يعتقدون أن المعلومات الشخصية غير محمية بشكل صحيح في نظام التعلم عبر الأنترنت.

40% من الإناث.

40% من الذكور.

80% من التدريسيين يعتقدون أن كلمات المرور ومعرفات المستخدم غير مؤمنة.

60% من الإناث.

20% من الذكور.

70% من التدريسيين يشعرون بالإطمئنان على أن الهياكل القانونية والتكنولوجيا تحميهم بشكل كاف من مشاكل نظام التعلم عن بعد عبر الإنترنت.

50% من الإناث.

20% من الذكور.

80% من التدريسيين يشكون أن التعليم عبر الإنترنت لديه القدرة على أداء مهمته

نسبة متساوية من الذكور والأناث.

70% من التدريسيين مؤمنين بإتاحة التعليم عبر الأنترنت التواصل التفاعلي

نفس النسبة بين الذكور والإناث.

رغم أن الإستبانة كانت مختصرة بسبب قلة العينة المختارة لأن المعهد للنازحين، إلا أنها بيّنت إلى الهدف المطلوب من الإستبانة حول مدى الثقة في الإمتحانات ومستوى الأمان فيها، ومدى الثقة والأمان للمعلومات الشخصية لدى الأساتذة.

وتوصلت بالنتيجة إلى أن نسبة عدم الثقة كانت عالية تراوحت ما بين 70 – 90% من خلال مستوى الدرجات العالية في الأمتحانات الأخيرة 2019 – 2020، فقد أثبتت التجربة عدم مصداقية أغلب الطلبة في أداء الإتحانات من خلال الإستعانة بكوكل أو الكتاب المفتوح، وفك كلمات المرور السرية للأساتذة مما يؤدي إلى غبن في حقوق الطلبة المتفوقين مما يستدعي ذلك إعادة النظر في طريقة جديدة للإمتحانات تضمن العدالة بين الجميع لأن النتائج أظهرت درجات الطلبة بشكل متقارب ما بين الطلبة وهذا يشكل مشكلة مستقبلاً.

  • التوجيه بايجاد نظام جديد في طريقة أداء الإمتحانات حتى يضمن العدالة في استحقاق الدرجة.
  • إيجاد أنظمة تضمن مستوى عال ٍمن الأمان بالنسبة للمعلومات لدى الأساتذة وتضمن اختراق أنضمتهم الامنية.

الفصل الرابع

تجارب بعض الدول في مجال التعليم الألكتروني

تجربة اليابان:

بدأ اليابان في مجال التعليم الالكتروني (1994) بدأ بمشروع الشبكة التلفازية التي تبث المواد الدراسية التعليمية، بوساطة  أشرطة  فيديوية للمدارس حسب الطلب من خلال (الكيبل) كخطوة أولى للتعليم عن بعد، وفي عام (1995) بدأ مشروع اليابان المعروف باسم مشروع المائة مدرسة حيث تم تجهيز المدارس بالإنترنت لغرض تجريب النشاطات المدرسية والبرامجيات التعليمية من خلال استخدام تلك الشبكة.

أما في عام (1995) قامت لجنة العمل الخاصة بآليات التربوية في اليابان تقريراً لوزارة التربية والتعليم يقترح منه قيام الوزارة بتوفير نظام معلومات إقليمي مدى الحياة في كل مقاطعة يابانية، فضلا عن توفير مراكز للبرامجيات التعليمية وإنشاء مركز وطني للمعلومات، وقامت بوضع خطط خاصة بتدريب المعلمين وأعضاء هيئات التعليم على هذه التقنية الجديدة وهذا ما دعمته ميزانية الحكومة اليابانية للسنة المالية (1996 – 1997) حيث أقرت أعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة ودعم البحث والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية ودعم البحث العلمي الخاص بتقنيات التعليم الجديدة وأيضاً دعم الانشطة كافة المتعلقة بالتعليم عن بعد ، وتوظيف شبكات الانترنت في المعاهد والكليات التربوية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من التعليم الحديث، وتعد اليابان الآن من الدول التي تطبق اساليب التعليم الإلكتروني الحديثة بشكل رسمي في معظم المدارس اليابانية وهنالك تجارب رائدة أخرى مثل تجربة الولايات المتحدة الأمريكية والتجربة الماليزية والتجربة الأسترالية وتجربة الإمارات العربية المتحدة وتجربة سلطنة عمان.

الهدف من التعليم عن بعد:

آلية هذا النوع من التعليم مبينة على تكنولوجيا الصوت، الصوت و الصورة، والمواد المطبوعة وهذه البرامجيات لها أثر في زيادة فرص التعليم الجامعي، للأشخاص الاقل حظاً من حيث ضيق الوقت أو بعد المسافة أو الاعاقة الجسدية أو عدم توفر المقاعد الدراسية.

وأيضاً هذا النوع من التعليم يساهم في رفع مستوى الأساس المعرفي للعاملين في حقل التعليم عن بعد، مقارنة بالطريقة التقليدية التي يكون وجهاً لوجه.

يشار إلى أن التدريس والدراسة عن بعد يمكن أن يكون لها نفس الفاعلية بالنسبة للتعليم التقليدي، وذلك عندما تكون الوسائل والتقنيات المتبعة ملائمة لموضوع التعلم نفسه، فضلا عن التفاعل المباشر الذي يحدث بين طالب وأخر، والتغذية المرتدة بين المدرس والمتعلم وبيئة التعلم([10]).

التعليم عن بعد في ضوء النظرية العصرية يعد جزءاً من خطة شاملة لتنمية المجتمع في المجالات الاجتماعية والثقافية وغيرها ولا بد أيضاً من تحديد الأهداف في اطار أي استراتيجية أو سياسة ضروري جداً وإذا لم تتضح فسوف تكون هنالك خسارة في الوقت والمال.

إن تحديد الأهداف له أهمية من خلال:

  1. إنها نقطة البداية في التخطيط للعملية التعليمية سواء على المدى القريب أو البعيد.
  2. تُعدّ دليلا للمعلم في عملية التعليم عن بعد تمثل الإطار الذي يعمل على تجزئة المحتوى التعليمي إلى أجزاء أو أقسام صغيرة.
  3. تساعد على تقويم عملية الأداء عن بعد من خلال ما تم إنجازه.
  4. تشير إلى تدعيم نشاطات التعليمية المطلوبة لضمان تحقيق التعليم الفعال([11]).

التحديات التي تواجه التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونا:

هنالك العديد من التحديات الكبرى التي ترافق تطبيق نظام التعليم الإلكتروني، ألا وهي كيفية إيجاد بيئة تعليمية الكترونية مبنية على ثقافة واسعة لمفهوم التعليم اللإلكتروني، كونه لم ينتشر لدى الجميع، فضلا عن تطوير، وتدريب المعلمين والطلبة وكل العاملين في السلك التعليمي على أهمية استخدام الانظمة الإلكترونية التي تواجه تحديات أساسية ومهمة في موازنة القديم بالجديد والحديث.

هنالك الكثير من المشكلات التي تواجه التعليم الإلكتروني:

  1. أعداد المدرسين  المؤهلين تربوياً لا تناسب أعداد الطلبة.
  2. القصور من قبل المدرسين في مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، لأن المدرس ملزم بإنهاء المعلومات في وقت محدد مما قد يؤثر على الطلبة في فقدان عامل التحفيز([12]).
  3. تطور ونمو تكنولوجيا المعلومات ومدى فعاليتها في عملية التعليم والتعلم مقارنة في قلة المتعلمين تكنولوجياً([13]).
  4. وجود الكثير من المعوقات التي تعرقل وتحول دون استخدام التكنولوجيا في التعليم والتدريس وفقاً لآراء أعضاء هيئة التدريس.

وأيضاً لا بد من العمل على شد أنتباه المتعلمين ومساعدتهم على تقبل الطريقة الجديدة والتركيز من خلال اطلاع الطلبة والمتعلمين على دور المعلم وشرح هذا الدور في عملية التعليم الإلكتروني والتأكيد على إبراز دور المعلمين في تفعيل التعلم الإلكتروني وعدم تهميش دورهم.

فضلا عن  الأوضاع ليست واحدة في كل البلدان فالبلدان متوسطة الدخل والأفقر تعاني من صعوبات في هذا المجال، مما يجعلنا نفكر كيف نتصرف على نحو مناسب، فأن إنعدام تكافؤ الفرص، سيزداد مع مرور الوقت، لأن العديد من التلاميذ والطلبة لا يملكون حواسيب وصعوبة الإتصال بالإنترنت، وأيضاً إنعدام المساندة والتشجيع من قبل الأهل.

ففي الدول العربية تتراوح وتختلف الطريقة المتبعة في التعليم عن بعد، حسب إمكانيات كل دولة وأيضاً الفروقات المادية داخل الدولة نفسها.

فهناك فجوات رقمية قومية و وطنية فهي تجربة جديدة تستلزم تكريس الكثير من الجهود لتعزيز أساليب العمل والتواصل بين الطلاب و المعلمين بهدف استمرار العملية التربوية.

ويتطلب نجاح التعليم الإلكتروني تعاوناً مثمراً وجهوداً مميزة في التخطيط والتطوير السليم للمقررات الدراسية.

  1. ارتفاع تكاليف بدء التشغيل، ونقص دعم اعضاء الهيئة التدريسية، وحدوث المشاكل التقنية التي قد تعيق سير العملية التقليدية.
  2. فقدان الحافز والشعور بالعزلة نظراً لقلة التواصل المباشر مع المعلمين والطلاب الآخرين.
  3. هنالك العديد من المشاكل الأكاديمية، كمشاكل التعلم والتقييم الذاتي، ونقص خدمات الدعم من المعلمين، وعدم وجود خبرة كافية للتعامل مع هذا النمط من التعليم.
  4. عدم وجود عدد كاف من أعضاء الهيئة التدريسية من أهل الخبرة في نمط التعليم الألكتروني.

نقص التدريب والدورات التدريسية اللازمة لتطوير هذا النمط([14]).

ماذا بعد انتهاء أزمة كورونا:

لا نستطيع القول أن مرحلة التعليم الإلكتروني بعد إنتهاء مرحلة كورونا إننا لا نواجه تحديات إلى الآن بعض الدول التي استخدمت الدراسة الإلكترونية أو التعليم عن بعد تعاني من أزمة في التعليم.

لديها جدل واسع لدى الأوساط الأسرية لأنه يحتاج إلى وقت كاف ٍلتتعود على هذا النمط الجديد في التدريس سواء على الطلبة أو الأهالي لأنه تحتاج ألى مدة زمنية لتنظيم و وضع مجموعة من التطبيقات والتوجيهات حتى تتوحد الرؤية التربوية الشاملة لأن الظروف التي طبق بها هذا النوع من التعليم في وقت انتشار جائحة كورونا تضع التعليم الإلكتروني أمام اختبار صعب بعدّه خيار الأزمة وليس حلا شاملا يرتبط في التخطيط في ظروف طبيعية.

وهناك تحدي أخر أمام جميع الأنظمة التعليمية مهمة واحدة إلا وهي التغلب على أزمة التعليم في ظل جائحة كورونا بأي وسيلة ومحاولة نشر التعليم الإلكتروني، كبادرة سد الفجوات في التعليم، وضمان حصول الجميع على فرص التعلم الجيد المتطور.

نحن بحاجة البلورة سياسات واستراتيجيات لتوظيف تكنولوجيا المعلومات وإقامة الخطط القريبة والبعيدة الأمد وإقامة المشاريع لدفع الجهود البحثية والتطويرية وتسهيل الحصول على المعرفة الإلكترونية.

أختم كلامي بقول الدكتور سالم المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو ((أنه على الرغم من خسائر العالم الكبيرة بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19) فان هناك مكاسب أيضاً تكمن في استغلال هذه المحنة وتحويلها إلى منحة من خلال بناء المجتمعات التي تريد، علماً ان هذه الجائحة ستدفع بنا إلى تغيير جذري في المفاهيم السائدة عن المجتمع وأركانه والقوانين الخاصة بحقوق الانسان وحقوق الانسانية)).

((أنا على يقين أن عالم ما بعد كورونا سيكون مختلفاً عن ما قبله كثيراً وهذا يحتم علينا كدول ومنظمات ومؤسسات مجتمع مدني أن نستبق الأحداث لا أن نواكبها ونستسلم لها، فعلينا أن نبني المجتمعات التي نريد، فرغم القوانين الوقائية والقرارات الإحترازية الصارمة التي اتخذتها الدول (غنية كانت أم فقيرة) للحد من قوة أنتشار ومجابهة جائحة كورونا، من إغلاق المدارس و المحال التجارية وتعطيل العمل في الدوائر الحكومية، وتطبيق الحجر الصحي، ومن هذا المنطلق، فإن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسيكو)، أخذت على عاتقها انتهاج المبادرات سبيلاً لتمكين المجتمعات الأكثر حاجة للمساعدة والعون، على مجابهة الإلتزامات التي توضعها الجائحة، ثم مضت الإسيسيكو شوطاً أبعد بتأسيسها (التحالف الإنساني الشامل) الذي يشهد تجاوباً عالمياً كبيراً من الدول والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المانعة لاستقطاب الرأسمال المعرفي والتقني توفيراً للمستطاع لتلكم المجتمعات ذات الحاجات الطارئة.

ويستطرد المدير العام للإسيسيكو على ان إطلاق المنظمة المبادرة (المجتمعات التي نريد) ينبع من استثمارها المسؤولية، ولوضع العلوم الإنسانية والاجتماعية في سياق من حياتنا، وبرامجنا وسلوكنا اليومي، فهذا هو الوقت الأنسب حقاً لبناء الرأسمال الإنساني المتبقي لمجتمعاتنا، داعياً إلى أن يكون الجميع يداً واحدة في نشر المعرفة بحد مدركات علومنا الإنسانية والاجتماعية، شحذاً وتمكيناً لبرامج الاستكشاف العلمي المفضية بنا إلى تحقيق مبتغاتنا لتشهد مجتمعات تتصف بالتماسك والإزدهار والحيوية وفاء بما نمليه في شعار عظيم [عالم واحد – إنسانية واحدة] لنصل إلى غايتنا ونحقق هدفنا في بناء المجتمعات التي نريد.

التوصيات والمقترحات

التوصيات:

  1. تطبيق التعليم الالكتروني في بيئة متمازجة مع التقليدي إذ نستغني عن التقليدي، بل يكون مكملات لبعضهما البعض وخاصة الأطفال في سن مبكرة كي لا يؤثر على جوانب أخرى كتراجع مستوى الكتابة باليد.
  2. العمل على إعادة تأهيل شبكات الإتصال، وتوفير القدر الكافي من الوسائل الإلكترونية للمدارس والمنشآت التعليمية.
  3. تبني مشروع عربي موحد من أجل توفير الكتب المدرسية بنسخ الكترونية تتضمن برامج تدريب من أسئلة نظرية وصور وفيديو وشرائح عرض.
  4. تشجيع العمل الجامعي حول التعليم الإلكتروني وخاصة الخريجين بالتركيز في مشاريع تخرجهم على هذا الموضوع.
  5. فكرة بناء نظام رقمي متخصص في التعليم الإلكتروني للمراحل الإبتدائية كمرحلة أولى في التطبيق، الفكرة تكمن في توفير نظام الكتروني يوازي المادة المعطاة في المراحل الإبتدائية ويغذيها ويدعمها بالأمثلة بالإعتماد على (فيديو، فلاش، ملف صوتي).
  6. عقد دورات تدريبية لكل العاملين في السلك التربوي([15]).
  7. تقديم الدعم الفني للتدريسين/ اثناء مدة استخدامهم/ في التعليم للتكنولوجيا.

المقترحات:

  1. إجراء دراسات ميدانية تتضمن برنامج علاجي للمشكلات.
  2. العمل على إجراءات تجريبية لمعرفة فاعلية التعليم الإلكتروني ومدى تقبل الطلبة له.
  3. توفير البرمجيات والاجهزة والمواد التعليمية المناسبة لاستخدامها في تدريس المناهج التعليمية لمساعدة الهيئة التدريسية على القيام بعملها.
  4. العمل على إنشاء واستحداث مراكز للوسائل التعليمية في المعاهد والجامعات تضم الأدوات اللازمة لتصنيع وسائل التعليم وبرامجه.
  5. القيام بعمل دليل إرشادي للهيئة التدريسية في مجال استخدام تقنيات التعليم وفقا لقواعد محددة.
  6. ايجاد طرق جديدة للامتحانات لضمن العدالة في تحصل الدرجات حتى تضمن عدم الغبن للطلبة المتفوقين.
  7. ايجاد مستوى أعلى من الأمان بالنسبة للمعلومات الشخصية للأساتذة.

المصادر

  1. اسماعيل عارف العامري: التعلم عن بعد بين المفهوم والتأصيل، القاهرة، دار الكتاب، 2011.
  2. جان سيريل فضل الله: واقع وآفاق التعليم عن بعد وأثره في التعليم في العراق، مركز بحوث السوق وحماية المستهلك، جامعة بغداد.
  3. حسين، نشوان يعقوب، المنهج التربوي من منظور اسلامي،  عمان، دار الفرقات، 1992.
  4. د. ضرار عبدالحميد التوم العتيبي: المعوقات الادارية والتنظيمية للتعلم الالكتروني، دراسة تطبيقية، جامعة الملك خالد، المملكة العربية السعودية.
  5. د. علي عبدالله: التعليم الالكتروني والتعليم التقليدي، دراسة تحليلية مقارنة، كلية بغداد للعلوم الاقتصادية، العدد (14)، 2009.
  6. زينب محمود مصليحي: تحديات التعليم الجامعي الالكتروني في مصر والفرص المتاحة للاستفادة منه، مستقبل التربية العربية، مج (13)، العدد (46)، 2007.
  7. شاهر بن لاتي العتيبي: تصميم المحتوى التعليمي الالكتروني، جامعة الملك خالد، المملكة العربية السعودية.
  8. عطية، محمد عطية، منتوجات تكنولوجيا التعليم، دار الكلمة، ط1، القاهرة، 2003.
  9. محسن علي عطية: الاستراتيجيات الحديثة في التدريس الفعال، دار صفاء للنشر، عمان، 2008.
  10. محمد اشتاتو: معلم المستقبل، تحديات المؤتمر الدولي نحو إعداد أفضل لمعلم المستقبل، سلطنة عمان، مسقط، 2004،.
  11. هنادي فتحي بسمور: ما هو التعليم الالكتروني، 2019.
  12. ويكيبيديا.
  13. يادي، سرحام، سياسات واستراتيجيات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم، اطروحة ماجستير، الجزائر، 2005.
  14. Beamish,N,Armisted,C,Watkinson,M.and Armfiled,G (2002): The development of e-learning in UK/European corporace organization, Eurpean Basiness jornal, Vol 14 NO.3.
  15. Sambrook,S (2003): E-learning in small organizarion Education traning Vol. 45 NO 8/9.

([1]) Beamish, N, Armisted, C, Watkinson, M.and Armfiled, G (2002): The development of e-learning in UK/European corporace organization, European Business Journal, Vol 14 NO.3.PP 105.

([2]) Sambrook, S (2003): E-learning in small organization Education training Vol. 45 NO 8/9 PP 306.

([3]) فتحي بسمور، هنادي: ما هو التعليم الالكتروني، 2019، ص 3.

([4]) مصليحي، زينب محمود: تحديات التعليم الجامعي الالكتروني في مصر والفرص المتاحة للاستفادة منه، مستقبل التربية العربية، مج (13) العدد (46)، 2007، ص 11.

([5]) عطية، محسن علي، الاستراتيجيات الحديثة في التدريس الفعال، دار صفاء، عمان، 2008، ص 163.

([6]) شبكة الانترنت.

([7]) فضل الله، م. م جان سيريل: واقع وآفاق التعليم عن بعد وأثره في التعليم في العراق، مركز بحوث السوق وحماية المستهلك، جامعة بغداد، ص 20.

([8]) اشتاتو، محمد: معلم المستقبل، تحديات التنمية الذاتية و رهانات المعرفة العلمية، المؤتمر الدولي نحو اعداد أفضل لمعلم المستقبل، سلطنة عمان، مسقط، 2004، ص 116.

([9]) عبدالله علي، د. علي: التعليم الالكتروني والتعليم التقليدي، دراسة تحليلية مقارنة، كلية بغداد للعلوم الاقتصادية، العدد (14)، 2009، ص 7 – 8.

([10]) العتيبي، شاهر بن لاتي: تصميم المحتوى التعليمي الالكتروني، جامعة الملك خالد، ص 56.

([11]) العامري، اسماعيل عارف: التعلم عن بعد بين المفهوم والتأصيل، القاهرة، دار الكتاب، 2011، ص 86.

([12]) حسين، نشوان يعقوب، المنهج التربوي من منظور اسلامي،  عمان، دار الفرقات، 1992، ص 12 – 14.

([13]) عطية، محمد عطية، منتوجات تكنولوجيا التعليم، دار الكلمة، ط1، القاهرة، 2003، ص 18.

)[14]( www.eleraningc.gov,4-4-2019,

    Retrieved4-4-2019.

([15]) العتيبي، د. ضرار عبدالحميد التوم: المعوقات الادارية والتنظيمية للتعلم الالكتروني، دراسة تطبيقية، جامعة الملك خالد، المملكة السعودية، ص 16.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *