د/ محمد الأمين محمد بوسف كبر
أستاذ مشارك, جامعة النيل الأبيض ، السودان
m.kiber@gmail.com
00249123540220
الملخص :
يهدف البحث إلى تحديد إيجابيات وسلبيات العقاب البدني في مدارس مرحلة التعليم الأساسي من وجهة نظر المعلمين ، وموقفهم من العقاب البدني في المدارس . واختار الباحث 88 معلمة ومعلم من ذوي الخبرة والمؤهلات العالية كعينة بطريقة قصدية من مجتمع البحث الذي يتكون من الموجهين ومديري المدارس ، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي والاستبانة كأداة للبحث ، والمعالجات الإحصائية ببرنامج ( SPSS ) ، وكانت النتيجة موقف المعلمين محايد تجاه إلغاء العقاب البدني بمرحلة الــتعليم الأساسي وكذلك موقفهم محايد تجاه سلبيات العقاب البدني ، مع موافقتهم على 16 إيجابية من بين 17 عرضت عليهم .
الكلمات المفتاحية : العقاب البدني ، التعليم الأساسي ، وسيلة ايجابية، وسيلة سلبية، العقاب المدرسي
Corporal Punishment in the Basic stage, Is it a Positive tool or a Negative one from Teachers’ Point of view?
D/ Mohed Elamin Mohed Yousif Kiber Associate Professor, White Nile University, Sudan
Abstract
The objective of the research is to identify the teachers of basic stage point of view toward eliminating corporal punishment, and its positives and negatives The researcher has chosen the descriptive-analytical method and a questionnaire as a research tools. The research sample is )88( school teachers who have high qualifications and reasonable experience, and have intentionally chosen, from Eldiwam administrative unit basic school teachers. SPSS program has been used. The result is the neutrality of the sample towards eliminating corporal punishment in the schools of basic stage and negative points, while the sample agreed on 16 positive points out of 17 ones given to them.
Keywords:
Corporal punishment, Basic stage, Positive punishment, Negative punishment, School punishment,,
المقدمة :
العقاب مسألة قديمة قدم الإنسان ، فمنذ أن خلق الله تعالى آدم في الجنة ، حيث عصى ربه عاقبه الله بإنزاله إلى الأرض، فأصبح العقاب والثواب جزءاً من حياة الإنسان في الدنيا والآخرة . والحياة لا تستقيم إذ خلت من الثواب والعقاب ، ولكن الجدل يدور حول العقاب البدني في تربية الأطفال . ويرجع ظهور العقاب البدني إلى المعتقدات الثقافية للامم المختلفة ، والاعتقاد أن العقاب البدني ينفع الطفل ويعدل من سلوكه . ويلجأ المعلمون إلى استعمال العقاب لعلاج سلوكيات غير مرغوبة ، اعتقاداً منهم أنه يؤدي إلى نتائج طيبة .
وقد رفض بعض العلماء استخدام العقاب في المدارس ، منهم الفيلسوف والمربي الإنجليزي جون لوك ، حيث يرى أن العقوبات المطبقة في المدارس ليست فقط غير مثمرة ، إنما هي محفوفة بالمخاطرلأنها تدفع التلميذ إلى مقت ما يجب أن يحبه . وسار في نفس المسار الفيلسوف منتونسكي فهو يرى أن النظام القاسي الذي كان سائداً في مدارس زمانه ، ملأ نفوس التلاميذ بالذعر والقلق وعودهم على القسوة ( ذهبية , 2011 ، 12 ) .
فالعقاب قضية تربوية لابد منه ، ولكن التجاوز في أشكال العقوبة ومدى مناسبته للخطأ هو مدار البحث والجدل الدائر . ويدور الحديث في أروقة المنظمات الدولية حول العقاب الجسدي بصورة أساسية ، فترى لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة أن كل أنواع العقاب البدني للأطفال يتعارض مع إتفاقية حقوق الطفل وإتفاقية حقوق الإنسان ، وأن استخدام العقاب البدني يتعارض مع كرامة الإنسان ، وأن العنف مع الأظفال لا يقبل تحت كل الظروف . وتحث اللجنة كل الدول لمنع العقاب الجسدي للأطفال مهما كان بسيطاً سواءً من الأسرة أو المدرسة (Surat, 2005: 27-29 )
تعتبر كل منظمات الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، العقاب البدني للأطفال إنتهاك لحقوق الإنسان . وقد تم اطلاق المبادرة الكونية لإنهاء كآفة أشكال العقاب البدني للأطفال في عام 2001 م في جينيف خلال جلسات مجلس حقوق الإنسان. إذ أن العقاب البدني للأطفال كالضرب بالسياط أو العصى ، ممارسة متبعة في المدارس في عدد كبير من البلدان . وتطلب إتفاقية حقوق الطفل من البلدان الأطراف فيها اتخاذ جميع التدابير المناسبة بغية كفالة المحافظة على الانضباط في المدارس بصورة تتسق مع الإتفاقية . وتفيد المبادرة العالمية لإنهاء جميع أشكال العقاب البدني للأطفال بأن 102 بلداً قد حظرت جميع أشكال العقاب البدني في المدارس ولكن إنفاذ الحظر يتفاوت من بلد لآخر ( الجمعية العامة للأمم المتحدة , 2006 : 16 )
مشكلة البحث :
العقاب أسلوب تربوي متعارف عليه منذ القدم . ويعرف بأنه العمل أو المثير الذي يؤدي إلى إضعاف أو إنهاء بعض الأنماط السلوكية , وذلك بالقيام بتطبيق مثيرات تكون بطبعها منفرة أو بحذف مثيرات مرغوب فيها من السلوك نفسه بحيث يتحول السلوك من موضع الأهتمام إلى الإندثار.
وقد أشار الإسلام إلى بعض أنواع العقاب التربوي ، في سنن أبي داوود عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله ( ص ) قال في أمر صلاة الأطفال” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر “. إذن العقاب مسألة تربوية متفق عليها ، ولكن الخلاف في أنواعها وأساليبها ومنها الضرب الذي يرى علم النفس الحديث أنه غير تربوي بينما ثقافتنا السودانية وموروثنا الإسلامي يرى ضرورة العقاب البدني في بعض الحالات الشاذة . وقد جاء قانون حقوق الطفل في السودان مجارياً لتوجهات منظمات المتحدة القاضية بمنع العقاب البدني . وقد أثار هذا القانون كثيراً من الجدل في الأوساط السودانية المختلفة ، وصل الحد أن يصرح رئيس الجمهورية ( البشير ، 2016 ) بأنه لا بد من إعادة عقوبة الجلد في المدارس . ولعل هنالك أسباب تربوية قوية أدت إلى التوجيه بمنع العقاب البدني في المدراس , وبما أن المعلمين أكثر الناس يعنيهم هذا الأمر فالسؤال الأساسي ماهي مزايا وسلبيات العقاب البدني في المدارس من وجهة نظر المعلمين ؟
أهمية البحث :
تساعد نتائج البحث متخذي القرار على تثبيت أو إلغاء العقاب البدني في المدارس ، ويمكن أن يستفاد من البحث في دورات تدريب المعلمين ، ويفتح البحث المجال لبحوث أخرى في هذا المجال ، كما لم يقف الباحث علي دراسة في هذا المجال في السودان حسب علمه .
أهداف البحث :
التعرف علي إيحابيات العقاب البدني في مرحلة التعليم الأساسي من وجهة نظر المعلمين .
التعرف على سلبيات العقاب البدني في مرحلة التعليم الأساسي من وجهة نظر المعلمين .
عمل المقارنة بين سلبيات وإيجابيات العقاب البدني وتحديد وجهة نظر المعلمين حول إلغاء العقاب البدني بمدارس مرحلة التعليم الأساسي ؟
حدود البحث :
الزمانية : 2022 م
المكانية : السودان ، ولاية النيل الأبيض ، مدينة الدويم .
الموضوعية : العقاب البدني في مرحلة التعليم الأساسي وسيلة سلبية أم وسيلة إيجابية
فروض البحث :
للعقاب البدني لتلاميذ مرحلة الأساس بعض الإيجابيات .
للعقاب البدني لتلاميذ مرحلة الأساس سلبيات كثيرة .
ضرورة إلغاء العقاب البدني لتلاميذ مرحلة الأساس لأن سلبياته أكثر من إيجابياته.
الدراسات السابقة
دراسة الحارثي ( 1991 م ) هدفت إلى الكشف عن الاتجاهات السائدة لدى أولياء الأمور والمعلمين في مدينة مكة المكرمة نحو استخدام العقاب البدني . توصلت الدراسة إلى أن نحو( 67% ) من أفراد العينة يعارضون استخدام العقاب البدني في المدارس ، ويرون أنه يؤدي إلى آثار سلبية كالعدوانية والعنف والهروب من المدرسة . ووصى الباحث بعدم استعمال العقاب البدني إلا في حدود ضيقة ورفع مستوى المعلمين في التعليم الأساسي .
دراسة الهاجري ( 1993 م ) عرض العقاب البدني كأسلوب من الأساليب الشائع استخدامه في ضبط الفصول الدراسية ، وأورد الباحث بعض الآراء التربوية المؤيدة والمعارضة لاستخدام العقاب البدني في الفصل ، وتوصل الباحث أن معظم خبراء التربية المهتمين بإدارة الفصل وضبطه يعارضون العقاب البدني ويرون عدم جدواه في تعديل سلوك التلاميذ . ويوصي الباحث بمزيد من الدراسات والتعرف على أراء التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين .
دراسة السورطي ( 2003 م ) هدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات معلمات رياض الأطفال في الأردن نحو العقاب البدني من خلال الإجابة على بعض الأسئلة التي تتعلق باتجاهاتهم نحو العقاب البدني وأسبابه . وأظهرت النتائج أن الاتجاه العام لمعلمات رياض الأطفال في الأردن نحو العقاب البدني سلبي وقريب من الحياد ، وأن أهم أسباب العقاب البدني التفوه بعبارات سيئة ، واعتداء الطفل على زملائه ، والشغب ، واتلاف ممتلكات الروضة . ولم تظهر النتائج فروق ذات دلالة احصائية في اتجاه المعلمات نحو العقاب البدني تعزى للخبرة أو العمر ، ولكن ظهرت فروقات ذات دلالة احصائية تعزى إلى الحالة الاجتماعية .
دراسة مزعل وسعدون ( 2010 م )استهدف البحث معرفة حدة السلوك العدواني لدى تلاميذ الصف السادس الإبتدائي في محافظة ذي قار بالعراق ، وكذلك التعرف على مستوى أساليب العقاب الوالدية وإيجاد العلاقة بين السلوك العدواني وأساليب العقاب الوالدية ، تم قياس السلوك العدواني بواسطة مقياس تم بنائه من قبل الباحثان ، وتم إعداد قائمة بأساليب العقاب المتبعة من الوالدين . وقد أظهرت النتائج أن أفراد العينة لديهم نزعة عدوانية نتيجة أساليب العقاب الوالدية وأن أساليب العقاب البدني الوالدية تتنوع وتتمثل في : الضرب على أجزاء متفرقة من الجسم ، والطرد من البيت ، والتوبيخ ، والحبس ، والكي بالنار ، وأن العلاقة بين السلوك العدواني لدى أفراد العينة وأساليب العقاب الوالدية تنمو باطراد أي كلما زادت أساليب العقاب البدني زاد السلوك العدواني .
دراسة ذهبية ( 2011 م ) تهدف الدراسة إلى معرفة أثر السلوك العدواني على العقاب المعنوي أو العقاب الجسمي . استخدمت الباحثة الاستبانة ومقياس السلوك العدواني المعدل لتتناسب مع البيئة الجزائرية ، وتم تطبيق الاستبانة والمقياس على عينة من التلاميذ التعليم المتوسط والتعليم الثانوي بلغ عددهم ( 240 ) . وبعد التحليل وفقاً للحزمة الاحصائية ( SPSS ) ، كانت النتائج : لا توجد علاقة بين العقاب الجسمي وظهور السلوك العدواني لدى تلاميذ التعليم المتوسط والتعليم الثانوي ، وأيضاً لا توجد علاقة بين العقاب المعنوي وظهور السلوك العدواني لدى تلاميذ التعليم المتوسط والتعليم الثانوي . وهذه النتائج تؤكد أن هنالك عوامل أخرى تؤدي إلى ظهور السلوك العدواني لدى تلميذ في النعليم العام
دراسة أبو عاقلة ( 2015 م ) تهدف الدراسة إلى التعرف على الآثار المترتبة على لجوء المعلم إلى العقاب اللفظي تجاه التلاميذ والتعرف على الضوابط المستخدمة في العقاب البدني من قبل الإدارة المدرسية . استخدم الباحث المنهج الوصفي ، وتمثل مجتمع البحث في مديري مدارس مرحلة الأساس بمحلية الخرطوم ، والأدوات المستخدمة الاستبانة والمقابلة ، وقد توصل الباحث أن إلغاء العقاب البدني يؤدي إلى لجوء المعلم للعقاب اللفظي والذي يعد أسلوب غير تربوي ، له آثار خطيرة على التلاميذ ، كما يتسبب في ترك المدرسة إذا كثر العقاب ، ويوصي الباحث بمنع العقاب اللفظي في حقل التعليم وإجراء دراسة تحدد ضوابط العقاب البدني ومتى الحاجة إليها ؟
دراسة بوظفان ، زقرور ( 2019 ) . هدفت إلى معرفة علاقة العقاب المدرسي بالتحصيل الدراسي للتلاميذ من وجهة نظر المعلمين ، استخدم الباحثان المنهج الوصفي والاستبانة ، وأظهرت النتائج أن استعمال العقاب الحسدي يؤدي أحياناً إلى زيادة النتائج الدراسية للتلاميذ وأن العقاب المدرسي بنوعيه الجسدي واللفظي وسيلة ناجحة وأسلوب فعال ومفيد في التربية
تؤكد الدراسة الحالية أن المعلمون رغم مؤهلاتهم في مجال التربية وعلم النفس لا زالوا متردون في تأيدهم لإلغاء العقاب البدني في مرحلة التعليم الأساسي .
التعليق على الدراسات السابقة
واضح من الدراسات السابقة المذكورة في هذه الدراسة أن هنالك دراسة بوظفان ( 2019 ) يؤيد العقاب البدني بينما كل الدراسات السابقة الواردة في البحث تعارضه أو تقف محايدة تجاه العقاب البدني . أما الدراسة الحالية فتؤكد الموقف المهتز للمعلمين تجاه الستخدام العقاب البدني في مرحلة الأساس .
مفهوم العقاب :
يعرف العقاب على أنه العمل أو المثير الذي يؤدي إلى إضعاف أو إنهاء بعض الأنماط السلوكية ، وذلك بالقيام بتطبيق مثيرات التي تكون منفرة بطبيعتها ، وغير مرغوب فيها ، أو بحذف مثيرات مرغوب فيها من السلوك نفسه بحيث يتحول هذا السلوك من وضع الأهتمام إلى الإندثار ( نصرالله ، 2008 : 197 ) .
وعرف أيضاً بأنه منع الممارسات غير المرغوبة ، وزجر السلوك السيئ وذلك من خلال معالجة الخلل وتقليله وفق أهداف مرسومة وبشكل موضوعي ، ويحفظ كرامة الإنسان برفق ويضبط سلوكه بحزم مما يكفل توجيه الأداء نحو الأفضل ( ملك ، 2004 ) وتأتي العقوبة في الكتابات الإسلامية أحياناً بمعنى التأديب فيقال أدبته تأديباً إذا عاقبته على إساءته .
مفهوم العقاب البدني :
هو كل عقاب يهدف إلى إيقاع الألم والأذى في جسم الطفل كالضرب ، والركل ، وجر الأذن ، وإجبار الطفل على الوقوف ، والحجز وغيرها ، ويسبب الألم للطفل ( ذهبية ، 2011 : 11 ) . وتبنت لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة تعريفاً شاملاً للعقاب البدني بأنه أي عقوبة تستخدم فيها قوة مادية بقصد إحداث ألم جسدي أو توتر مهما كان بسيطاً ، ويشمل : الضرب للطفل باليد ، أو السوط ، أو العصا ، أو القاش ، أو الجزمة ، أو معلقة ، ويشمل ، الركل (kicking ) ، أو الهز( shaking ) ، أو الخربشة ( scratching) ، أو العض ( biting ) ، أو جز الشعر أو الأذن( pulling hair or ear) ، أو لكمة ( boxing) ، أو الحريق burning ))…… ( الجمعية العامة للأمم المتحدة , 2006 )
أسباب ارتكاب الطفل الأخطاء وكيفية المعالجة :
يرجع أسباب ارتكاب الأطفال الأخطاء لعدة أسباب ، إما فكرياً كأن لا يوجد عند الطفل مفهوم صحيح عن الشئ ، وإما عملياً كأن يقوم بعمل فلا يجيده ، وإما نابعاً من إرادة حازمة من الطفل وإصراره على الخطأ ، ولكل نوع طريقته في التعامل ( تهاني ، 2008 ) .
فحين يكون الخطأ ناتجاً عن سوء فهم حقيقة الأشياء ، يعمد الوالدان إلى التوضيح والتفسير ، فإذا عرف الصبي الصواب اتبعه .فقد جاء في رياض الصالحين للنووي حديث رقم ( 298 ) أن النبي( ص ) حين رأى الحسن والحسين يأكلان تمرة من تمر الصدقة قال صلى الله عليه وسلم لهما : كخ كخ ارم بها أما علمت أنًا لا نأكل الصدقة . وأحياناً يخطئ الطفل بقيام بعمل لم يسبق له عمله من قبل فلا يحاسب على خطئه لأنه من الطبيعي ليست لديه خبرة سابقة ، ولكن يمكن معالجته كما عالج الرسول صلى الله عليه وسلم الصبي الذي لم يعرف كيف يذبح الشاة كما جاء في سنن أبي داوود إذ قال له : تنح حتي أريك . أما إذا كان الطفل يعلم أن ما يفعله خطأ وأصر عليه ولم يحسن سلوكه ، حينئذ يجوز عقابه لإصلاح الإعوجاج إذ أقر النبي صلى الله عليه وسلم ضربه إذا بلغ عشر سنين ولم يصل ولم ينفع معه التوجيه والإرشاد ( الحديث ذكر سابقاً ) .
أهمية أسلوب العقاب ( ملك , 2004 , 13 ) :
لا تتحقق التربية إلا بقدر من الحزم والاعتدال في اللجوء للعقاب لتحقيق النظام .
استخدام العقاب بصورة تربوية يؤصل في نفس الطفل تقدير القيم والإلتزام بها
التشوق لنيل الثواب والحصول على الثناء .
يدرك الطفل حرص أهله على مصلحته .
يؤدي إلى تحمل المسؤولية والتفكر في تبعات التصرفات .
يعالج العقاب مظاهر التهاون والدلال الزائد والأنانية في حياة الإنسان .
يفتح العقاب صفحات جديدة للعودة والتصويب وتحسين السلوك . فالعقاب الفعال دعوة للعودة للصواب .
يساعد الطفل على التمييز بين الخطأ والصواب عملياً .
التعلم بالممارسة العملية وإعادة الأمور إلى نصابها و فالمعتدي يعتذر عن فعله ويتراجع عن تجاوزه لأن الجزاء من جنس العمل .
الحياة تجارب والحكيم هو من بستغل الثغرات قيتعلم منها ,قديماً قيل ( لا حليم إلا ذو عثرة , ولا حكيم إلا ذو تجربة ) .
يدرك المتعلم أن العدل ميزان الحياة . والعدل لايتحقق إلا بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب .
إصلاح السلوك من خلال جلب المصالح ودرء المفاسد ومحاصرتها .
ايجاد الرقابة الخارجية الواعية التي تتابع ولا تتجسس وتصلح ولا تفسد .
أشكال العقاب المدرسي : ( تهاني ، 2008 )
العقاب لفظي : عقاب يستعمل فيه المعلم الأسلوب اللفظي كوسيلة للمخاطبة والإتصال مع التلميذ ويشمل السب والشتم والاستهزاء وإطلاق النكات والتهديد والصراخ .
العقاب الجسدي : عقاب يستعمل فيه المعلم جسده كوسيلة للتهجم على التلميذ , ويشمل الركل واللكم والضرب وجر الأذن والوقوف على أحد الرجلين , وقد يصل إلى إصابات جسدية بالغة في جسم التلميذ .
العقاب النفسي : أسلوب يستعمله المعلم للحط من كرامة التلميذ , والتسبب في الألم النفسي , ويشمل التخويف , والانتقاد , والاحتجاز في الصف , والقسوة في المخاطبة . وبطلق عليه أحياناُ العقاب الرمزي .
أهداف استخدام العقاب البدني في المدارس : ( أبودف ، 1999 ، 123 )
إصلاح المتعلم : فقد اتفق علماء المسلمين قديماً وحديثاً أن الهدف من العقاب البدني الإصلاح والتهذيب . وذهب علوان ( 1985 ، 744 ) إلى أن العقاب البدني وسيلة لزجر الطفل وكفه عن سوء الأخلاق ، حيث يكون عنده من الحساسية والشعور ما يروعه عن الاسترسال في الشهوات وارتكاب المحرمات .
المحافظة علي النظام المدرسي .
حماية الآخرين في المجتمع .
ضوابط العقاب المدرسي :
تجسد هذه الضوابط البعد الإنساني من خلال تأكيدها على عدم المساس بكرامة الإنسان , وحرصها على مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ ، والحفاظ على سلامة المتعلم بالدرجة الأولى وجعل تنفيذ العقاب البدني يتم في إطار إنساني . هنالك جملة من الضوابط يجب مراعاتها جميعاً وهي : ( ملك ، 2014 ، 14 )
التغافل عن الأخطاء غير المقصودة .
التعريف التام بالسلوك المقبول وغير المقبول مع الإنذار المسبق , فلا عقاب بلا تحذير وتهيئة .
التيقن من حصول الذلل المقصود قبل الشروع في المعالجة .
لا تصدر قرارات العقاب في حالة إنفعال .
جعل العقاب يوازي الذنب .
لا يكون العقاب سبباً لمشكلات أكبر .
إشعار الطفل أن الإنسان غير معصوم وليس العيب في الخطأ ولكن العيب في الإصرار على الخطأ
قبول الأعذار إن كانت صادقة .
توقف العقاب إذا زاد العناد والتمرد عند الطفل .
الاستهزاء عقاب سلبي يجب الابتعاد عنه .
لا تعاقب مجموعة بخطأ فرد .
شاور وحاور ثم اعزم وتوكل .
لا يعاقب الطفل بالحرمان من احتياجاته الضرورية كالوجبات .
لا تبخس حق الطفل وفضله ولا تنسى حسناته بمجرد ارتكابه سيئة .
ويضيف تهاني سالم ( 2008 )
التدرج في استعمال العقوبات .
فورية العقاب ومباشرته .
تعزيز السلوك البديل .
التبرير المنطقي للعقوبة .
وأضاف أبو دف ( 1999 ،154 – 156 ) .
تحنب القسوة والإفراط في العقاب .
الإلتزام بمواصفات الضرب من حيث أداة ومكان الضرب .
العدل في تنفيذ العقاب . يقتضي العدل السماح للتلميذ المسئ أن يدافع عن نفسه
مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ المعاقبين .
لا يزيد المعلم عن عشر جلدات وقد حددت السنة النبوية في الحديث الذي رواه أبوبردة الأنصاري أنه سمع رسول الله ( ص ) يقول ” لا يجلد فوق عشرة أسواط , إلا في حد من حدود الله ) متفق عليه .
سلبيات العقاب :
يرى تهاني سالم ( 2008 ) أن العقاب يقود إلى النتائج التالية :
لا يشكل العقاب سلوكات جيدة , إنما فقط يعمل لإزالة السلوك السئ لدى متلقي العقاب .
يقود أحياناً إلى كبت السلوك وليس إلى محوه .
نتائج العقاب غالباً ما يكون مؤقتة ، يختفي بوجود المعاقب ويظهر بغيابه .
يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية والكراهية بين المعاقب والمعافب .
العقلب الجسدي خاصة يؤدي أحياناً إلى الإيذاء والشعور بالحقد .
ويضيف ذهبية ( 2011 ، 12 ) أن العقاب الجسدي يؤدي إلى :
النفور من المدرسة والهروب منها .
يقلل من دافعية التلميذ للتعلم .
يؤدي إلى ظهور سلوكيات عدوانية ، فيلجأ التلميذ إلى إلحاق الأذى بزملائه أو معلميه أو حتى بنفسه , ويؤدي أحياناً إلى التخريب في ممتلكات المدرسة ، ويؤثر في مستوى تحصيله .
ويرى سلوى وآخرون ( 2002 : 122 ) أن المعلم الذي يستعمل العنف :
يضطر تلاميذه أن يكونوا جبناء .
يميل تلاميذه إلى الانسحاب .
يكون تلاميذه كثيري الميل إلى العدوان ، ويحاولون التنفيس عن طريق معاكسة زملائهم واتخاذ العنف وسيلة للتعامل مع الآخرين .
ويؤكد الزغبي ( 2002 ، 218 ) أن النظام المدرسي الذي يقوم على العقاب والقسوة والضرب والتوبيخ يؤدي إلى شعور التلميذ بالخوف من المدرسة وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب . وظهرت دراسة لمورار وويلزستان ( ذهبية ، 2011 ، 17 ) تهدف إلى معرفة أثر العقاب البدني على ظهور الجريمة في المجتمع . وتوصلا إلى أن هنالك علاقة مباشرة بين التعرض للضرب البدني المؤلم في الطفولة المبكرة والجنوح وانتهاك القانون في مراحل المراهقة والشباب . والمدارس التي تستخدم العقاب البدني بشكل كبير تكون عرضة للتخريب المتعمد للممتلكات المدرسية . وجاء في دراسة قدمت في اليونسكو ( Hart ,2005; 45) أن معدل الانحراف والأفعال الاجتماعية السيئة يزداد وسط الأطفال الذين يعاقبون بدنياً .
ويرى صالح ( 2008 ، 12 ) أن العقاب يخلف آثار كثيرة منها :
معرفية مثل : ضعف التحصيل الدراسي ، النسيان السريع ، عدم القدرة على حل المشكلات ، تعطيل طاقات العقل ، كثرة أحلام اليقظة ، سوء تمثيل المعلومات والمفاهيم .
انفعالية مثل : الخوف ، القلق ، التوتر الزائد ، الاكتئاب ، اللامبالاة ، عدم الشعور بالأمن ، الكراهية والحقد ، الشعور بالفشل والاحباط .
اجتماعية مثل : سوء التوافق مع الآخرين ، العناد والتمرد وعدم الطاعة ، الخضوع ، إثارة الشغب
جسدية مثل : جروح ، كسور ، اضطرابات في المعدة ، احمرار وتورم في الجلد ، سقوط الأسنان ، تساقط الشعر .
الأسباب التي تدفع المعلم لاستخدام العقاب البدني : ( صالح ، 2008 ، 12 )
نشأ في بيئة تربوية متسلطة تتسم بالإكراه والتسلط فينقل خبراته للآخرين
النموذج الذي يقتدي به خلال مسيرته الدراسية بستعمل العقاب البدني .
المعلومات التربوية الخاطئة التي تفضل استعمال الضرب مع التلاميذ كأسلوب للتهذيب وزيادة الدافعية ( العصا لمن عصى ) .
عجز في التأهيل التربوي .
المشكلات والظروف الاجتماعية والهموم المحيطة بالمعلم .
الاعتقاد أن العقاب البدني يؤدي إلى نتائج طيبة , حسب الاعتقاد أن زرع الخوف في قلوب التلاميذ يؤدي إلى غرس القيم وتقدير الذات .
موروثات وثقافة الأمم .
إجراءات الدراسة:
منهج البحث :
استخدم الباحث المنهج الوصفي لأنه يتناسب مع هذه الدراسة ، والذي يُعرف بأنه مجموعة الإجراءات البحثية التي تتكامل لوصف الظاهرة أو الموضوع اعتماداً على جمع الحقائق والبيانات، وتصنيفها ومعالجتها، وتحليلها تحليلاً كافياً، ودقيقاً لاستخلاص دلالتها والوصول إلى نتائج أو تعميمات عن الظاهرة أو الموضوع محل البحث .
أدوات البحث :
ولتحقيق أهداف الدراسة ، اعتمد الباحث على الاستبانة بوصفها أداة لجمع المعلومات والبيانات اللازمة للدراسة
.مجتمع الدراسة :
يتكون مجتمع الدراسة من جميع الموجهين ومديري مدارس مرحلة التعليم الأساسي بوحدة الدويم الإدارية للعام الدراسي2019 -2020م ، والبالغ عددهم ( 153 معلم ومعلمة )
عينة الدراسة : تم أخذ عينة بطريقة قصدية من موجهي ومديري مدارس مرحلة التعليم الأساسي بوحدة الدويم الإدارية قوامها (88) معلم ومعلمة كل من حملة الدكتوراه والماجستير والدبلوم العالي وعدد معقول من حملة البكلاريوس أصحاب الخبرات الطويلة ، والجدول (1) يوضح حجم العينة وتوصيفها
يتضح من الجدول رقم (1) يحدد توع أفراد العينة
يتضح الجدول رقم ( 1 ) أن عدد الإناث أكثر من الذكور وهذا يمثل الواقع التعليمي في السودان حيث إنً نسبة النساء المعلمات تجاوز 75% في كل الولايات حسب تقديرات وزارة التربية والتعليم في السودان.
الجدول رقم ( 2 ) يبين مؤهلات المستجيبين
يتضح من الجدول رقم ( 2 ) أن 40,9 % ( 22,7 + 14,8 + 3,4 ) من المعلمين المستجيبين يحملون شهادات فوق المؤهل الأساسي الجامعي وكل أفراد العينة يحملون درجة البكالوريس , وهذا مؤشر يدل على كفاءة العينة ومقدرتها التربوية في اعطاء رأي تربوي
الجدول رقم ( 3 ) يوضح خبرات أفراد العينة .
يبين الجدول وقم ( 3 ) أن ( 81,8 % ) من أفراد العينة خبرتهم في مجال التعليم أكثر من عشر سنوات وهذا يؤهلهم لابداء رأي تربوي مسنود بخبرة واسعة .
الصدق الظاهري(صدق المحكمين) :
للتأكد من الصدق الظاهري لأداة الدراسة (الاستبانة) وتم عرضها على عدد (4) من المحكمين ذوي الخبرة في مجال المناهج وطرائق التدريس وعلم النفس التربوي ، لإبداء آرائهم حول مناسبتها لتحقيق الهدف من إعدادها. وقد تم تعديل بعض الفقرات وحذف بعضها بناءً على مقترحاتهم وتعديلاتهم ، وقد تكونت الاستبانة في صورتها النهائية من ثلاثة محاور وبعدد من الفقرات بلغ مجموعها (56) فقرة موزعة على المحاور الثلاثة.
ثبات الأداة
عمل الباحث على استخراج معامل ثبات ألفا كرونباخ ، حيث تم توزيع الاستبانات على عينة استطلاعية قوامها (10) من أفراد العينة، وكان معامل الثبات 0.91 كما موضح بالجدول (4)
جدول (4) معامل الفا كرونباخ لعبارات الاستبانة
عدد الاستبانات عدد العبارات معامل الفا كرونباخ
10 56 0.91
يتضح من الجدول (2) أن معامل الثبات 0.91
الصدق الذاتي = معامل الثبات = 0.91 = 0.95
المعالجات الإحصائية:
تم إدخال البيانات وتحليلها باستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS). واستخدمت الأساليب الإحصائية لتحليل البيانات الأولية وحيث تمت معالجتها إحصائياً باستخدام:
التكرارات والنسب المئوية ، وعمل الجداول الوصفية والرسوم البيانية.
المتوسطات الحسابية والانحراف المعيارية، تم ترميز إجابات المبحوثين حتى يسهل إدخالها في جهاز الحاسوب للتحليل الإحصائي وذلك على النحو التالي:
جدول (5) يوضح تمثيل المتغيرات الوصفية بمتغيرات رقمية
وقد تم تصحيح المقياس المستخدم في البحث كالآتي:
الدرجة الكلية للمقياس هي مجموع درجات المفردة على العبارات ((5+4+3+2+1)/5) =3
والأوساط المرجحة لهذه الأوساط كما في الجدول التالي:
الجدول (6) يوضح الأوزان والأوساط المرجحة لخيارات إجابات أفراد العينة
لمعرفة مدى الدلالة الإحصائية للفروق بين استجابات المبحوثين استخدم اختبار (مربع كاي) وفق المعادلة:
ك : التكرار التجريبي أو المشاهد.
ك: التكرار النظري .
عرض ومناقشة النتائج :
عرض ومناقشة النتائج المتعلقة بالفرض الأول :
للعقاب البدني في مدارس مرحلة التعليم الأساسي بعض إيجابيات من وجهة نظر المعلمين ؟ استخدم الباحث اختبار مربع كاي ،والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية
جدول (7) اختبار مربع كاي ، والمتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، لعبارات المحور الأول
ايجابيات العقاب البدني
يتضح من الجدول (7) ما يلي : كل العبارات في المحور الأول التي تعبر عن ايجابيات العقاب البدني لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي قد نالت موافقة المفحوصين عدا عبارة واحدة ( المحايدون تجاهها أكثر ، وهي تعبر عن تعلم الممارسات العملية ) وكان متوسط المحور ( موافق )
عرض ومناقشة النتائج المتعلقة بالفرض الثاني
:للعقاب البدني في مدارس مرحلة التعليم الأساسي سلبيات كثيرة من وجهة نظر المعلمين ؟ استخدم الباحث اختبار مربع كاي ، والمتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، وجدول ( 8 ) لعبارات المحور الثاني المحور الثاني : سلبيات العقاب البدني
يتضح من الجدول (8) ما يلي : أن أكثر من 94 % من أفراد العينة موقفهم سلبى ( محايد ) فقط عبارتين نالت موافقتهم هما : ( العقاب البدني يساعد في اخفاء السلوك في وجود المعاقب ويظهر في غيابه ، وأن العقاب البدني يحدث أذىً بجسم التلميذ . وهنالك عبارة واحدة غير دالة ، التي تعبر أن توليد الكراهية والحقد ) .
عرض ومناقشة النتائج المتعلقة بالفرض الثالث جدول (9)
ضرورة إلغاء العقاب البدني في مرحلة التعليم الأساسي لكثرة سلبياته . وقد تم استخدام
اختبار مربع كاي ، والمتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، لعبارات المحور الثالث لتوضيح وجهة نظر المعلمين في العقاب البدني في مدارس مرحلة الأساس .
سلبيات العقلب البدني أكثر من إيحابياته ، لذا يجب إلغائه
يتضح من الجدول (9) ما يلي : أن أفراد العينة مترددون في اتخاذ موقف واضح تجاه العقاب البدني لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي
جدول التالي رقم ( 10 ) مقارنة بين وجهة نظر المعلمين في سلبيات وإيجابيات العقاب البدني في مدارس مرحلة التعليم الأساسي
رغم موافقة المعلمين أن هنالك إيجابيات (16) لكنهم مترددون في شأن السلبيات وهذا يوافق استجاباتهم لعبارات المحور الثالث إذ موقفهم في هذا المحور محايد تجاه السلبيات , رغم أن عدد السلبيات أكثر من الإيجابيات ( 35 سلبية مقابل 17 إيجابية )
يرجع الباحث أن موقف المعلمين المحايد تجاه إلغاء العقاب البدني وسلبياته إلى أثر الثقافة القومية عليهم إذ يسمح الإسلام بالعقاب البدني في بعض الحالات ، ورغم أن القانون يمنع العقاب البدني ، إلا أن العقاب البدني لا زال يمارس في مدارس التعليم الأساسي في السودان ،ويجد القبول من أولياء الأمور . وتتفق اتجاهات المعلمين المحايدة تجاه العقاب البدني في هذا البحث مع اتجاهات معلمات رياض الأطفال في الأردن التي جاءت في دراسة السورطي( 2003 م ) ، وتختلف نتائج البحث مع نتائج دراسة الحارثي ( 1991 م ) إذ أن اتجاهات أولياء الأمور والمعلمين في مكة المكرمة تعارض استخدام العقاب البدني في المدارس ، ويدعم هذا الاتجاه المعارض نتائج دراسة الهاجري ( 1993 م ) التي أشارت أن أغلب رجالات التربية يرون عدم جدوى العقاب البدني في تعديل سلوك التلاميذ . ويمضي دراسة مزعل وسعدون ( 2010 م ) إلى تعضيد سلبية العقاب البدني إذ جاءت نتائجها تشير أن هنالك علاقة بين أساليب العقاب الوالدية والسلوك العدواني للتلاميذ فكلما زادت حدة أساليب العقاب الوالدية زاد السلوك العدواني للأطفال ، بينما دراسة ذهبية ( 2011 م ) تناقض نتائج دراسات السابقة الذكر حيث نتيجة دراسة ذهبية تنفي وجود علاقة بين العقاب الجسمي أو العقاب المعنوي والسلوك العدواني للتلاميذ ، يؤيد دراسة بوظفان وزقرور ( 2019 م ) العقاب البدني حيث أشارت نتائجها إلى أن االمعلمين يرون أن لعقاب الجسدي يؤدي أحياناً إلى زيادة النتائج الدراسية للتلاميذ . فهذا التعارض في النتائج يوضح أن هنالك صراع بين الثقافة الغربية الوافدة والثقافة الإسلامية المتعمقة في وجدان الشعوب العربية لم تستقر بعد ، وهذا له أثر على اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور . كما أن نتائج دراسى أبو عاقلة ( 2015 م ) التي تشير إلى أن إلغاء العقاب البدني يؤدي إلى لجوء المعلم إلى العقاب اللفظي وهو أسلوب غير تربوي فقد تساعد هذه النتيجة في تفسير تحفظ المعلمين في هذا البحث وميلهم نحو الحياد إذ كلا الدراستين في نفس البيئة وفي ولايات متجاورة ( ولاية الخرطوم وولاية النيل الأبيض في السودان ) .
النتائج :
المعلمون في مرحلة التعليم الأساسي في مدينة الدويم بجمهورية السودان يوافقون على أن هنالك إيجابيات للعقاب البدني حسب نتيجة تحليل جدول رقم ( 7 ) .
المعلمون في مرحلة التعليم الأساسي في مدينة الدويم بجمهورية السودان يتخذون موقفاً محايد أتجاه سلبيات العقاب البدني التي عرضت عليهم حسب تحليل جدول ( 8 ) .
المعلمون في مرحلة التعليم الأساسي في مدينة الدويم بجمهورية السودان يتخذون موقفاً محايداً تجاه ضرورة إلغاء العقاب البدني في مرحلة التعليم الأساسي . وكذلك أن سلبيات العقاب البدني أكثر من إيجابياته ، حسب تحليل جدول ( 9 ) .
المقترحات :
إجراء دراسة حول أثر العقاب البدني على التلامبذ في مراحل التعليم العام ، ويشترك فيها فريق مكون من اختصاصيين في مجال علم النفس ، وعلم الاجتماع ، والعلوم التربوية ، ودراسات إسلامية ، وتنحى الدراسة منحى تجريبي وتستغرق سنوات ، وتتم هذه الدراسة في عدة دول عربية في وقت واحد ، ولو تبناها اليونسكو أو ألسكو أفضل .
التوصيات :
ادخال مقرر حول الثواب والعقاب في مراحل التعليم في برنامج كليات التربية
المراجع
أبودف , محمود . خليل ( 1999م ). مشكلة العقاب البدني في التعليم المدرسي وعلاجها في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي . مجلة الجامعة الإسلامية . المجلد السابع . العدد الأول.
أبوعاقلة ، أحمد . الريح . يوسف ( 2015 م ) . العقاب البدني واللفظي في ميزان الإدارة المدرسية ( دراسة ميدانية في محلية الخرطوم ) .مجلة الدراسات التربوية . العدد الرابع . جامعة أفريقيا العالمية
البشير ، عمر . ) 8 ديسمبر2016 م ). العقاب البدني alaraby.co.uk
بوظغان ، روقية . ، زقرور ، ريمة . ( 2019 م ) العقاب المدرسي وعلاقته بالتحصيل الدراسي للتلاميذ من وجهة نظر المعلمين . رسالة ماجستير . كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية . حامعة محمد الصديق بن يحي جيجل .
تهاني .سالم (6يونيو 2008 ) . ضرب الأطفال وسيلة هدم أم بناء .www.alukah.net
الجمعية العامة للأمم المتحدة ( 2006م ) .تعزيز حقوق الأطفال وحمايتها . تقرير الأمين العام .
الحارثي ، زايد . عجير . ( 1991 م ) . اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور في مدينة مكة المكرمة نحو العقاب البدني وعبلقتها ببعض المتغيرات المستقلة . حولية كلية التربية . العدد الثامن ، جامعة قطر . ص 397 – 429 .
الهاجري ، عبدالله .( 1993 م ) . ضبط السلوك الطلابي في الفصول الدراسية . مجلة دراسات تربوية المجلد الثامن . العدد ( 55 ) . ص 119- 148 .
الحارثي ، زايد . عجير . ( 1991 م ) . اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور في مدينة مكة المكرمة نحو العقاب البدني وعبلقتها ببعض المتغيرات المستقلة . حولية كلية التربية . العدد الثامن ، جامعة قطر . ص 397 – 429 .
ذهبية ، العربي ، قدري ( 2011 ) . العقاب الجسدي والمعنوي المدرسيين وتأثيرهما على ظهور السلوك العدواني لدى التلميذ المتمدرسعلى مستوى التعليم المتوسط ومستوى التعليم الثانوي , رسالة ماحستير . غير منشورة .كلية اللآداب والعلوم الإنسانية, وزارة التربية والبحث العلمي ”
الزغبي , احمد . محمد ( 2002 م ) . الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية . دار الزهران .
سلوى ، عتمان .الصديق وآخرون ( 2002 ) . مناهج الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ورعاية الشباب .المكتب الجامعي الحديث .
السورطي ، يزيد . عيسى ( 2003 م ) . اتجاهات معلمات رياض الأطفال في الأردن نحو العقاب البدني . مجلة جامعة دمشق . المجلة ( 19 ) . العدد الأول . ص 183 – 217 .
صالح ، علي . عبد الله . عبد الرحيم ( 2008 ) .العقاب المدرسي الطريق للهروب من المدرسة . مجلة الحوار المتمدن . العدد 48 .
علوان ، عبد الله . ناصح ( 1985) . تربية الأولاد في الإسلام, ط8 ، ج 2 .
المركز القومي للمناهج والبحث التربوي ( 2013 م ) . الوثيقة العامة للمناهج . وزارة التربية والتعليم .
مزعل ، فاضل . عبد الزهرة ، سعدون ، حسن . محسن (2010م ) . علاقة السلوك العدواني بأساليب العقاب الوالدية لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي . مجلة أبحاث البصرة ( للعلوم الإنسانية ) . المجلد (35) . العدد الثاني . ص133 – 147 .
ملك ، محمد . بدر ( 2009 ) .خير الأمور أوسطها , التوجيه الثواب أم العقاب . الصندوق القومي للتنمية العلمية والاجتماعية للأوقاف .
الهاجري ، عبدالله .( 1993 م ) . ضبط السلوك الطلابي في الفصول الدراسية . مجلة دراسات تربوية المجلد الثامن . العدد ( 55 ) . ص 119- 148 .
المراجع الأجنبية
Sturat, N. hart (2005). Eliminating corporal punishment is the way forward. UNESCO.
_ United nations ( 2012) Global initiative to end all corporal punishment of children.