أ.د.أبكر عبدالبنات آدم
أستاذ مقارنة الأديان ، مدير جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم ، السودان
تظهر الدراسة تعزيز قيم السلم والسلام عبر ثقافة الاعتدال والوسطية، لأن كل الملل والنحل تدعو إلى نبذ العنف والتطرف، بل كثيراً ما تهدف إلى إرساء مبادئ السلام والتسامح. فالله عزّ وجلّ أمر رسله وأنبيائه عليهم السلام الإيمان بالرسالات السماوية، وجاء الإسلام ليؤكد الحتمية الإلهية المطلقة فدعا إلى وحدة البشرية وإن تعددت شرائعهم، كما دعا إلى التسامح الديني والعيش المشترك، وتشجيع الخطاب الديني المعتدل لنشر ثقافة السلم والسلام. ولتحقيق لتك الأهداف دفعت الورقة بمجموعة من الخيارات الموضوعية والمنطقية للمحافظة على تلك القيم السامية، والدعوة إلى إعمال العقل، والعمل على الأخذ بمفهوم الاعتدال والوسطية لبناء قواسم مشتركة تساعد في نشر ثقافة السلام.وقد خلصت الدراسة إلى أن السلم والسلام تشكلان قيمة ربانية يجب على الجميع المحافظة إليها، وأن العيش المشترك بين أتباع الأديان ينبغي أن يكون الأساس في استيعاب الاختلافات التي تنجم بين الأطراف المتصارعة والمتنازعة. استخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليلي وأحياناً الاستقرائي للكشف عن أهمية الأخذ بمنطق الوسطية والاعتدال في تعزيز قيم السلم والسلام في المجتمعات البشرية.
المقدمة
السلم والسلام ثقافة فطريةٌ عند الإنسان؛ وحالة طبيعية للحياة التي يعيشها بتآلفٍ وانسجامٍ ومودةٍ وهدوء ولا يدرك الانسان قيمة هذه الفطرة إلا حين يتعرض إلى نوائب الدهر، فالنفس البشرية تنبذ الكراهية والعداوة والحقد لأنّها أمورٌ مخالفة للفطرة الطبيعية، فالسلم يرمز إلى استخدام لغة الحوار والتفاهم بين الأفراد. بل هو من أعظم المصطلحات القرآنية الداعية للمحافظة على حياة الشعوب والأمم، لأنّ المحافظة على حياة الفرد من الأمور التي جاءت ذكرها في جميع الأديان الإلهية، فالإنسان على هذه البسيطة يحتاج إلى السلم والسلام، وهما صنوان الأمن والاستقرار والطمأنينة. ومع تنوع الثقافات بين الشعوب فالدول التي تعيش حالة من السلم والسلام تتوفر بينها حالة من التوافق السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وبالتالي يتوفر بينها العديد من القواسم المشتركة، وعلى ضوئها تتم عملية تبادل الثقافات كأساسٌ لقيام مجتمعاتٍ قويةٍ ومتماسكةٍ قابلةٍ للنموّ والتطور، وقادرةً على الإبداع والإنجاز والإنتاج. فالمجتمع الذي يرغب في الوصول إلى حالة من السلم والسلام، يجب أن يدرك الأفراد أنهم في حالة من المساواة مع أقرانهم، وبإمكانهم الحصول على احتياجاتهم الضرورية من مستلزمات المعيشة، الأمر الذي يعزّز من قناعة الجميع بأهمية التوافق المجتمعي والاستقرار التام، طالما أنهم متساوون في الحقوق والواجبات. أما الإخلال بهذه الحقوق أو إقصاء البعض منها وظهور تمييز لصالح أقليّة على الآخر، فإنها يشكل مدخلاً لإنتاج ثقافة الصراع الذي يؤدي إلى اقتتال وعدم الاستقرار، وهنا يكون التشكيك في جوهر البناء القانوني، وظهور ما يسمى بحالات الاغتراب عن النظم والمؤسّسية، فالعيش المشترك هو أمر يتم اكتسابه في إطار تعلُّم مستمر من خلال مؤسسات الدولة الدينية، والتي تحرص كثيراً على إكساب الأفراد ثقافة وقيم التعايُش والسلم في إطار تعدُّد وتنوُّع ثقافي وديني.
مشكلة الدراسة: جاءت الأديان السماوية لتحقق مبدأ العدالة الاجتماعية بين البشر، والتميز بين الحق والباطل، غير أن الإنسانية خرجت عن مسارها التعبدي والعبادي، ونزعت نحو الصراع والنزاع، ومن ثم التطرف والعنف، وغاب ميزان السلم والسلام في المجتمعات البشرية. فالسؤال ما هي الوسائل والأساليب لتأكيد أهمية التعارف بين البشر؟ وما الذي يحدث إذا غابت ثقافة الاعتدال والوسطية؟ وكيف يمكن التوافق بين المصطلحين وتقديم وجهة نظر مشتركة للتعاون بين الشعوب؟
أهمية الدراسة: تنبع الأديان كلها من مصدر واحد، وتشترك جميعها في غاية واحدة، هي هداية البشرية والأخذ بمفهوم السلم والسلام للمحافظة على كينونة الإنسان على هذه البسيطة.
أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:
- ضرورة إعلاء قيم السلم والسلام، وجعلها عنواناً للتعاملات الإنسانية في حياته اليومية.
- التأكيد بأن نشر ثقافة السلم والسلام يساعد المجتمعات البشرية من الوقوع في الصراعات والنزاعات وجميع مظاهر العنف والكراهية.
- الكشف عن مخاطر دعاوى العزلة، وتفشي ثقافة العنصرية والجهوية والقبلية.
منهجية الدراسة: استخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليلي، وأحياناً الاستقرائي لمعرفة التحديات والتهديدات التي تواجه نشر قيم السلم والسلام في المجتمعات البشرية.
مفهوم السلم لغة واصطلاحاً
السلم لغة: السِلمُ: السّلامُ والسّلامَةُ: البراءة، وتسلمَ منه: تبرأ. وقال ابن العربي(1987م:235) أنّ السِلْمُ(بالكسر) هو السّلامُ. والسِلْمُ: المسالِمُ. تقول: أنا سِلْمٌ لمن سالِمِني. وقوم سِلْمٌ وسَلْمٌ: مُسالِمون، وكذلك امرأة سِلْمٌ وسَلْمٌ، وتسالموا: تصالحوا(ابن منظور،1958م،ج12ص289). السَّلَم والسِّلْم، وقد قُرئ على ثلاثة أوجه، والسِّلْم: ضد الحرب، ومنه اشتقاق السَّلامة. والسَّليم: الملدوغ، سُمَّي بذلك تفاؤلاً بالسلامة، في قول بعض أهل اللغة(ابن دريد،1998م: ص326). وجاء السِّلم، بمعنى: الصلح(أبو البقاء،1998م،ص802). فالسِلْمُ هو السلام، وقرأ أبو عمرو قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}(البقرة:208)، والسلام هو اسم من أسماء الله تعالى، لقوله تعالى:{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(الحشر:123).
السلم اصطلاحاً: ضد الحرب. وهو وضع يسود فيه الأمن والطمأنينة، ويشعر فيه الفرد بالأمان والسكينة والاستقرار، وهو عامل أساسي لتقدم الأمم وازدهارها، وهذا المعنى المتعارف عليه هو حالة لبناء العلاقات الودية بين الناس، كما يعني الوفاق بين أعضاء مجموعة بشرية متقاربة ومتصلة في الروابط الأخوية، وانعدام العدوانية، والعنف داخل المجموعة البشرية.
وقد جاء في القاموس السياسي، أن السلم والسلام مصطلحان يستخدمان في العلاقات الدولية، ويشيران إلى انعدام العدوان الدولي، في ظل وجود روابط قوية تسعى في تنظيم العلاقات بينهما. كما أطلق على اسم الجنة(دار السلام)، لأنها دار سلامة، لقوله تعالى:{َلهمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الانعام:127). فالسلام: تحية المسلمين لقوله تعالى:{ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}(أبراهيم:23). كما ارتبط السلام بالأمن والطمأنينة، لقوله تعالى:{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}(الحجر:46)، ودين الإسلام هو دين الأمن والسلام، لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}(البقرة:208). فالسلم والسلام أسماء مشتقّة من فعل سلِم، ويعني أمِن من كل ما يؤذيه أو يقلق باله وضميره، وفي اللاتينيّة تعني الأخطر، ومهد الارتقاء، إشارة إلى أنّ السلام هو أساس كل حداثة، وتقدم لدى الكائن الحي(حسين، بدون تاريخ:48).
أنماط السلم والسلام
* السلام السياسي: يقصد به نبذ النزاعات والصراعات والحروب المدمرة للأمم والشعوب. وقد أكد الإسلام على أهمية السلم في إقامة مجتمعٍ راقٍ ومستقرٍ يشعر أفراده بالأمان والطمأنينة والسكينة في الأرواح والممتلكات، قال تعالى:{ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله}(الأنفال:61)، كما أنّ تحية الإسلام وهي” السلام عليكم” تعد من أكبر الدلائل على أنّ الإسلام دين السلام، ولم يدعُ للحرب قط إلا لإعادة حقٍ أو إعلاء شأنٍ أو نصراً للدين والضعفاء، وحتى في حالة الحرب فقد التزم المقاتلون المسلمون بأسلوبٍ خَلوقٍ في حربهم فلم يقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأةً ولم يقطعوا شجرةً ولم يهدموا معبداً(البغدادي،1999م،44). ومن أهم مظاهر الدولة المدنيّة في الإسلام تعزيز قيم التعايُش والسلم وإدماجها في المنهج التعليمي والخطاب الديني، حتى تكتسب المجتمعات أفكاراً جديدةً حول أسلوب الحياة في ظل تعدُّد وتنوُّع الجماعات مع اختلاف مشاربها وهويّاتها، على اعتبار أنّ هذا التعدُّد والتنوُّع مصدر ثراء للمجتمعات الحضارية. وهنا يكون مفهوم السلم والتعايُش من أهم مفاهيم العمران البشري التي تُقرّ بها المجموعات البشرية.
* السلم الاجتماعي: ويقصد به ضمان التعليم للجميع، وحرية التعبير والابتكار، وحماية التراث الوطني والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية. فالسلم والسلام بين البشر هما مدرستان ذات أعماق نفسية وفيسيولوجية لا ينفصل عن متطلبات الإنسان الأساسية.
* السلام البيئي: إنّ مفهوم البيئة في الإسلام هو مفهوم شامل، وتعني الأرض والسماء والجبال وما فيها من مخلوقات وعلاقات ومؤثرات وظواهر مختلفة بما فيها الإنسان، وما يحيط به من دوافع وعواطف وغرائز سخّرها الله سبحانه وتعالى للإنسان للعيش الكريم، قال تعالى:(هُوَ الذي أنزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً لَكُم مِنهُ شَرَابٌ ومِنهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ والزَّيتُونَ والنَّخِيلَ والأعنابَ… وسُبُلاً لَعَلّكُم تَهتَدُونَ وعَلامَاتٍ وبِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ)(النحل:10-16).
* سلام الضمير: للفرد في النظام الإسلامي قيمة أساسية، فهو اللبنة الأولى في بناء الجماعة، وفى ضميره تنبت البذرة الأولى للعقيدة الصحيحة، وفى سلوكه تظهر لبنات حقيقة التوحيد، فالسلام الإيجابي هو الذى يرفع الحياة ويرقيها لأنه ينبع من التناسق والتوافق بين الطاقات الروحية والمادية التي تخرج الإنسان من الكبت والانفعالات النفسية.فسلامة الضمير يعنى اعتراف الفرد للآخر بوجوده وبنوازعه وبأشواقه، كما يعترف للجماعة بمصالحها وأهدافها، وللإنسانية بحاجاتها وأشواقها، وللدين بوجوده،…الخ. فالسلام مع النفس هو أول خطوات السلم فإذا عاش المرء على وئام مع نفسه يستطيع أن يصنع هذا الوئام مع الآخرين، لقوله تعالى:{ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}(النور:61)، بل جاء في لغة القرآن إطلاق النفس على المجموع؛ فالسلام مع النفس أن تكون العلاقة قائمة على وضوح الأهداف، وشفافية المقاصد، وصفاء التعامل والانسجام الداخلي. فالشرع يقدر للإنسان طبيعته ويعطيها حكمها أحياناً ولا تثريب على ذلك ولا يعاقب عليه.
فالسلام هو الطموح والقدرة فيما يريده الإنسان وما يملكه من الوسائل والأساليب التي يمكن بها تحقيق الاعتدال والتوازن في الحياة لقوله صلى الله عليه وسلم :”يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ”،(أبي داؤد، بدون تاريخ: حديث رقم1789).
* السلم والسلام العالمي: إن الصراعات عادة ما تندلع نتيجة سوء الفهم والخوف، وعند انعدام الثقة بين الشعوب والأمم، فإذا كانت السلع والمعلومات تنتقل بين الدول، فإن تبادلاً حقيقياً للأفكار وتغييراً عميقاً للعقليات وإسقاطاً فعلياً للحواجز الثقافية بين الشعوب والأفراد يحتاج إلى الكثير من الوقت والمثابرة لإرساء قيم عالمية للاتصال والتواصل بين مختلف الثقافات والديانات، ولا يمكن تسوية تلك الخلافات الثقافية إذا لم تكن لدى جميع الأطراف القدرة على الإقرار والتسليم؛ وتسليط الأضواء على الأسباب والجذور العميقة التي خلقت الخلافات(القرضاوي،1995م:178). فثمة مجموعة قيم إنسانية أساسية مشتركة بين كل الفضاءات الثقافية والدينية في العالم يمكن استثمارها والتركيز عليها لتكريس وحدة الإنسانية من خلال توفر الآليات التالية: العدالة، رفض العنف والظلم، الإيثار، المساواة، التسامح، التعاون، المحبة… وأحاسيس أخرى مثل السعادة، وعدم المعاناة، الألم، الإحباط، الغبن، الرأفة، الرحمة… وغيرها.
المبحث الثالث: أهمية السلم والسلام
* تعزيز قيم الأمن والطمأنينة في الذات الإنسانية، وضمان تحقيق الحقوق الدينية والسياسية والثقافية والفكرية للأمة، والتمتع بالحرية والديمقراطية في الحياة اليومية.
* تحقيق العدالة أمام القانون بين الجميع على اختلاف الألوان والاجناس والطبقات.
فالسلم العالمي هو المحور الذي يدور عليه مقاصد التشريع الإسلامي في حصن العدالة، وهذا ما يقرره المنطق العقلي، ويجزم عليه التاريخ. لذلك فإن اهتمام الإسلام بالعدل، وترسيخ دعائمه مساوياً لمدى اهتمامه بالسلم الذي يراعي مبدأ توفر الأمن والأمان بين الناس. لذلك من الضروري العمل بفقه الاعتدال والوسطية، لأنها الوسيلة الفاعلة لدفع الظلم، ورد العدوان، وإشاعة السلام، فالسلم والعدالة متلازمان، فكلما امتد سلطان العدل امتد رواق السلم، وكلما تقلص سلطان العدل، امتد في مكانه ظلم وجور، وتفتحت في مكانه القتل والفتن(رمضان،2006م،ص227). ومن أهم منابعها:
1. الاعتراف بآدمية وكرامة الإنسان، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}(الإسراء:70).
2.أن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى، وهو منحة من المولى عزّ وجلّ للإنسان، قال تعالى:{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}(الكهف:28).
3. ليس من باب التكليف أن يحاسب المسلم أخيه محاسبة الكافرين على كفرهم، أو معاقبة الضالين على ضلالهم، ولكنه مكلف بدعوته إلى الله تعالى، بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى:{وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ، اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}(الحج:68-69).
4.أن الله عزّ وجلّ يأمر بالعدل والاحسان، ويدعو إلى مكارم الأخلاق، ولو مع المشركين، ويكره الظلم ويعاقب الظالمين، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة:8)، وقال صلى الله عليه وسلم:” وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حِجَاب”(ابن حنبل،1999م: ج3، رقم الحديث 2071).
علاقة السلم والسلام بالحضارة الإنسانية
إن الإنسانية اليوم تعيش حالة من الصراع الفكري والثقافي في ظل صراع الحضارات، وبالرغم من أن العالم أصبح قرية كونية في ظل ثقافات متعددة، إلا أنها لا توجد ثقافات موحدة منسجمة تعيش في فضاءات ثقافية موحدة في عالمنا المعاصر. فالاندماج العالمي الذي خلقته الثورة الإعلامية والتكنولوجية في ظل ما يعرف بالعولمة، لم تحرك عملية التفاعل والاحتكاك الثقافي بشكل يجعل البشرية تعيش حالة من السلم الداخلي أو الخارجي، مما أحدث تحولات جذرية وتوترات ثقافية، نتيجة لصعوبة إدراك واستيعاب القيم الثقافية للمجموعات البشرية، الأمر التي دفعت بعض المجموعات الثقافية والحضارية إلى محاولة الاستعلاء الثقافي والفكري، وعدم الاعتراف بحق الآخرين في الحياة(الخزيم، بدون تاريخ:55). وهذا ما أدى إلى فتح الباب للشعور بضرورة مواجهة المد الثقافي الغربي، وذلك عبر البحث عن الأصول والخصوصيات الثقافية كسلاح ورد فعل ضد موجة التغريب والاستلاب الاستعماري الذي خلفت موجة من الهوة الثقافية بين المجتمع الأوروبي والدول النامية على كافة المستويات، مما جعل شعوب العالم الثالث تحتمي بالعوالم الثقافية الأخرى لإثبات الذات، والتعبير عن عدم رضاها واستنكارها لموجة الاستلاب الفكري والثقافي التي باتت تهدد مستقبل الشعوب العربية والإسلامية والأفريقية. وأمام تلك المعطيات فإن الاحتكاكات العالمية الحادة والمتسارعة التي نشاهدها اليوم خلقت وعياً عميقاً لدى مختلف الأفراد والشعوب، مما دفع بعض الشعوب للرجوع إلى ثقافاتهم ودياناتهم لتأكيد ذاتهم وخصوصياتهم الثقافية حتى لا يتم إقصاءهم وتهميشهم.
ومن هنا يجب على المجتمعات البشرية عن تعبّر عن خلاصة تجربة الإنسانية على هذه البسيطة، والتي تتمثل في النزعة نحو التفاعل الحضاري والتلاقح الثقافي والفكري التي تقوم مرتكزاتها على مفاهيم وقيم التعدّدية/التباين والمغايرة/التنوّع الثقافي في التماثل والاختلاف، والتعايُش السلمي.
لذلك فإن جوهر نضال الإنسان حول تحقيق وعي كوني بمفاهيم التعايُش السلمي، يتطلب وجود قاعدة عامة يعزز ما هو مشترك بين الحضارات والثقافات والديانات، وتوسيع نطاقه من خلال الحوار وبناء المنهج العقلاني. وبناءً على تلك المعطيات فإن الاهتمام بقضية السلم والسلام ليس من قبيل الترف الفكري والثقافي بقدر ما هو ضرورة إنسانية لا يمكن تجاهلها أو تأجيلها، فهي قضية ملحة في حاضرنا الراهن، وواحدة من أهم المعالجات للخروج من نفق الأزمات الجهوي والتعصب المذهبي. وفي هذا السياق لابد من الإقرار بأن الوسطية والاعتدال، هما شرطان أساسيان لضمان ديناميكية الحياة الاجتماعية، والاعتراف بالتنوُّع والتعدُّد التي أصبحت عصية على الإنسان وارتقاؤه(عبدالعزيز ،2005م :33).
مبادئ وأسس إرساء ثقافة السلم والسلام
يرى بعض علماء الاجتماع أن هنالك عدة مبادئ وأسس لإرساء ثقافة السلم والسلام في المجتمعات البشرية ومن أهمها:
* التواضع: على الأفراد والشعوب أن يتعلموا قيم التواضع والتسامح واللجوء للحلول الموضوعية والمنطقية أثناء نشوب الأزمات، والاستفادة من ثقافة التواصل والتفاهم والتعايش السلمي، والبعد عن التعالي التي قد لا تساهم في خلق أرضية مشتركة بين المختلفين، بل قد تؤدي أحياناً إلى خلق العداء بين الأطراف.
* الرأفة والرحمة: إن الإحساس بآلام ومآسي الآخرين والتعاطف معهم من قبيل الوعي بآدمية الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى، وعلى رغم من كل الاختلافات الدينية والثقافية بين شعوب العالم، إلاّ أنّ هنالك قواسم مشتركة تجمع الإنسانية جمعا. فإذا أردنا أن نعيش تحت مظلة السلم والسلام علينا أن نمتلك قوة الإرادة في التربية والتعليم، وفي بناء السلوك والأخلاق، والقدرة النفسية التي تمكن الأمم والشعوب من التخلص من الأمراض النفسية الداعية إلى تطبيع العلاقات مع الصهيونية العالمية، والاستفادة من المرجعيات الدينية التي تتحدث عن إنسانية الإنسان.
* الرضى وحب الخير للآخرين: على الأفراد والجماعات أن يمتلكوا خاصية الرضى الذاتي والجمعي والجماهيري، وهذا يتطلب توفير النزعة الدينية.
* التعايش والتسامح: إذا نظرنا إلى واقع عالمنا اليوم نجده تتزايد فيه الاحتكاكات والتفاعلات الثقافية والحضارية بصورة فيها نوع من الحدة والتوتر جراء الثورة المعلوماتية التي سيطرت على ديناميكية حركة الإنسان سواءً في الأمن والاستقرار، وهذا مما أضرت بنشر ثقافة التعايش والتسامح.
* تفعيل ثقافة السلام العالمي: ليس المقصود من السلام ممارسة اللهو والترف، بقدر ما هو ثقافة لبناء علاقات بين الحضارات المختلفة. فالحياة اليومية ملئ بعدة تفاعلات ذاتية أو شخصية، ومنها جماعية تضم أفراداً وجماعات لهم عدة مكونات ثقافية وسياسية واجتماعية، وهذا يتطلب أن يتحول السلوك اليومي بكل أطيافه إلى قيم أخلاقية تساهم في بناء علاقات دولية.
* الإيمان بثقافة السلم والسلام: الإنسان في هذه الحياة يمتلك قوة إيمانية فائقة يجعله يتعامل مع نوائب الدهر حين يتعرض للمهلكات كالصراعات والنزاعات والكوارث وغيرها، ولتحقيق تلك الثقافة علينا التحرر من النظرة التشاؤمية للحياة، فالحرب ليست حتمية بيولوجية كما يظنها البعض، بل هي فلسفة اجتماعية تظهر كلما طغى الإنسان على أخيه الآخر.
* الشعور بالمسؤولية الاجتماعية: إن الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تساعد في إرساء قيم أخلاقية فاضلة تقوم على ضبط وإدارة التحديات التي تواجه الجماعات الإنسانية، فالمراهنة على مبدأ المسؤولية بين الأفراد والجماعات في محيطهم الاجتماعي والبيئي والثقافي والديني تساهم في خلق الأمن والاستقرار، وبالتالي تساعد في تحقيق ضمان حفظ الحقوق بين الأجيال.
* التضامن بين الشعوب: إن الوعي بأهمية وحدة مصير الإنسان، ووحدة مصالحه العليا من أوجب واجبات السلم والسلام، وبالتالي يجب على الأفراد والجماعات تدعيم أواصر التعاون داخل المجتمعات للخروج من ظاهرة الهيمنة الاستلابية والغربنة بكل أطيافها.
* إيلاء الاهتمام بالقيم المشتركة بين الأديان: هنالك ثمة قيم مشتركة تجمع الإنسانية في كل الفضاءات الدينية والثقافية في العالم، لذلك من ضرورة بمكان استثمارها والتركيز عليها لتكريس وحدة الأمة.
تحديات نشر ثقافة السلم والسلام
لكل ثقافة تحدياتها تؤثر على حياة البشرية سلباً أو إيجاباً، وتختلف التحديات من عصر إلى آخر باختلاف المراحل التاريخية، وبالتفاوت في الوسائل والأساليب. فالتحديات التي تواجه الأمم والشعوب من السنن الكونية في الأرض، فلقد خلق الله الإنسان في كبد، لقوله تعالى:{ ولقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}(البلد:4)، وجعل الحياة عناء لا ينتهي، ومكابدة لا تفتر. ومن أجل إقامة العدل وإقرار الحق وإحلال السلام بين البشر، يجب تطبيق تعاليم الدين الحنيف وفق ضوابط وأحكام وموازين الشرائع الإلهية، فالشرائع الإلهية داعية إلى السلام في الأرض والمحبة بين بني البشر، والتطلع الدائم إلى نيل مرضاة الله بالعمل الصالح في ظل الإخوة الإنسانية، لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، فالتحديات التي تواجه عالمنا المعاصر من حيث العمق والجوهر والهدف والبُعد الاستراتيجي هو ناتج للعديد من التراكمات والمخالفات التي ارتكبها الناس نتيجة للعجز والتواكل، أو الجهل بأهمية السلم والسلام في الحياة، أو الاستخفاف بالآخرين. وقد وجد المنصرون ضالتهم عندما عاشوا أمام شعوب مقهورة الإرادة ظالمة، ومنزوعة الثقة بنفسها لطوال عهود الاستبداد والتسلط التي تتعارض مع أحكام الشرع الحنيف، لجهلها باستغلال الثروات التي حباها الله تعالى لهم، ولهيمنة طائفة منها دون الطوائف الأخرى(شبار،2007م:29). ومن أهم هذه التحديات ما يلي:
* تحديات سياسية: يعيش عالمنا اليوم تحديات سياسية ماثلة على كافة مستوى نظم الحكم والإدارة، وإقامة العدل وتطبيق الشورى من خلال آليات تضمن مشاركة فئات المجتمع المختلفة في صنع القرارات المصيرية.
* تحديات اقتصادية: يحتاج الإنسان في هذه الحياة إلى فلسفة اقتصادية رصينة لكي يعيش، وإلى عقلية أمينة وصادقة في نفسها لإجراء بعض الاختبارات والتطبيقات الهادفة التي تساعد في معالجة أنواع الضعف الاقتصادي.
* تحديات ثقافية: تواجه العمل الثقافي في حقوله المختلفة تحديات جسيمة أدت إلى غياب البناء الفكري القويم والمنفتح على العالم، وعلى منوالها فشلت الدول العربية والإسلامية من معالجة نوازع التطرف والانغلاق، كما فشلت في الوقوف أمام المواجهة غير المتكافئة مع التيارات الاستلابية الوافدة من الغرب.
* تحديات اجتماعية: على مستوى الاجتماعي فشل عالمنا المعاصر من محاربة الثالوث الخطير، وهو الفقر والجهل والمرض، ومقاومة اليأس الذي يدفع بالشباب إلى الوقوع في شباك التطرف والغلو في الدين، الأمر الذي استغله الغرب في إثارة النزاعات والصراعات بين الأنظمة المختلفة(التركي، بدون تاريخ:28).
* تحديات تنموية: بالرغم من الجهود المبذولة للقضاء على معوّقات التنمية، وعلى مستوى بناء القواعد الثابتة للنهضة التنموية الشاملة في جميع الميادين، إلاّ أنّ تعدد وجهات النظر حول الوسائل والأساليب جعلنا نعيش في أهلك معوقات التنمية المستدامة.
* عدم مواكبة التقدم التكنولوجي: رغم التقدم التكنولوجي العالمي الذي نشاهده اليوم في العالم الغربي في مجالات الاتصال والمعلومات والتكنولوجيا الرقمية، إلاّ أنّ عالمنا العربي والإسلامي والأفريقي تعاني الأمرين : ضعف في الإمكانات المادية والفنية، هذا إلى جانب التخلف الأكاديمي(المناهج)(غليون،2004م:33).
*عدم التعامل مع مخاطر العولمة وتأثيراتها بصورة واقعية: تشكل العولمة اليوم المحور الأساسي في صياغة الثقافة والهوية وبناء الشخصية الإنسانية.
* ضعف الاهتمام بالبحث العلمي: كثير من حكوماتنا في عالمنا المعاصر لا يهتمون بالبحث العلمي، حيث نجد معظم الميزانيات توضع للحروب والصراعات والنزاعات، فإذا قارنا الدعم المخصص للباحثين في مجالات المعرفة المختلفة، سواء من قبل الدولة أو من قبل القطاع الخاص لم نجد لها رقم يذكر، علماً أنّ نمو المجتمعات لا يتم إلا بتوظيف نتائج البحث العلمي توظيفاً سليماً وفعّالاً.
علاج التحديات التي تواجه نشر ثقافة السلم والسلام
للخروج من تلك التحديات والتهديدات التي تحدد نشر ثقافة السلم والسلام في ربوع بلداننا علينا بالآتي:
1. تفعيل ثقافة الحوار بين الأديان :منذ الستينيات من القرن الماضي بدأ العلماء في البحث عن الطريقة المثلى للتعايش بين الأديان فكان اختيار موضوع الحوار بين الأديان من أحدى الموضوعات التي تم البحث عنها للوصول إلى القواسم المشتركة التي تعبر عمّا يهم الخلق والإنسانية جمعاء.
2. التغلب على الصراعات الدينية والطائفية: إن الخروج من أزمة الصراعات الدينية يتطلب تأسيس حوار مثمر يتوفر فيه حسن النية بين أتباع الديانات، فالرغبة الأساسية لمحاورة أهل الأديان تتمثل في البحث عن سبل التوافق بين الآخرين، وتوثيق أواصر علاقات المحبة والسلام بين الشعوب والأمم(صافي،1996م:54).
3. الحد من الهجرة غير الشرعية: أصبحت الهجرة غير الشرعية تؤرق حال عالمنا اليوم بل أضحت جزء من التحديات التي تواجه السلم والسلام العالميين في مختلف جوانب الحياة الفكرية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
4. مناقشة المشكلات التي تعوق البحث العلمي.
5. عدم التلاعب بالهوية الدينية والإثنية.
ختام القول
أكدت الدراسة إن تحقيق ثقافة السلم والسلام بين الأفراد والجماعات حقيقة كونية يجب تحقيقها في إطار ذاتي وجمعي وجماهيري، وفي إطار السيادة الوطنية، والتي تشمل فضاءات الحرّيّة واحترام الآخر، وحفظ حقوق الإنسان، وتأكيد فاعلية النزعة الدينية المعتدلة والذي من خلاله يضمن الإنسان إيجاد صيغة جديدة للحياة تضمن للجميع العيش الكريم.
التوصيات
* العالم بحاجة إلى تدميل جراح المكلومين والمحرومين من ثقافة السلم والسلام، وضرورة قيادة الأجيال نحو لغة الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن حتى يعم السلم والسلام ربوع العالم، وضرورة فتح مراكز أو معاهد بحثية تعنى بحوار الأديان.
المراجع :
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: الحديث النبوي.
الهوامش :
ابن دريد، محمد(بدون تاريخ). جمهرة اللغة. درا الأندلس، الإسكندرية. www. Al warraq. Com
ابن عربي(1989م). أحكام القرآن. دار الفكر العربي،بيروت،ط2.
ابن منظور، محمد بن مكرم(1958م). لسان العرب. دار الجيل، القاهرة، ط1ج 12.
البغدادي، أحمد(1999م). تجديد الفكر الديني. دار الثقافة، دمشق،ط1.
التركي، عبدالله عبدالمحسن(بدون تاريخ). الأمن الفكري. دار دمشق للمطبوعات، دمشق، ط1.
حسين، عدنان السيد(بدون تاريخ). العلاقات الدولية بين المسلمين. مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2.
الخزيم، صالح بن ناصر(بدون تاريخ). أثر تطبيق الشريعة الإسلامية، مطبعة الأمل، الرياض،ط1.
رمضان، محمد سعيد(2006م). الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه، دار الفكر، دمشق، ط1.
شبار، سعيد(2007م). الاجتهاد والتجديد في الفكر الإسلامي المعاصر. مكتبة ابن خلدون،بيروت،ط1.
صافي، لؤي(1996م). العقيدة والسياسة. المعهد العالمي للفكر الإسلامي، فرجينيا،ط1.
عبد العزيز، أمير(2005م). نظام الإسلام، دار ابن الجوزي، القاهرة، ط1.
العيني، بدر الدين(1989م). شرح سنن أبي داود. مطبعة الحلبي،القاهرة،ط3.
غليون، برهان(2004م).نقد السياسة: الدولة والدين. المركز الثقافي العربي. الرباط،ط2.
الفيومي، أحمد بن محمد بن علي الفيومي(بدون تاريخ). المصباح المنير. تحقيق: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية،القاهرة،ط2.
القرضاوي، يوسف(1995م). غير المسلمين في المجتمع الإسلامي. مكتبة وهبة، القاهرة،ط1.