أ.د. اسراء حسين جابر
الجامعة المستنصرية / كلية الاداب / قسم اللغة العربية
Lsraahussan987@gmail.com
009647717730210
الملخص :
اشعر وانا اكتب عن شاعر النضال مظفر النواب ان لهذا الشاعر دينا في اعناقنا-لم نوفه بعد- ولا اجد ان هذا الايفاء سيتحقق ما لم نحطه بالاهتمام الذي يستحقه، فهو شاعر اغنى الحركة الشعرية بعطاءات تستلزم الدراسة والتحلــــــــــــــــــيل
ولعل النواب قبل ان يكون شاعرا فهو انسان حمل في داخله جرحين : جرح ارتبط بحياته وتقلباتها والعذابات التي توالت تارة بملاحقته واخرى باعتقاله ومن ثم غربته القسرية ، فهو من قال :
قاومــت الاستعـمار فشــردني وطني
وجرح ارتبط بالأمة وهموم الشعوب وقضاياها؛ جرح ولد لديه طاقة من التمرد على المستوى الانساني والابداعي ، فلا ابالغ ان قلت انه من اصدق الشعراء واكثرهم قربا من المظلومين بعيد عن التملق والاستجداء حمل مبدأ ان الكلمة سلاح الفقراء ، لذا جاءت لغته مفعمة بالقوة والغضب والسخرية من السلطات وبث روح التمرد وحب التغيير في مجتمعات التجهيل والاستلاب بحثا عن الاوطان الفاضلة.فهو شاعر وسياسي شيوعي تقدمي جسد شعره قيم الثورة والتمرد والبحث عن العدالة والمثالية المفقودة .فهو من قال :
تمرد ..تمرد .. فهذي الشراذم ملعونة الابوين
على عهرها شدت الاحزمة
ومن يقرأ للشاعر سيجد ان شعره ذو نزعة ثورية داعية الى التغيير وتجاوز التخلف والضياع والعبودية ومواجهة السلطات الظالمة وعدم القبول بالاذلال . لذا نجده يدعو للنضال والتمرد على السلطات الجائرة والبحث عن العدالة والمساواة والدفاع عن الفقراء والمظلومين وحثهم التغيير الفعلي.
ومن خلال القراءة الفاحصة لشعر الشاعر وجدت انه قد تأثر بشكل او بآخر بالفكر الماركسي الذي يعد فكرا نضاليا ثوريا قريبا الى الشعوب البسيطة و مناهضا للاستبداد والتسلط .
وتكمن غاية الدراسة في انها تحاول تسليط الضوء على شاعر ثوري له فكره الخاص الذي تكون جراء مؤثرات اسهمت في تكوين منجزه الشعري ومن ثم تأثيره على الشعوب الكادحة والفقيرة ، الى جانب ذلك فان اهمية الدراسة تتجسد في محاولتنا بيان اهم الافكار التي استقاها الشاعر من الفكر الماركسي وكيفية توظيفها ، اذ يجد نفسه منتميا الى اغلب الشخصيات الثورية في العالم :
أنا أنتمي للفدائيِّ .. ولرأس الحسين ..
وللقرمطيةِ كل انتمائي
وللماركسيين شرط الثبات مع الفقراء
وشرط القيام بها بالسلاح كما هي أصلاً
لذا ستحاول الدراسة الوقوف عند اهم الافكار الماركسية التي تجسدت في شعره وهذا استدعى ان نقسم الدراسة على محورين:المحور الاول: الفكر الماركسي واثره في الادب ،لمحور الثاني: الفكر الماركسي في شعر مظفر النواب
الكلمات المفتاحية : الثورة -الفقراء -الماركسية – الفكر –السلطة
The impact of Marxist thought on the poetry of
Muzaffar al-Nawab
Pro. Dr. Israa Hussein Jaber
Al-Mustansiriya University / College of Arts
Department of Arabic Language
Abstract
I feel as I write about the poet of struggle Muzaffar al-Nawab that this poet has a religion in our necks – We have not completed it yet – and I do not find that this fulfilment will be achieved unless we give it the attention it deserves.
Perhaps the deputies, before he was a poet, were a human beings who bore two wounds within him: a wound that was linked to his life and its vicissitudes and the torments that followed, sometimes with his pursuit and other times with his arrest and then his forced exile. A wounded boy had the energy of rebellion on a human and creative level. I would not be exaggerating if I said that he is one of the truest poets and the closest to the oppressed, far from flattery and begging. He carried the principle that the word is the weapon of the poor, so his language came full of strength, anger and mockery of the authorities and spread the spirit of rebellion and love for change in societies. Ignorance and alienation in search of virtuous homelands.
He is a progressive communist poet and politician whose poetry embodied the values of the revolution, rebellion, and the search for justice and a lost ideal.
He is the one who said:
Rebellion ..rebellion ..these fragments are cursed by the parents
On her whore, she tightened her belts
Whoever reads the poet will find that his poetry has a revolutionary tendency calling for change and overcoming backwardness, loss and slavery, confronting unjust authorities and not accepting humiliation. Therefore, we find him calling for struggle and rebellion against the unjust authorities, the search for justice and equality, the defence of the poor and the oppressed, and their urging for actual change.
Through a close reading of the poet’s poetry, I found that he was influenced in one way or another by Marxist thought, which is a revolutionary struggle thought close to simple peoples and opposed to tyranny and authoritarianism.
The purpose of the study is that it attempts to shed light on a revolutionary poet who has his thought, which is the result of influences that contributed to the formation of his poetic achievement and then its impact on the toiling and poor people. employ it.
Therefore, the study will attempt to identify the most important Marxist ideas that were embodied in his poetry, and this necessitated that we divide the study into two axes:
The first axis: Marxist thought and its impact on literature
The second axis: Marxist thought in the poetry of Muzaffar al-Nawab.
Keywords: revolution – the poor – Marxism – thought – power
المحور الاول
في حدود الفكر الماركسي
من خلال مراجعة مستفيضة لشعر مظفر النواب نجده قد تبنى الفكر الماركسي وكأنه يحاول ان يثبت انها الافكار الوحيدة القادرة على تغيير العالم الى الافضل فما المقصود بالماركسية والفكر الماركسي واثره في الشعر العربي.
1-الماركسية
هي ممارسة سياسية ونظرية اجتماعية مبنية على أعمال كارل ماركس الفكرية (يوسف، 2012، ص9), اذ تقوم نظريته في الفلسفة والاجتماع على الجدل المادي, كما أن الفكر مادة واعية لذاتها, أي أنها مذهب فلسفي يقوم على المادية الجدلية وصراع الطبقات في المجتمع(العكيلي ، 2016، ص57).
ويؤكد لينين على أن نظرية ماركس ((أقوى من كل شيء, لأنّها صحيحة, بـل هي: نتيجة وقمة التطور الطويل للفكر الفلسفي, وهي الوريثة الشرعية لأفضل ما أنشئ خلال طريق, صياغة النظرية العلمية, المعقد المليء بالتناقضات))(البني ،2008، ص35).
أما ستالين فيرى ان : ((الماركسية هي العلم الذي يقوم بدراسة قوانين تطور الطبيعة والمجتمع, وهي العلم الذي يدرس ثورة الطبقات المضطهدة المستغَلة, كما أنها العلم الذي صف لنا انتصار الاشتراكية في جميع البلدان, وأخيراً, هي العلم الذي يعلمنا بناء المجتمع الشيوعي ))(بوليتزر ، د.ت ، ص15).
وهناك رأي مفاده: أنَّ الماركسية هي (( فلسفة حزب العمال وفلسفة الطبقة الثورية التي يقوم دورها التاريخي على قهر البرجوازية والقضاء على رأس المال وبناء المجتمع الاشتراكي ))(يوسف ، 2016، ص15).
2-طبيعة الفكر الماركسي :
إنّ الماركسية فلسفة تقوم على نظرة جديدة للواقع المعاش, وهي فلسفة ديناميكية, تركز على رفض النسق المنغلق على نفسه, وتقدم نتائج مختلفة ومتضادة في بعض الأحيان تجعلنانفهم المجتمعات الحالية.
أن فكرة ماركس حول الإنسان تتحدد في أن الإنسان سيد نفسه فهو كيان متحرر من بوتقة المطلق ومسؤول عن مصيره, لكن ماركس يرفض فكرة جوهر الإنسان الحقيقي هو الذي يعيش داخل مجتمع يتعامل مع الناس ويعمل فيكون عبداً أو صانعاً أو فلاحاً…الخ فالإنسان التاريخي هو الذات المحركة للتاريخ, والصيرورة التاريخية تتمثل في امتلاك الإنسان لنفسه وتحرره(يوسف ، 2016، 15).
كما أنَّ تغير العالم وتاريخ المجتمع وتطورهما يوضحان لنا أنه لا يوجد شيء أو ظاهرة ثابتة في الكون, وإنما كل شيء يتطور حتى الإنسان نفسه وهو أرقى ما أنتجته الطبيعة اتخذ هو الآخر شكله في عملية تطور العالم المادي, والمجتمع البشري يواصل تطوره هو الآخر, وهذا ما يؤكده عصر التقدم التاريخي العظيم والتغير الاجتماعي, فالتطور الدائم يكون بانتقال الأشياء والظواهر من حالة إلى أخرى, هو سمة مميزة ومهمة للعالم المادي(ف, أ، د.ت , ص92, 93)
فهو يرى ان اساس التطور يتم بحركة من الأسفل إلى الأعلى, ومن البسيط إلى المعقد فالتطور عملية ثورية متقدمة بقفزات من مرحلة إلى أخرى وهذه الحركة, لا تجرى في حلقة مفرغة بل في دوران حلزوني فالديالكتيك الماركسي هو وحده من يعطي الفهم العلمي حقاً والصحيح لعملية التطور(ف، أ ، د.ت ، ص61).
ولايخفى فان الواقعية الاشتراكية قد نبعت من الفكر الماركسي الشيوعي التي حصرت ازمة المجتمعات في الناحية الاقتصادية ، اي انها اوعزت صراع المجتمعات الى العامل المادي ، إذ إن (البنية الفوقية ) من دين واخلاق وفكر وادب… تابعة كلها (للبنية التحتية) اي الى العامل الاقتصادي المادي ، ووسائل الانتاج هي التي تحركها وهي التي تتغير بتغيرها وتخضع لها وتنبع منها ، فالواقعية الاشتراكية تدلعلى((الثورة التي قامت بدلاً من التطور التدريجي، واستناداً الى ماكتبه الفيلسوف الالماني (كارل ماركس))(١٨١٨-١٨٨٣م) حول ضرورة تغيير الأوضاع الاجتماعية، وتحطيم الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وفناءالدولة، وقيام المجتمع اللاطبقي الذي يكون فيه كسب الفرد معتمداً على مايبذله من طاقة ، وعلى الرغم من قيام مجتمعات اشتراكية، الا ان بعض الدارسين يرى ان الاشتراكية التي وصفها (كارل ماركس) لم تطبق(البرثين،2014، ص31)
فهي تظهر داخل الثقافة الفنية العالمية وتتطور بوصفها انعكاساً للكفاح الثوري الذي تخوضه الطبقه العاملة من اجل تنظيم وتحقيق العدالة الاجتماعية والتي تؤمن للإنسان مبدأ التطور الى الافضل وتجسيد المثل الأعلى الذي يسعى هذا المجمتع الى تحقيقه(التكريتي ،1990 ص352)
3-اثر الفكر الماركسي في الشعر العربي الحديث
بعد ان هيمن الفكر الماركسي الشيوعي على الاتحاد السوفيتي ، اصبحت الواقعية الاشتراكية الاتجاه الادبي الرسمي فيها وبعدها الصين ومن ثم دول اوربا الشرقية انتقلت هذه الافكار والمهيمنات الى اليلاد العربية مع انتشار الشيوعية الاشتراكية في بعض اقطاره واستطاع الكثير ممن آمن بهذه الافكار ان يتبوأوا مواقع هامة في السلطة والاعلام فنشروا افكارهم وروجوا لها ( قصاب ،2005،ص79)،وقد هم الكثير من الشعراء لتبني تلك الافكار ليعبروا عن ذواتهم وعن مشاكل مجتمعاتهم مستوحين من الفكر الماركسي طريقا للاصلاح وتحقيق العدالة ، فقد اصبح تيارا عالميا مؤثرا ومستمدا من واقع الحياة ، لذا من غير الممكن ان يتجاهله الادباء العرب والا يسايروه بالاخذ والعطاء ، لذا ((ظهرت بصمات الواقعية الاشتراكية على نتاجهم في صورة واقعية ثورية تتمثل في ذلك المنهج الفني الذي لم يستطع ان يتخلص من الاراء الماركسية التي هزت العالم بقواعد علمية صادقة لفهم الكيان الاجتماعي وحقيقة تطوره))(قصاب ، مصدر سابق ، ص 178)
لذا اخذ الكثير من الشعراء – لاسيما في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم- على عاتقهم تبني تلك الافكار اذكر منهم السياب والبياتي وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم كثر.
فقام الشعراء العرب بالتبشير بالفكر الثوري ،والتغني بحقوق الفقراء والكادحين والنضال ضد المستعمر والتمرد ضد السلطات الباغية
لقد كانت نهاية الحرب العالمية الثانية إيذانا بميلاد مفاهيم شعرية جديدة في العراق نتجت عن الوعي الاجتماعي والســياسي أولاً،وازدياد تأثــر الشباب بالثقــافات الغربية ثانياً؛لان هذه الحــرب كانت الشرارة الفاعلة التي أوقــدت الـوعي السياسي بين مخــتلف طبقات الشعب العربي ، التي أدركـت طموحها في التحرر الوطني والاستقلال والتوق إلى حـياة أفــضل؛لن يتم إلا من خلال الصدام مع الحاكمين ،فإن واقع مابعدالحرب العالمية أكدت اندحار الفاشية وانتصار الكتلة الاشتراكية وتطـور الوعي السياسي ونشاط الحياة الحزبية،حتى : ((ن السـياســـة صارت جـزءا من هـموم الشاعــر العراقي ،واحتوت خيرة الوجـوه الأدبية في تلك المرحلة أمـثال السياب ،والبياتي، وسعدي يوسف ،وشاذل طاقة ،وعلي الحلي ،وهـلال ناجي وغيرهم ،وأغـلب هـؤلاء شيوعيون ،أو بعثيـون ،أو قوميون مستقلون يلتقون جميعاً من أجل هــدف واحـد نبيل ، هــو الثورة والخلاص من حكم العملاء الذين يكبلون الشعب وينهبون خيراته))(مروة ، 1965، ص354).
وتمــيز الشعــر العراقي في المرحلة الواقعة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى 14 تموز1958بوصف الحالات الاجتماعــية البائسة ، وتجـسيد الحرمان ،والفقـر والبؤس ،وضـياع الإنـسان(نعمان ، 1978، ص128-130). إذ إن المــضامـين الواقعــية لدى شعـراء المرحـلة تجـلت فــي الأحاسـيس الوطـنية القــومية ، ومحـاربة التخـلف ، والإقـطاع مــع الدعــوة للتحـرر(ثامر ، 1975، ص184) حـيث وقـف موقفا ً ملتزما ًواعياً ، ورافـضا ًالتقـوقع الذاتي ، وشعارات الفـن ؛ لأنه كان يتحـرك من موقف فكري في الفن فرضته الظروف الراهنة داخل المجتمع(نشاوي ، 1980، ص362-263)
إن ((أبناء العـقد الثاني مـن الجيل السـتيني الـذين داهـمتهم آثار الحـرب الثانية ،اتخـذوا أسـلوب التـمرد والسخط طريقاً للتعبير عن احتجاجهم وضيقهم بالواقع الفني ، فراحوا يطرقون الباب بشدة لإثارة نظر المجتمع المحيط بهم ،فكانت أعمالهم بمجموعها تشكل صرخات أفراد مهجورين في هذا العالم المتخم بحوادث الآخـرين الحضارية ، يريـدون أن يجدوا أنفـسهم ، أو أن يجدهم الآخرون )) (علوان ، 1975، ص550-551)، فضلا ًعن أن سمة غلبت على الشعر العربي في مرحلة الستينيات والسبعينيات ،هي سمة السياسية والتثوير لحاجة الــواقع إليها.
فالوقت كان يتطلب مسـاهـمة الشعر ،إلى جانـب باقـي الفـــنون ، في تـنوير الأمة وشعوبها ، وتنبـيه شرائحها عـلى مـواطن الخـلل فـيها ،وإثارة الشـعوب لرفـض الواقع السياسي والاجتماعي المتأزم في تلك المرحلة (المساوي، 1994، ص267).
لذا عُدَّ شعر هذا القرن شعرا ًيمثل حياتنا السياسية والاجتماعية والدينية تمثيلا ً صادقا ًوعميقا ، فجاءت انطـلاقة الشـعر الحــر بحـد ذاتها لتمـثل تمرداً واضحا ًعلى ســوء الأوضاع العامة، بعد أن تولدت الحـركات والتـيارات العربية الثورية ، وتهيأت عـوامل الانطـلاق في ميادين الفكر والأدب مثلما تهيأت في ميادين السياسية والحرب(شكري ، 1991، ص 58).
فالثورة الشـعرية لها موقف آخـر من قـوانين الشـعر المستلهمة مـن التراث ، والتجارب المعاصرة على حـد سواء ؛ فكما الدسـتور ،أو الاشتراكية ،أو الاسـتقلال تعد انتـصارات سـياسية واجتماعـــية محضة ،كذلك هناك انجازات شعرية محـضة ، تحـقـق للشعر ثورته الخاصة به(شكري ، مصدر سابق ، ص58).
ولأن الأديب والشاعـــر إزاء الظـروف التي يعاني منها الفــرد العـربي صار عـليه أن يعيـش مشاكل المجتمع وان يتفهمها فهي من أساسيات الشاعـر الملتزم بقــضية أمته.والشاعـر ما هــو إلا مكون مــن مكونات المجتمع الإنساني ,ولسان حاله يعبر به بلغة جــمالية عــما لا يستطيع غيره التعبير عنه.
المحور الثاني
تمثلات الفكر الماركسي في شعر مظفر النواب
يعد النواب من الشعراء الذين تخطوا المألوف الى اللا مألوف وتبنى حرية الكلمة الصادقة وحمل لواء الفكر الثوري ضد السلطات السياسية والثقافية في بلاده والبلاد العربية لاسيما التي خذلت شعوبها وجردتهم من حريتهم ، فيتجلى شاعرنا بوصفه أحد المبدعــين الرافـضين المـتمردين ،وقـد ذاق الويلات مـن النــــفي ,والطـرد ,والســجـن ,والاعـتــــقال فـــي ســبيل تمــسـكه الحق ,واستمراره الدائم في فعل المعارضة السياسية على مدار سنوات طويلة ،ويبدو أن مظفـر ورث قدراً مــن الروح الثورية ,والمقاومة ,والتمــرد عن آبائه وأجداده،فكان طاقة شعرية متفردة وصادقة ، جعل من لغته سلاحا فتاكا بوجه الظلم والفساد وبوجه المستعمر اينما وجد ، لذا كانت حياته مقسمة بين هروب واعتقال وتعذيب ونفي وترحال ، ولعل انتمائه للحزب الشيوعي وتأثره المباشر بأفكار ماركس ومن ثم استقراره لقيادة الكفاح الثوري المسلح في الحزب ، تجسد بشكل او بآخر على شعره ، فقد اصبح شاعر الشعوب ، شاعر الفقراء ، شاعر الفكر الثوري والانساني دون منازع .
ولعل الحروب تركت اثارها السيئة على الناس بشكل عام وعلى الشاعر بشكل خاص سواء أكانت سياسية ام اجتماعية ام نفسية ام فكرية ، لذا ركب موجة الحزن والضياع والشعور بالغربة واليأس والثورة والتمرد على الواقع بكل ابعاده تمردا سليطا لاذعا لاسيما الحكام العرب(علوان ،مصدر سابق ، ص549)
ولعل اهم المؤثرات الماركسية على شعر النواب هو الفكر الثوري للخروج من دائرة القهر والظلم والاعلاء من شأن الذات الانسانية وجعلها المحرك لشعريته ففي قصيدته (من الدفتر السري الخصوصي لأمام المغنين ) نجده يمثل الصوت الحر الذي لايهاب اي قوة :
ولست أخـاف العـواقـب فـيما أقـول
فإن الشهادة من أجل قـول جريء ومعـتقد
قبة وضريح
إذا كان بعـض يفـكر فـي النيل ِمــني
فهذا أنا
لست املك إلا القميص الذي فـوق جلدي
وقلبي وراَء القـميص يلوح(النواب ،1996، ص185)
كما هو ملاحظ من النص فان النواب شاعر لا حد لحريته في ان يعبر ويواجه ، وكأنه في حالة نضال مستمرة لنزع هذه الحرية من قبضة السلطة في اي بلد من بقاع الارض ،شاعر لايعرف الخوف ولا يعترف بالمحظور ولا يقيده شيء ، فقد وظف لغته الشعرية المفعمة بالفكر الثوري والمواجهة بصوت الحق وان كان على حساب ذاته فهو يرى ان الموت في سبيل اعلاء صوت الحق شهادة وانتصار ، فقـد أدار النـوّاب ظهره بشكل كامل لمواقـع المسؤولية وســلطات القرار، في شــتى المـــدن والبــلدان والعـواصم ٬وموقفه هذا هو مزيج من التـمرد والثورة مع التصوف والتقـشف ،فنشيده ومبتغاه لم يكونا فــي هذا الطرح ،ومن يعرف النوّاب وما لاقاه من قصائد وما نشـر له على قلته ؛لن يعثر على قضية واحدة تشي بمساومة أو ممالأة لدولة أو سلطان .
ومن الافكار الثورية التي تجسدت في شعر النواب مواجهته للسلطات العربية التي باعت عروبتها وتجاهلت مايحصل في البلاد العربية كما في قصيدة (وتريات ليلية ) :
هـــــل عــــرب أنــتــم !! ؟
والله أنا فــي شـك من بغــداد إلى جــده
هــــل عـــــرب أنــتـــم
وأراكـــم تــمتهِــنون الليل
عـلى أرصــفة الطُــرقـات الـمــوبــوءة(النواب ، 1996 ، ص396)
من خلال النص نجد الروح الثورية والمواجهة العنيفة المتمثلة بأسلوب الاستفهام المتكرر وعلامات التعجب من واقع السلطات العربية التي ينكر عروبتهم لاسيما ما يتعلق بموقفهم من القضية الفلسطينية ، فهو يؤكد بيعهم لهذه القضية ضمن اتفاقيات ليلية لا اخلاقية ، فلم يكن لديهم موقف مشرف ازاء ما حصل في فلسطين من اقامة اسرائيل وطنا قوميا لليهود في فلسطين واعتبارها دولة لاسرائيل ، فكان اسلوب القصيدة استفزازي حاول من خلاله الشاعر كشف هذه السلطات امام انفسها واما شعوبها الرافضة للاحتلال .
وفي موضع اخر من قصيدة (وتريات ليلية ) يحاول الشاعر حث الشعوب على الثورة وتغيير واقعها الذي قيدته الحكومات الدكتاتورية المهيمنة على عقول الشعوب ونهب خيرات بلادهم :
أقســمت بثــورات الجـوع ويــوم السغَـبة
لن يبق عربي واحد في الشرقِ إذا بقيت
حــالتـــنا هــذي الحــالـــــة
بــيــن حـكومــات الكــسبة(النواب ، ص396)
الشاعر يقسم بثورات الجوع ويوم الجياع ،ليؤكد للقارئ حقيقة ضياع الامة العربية اذا ما استمر الحكام بببيع عروبتهم من اجل المكاسب والبقاء على عرش السلطات ، فهو يدعوهم ليكونوا اسياد انفسهم متحررين من بوتقة المطلق ، فكل انسان هو المسؤول عن مصيره ، هذا جزء من الافكار الماركسية التي اثرت بالشعوب العربية ، اذ ان ماركس يرفض فكرة جوهر الانسان الحقيقي الذي يعيش داخل مجتمع يتعامل معه كعبد او صانع او فلاح ، انما يؤكد على ان الانسان التاريخي هو ذات فاعلة محركة للتاريخ وهذا يتحقق من خلال امتلاك الانسان لنفسه وحريتها (العكيلي ، 2016، ص33)
ويكرر في اكثر من قصيدة ثيمة الدعوة للجهاد والثورة وتحقيق المصير ، وتعليم الاولاد اهمية الدفاع عن حقوقهم وحمل السلاح ضد المستعمر وضد الحكومات الظالمة المبيدة للانسانية دون خوف كما في قصيدة ( في الرياح السيئة يعتمد القلب ) إذ يقول فيها :
أيها الشعــب أحــش المنافــذ بالنــار
أشـــعـل مــــياه الخـــليج
تســلح ..
وعــلم صـغارك نقــل العــتاد كما ينطقــون
إذا جاشــت العاطـــفة
لا تخف … لا تخف …
نصبوا حاملات الصواريخ
نــصبوا جَوعـــك
ضع قَبضــــتيِك عــلى الساحـــلِ العـــربيِ
وصــدرِك والبندقـــية والشـــفة الناشـــفة
رب هذا الخـــليج جــــماهيرِهِ ……
لا الحكـــومات .. لا الراجــعون إلى الخــلــف
لا الأطلسي ولا الآخرون وإن نضحوا فلسفة(النواب ، ص80)
هنا ينادي الشاعر الشعب منبها وداعيا لحمل السلاح تركا مشاعر الابوة جانبا معلما الصغار كيف يحملون مسؤولية الدفاع كما يتعلمون النطق ، فهو يعرض نصه على مستويين مستوى التحريض والتوعية ومستوى وصفه لحالهم التي تبرر تصديهم ، فهو يدعوهم ان يواجهوا كل مستعمر لابالسلاح وحده بل بجوعهم وشفاههم الناشفة من الاعياء والمشقة والعوز ، ويحاول تأكيد رفضه للسلطات والاستعمار بتكرار لفظة (لا) الموجهة للحكومات السابقة واللاحقة لاسيما المتخاذلون منهم ، جاء التكرار ليؤكد ضرورة المواجهة المصيرية.
فالنضال بحسب ماركس يجب ان يكون قويا للدرجة التي تفقد الحكام فيها قدرتهم على الاستمرار والسيطرة على اي ازمة .
ويحاول في مواضع مختلفة تذكير الشعب العربي بحضارته العربية وبشجاعته على مر العصور التي لم يكن يتهيب فيها من شيء ، امة لم تحنى قامتها لاي مغتصب ولاي سلطة قاهرة .
لا تخـف …. لا تخـــــفْ … أننا أمــــة
-لو جهـنم صـبتْ على رأسهِا – واقـفـة
ما حــنَى الــدهـــر قــامـــــتها أبــــدا(النواب ، ص8)
ففي النص بث لروح الحماسة والشد على يد الثوار من اجل النضال ،ويدعوهم للثبات والقوة حتى في اقسى المواقف ، ومن الجدير بالذكر ان الشاعر لا يتوانى في استعمال اساليب عدة في بث روح الثورة ، ففي قصيدة
( كيف نبي السفينة في غياب المصابيح والقمر ) نجده يقول :
أحــــاول إيقــــــاظ أمــــواتـــها
استيقـظـوا
استيقـظـوا
استيقـظـوا
أيها الناس استيقظـوا فهم راكبون عليكم(النواب ، ص 316)
يعمد الشاعر في نصه الاستفزازي ان ييوظف اسلوب الطلب من خلال تكرار افعل الامر (استيقظوا) في محاولة لاعادة الحياة للشعوب الميتة التي جرى الماء من تحتها دون وعي منها ، سلبت خيراتها وهي غارقة بسباتها ، بيعت اراضيهم وهم يتجاهلون ضياعهم .
ويستمر في اعتماد اسلوب الامر واللفظ الحماسي الموجه:
زلـــزِلي … واكـــفـهــري …. اكــفـــهـري
اكــفـهـــري يا أجــمل مــن أمـــة غـاضــبة
أمــسيحيهم فهم حــاكمون بغايا بأفـــواههم
والشـــريف الشـــريف شـــهامـته ســـالبه(النواب ، ص86)
فنجد افعال الامر (زلزلي ، اكفهري، امسحيهم ) في دعوة لاحياء ضمير الامة والشد على يدها لتغيير واقع حكامها الذي يحاول الشاعر وصفهم بلا شرف ولا شهامة .
هذه الدعوة تكررت في نصوص النواب ربما هذا ما جعل الحكومات او السلطات تتوجس منه خيفة وتضعه نصب عينها ، ولعل هذا الخوف لم يكن من النواب فقط بل لاغلب الادباء الذين خرجوا عن التعبوية ليجاهروا بآرائهم السياسية الرافضة والمعارضة لها ، وهذا ما جعل حياته غير مستقرة بين الهروب والنفي والتنقل بين البلدان بلا وطن ينادي بالاصلاح والنضال وحث الشعوب النائمة ..دون جدوى يؤكد ذلك قوله :
سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الـذل
وأن يوضع قلبي في قـفـص
في بيت السلطان
وقـنعـت يكون نصـيبي فـي الـدنـيا
كنصيب الطـيرِ
لكن سبحانـك
حتى الطـير لها أوطـان
وتعـود إليها وأنا مازلت أطـير
فهذا الوطن الممتد من البحرِ إلى البحرِ
سجـون مـتلاصـقـة
سجان يمسك سجان(النواب ، ص286)
وفي نصوص اخرى يحاول النواب تسليط الضوء على استبداد النظام الدكتاتوري في العراق لكن باسلوب اخر يعتمد التهكم والسخرية كما في قصيدة (اساطيل) التي تؤكد ان الحياة السياسية تؤثر بشكل او بآخر على المضمون الشعري ، اذ نقرأ :
اسكتوا … فالحــكومات في أستها نائمة
لا ….لا… فحكـومـتنا دون كل الحكوِمات
فــزت مـن النــوم شـــــاهــرة ســــيفــها
وعــلى صــدرِها ما تـشـــاءمـن الأوســمة
وطغـمتنا ويشهد الإله مثل البقـية مستزلمة(النواب، ص293)
فهو يتناول الصورة ونقيضها فالحكومات بمجملها نائمة الا العراق فحكومته التي فزت من نومها وهي تحارب جيرانها دون هوادة ، حكومة رغم فزتها الا انها تشبه الحكومات العربية الاخرى تدعي الشجاعة على حساب دمار الشعوب .
ومن المؤثرات الاشتراكية نقله لواقع الفقر والبؤس من منطلق انساني كما في قصيدة (تل الزعتر) التي يقول فيها:
وقـد ذهـب البؤس بكل ملامحهم
وقــف الله مع الأطفال الوسخين
فعاصمة الفــقـراء لقــد سقـطـت
وفي موضع آخر نقرأ :
الشعـب الحاقــد جاع …
أنا أسمع أمعاء تتلوى أَلَـما جوعا غضبا
كل يحـمل سفـودينِ أثنـــينِ
يا رب كـفـى خـجـــلا
يا رب كـفـى حكاما مثقـوبِين
هــذي ســاعة النار(النواب ، ص286)
وكلا النصين يعربان عن استشعار النواب لملامح العوز والفقر والجوع والحاجة وهي اسباب كافية لتجعل احساس الناس بالحياة يتلاشى ، اذ نجد لفظة الجوع تتكرر في اكثر من موضع وهو واقع الشعوب التي تعيش تحت امرة الحكومات الدكتاتورية ، فيحاول من خلال اسلوب الدعاء مناديا ربه ليعلن وبجرأة وبلا خجل ان ساعة الحرب قد حانت ،ويجب ان ينهي وجود كل حاكم يسرف على ملذاته وتجارته وعلاقاته دون النظر الى ما يحتاجه الناس.
الى جانب ذلك نطالع قصيدة (كيف نبني في غياب المصابيح والقــمر) التي يصور فيها الشاعر دعمه للفقراء:
اقــتربي أيــتها الصحــف الأجـــنبيــة
واكتسبي فرحا يافعا
وانظـري للعــرايا عـلى الأرض ِ
تم الحــصاد بهــن
فـقـد كان فـقـر يدافـع منـذ قليل وأخـفــق
ما أقبح الفقـر حين يدافع
يا أيّها الفـقـر هاجــم
وأعلنها علنا أنني عالم بالوثائق والسندات(النواب ، ص 302)
يحاول الشاعر ان يستدعي الاخر باعلامه ليوثق ويزداد فرحا لواقع الانسان العربي حيث العوز والفقر ، ويتخذ من التهكم اسلوبا ليصور عجز الفقر عن الدفاع عن عرضه وواقعه ،لذا يعمد الشاعر الى تشخيص الفقر ويدعوه الى الهجوم لا الدفاع ، وكأنه اراد من الشخصيات الفقيرة اعلان الثورة من اجل اثبات الوجود واحقاق الحق
ويحاول الشاعر استدعاء الشخصيات الثائرة التي تتسم بالشجاعة كما في قصيدة (وتريات ليلية) التي استدعى فيها شخصية الامام علي الذي يشكل بالنسبة للشاعر نبيا يشكوله حاله :
انبيك علياً ما زلنا نتوضأ بالذلِّ
ونمسحُ بالخرقة حدَّ السيفِ
ما زلنا نتحجج بالبرد وحرِّ الصَّيفِ
ما زالت عورة عمرو بن العاص معاصرة
وتقبح وجه التأريخ
ما زالَ أبو سفيان بلحيته الصفراء
يؤلبُ باسم اللات العصبيات القبلية
ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها
وتراك زعيم السوقية
لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك
وسموك شيوعيا (النواب ، ص453)
في النص نجد الشاعر يستحضر شخصية الامام علي (ع) بوصفه اشرقة امل ،ليحاوره وينقل له مأساة الواقع بكل اطيافه ، وكيف اصبح المجتمع مقسما جراء ما تناقله التاريخ من فضائح وخيبات شتت الواقع وابعدته عن جادة الصواب ، فاصبح المجتمع راضخا للذل مسلما للصراعات الطبقية والعقائدية التي اثقلت الواقع بالجهل والتخلف والمرض ، فهو بذلك يكشف ويفضح ويستنكر هذا الواقع ، ولا يكتفي بذلك وانما يحاول ان يقيم المجتمع من حيث تمسكه برموزه الذي يجده تمسكا وقتيا بحسب ما تقتضيه مصالحهم .
وختاما :
لابد من الوقوف على اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة ، فقد تمثلت الماركسية في شعر النواب من خلال الفكر الثوري الذي تجسد باساليب مختلفة منها :
-تمثل الفكر الثوري من خلال المواجهة المباشرة والاستفزازية للحكام العرب وبيان خطأهم ازاء القضايا المصيرية للامة العربية
– تمثل الفكر الثوري من خلال الدعوة المباشرة للشعوب لتغيير واقعها وتقرير مصيرها بنفسها ، بعيدا عن العبودية والرضوخ للقهر والظلم وللمستعمر.
– استخدم النواب الاسلوب الساخر والتهكمي لنقد السلطات الدكتاتورية التي اغرقت الشعوب بحروب لا طائل منها
-حاول النواب استحضار شخصيات تاريخية تحمل سمة الثورية ومحاورتها وربط الماضي بالحاضر والوقوف على اهم المواقف السلبية التي بقيت تداعياتها الى الوقت الحاضر
-حاول النواب ان يثبت ان المجتمع لم يوجد من اجل الاديب وانما وجد الاديب من اجل المجتمع
– حاول النواب ان يخلق توازن بين الانسان وبين العالم الذي يعيش فيه ، فهو غالبا ما يبت الوعي والمعاني الانسانية التي تحقق التقدم والتجديد في القيم الاجتماعية
-الى جانب ذلك كان الانسان لدى النواب المبدأ الفعلي للتطور الاجتماعي بل هو احدى اهم القوى المحركة للتأريخ .
اهم التوصيات:
- ضرورة تسليط الضوء على الشعراء الذين اجبروا وارغموا على ترك بلادهم في سبيل كلمة الحق وجراء ظلم السلطات الجائرة ووقوفها بوجه الكلمة الحرة الثابتة
- ابراز دور الشعراء الذين اسهموا في توعية الذات الانسانية وحثها على مواجهة المغتصب لأرضهم وحقوقهم
- دعوة وزارة الثقافة والمنظومات الاكاديمية لإقامة مؤتمرات وندوات تحيي فيها ذكرى هؤلاء الشعراء وطبع نتاجهم ودراستهم وهوجزء من تكريمهم المعنوي
المصادر
(1) يوسف, يسار أحمد ،( 2012) ، فلسفة الممارسة عند كارل ماركس والماركسيين (أطروحة دكتوراه غير منشورة), إشراف: أفراح لطفي عبد الله, جامعة بغداد.
(2) العكيلي ، نور صفاء ، (2016)، الماركسية في الفكر العربي المعاصر ، رسالة ماجستير ،اشراف أ.م.د. حسين عبد الزهرة ، جامعة بغداد.
(3) البني, صريع (2008) تجديد الماركسية أو ولادة ما بعدها، دار نون 4 للنشر والطباعة والتوزيع, حلب- سوريا, ط1.
(4) بوليتزر, جورج, وموريس كافين, جي بيس ، (د.ت )،أصول الفلسفة الماركسية, تعريب: شعبان بركات, ج1, منشورات المكتبة العصرية, صيدا, بيروت، د.ط .
(5) ف.أ. فاسييف ،(د.ت )،الفلسفة الماركسية، ت: عزيز سامي، منشورات النور(دار السلام)، بغداد ـ العراق، د.ط.
(6) البرثين ، د. عبد العزيز بن عبد الله ، (2014 )،معجم المصطلحات الأجتماعية (جمع وإعداد) د. عبدالعزيز بن عبدالله البرثين، ط1.
(7) البرثين ، د. عبد العزيز بن عبد الله ،( 2014) ،معجم المصطلحات الأجتماعية (جمع وإعداد) د. عبدالعزيز بن عبدالله البرثين، ط1.
(8) قصاب ، د.وليد ،( 2005) ، المذاهب الادبية العربية ، رؤية فكرية وفنية ، مؤسسة الرسالة ،-بيروت ،ط1 .
(9) يمروة ، حسين ، (1965)،دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي ، حسين مروة ، مكتبة المعارف ، بيروت ، ط1.
(10) نعمان ، رشيد ، (1978)، الواقعية في الشعر العراقي الحديث من الحرب العالمية الثانية إلى ثورة تموز1958،رشيد نعمان ،أطروحة دكتوراه،جامعة القاهرة ،كلية العلوم .
(11) ثامر، فاضل ،( 1975)، عالم جديدة في أدبنا المعاصر ،دار الحرية ، بغداد
(12) ينظر : نشاوي ، نسيم، (1980)، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر ،نسيم نشاوي ،دمشق ، ط1.
(13) المساري ، عبد السلام ،( 1994)، البنيات الدالة في شعر أمل دنقل ،،منشورات اتحاد الكتاب العرب ، ط1.
(14) شكري ، غالي ،( 1991)، شعرنا الحديث إلى أين ؟ غالي شكري ، دار الشروق ، القاهرة ، ط 1.
(15) النواب ، مظفر ،( 1996)،الأعمال الشعرية الكاملة، مظفر النواب،دار قنبر،لندن.