أكتوبر 28, 2024 10:23 م
3

أ‌.د. دلال حمزة محمد

كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل – العراق

dalosh590@gmail.com

009647870440007    

م. قاسم خضير عباس

كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل – العراق

qasemalfarman@gmail.com

00967802853578 

الملخص

تناولت الدراسة الحالية (مقاربات الانزياح الدلالي في ملصقات منظمة اليونيسيف ) تهتم هذه الدراسة بظاهره لغويه مميزة في تحديد المعنى وهي الانزياح الدلالي الذي يمتاز به الاسلوب الادبي والفني اذ يخرق النظام المعتاد فيتم فيه التحول من المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي , ويمكن ان يؤثر هذا التحول في فن الملصق بشكل مباشر , اذ يعد وسيله هامه لإيجاد الوعي الفني فضلاًعن الوعي الثقافي و الاعلاني .

جاءت اهمية البحث في تسليط الضوء على دراسة مفهوم الانزياح الدلالي واليات اشتغاله في الدراسات الأدبية والفنية  وتطبيقاته في المجال الفني (ملصقات منظمة اليونيسيف), وتبلورت مشكله البحث في الاجابة عن التساؤل :كيف تؤثر اليات الانزياح الدلالي في المضامين الفكريةلملصقات منظمة اليونيسيف ؟ وكان هدفالبحث هو الكشف عنمقاربات الانزياح الدلالي في ملصقات منظمة اليونيسيف,  وفي متن البحث تم اعتماد مبحثين أساسيين  ركز الاول منها على مفهوم الانزياح الدلالي وتمثلاته الجمالية  في حين ان المبحث الثاني قد عني بدراسة الملصق المعاصر بين الجمالية والتطبيق , امافصل الاجراءاتفقد حددت فيها منهجيه البحث التي اعتمدتالمنهج الوصفي وتحليل محتوى لنماذج عينه الدراسة التي بلغت (5) نماذج وتم اختيارها وفق الطريقة القصدية  وكان من ابرز النتائج  :ان الانزياح الدلالي في الافكار التصميمية ضمن نماذج العينة بمثابه عمليه إثراء للملصق المعاصر بالمعاني الكامنة المضمرة في البنى العميقة للتكوينات من خلال تكثيف الافكار في الخطاب البصري,ومن اهم الاستنتاجات : استخدام المصمم للانزياح الدلالي في مضامين ملصقات منظمة اليونيسيف هو لأجل إيصال رسائل اجتماعيه قوية بطرق فعالة وجذابة بصريا ويعد منطلقا يعول عليه المصمم في اغناء النص الفني ودوره البارز في توليد الدلالات الفنية العميقة  , وكان من اهم التوصياتتوجيه الباحثين للاستفادة من المفاهيم النقدية والنظريات الادبية بأنواعها في اثراء تصميم الملصقات الفنية المعاصرة…

الكلمات المفتاحية : المقاربات – الانزياح – الانزياح الدلالي – الملصق –منظمة اليونيسيف

Approaches to semantic shift in UNICEF posters

Prof. Dr. DalalHamza Muhammad

  1. QasimKhudair Abbas

College of Fine Arts – University of Babylon – Iraq

 

 

Abstract :

The current study dealt with (Approaches to semantic shift in UNICEF posters). This study is concerned with a distinctive linguistic phenomenon in determining meaning, which is the semantic shift that characterizes the literary and artistic style, as it violates the usual order, in which a change occurs from the real meaning to the symbolic meaning, and this shift can affect art. The poster directly, as it is an important means of creating artistic awareness as well as cultural and advertising awareness.

The importance of the research came in shedding light on the study of the concept of semantic shift and the mechanisms of its operation in literary and artistic studies and its applications in the creative field (UNICEF posters). The research problem crystallized in answering the question: How do the mechanisms of semantic shift affect the intellectual contents within the UNICEF posters? The research aimed to reveal approaches to semantic shift in the UNICEF posters. In the body of the research, two main sections were adopted, the first of which focused on the concept of semantic shift and its aesthetic representations, while the second section was concerned with studying the contemporary poster between aesthetics and applications for the procedures chapter, it specified the research methodology that adopted the descriptive approach and content analysis of the study’s sample models, which amounted to (5) models and were selected according to the intentional method. Among the most prominent results was that the semantic shift in the design ideas within the sample models represented a process of enriching the contemporary poster with latent meanings. Embedded in the deep structures of formations through the condensation of ideas in visual discourse the most important conclusions: The designer’s use of semantic shift in the contents of the UNICEF posters is to deliver strong social messages in effective and visually attractive ways. It is considered a starting point for the designer to rely on in enriching the artistic text and its prominent role in generating deep artistic connotations. One of the most important recommendations was to direct researchers to benefit from critical concepts and literary theories of all kinds to enrich the design of contemporary artistic posters.

Keywords: approaches – shift – semantic shift – poster – UNICEF

 

 

مقدمة البحث

يعد فن الملصق منالفنون التصميمية التي تخضع الى عدة أنظمة شكلية تعبر عن مضمونها وفكرتهاوتؤدي اغراضا وظيفية وجمالية,  والملصق يؤثر بشكل مباشر  وحيوي في مجمل الحياه الاجتماعية ,كما انه عنصر فاعلفي توسيع المداركالثقافيةوالسياسية وغيرها , وبالتالي يعد وسيله مهمة لإغناء  الوعي الثقافي والفني والاعلاني , ومن اهم الامور في تصميم الملصق أن  تكون وحداته وعناصره الشكلية من رسوم وألوان وكتابات وصور ذاترابطة قويه بالفكرة التي تدور حولها مضامين الملصق , وفي ظل التطور العلمي والتكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم وتنامي العولمة في المجتمعات الإنسانية والادراك المتنامي لأهمية ودور الملصق لذا ظهربمضامين وأشكال وانواع بحسب الاهداف المرجوةمنه والفئات الانسانية المستهدفة.

يعد الملصق من اهم وسائل تسويق المنتجات فضلا عن اهميته في الاعلان عن المناسبات الثقافية او السياسيةوتتوفر فيه امكانية جذب انتباه المتلقي لما فيه من قيم فنيةجمالية يمكن التعبير عنها بالخطوط والصوروالرسوم والالوان, وهذه الرسوم والصور قد تتغير دلالات موضوعاتها وتتحول عبر التناصات الفكرية والمفاهيميه للأحداث والقضايا المعاصرة فينزاح الدال الى مدلولات جديده مغايره لتوقع افق القارئ مما يخلق فيها خرقا للمألوف وابتعادا عن القاعدة المتعارف عليها من خلال الانزياح الدلالي .

لقد انتشر مفهوم الانزياح في الدراسات الأسلوبية  والنقدية , وهذا يرجع أساساً الى الية البحث عن الخصائص المميزه للغة الأدبية عموما والفنية خصوصا , وتم تبنى هذا المفهوم من قبل مجموعة من النقاد والباحثين وابرزهم (جون كوهن) الذي يرى ” أن الشرط الضروري والأساسي لحدوث نزعة الشعرية هو وجود الانزياح من خلال عده خرقا لنظام اللغة المعتاد (شكري ,1999,ص45) وبذلكيعد الانزياح ليس مسألة الابتعاد عن المألوف أوتجاوز السائد أو حتى خرق النظام , انما العمل على تحقيق القيمةالجمالية والتعبيريةعن طريقالصور البلاغية, كما يعني ايضاً : اعطاء الدلالةالمجازيةللكلمات وتعد الاستعارة عماد الانزياح الدلالي اذ يتم فيه تحويل المعنى المعجمي الحرفي الى المعنى  الانفعالي الايحائي , اي تم الانتقال من الدلالة الاولى الى الدلالة الثانية (خضر , 2003,ص51), وهذا النوع من الانزياح يتميزبالأثارة  والجدة  والابتكار وهو يعتمد على احداث الصدمةوالمفاجأة  التي تنتج مع حدوث الغير متوقع اواللامنتظر من خلال المتوقع والمنتظر , ولقد تعددت اليات الانزياح الدلالي لعل من اهمها التشبيه والاستعارة  والتغريب والترميز وخرق المألوف والمجاز وغيرها.

مشكله البحث :-

الانزياح الدلالي هو الخروج عن النسق المثالي المألوف للنصيكون الانزياح هنا متعلقا بجوهر المادة اللغوية والفنية وهذا النوع هو الاشهر والاكثر تأثيرا على المتلقي,, ومادام الامر يدخل في حيز المعنى الايحائي والاستعارة وانتقال دلالات المعنى للصورة الفنية , الامر الذي يمكن ترحيله من مجال اللغة والشعر الى مجال الملصق المعاصر وخاصة ملصقات منظمة اليونيسيف التي تهتم بشكل خاص بقضايا الطفل مثل التعليم والبيئة  والصحةوالعنصرية ،وحماية الطفل من التشرد، والعنف، والاستغلال , ومن هنا تتلخص مشكله البحث الحالي في الاجابه عن السؤال الاتي :كيف تؤثر اليات الانزياح الدلالي في المضامين الفكرية لملصلقات منظمة اليونيسيف ؟

اهميه البحث و الحاجه اليه  :-

1- تسليط الضوء على دراسة مفهوم الانزياح الدلالي واليات اشتغاله في الدراسات الأدبية والفنية  وتطبيقاته في المجال الفني (ملصقات منظمة اليونيسيف).

3- يعد البحث الحالي اضافه علميه في اختصاص التصميم الطباعي.

4- قد يسهم في اغناء المكتبة العربية بدراسة موسعه عن اليات الانزياح الدلالي في مجال التصميم .

5- قد يفيد الدارسين والمصممين وذوي الاختصاص في نتائجه و تطبيقاته .

هدف البحث :-

يهدف البحث الحالي الى : الكشف عن مقاربات الانزياح الدلالي في ملصقات منظمة اليونيسيف

حدود البحث

الموضوعية :- دراسةمفهوم الانزياح الدلالي وتمثلاته في نماذج من الملصقات العالمية والعربية المعاصرة .

المكانية :- نماذج ملصقات من العالم العربي و العالمي .

الزمانية :-  2015 _ 2020

فروض البحث : يفترض الباحثان ان اليات الانزياح الدلالي مثل التشبيه والاستعارة  والتغريب والترميز وخرق المألوف والمجاز والمعنى الايحائي يمكن ان تحدث صياغات جمالية في مضامين ملصقات منظمة اليونيسيف.

الدراسات السابقة

بعد الاطلاع على الكثير من الدراسات والبحوث التي تناولت مفهوم الانزياح الدلالي لم تجده مرتبطا بفن الملصق المعاصر وانما خاص بالمجالات الادبية وخاصة الشعرية منها , وكذلك الدراسات والبحوث التي تناولت فن الملصق لا توجد دراسة سابقة تربط بين مفهوم الانزياح الدلالي وبين الملصق المعاصر , لذا تعد هذه الدراسة دراسة بكر في هذا الميدان .

منهج البحث: تم الاعتماد على المنهج الوصفي وتحليل محتوى نماذج العينة كونه اسلوبا تحليليا يتوافق مع الدراسة الحالية.

مصطلحات البحث :-

1- الانزياح لغة :- الانزياح في العربية مشتق من المصدر ( زيح ) الذي فعله (زاح ) وقد ورد في لسان العرب في ماده (زيح ) : زاح الشيء , وانزاح : ذهب و تباعدومن هنا فالانزياح في اللغة يرتبط بالذهاب والتباعد  (ابن منظور, 2003, ص34)

2– الانزياح اصطلاحا  :-عرفه (جان كوهن) : اليه عامه ذات طابع جدلي , وله شرطان : الاول (سالب) يتجلى في خرق  منهجي لقانون اللغة , اذ ان كل صوره تتميز بمخالفتها لواحده من القواعد التي تكون هذا القانون , فالشعر ليس نثرا يضاف له شيء اخر بل انه نقيض النثر , وهذه المرحلة تتضمن مرحله اخرى (موجبه) فالشعر لا يحطم اللغة الا ليعيد  بناءها على مستوى اعلى اذ يعقب النقض الذي تسببه الصورة البلاغية اعاده بناء من طبيعة اخرى (يوسف,2004,ص130)وعرفه (صلاح فضل) : بانه الانتقال المفاجئ للمعنى (فضل ,1987,ص377)

الدلالة لغة :جاءت اللفظة مشتقه من المادة الأصلية (د. ل.ل) بمعنى الاهتداء الى الطريق ويقول الزمخشري : ( دلهُ على الطريق وهو دليل المفازة وهم ادلاؤها وادللتُ الطريق : اهتدَيتُ اليه , والدال على الخير كفاعله ) اي بمعنى الارشاد الى الطريق الموصل الى مكان ما (الزمخشري ,ب ت,ص295)

الدلالة اصطلاحا:- الدلالة في الاصطلاح تعني الاستدلال فهي شقان : دال ومعنى , فــالدال هو المتولد من المعنى الاصل (اسماعيل ,2011,,ص18) فالدلالة هنا تعني ارشاد طلب معرفه, وعليه يكون (الدليل) ارشاد الى شيء مطلوب غير ظاهر وغير واضح لطالبه , فهو متميز بالغموض والخفاء حتى تتم تجليه ووضوحه, وعليه تكون الدلالة هي تلك العلاقة القائمة بين الدال والمدلول فغياب احدهما لا يتصور  ولا يتحقق بغياب الاخر فهما مرتبطان ارتباطا عضويا لا يمكن فكه بأي حال (يونس ,2019,ص 11)

الانزياح الدلالي

اصطلاحا(displacement)

الانزياح الدلالي :يعني احلال معنى ما غالباً ما يكون معني إيحائي مستوحى من سياق النصجاء محل معنىآخر مباشر معجمي أي إزاحة المعنى المعجمي وإحلال معاني إيحائية محله(القاضي,2012,ص171)

وهو نوع من الانزياح يتميز بأنه الاكثر تأثيرا في القارئ  اذ يرىفيه صلاح فضل : رغم انهُ يسميه انحرافاً  الانحراف الاستبدالي يخرج على قواعد الاختيار للرموز اللغوية ,كمثل وضع الفرد مكان الجمع أو الصفة مكان الاسم , أو اللفظ الغريب بدل المألوف وهذا النوع يعرف في البلاغة بالصورة الشعرية أو البلاغية ويعد التشبيه والاستعارة  والمجاز من اهم أشكال هذا الانزياح الدلالي وعليه فالانزياح الدلالي اذ هو طابع يلتوي بالدلالات الوضعية الأولى للكلمات , ويلد منها بالمزج  و التركيب و الحذف و الاضمار دلالات فنيه ثانويه هي بمنطلق الشعر اهم و اولى من تلك الدلالات اللغوية الوضعية ,  (ويس ,2005, ص111)

التعريف الاجرائي الانزياح الدلالي :-

هو ظاهره توليد مدلولات فنيه مغايره لدلالاتها الوضعية من خلال الحذف والتركيب والاضمار والتشبيه والاستعارة وخلق معنى مجازي ايحائي عن طريق خرق القواعد المفهومية الى المعنى الانفعالي في النواحي الشكلية والبنائية  في ملصقات منظمة اليونيسيف

متن البحث (الاطار النظري)

المبحث الاول (مفهوم الانزياح الدلالي و تمثلاته الجمالية)

– مفهوم الدلالة

لقد اولت الدراسات الأسلوبية اهتماما بالغاًلمسألة الدال والمدلول اعتماداً على  النسيج الذي يتشكل منه النص الادبي والفني بحيث يكون الاستعمال اللغوي والفني في حالة تفاعل وظيفي وبنيوي قائم على تفكيك العلاقات القائمة بين الدال والمدلول,وبذلك فاذا وردت خاصية اسلوبية واحده في عدة سياقات يمكن ان تؤدي الى اثارة انفعال معين وبعدة صور اسلوبيةوبالتاليتتحول الصيغ الأسلوبية مع الاثار الجمالية شبيهة بالدوال مع مدلولاتها في السياق اللغوي والفني .

ويعتبر(سيبويه) الانزياح نوعا من (الاتساع والمجاز) في الصياغات الكلاميةبسبب عدم تجسيد الدلالات بهيئتها الحقيقية , وان الانزياح يذهب بالمعنى عن طريق تركيب خاص الى المعنى المنزاح عن الدليل المعتاد او المعياري (حسين,2007 ,ص227) , ويعتبر علم الدلالة من فروع اللسانيات الحديثة ويهتمبحليلالجمل و الالفاظ تحليلاً وصفياً موضوعياَ.

ويتضح ان علم الدلالة هو علم الأدلة المتنوعة بشكل عام والدلالة اللغوية والفنية بشكل خاص وعلاقه الدوال بمدلولاتها (سالم , 1992,ص4) فعلم الدلالة هو العلم الذي يتناول المعنى والشرح والتفسير يهتم بمسائل الدلالة وقضاياه وتعتبر اهم فرع من فروع علم اللغة ,واول من استعمل  مصطلح علم الدلالة هو اللغوي الفرنسي ( ميشال بريال ) وكان ذلك في اواخر القرن التاسع عشر وقد تناوله اول مره في دراسة علميه عن المعنى صدرت عام 1797 بعنوان ( محاولات في علم الدلالة ) ومنذ وقته والعلم يعرف على انه العلم او النظرية التي تعنى بالدلالة (عكاشة, 2005,ص90) ويعد علم الدلالة بانهالعلم الذي يدرسالمعنى او هوفرع من علم اللغة يدرس نظرية المعنى او هو الفرع الذي يتناول الشروط التي يجب توفرها في الرمز كيتمكنهمن حمل المعنى (عمر,1998 ,ص11) ولذا يسمى علم الدلالة باسم اخر هو( علم المعنى ),”ويتناول علم الدلالة أنواع المعنى مثل المعنى المجازي, المعنى الحقيقي في جميع اللغات الإنسانية وقد يتجاوزها الى المعنى التداولي الذي يقوم على مقصديه المتكلم” (الداية ,996,ص11)

اي ان علم الدلالة هو علم يتناول دراسة المعنى من منطلقكونهاحد الظواهر اللغويةالتي تمنحها قابليةالتغيير والتجديد كما ان له علاقةبالرمز سواء أكان رمزاً لغوياً او فنياً,اذ يهتم بتجميع المعاني المتوارية خلف الاشارات الفنية او الالفاظالمنطوقة او المكتوبة , وتفيد في تحصيل عملية الفهم وبالتالي في تحقيق التواصل الكاملبين المرسل والمتلقيواتمام عملية الادراكوالوعي بالمعاني والدلالات الظاهرة والمضمرة (الجرجاني,2004,ص91) ويرى ( دي سوسير ) ان الدلالة عبارة عن العلاقةالتي تربط بين الدال والمدلول ضمن العلامة اللسانية وابرز خواصها ان يوجد الاتصال بين الدال والمدلول .

لقد استعمل بعض اللغويون مصطلح الدلالة في مقابل المصطلح الاجنبي : مثلا نجدها في ماده (الدال – المدلول -الدلالة – الدلالات – المدلولات – الدلالي )(الداية ,996,ص9)  ان موضوعة الدلالة مناطة بالمعنى اللغوي الذي يستند على معنى الكلمة من حيث حالتها المعجمية ثم يتابع التطور الدلالي لها وكل التغيرات التي تجري على الكلمة والتي تضفيها عليها السياقات الكلامية المختلفة , فمن الصعب تحديد دلالات الكلمة اذ أنها لا تتضمن دلالات مطلقه في ذاتها ,وانما السياق الكلامي هو المسؤول عن تحديد دلالاتها الحقيقية .

الانزياح وعلاقته بمفهوم الدلالة

لقد عنت الدراسات الأدبية الحديثة والنقدية منها بشكل خاص بظاهره الانزياح,وعدته قضيةمهمةلتكوين جماليات النصوص الفنية والادبية , والانزياح هو الخروج عن النسق المثالي المألوف للنص,او هو خروج عن المعيار لكنه خروج في خدمة النص وبدرجة متفاوتة .

ان الانزياح هو مفهوم واسع ضمن الدراسات الأسلوبية من الناحيتين : النوعية والكميه, فيتمثل الانزياح الكمي في الايقاع والتكرار, ويتجلى الانزياح النوعي في مخالفه الاصل اللغوياو الخروج عن عنه , او, مما يغيب افق التوقع عند القارئ وبالتالي يعمل على اكساب النص صفةالشعرية (فضل, 1998, ص17)بداية تجدر الإشارة كون الانزياح او ما يمكن تسميته بالعدول او الانحراف عند بعضالنقاد و الباحثين , يعد اهم اركان الأسلوبية حتى عده بعض المتخصصيناهم شيء فيها وعرفوها تبعا لذلك ب” علم الانزياحات  “(كوهن, 1986, ص16) .وبين (جون كوهن) مفهوم الانزياح ضمن كتابه ( بنيه اللغة الشعرية ) وذكر ان الانزياح هو الذي يمنح الشعرية موضوعها الحقيقي (كوهن, 1986, ص 103)

ان الانزياح ليس هدفاًبذاته بليعد اجراء معين يستدعي تنفيذ اجراءآخريسهم في اعاده البناء ليتجلى اخيراً الانزياح باعتباره انتهاك لنظام اللغة ….فالشعر لا يدمر اللغة المعتادة الا لأجل ان يقومبإعادة بناءها على مستوى اكثر بلاغة, فبعد فك البنية الذي يقوم به الشكل البلاغي تجري عملية اعادة بناء اخرى في نظام جديد (فضل , ب ت, ص72) وبطبيعة الحال هذا امر ينطبق على الفنون الاخرى مثل الرسم والتصميم وغيره وليس حكرا على فن الشعرلأن عملية خرق القواعد والخروج عن المألوف واعادة التبنين تكاد توجد ي كل الانواع الفنية, يعبر من خلالها المبدعون عن العالم العادي بشكل غير عادي , فالانزياح  هو ليس هدفبحد ذاته بل الية يستعملهاالفنان والشاعر والمصمم ليعبر عن المسكوت عنه الذي لا تتمكن اللغة العادية من تصويره .

يعد المفكر (جان كوهن)من ابرزمؤسسيمفهوم الانزياح , اذ ارتكز (كوهن) في نظريته على اعمال الاسلوبيين الذين قاموا بوضع حجر الاساس لعلم الاسلوب مثل (شارل بالي) الذي استند عليه في تقسيم النص الى (اللغة _ العبارة) وكذلك (ليو سبيتزر) الذي تعلم منه توضيح مفهوم الانزياح واستناده على الدراسة من داخل النص , وقد حاول (جون كوهن)ربط معرفته عن الانزياح بانزياح الشعر عن النثر حيث عد النثر المستوى العادي للغة في حين عد الشعر نتاجا لانزياح النثر عن هذه اللغة العادية الى اللغة الفنية (كوهن,1986,ص 193) ويتميز الانزياح بانه ظاهره خروج فرديةتستندالىنمط تفكير الاديب او الفنان ذاتهباقصاءما هو متعارف عليه فنيا او لغويا كونه يعتمد على الخلفية الثقافية للفنان ولأديب وايضا هو خاضع للمحددات والمتغيراتالمعرفية والاجتماعية اي انه حصيلة التراكم المعرفي لديه (التركي, 2006,ص7),فالانزياح مثل ماهوحدث لغوي قد يبرز في تشكيل اللغة وصياغاتهامن خلالانحراف الكلام والخروج عن المعتاد والنسقية المألوفة كذلك الفن تجري فيه مجريات اللغة.

ان الية الانزياح تهتم بفكرة الاختيار و الفاعلية في اكتساب المعنى الخاصية الشعرية , فالمعنى يمثل جوهر وماهية التعبير اللغوي والفني , كما ان الحيز الذي يحققالقيمة الشعرية للمعاني هو تجاوزهاللكينونة الفكرية الاولى ,لتؤدي الوظيفة التعبيرية لأجل توصيل المعنى المضمروبالتالي تكتسب خاصيتها الفنية والأدبية (ماهر , 2006, ص102) اي ان الانزياح يعمل على خرق قوانين اللغة في مرحلتها الاولى تليها المرحلة التأويلية فهو لا يخرق اللغة الا ليعيد بناءها من جديد ,فهو يمنح امكانيات متعددة لتأويلوتعددية النص .

اما بالنسبة للانزياح الدلالي فهو يعتمد علىجوهر المادة اللغوية والفنية وسياق النص , وهذا النوع له تأثيره البين على المتلقي,ويقول عنه (صلاح فضل) : يمكن ان يخرج الانحراف الاستبدالي عن قواعد رموز اللغة مثلاً انضع الفرد بمكان الجمع او نضع الصفة محلالموصوف او وضع الشيء الغريب بدل الشيء المألوف ويطلق على هذا الامر في البلاغة بالصورةالبلاغية والشعرية وتعتبر اليةالاستعارة  والتشبيه و(المجاز) من ابرز اشكال هذا الانزياح ولذا يسمى بالانزياح التصويري او البياني (فضل ,1998,ص40) وهو مصطلح شائع في الطروحات الأسلوبية المعاصرة لأنه يعدمن التقنياتالفنية التي يستعملها الشاعر ليعبر عن تجربته الشعورية ويمتازبدورهالجمالي اذ يساعدعلىشد انتباه المتلقيوبالتالي التأثير فيه ووصوله الى مرحلة الامتاع الجمالي وايصال الرسالة التي يبتغيها الخطاب (نظري ,1972,ص86)والانزياح الدلالي عادة ما يكون ما بين الصوت وبين المعنى او يكون بين المحمول وبين الوسيلة او يكون بين الدال وبين المدلول واجمعها تشير الى انعدام التطابق بين الطرفين فالأول ثابت هو كاللفظ او الدال والثاني متغير وهو الدلالة

والانزياح الدلالي يعد من انواعالانزياح الاكثرشهرةواستعمال, لتأثيرهالمباشر في المتلقي,لذا يرى(جون كوهن)   أن الدلالة ليست سوى مجموعة من التآليف التي تحقق  كلمة ما , وهذا النوع يتحقق من خلال عمليةالخرق في قواعد اللغة المعنوية , وبالتالي خرق القواعد الصورية الشعرية (ويس ,2005, ص111)ومن الياته التشبيه والاستعارة التي تلعب دور مهم في عملية نفي الانزياح , فالمعنى الاول يحيلنا الى معنى آخر, وبهذا يمكن اعادة الجملة الى المعيار , لان الابقاء على المعنى الاول يشعرنابالمنافرة , لكن يمكننا ان تستعيد الملائمة في سياق الكلام عن طريق المعنى الثاني , وهنا يأتي دور الاستعارة لتنفي الانزياح المتشكلمن هذه المنافرة , اي ان المنافرة تعد خرقا لقانون الكلام كونهاتتشكل على المستوى السياقي, وكذلك تعد خرق لقانون اللغة كونهاتتشكل على المستوى الاستبدالي, ولا يمكن استيعابوفهم ما يحصلعلىالمعنى الدلالي الا بوجود المتلقي الذ يعمل على سد الفجوات النصية واكتمال المعنى.

المبحث الثاني (الملصق المعاصر بين الجمالية و التطبيق)

– اهميه فن الملصق كوسيلة اتصال معاصرة

يعد فن الملصق منفنون التصميم الخاضعة الى عدةأنظمة شكلية معبرة عن المضمامين والافكار التي تؤدي اغراضا وظيفية وجمالية, ويعتمد (المصمم) على اسس وعناصر التصميم مثل الخطوط والالوان والاشكال والتقنيات الاظهارية عند تنفيذ المنجزاتالطباعية وفقمجموعة عمليات لإنجاز الافكار وصولاً الى النواتج الوظيفية والجمالية.

وبما ان فن الملصق هو وسيلةللتعبير عن الافكار,اذنفهو يتحول الى عنصر فاعل في التأثير لأثارةاهتمام المتلقي وجذب انتباههللمنجز الفني , وهذا الامر يدعو المصممين الى ان يعملوا على تحقيق تلك الفاعلية عن طريقايصال الرسالةمع الارضاء الجمالي والوظيفي ضمنالفضاء المقرر,ان الملصق الناجح ليس تشكيلة من الصور والرسوم والنصوص الكتابية التي يمكننااخراجها بتشكيلاتفنية مناسبةبل هو افكار مبتكرةتبنى على دراسات وخصائص التصميم(الطائي ,2005,ص211)

اي ان الملصق يعد من الوسائل الاتصاليةالبصريةالمهمة التي يمكنعن طريقهاتوجيه الافكار من المرسل الى المتلقيوالاستعانة بالأساليبوالوسائل المختلفة لأجل تحقيق فاعلية العملية الاتصاليةوهيالغاية المهمة التي يرومها تصميم 2014 ,الملصق باستخدام التقنيات المنوعةمع تحقيق البعد الوظيفي والجمالي , وهو  ما يميز الملصق الفاعلعن غيره(شلال,ص78) ومن اسباب نجاح الملصق يجب ان يمتازبالبساطة والابداع اي بسيط في تشكيلاتهومكثف في  معانيه , الامر الذي يدفع المصمم لأنجازعمله الفني عبر تخطي المشكلات التي تظهر,ويوصل مفاهيمه الفكرية والتعبيرية الى المستقبل معن طريقالبنى التصميميةفي عمله الفني , وهي المظاهر الحسية التي يتجلى فيها الموضوع الجمالي الذي يعبر عن الحركة المضمرة الباطنية, وبطبيعة الحال تحتوي الملصقات على عنصرين رئيسيين هما ( الشكل والمضمون ) وتشكل العلاقة بينهما تأثيرا كبيراوقاعدة جماليةلفن الملصق ,اذ ان الشكل يعمل لخدمة الافكار الكامنة فيه ويجسد التوظيف الفني المتعلقبالمضمون .

مع بداية الثمانينات من القرن الحادي والعشرين بدا استخدام التقنيات المتطورة في التصميم  , كما اسهم الكمبيوتر في تطوير الاساليب والطرق التقليدية المتبعةعند تصميم وتنفيذ الملصقات, فمن خلال استخدام الكمبيوتر اصبح بالإمكانانجاز تصميمات وتراكيب منوعةعن طريق دمج الصور مع الكتابة والتحكم بتحريكها ضمن الملصق بشكلعفوي او مقصود ,وهذاالتغييرفي الاسلوب ساد في نهاية الحرب العالمية الثانية , تميز بالالتزام والعقلانية من خلال الاعتماد على أعمدة وشبكيات الحروف الطباعية وكذلك الحروف المتساوية في ابعادها والخالية من الحليات وايضا الأعمدة قليلة الاتساع واستخدام الصور الفوتوغرافية بدل الرسوم اليدوية . واستمر استخدام هذا الاسلوب خلال فترة الستينات والسبعينات من نفس القرن.

يعتمد  تصميم الملصقات على الموائمة بين الغاية والوسيلة , اذ انها كوسيلة اتصال تتميزبخصائص شتىولأجل تحقيق اهدافها فهي تعتمد على اسس وعناصر التكوين , وتلعب الكتاباتالخطية والصور الملونة والرموز والرسوم دورا كبيرا في صياغتها وتشكيلها واخراجها النهائيغنية بقيمها التعبيرية والجماليةالجذابة و المثيرة , فضلا  عن جوانبها الوظيفية .

فالملصق المعاصر  وخاصة الملصقات الهادفة التابعة للمنظمات العالمية بمثابة لغة لأظهار الامر والمجاهرة به بطريقةعصرية حديثة,من حيث ابراز مزايا المنتجات او الانشطةوالاحداث والترويج لها بشكل اكثر جاذبيه وتشويق , وترتبط الملصقات المعاصرة بالدعاية في شتىالمجالات الثقافة والسياسة والفنون (سمير ,2016,ص60) , كذلك يؤدي الملصق المعاصر وظائف اعلاميةتهتمبتقديم المعلومات , فالهدف الرئيسي له هو تحديد محتوى الرسالة التي يتضمنها الملصق او التي يجب ايصالها الى الجمهور ,وتستخدم اللمسة الجمالية في الملصقات الإعلانية للمنتجات,فالمصمم يتعمد اللجوء الى الاسلوب الجمالي الممزوج بالأشكال والصور , لغرض جذب الانتباه ودفع المستهلك للشراء.

– اهميه و استخدامات الملصق المعاصر :-

ان الهدفالرئيسي من الملصق هو توجيه المتلقي لاتخاذ اجراء معينمثلاً حضورمسرحية او اتخاذ موقف من سياسة ما او تبني حالة اجتماعية او شراء منتج ما , فمن اهم وظائف الملصق الاعلاني هو الدور الذي يلعبهبتزويد الناس  بمعلومات جديده حول تحديث الثقافة تؤثر على افكارهم وتوسع من الادراك لمختلف التغيرات  العصرية في مختلف المجالات, بحيث يسهم في انتشار وجهات النظر واساليب التفكير المنوعة ويعمل على ترويج المبادئ السياسية .

الملصق هو لافتة مدعومة بالرسومالصور والرموز والاشارات والالوان يمكن لصقها على الجدران او على القطع الخشبية او الكارتونية او الزجاجيةالمخصصة للنشر ,ويمكن وضعها في الاماكن العامة مثل : ساحات الميادين العامةالتي تربط بين الشوارع او في دور الرياضة او في المولات ومحلات التسويق الكبرى او الشوارع , والهدف الرئيسي منها ايصال افكار معينةللمتلقين بشكل جمالي لافت للنظر,اذ انها تعد وسيلة اتصاليةبين جمهور مختلف وغير متجانس (العوضي ,2004 ,ص14) ويعد الملصق الإعلاني من ابرز الامور المستخدمة في مجال الاعلانات, التي يمكننا استعمالها لتوصيلالعديد من المضامين الإعلانية الموجهة الى الجمهور , لغرض اخبارهم عن انواع المنتجات او الخدمات المتوفرة (مصطفى ,2004 ,ص110) وبذلك يعد الملصقمنالقنوات ذات الاتصال الجمعي لأنها موجهة الى عدد كبير من الناس , فضلا عن كونها وسيلة اتصال إقناعيه,تتسمبإمكانيتها التعبيرية,وسهولة فهم دلالاتها ,وهي لا تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد لفهم رسائلها الاعلانية.

يعد الملصق من الوسائل الاتصالية المهمة التي تتعدداهدافها الفكرية والتجارية والعقائدية والسياسية فضلا عن التوجيه والارشاد وغيرها يراد به التركيز على المعاني من خلال عناصر الملصق وبنيته ويعد الملصق وسيله اتصاليه تتجه الى جمهور غير متجانس يتم عن طريقه تقديم المضمون الذي يتمثل  بالمعاني والدلالات والرسوم والخطوط والالوان وبقيه العناصر الاخرى لتحقيق الغرض الذي وجد لأجله (العزاوي ,1974,ص4) والملصق له دور كبير في مجال الانتخابات العامة في كثير من البلدان وكذلك في انتشار الدور التوعوي السياسي بين الجماهير ,كما يمتاز الملصق بأهميته الكبيرة في ميادين الآداب والعلوم والمعارض الفنية ومواسم الحفلات الموسيقية او العروض السينمائية والمناسبات الثقافية فضلا عن ذلك مواسم الاولمبياد والألعاب الرياضية المحلية والدولية, ايضا استخدام  الملصقات في الشؤون العسكرية ومكانتها المهمة في اوقات السلم والحرب ,وغيرها من الادوار الاخرى التي تعزز اهمية الملصق واستخداماته المتنوعة .

مؤشرات الاطار النظري

  • يعد الملصق من فنون التصميم الخاضعة الى عدة أنظمة شكلية معبرة عن المضمون والفكرةتؤدي اغراضا وظيفية وجمالية.
  • يعتمد (المصمم) في انجازاعماله الطباعية على اسس وعناصر التصميم وكذلك التقنيات الاظهاريةضمنمجموعةعمليات تخضع لها الفكرة غايتهاالمنجز الوظيفي والجمالي.
  • يتضمن الملصق عنصرين رئيسيين هما (المضمون و الشكل) وتشكل هذه العلاقة التأثيرالواضح والاساسالجماليفي تصميم الملصق فيعمل الشكل على خدمة الافكار المضمرةوالمعبرةفي المضمون الذييتحكم في تحديد ماهيه الشكل.
  • يعد فن الملصق احد وسائل التعبير عن الافكارالمختلفة لذا يصبح تأثيره فعالاًفي جذب انتباه المستقبلوزيادة اهتمامه وهذا ما يدفع المصمم كي يهتمبتحقيق الفاعلية عن طريقالارضاء الجمالي والايضاح القوي.
  • الملصق من اهم وسائل الاتصال التي تؤدي اهداف فكريةوتجارية وعقائديةوعسكرية وسياسيةفضلا عن التوجيه والارشاد وغيرها يراد بها التركيز على المضامين والمعاني من خلال البنيةالشكلية وعناصر الملصق .
  • احيانا يتم توجيه الملصق الى جمهور غير متجانس من خلال تقديم المحتوىالمتمثل بالمعاني والرموز والدلالات والرسوم والصور والخطوط والالوان من اجل تحقيق الغرض الذي صمم لأجله.
  • رسوم الملصق قد تتغير دلالات موضوعاتها وتتحول عبر التناصات الفكرية والمفاهيميه للأحداث والقضايا المعاصرة فينزاح الدال الى مدلولات جديده مغايره لتوقع افق القارئ مما يخلق فيها خرقا للمألوف وابتعادا عن القاعدة المتعارف عليها من خلال الانزياح الدلالي.
  • يعتمد نجاحالملصق على فعالية الفكرة وكثافتها ودلالاتها الواضحة والبسيطة التي تلمس المستوى الفكري والثقافي للمتلقي , فضلا عن امتلاكهللسمات الجمالية والتعبيريةوالوظيفة في كيفية اخراج تلك الفكرة.
  • الانزياح هو الفيصل ما بين النص الفني والنص غير الفني.
  • يعد الانزياح من المظاهر العامة التي لا تخص الاسلوب الادبي فحسب ففي المجال الفني يظهر ذلك الخرق للتركيب الفني وعملية اعادةالبناء على مستوى اعلى.
  • الانزياح الدلالي من ابرز انواع الانزياح التي يمكن ان يوظفها المصمم من خلال الانزياح عن المعنى الاصليالى معنى مغاير يمكن ادراكه عبر السياق الذي يرد فيه, ويسهم في جذب انتباه المتلقيوالتأثير فيه وايصاله الى حالة الامتاع كذلك ايصال الرسالة التي يبتغيها الخطاب الفني.
  • تمثل الاستعارة والمجاز من اهم اشكال الانزياح الدلالي , اذ يتم فيه استبدال المعنى المعجميالحرفي بالمعنى الايحائي فيتم الانتقال من المدلول الاول الى المدلول الثاني , اي التحول من المعنى المفهوم الى المعنى الانفعالي.
  • توصف الية الانزياح في انالابقاء على المعنى الاول للكلمة يجعلها منافرة بينما المعنى الثاني يمكنها من استعادة الملائمة وهنا تأتي الاستعارة لأجل ان تنفي الانزياح المتولدمن هذه المنافرة
  • ان المنافرة تعد عملية خرق لقانون الكلام كونهاتحدثفي المستوى السياقي, اما الاستعارة فهي خرق لقانون اللغة كونهاتحدثفي المستوى الاستبدالي ولا بمكن فهم ما يجريلدلاله المعنى الا من خلال المتلقي.
  • الدلالة هي رابطة بين الدال والمدلول وهما مرتبطان عضويا ارتباطا لا يمكن فكه بأي حال من الاحوال.
  • ان علم الدلالة ينطلق من معنى المفردة او الموضوعة من حيث بنيتها المعجمية وتتابع التطور الدلالي لهاثم التغيرات التي تجري عليهاضمن السياقات المختلفة , حيث يصعب تحديد دلالات الكلمة المفردة الفنيةكونها لا تحمل دلالات مطلقه , بل السياق هو من يحدد دلالاتها الحقيقية.
  • من اهتمامات علم الدلالة هي أنواع المعنى , المعنى الحقيقي , المعنى المجازي , المعنى التداولي .

 

إجراءات البحث

– مجتمع البحث : تضمن مجتمع البحث الملصقات التي تم اعتمادها وتم الحصول عليها من مواقع النت وتحددت في إطار مجتمع البحث ب ( 20 ) عشرين ملصقا من ملصقات منظمة اليونيسيف .

– عينه البحث : تم اختيار عينةالدراسة وفق الطريقة القصدية و تحددت ب ( 5 ) نماذج متنوعة من المجتمع الأصلي ,تهتم بشكل خاص بقضايا التعليم والبيئة  والصحة والعنصرية ، وحماية الطفل من التشرد والعنف والاستغلال.

– اداه البحث : تم الاعتماد على مؤشرات الاطار النظري في تحليل نماذج عينه البحث .

خامسا: تحليل نماذج العينة

نموذج رقم (1) ملصق عن مكافحة التدخين

الوصف العام

يصور التصميم الحالي ملصقا عن مضار التدخين وهو عبارة عن صورة سيجارة باللونين البرتقالي والابيض وقد تحول الرماد في نهايتها الى هيئة انسان يصارع للبقاء وهو يجثو على الارض.

المناقشة والتحليل

حاول المصمم في هذا الملصق الاشتغال على بنية دلالية رمزية واضحة ومباشرة وهي هيئة الشكل الادمي بوضعية الانهيار التام والسقوط الى الارض وصولا الى الموت البطيء ,الذي يحدثه فعل التدخين , من خلال شكل السيجارة , لتحقيق الانزياح الدلالي في مخاطبة المتلقي، عن طريق الاستعارة الشكلية لمفردة السيجارة , وقد احدثت استعارة شكل السيجارة نوع من الدهشة , لأن الاستعارة هي انحراف موضعي عن الشيء العادي أي انحراف بنسبة محدودة عن السياق وقد أستند عليها المصمم لإيصال الرسالة الاتصالية وتحقيق البعد الوظيفي، مما أظهر رسالة  الهدف التصميمي،  باعتبار أن الواقع المرئي يتحول من خلال الانزياح الدلالي الى إعادة تشكيل للواقع الأصل(التدخين القاتل)  وإدراك ذاتي ورؤية جديدة للموضوع تثير بصيرة المتلقي.

يمثل الملصق  اليوم العالمي لمكافحة  التدخين (31 مايو) وتميز بوضوح الفكرة ,اذ ان المصمم أعطى بذلك الهيمنة لرمزية شكل السيجارة والشكل الادمي وسهولة تلقي تلك الفكرة , لتغطي معظم مساحة الملصق الذي تميز بالأبداع والابتكار في الفكرة التصميمية عن طريق نظام بصري مؤثر ومتكامل,  وقد منح  المصمم فكرة الملصق بعداً واضحاً من خلال الإحالة الشكلية لرماد السيجارة (المحترق) وازاحتها دلالياً الى الشكل الانساني المتأثر بفعل التدخين عن طريق المعالجات الفنية في برامج الحاسوب ، لتوضيح سبب الحالة وسهولة ايصال الفكرة الى المتلقي, واعاده بناءه على مستوى اعلى من خلال هدم المعنى المعجمي المبسط للسيجارة  واعادة بناء المعنى الايحائي الانفعالي لفعل القتل .

لذا  يعد الانزياح الدلالي في هذه الفكرة التصميمية عملية إثراء للعمل الفني بالمعاني الكامنة في المفردات ، من خلال استخدام الخطاب البصري والعناصر التي تستطيع تكثيف الافكار والتعبير عن المعنى الكامن فيها، لتحقيق ثقافة  ًبصرية ينبع منها الابداع التصميمي كوحدة دينامية متفاعلة مع البيئة المحيطة , لذا اختار المصمم المفردات البسيطة والمعبرة والمؤدية الى جذب المتلقي، واوضح قدرته الابداعية في عملية الاختزال اللوني والشكلي والتجريد في التنظيم الشكلي والبناء الموحد لعلاقات ربط الاجزاء في الناتج التصميمي بين الظاهر المتمثل في الشكل والكامن المتمثل بالبنية العميقة (المعنى).والية الربط بين الدال والمدلول فهو بذلك حقق تصميما مؤثراً فعالاً  ومؤدً للوظيفة التصميمية والجمالية.

نموذج رقم (2) ملصق عن الحرب والسلام

الوصف العام :-

التصميم  المعروض هو تصميم مركب يعتمد على التضاد البصري والمعنوي لإيصال رسالة محددة ، وينقسم التصميم إلىجزأين متباينين، يمثل كل منهما مفهوماً مختلفاً ، في الجزء الأيسر من الصورة، نرى شخصاً يقف على ارض خضراء تحت ظل شجرة كبيرة، وبجانبه كلب ، وتشع الشمس من خلال أوراق الشجرة مما يخلق أجواءً من السكينة والهدوء ، اما الألوان هنا زاهية وحيوية، تعكس طاقة إيجابية وانسجام مع الطبيعة المحيطة ، أما الجزء الأيمن فتظهر فيه سحابة دخان كثيفة ومظلمة تتصاعد من انفجار ضخم أو حدث مدمر والسماء ملبدة بالغيوم والوان ضبابية.

المناقشة و التحليل :-

اشتغل المصمم في هذا الملصق على فكرة التناقض وانزياح الدلالة من بنية الى اخرى , فمن حيث التكوين العام  (Composition) والتوازن  نجد التصميم  يعرض حالة توازن نصفي, اذ يمثل كل جانب نقيض للآخر, والتضاد بين الجزأين يؤكد على فكرة التناقض بين الحياة والموت والسلام والحرب، والطبيعة والدمار الذي يصنعه الإنسان ، ويُظهر المصمم ببراعة ومن خلال الية الانزياح الدلالي كيف يمكن للحظة واحدة أن تضم في طياتها جانبي الخلق والهلاك، مما يدعو المشاهد للتأمل في عواقب أفعاله وخياراته ، وعملية اكتمال المعنى الدلالي.

فمن جهة اليسار تظهر الحياة والطبيعة، وفي الجانب الايمنيظهر الدمار والفوضى ، اما المركز البصريفيتمثل في هيئة شخص وشجرة , اذتتخلل أشعة الشمس داخل أغصان الشجرة، مما يحقق جذباًبصرياً مباشراً لهذه النقطة ، وبالتالي فالخطوط المتكونة في الشجرة والأشعة الشمسيةتمنحالإحساس بالحيوية والنمو والاستمرار ، بينما الخطوط المتكونة من الدخان المتصاعد تظهر الفوضى والعشوائية،والتباين اللونيمن خلال استخدام الألوان الزاهية والدافئة في جانب مقابل للألوان الداكنة والباردة خلق تباينًا قويًا عزز من رسالة التصميم ، وحتى من حيث رمزية الالوان فالأخضر يرمز إلى الحياة والسلام، والأسود يرمز إلى الدمار والموت , اما الضوء  في هذا الملصق فيلعب دور هام في التكوين، اذ أن الإضاءة على الشخص والشجرة تبرزهم كعناصر حية ويحدث انزياح من حالة الجمود الى الحركة، بينما الظلال في جانب الدخان تعطي إحساسًا بالخطر والغموض ,ومن حيث الملمس فتفاصيل أوراق الشجر وفرو الكلب وملابس الانسان تعطي إحساسًا بالملمس الطبيعي، في مقابل الملمس المتغير  وغير المحدد للدخان والانفجار والغبار، ومن حيث الفضاء والحركة  هناك إحساس بالفضاء وبحركة الحياة من خلال حركة اغصان الشجرة والفضاءات المحيطة بها نحو الضوء، بينما تظهر حركة فوضويةوعنيفة في اتجاه انتشار الدخان وفضاء متباين  ،وهذا التحليل يظهر كيف أن كل عنصر من عناصر التصميم يُستخدَم لتعزيز التباين بين مفهومَيْ الحياة والدمار، مما يُبرز قوة التأثير البصري والعاطفي للتصميم.

لذا نجد ان الابداع التصميمي الذي اوجده المصمم من خلال استخدام الية التشبيه في الانزياح الدلالي دوناً عن اليات اخرى كالاستعارة والتأخير والتقديم والخيال والخروج عن المألوف , بين شكل الشجرة وشكل دخان الانفجار , فهذا الانزياح يصور لنا انزياح في دلالة الحرب الى دلالة السلام , وقد المصمم في تصويرها على كافة المستويات من حيث الشكل واللون والحركة والملمس وغيرها من عناصر التكوين.

نموذج رقم (3)ملصق عن مكافحة العنصرية

الوصف العام :-

الملص الحالي يتميز ببساطته وقوة رسالته ،اذ يعرض مجموعة أيدي مرفوعة بألوان مختلفة تمثل التنوع العرقي، وهي تنبثق من داخل دائرة حمراء نهاياتها كفوف حمراء تحضن باقي الايدي ,تحمل العلامة المعروفة للمنع، مما يوحي بالتضامن ضد العنصرية ، والألوان المستخدمة هي درجات متفاوتة للون البشرة ، والأيدي مصممة بأسلوب مبسط لكنها فعالة في إيصال الفكرة، والتكوين العام للعمل يخلق توازناً وتناغماً بصرياً ، والخط الأحمر العريض الذي يشكل الدائرة يعطي إيحاء بالقوة والحزم في رفض العنصرية. وأخيراً، النص المكتوب “NO TO RACISM” يظهر بخط واضح وجريء في الجزء السفلي من العمل، مما يعزز الرسالة المراد توصيلها .

المناقشة و التحليل :-

ان العنصرية عبارة عن عدةممارسات واعتقادات خاطئة يبنى عليها طرق في معاملة انواع وفئات من الناس بصورة متباينة عن سواهم وسلب الحقوق الاجتماعية والقانونية منهم,بداعي اختلافهم في عرقهم أو جماعتهمالمنتمين إليها أو في دينهم أو لون بشرتهم ؛ والعنصرية هي مرض متفشيفي العالم اذ ان الناس بدأوا يميزون بين البعضوالاخر، وهو ما يسهم بتعرض الناس المظلومين إلى درجات الظلم ,اذ يتم تهميشهمعن غيرهم, بل يصل الامر الى حد الاستبداد في فقط لانهم يختلفون في الدين أوالعرق أو اللون أو الشكل.

وضمن هذا التصميم  فالألوان (Color) مهمة جدا في اثارة التمييز العنصري وتستخدم بشكل أساسي بدلالاتها  مثلاً اللون الأحمر والأبيض والبني ودرجات مختلفة من لون البشرة ، في اشارة الى التنوع العرقي العالمي , وكذلك في تجمعها سوية واحاطتها بشكل دائري  بالأيدي الحمراء , فالأحمر يستخدم في الدائرة المحيطة بالأيدي ،كرمز دلالي على (الدم الواحد) الذي يسير في عروق جميع البشر من حيث المجاز الدلالي , وفي ذلك انزياح دلالي اخر يتمايز بين وحدة الدم وامكانية التنوع  العرقي , بينما الأبيض يستخدم كخلفية تبرز العناصر الأخرى ، والانزياح الدلالي هنا يعبر عن التحذير والمنع للعنصرية التي تسود العالم رغم التطور والتكنولوجيا  , واشار اليها المصمم من خلال النص المكتوب “NO TO RACISM”

واما من ناحية الخطوط والأشكال نلاحظ الأيدي مرسومة بخطوط ناعمة ومستديرة، مما يضفي على التصميم طابعًا إنسانيًا وودودًا  والدائرة المحظورة تُستخدم عادةً للإشارة إلى المنع أو التحذير باستخدام الية الاستعارة ، وهنا تحيط بالأيدي كتأكيد على رفض العنصرية ، فتكوين الأيدي مرتبة بشكل تصاعدي ومتراكبة بعضها فوق بعض وهي في حركة نحو الأعلى، مما يوحي بالإيجابية والتطلع للأمام والتكوين يجعل العمل متوازنًا ويسهل على العين تتبعه ، واما الرمزية المتمثلة في الايدي,فكل يد تمثل لونًا مختلفًا للبشرة، ما يرمز إلى التنوع العرقي والثقافي. رفع الأيدي يشير إلى التضامن والدعم، وكذلك إلى رفض العنصرية ، اما اتجاه الأيدي نحو الأعلى يعطي شعوراً بالخلاص والأمل والتحرر والإيجابية ، وكذلك النص الشعار “NO TO RACISM” مكتوب بخط غامق وواضح في أسفل التصميم، مما يجعل الرسالة المقصودة مباشرة ولا تقبل الجدل بالنسبة للمتلقي.

إجمالًا هذا التصميم يُظهر كيف يُمكن استخدام الملصق لإيصال رسائل اجتماعية قوية بطرق فعّالة وجذابة بصريًا , وقد شكلت هذه العلاقة بين الشكل والمضمون تأثيرهاالواضح واساسهاالجمالي في هذا الملصق من خلال الانزياح الدلالي في استخدام المفردات التصميميةلتجسد وتعبر عن المضمون الفني لإيصال الرسالة الجمالية.

نموذج رقم (4)ملصق عن مكافحة عمالة الاطفال

الوصف العام :-

يتضمن الملصق طفل يرتدي ملابس رصاصي وازرق فاتح على ارضية بدرجات اللون الازرق , يحمل فوق راسه وعاء من صخور ورجله مقيده بسلاسل يقابله, ظله على الجدار يحمل فوق راسه جائزه وعلى ظهره حقيبة مدرسية ولا يوجد ظل للسلسلة الفضية .

التحليل و المناقشه :-

فكره الملصق تعبر عن اليوم العالمي لمكافحة عمالة الاطفال والموافق ( 12 حزيران) وهو ما توضحه الكتابة في اسفل الملصق, لاثارة الحركة العالمية المتزايدة ضد عمالة الأطفال, وتأكيداً على العلاقة بين العدل الاجتماعي وعمالة الأطفال، اذ يقوم الأطفال بالاعمال الشاقة الغير مناسبة لاعمارهم في جميع أنحاء العالم بشكل روتيني بأجر أوبدون أجر, وهي تُصنف ضمن مفهوم عِمالة الأطفال, فالأطفالأضعف من أن يزاولوا تلك الأعمال، أو عندما يجبرون عل المشاركة في أنشطة خطرة يمكن ان تعرض نموهم العقلي والبدنيوالتعليميوالاجتماعي الى الخطر.

يعد الملصق من وسائل التعبير عن الافكار والتي عن طريقها تصبح فاعلية تأثير  الملصق لجذب انتباه المتلقيكبيرة,وفكرة  هذا الملصق تصور طفل يعمل في مجال البناءوانزاح عن واقعه الاصلي وهو المدرسة وهي الفترة العمرية التي يتلقى فيها التعليم, الامر الذي دعا المصمم الى ان ينصب جل اهتمامه على تحقيق الفاعلية من خلال الايضاح القوي للفكرة والارضاء الجمالي للمتلقي محققا ذلك بالانزياح الدلالي في تاويل الفكرة المطروحة ,  اذ نجد ان المصمم قد أزاح هذا المعنى دلالياً من الشكل الواقعي الى الشكل المفترض في منطقة الظل, وإن الطفل كان يتمنى في ذهنه أن يتعلم , او ان هذا الامر هو المفترض ان يكون , و أن الجائزة الظاهرة التي يرفعها بيديه في ظله كان بمثابة المستوى الذي يجب ان يصل اليه لكنه في الوقت الحالي مقيد بالعمل(السلاسل ) بسبب المعيشه, أي ان حركة الطفللا تحمل في ذاتها دلالات مطلقه وانما السياق الذي جاءت فيه,هو الذي يحدد لها دلالاتها الحقيقية , الانزياح الدلالي في هذا الملصق حدث بالمعنى الكامن للفكرة من خلال (السلسة) وهي الدال يتبعها المدلول وهو قيد الطفل بالعمل الشاق, لتحقيق دلالة فكرية مباشرة مع المتلقي , حيث تم استبدال المعنى الحرفي المعجمي(فكرة الطفل العامل) بالمعنى الايحائي (فكرة الطفل الدارس) فيتم التحول من المدلول الاول الى المدلول الثاني اي من المعنى المفهوم  الى المعنى الانفعالي..

و أن عماله الاطفال من اخطر الظواهرالاجتماعية التي يعاني منها العالم باسره اذ انها  تعرض الاطفال للحرمان من حقوقهم ولها آثارهاالسلبيةوالأعباء الثقيلة الموضوعة على كاهل الاطفال والتي تهدد تعليمهم وصحتهم ورفاهيتهم ,ان هذا العمل بالتاكيد يعيق  تعلم الاطفال و تدريبهموحرمانهممن ابسط الحقوق في عدم اكمالهم المدرسه ويقتل الابداع و الابتكار فضلاعما يعانيه من اضرار نفسيه وعقليه واجتماعيه وجسميه ناهيكعن حرمانه من الحصول على فرص افضل في المستقبل .

نموذج رقم (5) ملصق عن حماية الطبيعة

الوصف العام :-

يتكون الملصق من شكلين الشكل الاول  عباره عن امراه تتمثل بالطبيعه والشكل الثاني عباره عن يد محترقة تحمل مسدس ينبثق منه دخان تتمثل بالمصانع و الكوارث التي تقضي على جمال الطبيعه و قد زين المنظر بالالوان الاخضر والاسود وبعض الزراق الفاصل بين الشكلين مع القليل من الاحمر  .

التحليل و المناقشه :-

فكره الملصق عن حماية البيئة من مخاطر التلوث ,وتمثلت بوجه امراه وهي تمثل انزياحا دلاليا أي ان المرأة هي الدال والطبيعة هي المدلول, تعبر عن جمال الطبيعة الخلابة وانهارها العذبة , يقابلها شكل يد تحمل مسدس وهي الدال الذي يعبر عن المدلولالمتمثل بالمصانع و ينبثق منها دخان يؤدي الى خراب و دمار الطبيعه وتلوثها وهذا يؤدي الى كوارث عديده حيث تحمل دخان المصانع موادا سامه و خطيره تؤثر على الصحه الانسانية والكائنات الحية الاخرى , تناول فيها المصمم بنية دلالية رمزية عن طريق الاستعارة الشكلية للمسدس والمرأة , وهنا تأتي الاستعارة لتخرق قانون اللغة المتحققة على المستوى الاستبدالي ويمكن فهم دلاله المعنى بوجود المتلقي ,من خلال استعارة المصمم للرصاص باشكال المصانع ذات الدخان القاتل للطبيعة , رغم انه اعطى السيادة لشكل المرأة الدالة على الطبيعة لتغطي معظم مساحة الملصق .

كان من الممكن لاصحاب المصانع ان يضيفو اشياء تقلل من نسبه التلوث  وانه لم يطبق تعليمات الوقايه من التلوث , وحتى الفضاء القريب من شكل المصانع اقرب الى السواد , لذا فبدايه الطبيعه تحولت الى سواد بسبب اقتراب دخان المصانع منها, وقد اضاف اليها المصمم أشكال متنوعة من مظاهر الطبيعة , أي عملية إضفاء المعالجة الشكلية بصورة غير واقعية تهدف الى إظهار قيمة وفاعلية الفكرة التصميمية، تمثلت في تكبير وجه المرأة التي اشتغل فيها على الانزياح الدلالي باستخدام الية الرمز أي انه رمز للطبيعة بهيئة المراة ليحقق البعد الوظيفي للفكرة التصميمية , فالعلاقة القائمة بين الدال (الطبيعة) والمدلول(المرأة) فهما مرتبطان ارتباطا عضويا لا يمكن فكه على أية حال.

هنالك منافرة واضحة ما بين الصورتين صوره التلوث و صوره الطبيعه الخلابه ,لذا فان الاقتصار على المعنى الاول يجعل الفكرة منافرة – فكرة السلاح – بينما تستعيد هذه الملائمة بفضل المعنى الثاني – فكرة المصانع القاتلة- وتتدخل الاستعارة لأجل ان تنفي الانزياح الناتجعن هذه المنافرة, و يلفت النظر الى المنافرة تخرق قانون الكلام فهي تتحقق على المستوى السياقي, وقد ابتعد المصمم عن استخدام العبارات المكتوبة لأن الصورة بالف كلمة .

خاتمة البحث

اولا :- نتائج البحث

1- ان الانزياح الدلالي في الأفكار التصميمية ضمن نماذج العينة بمثابة عملية إثراء في ملصقات منظمة اليونيسيف بالمعاني الكامنة المضمرة في البنى العميقة للتكوينات من خلال تكثيف الافكار في الخطاب البصري.

2- ان الابداع التصميمي الذي اوجده المصمم من خلال استخدام الية التشبيه التي ظهرت في جميع نماذج العينة  اكثر من اليات اخرى مثل التأخير والتقديم والخيال والخروج عن المألوف .

3- اشتغلت اليات علم الدلالة في نماذج ملصقات منظمة اليونيسيفبتنوع معاني الملصق الذي يعد من وسائل التعبير عن الافكار ومنها المعنى الحقيقي , المعنى المجازي و المعنى التداولي, وتتحقق الفاعلية عن طريق الايضاح الصوري والارضاء الجماليلجذب انتباه المتلقي وتحفيز اهتمامهللقضايا المعاصرة تحديداً في النماذج (1, 3, 4)

4-أن الاستعارة هي خرق لقانون اللغة الفنيةويعتمد الانزياح الدلالي على مفهوم الاستعارة اذ تم استبدال وتحويل المعاني الحرفية الواقعية في صور النماذج (عينة البحث) الى المعاني الايحائية الانفعالية , كما في النماذج (1, 3, 4, 5)

5- جاءت نماذج الملصقات التي تعد من اهم الوسائل الاتصالية لتؤدي  اهدافا فكرية كما في النموذج (4) وعقائدية(3) وسياسية(2) وتجارية(1) وبيئية (5) فضلا عن الارشاد والتوجيه وغيرها يراد بها التركيز على المعاني من خلال عناصر الملصق وبنيته.

6- شكلت العلاقة بين الشكل والمضمون في نماذج العينة تأثيرا واضحا واساسا جماليا في ملصقات منظمة اليونيسيف , واختار المصمم المفردات البسيطة والمعبرة والمؤدية الى جذب المتلقي، واوضح قدرته الابداعية في عملية الاختزال اللوني والشكلي والتجريد في التنظيم الشكلي والبناء الموحد لعلاقات ربط الاجزاء في الناتج التصميمي بين الظاهر المتمثل في الشكل والكامن المتمثل بالبنية العميقة (المعنى) فهو بذلك حقق تصميما مؤثراً فعالاً  ومؤدً للوظيفة التصميمية والجمالية كما في جميع النماذج.

7- اكتسب العمل التصميمي من خلال فكرة الجمع بين المتناقضات المرونة والاصالة والجدة في الطرح , والاحالات الشكلية وصولا الى الفكرة التصميمية واستيعابها من قبل المتلقي كما في النماذج(1, 2, 4, 5)

الاستنتاجات

1- ان مقاربات للانزياح الدلالي من مضامين ملصقات منظمة اليونيسيف , هو لأجل إيصال رسائل اجتماعية قوية بطرق فعّالة وجذابة بصريًا, ويعد منطلقا يعول عليه المصمم في اغناء النص الفني , ودوره البارز في توليد الدلالات الفنية العميقة.

2- رسوم الملصق المعاصر قد تتغير دلالات موضوعاتها وتتحول عبر التناصات الفكرية والمفاهيميه للأحداث والقضايا المعاصرة فينزاح الدال الى مدلولات جديده مغايره لتوقع افق القارئ مما يخلق فيها خرقا للمألوف وابتعادا عن القاعدة المتعارف عليها من خلال الانزياح الدلالي.

3- تميزت ملصقات منظمة اليونيسيف بتوليد الدلالات في الاشكال والمضامين الفنية والتي تميزت بالخرق والخروج عن المألوف للتراكيب الفنية واعاده بناءها على مستوى اعلى, وهذا ما ابرزته نماذج عينة البحث .

4- الانزياح الدلالي يمثل تقنية فنية يمكن استخدامها لغرض التعبير عن التجارب الفنية في كثير من الفنونوليس حكرا على فن الشعر, لما له من  ابعاد جمالية تساعد في جذب انتباه المتلقي وبالتالي التأثير فيه وايصاله الى الامتاع وتوصيل الرسالة التي يريدها الخطاب من خلال كسر البنى المألوفة واعادة التبنين , أي الانزياح عن المعنى الاصلي للشكل باتجاه دلالات مغايرة يمكن ادراكها من خلال السياق الذي ترد فيه .

5- لقد برع المصمم المعاصر في تحقيق حوار فكري تداولي مع المدركات الحسية والجمالية لدى المتلقي وبطرق مغايرة للمألوف , من خلال الاعتماد على الجانب التخيلي والاثارة البصرية , والابداع في الفكرة التصميمية.

التوصيات

1-ضرورة استخدام التقنيات الحديثة الاكثر تطورا في مجال تصميم الملصق الفني بشكل عام وخاصة ما يتعلق ببرمجيات الحاسوب.

2- توجيه الباحثين للاستفادة من المفاهيم النقدية والنظريات الادبية بأنواعها في اثراء تصميم الملصقات الفنية المعاصرة.

3- الاهتمام بموضوع الانزياح الدلالي كجزء من فلسفة الانزياح في الملصق المعاصر كونه يمثل اللامألوف بين الشكل وتعبيره الدلالي .

المقترحات

1- دراسة الانزياح الدلالي ودوره في الاعلان  التفاعلي .

2- دراسة سيكولوجية اللون ودورها في ملصقات منظمة اليونيسيف .

 

قائمه المصادر

1- ابن منظور, محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين (2003) : لسان العرب , الناشر :دار صادر , بيروت.

2- اسماعيل , طالب محمد(2011): مقدمه لدراسة علم الدلالة ( في ضوء التطبيق القرآني والنص الشعري),دار كنوز المعرفة, عمان – الاردن,ط1

3- التركي , ابراهيم بن منظور(2006): العدول في البيئة التركيبية قراءه في التراث البلاغي , مجله ام القرى

4- الجرجاني  ,الشريف(2004): كتاب  التعريفات , تح : محمد صديق المنشاوي , دار الفضية , القاهرة , مصر

5- حسين ,خوش جار الله(2007), البحث الدلالي في كتاب سيبويه , , ط1 , الاردن , منشورات دجله وموزعون

6- خضر , عبد الله(2003), اسلوبيه الانزياح في شعر الملصقات , عالم الكتب الحديث , اربد لبنان , ط1

7- الداية ,فايز(1996): علم الدلالة العربي , دار الفكر المعاصر , ط2 , دمشق .

8- الزمخشري, ابو القاسم(ب ت): اساس البلاغة , ج1 تحقيق: محمد باسل , منشورات دار الكتب العلمية , ,ط1, بيروت, لبنان.

9-سالم, شاكر(1992): مدخل الى علم الدلالة , ترجمه : محمد يحياتن , ديوان المطبوعات الجامعية , الجزائر.

10-فضل ,صلاح(1987): نظريه البنائية في النقد الادبي , دار الشؤون الثقافية العامة , ط3,بغداد .

11- فضل, صلاح(1998), علم الاسلوب مبادئه واجراءاته , دار الشروق ,ط1 , القاهرة , مصر.

12- فضل, صلاح(ب ت): بلاغه الخطاب وعلم النص , دار نوبال للطباعة ,ط1, القاهرة ,

13-القاضي ,ريهام محمد كمال(2012): ديوان روضة الامثال والاحاجي لتاضروس ابي العافية, دراسة عروضية دلالية, مكتبة الآداب, ط1, القاهرة.

14-عكاشه ,محمود(2005): التحليل اللغوي في ضوء علم الدلالة , , ط1, دار النشر للجامعات ,القاهرة.

15-العزاوي ,ضياء(1974): فن الملصقات في العراق , دراسة  في بدايته وتطوره , وزاره الاعلام , مطبعه الاديب , بغداد

16- عمر , احمد مختار(1998): علم الدلالة , ط5 , عالم الكتب , القاهرة , مصر

17- العوضي, عادل بن عبد الله(2004): العلاقات العامة (النظري والتطبيقي), ط1 , الشركة الكويتية العربية للدعاية والاعلان والنشر , الكويت.

18-كوهن ,جان(1986) , بنية اللغة الشعرية , ترجمه : محمد الولي و محمد العمري , دار توبقال للنشر ,ط1, المغرب

19- مصطفى,  محمد محمود(2004): الاعلان العقال ( تجارب محليه ودوليه ) , دار الشروق , الاردن , ط1

20- هلال, ماهر مهدي(2006): رؤى بلاغيه في النقد والأسلوبية , المكتب الجامعي الحديث , الإسكندرية

21-ويس, احمد محمد (2005) : الانزياح من منظور الدراسات الأسلوبية , المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع   ,ط1 ,لبنان

22-يوسف, اسكندر (2004) : اتجاهات الشعرية الحديثة ( الاصول والمقولات ) , وزاره الثقافة , دار الشؤون الثقافية العامة , ط1, بغداد

الرسائل والاطاريح

23-سمير, احمد محمد(2016): العلاقة التبادلية بين النص والصورة الرقمية في الملصق المعاصر , رساله دكتوراه غير منشوره , جامعه المنيا , كليه الفنون   الجميلة

24-شلال ,فؤاد احمد(2014): فاعليه بنيه النص البصري في التصميم الرقمي . أطروحة  دكتوراه مقدمه الى جامعه بغداد , كليه الفنون الجميلة

25-الطائي ,نضال مهذول(2005): دلاله النظم الشكلية في تصاميم الخطوط الجوية العربية ,  رساله ماجستير مقدمه الى جامعه بغداد , كليه الفنون الجميلة

26-يونس , شهرزاد بن(2019), محاضرات في علم الدلالة , الجمهورية الجزائرية, وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,جامعة الاخوة منتوري , كلية الآداب واللغات , قسم الآداب واللغة العربية

المجلات والدوريات

27-شكري, اسماعيل,( 1999) نقد مفهوم الانزياح , مجله فكر و نقد , العدد23 , نوفمبر.

28-نظري ,علي,و يونس وليئي(1972) : ظاهره الانزياح في شعر ادونيس , دراسات الادب المعاصر , العدد السابع عشر.

                  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *