أ.د.سعاد سيد محجوب
أستاذ الأدب والنقد لجامعة الإسلامية بمينسوتا
مركز تعليم اللغات ـ فرع تركيا( أستاذ زائر )
suadsayedmahgoub@gmail.com
00971506983863
الملخص
الدراسةُ بعنوان” من علماء الأدب المعاصر عبد الله الطيب المجذوب ،وهو من أبرز أعلام الأدب على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ،ومن العلامات الفارقة والأرقام المميزةفي مضمار الأدب، بل من أهم ركائزه، وحجر الزاوية فيه،لم يكن العلامة عبد الله الطيب المجذوبأديبًافحسب ؛ بل ظاهرة متفردة ومتميزه على المستوى الفكري والعلمي والثقافي ، وهبه الله تعالى ملكتي النظم والنثر، فكان شاعرًا مطبوعًا وخطيبًا مفوهًا،علا كعبه في شتى ضروب العلوم والمعارفوفي مضمار اللغة العربية وآدابها كان فارسها الذي لا يبارى،،شهدت له بحورُ الخليلِ بفضلِه وعطائه الثرِّ. ومؤلفاته التي رفد المكتبة العربية في شتى ضروب اللغة العربية والترجمة والنقد والمسرح والكتابة الإبداعية بمختلف ألوان طيفها شاهد عيان على ذلك.وله باعٌ طويل في ميدانِ الأدبِ الأوربي بشِقَّيه المنظومِ والمنثور.
نهلَ المجذوب من مَعينِ التراثِ العربي، فضلاً عن تراثَ بيئته المحلية. التي تركت بصماتها الطيبة في وجدانه وتكوينه الفكري.وهو شاعر بدوي قح أتي في عصر الحداثة، ولم يتنكر لتراثه الأدبي والفكري. وقريضه عكاظي الملامح والقسمات ،احتل المجذوب الصدارة من بين أبناء الضاد الذين تعلموها وعلموها ، ودرسوها ودرسوها ، وأغرم بها؛ لأنه عرف أسرارها وسر جمالها. وأهلته للعالمية. وجعلته يتصدر كل المحافل والمنابر حيثما حل..
كان حاديه في نظمِه ونثرِه القرآن الكريم وسنة سيد الأنبياء والمرسلين ﷺ ، والأدب قديمه وحديثه ، شكَّلت هذه العناصرُ مجتمعه محاورَ ثقافتِه؛ ورَفَدتها بالصورِ الجميلة، والمعاني الشريفة والمُفردات السامية، فصاغها في لوحاتٍ فنيَّةٍ جميلةٍ تسرُّ الناظرين، فسبت القلوبَ وسحرت العقول. فضلا عن ذلك؛فقد كان منفتحًا على الثقافة الغربية وقَرضَ الشعر الأوربي بلسان أهله، ولم تكن ثقافته الغربية خصما على نتاجه الأدبي، بل كانت إضافة حقيقة، والدليل على ذلك كتاباته الفنية باللغة الإنجليزية ،ونقده لإعلام الكتاب والأدباء الأفرنجة ، وهو الكاتب والقاص والمترجم والناقد باللغة الإنجليزية، وقدم الشعر العربي على الشعر الأوربي وأثبت ـــ عن علم ودراسة ودراية ـــ أن العديد من شعراء الأفرنجة قد تأثروا بالشعر العربي.حباه الله تعالى بحضور البديهة والذاكرة الحافظة،وأسلوبه جاحظي قلما يخلو من الاستطراد، أو الطرائف المليحة، والحكم البليغة للعظة والعبرة؛ حتى يجدد همم السامعين ويطرد عنهم شبح الملل للإستماع والاستمتاع ، وحديثه كان لا يمل.
ترك المجذوب بصمات طيبة في جبين الأدب العربي وكذلك في مضمار الشعر الحر.وكُرم على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ؛لكن كان أكبر تكريم ناله وأهم جائزة في مسيرته العلمية والعلمية عشق بنت الضاد له وفخر عروس الشعر به. وكان رحيله بنيان قوم تهدما، والعزاء في ما خلده من إرث أدبي وفكري.
تناولت الدراسة سيرته ومسيرته،ومدرسته الشعرية ونماذج من موضوعاته الشعرية، وبصماته في الشعر الحر.
الكلمات المفتاحية : الأعلام، الأدب، المعاصر، المجذوب، التفعيلة.
One of the scholars of contemporary literature,
Abdullah Al-Tayeb Al-Majzoub
Suad Sayed Mahgoub
Professor of literature and criticism
The Islamic University of Minnesota Language Education Center – Türkiye Branch (Visiting Professor)
Abstract
The study entitled” Among the Contemporary Literary Scholars Abdullah Al-Tayyib Al-Majzoub.” It sheds light on his illustrious career in the various types of Arabic language sciences and literature. Al-Majzoub drew inspiration from the Arabic heritage as well as the heritage of his local environment. He is a prolific writer in all aspects of literature, both poetry and writing, in addition to his works in theatre, translation and creative arts.
His sharp memory and exposure to different cultures and his works in other languages, poetry, and translation, stemmed from early studies of the Holy Qur’an and prophetic teachings. Which gave him an unmatched style of writing from an early age. His writings were not limited to Arabic, he also had his share of poetry in English.
As possibly deduced by readers of his work, Al-Majzoub, the study explored two major aspects of his life, his bibliography, and his literature legacy. In addition, the study sheds light on his contribution as one of the pioneers of the free verse style of poetry introduction to the Arabic language and the contemporary literary scene.
Keywords:
Scholars, literature, Contemporary, Al-Majzoub, Free Verse Poetry(Al tufayli)
المقدمة
الدراسةُ بعنوان” من أعلام الأدب المعاصر عبد الله الطيب المجذوب، نهلَ العلامة من مَعينِ التراثِ العربي، فضلاً عن تراثَ بيئته المحلية،عشِقَ بنتَ الضاد فأتته طوعًا وهي تجرجرُ أذيالَها. له باعٌ طويل في ميدانِ الأدبِ بشِقَّيه المنظومِ والمنثور، وكان حاديه في نظمِه ونثرِه القرآن الكريم ونهج سيد الأنبياء والمرسلين ﷺ ، والأدب قديمه وحديثه ، شكَّلت هذه العناصرُ مجتمعه محاورَ ثقافتِه؛ ورَفَدتها بالصورِ الجميلة، والمعاني الشريفة والمُفردات السامية، فصاغها في لوحاتٍ فنيَّةٍ جميلةٍ تسرُّ الناظرين، فسبت القلوبَ وسحرت العقول. المجذوب ثروه وطنية وقومية وعالمية، وأصبح من الرموز التي يفخر بها السودان في شتى المنابر على مر العصور والدهور، وسار في ركب الخالدين مع العلماء الموسوعيين، لقب ناله عن جدارة واستحقاق.
تناولت الدراسة بعض النماذج مما جادت به قريحته في الأدب بشقيه المنظوم والمنثور، ووقعت في ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأول: سيرة المجذوب ومسيرته، بينما تحدث الثاني: عن مدرسة المجذوب الشعرية وأبرز موضوعاتها، وجاء المبحث الثالث يحمل عنوان: المجذوب من رواد شعر التفعيلة. وسبقت المباحث مقدمة وخُتمت بخاتمة، وملحق يوضح نتاجه العلمي فضلا عن النتائج والتوصيات، وضمت مكتبة البحث قائمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة.
إشكالية البحث:
طرحت الدرسة العديد من التساؤولات منها: ما ملامح مدرسة المجذوب الأدبية ؟ ما أهم الأغراض الشعرية التي تناولها ؟ ما أثر الثقافة الغربية واللغة الانجليزية في نتاجه الأدبي وصوره الشعرية؟ قرض الأديب الشعر الحر وترك بصمة طيبة في صفحاته لكن لماذا أعرض عنه
أهمية البحث:
العلامة عبد الله الطيب المجذوب سجل ضخم ، متعدد الصفحات، وما زال هنالك العديد من القضايا أو الموضوعات تحتاج إلى سبر أغوارها؛ منها ريادته للشعر الحر ثم عزوفه عنه،كذلك تكمن أهمية الدراسة في عقد موازانة بين عدد من رواد الشعر الحر (أحمد باكثير و محمد حسن عواد وعبد الله الطيب المجذوب نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ) لحسم جدلية الريادة في مضمار الشعر الحر ولمن تعقد الرآية؟
أهداف البحث:
إلقاء الضوءَ على مدرسة المجذوب الأدبية وأهم أغراضه الشعرية ، كذلك الوقوف على بصماته في مضمار الشعر الحر وريادته لشعر التفعيلة.
حدود البحث:
اقتصرت الدراسة على ما جادت به قريحة العلامة في مضمار الأدب بشقيه ( الشعر والنثر )
الدراسات السابقة:
تناول العديد من الكُتاب والباحثين سيرته ومسيرته ،برؤى مختلفة ومتباينة . منهم
– إمام، زكريا بشير . ( 2004م) .عبد الله الطيب ذلك البحر الزاخر: دراسة تحليلية لحياته ونظرياته في الأدب والحياة، الخرطوم : الناشر زكريا بشير إمام.
تناول نتاجه في مجال الشعر والنقد والكتابة المسرحية والترجمة، كما تناول ثقافته الانجليزية وقرضه للشعر الأوربي ومسيرته ، مع دراسة تحليلة لنماذج من أدبه المنظوم والمنثور، وحاول أن يوضح فلسفته ونهجه في الحياة.
– المك، علي. (د.ت). مختارات من الأدب السوداني، قطر: وزارة الثقافة والفنون والتراث.
تناول الكتاب بعض النماذج والمقالات لعدد من الكتاب والشعراء السودانيين،ووقع اختياره على قصيدة سمرقند للشاعر عبد الله
الطيب.
– المليك، صلاح الدين .(1973م). شعراء الوطنية في السودان، الخرطوم: دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر.
من بين الموضوعات التي تناولها المؤلف التعريف بالبيئة وأثرها في الشعراء ،كما تناول أبرز الشعراء السودانيين ومن بينهم عبد الله الطيب المجذوب.
– هنالك العديد من الدراسات والبحوث تم نشرها على مجلات علمية مختلفة على مستوى العالم العربي منها: مجلة دعوة الحق أعداد مختلفة، ومجلة العربي. العدد 552.ومجلة مجمع اللغة العربية، العدد. 35.وغيرهم كثر،فضلًا عن على المواقع الإلكترونية المختلفة منها موقع سودانيز أون لاين وموقع موقع الانطولوجيا.
منهج البحث:
اختارت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي؛ لملائمته لطبيعة الدراسة؛ ولما يتمتع به من مرونة وشمولية، تمُكن الباحث من تحقيق أهداف البحث.
المبحث الأول
سيرة المجذوب ومسيرته
أ. نسب المجذوب ومسقط رأسه:
اسمه عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد المجذوب الطيب، ينتهي نسبه إلى المجاذيب وهم فرع من قبيلة الميرفاب؛ الذين ينتمون إلى قبيلة الجعليين، استقروا بمدينة بربر وأهلها:” عرب من قبيلة الميرفاب وهم يردون أصلهم إلى الشرق ـــ يعنون جزيرة العرب ـــ كما ترد أصولها سائر القبائل العربية النازلة بوادي النيل…،(ركهارت.( 2007م). ص 171)
في الثاني من يونيو عام 1921م أنجبت قرية التميرابمولدًا ذكرًا، كتب الله تعالى له في سابق علمه النبوغ والذكاء وهيأ له أسباب العلم؛ للذود عن لغة الضاد فسار على نهج آبائه وأجداده من المجاذيب، شرفه الله تعالى بنسب رفيع ينتهي إلى بني هاشم أهل النهى والحجا، وحسبه من الفخر جده العباس بن عبد المطلب. (قاسم.1993م). ج4/ 1447.)
التميراب قرية صغيرة تابعة للدامر :” اسم الدامر قد يكون مشتقاً من عبارة ( دامر الليل كله )، وتُقال في الشخص الذي يقوم الليل كله عابدًا، قد يرجع أصل إلى لفظ ( الدَمِيرة ) وهو الفيضان. والدامَر هو مكان حدوث الفيضان. ولعله اسم عربي نقله العرب إلى النيل منذ دهر قديم.( المجذوب.( 1968). ص 89. )
تسربل المجذوب بالسؤدد والفضائل وورث المكارم والمفاخر كابرًا عن كابر، نشأ وترعرع بين ثُلة من علماء المجاذيب ،وشق طريقه نحو المعالي بهمة وثبات.أسس المجاذيب في شمال السودان، حاضنة لهم عُرفت بالدامر وهي:” قرية أو بلدة كبيرة قوامها خمسمائة بيت …، ويسكنها عرب من عشيرة آل المجذوب ويردون أصلهم إلى شبه جزيرة العرب “بوركهارت،( 2007) ، ص .205 وبفضل الله تعالى وعلو كعبهم في العلوم الشرعية والدينية نالت هذه المدينة الصغيرة في مبناها الكبيرة في معناها، حظوة وأصبحت قبلة الأنظار وكل صاحب حاجة كان يجد بغيته فيها خاصة طالب العلم الشرعي وصارت مصدر إشعاع روحي امتد وعم القرى الحضر.وهكذا:” صارت المدينة محط أنظار الكثير من الناس، يزورنها طلبا للعلم والشفاء والبركة والفتاوى والتجارة ومختلف الحاجات…”موقع واي باك مشين.
( 2012م). مجاذيب الدامر. تم الدخول بتاريح 31/ 7/ 2023.)
ب . مسيرة المجذوب العلمية
بدأ عبد الله الطيب المجذوب ـــ الطفل الصغير سنًا الكبير قدرًا ــــ رحلته العلمية في خلاوي أهله بالتميراب، وحفظ القرآن مع أترابه، وقد كان في البلدة:”مدارس عدة يؤمها الطلاب من دار فور وسنار وكردفان وغيرها من أنحاء السودان ليدرسوا الفقه؛ دراسة تتيح لهم أن يكونوا في بلادهم فقهاء كما كان يزورها علماء من شنقيط أثناء عبورهم لها في طريقهم إلى الحج.”( بوركهارت.( 2007م). ص 206.)
عن مسيرته العلمية ذكر عون الشريف قاسم في كتابة موسوعة القبائل والأنساب في السودان وأشهر أسماء الأعلام والأماكن مراحل تعليمه حيث يقول:” تعلم ببربر والدامر وكسلا وكلية غردون وبخت الرضا وجامعة لندن. ( قاسم. ( 1993م).ص 1472.)
قريته كانت نقطة الإنطلاق والنافذة التي أطل من خلالها على العالم عربه وعجمه، في بربر درس المراحل الأولية ؛ وتتلمذ على يد أهله المجاذيب الذين قرأوا القرآن وعملوا به، وتعلموا العلم وعلموه؛ تعلم في بواكير صباه تراث ما درج عليه أهله من فقهاء الدامر الذين :” اقتنو من الكتب الشي الكثير؛ ولكنها لا تتناول من المواضيع غير الدينية والشريعة، ورأيت فيما رأيت نسخة من القرآن الكريم لا يقل ثمنها عن أربعمائة قرش ونسخة كاملة من تفسير البخاري تساوي ضعف هذا المبلغ في مكتبات القاهرة وقد جلب هذه الكتب من القاهرة الشباب من فقهاء الدامر أنفسهم فكثير منهم يجاور في الأزهر الشريف أو في المسجد الحرام بمكة ويظلون لسنوات ثلاثًا أو أربعًا …فإذا عادوا إلى الدامر علموا الطلبة تلاوة القرآن وأعطوهم دروسًا في التفسير والتوحيد، ولهم جامع كبير حسن البناء…”( بوركهارت.( 2007م). ص 206.) فضلًا عن الإرث الطيب، اطلع المجذوب على ديوان العرب الذي كان مصدر عزهم وفخرهم فزاده الله تعالى علمًا وفضلاً ومروءة، وحسبه من الفخر والشرف أولئك الصناديد، أهل العلم والرأي. الذين انحدر منهم، وأراد الله تعالى أن يكون لهذا الشبل حظ طيب من علوم العربية، وحفظ القرآن الكريم وتفقه في علومه، ورطب لسانه بسرده للسيرة النبوية العطرة ــــ على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التلسيم ـــ روى أخبار العرب وسيرهم، وملأ حس أجهزة الإعلام بمختلف ألوان طيفها بمحاضراته ودروسه، وقرض الشعر وفي بحور الخليل كان الربان الماهر، وإلى ذلك أشار طه حسين بقوله:” لم يدع بحرًاً من بحور الشعر العربيّ، إلا حاول أن يبين لك الفنون التي تليق بهذا البحر، منذ كان العصر الجاهليّ، إلى أن كان العصر الذي نعيش فيه”(المجذوب.(1989م).ص7.)وقوله:” قد عرضالكاتب للشعر، فأتقن درس قوافيه وأوزانه، لا إتقان المقلِّد، الذي يلتزم ما ورث عن القدماء، بل إتقان المجدد، الذي يحسن التصرُّف في هذا التراث، لا يضيِّع منه شيئًا”(المجذوب. (993م). ص7.)
وهو المؤرخ والناقد والباحث والخطيب المفوه والشاعر العربي المطبوع :” مؤلف مسرحي وكاتب مذكرات يمكن اعتبارها من أوائل ما وضع السودانيون في علم الاجتماع الوصفي “( موقع سودانبز أون لاين، بتاريخ 24 يوليو 2013م ، براعة في اللغويات وعقل حاشد بالمعارف يتحدث عن عبد الله الطيب.تم الدخول بتاريخ 25/ 7 / 2023)كما كان ضليعًا في شعر الأفرنج؛ لأنه أتقن لسانهم.
ج. مسيرة المجذوب العملية.
بدأ المجذوب حياته العملية بمعهد التربية ببخت الرضا، ثم انتقل إلى أم درمان، وبعدها ابتعث إلى لندن في دورة تدريبية عام 1945م، فنال الدكتوراه من جامعة لندن عام 1950م، عمل لمدة عام في معهد اللغات الشرقية بجامعة لندن، وكانت لندن دائمًا حاضرة في خاطره وبين قوافيه .(المجذوب.(1976م). ص 27.)
تذكرت يا حسناء أيام لندن
وأصناف سودان بها وهنود
وثق المجذوب للعلوم والمعارف التي حصل عليها في لندن، وتفاعله مع المشهد الثقافي ، ومشاركاته في الأنشطة الأدبية . وذلك في فائيته التي تجمل عنوان لندن وباريس يقول فيها: المجذوب،عبد الله الطيب.( 1957م).مجلةدعوة الحق. العدد 173.
كنت بها قد قضيت الشباب |
إلى العلم في سوحها اختلف | |
تعلمت فيها علوم الحياة | ومن ثمرات الحجا اقتطف | |
وشاركت في حلقات النقاش |
واقرا كل ضروب الصحف |
من لندن ألقى عصا ترحالهفي معهد التربية ببخت الرضا ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى جامعة الخرطوم وتدرج بعد ذلك في الأعمال الأكاديمية والعلمية، فتولى عمادة كلية الآداب بجامعة الخرطوم (1961م – 1974م) ثم مديرًا للجامعة (1974م ـ 1975م) وتولى إدارة وتأسيس جامعة جوبا في جنوب السودان (1975م ـ 1976م) وتولى تأسيس كلية عبدالله بابيرو (بكنو) بنيجيريا منتدبا من جامعة الخرطوم (1964م ـ 1966م) ووثق لذلك بقوله:(المجذوب. ( 1976م).ص 46.)
وجاءتم من أبنا تكرور دعوة | وكانوا كراما يحفظون المآثرا
|
|
وعلمتهم علم البيان وخطة | كسرتُ بها حزبا من الغي ماكرا |
تكرور هي البلاد الواقعة ما بين بلاد برنو والسنغالإلى أن يقول:
وشيدت عبد الله باييرو عنوة
ولواك ألفى أمرها القوم بائرا
كذلك عمل أستاذًا للعربية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس بالمغرب في الفترة من 1977م إلى 1986م. وخلال هذه الفترة عين أستاذًا ممتازًا مدى الحياة بجامعة الخرطوم (1979م).
كما تعينه عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1961م، و في عام 1990م أسس مجمع اللغة العربية بجمهورية السودان حيث أسندت إليه رئاسته.
المبحث الثاني
مدرسة المجذوب الأدبية
أولًا: مدرسة المجذوب الشعريةوأهم موضوعاتها
نشأ الشاعر عبد الله الطيب المجذوب نشأة بدوية في قريته التميراب، في بيت علم وأدب، وتشبع بثقافة بيئته المحلية، وحفظ كتاب الله تعالى في بواكير صباه فتقت قريحته وملكاته الأدبية، فأقبل على علوم العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وعروضها وتاريخها وأدبها المنظوم والمنثور، ودرسها وأتقنها وأجادها وعلا كعبه فيها، وفهم ما سجله العرب في ديوانهم مصدر فخرهم ببلاغتهم وبيانهم، واطلع على تاريخهم وعرف أخبارهم وسيرهم، وأيامهم وحروبهم، ووقع في نفسه ما جادت به قرائحهم في شتى الموضوعات واستهواه شعرهم:” كنت أحب الشعر منذ أيام الكُتاب ونظمتُ قصيدة باللغة الدارجة بمعاونة فكي الطاهر ود بابكر هو ينظم بيتًا وأنا أنظم بيتًا:”( المجذوب .( 1983م). ص 125.) وكذلك استهواه نثرهم؛ فسما حسه الأدبي وذوقه الفني، واستثمر قدراته في شتى ضروب اللغة العربية وملكاته الأدبية وخياله الخصب، ولم يتبرأ من معطيات عصره بل استثمرها أيضا في نظمه ونثره، فكان شعره القديم الجديد أو الجديد القديم، واتحدت كل هذه العناصر وشكلت ملامح نثره الفني وشعره المطبوع وكما يقول:” والشعر بعد عزاء وشفاء”(المجذوب.( 1976م). ص5.)
صمم المجذوب ملامح مدرستة الأديبة على الطراز الأدبي القديم، وهو القائل :”القصيدة العربية فن من الشعر لم يكن لأرسطو طاليس به علم، قل أو كثر، وإنما كان عمله عند العرب الأولين.( المجذوب.(1970م). ص135) وهو:” ليس مجرد شاعر سوداني يُسلك مع غيره من الشعراء السودانيين، من جيله أو من غير جيله. فهو ظاهرة فكرية وثقافية وأدبية ولغوية اجتمعت في واحد “جمال العربية.( شوشوة، فاروق. (2022م). مجلة العربي، العدد 552.)
كانت مدرسة المجذوب الشعرية مرآة صادقة عكست وترجمت روح التراث الأدبي العربي القديم، مفرداتها فصيحة صحيحة سليمة قحة ومعبرة، وعنها قال طه حسين في تقديمه لديوان المجذوب الموسوم بعنوان ( أصداء النيل ) :” شعر الديوان جديد كل الجدة؛ ولكنه مع ذلك قديم ممعن في القدم. فمواضيعه يألفها الناس ولا تنبو عنها طباعهم. إلا إنه اختار لها من الأساليب لا يذوقها إلا الأقلون الذين يذوقون الشعر القديم جداً، وأمعن في هذه الأساليب كأنه خُلق لها وكأنها خُلقت له”( حسين.( 2013). ص89.)و يستطرد طه حسين:” و العجيب من أمره أنه وفق من ذلك إلى أروع ما يتاح لشاعر أن يبلغه من الإجادة والإتقان. و أعجب من هذا أنه طوع الحضارة الحديثة للغته القديمة أو طوع لغته القديمة لهذه الحضارة الحديثة، فلاءم بينها ملاءمة لا تحس فيها نبواً أو إعوجاجا، من حق كل مثقف في الأدب العربي أن يقرأ هذا الديوان فسيجد فيه متعة لا شك فيها و روعة قلما يظفر بها في شعر معاصر؛ و لكنه محتاج دائمًا إلى أن يكون المعجم قريبًا منه.( حسين. ( 2013). ص89.)
وظف المجذوب المفردة العربية القحة السلسة لتخدم معانيه، والألفاظ خدم المعاني كما ذكر الجرجاني( الجرجاني .( 1983م). ص5 ،)وانسجمت ألفاظه وتناغمت مع صوره الشعرية ، المستوحاة من عمق الصحراء وفيها من أخبية وأثافي، وكان لبانات رامة حضورًا متميزًا في صوره الشعرية، فضلًا عن خيام البدو، ورمال الصحراء وشمسها اللآفحة، وبردها القارص، وتحقق التناغم التام بين المبنى والمعنى.
لم يكن المجذوب متأثرًا بالتراث العربي؛ لكنه كان جزءا لا يتجزأ من وجدانه وفكره، والشعر طارف وتليد في أسرته الممتدة إلى أرض الحجاز، حتى والده كان ضارب فيه بسهم:” وسألني كان بعضهم كيف تعلمت الشعر فذكرت أثر الوالد “المجذوب.( 1983م). ص 101).ووثق لذلك بقوله: المجذوب
( 1976م). ص 73.)
ولقد ورثتُ أبي وكان مجودًا | نظم القريض وبيته معمور |
نهج المجذوب نهج أسلافه من فحول شعراء العربية،ولم يكن مسكنونًا بالأدب فحسب بل كان هو الأدب، وكان لايخفي إعجابه بأبي تمام والمتنبي والمعري وغيرهم من فحول الشعراء.
شعر المجذوب عكاظي الملامح والقسمات ووثق لذلك بقوله “وقد حاولت من صروف النظم أصنافًا منها المرسل الذي لا قوافي فيه، والدراما والملحمة، وقد جاوزت الأوزان المألوفة إلى أشياء اصطنعتها اصطناعًا، ثم بدأ لي أن هذا كله عبث لا يفصح بعواصف النفس وزوابعها، وإنما النفس بنت البيئة، وبيئتي العربية الفصيحة تسير على النحو الذي نرى من أوزان الخليل، وتخير المطالع والمقاطع”(مزيد، بهاء الدين محمد.( 2005).مجلة أفق الثقافة،العدد 235.)
عاف المجذوب كل ضروب الشعر إلا القديم؛ إذ اتخذ منه وعاءا وماعونًا ليصب فيه أحاسيسه ومشاعره. ( المجذوب.( 1976م).ص 16.)
هو الشعر فأنطم لا تبالي بناقد جج |
ء وشعرك فيه حر أنفاس واجد |
كان المجذوب شاعرًا مطبوعًا لم يتكلف ولم يتصنع ولم ينقح أو يهذب شعره مثل أصحاب الحوليات، ما عدا قصيدته التي تحمل عنوان خمر أسوان والتياستغرقت منه حولًا كاملًا، واقتطف منها:( المجذوب.( 1957). ص164.)
يا صَخْر أسْوانَ إن القَلْبَ أسْوانُ | وَأنتَ من خمرةٍ خرساء نشوانُ | |
تلوحُ فيك وجوهٌ ما أبيّنها | ومُبهماتٌ من الذكرى وأشجانُ |
أسوان الأولى اسم مدينة في أقصى صعيد مصر، و أسْوانُ الثانية بمعنى حزين من أَسِي وأسَا.
سار الشاعر على نهجه أسلافه من الشعراء وخاطب خليليه في قوله(المجذوب.( 1976م). ص16.)
خليلي لم أبرح أحن إلى الصبا | حنينا وما ذاك الزمان بعائد |
وقوله كذلك:(المجذوب.( 1976م).ص 16.)
خليلي بل أين الخليان بعدما نأت | أم حسان التي كنت آمل |
لم يكن المجذوب يتصيد المفردة؛ بل كانت تتصيده وتأتيه عفو الخاطر، وكما بانت سعاد كعب بن زهير، كذلك بانت سعاد المجذوب؛ إذ يذكر رحيل سُعاده في تناص واضح مع لامية كعب بن زهير؛ التي أنشدها في حضرة المصطفى ﷺ بغرض الاعتذار وطلب العفو السماح:( زهير. ( 1957م). ص60.)
بانتْ سعادُ فقلي اليوم متبول | ميتم إثرها لم يفد مكبول |
عندما بانت فتاته سعاد مع قومها وعشيرته أنشد: موقع الأنطولاوجيا .(2018م).أضعف الإيمان قافية.تم الدخول على المواقع بتاريخ20/ يوليو 2023م.)
بانتْ سعادُ و بنَّا عن ملامحِنا | و من سعادُ إذا مرَّتْ قوافلُها |
لم ينكفِئ المجذوب على الأدب العربي القديم، ولم يتقوقع في الأدب الحديث؛ بل كان أديبًا منفتحًا على شتى ضروب العلم والثقافة، وشتى أنواع اللهجات واللغات منها؛ اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية ، وكان ضليعًا فيهما، مما أتاح له الغوص في دهاليز الأدب الأوربي، وكثيرا ما يستشهد بنصوص من الشاعر الإنجليزي شيلي وغيره مثل قوله: ( المجذوب.( 1983م). ص 78.)
our sweets song is those that tell of saddest thought.
تبحر المجذوب في الثقافة الأوربية وعرف ثقافة أهلها وعاداتهم وتقاليدهم، وأجادته للسان الأفرنج لم يكن خصمًا على معشوقته الأثيرة بنت الضاد، بل كان مقصورًا فقط في الجانب الفكري، والانفتاح على ثقافات مختلفة يرفد الفكر والعواطف بمساحات من الجمال فضلًا عن الأخيلة، وهو :” دارس متعمق للأدب العالمي.”الطيب، صفية عبد الرحيم.( 2022م).مجلة العلماء الأفارقة، العدد 5.وشهد له النقاد والأدباء:” بالمعرفة العميقة الواسعة بالأدب الأوربي والثقافة الغربية”موقع الانطولوجيا.2021م.الأرض الخراب والشعر العربي القديم .تم الدخول على المواقع بتاريخ20/ يوليو 2023م.
على الرغم من انفتاح المجذوب على عدد من الأمم والشعوب واطلاعة على ثقافات متعددة وتبحره فيها، ومعرفته للغات أوربية مختلفة؛لكن ذلك كله لم ينل من نهجه في هندسة هيكل القصيدة العربية أو بنيتها؛ إذ ظل وفيًا لبحور الخليل؛ وكانت البيئة العربية القديمة هي مصدر وحيه وإلهامه، استمد منها صوره الشعرية وما فيها من تشبيهات ومعان، وأخيلة؛ حتى في غزله العذري العفيف سمى محبوباته بأسماء فتيات عدد من الشعراء القدامى، واستعار منهم أسمائهن ورمز بها لمحبوبته، وهن كثيرات منهن ليلى وسليمى وسعدى،وهند وتماضر وغيرهن كثر، وأحيانا يكني بأم حسان وله فطم وخدائج؛( المجذوب.
( 1976م). ص 26.)
جربت أصناف المودة والهوى |
وجيل النساء فطم وخدائج |
فطم جمعومفردها فاطمة وتجمع كذلك على فاطمات، وكذلك خدائج جمع والمفرد منها خديجة.
من اللواتي تتيم بهن لميس وأنشد فيها:( المجذوب. ( 1976م). ص 55.)
ذكرتك يا لميس ونعم دارا | لقاؤك بل أمنت بك العثارا | |
وكنت إذا ذكرتك هش قلبي | إليك زاستفيد بك الحوارا | |
أحب الناس كلهم إلينا ج |
لميس وقد أطلت انتظارا |
وله في لميس أيضا:(المجذوب .( 1976م). ص 131.)
حبذا يا لميس وأهوا | ك وقد لاح في دجاك مناري |
كما سجلت سعاد حضورًا متميزًا في قصائد عدد من فحول الشعر على مر العصور والدهور، نالت كذلك حظًا طيبًا من قوافي المجذوب: ( المجذوب. ( 1976م). ص 128.)
زودينا تحية يا سعادُ | وألَّمي فان قربك زاد |
حتى الأمكنة القديمة لم يغفل عنها، وكانت حاضرة بين قوافيه، ومنها رامة؛ وله ديوان شعر يحمل عنوان بانات رامة،صَدَر الديوان في بيروت عام 1968م. والبان: نوع من الشجر طويل ليّن, ورقه كورق الصفصاف, تُشبّه به الحسان في الطول واللين. وسبقه عدد من الشعراء وذكروا رامة منهم جرير:( جرير.( 1986م). ص47.)
حي الغداة برامة اطلالا | رسما تقادم عهده فاحالا |
قيس بن الملوح قد سبقه إلى ذكر جبل رامة وخلده في شعره، عندما قابل ليلاه العامرية بعد سفر وفراق طويل: موقع الانطولوجيا.2022م. قيس بن الملوح ولما تلاقينا على سفح رامة، تم الدخول على المواقع بتاريخ10/ أغسطس 2023م.( البيت غير موجود في ديوان الشاعر)
و لمَا تلاقينا على سفح رامةٍ | وجدتُ بنان العامريَة أحمرا |
رامة موضع ببادية الحجاز، وسفح جبل رامة أي نهايته.
استدعى المجذوب ريح الصبا النجدية في شعره ـــ التي كانت تهب من الغرب للشرق وهي محملة بالندى والنسيم العليل ـــ لعلها بذراتها الندية تبرد حشاه من لواعج الهوى ( المجذوب. ( 1976م). ص 20.)
ألا يا صبا نجد أما فيك نسمة | يهب بها من مقلة أم حامد |
لم يعبأ المجذوب بما أفرزته الحضارة من وسائل التنقل والسفر بمختلف ألوان طيفها وما تتمتع به من سرعة وما توفره من راحة، وفضل عليها الأينق، واستعار من عنترة ناقته لتبلغه دار محبوبته:
( المجذوب.( 1976م). ص 71.)
هل تبلغني دارها شدنية | وجناء تسبق في الفلاة الأينقا |
كان المجذوب على قناعة تامة بأن وحدة القصيدة العربية لا تتأتى من وحدة موضوعه، وإنما من صِبْغَةِ الكلام وروحه، و:” حال الجذب والانفعال التي ترافق تطلع الشاعر إلى اقتناص الوزن المناسب والقافية المواتية، هي نفسها التي تصبغ كلامه كله بصبغٍ واحد، وتشيع فيه روحًا واحدًا، وتجعله ذا نفس واحد متصل، وهي في رأينا سرُّ الوحدة عند الشاعر العربي، وجوهر الروح العاطفي في كلامه، تفيض أول أمرها نغمًا صرفًا، ثم تتسرب بعد ذلك في مسارب القول. وشيَّد عبدالله الطيب في سبيل تأكيد ذلك، النظرية التي أفاض في إقامة الأدلة المتكاثرة على صحتها في المجلد الأول من كتاب ( المرشد ــــاستغرق في تأليف أجزائه خمسة وثلاثين عامًاــــحيث أبان بإقناع وامتاع متصاحبين عن أن لكل بحر من بحور الشعر العربي روحًا ونفَسًا خاصًا يميِّزه عما سواه. في نتاجه الأدبي وصوره الشعرية؟ ( الطيب، صفية عبد الرحيم.( 2022م).مجلة العلماء الأفارقة، العدد 5.)
في مضمار الشعر الأوربي ترك المجذوب بصماته الطيبة.كما علا كعبه في حقول الترجمة ، ومن ذلك ترجمته لمقطع من قصيدة الملاح العتيق لصموئيل تايلور كولريدج:(الشاذلي. (2010م). أبوالعلاء شاعرًا ، ترجمة رسالة الدكتوراه التي نالها المجذوب عام 1950م.استعراض وتعليق خالد محمد فرح 2017م .)
The ice was here, the ice was there
The ice was all around
It cracked, growled, roared, and howled
Like noises in a sound
وترجمه على النحو الآتي:
صقيعٌ هنا وصقيعٌ هناكْ
لقد شمِلَ الكونَ ثوبُ الصقيعْ
وللريحِ زمجرةٌ خلْتُهَا
هَمَاهِمَ في حُلْمِ ليْلٍ مُرِيعْ.
ثانيا: موضوعات المجذوب الشعرية
تناول المجذوب جُل الموضوعات الشعرية التي سبقه إليها فحول الشعراء من غزل وفخر ومدح ووصف ورثاء، ومن نماذج الموضوعات الشعرية التي جادت بها قريحته وخلدها في دواوينه المختلفة:
- المديح النبوي :ومن غرر قصائده في المديح النبوي قوله:(المجذوب. (1976م). 68. )
ولقد تدرعنا بحب محمد | وبه نخوض إلى النجاة حروبا | |
صلى عليه الله ما فتق الدجى | فجر يخال على الفلاة لهيبا |
وفي بائيته التي تحمل عنوان المولد مدح سيد البرية ﷺ بقوله: ( المجذوب.(1976م). ص15.)
وهذا أوان المولد الآن كم به ج |
مدحنا رسول الله إذ أنا طالب | ||
وحب رسول الله أعظم ما حوى | فؤاد محب وهو للخير كاسب | ||
وسيرته منها استفدنا حياتنا | ومنها هوى أبائنا والمراتب | ||
وندعو به العلي وإنه | به يستجيب الله والروض عاشب | ||
وقوله:( المجذوب. (1976م). ص38.)
صلى الإله على من دونه الرسل | ومن لدى الخطب مولانا به نسل | |
إنا نحب رسول الله نعلمه | هو الوسيلة عند الله والأمل |
مدح المجذوب الأديب والسياسي محمد أحمد محجوب بلامية عصماء، ولسان حالة يردد لا نمدح الرجل إلا بما فيه أو بما يستحق.(المجذوب ،( 1970م)، ص7)
حيّ الرئيس رئيس القولِ والعملِ | للهِ درُّك يا محجوب من رجلِ |
- شعر والشوق والحنين .(حسين. (2013). ص94.)
إلى الخرطوم من بعد اغترابِ |
وبعد بِلَى الشهيّ من الشبابِ |
|
أحب النيل زمجر ثم لجّت | سواقيه الشجية في انتحاب |
|
أحب النيل حين صفا وشعت | تهاويل الأصيل على الروابي |
|
وشِمْت البرق مثل السوط شق الدْ | دُجُنة بين مركوم السحاب |
في ديار الغربة هاجت به الأشواق، وشده الشوق والحنين لنهر النيل، فجادت قريحته بلامية يقول فيها( المجذوب(1957م).ص 197).
بلندن ما لي من أنيس ولا مال |
وبالنيل أمسى عاذريَّ وعذالي |
|
ذكرت التقاء الأزرقين كما دنا | أخو غزل من خدر عذراء مكسال | |
ينازعها كيما تجود وينثني | وقد كاد محبورًا مؤانس آمال | |
إذا الأبيض الزخار هاج عبابه | له زجل من بين جال إلى جال | |
ويا حبذا تلك السواقي وقد غدت | بألحان عبرى ثرة العين مشكال | |
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة | بكثبان داري والأحبة أحوالي |
شعر الحكمة: ( المجذوب.( 1976م). ص61.)
ومن يكن يحسب الدنيا مكانًا | هنيئًا لم ينم إلا غشاشا | |
وما الدنيا لعمرك غير جُهد | فصايرها ولا تخش الهراشا |
قوله: نوم غشاش: أي نوم قليل. والهراش من معانيها القتال.
وقوله:( المجذوب.( 1976م). ص25.)
وما هذه الدنيا بدار سعادة | ولكنها فيها الأسى والشدائد | |
وما العمر إلا ساعة بعد ساعة | وما تجربات المرء إلا مشاهد | |
وليس الغنى الإ القناعة إنها | هي الزاد كل الزاد والكدح بائد |
- الغزل العفيف: المجذوب،( 1976م)، ص 131ــ 132.)
نظمت القريض بالالق الخا | لص فيه الضياء من أنواري | |
والتي تيمتك يا أيها الشا | عر حورية من الاغوار |
كذلك من غزله العفيف رائيته التي يقول فيها:( المجذوب.( 1976م). ص13.)
كذلك من غزله العفيف رائيته التي يقول فيها:( المجذوب.( 1976م). ص13.)
تذكرت سعداي التي هي كالقمر | ومن عن حفافي جيده الشعر | |
وتنظر سعدى من سراجين وجهها | إلى بحبي واضح وبه ازدهر | |
وأرنو إليها وهي أجمل من رأت | لعمرك عينا من رأيتُ من البشر | |
وخدكمو أزكى ضياء | وأسناه يا ذات المخيلة والصعر | |
سلام على أنف الحبيبة إنه | إنه ليشبه أنف الريم والطرف ذو حور | |
سلام على عنق الحبيبة إنه | كجيد غزال مد جيدا إلى شجر |
الصعر من الصَّعَر،بمعنى الكبرياء. وهو في الأصل داء يصيب البعير يجعله يميل برقبته، ويشبه به الإنسان المتكبر الذي يميل بخدِّه، ويُعرض عن الناس تكبّرًا.
من غرر غزله العفيف عينيته التي يقول فيها:(المجذوب.( 1976م). ص 148.)
صديقة قلبي وراحة نفسي | ومتعة روحي والمرتعا | |
وتفسح عمرى حتى الزما | ن يصير بأشراقها أوسعا | |
وحتى نكون معًا واحدا | بشخصين هاما ولن يفزعا | |
ألا حبذا جلسات لنا | مهذب وكوبها شُعشعا | |
تحدثني بفناء الزمان | وأمن المكان وما أودعا | |
فإن كنت تجهل أمر الهوى | فعندي أسراره أجمعا | |
تعال أعلمكه إنني | تقينته وسواي إدعى | |
شربت كؤوس سلافته | ومن شربهن فلن أقلعا | |
أتعلم أن الفتاة الخلوب | تضم على حبي الأضلعا | |
وقد أثبتت شخصها في فؤادي جج |
ثباتا أقام فما ودعا | |
ألم ترني أبدا مقلتاها | أمامي وأوشك أن أكرعا | |
هما احتواتاني وأرنو إليها | فألفيتها بالهوى أبرعا | |
ويا حبذا شفتاها اللتا | ن قال لنا الفم لن تكرعا | |
لها بشر مثل ضوء السراج | إذ زين الحلك البلقعا | |
تزيد إضاءتها إذ تراك | إليها وكنت لها مطلعا |
- الفخر: ومن ذلك فخره بوالده:(المجذوب.( 1976م). ص17)
وكان أبي يا عطر الله ذكره | فريدا وبين الناس جم المحامد | |
وكان يلاقيني بأتبرة لدى الرصيف | على ضعف به متزايد | |
يعلمني علم المروءة ناشئا | وفي قلبه حبي وعرفان واعدي |
كذلك فاخر بعلم والده ونظمه للشعر :المجذوب،( 1976م)، ص71.
ولقد ذكرت أبي وكان مجودًا | نظم القريض ويبدع الإبداعا |
كذلك افتخر المجذوب بعلمه وتفسيره لكتاب الله وقرضه للشعر:( 1957م).مجلةدعوة الحق. العدد 173.
يا رب نصرك فأنصرني وإنك إن | لا تنتصر لي فمن فُصحاكا يحميها | |
ومن يفسر آيات الكتاب وبالاعـ | ـراب معجزة القرآن يرويها |
ومن فخره بتفسير القرآن وتعليمه للنشء:(المجذوب.( 1976م). ص130.)
قد شرحت القرآن للأطــ | فال ما للدعي واستفساري |
من فخره بنفسه كذلك قوله:من جوانب الحركة الشعرية في السودان الخصائص الجمالية في شعر عبد الله الطيب.( 1957م). مجلةدعوة الحق، العدد 173.
وأوتيت مقدرة في البيان | وتبهر بالأدب الرائعج | |
وانت امرؤ عربي السليقة | تصفو بوردك للكارع | |
وتهوى الجمال وتبغي الكمال | ونخبة بالورع الخاشع | |
وتتلو الكتاب وترجو الثواب | وليس دعاؤك بالمنائع | |
وطاع الي القريض العصى | الذي ما لغيري بالطائع | |
وأبيات شعري رناتها | كصلصة الجرس القارع |
كذلك من فخره بعلمه وثقافته الواسعة:( 1957م).مجلةدعوة الحق. العدد 173.
وأعاجيب علوم وفنون حويت | وصنوفا من حديث حسن الجرس وعيت |
وقوله: ( المجذوب.( 1976م). ص131)
نظمت القريض بالالق الخا | لص فيه الضياء من أنواري |
خاطب نفسه مفاخرا بها في قوله:( المجذوب( 1976م). ص48.)
وإنك قرن الأقوياء وشوكة الــ | داء تستعصي وتعلو المنابرا |
- المديح النبوي : وفي بائيته التي تحمل عنوان المولد مدح سيد البرية ﷺ بقوله:
فؤادي بحب المصطفى متنور | ولي فيه آراب ساذكرججج | ||
وحاشا جناب الهاشمي يردنا | ونحن به نرجو النجاة وننظر | ||
عليك صلاة الله ثم سلامه | ألا يا رسول الله إني أشعر | ||
بنورك في هذه الدجنة نهتدي | ونهواك حقا والصلاة نكرر | ||
وقوله:(المجذوب.( 1976م). ص38.)
صلى الإله على من دونه الرسل | ومن لدى الخطب مولانا به نسل | |
إنا نحب رسول الله نعلمه | هو الوسيلة عند الله والأمل |
الرثاء : تناول المجذوب غرض الرثاء وكل من رثاهم وبكى عليهم كانت تربطه بهم صداقة ومودة، وكان جلهم من الأدباء وأهل العلم ومن الذين بكى عليهم بالدمع السخين طه حسين.( المجذوب. عبد الله الطيب. ( 1975م).مجلة مجمع اللغة العربية، العدد 35ص197.)
ثوى الحبر طه لدى ربه | وخلده الله في حزبه | |
ولا نثر أسلس من نثره | وسهل الكلام سوى صعبه | |
وبالعلم قد ورث الأنبياء | والفن كان رحى قطبه | |
لطيف الدعابة حلو الحديـ | ث وفي الخطابة سل عن خطبه | |
فصاحة سحبان في سمته | وقس الأيادي في ثوبه | |
وأحيا لنا الجاحظ العبقري | بإبداعه ومدى وثبه | |
ومثل للمعري لكنه | أضاف إلى الشرق من غربه | |
وراد لنا نهضة لا نزا | ل نسلك فيها على دربه | |
عرفنا به الأدب الجاهلي | وصدق الرواية من كذبه | |
وعلمنا فهم نهج الجزا | لة حتى ثبتنا على حبه | |
ونحن بها من تلاميذه | وأي أولي الفضل لم تسبه |
كما رثي الأديب والمحقق محمود شاكر بقصيدة نونية جاء فيها:(الغنيم. عبد الله يوسف .( 2004م). مجلة العربي،العدد 522
يزوره الطلاب في منزل | رحب بنور العلم مزدان | |
مأوى أولي الألباب في داره الـ | جود وفيها زاد أذهان | |
وأم فهر كم أعانت على البر | هما في الجود صنوان | |
أذكر لما جئته زائرا | صاحب درديري وحيَّاني |
- شعر الشكوى والعتاب:(المجذوب. (1976م) . 154.)
وكل ذي نعمة محسود فقد ابتلاه الله تعالى بعدد من الحساد، و في عزة وإباء بث شكواه بين ثنايا قوافيه و أنفاس قريضه
وقد ضقت ذرعا بهذا العناء | وفطنت نفسي على الواقع | |
وذقت الأمرين حتى دريت | بتجربة الآلم النافع | |
وأحمل نفسي على المكرمات | ويا رب ذي رحم قاطعي |
في كتابه حقيبة الذكريات أشار إلى الحسد والحساد ويومئذ كان بالمدرسة الوسطى ( الكُتاب) عندما سئل عن حاله بالمدرسة:” وخبرته بترتيبي ومحافظتي على الأولية ألا تخاف يحسدك أصحابك…، وما كنت أفهم معنى الحسد”( المجذوب.( 1976م). ص 12.)
عرف الكُتاب بقوله:” والكُتاب عندنا لا تعني مدرسة القرآن كما في مصر وبعض الأقطار الأخري”
شعر الإخوانيات:أنشده الشاعر توفيق صالح رائية يقول فيها ( المجذوب.( 1983م) . ص 189.)
أيا دامر المجذوب لا أنت قرية | بدواتها تبدو ولا أنت بندر |
فرد عليه عبدالله الطيب قائلا: ( المجذوب.( 1983م) . ص 189.)
بلى أنا حقا فوق ذلك | ودوني خرطوم وبارا وبربر | |
أيا دامر المجذوب أنت مليحة | تذكرتها يا بُعد ما أتذكر | |
وفيك بنو المجذوب أبنا بيرق | وأبنا عبد الله والفضل يذكر |
ثالثا: مدرسة المجذوب النثرية
على غرار مدرسته الشعرية صمم مدرسته النثرية؛ حيث اختار لها المفردات الفصيحة القحة، وجاء نثره لا يقل شأنًا عن نثر من سبقوه من فحول الخطباء المفوهين، وشهدت له المحافل والمنابر على المستوى المحلي والإقليمي والدولى، وكان يتصدرها متى ما حل.
حباه الله تعالى بملكة الحفظ، فقد كان حافظًا لكتاب الله تعالى ومفسرًا له، وكذلك السنة النبوية الشريفة، ومطلعًا على سير العرب وأخبارهم، فضلًا عن إلمامه بالمنظوم والمنثور من التراث العربي، وانفتاحه على ثقافات وحضارات مختلفة، وتناغمت كل هذه المحاور مع بديهته الحاضرة وذاكرته القوية وتركت بصماتها الطيبة في أسلوبه الشيق؛وكان متحدثًا لبقًا ، مما جعل لحديثه حلاوة، حتى الصعب يسهل ويلين عندما يتناوله بلسان عربي مبين، ومتى ما تحدث شنف آذان السامعين، وسحر الحاضرين، وكان يجُمل خطبه ويزينها ــــــ بما يناسب المقام والمقال ــــــ من القرآن الكريم وحديث المصطفىﷺ، وماجادت به القرائح من الشعر القديم، وكذلك من شعر الأفرنجة. وأسلوبه جاحظي قلما يخلو من الاستطراد، أو الطرائف المليحة، والحكم البليغة للعظة والعبرة؛ حتى يجدد همم السامعين ويطرد عنهم شبح الملل للإستماع والاستمتاع ، وحديثه كان لا يمل.
من عيون نثره خطبته العصماء التي ألقاها في مجمعاللغة العربية عام 1957م . كانيومئذ رئيس وفد السودان وقدمه طه حسين قائلًا: صديقي الدكتور عبد الله الطيب سيخاطب الجمع الكريم بلغة تركها العرب قبل تسعة قرون” وأقتطف منها:” تفعقر ناقوش الكري بقراعقم فقال نافوشهم شعثان ضبهم بدراهم ،أيشكون سافور الجراري عندهم طوقان قلب الهاطل المتوهم، مبشور شاري لواكع شرهم يقظان شاري الكمكمان السواهم، ثم استطرد قائلاً ( وقبل أن أبرح مكاني أقول لكم ، قراحفةمن أحشاف هول سكعبل ــــ ـــ تسعفه لكن بالجرنش الجمقمل ..وكنت إذا الأرناف جئنه تمرضلا ..تفشكفت عمداً في خوافي التمرضل ..سلام ــــ من الله عليك يا ظئر خيثم وقد جئت تسعي بالمذاق المزمقل”(موقع سودانيز اون لاين.(February 20, 2018) . خطبة عبد الله الطيب في مجمع اللغة العربية عام 1957م ، تم الدخول على المواقع بتاريخ30/ يوليو 2023م.)
في مضمار النقد الأدبي كتب دراسة نقدية بعنوان مسائل في الأدب :” النقد مسألة ذوق شخصي، يضاف إلى ذلك عاملا الثقافة والبيئة …، والناقدالشخص المثقف الذكي المرهف الحس، ذو الذوق اللطيف، ولا أحسب المقاييس النقدية التي تسطر فيها الكتب الآن تكسب الإنسان معرفة بعلم اسمه النقد…، ” ( المجذوب. عبد الله الطيب .( مايو 1952م).مجلة الثقافة العدد 700.الصفحات 21 ــ 24.)
من عظيم نثره خطبته التي افتتح بها كتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها؛ حيث وضح في كلمات قلائل ذات معان ودلائل الغرض من تأليفه لهذا الكتاب الذي يعد من أهم المراجع في هذا العصر الحديث، ومن مفاخر الأسفار:” الكتاب كله مبني على فكرة بسيطة؛ وهي أن الشعر العربي من حيث الصناعة يقوم على الأركان الآتية: النظم والجرس اللفظي والصياغة، ثم إلقاء الكلام على صور خاصة من الأداء، وفي أساليب ومناهج تمليها عوامل التقاليد والبيئة على مر الزمان واختلاف الأمكنة ، وتؤثر فيها الإكار المستحدثة وما يجري مجراها من دجواعي التغيير والتجدد ، وقد أخذت على نفسي أن أدرلاس جميع ذلك في نوع من الإيجاز” ( المجذوب.( 1993م). ص 13.)
لم يقتصر نثره على اللغة العربية فقط؛ بل كان ناثرًا وكاتبًا متميزًا باللغة الإنجليزية؛ حيث كتب رسالته لنيل درجة الدكتوراه ــــــ من جامعة لندن عام 1950م ــــــ باللغة الإنجليزية وكانت تحمل عنوان Abū al-ʿAlāʾ al-Maʿarrī as a Poetوتم ترجمتها في عام 2010م. (الشاذلي. (2010م).
من كتاباته الإبداعية تقديمه لعدد من الدواوين الشعرية والكتب وكان من بين الأسفار التي نالت هذا ديوان نحن والردي للشاعر صلاح أحمد إبراهيم:” قرأت في زمان مضى كلمة للأستاذ صلاح أحمد إبراهيم رحمه الله في إحدى المجلات أو في كتيِّب ( لا أذكر على وجه التحديد ) بعنوان “ماتوا سَمْبَـله”. أحسبها كانت مقالة كقصة أو قصة صغيرة كمقالة. وصف فيها جنوبيَّاً (لم يُحدِّد قبيلته ولكن يغلب على الظن أنه من الاستوائية) بيده أداة موسيقية يترنم بها ويغنِّى بين حين وحين: ” ماتوا سمبلة “في المقالة حزن شديد عميق. وفيه دموع كأنها تجرى من موسيقا الجنوبى وترنمه. كأنَّ هذا الجنوبى نفسه يرثي القتلى ” سمبلة ” بلوعةٍ ويعلم أنه هو وقومه ضَيَّعوا حياة هؤلاء القتلى بلا سبب. كانوا يظنونهم صقوراً جارحة فإذا هم ذباب يعصرونه ويهصرونه ويَفْطَس.أثرت في نفسى تلك المقالة. أحسست فيها رقة بالغة…، في شعر صلاح إشارات إسلامية السّنخ قوية منبثقة بلا تكلف من أصول معانيه وعواطفه وانفعالاته…، لا عجب من استكثار صلاح من الشواهد والإشارات الدالة على تأثره بثقافة السيرة والدين ونوادر الأدب العربى. فقد نشأ في دار ثقافة إسلامية. وكان أبوه رحمه الله من أساتذة العربية والدين معلمًا شديد التقوى غضيض الطرف معروفًا بذلك مشهودًا له فيه: ( موقع أبو جبيهة منتدى الشعر والخواطر.( 2009م).بروفيسور عبد الله الطيب يكتب عن الشاعر صلاح أحمد إبراهيم ، تم الدخول على المواقع بتاريخ11/ 8/ 2023م).
رابعًا: نتاجه الأدبي
رفد المجذوب المكتبة العربية بعدد من الأسفار في شتى ضروب الأدب، والدراسات النقدية، والتاريخ، والفكر والثقافة، وفسر القرآن الكريم على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وكان له حضورًا متميزًا في أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، ونالت المكتبة العالمية حظها من نتاجه الأدبي؛ إذ تم ترجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات عديدة، وله أيضا مؤلفات باللغة الإنجليزية منها كتابه التماسة عزاء بين الشعراء.صدر عام 1970م، والكتاب في مجمله خواطر،وضم بين دفتيه قراءات في الشعر الإنجليزي والعربي.
الملحق المرفق في نهاية البحث جاء يحمل عنوان مكتبة المجذوب الأدبية والفكرية والثقافية يوضح نتاجه الأدبي والفكري وما رفد به المجذوب المكتبات السودانية والعربية والعالمية. وذلك حسب ما وقفت عليه بعد البحث والتنقيب.
صفوة القول وخلاصته في هذا المحور:المجذوب شاعر بدوي قح أتي في عصر الحداثة ، اطلع على ثقافة عصره وزواج بينها وبين مخزونه الأدبي وإرثه الثقافي ،وحافظ على هيكل القصيدة العمودية شكلًا ووزنًا ومضونًا، معجم المجذوب الشعري موغل في البدواة، ألفاظه سلسلة أبعد ما تكون عن الحوشية والمفردات النابية، وقد يستعصي فهم بعضها على بعض محبي الأدب ومتذوقي الشعر لقصور في معاجهم اللغوية وبعدهم عن بنت الصحراء القحة. :” وكان إذا ألقى القصيدة من الشعر العربي. حتى الجاهلي منه العصي الفهم ألقاها بطريقة يطرب لها المستمعون”(الطيب. صفية عبد الرحيم.( 2022م).مجلة العلماءالأفارقة، العدد 5).كذلك ترجمته لكتاب أندروكليس والأسد 1954م وغيره كثر.
النثر المجذوبي لا يخلو من سحر أخاذ، وقد أجمل طه حسين عندما وصف أسلوبه في تقديمه لكتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها بقوله :” أخصّ ما يُعجبني في هذا الكتاب، أنه لاءم بين المنهج الدقيق للدراسة العلمية الأدبية، وبين الحرية الحرّة التي يصطنعها الكتاب والشعراء، حين ينشئون شعرًاً أو نثرًاً، فهذا الكتاب مزاج من العلم والأدب جميعاً، وهو دقيق مستقص حين يأخذ في العلم كأحسن ما تكون الدقة والاستقصاء، وحر مسترسل حين يأخذ في الأدب، كأحسن ما تكون الحرية والاسترسال. وهو من أجل ذلك يُرضي الباحث الذي يلتزم في البحث مناهج العلماء، ويُرضي الأديب الذي يرسلنفسه على سجيتها، ويخلِّي بينها وبين ما تحبّ من المتاع الفني، لا تتقيد في ذلك إلا بحسن الذوق، وصفاء الطبع، وجودة الاختيار”( المجذوب. ( 1989م). ص 8.)
المبحث الثالث
المجذوب من رواد شعر التفعيلة
تباينت الآراء وتضاربت حول ريادة شعر التفعيلة، ومهده الذي ولد فيه، وبداياته الأولى، وأول من نظم في هذا الضرب من ضروب الشعر العربي؛ الذي ولد في العصر الحديث في عشرينيات القرن الماضي. وكاد جُل نُقاد الشعر العربي الحديث أن يعقدوا رآية شعر التفعيلة أو الشعر الحر أو الشعر المرسل للشاعرة العراقية نازك الملائكة، ويليها الشاعر العراقي بدر شكر السياب.
بنظرة فاحصة لتاريخ قصيدة التفعيلة التي ذاع صيتها والموسومة بعنوان الكوليرا للشاعرة العراقية نازك الملائكة التي جاءت على وزن بحر المتدارك( فعل ٌ فعلٌ فعلٌ فعلٌ ) نجد عام 1947م شهد ميلاد هذه القصيدة؛ أي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تفاعلت الشاعرة مع هذا المرض الفتاك الذي أبكى العيون وأدمى القلوب وحصد الأرواح وأنشدت:الصفراني،محمد بن سالم،(1921م)،صحيفة القبلة السعودية.العدد رقم 519.
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
فى عُمْق الظلمةِ، تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
فى كل فؤادٍ غليانُ
فى الكوخِ الساكنِ أحزانُ
فى كل مكانٍ روحٌ تصرخُ فى الظُلُماتْ
كما عقد النقاد الريادة للشاعرة نازك الملائكة، جاء بعدها مباشرة أو متزامنًا معها الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، الذي طرق باب الشعر الحر بقصيدته الموسومة بعنوان هل كان حبًا والتي يعود تاريخ نشرها إلى 1947م.الصفراني،محمد بن سالم،(1921م)، صحيفة القبلة السعودية.العدد رقم 519.
هل تسمين الذي ألقى هيامًا؟
أم جنونا بالأماني؟ أم غراما ؟
ما يكون الحب؟ نوحًا و ابتساما؟
أم خفوق الأضلع الحرى إذا حان التلاقي
وإذا تأملنا في تاريخ الشعر العربي الحديث نجد أن الشاعر والأديب السوداني عبدالله الطيب المجذوب أنشد في ابريل 1946م قصيدته التي جاءت تحمل عنوان الكأس التي تحطمت:
أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
ذاك الفندق الشامخ في ليدز
ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
ذاك الهائل المرعب إذ كُنا معا
أنت واليانوس والأخرى التي
تصحب ايانوس
والأبصار ترمينا بمثل الرشقات
وسهاماً حانقات
فجلسنا في قصيٍ ثم قُمنا
وجلسنا في قريبٍ
زاخرٍ بالنور ضاح
نتاسقى روح إيناس وراح
وجدالٍ جِدُّهُ كان مِجَنّاً للِمِزاح والمراح
فوددنا لو مكثنا هكذا حتى الصباح
عليه قصيدة الكأس التي تحطمت كانت سابقة لقصيدة الكوليرا ولقصيدة هل كان حبًا ، لكن عاف عبد الله الطيب هذا الضرب من الشعر الذي لا يعبأ بالقافية، ولا يقيم لها وزنًا ولم يقبل شرف ريادته لعشقه للشعر العمودي المشطر، وحرصه على الشعر الكلاسيكي. وقوافيه التي تحمل بين طياتها الجرس الموسيقى أو الإيقاع الذي يفرق بين المنظوم والمنثور.
وللمجذوب قصيدة أخرى عود تاريخ ميلادها إلى ديسمبر/ 1945م يقول فيها:( موقع سودانبز أون لاين، بتاريخ 24 يوليو 2013م ، براعة في اللغويات وعقل حاشد بالمعارف يتحدث عن عبد الله الطيب.تم الدخول بتاريخ 25/ 7 / 2023)
هذه لندن إذ نحن صرنا
من بني لندن فلترو عنا
يوشك اللب بها ان يجنا
هي كالبحر وأمواجه
أما الشاعر السعودي محمد حسن العواد فقد سبق المجذوب؛ عندما وضع اللبنات الأولى لهذا الضرب من ضروب الشعر في العصر الحديث. عليه كانت أرض الحجاز هي المهد الأول لشعر التفعيلة على يد الشاعر محمد حسن عواد،كما ورد في صحيفة القبلة السعودية، وكان أول شعر تفعيلة يشهده تاريخ الأدب العربي على مر العصور، وهكذا وضع العواد لمسة جديدة في جبين الأدب العربي
الحديث بباكورة نتاجه في شعر التفعيلة أو في الشعر الحر بقصيدته التي يستهللها بقوله:(صحيفة القبلة السعودية.العدد رقم519.)
نهضتي
أنت فخري
أنت ذخري
بك قدري
يعتلي، فوق السماك الأعزل،
لك قد آثرت في عمري احتساء العلقم
بكِ دوما
فقت قوما
عرفوا معنى الحياة
فانشلينا
وارفعينا
في الورى أرفع جاه،
نحن قوم نعتلي تحت ظلال العلقم
فند المجذوب الجدل الذي يدور حول ريادة الشعر بقوله:”هذا الشعر الحديث أدَّعى اختراعه والسبق إليه جماعة. ادعت نازك الملائكة السبق إليه واختراعه فيمن سبقوا إليه أو اخترعوه. وهذا عجيب؛ لأنها استشهدت بأبيات الناقوس المنسوبة إلى على كرَّمَ الله وجهه:
يا ابن الدنيا مهلاً مهلاً …، ويختم المجذوب حديثه “يكون على هذا سيدنا علي اخترع وزن التفعيلة لا نازك”الموقع الالكتروني لصحيفة الصيحة .(نوفمبر 2019م) . مقدمة ديوان نحن والردى . تم الدخول بتاريخ 11/ 8/ 2023م.
وقصيدة الناقوس التي أشار إليها المجذوب نصها كالآتي:(الأمالي – الشيخ الصدوق ص 295)
لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا،
إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا،
واستهوتنا واستغوتنا،
يا بن الدنيا مهلا مهلا،
يا بن الدنيا دقا دقا،
يا بن الدنيا جمعا جمعا،
تفنى الدنيا قرنا قرنا،
ما من يوم يمضي عنا إلا أوهى منا ركنا،
قد ضيعنا دارا تبقى،
واستوطنا دارا تفنى،
لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا.
نستخلص أن عشرينيات القرن الماضي شهدت ميلاد شعر التفعيلة وأول من نشر قصيدة على مستوى الصحف السيارة هو محمد حسن عواد، ويليه عبد الله الطيب، وأول من نظم هو الشاعر أحمد باكثير الحضرمي الأصل المصري الجنسية كان هو الأسبق على الإطلاق من ناحية النظم، لكنه لم ينشر ما جادت به قريحته، وبهذا نجد أن العواد حاز على قصب السبق ومن المفترض أن تُعقد له الرآية.
لقد عافت شاعرية المجذوب المرهفة شعر التفعيلة أو الشعر الحر؛ لأنه تمرد على بحور الخليل،وهكذا ظل وفيًا للشعر العمودي. ولخص المجذوب عشقه للشعر العمودي وفلسفته في هذا المحور بقوله:( المجذوب، عبد الله الطيب.( 1957م).مجلةدعوة الحق. العدد 173.)
والشعر أنظر في تجويد اشطره
للناقدين، إذ التجويد من همي
قوله كذلك: (المجذوب. ( 1976م). ص 51. )
وقد نظمت قريض الشعر، أحسنه
والدهر يعجب من صوتي وإفصاحي
مما سبق نستنتج: أن ريادة شعر التفعيلة لم تكن لنازك أو السيباب ، أما من ناحية السبق إلى النشر الراية تعقد لأحمد حسن العواد فقد نظم ونشر، يليه عبد الله الطيب، بينما نظم أحمد باكثير ولكنه لم ينشر. وهكذا خلصت الدراسة إلى أن أقطاب شعر التفعيلة من ناحية السبق إلى النظم والنشر هما أحمد حسن العواد يليه عبد الله الطيب.
الخاتمة
- العلامة عبد الله الطيب المجذوب من العلامات الفارقه، بل حجر الزاوية في الأدب المعاصر، وهو موسوعة علمية ومدرسة متكاملة في شتى العلوم والمعارف. وثروة وطنية و قومية وعالمية، وما زال وسيظل روضا أنفًا، على الرغم من الدراسات التي تناولت سيرته وأدبه وفكره، لكن هنالك العديد من المحاور تحتاج إلى سبر أغوارها.
- تركت البيئة المحلية بكل تفاصيلها وألوان طيفها بصماتها الطيبة في وجدانه وتكوينه الفكري.وهو شاعر بدوي قح أتي في عصر الحداثة، ولم يتنكر لتراثه الأدبي والفكري. واحتل الصدارة من بين أبناء الضاد الذين تعلموها ودرسوها وأغرم بها؛ لأنه عرف أسرارها وسر جمالها. وأهلته للعالمية. وجعلته يتصدر كل المحافل والمنابر حيثما حل.
- كان الأديب عبد الله الطيب المجذوب شاعرًا مطبوعًا وخطيبًا مفوهًا. تناول الموضوعات الشعرية التي سبقه إليها أسلافه من فحول الشعراء، وطاف بالكلمة وحلقه بها في فضاءات عديدة ومتباينة، وأعاد إليها ماضيها التليد. قصائده عكاظية في معناها ومبناها.وشعره اتسم بالقدم والحداثة في آن واحد.
- تفردت مدرسة المجذوب الشعرية بمفرداتها القحة واستمد صورها من عمق التراث العربي، وعلى الرغم من مواكبته لعصره وانفتاحه على ثقافات عديده وقرضه للشعر الأوربي بلسان أهله؛ لكنه ظل عاشقًا وفيًا لبنت الضاد وعروس الشعر وبحور الخليل والشعر العمودي.
- لم تكن ثقافته الغربية خصما على نتاجه الأدبي، بل كانت إضافة حقيقة، والدليل على ذلك كتاباته الفنية باللغة الإنجليزية ،ونقده لإعلام الكتاب والأدباء الأفرنجة.
- كان عبد الله الطيب من أوائل الذين حاولوا التمرد على هكيل بناء القصيدة العربية القديمة ونظامها العروضي ووزنها وبعض تعابيرها ؛وكان ذلك بدافع الحداثة مع المحافظة على رونقها وموسيقاها، لكن نفسه عافت ذلك النوع من الشعر ( التفعيلة)؛ لأنه على قناعة تامة أنه كان خصمًا على جمال القصيدة العربية القحة وعمودها المشطر؛ لأنه شوه ملامحها ومسخها.
- لم يكن المجذوب من أنصار المدرسة القديمة فقط أو أتباعها، بل كان حجر الزاوية فيها ومن أهم ركائزها، وعض عليها بالنواجذ، وقدم الشعر العربي على الشعر الأوربي وأثبت ـــ عن علم ودراسة ودراية تامة ـــ أن العديد من شعراء الأفرنجة قد تأثروا بالشعر العربي أمثال دانتي ومارفيل ووليام بليك، وغيرهم من الذين اتخذوا من الرومانسية مطية، ووعاءا للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم.
- صفوة القول وخلاصته: نال المجذوب العديد من الجوائز وكانت أكبر جائزة في مسيرته العلمية والعملية عشق بنت الضاد له، وفخر العروس الشعر به، ما تناولته الدراسة ما هو إلا غيض من فيض، وما زال هنالك الكثير ، وما ورد بين طيات الدراسة من نظمه ونثره ما هو إلا نتف يسيرة جدًا، لأن المقام لا يسمح بأكثر من هذا وذلك مراعاة لضوبط المؤتمر.
المقترحات:
أقترح عقد ندوات شهرية تتناول سيرة العلماء والأدباء،حتى يستفيد الناشئة من أسلوبهم ونهجهم في الكتابة الإبداعية. كذلك تساعد مثل هذه الندوات واللقاءت الفكرية في النهوض بالأدب والسمو بالحس الأدبي والذوق الفني للعامة والخاصة .
التوصيات
1.الأمة العربية والإسلامية أنجبت ــــ وما زالت ــــ العديد من العلماء في شتى ضروب العلم والمعرفة، وفي مضمار الأدب، لا نستطيع أن نحصيهم عدا؛ لذا لابد من الاهتمام بهذه الكنوز النفيسة ولفت الانتباه إلى أعلام الأدب المعاصر، حتى يتَبَوَّءُوا المنزلة التي تليق بهم بين الأدباء العالميين، وبهم يسمو أدبنا العربي إلى مصاف الآداب العالمية؛ التي استثمرت علومنا ومعارفنا ووظفتها لترتقي وتزدهر، ومما لا شك فيه أن من آليات النهضة والتقدم الاهتمام باللغة والأدب وبهما تسمو الأمم والشعوب، وتُبنى الحضارات.
2 ـ العلامة عبد الله الطيب المجذوب من أعلام النهضة الأدبية في العصر الحديث، ومن رواد مسيرة الأدب المعاصر، ومن مفاخر الأمة العربية والإسلامية، وهو سجل ضخم متعدد الصفحات ضم بين دفته شتى ضروب العلم والأدب؛لذا لابد من تضافر الجهود للمحافظة على إرثه الفكري والثقافي والأدبي، ولفت انتباه المسؤولين والباحثين وطلاب العلم إلى البحث والتقيب في نتاجه العلمي والأدبي،. وذلك بإعادة طبع ما نفد من مؤلفاته وطباعة ما هو مخطوط، والاهتمام بنشر مؤلفاته وإتاحتها للباحثين وطلاب العلم. وعلى مؤسسات التعليم المختلفة تشجيع الطلاب لدراسة أدب المجذوب وفكره ونهجه في الكتابة وأسلوبه.لأنه مدرسة متكاملة.
ثبت المصادر والمراجع
أولا: مؤلفات المجذوب التي اعتمدت عليها الدراسة
- الدواوين الشعرية : المجذوب، عبد الله الطيب ــــ
- ( 1976 م).ديوان أغاني الأصيل. جامعة الخرطوم للنشر، الخرطوم ، السودان.
- (1957م). ديوان أصداء النيل. دار المعارف، مصر.
- الكتب: المجذوب، عبد الله الطيب.
- ( 1971م). كتاب التماسة عزاء بين الشعراء. الدار السودانية للنشر ، السودان.
- ( 1983م) من نافذة القطار. وزارة الإعلام والشئون الاجتماعية، لجنة التأليف والنشر. السودان.
- (1983م). من حقيبة الذكريات. دار جامعة الخرطوم للنشر، السودان.
- ( 1989م).المرشد إلى فهم أشعار العرب. الناشر مطبعة حكومة الكويت ، الكويت.
ثانيا: المصادر والمراجع
- امرؤ القيس، ابن حُجر بن الحارث .(1984م ).ديوان امرؤ القيس.القاهرة: دار المعارف.
- الجرجاني، أبو بكر عبد القاهر.( 1983م). أسرار البلاغة.الأردن: المسيرة للنشر.
- الخطفي، جرير بن عطية.( 1986م).ديوان جرير، بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر.
- ركهارت، جون لويس.( 2007م). رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان. ترجمة ( اندرواس، فؤاد).مصر: المجلس الأعلى للثقافة.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين .( 2009م) . أمالي الصدوق. بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
- قاسم ،عون الشريف.(1996م). موسوعة القبائل والأنساب في السودان وأشهر أسماء الأعلام والأماكن.الخرطوم:الناشر شركة أفر قراف للطباعة والتغليف.
- ابن منظور، محمد بن مكرم.(2000م). لسانالعرب. لبنان: دارصادر للطباعةوالنشر.
- حسين ، طه.(2013م). من أدبنا المعاصر.المملكة المتحدة: مؤسسة هنداوي.
ثالثًا: المجلات العلمية
- شوشوة، فاروق . (سبتمبر 2022م). مجلة العربي. العدد 552.
- من جوانب الحركة الشعرية في السودان الخصائص الجمالية في شعر عبد الله
الطيب”(1957م).مجلة دعوة الحق، العدد173.
- الصفراني، محمد بن سالم.(1921م). صحيفة القبلة السعودية، العدد 519.
- الطيب، صفية عبد الرحيم .( 2022م). مجلة العلماء الأفارقة، العدد 5.
- الغنيم،عبد الله يوسف.( نوفمبر 2004م). مجلة العربي، العدد 552.
- المجذوب، عبد الله الطيب. (مايو 1975م). مجلة مجمع اللغة العربية، العدد35.
- المجذوب، عبد الله الطيب .( مايو 1952م). مجلة الثقافة، العدد 700. الصفحات 21 ــ 24.
- لوريمير. ف،( يونيو1936م). مجلة السودان، العدد 19.
- رابعًا: المواقع الإلكترونية
- موقع الانطولوجيا. ( 17/ 2/ 2021 م) . الأرض الخراب والشعر العربي القديم، في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب، تم الدخول 15/ 7/ 2023م.
- موقع الانطولوجيا.( 31/ مايو 2021م).عبد الله الطيب رجل في عصر وعصر في رجل،تم الدخول 20/ 7/ 2023م.
- موقع سودانبز أون لاين.( 24 يوليو 2013م ).براعة في اللغويات وعقل حاشد بالمعارف، تم الدخول 15/ 7/ 2023م.
- موقع سودانيز أون لاين.( 30 يوليو2003م ). أندروكليس والأسد، تم الدخول بتاريخ 31/ 7/ 2023م.
- موقع سودانيز أون لاين( فبراير2018م).خطبة عبد الله الطيب في مجمع اللغة العربية بمصر15/ 7/ 2023م.
- موقع سودانايل .(2010م) .أبو العلاء شاعرًا ، تم الدخول بتاريخ30/ 7/2023 م.
- موقع واي باك مشين .(2012م). مجاذيب الدامر، تم الدخول بتاريخ30/ 7 2023م.
ملحق
مكتبة المجذوب الأدبية والفكرية والثقافية:
يبين هذا الملحق ما رفد به المجذوب المكتبات السودانية والعربية والعالمية،( الطيب. صفية عبد الرحيم.( 2022م).مجلة العلماء الأفارقة. العدد 5.)
- الكتب
- تفسير القرآن الكريم
تفسير جزء عم .1970 ـــ 1986م. | · |
تفسير جزء تبارك.1988م. | · |
تفسير جزء قد سمع .1993م. | · |
تفسير القرآن الكريم مع تلاوة المقرئ الشيخ صديق أحمد حمدون، ثم مع قراءة الشيخ إبراهيم كمال الدين، مسجّل بالإذاعة السودانية (مع الشيخ صدّيق أحمد حمدون، من 1959 ـــ 1969م). وقد سجّل في تشاد، ومالي، وفي الأذاعات الصومالية، والموريتانية، ومكتبة الكونغرس الأمريكي. | · |
- الدواوين الشعرية
1957م.أصداء النيل | · 1 |
القصيدة المادحة ومقالات أخرى (برق المدد بعدد وبلا عدد) 1964م | · 2 |
اللواء الظافر 1968م. | · 3 |
بانات رامة 1968م. | · 4 |
بين النير والنور “شعر ونثر”.1970م. | · 5 |
التماسة عزاء بين الشعراء “شعر ونثر”1970م. | · 6 |
سقط الزند الجديد 1976م. | · 7 |
أغاني الأصيل 1976م. | · 8 |
أربع دمعات على رحاب السادات 1978م. | · 9 |
- المسرحيات الشعرية
زواج السمر ١٩٥٨ | · |
الغرام المكنون ١٩٥٨ | · |
قيام الساعة ١٩٥٩ | · |
نكبة البرامكة د. ت. | · |
- المقالات
أندروكليس والأسد “مترجمة”. 1954 | · |
مقالات في السودان في وثائق ومدونات باللغة الإنجليزية بعنوان “عادات السودان المتغيرة” | · |
مجلة دراسات أفريقية “هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ” بتاريخ 18 يناير 1998م | · |
مقال في الموسوعة البريطانية عن محمود عباس العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي والأدب العربي. 1961،1960 | · |
هجرة الحبشة وما وراءها (مجلة الدراسات الإفريقية ) 1998م | · |
- المحاضرات:
حاضر المجذوب في العديد من المنابر منها الإذاعة ذاعة السودانية، و برنامج سيَر وأخبار ــ تلفزيون السودان)، (شذرات من الثقافة ــ تلفزيون السودان)، (خواطر عن اللغة العربية وتعليمها)، (محاضرات مجمّع اللغة العربية بالخرطوم)، (محاضرات عن الطبّ عند العرب ــ كلية الطب بجامعة الخرطوم)، (محاضرات عن: الصيدلة عند العرب ــ كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم)، (محاضرات عن: عِلم الإدارة العامة ــ اتحاد طلّاب جامعة أم درمان الإسلامية)، وله مشاركات في الدروس الحسنية أمام جلالة ملك المغرب،ومحاضرة عن المجامع اللغوية ودورها في حفظ اللغة العربية ونشرها في السودان ــ كلية اللغة العربية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية)، (محاضرة عن: الهجرة النبوية ــ مؤسسة شمبات الثقافية الاجتماعية)، (محاضرات في السيرة النبوية) د. مهدي علاَّم في كتابه (المجمعيون في خمسين عاما) (1984م) تسعة عشر موضوعا مما نشر للدكتور الطيب بمجلة المجمع, خلافا لما نشر وقد يكون هنالك الكثير، لكن هذا ما وقفت عليه من خلال البحث والتنقيب من نتاجه. نشر الطيب مقالاته الأدبية والفكرية في العديد من المجلات العربية منها: (الثقافة)، (الآداب)، (المناهل)، (الدوحة)، (فصول)، (العرب)، (مجلة المجمع العلمي العربي)، (القاهرة)، كما كتب مقدمات للعديد من الكتب والمؤلفات الفكرية والأدبية.
- مخطوطات لم تنشر بعد
نغمات طروب | · |
وصف جزيرة توتى للتجانى يوسف بشير. | · |
زمهر (مسرحية) | · |
ملقى السبيل | · |