أ. د. نصيف جاسم اسود سالم
العراق / جامعة تكريت / كلية التربية للعلوم الإنسانية
009647701775180
الملخص:
يعد الموقع الجغرافي الاستراتيجي أحد أهم العوامل التي ساعدت على تنامي القوة الناعمة وتطورها في إدارة الأزمات بشكل معنوي من أجل تحقيق الاهداف التكتيكية المطلوبة في تلك المواقع الاستراتيجية من العالم وتعميمها وفق تفعيل احداث تهدد الأمن العالمي اقتصاديا وعسكريا وبايلوجياً عن طريق استفحال أوبئة تعيد رسم الاستراتيجية الامريكية الصينية إلى احضان نفوذ تلك القوى التي ابتعدت عن نسيجها السياسي اليساري كايطاليا والضغط على قوى اقليمية ضمن مناطق حيوية في الشرق الأوسط كإيران كونها أكثر الدول التي سجلت نسب عالية بسبب كوفيد 19 والعمل على اعطاء الحرب الناعمة وجه اخر للاسترايجية الإمريكية الصينية ، زد على ذلك فأن العمل على تطور العلاقات الدولية وابراز قوى عالمية هادفة للبحث على بسط النفوذ واستدراك موازين القوى وفق اساليب تقليدية وحديثة للقوة ومنها القوة الناعمة في اظهار السيطرة والاستحواذ على المناطق ذات الحاسة المكانية والسياسية من العالم والعمل على رسم خريطة سياسية جديدة تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لتلك القوى بمنظور جغرافي ، و تعني القوة الناعمة أن يكون للوحدة السياسية قوة روحية ومعنوية مزدوجة تمنحها أفكار ومبادئ حديثة تعزز من قدراتها في دعم حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن ، و يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ليكون نموذج تطبيقي في بناء علاقاتها الدولية وفق سيادة الدولة وقدرتها على احداث أثر في مجال السياسة العالمية ، اذ اشار جوزيف ناي بأن القوة الناعمة ترتكز على ثلاثة معطيات تجسدت بثقافتها في الأماكن التي تجذب فيها الآخرين، وقيمها السياسية عندما ترقى إليهم في الداخل والخارج ، وطرق التعامل بسياستها الخارجية عندما يراها الأخرون شرعية وأخلاقية في قياس قوة الدولة ، كما هناك عدة طرق لجعل الآخرين يريدون ما تريد، اذ يمكنك إكراههم بالتهديدات ، يمكنك تحفيزهم بالدافع أو يمكنك جذبهم واستضافتهم لجعلهم يريدوا ما تريد، وهذا هو الوجه الحقيقي للقوة الناعمة ، اذ نستدرك بأن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد تأثير لأن التأثير يمكن أن يعتمد أيضًا على القوة الصلبة للتهديدات أو المدفوعات، ولكن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على تحريك الناس بالحجة ، فهي أيضًا القدرة على الجاذبية التي تقود غالبًا إلى الرضا. لذا تكمن أهمية هذه الدراسة من خلال النظرة الجغرافية الشاملة في تأثير الجغرافيا السياسية على تلك القوة الناعمة الامريكية الصينية على الخريطة السياسية العالمية في ظل جائحة كورونا ، ومدى تفاقم تلك العلاقات الدولية وفق الحيز المكاني الذي يجسده البعد الجغرافي والسياسي وفق ستراتيجية الإحتواء على الرغم من اعتماد مبدأ التعاون الدبلوماسي اقتصادياً وعسكرياً.
الكلمات المفتاحية : الجغرافية السياسية ، العلاقات الدولية ، القوة الناعمة ، الجيوستراتيجية ، الارهاب الدولي
A geopolitical analysis of the American-Chinese soft power and its post-coved 19 reflection
Prof. Dr Naseef Jasim Aswad Salem
Iraq / University of Tikrit / College of Education for Humanities
Abstract
The strategic geographical location is one of the most important factors that helped the growth of soft power and its development in managing crises morally in order to achieve the tactical goals required in those strategic locations of the world and circulate them according to activating events that threaten global security economically, militarily and biologically through the aggravation of epidemics that redraw the US-China strategy To embrace the influence of those forces that have moved away from their left-wing political fabric as Italy and put pressure on regional powers within vital regions in the Middle East, such as Iran, being the most countries that scored high because of Covid 19 and work to give soft war another aspect of the US-China strategy, In addition, working on the development of international relations and highlighting global forces aiming to search for the extension of influence and redress the balance of forces in accordance with traditional and modern methods of force, including soft power, to demonstrate control and acquisition of areas with a spatial and political sense of the world and work to draw a new political map that is in line with strategic goals These forces have a geographical perspective, and soft power means that political unity has a dual spiritual and moral force that gives it modern ideas and principles that enhance its capabilities to support human rights, infrastructure, culture and art. It also leads others to respect and admire this method as a practical model in building its international relations according to the sovereignty of the state and its ability to make an impact in the field of global politics, as Joseph Nye indicated that soft power is based on three data embodied in its culture in the places where it attracts others, and its political values When you rise to them internally and externally, and the ways to deal with their foreign policy when others see them as legitimate and ethical in measuring the power of the state, there are also several ways to make others want what you want, because you can coerce them with threats, you can motivate them with motivation or you can attract them and host them to make them want what you want, and this is The true face of soft power, We realize that soft power is more than just an effect because the effect can also depend on the solid power of threats or payments, but soft power is more than just persuasion or the ability to move people with an argument, it is also the ability of gravity that often leads to contentment. Therefore, the importance of this study lies through the comprehensive geographical view of the influence of political geography on that soft American-Chinese power on the global political map in light of the Corona pandemic, and the extent of the exacerbation of these international relations according to the spatial space that embodies the geographical and political dimension according to the containment strategy despite the adoption of the principle Diplomatic cooperation economically and militarily.
Key words: geopolitics, international relations, soft power, geostrategic, international terrorism
المقدمة
تعني القوة الناعمة أن يكون للوحدة السياسية قوة روحية ومعنوية مزدوجة تمنحها أفكار ومبادئ حديثة تعزز من قدراتها في دعم حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن ، يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ليكون نموذج تطبيقي في بناء علاقاتها الدولية وفق سيادة الدولة وقدرتها على احداث أثر في مجال السياسة العالمية ، اذ اشار جوزيف ناي بأن القوة الناعمة ترتكز على ثلاثة معطيات تجسدت بثقافتها في الأماكن التي تجذب فيها الآخرين، وقيمها السياسية عندما ترقى إليهم في الداخل والخارج ، وطرق التعامل بسياستها الخارجية عندما يراها الآخرون شرعية واخلاقية في قياس قوة الدولة ، كما هناك طرق عدة لجعل الآخرين يريدون ما تريد، إذ يمكنك إكراههم بالتهديدات ، يمكنك تحفيزهم بالدافع أو يمكنك جذبهم واستضافتهم لجعلهم يريدوا ما تريد، وهذا هو الوجه الحقيقي للقوة الناعمة ، اذ نستدرك بأن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد تأثير لأن التأثير يمكن أن يعتمد أيضًا على القوة الصلبة للتهديدات أو المدفوعات، ولكن القوة الناعمة هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على تحريك الناس بالحجة ، فهي أيضًا القدرة على الجاذبية التي تقود غالبًا إلى الرضا. اذ عملت الولايات المتحدة على فتح اوجه عدة للتواصل مع القيادات الصينية والروسية على الرغم من مؤشر ظاهري لصراع خفي وجدي والذي يتجسد في ملفات ساخنة منها الانتخابات الامريكية لعام 2016 وقضية هواوي ، وما تشهده الحرب المعلنة كقوة ناعمة وصلبة بوجه الصعود الاقتصادي الصيني المتسارع ليشكل وجه أخر للتحدي الصيني الروسي المزدوج ضد الولايات المتحدة ، زد على ذلك اتخذت منطقة الشرق الأوسط جانباً مهماً من سيناريو واشنطن وفق ابجديات السياسة الخارجية الامريكية ودورها في وجه التقدم الصيني المتنامي في تلك المنطقة فضلا عن تواجد القوة الصينية ذات الأكثر حضوراً في افريقيا الوسطى والشرقية وفق منظور الجغرافية السياسية المعاصرة.
هدف البحث
تهدف الدراسة الى معرفة طبيعة القوة الناعمة المستخدمة لكل من الولايات المتحدة الامريكية ودولة الصين ومدى التناقض في سياساتها الخارجية اتجاه جائحة كورونا ، و هناك صراع عميق بينهما جعل القوة الناعمة طريق معبد لتلك السياسة في ظل الظروف الراهنة اتجاه المناطق الحيوية ومنها منطقة الخليج العربي ، انظر خريطة رقم (1) وذلك مما تحتويه من اهمية جيوستراتيجية في انظار القوى العالمية الإمريكية الصينية عبر عقود من الزمن ولكل منها ايدلوجية محدده في فن التعامل السياسي والاقتصادي في استخدامها للقوة الناعمة ، تهدف الدراسة أيضاً إلى أمكانية فهم الدوافع والعوامل التي تتحكم في بناء العلاقات الدولية على اساس موازين القوى وفق تجاه الدوائر الجيوسياسية.
منهجية البحث
المنهج هو أداة فعالة للوصول الى الهدف، وهو عبارة عن مجموعة من القواعد الثابتة التي يختارها الباحث تتطابق مع نوع الدراسة، وعلى الرغم من تعدد المناهج في الجغرافية السياسية الا أنه تم الاعتماد في هذه الدراسة على منهج تحليل القوة ، والذي يقوم بتحليل العامل الجغرافي الذي يدخل في تركيب الدولة كطرف في معادلة القوة وفي تقييم الوزن السياسي للدولة عبر الإنتقاء الدقيق للعناصر الجغرافية التي تؤثر بوضوح في الجغرافيا السياسية للدولة وقوتها ، وفق ستراتيجيات هادفة امريكية كانت أم صينية تسعى جاهدة للوصول إلى تحقيق غايات مرسومة وفق خريطة سياسية لتلك المناطق الواقعة ضمن مخططاتها المستهدفة عن طريق اعتماد آلية القوة الناعمة لديها.[1]
هيكلية البحث
جاء التفريع العلمي ليبين في المبحث الأول عن ماهية القوة الناعمة وفق الخريطة السياسية العالمية من حيث تطور مفهوم القوة الناعمة ومواردها وبيان الفرق بين القوة الصلبة والقوة الناعمة في موازين القوى العالمية وانعكاسها على الجائحة ، ثم جاء المبحث الثاني ليكشف أثر القوة الناعمة في الاستراتيجية الامريكية بمنظور جغرافي ومن ثم الرؤية الإمريكية لرسم الخريطة السياسية العالمية الابعاد الجيوسياسية للاستراتيجية الإمريكية وآثارها في ظل كوفيد19 ، وبعدها استكمل المبحث الثالث الصورة التي اعتمدت عليها القوة الناعمة في الاستراتيجية الصينية بمنظور جغرافي ، فضلا عن الرؤية الصينية لرسم الخريطة السياسية العالمية الابعاد الجيوسياسية للاستراتيجية الصينية وآثارها ، ومن ثم وصولا إلى المبحث الرابع ليعطي اشكاليات الواقع والاستشراق وفق بيان الافاق المستقبلية للقوة الناعمة في ظل تنامي جائحة كورونا على التحديات السياسية وافاقها التحديات الاقتصادية وافاقها ، وختاما اعطاء أهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة وفق ابراز توصيات تكون كورقة عمل لصناع القرار السياسي لمواجهة هذا الفايروس البايلوجي الخطير من وجهة نظر الجغرافية السياسية المعاصرة .
خريطة رقم (1): جيوستراتيجية لقوة الناعمة الإمريكية الصينية في منطقة الخليج العربي
المصدر : محمد هاني ، الشرق الاوسط مسرح الامم ، العدد 6 ، مجلة افاق دولية ، مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية ، جامعة بيروت، بيروت ، 2016، ص86
1- ماهية القوة الناعمة وفق الخريطة السياسية العالمية.
تعد القوة شكل من اشكال قياس قوة الدولة في الجغرافية السياسية إذ يختلف الباحثين والمهتمين بالعلاقات الدولية على أنَّ القوة هي الحاكم الأساسي للعلاقات بين الدول ويختلف تعريف القوة بين الباحثين نظراً للطبيعة المركبة للمفهوم.[2] فيمكن تعريف القوة على أنَّها القدرة على التأثير في سلوك الأخرين للحصول على النتائج المرغوب فيها أو القدرة على فرض السيطرة على الآخرين ، إلَّا أنَّ جوهر المفهوم كما ذكره كارل فريدريك هو إنشاء علاقة تبعية بين طرفين يستطيع من خلاله الطرف الأول أن يجعل الطـرف الثاني يفعل ما يريد أي التصرف بطريقة تضيف إلى مصالح مالك القوة.[3] وقد عرَّف اوستن ربيني القوة أيضاٌ على أنَّه علاقة التبعيئة والطاعة من جانب وعلاقة السلطة والسيطرة من الجانب الآخرى ، وذلك بالإقناع والمكافأة أو بالعنف والإكراه فإذا فشل الإقناع نستخدم المكافأة وإذا لم ينجح ذلك، غالباٌ ما نستخدم القوة العنيفة. [4] اذ تعدّ قوة الدولة من العوامل التي يعلق عليها أهمية خاصة في ميدان العلاقات الدولية، وذلك بالنظر إلى أنَّ هذه القوة هي التي ترسم أبعاد الدور الذي تقوم به الدولة في المجتمع الدولي وتحدد إطار علاقاتها بالقوى الخارجية في البيئة الدولية وأنَّ امتلاك عناصر القوة لا يكفي حتى تكون الدولة مؤثرة، فلابد من تبني سياسات فعَّالة لاستخدام القوة.[5]
ان ادركنا حقيقة دراسة القوة في العلاقات الدولية بالمعنى التقليدي فإنَّنا نأخذ في الاعتبار الدور الذي لعبته القوة أو التهديد باستخدام القوة في النظام الدولي أي قدرة بعض الوحدات السياسية على استخدام أو التهديد باستخدام القوة المسلحة لفرض إرادتهم على وحدات أُخرى ، سواء لإجبارهم على القيام ببعض الأشياء أو منع الآخرين من القيام به ، ولكن هذا المفهوم تطور بعد الحرب العالمية الأولى نظراٌ لما تعرض له العالم من أضرار بالغة كنتيجة لهذا الحرب فاصبح دور القوة العسكرية أو التهديد باستخدامها في العلاقات بين الدول ضئيلاً جداً مقارنةً بالقوة الاقتصادية التي أصبحت هي المعيار الأساسي للعلاقات بين الدول وذلك في ضوء الصراع القائم بين الرأسمالية والإشتراكية ومحاولة كل طرف استمالة عدد من الدول إليها باستخدام القوة الآقتصادية ، إلَّا أنَّ بعد سقوط حائط برلين وتحول العالم إلى أحادي القطبية وإنتشار العولمة ظهر نوعاً أخر من القوة للتاثير في العلاقات الدولية وهو القوة الناعمة ، التي تعنى القدرة على تشكيل تفضيلات الآخرين فإذا فرضنا أن هناك علاقة بين طرفين فأنَّ الطرف الأول يستطيع أن يؤثر في الطرف الثاني عن طريق توجيه سلوكها ، ويتم هذا بالإنجذاب إلى ثقافة وقيم الطرف الاخرى وليس عن طريق الرشوى أو التهديد أو الإرغام ، وكان أول ما صاغ هذا المصطلح هو جوزيف ناي – Joseph Nye في التسعينيات من القرن الماضي ، وقد تتطور هذا المفهوم لكي يشمل على القوة الذكية وهى تعتبر مزيج من استخدام كل من القوة الصلبة والناعمة معاً في العلاقات بين الدول ، ومن هذا المنطلق يمكن لنا توضيح الأبعاد الثلاثية للقوة كما حددها جوزيف ناى في كتابه القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسية الدولية فهي تشبه رقعة الشطرنج فالرقعة العليا عليها القضايا العسكرية التقليدية ، أما الرقعة الوسطى فهي خاص بالقضايا الاقتصادية بين الدول ، فيما كانت الرقعة السلفى خاصة بالقضايا الانتقالية مثل الارهاب والجرائم الدولية وتغير المناخ وانتشار الأمراض كان هذا اول اشارة لمفهوم القوة الناعمة في العلاقات الدولية بالمعنى الصريح.[6]
1-1 تطور مفهوم القوة الناعمة ومواردها
يعدّ جوزيف ناى أول من صاغ مفهوم القوة الناعمة في صورة نظرية مقنعة ومحكمة البناء ولكن قبل أن يعلن ناى عن نظريته ظهرت القوة الناعمة عبر التاريخ الانسانى في العصر القديم من خلال كتابات الفلاسفة أمثال كونفيشيوس – Confucius وسقراط – Socrates أو من خلال انجذاب الناس إلى الاديان كدعوة النبي محمد (صل الله عليه وسلم) فقد دخل الكثير الدين الإسلامي عبر قوة الإقناع والتأثير التي مارسته عليهم الدعوة الإسلامية.[7]
الإ أن أول ظهور للنظرية كان في القرن العشرين عبر الفليسوف والمفكر الايطالى أنطونيو غرامشي في نظريته الهيمنة الثقافية ، وفي مؤلفه المهم رسائل السجن فقد أوضح أنَّ الهيمنة الراسمالية تكون من خلال مؤسسات كالمدرسة والكنيسة والجرائد ، والتي تخلق صورة جيدة لدى العامة عن النخبة الراسمالية بهدف السيطرة على عقول هؤلاء وضمان عدم خروجهم عن سياق المجتمع الراسمالي وقد كانت فرنسا أول من استخدم هذا المفهوم عبر التأثير الثقافى على شعوب مستعمراتها عن طريق التعليم الذى هدف إلى خلق صورة جيدة عن المجتمع الفرنسى في تلك المستعمرات ونشر لغتها في تلك المستعمرات.[8] وقد روجت أيضاً كل من بريطانيا وامريكا إلى مبادئ تتماشى من طبيعية نظامها الاقتصادي لكي تخدم مصالحها فاليبرالية والديمقراطية تتماشى إلى حد كبير مع الراسمالية وحرية التجارة فقد حول الرئيس وودرو ويلسون استخدام القوة الناعمة في مبادئها التي ترتكز على السلم وإعادة بناء أوروبا من جديد بعد الحرب العالمية الأولى إلا أنَّ هذا لم يحول دون قيام الحرب العالمية الثانية ، وقد كانت المحاولة الحقيقة بعد الحرب العالمية الثانية لاستخدام القوة الناعمة من خلال برنامج فولبرايت للتبادل الطلابي حول العالم عام 1946 كوسيلة للتاثير في الثقافات والهيمنة على عقول المجتمعات الأخر، وقد تم استخدام القوة الناعمة بشكل كبير في أثناء الصراع الايدلوجي بين المعكسرين الإشتراكي والرأسمالي ، وميل كل من هم في التأثير على عقول وميول الأخر فيشير جوزيف ناي إلى أنَّه قد تم اختراقها بالأفلام والمسلسلات الإمريكية قبل اختراقها من قبل المطارق والجرفات ، مما يدل على استخدام القوة الناعمة بشكل كبير في الصراع الأيدلوجي بين الطرفين.[9]
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى ظهرت نظرية القوة الناعمة على يد جوزيف ناي وتم استخدامها من قبل امريكا كثيراً بعد ذلك الانهيار، وذلك لتأكيد سيادتها على النظام احادية القطبية ونشر قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتخلص من الأنظمة الفاشية إلى الحرب الامريكية على العراق عام 2003 التي اعادت مفهوم القوة الناعمة للاستخدام بكثرة في العلاقات الدولية وقد جاء ضمن هذا الاستخدام وثيقة الشرق الأوسط الكبير والتي قدمتها الولايات المتحددة الأمريكية إلى مجموعة الدول الثمانية الكبيرة عام 2004 فكان الهدف الظاهر منها تمكين المرأة والتحول إلى المجتمع المعرفي بالوطن العربي ، إلَّا أن الهدف الخفي هو السيطرة على العقول والهيمنة على الوطن العربي لكي يسير على النمط الغربي ، ويتم تفكيها عن طريق الثورات الربيع العربي والتي تندرج ضمن استخدامات القوة الناعمة التي استطاعت الاستراتيجية الامريكية الصينية من خلالها داخل مجتمع ما ، ومن ثم بث افكار السيطرة على الشعب وتوجيهم من خلال الاقناع بفساد تلك الانظمة واستخدام الإعلام والتكنولوجيا في ممارسة ضغط أدى إلى سقوط تلك الأنظمة بدون تدخل عسكري مباشر ، وتتطور مفهوم القوة في الآونة الأخيرة ليشمل على القوة الذكية والتي يعرفها ارنست ويسلون بأنَّها قدرة الفاعل الدولي على مزج عناصر القوة الصلبة والقوة الناعمة بطريقة تضمن تدعيم تحقيق الأهداف لهذا الفاعل بكفاءة وفعالية.[10]
عند تسليط الضوء على أهم المفكرين الذين عرفوا القوة الناعمة نجد تعريف ميشيل فوكو الذى يعدّ أن القوة الناعمة هي إجباراً وإلزاماً غير مباشرين وسجال عقلي وقيمي يهدف إلى التأثير على الرأي العام في داخل الدولة وخارجها ، وطبقاً لهذا التعريف فإن القوة الناعمة تكون موجهه للداخل والخارج وليس للخارج فقط ، ويكون الهدف الأساس له التأثير بهدف السيطرة التي تخلق الزاماً غير مباشراً إما زانج فقد جمع بين الوسائل الحضارية والاقتصادية والدعائية التي تهدف الى التأثير والاقناع ، وعليه نرى أنَ ارنست ويلسون اتفق مع ميشيل فوكو في أنَّ القوة الناعمة هي التأثير بالرأي العام وهو ما اتفق عليه أيضا جوزيف ناي ، ولكن ناي استبعد الوسائل الاقتصادية كأحد صور القوة الناعمة في التأثير وقد اكدت التعريفات الثلاثة أن القوة الناعمة تأثير ولكن بوسائل غير عنيفة للسيطرة والهيمنة على العقول بمنظور الجغرافية السياسية.[11]
2- القوة الصلبة والقوة الناعمة في موازين القوى العالمية
لابد من صانعي القرارات في الوحدات السياسية ذات القدرة على تطبيق ستراتيجيات القوة الصلبة والناعمة ان تفرض ارادتها والتأثير على سلوك الدول الاخرى ، حيث تعمل القوة الإمريكية على تنفيذ قراراتها وفق معطيات تستند على مدى التأييد والدعم الذي ينتج عن الاستراتيجية الإمريكية كانت أم الصينية ، في ظل الاستجابة التي تمنحها الأنظمة السياسية ذات الدعم الإمريكي أو الصيني وفق اساليب القوة الصلبة والقوة الناعمة ، التي تتـأخذ من القوة الاقتصادية أداة حجر اساس في فن استخدام القوة الناعمة اتجاه المناطق الجيوستراتيجية ذات الابعاد اللوجستية في رسم الخريطة السياسية العالمية ، وما تركز عليه من من سيطرة تلك الحكومات على الرأي العام ومدى مواجهة حركات التحرر التي تشهدها تلك المناطق ، زد على ذلك فأن القوة الناعمة تسعى إلى استخدام السلاح الاقتصادي كأداة بديلة للسلاح العسكري من أجل الحصول على موقع متميز في الاقتصاد الدولي، الذي تم اعتماده على القوة الناعمة المستخدمة وفق الاستراتيجية الإمريكية وهذا ما نجده واضحاً في دول جنوب شرق اسيا. [12]
وعبر تتبع التطورات الراهنة، يمكن الإتفاق بأن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على إغلاق مضيق ملقا بعد حصولها على دعم من حلفائها في المنطقة كل من سنغافورا، اليابان و كوريا الجنوبية، وغيرها بالنظر إلى طبيعة علاقاتها مع الولايات المتحدة ، اذ نجد أن من أكثر العوامل التي تدفع هاتين القوتين باتجاه إغلاق المضيق في وجه الصين هما أزمة تايوان ومشكلة البحر الجنوبي على الرغم من الأهمية الجيوبولتيكية للمضيق في التجارة الخارجية الصينية. [13] انظر خريطة رقم (2) ، اذ تسعى الولايات المتحدة الامريكية على سياسية الإحتواء لتلك المواقع المهمة في ابجديات السياسة الخارجية لها من أجل الضغط على النمو الصيني بوساطة القوة الناعمة الإمريكية المتبعة مع الدول المتشأطه عليه ، نجده القوة الناعمة واضحه أيضا في الاستراتيجية الصينية لدى دول شمال وجنوب شرق القارة الافريقية ، اذ تعمل الصين على احتواء تلك المناطق وفق بسط نفوذها الاقتصادي ، وهذا ما جعل الجانب الأخر من موازين القوى العالمية والمتمثلة السياسة الخارجية الإمريكية ومالها من ايدلوجية عسكرية تتخذ من القوة الناعمة هدفاً لتحجيم المد الصيني المرتقب من وجهة نظر الجغرافية السياسية.[14]
خريطة رقم (2) القوة الناعمة الإمريكية اتجاه مضيق ملقا في تهديد الامن الصيني
المصدر : محمد عبد السلام ، كيف يمكن التأثير في سلوك الفاعلين الدوليين ، العدد 82 نيسان ، مجلة السياسية الدولية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، جامعة بيروت ، 2012، ص 94
، إذ ادركنا حقيقة القول بأن لا خلاف على القوة سواء كانت صلبة أم ناعمة ترتكز إلى القوة الاقتصادية ، إذ نستدل في استخدام الوسيلة المعتمدة التي كانت عسكرية حتى العقود الأخيرة من القرن الماضي لتتغير الاستراتيجية للقوى العالمية اتجاه القوة الناعمة بعد ذلك وظهور مميز لكلتا القوتين الإمريكية الصينية في بداية الالفية الثالثة وبيان تلك القوى على ضوء التكنلوجية الرقمية ، والتي تجاوزت بها الصين نمو اقتصادي 10% على مستوى العالم مما جعل الولايات المتحدة أن تعيد ترتيب اوراقها نحو خريطة سياسية عالمية تستند على ايدلوجية امريكية تعمل على تحجيم واضعاف ذلك النمو الاقتصادي الصيني ، وبشتى الطرق للفنون الحرب الاستخباراتية والبايلوجية لتكوين خط مواجهه يخضع تحت مسمى حرب الإنابة وفق تفعيل الخلايا والمجاميع الارهابية وسعي إلى اظهار سياسة الامبراطورية الواحدة وتطبيق المشاريع الاستعمارية التي تم اعدادها بين اروقة البيت الابيض وجعل القرن الحالي امريكي بلا منافس.[15] لكن الاستراتيجية الصينية عملت على مواجهة هذا الزحف الكبير للسياسة الإمريكية اتجاه المناطق الحيوية الخاضعة للخط السياسي والاقتصادي الصيني في منطقة القرن الافريقي وحدودها مع الهند وغيرها من المواقع الجيوستراتيجية وفق ابجديات الاستراتيجية الامريكية الصينية وفق موازين القوى العالمية وبمنظور جغرافي معاصر.[16]
2-1 القوة الناعمة في الاستراتيجية الإمريكية الصينية بمنظور جغرافي
اكدت الدراسة التعرف إلى مصادر وأدوات القوة الناعمة الإمريكية وطريقة توظيفها في الصراع من أجل بسط نفوذها السياسي والاقتصادي ، وفق ملامح استراتيجية الولايات المتحدة في توظيف القوة الناعمة في إدارة الصراع مع القوة الناعمة الصينية في رسم الخريطة السياسية العالمية ، ضمن مواقع جيوستراتيجية هادفة إلى انبثاق الزعامة العالمية المرتقبة إذ استندت الاستراتيجية الامريكية على كبح التنين الصيني في عقر داره بواسطة حرب غير معلنه تجسدت بطرق لوجستية اتخذت من الحرب البايلوجية سلاحا لتفعيل امراض وبائية تكون عقبة بوجه النمو الاقتصادي الصيني على نحو ما هو الحال في جائحة كورونا ، إذ تؤكد كثير من معلومات الاستخباراتية أن الولايات المتحدة الإمريكية لها ادراك وافتعال في انتشار فيروس كورونا الذي أدخل العالم في أزمة عالمية ودائرة خطر غير مسبوقة في العلاقات الدولية والتي جعلت من اوجه الصراع مسرحاً اخر انعكس على الواقع الجغرافي والسياسي والاقتصادي ، لتشكل ضربة جيوسترايجية للاقتصاديات الدول الكبرى الطامحة للسيادة العالمية وتحجيمها من النواحي المالية منها والجغرافية والسياسية ، إذ تداخل هذا الوباء مع تصدير الإيديولوجيات ، كما للانخفاض اسعار النفط وترك المشهد في حال هلع في انتظار الدواء مما أصبح هناك حاجة كبيرة في اعادة موازين القوى ، وفق ستراتيجية امريكية ترسم العلاقات الثنائية بين أكبر الدول والرضوخ لإجراءاتٍ فرضها وباء كورونا ، وهذا ما جاء في قرار الرئيس الإميركي دونالد ترامب لمنع السفر من والى أوروبا، باستثناء بريطانيا، الأمر الذي يهدّد كامل الاقتصاد الأوروبي ويعيد فرز العلاقات التقليديّة بين الحلفاء ، مما ينعكس ذلك على الاستراتيجية الصينية في اعادة ترتيب اوراقها اتجاه القوة الناعمة المستخدمة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، واتخاذ ابعاد لوجستية تجعل من المواقع الاستراتيجي المستهدفة لكل من الطرفين الإمريكي والصيني مسرحاً للأحداث المرتقبة من أجل بسط نفوذها عليها بواسطة القوة الناعمة وما تحتويه من آلية الاستحواذ والسيطرة وفق رؤية اقتصادية وسياسية ، تتحتم على الأنظمة السياسية التابعة لتلك المواقع ان ترسم علاقاتها الدولية وفق تلك القوة الناعمة المرسومة لها ، ان ادركنا حقيقة مفادها بأن الحرب النفطية بين روسيا والسعودية لم يكن وباء كورونا محرّكها، لكنه بالتأكيد كان مُساهماً مهمّاً فيها، الأمر الذي أسفر عن أوّل تحدي للقيادة السعودية النفطية والتي تخضع للاستراتيجية الامريكية منذ اكتشاف اول بئر نفطي لديها عام 1925 ، التي تهدف إلى إنزلاق البورصات العالمية وهبوط قيمة العملة الروسية ، و نجد القوة الناعمة حاضره في الاستراتيجية الإمريكية اتجاه ايران التي اشغلتها بالوباء المستجد بايلوجياً ، مما اضطرت إلى تعديل أنماط تصدير ثورتها دون أن تغيب كلياً عن ساحات المواجهة والتي تصب في مصلحة الايدلوجية الإمريكية في تلك المواقع الجيوستراتيجية والعمل على مرتكزات الهيمنة وإعادة رسم الخريطة السياسية حسب مصالحها الاقتصادية والسياسية طويلة الامد ، مما جعلت إيران تناشد صندوق النقد الدولي الذي رفض معونته إلى لبنان ، بالرغم من أنه الوسيلة الوحيدة لإنقاذه من الإنهيار الاقتصادي والسياسي التام ، كونها حليف ستراتيجي لها بمنظور الجغرافية السياسية.[17]
وفي ذات الوقت الصفات المميزة لعصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، تفيد أن جميع أنواع القوة، الصلبة والناعمة والذكية ما هي إلا أدوات لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم ، وخلق عالم يسوده الحق والسلام والحرية . دون لجوء امريكا الى التهديد المباشر بقواتها للصين ، حيث أنها تسعى لتدويل التعامل مع الخطر الصيني وليس التفرد بالتعامل معها فقط مما يكلف امريكا مئات المليارات من الأموال وآلاف الجنود وخسائر قد تتعرض لها ، على الرغم من التحديات التي أفرزتها التطورات السياسية التي شهدتها البيئة الدولية كحقيقة مفادُها بأن الولايات المتحدة الإمريكية لا يمكن أن تكون فاعلةً ومستمرة بالسيطرة والنفوذ على أنساق النظام الدولي عبر القوة العسكرية فقط مما يتطلب استخدام القوة الناعمة ، اذ جسدت انتقاله نوعية من القوة الصلبة إلى القوة الناعمة لتكون نتيجة تحولات اشترطت عليها إعادة النظر باستراتيجية القوة التي وظفتها ، لذلك سعت الاستراتيجية الامريكية إلى تعظيم دور القوة الناعمة في تعزيز القدرات الاستراتيجية لها ودعمها، وأن هذه التعظيم للقدرات ليس وليد اللحظة وإنما نتيجة تراكم مؤشرات الدور العالمي الذي تضطلع به الولايات المتحدة ، فضلاً عن المقومات التي تمتلكها من ثقافة وقيم سياسية وسياسة خارجية منحها أداء هذا الدور الفعال والشامل ، زد على ذلك فأن توظيف القوة الناعمة في الاستراتيجية الإمريكية لم يكن وليد اللحظة على نحو ما أشرنا، وإنما كان له توظيف في حقب مختلفة ، ابتداءً من الحرب الباردة وما لعبته الاستراتيجية الإمريكية تجاه الاتحاد السوفياتي عبر استخدام القوة الناعمة المستندة إلى وسائل الإعلام والجهد الاستخباراتي وأدوات الدبلوماسية العامة ، فضلًا عن المراتب العليا التي احتلتها في مجال التعليم والتقانة واستقبال المهاجرين والعمالة ، مما جعلت من الاستراتيجية الإمريكية ذات مكانة دولية اعطتها تقويم جيوبولتيكي في سياستها الخارجية واعتمادها على إدارة النظام الدولي المستند إلى نظام القطب الواحد.[18]
2-1 الرؤية الإمريكية لرسم الخريطة السياسية العالمية
إن أزمة القوة العالمية الحالية جعلت من الاستراتيجية الإمريكية في خندق ضيق حتم عليها أن تعيد ترتيب اوراقها التي رسمت الخريطة السياسية العالمية منذ انبثاقها في عام 1990 بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم ، مما ينطوي على جملة اخطار جدية يجب الوقوف عليها ومنها الزحف الاقتصادي والسياسي الصيني المتنامي اتجاه العالم كقوة اقتصادية ذات هيمنة عالمية ليشكل تطورا تاريخيا جديدة قد يطيح بالزعامة الامريكية ، وبذلك عملت الاستراتيجية الإمريكية مع حُلفائها إلى رؤية مشتركة ترتكز إلى عدم التدخل العسكري واعتماد القوة الناعمة كستراتيجية جديدة على العكس من التدخل العسكري الذي بات مكلف وينطوي على تطورات وتبعات كبيره ، فعملت على ارهاق الأنظمة السياسية واستنزافها كما هو الحال في سوريا ، وذلك عن طريق توظيف أدوات القوة الناعمة في التحول السياسي.[19] ، اذ دعت الولايات المتحدة النظام السوري إلى التنحي عن السلطة نزولاً عند رغبة الشعب، وأعلنت أنها لن تفرض التحول في سوريا، بل ستدعم الجهود الرامية إلى إقامة دولة ديمقراطية تتسع للسوريين جميعاً، من حيث فرض العقوبات الاقتصادية وشن حملة دبلوماسية لعزل سوريا إقليمياً ودولياً ، كما سعت الى تسليح المعارضة السورية والتنظيمات المسلحة المعتدلة كما أسمتها، وذلك على وفق مبدأ توزيع الأدوار، والعمل على توظيف تكتيك بالإنابة والاستعداد للمرحلة الانتقالية ، وعلى وفق ذلك فإن الولايات المتحدة حين توظيفها للقوة الناعمة تجاه سوريا والشرق الاوسط ، فأنها تسعى إلى تحقيق أهداف أخرى غير معلنة تعمل على استنزاف قدرات سوريا والقوى الداعمة لها ، وتفكيك الدولة السورية من خلال استراتيجية العداءات بين مكونات المجتمع السوري، فضلاً عن تحويل سوريا إلى كيان هشٍ ودولة ضعيفة تُسهم في عدم تحولها إلى مصدر تهديد لإسرائيل والعمل على حفظ امن اسرائيل وبكافة المجالات عسكرياً وسياسياً وجيوبولتيكياً وفق منظور الجغرافية السياسية المعاصرة .[20] انظر خريطة رقم (3)خريطة رقم (3) الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط
المصدر : https://www.pulpit.alwatanvoice.com
وعملت الاستراتيجية الإمريكية على استمرار توظيف القوة الناعمة ، والإبتعاد عن لغة القوة العسكرية واستخدامها، و عمل على تطبيق سياسة القوة الناعمة على أرض الواقعة عبر تعزيز حكمها اللوجستي والعسكري عليها ، ودعم التبادل العلمي وتشجيعه والتعاون في مجال الأبحاث، والسعي عبر تحقيق الأمن الغذائي وأمن الطاقة ، وتقديم المساعدات الإنسانية، فضلاً عن اتخاذ خيار الحوار مع القوى الساعية لبسط نفوذها كأيران وكوريا الشمالية ، والعمل على التراجع عن شن هجوم عسكري على سوريا والدفع بأتجاه الحوار لحل الأزمة المتصاعدة ، وذلك من اجل وفرت المناخ المناسب عبر التدخل عن طريق مبررات عديدة في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق اهدافها الاسترايجية وفق رؤية لرسم خريطة سياسية تخدم وجودها كقوة عالمية واحدة دون منافس عبر العقود القادمة الذي يستدعي رؤية طويلة الأمد واستراتيجية بعيدة المدى لوضعها موضع التنفيذ وتفعيل خارطة طريق استراتيجية تفضي إلى إعادة مكانتها العالمية والعمل على تأسيس لقرن جديد ينعم بالاستقرار ويحافظ على الأمن القومي الإمريكي ، وصولاً الى ملء الفراغ السياسي الذي تسعى إلى احتواءه الكتلة الصينية الروسية في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المناطق الجيوستراتيجية ومنها منطقة الشرق الاوسط المضطرب.[21]
2-2 الرؤية الصينية لرسم الخريطة السياسية العالمية
نجحت الإدارة الصينية عبر مشاريعها الاقتصادية في استثمار هذه الفرصة وتوظيفها في خدمة أهدافها الاستراتيجية بدلاً من أن تكون عائقاً امامها على نحو ما تصور البعض ، وأن الأحداث التي رافقت نموها الاقتصادي في مرحلة ما بعد عام 2004 لتكون القطب العالمي المرتقب وظهور جديد للقارة الاسيوية بزعامة الصين ، والوقوف بوجه احادية القطب العالمية المتمثلة بالاستراتيجية الامريكية نحو العالم عسكرياً واقتصادياً حيث تنظر الاولى الى تقدم الصين بأنه توسع يجعل منها عرضه إلى ضياع سيادة وهيمنتها قرابة نصف قرن من الزمن ، اذ تعمل الثانية على بسط نفوذها خارج حدودها الجغرافية والجيوبولتيكية في ظل الاتفاقية الاقتصادية على تفعيل ميناء جولدار الباكستاني وعقد اتفاقية في استثمار جزيرة بوبيان الكويتية وتوقيع الاتفاقية الصينية العراقية ، على الرغم من التواجد الصيني في القارة الافريقية لذا وجدت الولايات المتحدة الإمريكية بأن الرؤية الاستراتيجية الصينية المدعومة بنمو اقتصادي كبير قد يفوق الاحتمالات الامريكية ، وعليه أصبح هاجس سحب البساط من تحت اقدامها وشيكاً مما يتطلب تفعيل القوة الناعمة بشكل سريع اتجاه مناطق النفوذ الإمريكي الصيني عن طريق منظومة اقمار مراقبة تسمى العيون البراقة، التي تقوم ببث الصور الفضائية للمناطق الجيوستراتيجية الخاضعة لنفوذها والعمل على تحجيم الاستراتيجية الصينية الجديدة اتجاه تلك المناطق ، وبالوسائل اللوجستية والبايلوجية كافة ، كحرب غير معلنة تتجسد في خلق فوضى عارمة على اساسها يتم رسم خريطة سياسية عالمية جديدة على ضوء الإمكانيات المستخدمة في القوة الناعمة لكل من الطرفين ، إذ تسعى الصين الى خلق مراكز قوى لها في المناطق الحيوية من العالم وجعل توسعها الجيوبولتيكي المدعوم باقتصادها الكبير ، وفق مشاريع عملاقة تجاوزت بها حدود الخيال العلمي واوشكت أن تتربع على هرم الاقتصاد العالمي في ظل التقدم التكنلوجي الملحوظ لها ، وبذلك عملت الاستراتيجية الإمريكية على تفعيل الخلايا النائمة المدعومة من قبل الاجهزة الاستخباراتية التابعة لها في انبثاق حرب الانابة داخل اطار الدولة الواحدة.[22]
إذ أصبحت الاسترايجية الصينية وتطلعاتها نحو المناطق الجيوستراتيجية موضوع جدل في اروقة البيت الابيض ، ومن ثم العمل على استراتيجية امريكية تساعد على تفعيل هشاشة اقتصاديات تلك الدول الواقعة ضمن اهداف ورؤية الاسترايجية الصينية وظهور الدور الإمريكي كقوة ناعمة وساندة لتلك الانظمة السياسية الهشة ، التي رسمتها وفعلتها لتكون مرحلة من مراحل الاستراتيجية الإمريكية الجديدة ومواجهة القوى والتكتلات الاقتصادية الكبرى من خلال توظيف الهيمنة الرضائية في السياسة الخارجية الإمريكية التي من خلالها يمكن إطالة أمد السيطرة الأمريكية إلى مدى أبعد ، على الرغم من المحاولات للقوى العالمية في التغلغل ومنح الثقة للدول ذات الحاسة المكانية والسياسية من العالم ، ولذلك انتهجت أسلوباً استراتيجياً نحو تطبيق القوة الذكية Smart Power التي كانت بمنزلة عامل مساعد لتطبيق القوة الناعمة تجاه الشرق الأوسط ، فكان من بين الأهداف الرئيسة للقوة الذكية.[23] ، اذ عملت الاستراتيجية الصينية على تفعيل تلك الثقة وترسيخ جذورها نحو رؤية مستقبلية تجعل من وجودها هدف حتمي يعطي لها وجه اخر ليكون اداة قياس قوة الدول وطريقها نحو بكين اقتصاديا وسياسيا في ظل الظروف الراهنة بمنظور جغرافي.
3- الافاق المستقبلية للقوة الناعمة في نظرية توازن القوى العالمية
نظراً لتنامي أوجه الصراع الإمريكي الصيني وتداعياته ضمن ستراتيجيات القوة الناعمة لكل منهما وانعكاسها على الخريطة السياسية العالمية ، وتداعيات الراهنة للحد من تنامي استخدام القوة العسكري في المناطق لحيوية من العالم ، إذ إنهاء عسكرة السياسة الخارجية وإعادة الإعتبار للقوة الناعمة ، وتكريس المزيد من المال والجهد لتنميتها، زد على ذلك فأن القوة الصلبة الإمريكية وعلى الرغم من أنها تتمتع بقدرة هائلة فيما يتعلق بقوتها ، إلا أن الركون إلى وزارة الدفاع بحجة قدرتها على تحقيق الأهداف لابد من أن يشوه صورة السياسة الخارجية الأمريكية.[24]
تؤدي الضغوط الدولية دورا هاما في مستقبل القوة الناعمة ، إذ تشكل عبئاً كبير في إدامة التفوق العسكري الإمريكي ، إذ اتجهت الإدارة الإمريكية نحو إدامة تفوق القوات المسلحة وتطوير خبراتها، وإعادة بعض التعديلات على تشكيلاتها، وحجمها، وتسليحها بغية التقليل من الإنفاق عن طريق بناء جيش ذكي وصغير الحجم يعتمد على الجانب التكنولوجي والبرامج المتطورة، وهذا من شأنه أن يخلق بيئة عسكرية ملائمة لأداء المؤسسة العسكرية التي من شأنها الحفاظ على الأمن القومي ، ومن ثم توظيف القوة الناعمة تجاه الاستراتيجية الصينية ، نتيجة قراءة واقعية بعدم فعالية استخدام القوة الصلبة ، فضلاً عن حسابات إقليمية ودولية واضحة مفادها أن اللجوء إلى الخيار العسكري ليس مجدياً ، نظراً إلى تدني مؤشرات النجاح عند استخدام هذا الخيار اتجاه تنامي الاقتصاد الصيني وستراتيجياتها اتجاه المناطق الحيوية من العالم ، وعليه جعل القوات الإمريكية في أفغانستان والخليج العربي والعراق وجميع المصالح الإمريكية في المنطقة عرضة للخطر وأهداف واضحة للطموح الصيني في احتوائها اقتصادياً وسياسياً ضمن اطار مجاله الحيوي.[25] ، وتسعى الولايات المتحدة الإمريكية إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في مصر المتمثلة بـحق مرور القوات البحرية الإمريكية إلى قناة السويس، واستمرار اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل ، وتعاون مصر مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وشجعت الحوار بين الحكومة والمعارضة بهدف التوصل إلى اتفاق وتسوية سياسية، كما هناك وقوف كل من روسيا والصين في الشرق الاوسط متمثل بالنظام السوري ، والخشية لصناع القرار في الولايات المتحدة من أنحراف المهمة أو السقوط في المستنقع السوري كما هو الحال في حرب العراق وأفغانستان ، مما يتطلب استخدام القوة الناعمة كوسيلة لردع تلك المخططات الصينية الهادفة لتحجيم السياسة الخارجية الإمريكية عن طريق توظيف القوة العسكرية ، والعمل على تحقيق الانتعاش الاقتصادي عن طريق خطة اقتصادية تشمل حزمة حوافز لمواجهة الأزمة المالية والركود الاقتصادي الذي أصاب الاقتصاد الإمريكي، وتأمين مصادر الطاقة ، إذ أشار تقرير صادر عن مجلس الاستخبارات الوطنية الإمريكية عام 2016 إلى أن السنوات الخمس عشرة المقبلة ستشهد صراعاً محتدماً على مستقبل الطاقة، نظراً لتغيير موازين القوى العالمية واعتماد الكثير من الدول في صعودها على القوة الاقتصادية.
ومن دراسة الخريطة السياسية العالمية نجد هناك أمور عدة تتجسد في الاستراتيجية الامريكية الصينية الهادفة في استخدام القوة الناعمة اتجاه تلك المناطق الحيوية ومنها دول الشرق الاوسط ،اذ تتباين من حيث مؤهلاتها الطبيعية والبشرية في ما بينها ، وبذلك تساهم امريكا والصين مساهمة فعالة في الانظمة السياسية الموجودة ضمن الرقعة الجغرافية العربية والغير عربية ، وفق رؤية ستراتيجية طويلة الأمد تتأخذ اشكالاً اقتصاديا وسياسياً تؤدي الى تحجيم قدرات تلك البلدان وتمديد تنمية التخلف اليها في ظل اعتماد سياسة المراوغة في فن القوة والمتمثلة بالقوة الناعمة اتجاه ذلك الإقليم ، والذي يقع تحت انظار تلك القوة الطامحة للهيمنة والاستحواذ والسيطرة على مقدرات وموارد تلك الدول وعلى رأسها النفط ومنابعة ، التي تعتبر المنطقة الاولى على مستوى العالم ، على الرغم من اهميتها الجيوستراتيجية اضافة الى ذلك بعُدها التاريخي والحضاري والذي تسعى تلك القوى في ستراتيجياتها الهادفة الى طمس تلك الهوية وتجزأـت المجزأ في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ضوء ما تحتويه من ابعاد ستراتيجية وجيوستراتيجية ذات منحى طويل الامد من وجهة نظر الجغرافية السياسية.[26]
الاستنتاجات والتوصيات
توصلت الدراسة الى جملة من الاستنتاجات وعلى النحو الآتي:-
1- اثبت أن القوة الناعمة لها تأثير كبير في تطبيق الاستراتيجية الإمريكية الصينية في المناطق الحيوية مقارنة باستخدام القوة العسكرية الصلبة ، مما منحها هاتين القوتين مسارات في رسم الخريطة السياسية العالمية عن طريق استفحال جائحة كورونا.
2- على الرغم من النمو الاقتصادي الصيني المتسارع لكن استراتيجية الامريكية في تطبيق القوة الناعمة تفوقها على الاستراتيجية الصينية في ظل كوفيد19.
3- القوة الناعمة سلاح ذو حدين في ظروف السلم والحرب الغير معلنه كالحرب البايلوجية المستحدثة ومنها كوفيد 19 وتفعيل الخلايا النائمة في ستراتيجيات القوى العالمية.
4- القوة الناعمة مصطلح محدد استخدامه وفق سترايجية خاصة للقوى العالمية حصرا ، مما تعجز القوى الاقليمية على تطبيقه ضمن سيادتها الاقليمية.
5- اظهرت الدراسة اهمية منطقة الشرق الاوسط بالنسبة للاستراتيجيات الامريكية والصينية ضمن رؤية جيوستراتيجية تستهدف الهيمنة والنفوذ للقوتين الصلبة والناعمة على سواء.
و هناك جملة من التوصيات التي وضعت كأجابات لما توصلت اليه الاستنتاجات وعلى النحو الآتي :-
1- تفعيل دور الأنظمة السياسية في إدارة مواردها الاقتصادية من أجل الوصول للقوة الصلبة ومن ثم القوة الناعمة في المستقبل القريب والوقوف بوجه جائحة كورونا.
2- الإنفتاح الاقتصادي للدول ذات الموقع الاستراتيجي صوب الصين وفق الاستراتيجية الصينية كونها أصبحت سوقاً اقتصادياً لها بحكم الاتفاقيات التي ابرمت معها في الأيام الماضية .
3- الوقوف على الاشكاليات القائمة ومعالجتها في اساليب القوة الناعمة ضمن الرقعة الجغرافية العربية ومن ثم على مستوى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام في ظل كوفيد19 ، لما تحتويه من مؤهلات القوة العالمية بمنظور الجغرافية السياسية.
4- الإبتعاد عن اوجه الصراع الدولي مابين القوى الكبرى وفتح ابواب الحوار الاقليمي وترسيخ جذور البعُد الحضاري والتاريخي من أجل الوصول إلى ابجديات القوة الناعمة والعمل على مواجهة التحديات ومنها جائحة كورونا .
المصادر
1- ابراهيم ، أحمد حسن ، الجغرافيا السياسية ، الطبعة الرابعة ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، 2009
2- أبو حلاوة ، كريم ، سياسيات القوة الذكية ودورها في العلاقات الدولية ، مركز دمشق للأبحاث والدراسات ، جامعة دمشق ، 2016
3- الاخرس ، حسن محمد اسماعيل ، الجغرافيا السياسية ، الطبعة الاولى ، دار المعتز للنشر والتوزيع ، عمان ، 2019
4- بحيرى ، حسن على ، القوة الناعمة ، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية ، جامعة القاهرة ، 2010
5- بريجنسكي ، زبيغنيو ، رؤية الاستراتيجية امريكا وازمة السلطة العالمية ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 2012
6- بلمادي ، سفيان ، جيوسياسة المضايق البحرية الإستراتيجية وأمن إمدادات الطاقة مضيق ملكا و أثره على أمن الطاقة الصيني “نموذجا” ، اطروحة دكتوراه ، كلية العلوم السياسية ، جامعة الجزائر3 ، 2015
7- جاد الرب ، حسام الدين ، الجغرافية السياسية ، الطبعة الثانية ، الدار المصرية اللبنانية ، 2016
8- جاد الرب ، حسام الدين ، القوة الناعمة والدور في العلاقات الدولية ، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ، جامعة اسيوط ، مصر ،2013
9- الحسيني ، عبد الحسن ، التنمية البشرية وبناء مجتمع المعرفة قراءة في تجارب الدول العربية واسرائيل والصين وماليزيا ، الطبعة الاولى ، الدار العربية للعلوم ناشرون ، بيروت ، 2008
10- درغام ، راغده ، تداعيات كورونا بمنظور الجغرافية السياسية ، العدد الثاني مارس ، مجلة المستقبل العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2020
11- سعودي ، محمد عبد الغني ، الجغرافية السياسية المعاصرة دراسة الجغرافيا والعلاقات السياسية الدولية ، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ، 2010
12- الشواورة علي سالم احميدان ، الجغرافية السياسية وتحالفاتها الدولية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ،الطبعة الاولى ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2018
13- ظافر ، مسفر بن ، إستراتيجية توظيف القوة الناعمة لتعضيد القوة الصلبة في إدارة الأزمة الإرهابية في المملكة العربية السعودية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض، 2010
14- عبد السلام ، محمد ، كيف يمكن التأثير في سلوك الفاعلين الدوليين ، العدد 82 نيسان ، مجلة السياسية الدولية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، جامعة بيروت ، 2012
15- عبد العزيز ، حامد بن ، أثر القوة في العلاقات الدولية ، رسالة ماجستير، كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية ، جامعة الخرطوم ،2006
16- عبدو ، باسم ، القوة الناعمة والقوة الصلبة ، العدد 716 ، مركز الدراسات الدولية ، جامعة دمشق ، دمشق ، 2009
17- عزيزات ، هشام ، من مبادئ ويلسون الـ «14» إلى مبادئ عبدالله الثاني الـ «7» ، مركز الكاشف للدراسات الاستراتيجية ، مجلة سياسات دولية ، الرباط ، 2004
18- محبوب ، عبدالحفيظ بن عبدالرحيم ، الجغرافيا السياسية العالم يشكل وحدة جغرافية سياسية واحدة ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2020
19- مقبل ، ريهام ، عناصر وأشكال القوة في العلاقات الدولية ، العدد 82 نيسان ، مجلة السياسية الدولية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، جامعة الجزائر03 ، 2012
20- الموسوي ، محمد عرب ، ماجد صدام سالم ، الجغرافية السياسية بين النظرية والتطبيق الجيوعسكري ، الطبعة الاولى ، دار الرضوان للنشر والتوزيع ، عمان ، 2019
21- ناى ، جوزيف ، ملزمون بالقيادة الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية ، دار نشر بيسك بوكس ، نيويورك ، 1990
22- هاني ، محمد ، الشرق الاوسط مسرح الامم ، العدد 6 ، مجلة افاق دولية ، مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية ، جامعة بيروت، بيروت ، 2016
23- ياسين ، عمار حميد ، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، اطروحة دكتوراه كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد،2016
24- Ernest J. Wilson, Annals of the American Hard Power, Soft Power, Smart Power 1 Academy of Political and Social Science ,NewYourk,2008,p.89.
https://www.pulpit.alwatanvoice.com -25
[1] حسن على بحيرى ، القوة الناعمة ، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية ، جامعة القاهرة ، 2010 ، ص23.
[2] باسم عبدو ، القوة الناعمة والقوة الصلبة ، العدد 716 ، مركز الدراسات الدولية ، جامعة دمشق ، دمشق ، 2009 ، ص28.
[3] ريهام مقبل ، عناصر وأشكال القوة في العلاقات الدولية ، العدد 82 نيسان ، مجلة السياسية الدولية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، جامعة الجزائر03 ، 2012 ،ص134.
[4] حسام الدين جاد الرب ، القوة الناعمة والدور في العلاقات الدولية ، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ، جامعة اسيوط ، مصر ،2013 ، ص28.
[5] كريم أبو حلاوة ، سياسيات القوة الذكية ودورها في العلاقات الدولية ، مركز دمشق للأبحاث والدراسات ، جامعة دمشق ، 2016 ، ص79 .
[6] جوزيف ناى ، ملزمون بالقيادة الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية ، دار نشر بيسك بوكس ، نيويورك ، 1990 ، ص21.
[7] حامد بن عبد العزيز ، أثر القوة في العلاقات الدولية ، رسالة ماجستير، كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية ، جامعة الخرطوم ،2006 ،ص78
[8] أحمد حسن ابراهيم ، الجغرافيا السياسية ، الطبعة الرابعة ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، 2009 ، ص109
[9] مسفر بن ظافر، إستراتيجية توظيف القوة الناعمة لتعضيد القوة الصلبة في إدارة الأزمة الإرهابية في المملكة العربية السعودية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض، 2010 ،ص24
1. Ernest J. Wilson, Annals of the American Hard Power, Soft Power, Smart Power 1 Academy of Political and Social Science, NewYork,2008,p.89.
[11] هشام عزيزات ، من مبادئ ويلسون الـ «14» إلى مبادئ عبدالله الثاني الـ «7» ، مركز الكاشف للدراسات الاستراتيجية ، مجلة سياسات دولية ، الرباط ، 2004 ، ص178
[12] محمد عبد الغني سعودي ، الجغرافية السياسية المعاصرة دراسة الجغرافيا والعلاقات السياسية الدولية ، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ، 2010 ، ص227
[13] سفيان بلمادي ، جيوسياسة المضايق البحرية الإستراتيجية وأمن إمدادات الطاقة مضيق ملكا و أثره على أمن الطاقة الصيني “نموذجا” ، اطروحة دكتوراه ، كلية العلوم السياسية ، جامعة الجزائر3 ، 2015 ، ص18
[14] عبدالحفيظ بن عبدالرحيم محبوب ، الجغرافيا السياسية العالم يشكل وحدة جغرافية سياسية واحدة ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2020 ، ص361
[15] محمد عبد الغني سعودي ، مصدر سابق ، ص228
[16] حسن محمد اسماعيل الاخرس ، الجغرافيا السياسية ، الطبعة الاولى ، دار المعتز للنشر والتوزيع ، عمان ، 2019 ، ص276
[17] راغده درغام ، تداعيات كورونا بمنظور الجغرافية السياسية ، العدد الثاني مارس ، مجلة المستقبل العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2020 ، ص90
.[18]عمار حميد ياسين، دراسة مقارنة بين توظيف القوة الصلبة والناعمة نماذج مختارة، اطروحة دكتوراه كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد،2016 ، ص2
[19] زبيغنيو بريجنسكي ، رؤية الاستراتيجية امريكا وازمة السلطة العالمية ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 2012 ، ص13
[20] علي سالم احميدان الشووارة ، الجغرافية السياسية وتحالفاتها الدولية سياسياً وعسكرياًواقتصادياً ،الطبعة الاولى ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2018 ، ص477
[21] زبيغنيو بريجنسكي ، مصدر سابق ، ص145
[22] محمد عرب الموسوي ، ماجد صدام سالم ، الجغرافية السياسية بين النظرية والتطبيق الجيوعسكري ، الطبعة الاولى ، دار الرضوان للنشر والتوزيع ، عمان ، 2019 ، ص636
[23] عبد الحسن الحسيني ، التنمية البشرية وبناء مجتمع المعرفة قراءة في تجارب الدول العربية واسرائيل والصين وماليزيا ، الطبعة الاولى ، الدار العربية للعلوم ناشرون ، بيروت ، 2008،ص313
[24] علي سالم احميدان الشواورة ، مصدر سابق ، ص459
[25] المصدر نفسه ، ص470
[26] حسام الدين جاد الرب ، الجغرافية السياسية ، الطبعة الثانية ، الدار المصرية اللبنانية ، 2016 ، ص 349