نوفمبر 22, 2024 7:11 م
1

م.د. ورقاء عبد السلام عبد الوهاب

كلية الحقوق / جامعة النهرين / العراق

dr.warqaa-abd@law.nahrainunive.edu.iq

96407709229254

 

الملخص

يُعدّ العقل  مقصد شرعي؛ لأنه الآلة للفهم والحامل للأمانة، وهو المحل للخطاب وللتكليف فلا استقامة لحياة البشر من دونه ، ولأهمية العقل فقد ذكره الله تعالى بمشتقاته ما يقارب الخمسين مرة فضلا عن ذكر مرادفاته في مواضع عديدة من كتابه العزيز.

إنّ القوة الإدراكية للعقل تقوى وتضعف على حسب استخدامها  فتقوى بتنميتها بالعلم والتدبر والتفكر ، وتضعف وتُعطَّل بكل ما يؤثر بها سلبًا كالسكر والمخدرات والجنون وبكل ما يؤثر على العقل من الشذوذ الفكري . والعالم يمرّ  في مرحلة من مراحل من إنكار للخالق ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة والفطرة الصحيحة ، فالهدف الأول لمثل هذه الأفكار الشاذة  هو الدين والأخلاق . ومن أسباب انتشار مثل هذه الأفكار هي العدوى الإجتماعية فتنتقل السلوكيات والأفكار بين الأشخاص فهو يشبه العدوى بانتقال الأمراض في علم الطب. لذلك سيتم عرض جانب من هذه المفسدات المعنوية والتي تؤثر على العقل وهي بعض الأفكار الشاذة :الإلحاد والكلاب البشرية .ومن ثم بيان أهم النتائج التي تم التصل إليها.

  الكلمات الإفتتاحية : العقل ، الفكري، المقاصد ، الشذوذ ، الإلحاد

Preserving the mind and its relationship to intellectual abnormalities

Ph. D. Warqaa Abdulsalam Abdulwahhab

College of Law_ AL_Nahrain University / Iraq

Abstract.

The mind is considered a legitimate goal; Because it is the instrument of understanding and the bearer of trust, and it is the place of discourse and assignments, there is no integrity in human life without it, and because of the importance of the mind, God Almighty has mentioned it and its derivatives nearly fifty times, in addition to mentioning its synonyms in many places in His Mighty Book.

The cognitive power of the mind is strengthened and weakened according to its use. It is strengthened by developing it through knowledge, contemplation, and contemplation. It is weakened and disabled by everything that negatively affects it, such as drunkenness, drugs, insanity, and all intellectual abnormalities that affect the mind. The world is going through one of the stages of denying the Creator, spreading vice, and fighting virtue and correct nature. The primary target of such deviant ideas is religion and morals. One of the reasons for the spread of such ideas is a social contagion, whereby behaviours and ideas are transmitted between people. Contagion is similar to the transmission of diseases in medical science. Therefore, an aspect of these moral corruptions that affect the mind will be presented, which are some deviant ideas: atheism and human dogs. Then, the most important results that have been reached will be explained.

keywords: mind, intellectual, purposes, abnormality, atheism

المقدمة

الحمد لله الذي خلق الإنسان وخصّه بالعقل وأقامه خير مقام  والصلاة على سيدنا محمد خير الأنام  أما بعد :

لقد تطورت الأساليب في عصرنا الراهن لإفساد العقل بصور شتى ، منها الحسية ومنها المعنوية ، ونرى أن التركيز والاهتمام الأكثر على المفسدات الحسية لحماية للعقل من جانب العدم ولم يولوا المفسدات المعنوية هذه الأهمية ولا سيما استعمال الغرب لكل اطرق والأساليب الحديثة والأفكار الشاذة لإضعاف العقل  أو إزالته  على حساب كل القيم والمعتقدات والأعراف الاجتماعية لذلك كان لابد من بيان بعض هذا الأفكار للتحصين من ذلك  ؛ لأنّ العقل الذي يصان من المفسدات المعنوية من الصعب عليه أن يستجيب للمفسدات الحسية .في حين من السهولة استجابة العقل للمفسدات الحسية إذا أُفسِد بالمعاني والأفكار الشاذة

إنَّ البقاء على العقل مقصد شرعي؛لأنه به كُرِّم الإنسان وهو أشرف صفاته  فهو الآلة للفهم والحامل للأمانة، وهو المحل للخطاب وللتكليف، ( الغزالي.1971م، ص.160). قال تعالى: }إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ{ (الأحزاب : الآية 72) ، وقد وردت أقوال عِدَّة في معنى الأمانة فقد فسَّرت بالطاعة وقيل : الأمانة هي : الفرائض، ومنهم من أضاف إلى الفرائض في تفسيره للأمانة الدين والحدود  ،وغيرها من الأقوال  وكل ذلك يبيّن  بأنّ معنى الأمانة هو التكليف ، قال ابن كثير(774ه): ” وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها بل متفقة وراجعة إلى أنها التكليف وقبول الأوامر والنواهي بشرطها ” (ص.431) وذلك بالامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.والعقل هو مناط التكليف.

إنّ حفظ العقل يعني المحافظة على الأجهزة المادية كالجهاز العصبي والمخ عن طريق الابتعاد عن كل ما يعمل على الاتلاف له من مسكرات ومخدرات ، وعلاج الأمراض العصبية والنفسية والعقلية التي قد تطرأ عليه .ولقيام العقل بوظائفه لا بد من اكتساب المهارات والمعارف وكذلك اجتناب كل ما يؤدي إلى تعطيل وظيفة العقل أو عدم عملها بالطريقة الصحيحة كالتقليد الأعمى واتباع الهوى .(عطية ،(د.ت) ، ص.144)

أهمية البحث :

  • جاءت الشريعة الإسلامية لمصلحة العباد ويقصد بالمصلحة المحافظة على مقاصد الشارع من الخلق ،فكل ما يحفظ هذه الأصول فهو يُعدّ مصلحة ، وكل ما يفوتها يُعدّ مفسدة وهذه المقاصد هي : حفظ الدين ،والنّفس، والعقل ،والنّسل ،والمال. ومن هنا برزت أهمية هذا البحث كونه مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية .
  • إنّ للعقل أهمية كبرى لارتباطه الوثيق بالتكاليف الشرعية ؛ فلا يمكن للمجتهد من فهم النّص والتمكن من استنباط الحكم دون فهم المقاصد الشرعية ، كما أنّه الأداة لهذا الفهم.
  • تكمن أهمية البحث في بيان أثر التلوث الفكري على حفظ العقل من خلال عرض بعض الأفكار الشاذة.
  • الحدّ من الإنحرافات الفكرية ولاسيما عند الشباب بعد انتشار الغزو الفكري بوسائل التواصل الألكتروني والإعلام على نشر مثل هذه الأفكار.

إشكالية البحث :  تبرز اشكالية البحث بالإجابة عن الأسئلة التالية:

  • ماهية العقل وأهميته.
  • ماهية الشذوذ الفكري.
  • ما علاقة العقل بالشذوذ الفكري لظاهرة الإلحاد.
  • ما علاقة العقل بالشذوذ الفكري لظاهرة الاستكلاب.
  • ما هي الحلول للحفاظ على العقل من هذه الأفكار الشاذة.

أهداف البحث: يهدف البحث إلى بيان أهمية العقل والذي به ميز الإنسان وكرّمه عن باقي خلقه،كونه مناط التكليف ، كما يهدف إلى بيان بعض المفسدات المعنوية التي تخرج العقل عن فطرته السليمة التي فطره الله الانسان عليه ؛ لأنّ العقل هو الأداة للفهم والاستنباط ، وهو المحل الذي عن طريقه يحصل الإبداع والارتقاء بالأمة ؛ لذلك كان لا بد من بيان ما يحرفه عن عمله أو ينتكس به ويخرجه عن وظيفته الأصلية ، وكيفية حفظه فحفظه ضرورة  لا نّ الحياة الناس لا يمكن أن تستقيم بدون ذلك .

منهجية البحث: المنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج الوصفي لبيان المعاني مفردات البحث والمنهج التحليلي والمنهج الاستقرائي للنصوص وأقوال علماء المقاصد فيما يتعلق بموضوع البحث .

خطة البحث:  اقتضت هيكلية بحث (حفظ العقل وعلاقته بالشذوذ الفكري) أن يفتتح بمقدمة اتبعتها  بمبحثين فخاتمة .

المبحث الأول: بيان ماهية مفردات البحث وجاء على مطلبين : بيّنت في المطلب الأول ماهية العقل وأهميته ، ثم وضحت في المطلب الثاني  ماهية الشذوذ الفكري . أما المبحث الثاني: حفظ العقل من الأفكار الشاذة ، وقد بيّنت في هذا المبحث بعض الأفكار الشاذة  المتعلقة بالحفظ المعنوي للعقل والمنتشر في هذا العصر لذلك اقتضت الهيكلية للبحث أن يكون هذا البحث على مطالبين : بيّنت في الأول منه ظاهرة الإلحاد وعلاقتها بالشذوذ الفكري ، أما المطلب الثاني فقد تم بيان ظاهرة الإستكلاب وعلاقتها بالشذوذ الفكري، ثم  جاءت خاتمة البحث بذكر النتائج والتوصيات.

المبحث الأول

ماهية مفردات البحث

لقد شّرَّف الله تعالى الإنسان وكرّمه على سائر مخلوقاته وسخَّرَّ له جميع له ما في السموات والأرض ، فحكمة الله تعالى اقتضت أن يقسّم المخلوقات على أقسام أربعة باعتبار العقل والشهوة : القسم الأول: له عقل وليس له شهوة وهم الملائكة ، والثاني: له العقل والشهوة وهو الإنسان ، والثالث: لا عقل له وله شهوة وهو الحيوان، والرابع : ليس له عقل وليس لديه شهوة وهو الجماد .  والإنسان هو خليفة الله في الأرض لقوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (سورةالبقرة:الآية30) لذلك كان وسطًا بين الشريف والوضيع فهو كالملائكة في العقل والعبادات ، وكالبهيمة في الغذاء والشهوة وبذلك جمع له القوتين العقل والشهوة ليتمكن بهما من الخلافة في الأرض وإعمارها ، فلو لم يكن له عقل لما صَلُح للاستخلاف ، ولو لم تكن له الحاجة للشهوة والغذاء لم يتمكن من إعمار الأرض.ومن ذلك يتبيّن مكانة العقل للإنسان فبه يتميز عن غيره ، لذلك اقتضى بيان ماهية العقل وأهميته وبيان ماهية الشذوذ الفكري.

                                                              المطلب الأول  

                                                           ماهية العقل وأهميته.

أولًا: ماهية العقل

العَقل لغة : قال ابن فارس(ت395  : (“العين والقاف واللام أصل واحد منقاس مطرد يدل عظمه على حبسة في الشيء أو ما يقارب الحبسة, من ذلك العقل: وهو الحابس عن ذميم القول والفعل ” (ص .69) فالعاقل هوالذي يحبس النفس ويمنعها  من هواها.

وعَقَلَ مِن بَابِ ضَرَبَ  ،واعتُقل الرجل، أي :حُبِس. واعتُقل لسان الرجل إذا لم يتمكن من الكلام، و تَعقَّل، أي: تَكَّلف العقل. أما تعاقل فيعني من يُري من نفسه العقل وهو ليس به .( الرازي. 1999م ، ص. 215). وعَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقولاً (الفيروزآبادى.2005 م، ص. 1034). والأصل في معنى العَقْل هو: الإمساك والاستمساك،فيقال عقَلَ لسانه:أي : كفّه. ويطلق العَقل ويُراد به القوّة المتهيّئة لقبول العلم، كما يقال للعلم الذي يستفيدمنه الإنسان من تلك القوّة بالعَقْلٌ.( الأصبهاني . 1412 هـ ، ص.577- 578).ويُقال فلان عقل بعد الصبا، أي: قد عرف خطأه ، ويأتي العقل بمعنى عدم القدره فيقال : اعتُقل لسانه في حالة عدم القدرة على الكلام (الزمخشري. 1998 م ،ص. 670) . ويسمى العقل بالحجر لقوله تعالى : {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ }.(الفجر: الآية 5)،كما ويسمى بالنُّهَى لقوله تعالى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى}.(طه: الآية 54)وهما ضد الحمق،ومن معاني العقل الفهم،فيقال:عقل الشيء،أي:فهمه.وجمعه عقول.(ابن منظور.1414هـ ، ص.458).

العَقل اصطلاحًا: اسم العقل ورد اصطلاحًا بتعريفات مختلفة كونه مشترك ويطلق على معان عِدّة ومنها :

  • قال الإمام الجويني(478هـ) : “صفة إذا ثبتت تأتي بها التوصل إلى العلوم النظرية ومقدماتها من الضروريات التي هي مستند النظريات”(ص.19).
  • وقال الغزالي( 505هـ) في تعريفه للعقل :  “ويطلق على من له وقار وهيبة وسكينة في جلوسه وكلامه وهو عبارة عن الهدو، فيقال فلان عاقل أي فيه هدو، وقد يطلق على من جمع العمل إلى العلم”، وقال أيضًا:” ويطلق على الغريزة التي يتهيأ بها الإنسان لدرك العلوم النظرية”(ص.20).
  • قال ابن الجوزي (597هـ) :”العقل غريزة كأنها نور يقذف في القلب فيستعد لإدراك الأشياء فيعلم جواز الجائزات واستحالة المستحيلات ويتلمح عواقب الأمور” (ص.5).
  • “يقال للقوّة المتهيّئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوّة عَقْلٌ” ( الراغب . 1412 هـ ، ص. 577).

-وعُرّف العقل أيضًا  : ” أنه ملكة يتأتى بها درك المعلومات” ( السبكي . 1411هـ ،ص. 17)

ثانيًا : أهمية العقل.

لقد بيّن القرآن الكريم والسّنّة النبوية الشريفة أهمية ومكانة وشرف العقل وضرورة المحافظة عليه وتنميته والارتقاء به ويكون ذلك عن طريق العلم؛ كون العقل هو الآلة التي يتمكن بها تحصيل العلم.ولقد امتدح القرآن الذين يُعملون العقل عن طريق التدبر والاستنباط والتفكر ، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (المجادلة :الآية 11) . وقال صلى الله عليه وسلم: ” ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ” .(مسلم . (د.ت) ، ص. 2074).

فقد حضّت الشريعة على تحصيل العلم وطلبه ؛لأنّه اساس صون العقل والمحافظة عليه مما يعطل عمله وهو الجهل .

وفي المقابل فقد ذمّت الشريعة من يعطل إعمال هذه الآلة والتي خصّ الله بها الإنسان ليميزه عن غيره من مخلوقاته بل شبه الذين لا يعملون عقولهم بالدواب بقوله تعالى : {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (الأعراف: الآية 22).

ولأهمية العقل فقد ذُكرت مادة ( ع ق ل ) في كتاب الله ( 49  ) مرة  ، ولم يرد لفظ ( عقل ) كمصدر ولكن وردت مشتقاته بخمس صيغ في ( 35 ) سورة ، منها ما كان بصيغة الماضي أو بصيغة المضارع وقد كثُر استخدامه بالصيغة الثانية ، كما إنّ أكثرها ورد مسند إلى واو الجماعة وفيما يأتي بيان لما ورد منه : فقد جاءت بصيغة الماضي لمرة واحدة فقط بلفظ ( عَقَلُوهُ)، أمّا المضارع فقد ذُكرت بالجمع المتكلم بصيغة ( نَعقِلُ) لمرة واحدة فقط كما وردت بصيغة المفرد الغائب ( يَعقِلُها) لمرة واحدة أيضًا . وكأثر ما وردت في القرآن فهي الصيغتين:( يَعقِلون ) و ( تَعقِلُون) فقد ذُكرت  الصيغة الأولى ( 22) مرة ، أّما الثانية وهي الجمع المخاطب فقد وردت (24) مرة .(عبد الباقي . 1364، ص. 468).

وما ذكرناه هو مشتقات العقل ووروده في القرآن الكريم ، وهناك مرادفات للعقل استخدمها القرآن كثيرا منها :

-اللّب: وردت (16) مرة . بين العقل واللبّ عموم وخصوص مطلق ، قال الراغب (502هـ): “اللُّبُّ: العقل الخالص من الشّوائب، وسمّي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه، كَاللُّبَابِ واللُّبِّ من الشيء، وقيل: هو ما زكى من العقل، فكلّ لبّ عقل وليس كلّ عقل لبّا “. (ص. 733). فأولوا الألباب هم من اكتملت عقولهم ؛ لأن خلاصة الشيء لبّه .(ابن عاشور . 1984 هـ ، ص. 236)

الفؤاد :  ورد هذا اللفظ مفردًا وجمعًا. قال ابن عاشور(1393هـ) : ” والفؤاد مستعمل في معنى العقل واللبّ”.(ص.80).

  • النُّهى: ورد هذا اللفظ في سورة طه في موضعين بقوله تعالى في ختام كل من الآيتين التي ورد فيهما : }إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى  (طه: الآية 54 ، الآية : 128).والنّهى جمع ومفرده النّهية، وهي العقل الذي ينهى صاحبه عن كل قبيح. ( الراغب . 1412 هـ ، ص. 872).
  • الحِجر : ورد بمعنى العقل مرة واحدة في القرآن ، وسُمِّي العقل حجراً ؛ كونه يمنع صاحبه مما تدعوه إليه نفسه .(الراغب .1412 هـ ، ص . 220 )
  • الحلم : ويقصد بـ ( أَحْلَامُهُمْ ) في قوله تعالى : {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (الطور: الآية 32)

أي :  عقولهم ، فالحلم هو العقل .( ابن عاشور . 1984 هـ ، ص. 64).وغيرها من المترادفات.

 

                                                      المطلب الثاني

ماهية الشذوذ الفكري

الشّذوذ لغة : شذَّ عنه يشذُّ ويشذ شذوذا: انفرد عن الجمهور وندر) ابن منظور . 1414 هـ  ، ص. 494).

والشاذُّ هو المنفرد أومن خرج عن الجماعة وخالف القاعدة أو خالف القياس . أمّاعلم النفس فقد بيّن الشاذ بأنّه ما ينحرف عن القاعدة أو النمط وتستعمل صفة للنمط أو السلوك ، وجمع الشاذ هو شواذ . (مجمع اللغة العربية . (د.ت )، ص. 476).

ويأتي بمعانٍ عِدّة منها : التفرّق ( الزمخشري.1419 هـ ، ص. 499) ، وبمعنى النّدرة ( الفيروزآبادى. 2005 م  ، ص. 334) وغيرها من المعاني.

 

الشذوذ اصطلاحًا : هو كل انحراف عن االطرق الطبيعية  لاشباع الغرائز بمختلف أنواعها . (عطوي . ( د.ت) ص. 140)

تعريف الفكر:

الفِكر لغة : الفِكر هو تردد القلب عن طريق النظر والتدبر من أجل طلب المعاني ، ويقال الفِكر هو الترتيب للأمور في الذّهن للتوصل إلى مطلوب ويكون هذا التوصل إمّا عِلمًا أو ظنًا.( الفيومي . ( د.ت) ،ص. 497).

والفِكر هو إعمال العقل  للوصول إلى المجهول من المعلوم ، وجمعه أفكار.( مجمع اللغة العربية (د.ت) ، ص. 698).

ويُعدّ مصطلح الشذوذ الفكري  من المصطلحات الحديثة ويقصد به : مخالفة الشريعة وارتكاب المعاصي ومخالفة الأعراف . أمّا من الناحية القانونية فيعني مخالفة القوانين وعدم الالتزام بها.( رقية خالد ، 2022م ).

المبحث الثاني

الأفكار الشاذة  المتعلقة بحفظ العقل

إنّ الأفكار الشاذة والتي ينتج عنها السلوك الشاذ حالة طبيعية في المجتمعات الغربية ، ولقد استطاعت هذه القوى الغربية بطرق وأساليب متنوعة وجذَّابة من الغوص في عقول الشباب المسلم عن طريق بث أفكار عديدة  بعيدة عن مجتمعنا الإسلامي وعن تقاليدنا وعن أعرافنا؛ لأنهم على قناعة كاملة  من إمكان الحجر على العقول من خلال ادخال الأفكار الشاذة عليها وزرع الشبهات وفرض التفكير الغربي ورؤيته،وهم بهذا يضمنون لهم التبعية الاجتماعية والثقافية للشباب كما إنّ إنّها تعمل على اشعار ابناء المسلمين بالتبعية والدونية والذي بدوره يؤدي إلى إزالة العقيدة الصحيحة وتغيير فطرتهم السليمة. لذلك كان لابد من الابتعاد عن أصحاب هذه الأهواء والأفكار ، قال أبو قلابة : «لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تحادثوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون»(الأصبهاني.1974م،ص.287 ) لذلك سأبحث بعض الظواهر التي تُعدّ من المفسدات المعنوية للعقل وهي : ظاهرة الإلحاد وظاهرة الكلاب البشرية.

المطلب الأول

ظاهرة الإلحاد وعلاقتها بالشذوذ الفكري

انتشرالإلحاد والنفور من الدين بصورة كبيرة بين الشباب في البلاد العربية والإسلامية ،لتركيز الغرب على الغزو الفكري لهذه الفئة العمرية بالسيطرة على العقول   من أجل تفريغهم من كل القيم الإيمانية والأخلاقية، فقد أدرك الغرب أهمية الحرب الفكرية وسهولتها وامكانياتها البسيطة والنتائج التي يمكن أن تُجنيها إذا ما قورنت بالغزو العسكري في حين أن النتائج الناتجة عن ذلك .لذلك سأبين في هذا المطلب مفهوم الإلحاد وأسبابه :

الإلحاد لغة: (اللام والحاء والدال) هو أصل يعني الميل عن الإستقامة (ابن فارس . 1979م   ، ص.236) وتُعدُّ كلمة الإلحاد كلمة يُراد بها الابتعاد عن الشيء والميل عنه فهي كلمة فصيحة .والمُلحِد هو الذي يعدل عن الحق ويُدخِل فيه ما هو ليس منه، فيقال : ألحد في الدين(الأزهري. 1991 م  ،ص. 430).

مما سبق يتضح إنَّ معنى الإلحاد هو الميل والانحراف.

الإلحاد اصطلاحًا:

-قال الكفوي( 1094هـ): “الإلحاد: الميل عن الحق” (ص.490)

-كما عُرِّف الإلحاد بأنّه : ” الميل عن الحق والانحراف عنه بشتى الاعتقادات والتأويل” .(الدوسري. 1982 م، ص.40)

وقيل هو “هو إنكار وجود ربّ خالق لهذا الكون، متصرف فيه، يدبّر أمره بعلمه وحكمته، ويُجري أحداثه بإرادته وقدرته.“( حَبَنَّكَة . 1991 م ،ص.433)

والملحِد هو كل من انحرف عن طريق الله، وأول التأويل الفاسد الذي يعكس حكم الله تعالى أو تأول الشرائع الإسلامية على عكس ما بيّنه الرسول الكريم ،والمغير لحدود الله تعالى بحجة التقدم والتطور والرحمة، والمشكك في الدين، والذي يتأله بالحب والتعظيم والقبول لمبادئ غير الله تعالى . (الدوسري. 1982 م، ص.40).

ومن أهم الأسباب لانتشار الإلحاد في المجتمع الإسلامي هو :

  • انتشار المنصات العالمية التي تدعو للإلحاد و للادين ولطمس القيم والأخلاق.
  • انتشار الموجة الإلحادية في الغرب لها تأثير على المجتمع الإسلامي للتبعية والتقليد للمجتمعات الغربية.
  • انتشار المسلسلات والأفلام التي تركز على الغرائز والشهوات وعلى الأفكار الإلحادية أو اظهار المسلمين والملتزمين بالتطرف والغلو مما يؤدي إلى النفور من الدين .
  • للإعلام دور كبير في نشر مثل هذه الأفكار الشاذة والتركيز عليها.
  • كثرة الشبهات التي تُثار للتشكيك بالقرآن والسُّنَّة النبوية بل قد تم تكوين مؤسسة تطلق على نفسها اسم ” مؤسسة تكوين الفكر العربي” مؤسسة تكوين عرفت نفسها على أنها تعمل لتطوير الخطاب وفتح الحوار. ولكن في الحقيقة فهي تكونت لهدم الدين والتشكيك فيه بالتشكيك وهدم ثوابت الإسلام.
  • الدور الإعلاميّ: التضخيم الإعلاميّ للقضية والإتيان بملحدين في مناظرات مع باحثين أو شيوخ ضعاف لا يجيدون الرد يؤدي إلى أن يعتنق البعض مذهب الإلحاد.
  • ارتياد كثير من الشباب المسلمة لمواقع التواصل دون التسلح بالعلم ،فعند الحوار مع الملحدين تثار لديهم الشبهات التي تشككهم في دينهم مما يؤدي إلى إلحادهم.
  • الرغبة في التحلل من القيود لاشباع الشهوات بالمتعة المحرمة، فالإلحاد يمنحهم الحرية الجنسية وفعل المحرّمات من دون الشعور بمراقبة الله تعالى.
  • للشباب تساؤلات كثيرة لا يجدون من يجيبهم عليها مما يؤدي إلى كثرة الشبهات لديهم والتي تصبح فيما بعد سببًا لإلحاده .
  • الإنحراف الفكري أساسه عدم بناء المنظومة القيمية للطفل لذلك عند الكبر سيكون عرضه لمثل هذه الأفكار اللإلحادية؛ لأنّ الجانب التربوي لو دور كبير في ذلك .

المطلب الثاني

ظاهرة الكلاب البشرية وعلاقتها بالشذوذ الفكري

إنّ العالم يمرّ  في مرحلة من إنكار للخالق ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة والفطرة الصحيحة  عن طريق الإلحاد والشذوذ ، فالهدف الأول لها هو الدين والأخلاق فيظن أنّه بذلك  قد أصبح متحررًا يفعل ما يريد بعد أن تحرر من عبادة الله تعالى ، ولا يعلم أنّه بفعله هذا قد دخل في عبودية ثانية وهي عبودية عقله القاصر وشهوته الطائشة وماله الزائل فهو بذلك هرب من العبودية لله إلى العبودية لكل شيء.

ومن الأفكار الشاذة التي تدل على ابتعاد الإنسان عن فطرته بعد أن اكرمه الله تعالى بالعقل وكرّمه على باقي خلقه ،أراد أن يعيش بعيدا عن هذا التكريم ورغب أن يعيش حياة الكلاب لاعتقاده الشاذ بأنّ حياة الكلاب أفضل من حياة الإنسان ، وقد يستغرب البعض من ذلك ولكن هذه هي الحقيقة فقد أصبح أعدادهم بالآلاف وهي في تزايد في الغرب مثل بريطانيا وأمريكا واستراليا وكندا وغيرها .فبعد أن تشبعوا من الحريات والشهوانية والحياة المادية بكل ملذاتها التجؤوا  إلى التلذذ بالعيش كالحيوان .

وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم» (مسلم.(د.ت)، ص.12) فقد حذَّر من هذه الأفكار والأهواء .

وقد زحفت هذه الأفكار الشاذة والتي تخرج الأنسان عن آدميته وتشببه بالكلاب إلى المجتمع العربي وبدأت تنتشر بين الشباب  ، فمن كان يتصور أن يكون من الصعوبة في هذا العصر  الحفاظ على الآدمية والحفاظ على العقول من الإنحراف والأفكار  ،فما هي هذه الظاهرة ؟

ظاهرة الكلاب البشرية : وهي ظاهرة يقوم بها أفراد – أغلبهم من الرجال- بأن يختاروا أيعيشون حياتهم بالظاهر كالكلاب فيرتدون الملابس الضيقة الجلدية السوداء أو البيضاء المنقطة بالأسود ،كما يضعون الأقنعة ككلاب ويضيفون ذيلًا ويعيشون كحياة الكلاب بالمشي على أربع وعدم الكلام والاقتصار على النباح، ويلعبون بالألعاب المخصصة للكلاب ، كما وينامون في أقفاص ضيقة للتشبه بهم . (الحسيني .( 2023م ) .برنامج المختصر المفيد) .

ظاهرة الاستكلاب  أو الكلاب البشرية كأي ظاهرة انحرافية بدأت سرًّا ولم تخرج للعالم إلا بعد أن إزداد أعدادها ،وقد بدأت في تسعينيات القرن الماضي الماضي  وأول ماظهرت في لندن ثم انتشرت في بريطانيا والاتحاد الأوربي وكثير من دول العالم . وقد وصلت هذه الظاهرة إلى البلدان العربية فبحسب الإحصائيات وهي احصائيات غير رسمية أي : إنَّ العدد اكبر في الحقيقة فقد وصل إلى أكثر من ألف في مصر وفي السعودية ما يقارب 500 حالة إضافة  إلى وجودها في الجزائر ولبنان وغيرها من الدول. (العلواني.( 2023م ) .برنامج إينغما).

ولقد كانت مثل هذه الظواهر في أول الظهور لها تُعدُّ ظاهرة نادرة وشاذة في الغرب وبعد ذلك انتقلت إلى مرحلة ثانية وهي مرحلة القبول والآن قد وصلت إلى مرحلة ثالثة وهي مرحلة التقنين ، فهم الآن يعملون على سن القوانين الجديدة بعد صياغتها من قبل الطبقة الحقوقية في دول الغرب، فبدأت بالتشريع لهذه الظاهرة من أجل حماية الحقوق لهؤلاء الأشخاص، وتدرج بهذه الصياغة احترام مثل هؤلاء الأشخاص  تحت حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان ، ثمّ تأتي مرحلة التشجيع لمثل هذه التصرفات الحيوانية كمرحلة رابعة.فمثل هذه الظاهرة كانت في بدايتها نكتة ثمّ أصبحت ظاهرة تُشرع لها القوانين. فيرغب الإنسان أن يعيش حياة الكلب على أن يعيش كإنسان ؛ كون الكلاب لها حياة أفضل ، فحياتها مريحة بعيدة عن القلق المستمر ، فليس عليهم أن يعملوا كما أنّها لا تتألم بالمشاكل الانسانية، كما إنّ االكلاب ليس لديهم أي  احساس بالمستقبل فضلًا عن إنّها تنام ( 16 )ساعة في اليوم.(الحسيني.( 2023م ) . برنامج المختصر المفيد).

وقد تم اختيار الكلب على وجه الخصوص لزعمهم بأنّ الكلاب حيوانات أليفة شائعة جدا لذا فالناس لهم دراية بها ويفهمونها . كما يزعمون بأن الكلاب حيوانات اجتماعية ولطيفة ومسلية ،بينما قسم اخر يزعم  بأنّ الكلاب حيوانات مستقلة وقوية  وغيرها من الأسباب. (النجار، (2023م) .ظاهرة الكلاب البشرية) .

وهذا لا يعني الاقتصار على الكلاب بل هو الأكثر انتشارًا ،ولكن قد يتشبه البعض بالخنزير الحيوان النجس والذي ارتبطت حياته بالوحل والقذارة لكن بالنسبة لشباب الغرب يمثل الخنزير الحياة البسيطة المريحةالبعيدة عن ضغوط فقد يدفعون المال للوصول للعيش مثل الخنزير في عطلة نهاية الاسبوع فيأكل كما يأكل الخنزير ثم يتم حبسهم في نهاية اليوم في الأقفاص الخشبية كالخنازير القذرة (الحسيني.( 2023م ) . برنامج المختصر المفيد).

ولكون الغرب دول رأسمالية ومادية فقد بدأ التجار بتوفير كافة المستلزمات لذلك فتم فتح المحلات الخاصة ببيع مستلزمات الحيوانات البشرية ، من أزياء وملابس بألوان متعددة إلى بيع الأذنين والعظام الصناعية والذيل والأطواق ، كما استفادت من تكنولوجيا العصر حيث فعملت على تطوير  شركات أوروبية ملابس الكلاب بحيث تساعدهم هذه الملابس على هز الذيل وتحريك الأذنين .

كما تم ايجاد مدربين خاصين لتدريب الكلاب البشرية على كيفية العيش ككلاب وكيفية النباح ، ثم بدأوا بتنظيم مسابقات للكلاب البشرية لاختيار أفضل كلب بشري. ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على دفع المبالغ الضخمة من أجل اجراء التحولات الجسدية في محاولة لهم للتشبه بشكل الكلب ، بل يقومون بعرض أنفسهم للتبني أو البيع على أنهم كلاب بشرية. (العلواني .( 2023م ) .برنامج إينغما).

إنّ ظاهرة الكلاب ظاهرة غريبة وتثير للاهتمام،وهناك بعض الأسباب المحتملة للانحرف العقلي لهذه الظاهرة منها : (النجار، (2023م) .ظاهرة الكلاب البشرية) .

  • الروتين القاتل في العمل واعتناؤهم بكلابهم  يفكرون في ذلك ففضلوا أن يكونوا كالكلاب ليُعتنى بهم من أن يكونوا كلاباً يعتنى بها أفضل من أن يكونوا كالآلات التي تعمل من دون أي إحساس أو مشاعر؛ لأنّهم  يفتقدون الروحانية فهم يفرغوا عاطفتهم الروحانية بالجنس والمال من أجل تحقيق الملذات الدنيوية الآنية .
  • ومنها الأسباب النفسية الفيسيولوجية ، مثل التنمر فكل من يتعرض لآفة لتنمر لا شك أنّه سيصاب بالاضطراب في اتزان الأفكار لديه وفي ثقته ثقته فيرغبون أن يفرغوا القهر الذي بداخلهم ويكون ذلك ن طريق التشبه بأشكال البهيمية مما ينعكس على شخصياتهم ويظنون أنهم بذلك سيتم تفريغ الطاقة السلبية عن طريق أفعال غير منضبطة سلوكياً.
  • الرغبة في جني الأموال ويؤكد ذلك تحول طبيبة العيون إلى كلبة من خلال منصة التيك توك لغرض جمع الأموال الكثيرة .
  • أو قد يكون الفقر والعوز هو الذي يدفعه لمثل ذلك فيعرض نفسه للبيع أو للإيجار مقابل الأموال.
  • يمكن أن يكون السبب هو نوع من الاحتجاج أو الرد على الظروف المحيطة بهم.
  • أن يكون مرتبط بالألم والإذلال في الطفولة حتى اعتادوه وهذا ما أكده علم النفس. وغيرها من الأسباب.

 

وقد يرد تساؤل لماذا تُتبنى المجتمعات الغربية مثل هذه الأفكار ؟ والجواب على ذلك : هو من أجل ضرب الفطرة البشرية وخلخلة التوازن النفسي ليسهل السيطرة عليهم والتأثير بهم.ويتم ذلك عن طريق تغذية العقول بكافة الوسائل السمعية والمرئية لنشر الضلال والإنحراف ليل نهار بهذه الأفكار عن طريق الأفلام والمسلسلات وبرامج الكارتون للأطفال بحجة الحصول على السعادة والراحة  .

الخاتمة

بعد اكمال البحث بحمد الله وحوله وقوته يمكن ذكر بعض النتائج وعلى النحو التالي:

  • حفظ العقل أحد المقاصد الأساسية التي حثت الشريعة الإسلامية عليها فبه تبدع الأمم وتتقدم لذلك كان الحفاظ عليه من كل ما يؤثر عليه كليا أو جزئيا ، ماديًا أو معنويًا من الأولويات ؛لأن اضراره يُعدُّ جريمة كبرى أما العبث به وإفساده فيعد جريمة كبرى .
  • إنّ الشذوذ في الفكر والناتج عن الغزو الفكري أكثر خطرًا من الغزو العسكري كون الأول يكون بالتدريج وبصورة بطيئة يتسلل إلى العقل فيقبل عليه برضا وحب وبالاقتناع والرضا وهذا الشذوذ يؤدي إلى الإنحراف في السلوك؛ لأنه يتأثر به . أما الغزو الثاني فإنه يتصدى له ويلاقي مقاومة وكره شديدين .
  • إنّ سبب انتشار مثل هذه الأفكار الشاذة هي العدوى الإجتماعية فتنتقل السلوكيات والأفكار بين الأشخاص فهو يشبه العدوى بانتقال الأمراض في علم الطب ، فالعدوى الاجتماعية هي انتشار التأثير أو الموقف أو السلوك حيث لا يدرك المتلقي محاولة التأثير المتعمد من جانب البادئ .
  • صان الشارع العقل وحفظه كونه مناط التكليف .
  • إنّ أكثر المجتمعات التي تتعرض للشذوذ الفكري هي المجتمعات التي تتعرض للحروب والكوارث والمجتمعات النامية.
  • إنّ المقصد الشرعي من وضع الشريعة إنّما هو لإخراج المكلف عن داعية هواه .
  • إنّ القوة الإدراكية للعقل تقوى وتضعف على حسب استخدامها وتنميتها بالعلم والتدبر والتفكر ، كما إنّها تضعف وتُعطل بكل ما يؤثر بها سلبًا كالسكر والمخدرات والعته والجنون ،وكذلك مما يؤثر على العقل الشذوذ الفكري .
  • من وسائل الحفاظ على العقول من الأفكار الشاذة هو عن طريق الحرص على تغذية العقول بالأمور النافعة ومحاربة الفكرة بالفكرة وتطوير أسلوب الحوار .
  • للإلحاد آثار على الملحد فمن آثاره هو خروجه عن فطرته التي فطرها الله عليه ،وكذلك العذاب النفسي للملحد ؛ لأنّ انكاره للخالق يولد لديه قلقًا روحيًا.
  • العلم والمنطق والأسلوب عند العلماء والدعاة لها دور كبير في رد الشبهات والشكوك التي تثار في مواقع التواصل واتباع الأسلوب نفسه لادحاض هذه الشبهات فعند عمل مؤسسة تكوين والتي تخدم وتدعو للأفكار الشاذة والتي تشكك المسلم في دينه جاء الرد المباشر من علماء المسلمين باقامة تحصين للرد وتفنيد كل ذلك.
  • يُعدّ التعليم الأساس في ترسيخ الأمن الفكري لدى الشباب، فدوره لا يقتصر على التعليم للعلوم المختلفة فقط بل للمؤسسات التعليمية دور كبير في ترسيخ المفاهيم الصحيحة والإجابة عن تساؤلاتهم والتصدي للأفكار الشاذة التي تعتريهم؛لأن السيطرة على هذه الأفكار في بكورة تكوينها يسهل السيطرة عليها ولكن بعد أن تترسخ لديهم فعند ذلك تحتاج إلى جهد ووقت كثير.
  • لوسائل الإعلام دوركبير في مكافحة كل ما يضر العقل سواء أكان هذا الإضرار حسي كالمخدرات والمسكرات أو معنوي كالأفكار الشاذة .
  • إنّ الإستثمار الأمثل لأوقات الفراغ لدى الشباب والعمل بما ينفعهم يقلل من المخاطر اجتماعية التي تلحق بالأفراد والتي تتعدى بدورها للمجتمع .

 

المصادر والمراجع

ابن الجوزي. جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن،(د.ت). ذم الهوى. (د.ط). (د.ن).

ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد،(1984 م) . التحرير والتنوير.(مج27.20.2).(د.ط). الدار التونسية للنشر – تونس.

ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي ، (1979م) .مقاييس اللغة . (مج .4 .5) .(د.ط) .دار الفكر .

ابن كثير،أبو الفداء إسماعيل بن عمر، (1419 هـ ). تفسير القرآن العظيم.(مج .6 ) .(ط.1). دار الكتب العلمية-بيروت.

ابن منظور ، محمد بن مكرم بن على(1414  هـ ). لسان العرب. (مج .3 )   .(ط.3) . دار صادر – بيروت.

الأزهري، محمد بن أحمد،(1991 م).معاني القراءات.(مج.2.1).(ط.1).مركز البحوث في كلية الآداب-جامعة الملك سعود.

الأصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله،(1974م). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. (مج.2) .(د.ط). دار الكتاب العربي – بيروت.

الجويني، عبد الملك بن عبد الله،(9971 م). البرهان في أصول الفقه  .(مج.1). دار الكتب العلمية-بيروت.

حبنكة، عبد الرحمن بن حسن ،(1991 م ).كواشف زيوف . (ط.1).(د.ت).

الحموي، أحمد بن محمد بن علي،(د.ت). المصباح المنير في غريب الشرح الكبير. (د.ط).المكتبة العلمية – بيروت.

الدوسري، عبد الرحمن بن محمد،(1982 م  ). الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة .(ط.1). مكتبة دار الأرقم، الكويت.

الرازي ، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ،(1999م). مختار الصحاح. (ط.5). المكتبة العصرية . بيروت.

الراغب الأصفهانى، أبو القاسم الحسين بن محمد، (1412 هـ ). المفردات في غريب القرآن. ( ط.1) . دار القلم. دمشق.

الزمخشري ، أبو القاسم محمود بن عمرو،( 1998م). أساس البلاغة.(مج .1).(ط.1). دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان .

السبكي، تاج الدين عبد الوهاب، ( 1991م). الأشباه والنظائر.(مج.2). (ط.1). دار الكتب العلمية.

عبد الباقي.محمد فؤاد.( 1364 ه ). المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. (د.ط). دار الكتب المصرية  – القاهرة.

عطوي ، محسن محمد، (د. ت ). الجنس في التصور الإسلامي. (د.ط). دار المعارف.

عطية ، جمال الدين، (د.ت) . نحو تفعيل مقاصد الشريعة .(د.ط). دار الفكر –سوريا.

الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد،(1971 م).شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل.( ط.1) .مطبعة الإرشاد – بغداد

الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد،(1993م).المستصفى. (ط.1). دار الكتب العلمية.

الفيروزآبادى، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب،( 2005 م ). القاموس المحيط . (ط.8) . مؤسسة الرسالة . لبنان.

الكفوي، أيوب بن موسى الحسيني، (د.ت).الكليات.(د.ط).مؤسسة الرسالة – بيروت.

مجمع اللغة العربية،(د.ت) .المعجم الوسيط .(مج.2.1). (د.ط). دار الدعوة.

النيسابوري، مسلم بن الحجاج،(د.ت).صحيح مسلم.(مج1.4).(د.ط).(ح. 2699) دار إحياء التراث العربي – بيروت.

مواقع الكترونية

الحسيني، حسن . (2023م) . المختصر المفيد . الغرب ينتقل الى مرحلة الحيونة رسميا

https://youtu.be/0mO4k4VVbUw?si=Prde67EIUZPLNlP5

خالد، رقية.أسباب ومظاهر الشذوذ الفكري والنتائج المترتبة عليه ، 2022، مقالة موقع مفاهيم https://mafahem.com/sl_16611          

العلواني ، مأمون . 2023م .برنامج إينغما . الكلاب البشرية –الاستكلاب البشري يغزو الأرض .

https://youtu.be/fyojJzBgyB4?si=G0lbNpP_DzxQ4kNb

العدوى الاجتماعية                https://ar.wikipedia.org/wiki/

النجار ، خالد. (2023م) .ظاهرة الكلاب البشرية

https://youtu.be/xc-AGi9SmSc?si=ihqdnhPr3S3kz6mn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *