د. إخلاص احمد علوان
استاذ مشارك في القياس والتقويم
جامعة بيشة /كلية التربية
00966533855640
الملخص:
ان البحوث التي تقوم على قياس السمات الشخصية او ما يتعلق بالعملية التربوية هي بحوث السائدة في كافة مجالات البحث العلمي ولو استعرضنا الدوريات المحكمة نجد ان اعلب بحوثها المنشورة تتعلق بالجوانب الانسانية او التربوية وهذا ليس نقصا بل هو اثراء بحثي وفي الجهة المقابلة نجد ان البحوث التي اهتمت بتحسين ادوات القياس قليلة جدا ،ان ادوات القياس رغم تنوعها تعد اساسية لأنها تحول الظواهر الى قيمة كمية تمكن الباحثين من التعامل معها بكل علمية للوصول الى نتائج ذا ثقة يمكن الاعتماد عليها ، وبالرغم من ان علماء القياس قد حددوا الشروط الواجب توفرها في ادوات القياس والتي يجب على كل باني اداة قياسية او مطبق لها ان يتحقق منها كالصدق والثبات وحساسية الاداة فضلا عن الصعوبة فيما يخص الاختبارات التحصيلية والتحقق من كمية الخطأ المعياري ، الان اننا نجد من الباحثين من يقتصر على التحقق من نوعين فقط هما الصدق والثبات وايضا نجد انه لا يتحقق الا من نوعين على الاكثر في كل خاصية لذا تحددت مشكلة البحث الحالي في التركيز على اهمية التحقق من مدى توفر الخصائص القياسية في البحوث الوصفية في الدوريات العلمية لذا كانت الاهداف التعرف على مستوى تحقق الباحثين من الخصائص القياسية في مجلة العلوم الانسانية والتربية الصادرة عن جامعة بيشة ؟اما الهدف الثاني فكان الكشف عن الاخطاء التي يقع بها الباحثين في اجراءات اعداد اداته البحثية، واعتمد البحث على منهجية تحليل المحتوى وتحدد المجتمع بكافة المجلات الصادرة لغاية (6) سنوات اما عينته فكانت الاعداد الصادرة من سنة (2018ولغاية 2021) فبلغت (21)بحثا وصفيا ،ولتحقيق اهداف البحث عدت الباحثة استمارة تحليل محتوى وقد تم التحقق من صدق وثبات الاداة وكانت نتائج الهدف الاول هي :تحقق الباحثين من صدق ادواتهم وكالاتي الصدق الظاهري بنسبة( 80.9%) وهو مؤشر جيد اما صدق المحتوى فكانت نسبت التحقق 85.7% وهو مؤشر جيد ايضا اما الصدق العاملي فكان نسبت التحقق 9.5% وهو مؤشر منخفض.ولم يتحقق الباحثين من الصدق المرتبط بمحك او صدق البناء (التمييز)وهو مؤشر سلبي اما الثبات فقد اعتمد الباحثين فقط على الاتساق الداخلي (التجزئة النصفية )بنسبة (90.4%) وهو مؤشر جيد اما الاتساق الخارجي (اعادة الاختبار) لم يتحقق أي باحث منه عند اعداد ادوات بحثه وهو مؤشر سلبي كذلك حساسية المقياس والخطأ المعياري لم يتحقق منه أي باحث وهو مؤشر سلبي ايضا ، ومن خلال هذه النتائج فان البحث يوصي باهتمام الباحثين بان تكون ادواتهم البحثية قد تم التحقق من كافة خصائصها القياسية قبل التطبيق لان الاداة اذا كانت متمتعة بهذه الخصائص فأننا نصل الى نتائج حقيقية وغير مضللة ،ايضا الاهتمام من قبل المحكمين في المجلات العلمية الاشارة الى النواقص الخاصة بإجراءات البحث وتنبيه الباحث الى التحقق منها قبل النشر في المجلات .
الكلمات المفتاحية :الخصائص القياسية –الخصائص السيكومترية -مجلة العلوم الانسانية والتربوية –جامعة بيشة
The level of availability of standard characteristics in the Journal of Humanities and Education (Bisha University Journal as a model)
Researcher Dr Ekhlas Ahmed Alwan,
associate professor of measurement and evaluation
University of Bisha / College of Education
Abstract
Research that is based on measuring personality traits or related to the educational process is the prevailing research in all fields of scientific research. With the improvement of measurement tools, there are very few. Measurement tools, despite their diversity, are essential because they transform phenomena into a quantitative value that enables researchers to deal with them scientifically to reach reliable and reliable results. Every builder of a standard instrument or its applicator must verify it, such as the instrument’s validity, reliability and sensitivity, as well as the difficulty of achievement tests. And verifying the amount of standard error, now that we find researchers who are limited to verifying only two types, which are honesty and stability, and also we find that only two types are achieved at most in each property. Descriptive research in scientific periodicals aimed to identify the level of researchers’ verification of the standard characteristics in the Journal of Humanities and Education issued by the University of Bisha. The research relied on content analysis methodology and identified the community in all the magazines issued for up to (6) years. As for its sample, the numbers issued from the year (2018 to 2021) amounted to (21) descriptive research. The results of the first goal are: The researchers verified the validity of their tools and the apparent validity agencies with a percentage of (80.9%), which is a good indicator. As for the content validity, the verification percentage was 85.7%, which is also a good indicator. The global validity was a verification rate of 9.5%, which is a low indicator. The researchers did not verify the validity associated with the test or construction validity (discrimination), which is a negative indicator. As for stability, the researchers relied only on internal consistency (half segmentation) at a rate of (90.4%), which is a good indicator. As for the external consistency (retest), no researcher verified it when Preparing his research tools, which is a negative indicator, as well as the sensitivity of the scale and the standard error. No researcher has verified it, which is a negative indicator as well. Through these results, the research recommends the researchers’ attention that their research tools have all their standard characteristics checked before application because the tool if it has these characteristics We reach real and not misleading results, as well as the attention of arbitrators in scientific journals to point out the deficiencies in the research procedures and alert the researcher to verify them before publishing in the journals.
KEYWORDS: STANDARD PROPERTIES – PSYCHOMETRIC PROPERTIES – JOURNAL OF HUMANITIES AND EDUCATION – UNIVERSITY OF BISHA
المقدمة :
تعد البحوث في مجال القياس التربوي والنفسي والتي تركزت على قياس السمات سواء ما يتعلق بجوانب الشخصية الانسانية او ما يتعلق بالعملية التربوية هي البحوث السائدة في كافة محالات البحث العلمي ولو استعرضنا الدوريات النفسية والتربوية التي تصدر عن المراكز البحثية والجامعات نجد ان اعلب البحوث المنشورة تتعلق بالجوانب الانسانية او التربوية وهذا ليس نقصا بل هو اثراء بحثي في هذه الجانب المهم وفي الجهة المقابلة نجد ان البحوث التي اهتمت بتحسن ادوات القياس للوصول الى ادوات صالحة في قياس الظواهر الانسانية بما فيها النفسية او التربوية قليلة جدا ،ان ادوات القياس رغم تنوعها ما بين استبانة او اختبار او بطاقة مقابلة او بطاقة ملاحظة او استمارة تعد اساسية لأنها تحول الظواهر الى قيمة كمية تمكن الباحثين من التعامل معها بكل علمية للوصول الى نتائج ذا ثقة يمكن الاعتماد عليها ، وبالرغم من ان علماء القياس قد حددوا الشروط الواجب توفرها في ادوات القياس والتي يجب على كل باني اداة قياسية او مطبق لها ان يتحقق من هذه الخصائص كالتحقق من انواع الصدق وانواع الثبات وحساسية الاداة فضلا عن الصعوبة فيما يخص الاختبارات التحصيلية والتحقق من كمية الخطأ المعياري للمقياس، الان اننا نجد من الباحثين عند بناء ادواتهم من يقتصر على التحقق من نوعين فقط هما الصدق والثبات وايضا نجد انه لا يتحقق الا من نوعين على الاكثر في كل خاصية كالصدق الظاهري وصدق المحتوى هذا فيما يتعلق بالصدق والتجزئة النصفية فيما يخص الثبات ،اما فيما يتعلق بالخصائص الاخرى وحساسية الاداة وكمية الخطأ المعياري للأداة فنجد منهم من لا يتحقق منها وهذا يعد انتقاص من تكامل بناء الاداة وفي بحثنا هذا سنتناول مستوى تحقق الخواص القياسية المفترض التحقق منها عند بناء الادوات البحثية في البحوث المنشورة في الدوريات الخاصة بالجامعات وجامعة بيشة انموذجا .
المشكلة البحث
أن عدم التحقق من الخصائص القياسية في فقرات الاداة بشكل خاص والاداة بشكلها النهائي بشكل عام تعد اداة ناقصة وغير صحيحة ، فخلو أي اداة من توفر مستوى معين من الخصائص تعد مؤشر خطير يقتضي منا التنويه له والتركيز على اعطاء أهميته وعدم اعتماد أي بحث تخلو أداته قياسية من التحقق من هذه الخصائص ،فقد اشارت دراسة محمود (2018) الى ان الباحثين يقعون في اخطاء اصبحت شائعة لديهم منها عدم التفريق بين انواع الصدق المستخدمة على ادواتهم وقد يستخدمون انواعا لا تتلاءم مع ادواتهم القياسية ايضا هذا ينطبق على مفهوم الثبات مرورا بالتمييز وهذا الخطأ الشائع بين الباحثين يتحملون جزأ منه وايضا يتحمل متخصصي القياس والتقويم الجزء الأخر بعدم توضيح هذه المفاهيم بالطريقة التي تتناسب ومستوى تطور البحث العلمي والادوات القياسية التابعة له، و اوصت دراسة(محمد2018) بضرورة اعداد الباحثين في مرحلة الماجستير والدكتوراه في مقررات القياس والتقويم والتركيز على هذا المقرر ليتمكن الباحثين مستقبلا من بناء ابحاث ذا مصداقية وثبات وتمييز في قياس السمات والخصائص التربوية والنفسية.
وقد اشارة دراسة (جميلة ومحمد 2017) الى غياب التحقق من الخصائص القياسية في البحوث والأطروحات الجامعية لدى الباحثين عند بناءهم لأدواتهم البحثية مما يشكل حالة من عدم العلمية لانها ستكون غير دقيقة بسبب انها لم تتحقق من هذه الخصاص بالطريقة العلمية المتعارف بها عالميا ،لذا وضعوا توصية للباحثين بضرورة التأكد من الخصائص القياسية للأدوات قبل وضع النتائج الخاصة بالبحث في تخصصات العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية (جميلة ومحمد 2017).
ومن خلال تخصص الباحثة في القياس والتقويم وجدت انه من الضروري التركيز على التحقق من هذه الخصائص في البحوث بشكل عام والبحوث النفسية والتربوية بشكل خاص ولفت اهتمام الباحثين الى انه من الضروري التحقق من تمتع اداته ليس فقط بالصدق والثبات ولكن بحساسية المقياس ايضا ومعرفة كمية الخطأ المعياري والتي لم ينتبه الى اهميتها باني الادوات ومن جهة ثانية وجدت الباحثة ان كثير من الباحثين ليس لهم العمق القياسي والاحصائي وهذا ليس مثلباً عليهم لان تخصصهم الدقيق بعيدا عن ذلك لذا وجدت من الضروري تذكيرهم بأهمية التحقق الخطأ المعياري وحساسية المقياس عند بنائهم لأي اداة قياسية كالاستبانات والاختبارات وبطاقات المقابلة والملاحظة، لان عدم تمتعها بهذه الخصائص تجعلها ادوات غير صالحة للقياس مما يؤثر على النتائج والتي بدورها توثر على التوصيات ،فضلا عن للدوريات العلمية (المحكمين فيها) لهم دورا في تنبيه الباحثين الى التحقق من هذه الخصائص وخاصة عند بناء الادوات او اعتماد ادوات جاهزة .
بناءً على ما سبق تتحدد مشكلة البحث الحالي في التركيز على اهمية التحقق من مدى توفر الخصائص القياسية في البحوث الوصفية في الدوريات العلمية ، أما تساؤلات البحث فأنها تمحورت حول السؤال الرئيسي التالي :
-ما مستوى تحقق الباحثين من الخصائص القياسية في البحوث المنشورة بجامعة بيشة ؟
اهداف البحث:
يهدف البحث الحالي الاجابة عن التعرف على :
- مستوى تحقق الباحثين من الخصائص القياسية في مجلة العلوم الانسانية والتربية الصادرة عن جامعة بيشة .
- ما الاخطاء القياسية التي يقع بها الباحثين في اجراءات اعداد اداة لبحث ؟
اهمية البحث :
يُمكن إدراج الأهمية للبحث التالي في النقاط الاتية:
1-ابراز اهمية التحقق من اغلب الخصائص في ادوات القياس البحثية لما له من اثر ايجابي من الوصول لأداة صالحة في تحويل المتغيرات موضوع البحث الى درجات حقيقية لها معنى ودلالة .
2- الوصول الى درجات للمتغيرات بشكل كمي (عددي ونوعي )بشكل دقيق وحقيقي يساعد في المعرفة الحقيقية لكمية تلك المتغيرات مما يمكن التعامل معها بشكل اكثر مصداقية وموثوقية
3- التركيز على أهمية التحقق من الخصائص القياسية للأداة القياسية التي يبنيها الباحث او التي يتبناها يعطينا موثوقية في تفسير النتائج .
4- اعطاء صورة اكثر دقة وموثوقية لكل منظومة البحث لان البحث في الاساس يستند الى اداة لها موثوقية ليس فقط في المعرفة الكمية والتفسير المنطقي ولكن لها في القدرة على التنبؤ وبذلك تتحق اهداف العلم في المعرفة والتفسير ومن ثم التنبؤ
5- ابراز اهمية التحقق من اغلب الخصائص في ادوات القياس البحثية لما له من اثر ايجابي من الوصول لأداة صالحة في تحويل المتغيرات البحثية الى درجات يمكن ان تعتمد في التفسير .
6-الوصول ببحوث منشورة ذات معايير قياسية ذا ثقة تُمكن الباحثين المستقبليين من اعتماد ادواتهم بكل ثقة ومصداقية.
7-الوصول بالدوريات العلمية الى مرحلة الجودة مما يساعدها في ان يكون تصنيفها معتمد عالميا .
حدود البحث :
1-الحدود المكانية :مجلة جامعة بيشة للعلوم الانسانية والتربوية
2-الحدود الزمانية :البحوث المنشورة من عام 2018 الى 2021
3-الحدود البشرية: كافة الباحثين الذين نشر لهم بحوث في مجلة بيشة للعلوم الانسانية والتربوية ولكلا الجنسين
4-الحدود الموضوعية :استمارة تحليل محتوى من اعداد الباحثة لتحديد مستوى توفر الخصائص القياسية في البحوث المنشورة بالمجلة
حديد المصطلحات
الخصائص القياسية
وتعرف الباحثة الخصائص القياسية باعتبارها مجموعة الخصائص العلمية التي وضعتها نظرية القياس ومتمثلة بالصدق-الثبات –الخطأ المعياري –حساسية المقياس والصعوبة بالنسبة للاختبارات
الاطار النظري :
أن القياس قديم قدم أول محاولة بدأها الإنسان لتعليم شيء الى شخص آخر من بني جنسه، فالإنسان القديم اعتمد على التجربة في تعلمه، واستطاع أن يقوّم سلوكه استناداً إلى نتائجه ومردوداته ،إذ ظهر في المجتمعات البدائية القديمة نوع من التقويم الذي يقوم به معلم الحرفة أو الصنّعة الذي يقوم بإصدار حكم على مدى إتقان المتعلم أداء عمل مهاري معين، ومدى نجاحه في ذلك العمل، وبعد ظهور الكتابة تحول التقويم الى نصائح وإرشادات عامة شفوية أو أدائية ، اعتمدت على الملاحظة فضلاً عن الحكم الشخصي، وكان هذا النهج شائعاً عند السومريين والآشوريين والصينيين واليونانيين ويقتصر على الكهنة (مهدي وآخرون 1993: 14).
ومارس العرب المسلمون التقويم في الندوات التي تعقد في الأسواق ومواسم الحج، فقد كانوا يقوَمون النتاجات الفكرية المتمثلة بالشعر والنثر بموجب معايير متفق عليها، وقد شكل القرآن الكريم المعيار الأساسي للتقويم، إذ اشتقت من آياته معايير متعددة مثل التقوى، والأيمان، والصبر، كما وضع العرب المسلمون اختبارات شفوية لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب بموجب شروط مستمدة من طبيعة المهنة، فقد عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم القيادة إلى من عرف بالقوة، والقضاء إلى من وصف بالاتزان ،والجباية إلى من عرف الأمانة (الجعفري وآخرون 1993:ص 4).
يعرف القياس على انه :العملية التي يتم بواسطتها التعبير عن الخصائص والسمات بالأرقام ، أو هي كما يعرفها “ستيفنز” (Stevens) على إنها العملية التي يتم بواسطتها التعبير عن الأشياء والحوادث بأعداد (أرقام) حسب شروط أو قواعد محددة ، أو هو نظام تصنيفي تعطي فيه للأشياء (سواء اكانت ظواهر طبيعية كالأمطار ،العواصف ،الزلازل ،الضوء ،الصوت …الخ ،او ظواهر انسانية واجتماعية كالزواج او الطلاق او السرقة او تربوية كالتحصيل التسرب العدوان…. الخ) أرقاماً خاصة بها لكي يسهل تسجيل وتلخيص الملاحظات والبيانات والمعلومات ومعالجتها إحصائيا. ومن ابرز الأمثلة الدالة على عمليات القياس هو إعطاء الطول أو المسافات أرقاماً خاصة بها تعوض عنها بالأقدام أو الذراع أو الأمتار أو الأميال أو الكيلومترات ومن الأمثلة على عمليات القياس في المجالات التربوية والنفسية إعطاء مستوى الذكاء أو التحصيل أرقاماً معينة هي الدرجات لتدل على مستوى ذكاء الفرد أو لتدل على مقدار ما لدى التلميذ من معرفة عملية أو معلومات وتستخدم المقاييس الحسابية في كافة مجالات الحياة الزراعية ،الصناعية والتجارية والتربوية والتعليمية وغيرها من المجالات المختلفة .(الجنابي 2002: 23-24)
ويتضمن مفهوم القياس في العلوم التربوية والنفسية دلالة خاصة بعض الشيء عن دلالتها في مجالات الهندسة والفيزياء. إذ يرى “جيلفورد” (Guilford) أن القياس عملية وصف الظواهر النفسية والتربوية بوساطة الأرقام، فيما يرى أيبل (Ebel) بان القياس في إطار الظواهر النفسية والتربوية هو عملية تحويل السلوكيات الإنسانية الى ارقام عددية او وصفية على وفق قواعد معينة يلتزم بها واضع المقياس وهكذا يتطلب قياس أية صفة بشرية استعمال بعض الطرائق أو الاساليب التي تتكون من عمليات رياضية وذلك باعتماد أساليب وقواعد خاصة تؤدي إلى إعطاء أرقام لحصيلة سلوك أنساني معين. وبهذا يتضمن رأي “أيبل” كون الأرقام تدخل في إطار سلم قياسي محدد وبعبارة أخرى وجود متصل محدد لقياس صفة من الصفات، ويكون الهدف وضع كل فرد في الموقع المناسب على هذا المتصل.
ويتضمن مفهوم القياس في العلوم التربوية والنفسية دلالة خاصة بعض الشيء عن دلالتها في مجالات الهندسة والفيزياء. إذ يرى “جيلفورد” (Guilford) أن القياس عملية وصف الظواهر النفسية والتربوية بوساطة الأرقام، فيما يرى أيبل (Ebel) بان القياس في إطار الظواهر النفسية والتربوية هو عملية تحويل السلوكيات الإنسانية الى ارقام عددية او وصفية على وفق قواعد معينة يلتزم بها واضع المقياس وهكذا يتطلب قياس أية صفة بشرية استعمال بعض الطرائق أو الاساليب التي تتكون من عمليات رياضية وذلك باعتماد أساليب وقواعد خاصة تؤدي إلى إعطاء أرقام لحصيلة سلوك أنساني معين. وبهذا يتضمن رأي “أيبل” كون الأرقام تدخل في إطار سلم قياسي محدد وبعبارة أخرى وجود متصل محدد لقياس صفة من الصفات، ويكون الهدف وضع كل فرد في الموقع المناسب على هذا المتصل.
نظرية القياس ( النماذج النظرية )
تفيد النظرية يشكل عام في تفسير بعض الحقائق الناقصة عن الظواهر الطبيعية والظواهر النفسية أو أي ظاهرة أخرى ، فالنظرية قد لا تلم بكل الحقائق الخاصة بظاهرة ما ولكنها تفيد في إعطاء رؤية واضحة عن هذه الحقائق وهي صحيحة في جوانب متعددة ، فمثلا نظرية الأرض المسطحة كانت صحيحة لحين ثبت أن الأرض كروية أو أنها أشبه بالكمثرى ، وكانت الخرائط التي رسمها البحارة سابقاً صحيحة والتي بنيت على نظرية أن الأرض مسطحة فكانوا يصلون إلى مبتغاهم وفقاً لهذه الخرائط ولكن الخرائط التي رسمت وفق نظرية كروية الأرض أعطت تفاصيل اكثر دقة ،ومن خلالها وصل الإنسان إلى القمر، إذاً هذه النظريات ساعدت في الوصول إلى أهداف اكثر دقة وكل نظرية جديدة بنيت على نظريات سابقة وتبقى السابقة صحيحة في تفسير جزء من هذه الظواهر ،إذاً كل النظريات هي مفيدة في حينها لتفسير بعض الحقائق التي تكون صعبة التفسير وهذا ينطبق على الظواهر النفسية كما في الظواهر المادية فنظرية القياس النفسي وضعت لتقيس الظواهر والسمات النفسية سواء اكانت عقلية او شخصية، ولهذه النظرية مجموعة من المسلمات (والمسلمة هي فرض او تساؤل وضعه صاحب النظرية واثبت صحته من خلال خطوات البحث العلمي) ومسلمات نظرية القياس النفسي هي :
- ان السمات والخصائص العقلية والنفسية قابلة للقياس : فهذا المُسَلم يعد الأساس في عملية القياس النفسي ولولا وجود هذا المسلم الأساسي لأصبح من العبث القيام بعملية القياس النفسي أصلاً ، فضلا على إنه قياس ثابت نسبياً وذلك لان الأفراد في صيرورة دائمة لا دوام الحال من المحال لذل كل فترة من الزمن يعاد تطبيق المقاييس ويسمى الثبات وهو من الاجراءات الاساسية في عمل كل مقياس.
- يمكن استخدام الأرقام الطبيعية في القياس العقلي والنفسي: أي يمكن استخدام الأرقام للتعبير عن كمية السمات الموجودة لدى الفرد ونستخدم هنا المقياس الفاصلي أي يكون الصفر افتراضياً وليس حقيقياً.
- تختلف نوع هذه السمات من فرد إلى أخر ،وفي ذات الفرد ، أي الأيمان بمبدأ الفروق الفردية بين الأفراد في السمات العقلية والنفسية ولولا هذا المبدأ لاكتفينا بمقياس واحد يطبق على كل الأفراد، فضلا عن وجود الفروق في ذات الفرد في كمية هذه السمات .
- وجود درجة من الخطأ في القياس : إن من ضمن مكونات الدرجة التي يحصل عليها المفحوص توجد درجة من الخطأ أي درجة مضافة إلى الدرجة الحقيقية (موجبة ،سالبة) أو ما يطلق عليه بالخطأ المعياري، لذا من الأمور الأساسية إيجاد الخطأ المعياري للمقياس ومن خلالها نحصل على مدى الدرجة الحقيقية للفرد مثلا إذا كانت درجة فرد ما في اختبار للسمات الشخصية (7) وكان الخطأ المعياري للمقياس (2) فذلك يعني إن مدى الدرجة الحقيقية للفرد ستكون ما بين (9-5) لذا تحتاج المقاييس النفسية التحقق من بعض الخصائص القياسية (القياسية) كالصدق والثبات ، وإيجاد الخطأ المعياري للمقياس للتوصل إلى كمية السمات الحقيقية للفرد المراد قياسه.
- تتوزع السمات الشخصية بما فيها العقلية والانفعالية والمزاجية وغيرها من السمات الإنسانية تتوزع توزيعاً اعتدالياً بما معناه انو كل الأفراد يمتلكون تلك السمة ولك تختلف درجتهم امتلاكهم لها فمنهم ما يمتلكها بدرجات كبيرة ومنهم من يمتلكها بدرجات قليلة غير أن اغلب الأفراد يقعون حول الوسط من درجات هذه السمات.(الجنابي2002 :15-18)
اعتبارات منهجية عند التحقق من الخصائص القياسية
ان معظم ادبيات القياس تشير إلى أن تطبيق الأدوات القياسية في البحوث في صورها الأصلية على بيئات غير البيئات التي اعتمدت لها يعتبر عملاً لا يعطي نتائج دقيقة للأسباب التالية :
1-أن ما يعد ويصلح لمجتمع ما أو بيئة ثقافية معينة ،ليس بالضرورة يكون صالحاً أيضاً لمجتمع آخر أو بيئة مغايرة .
2-إن هذه الاختبارات مشبعة بالعناصر الثقافية للمجتمع الذي أعدت له، لأن الأدوات القياسية مادة حضارية تستمد مضمونها من حضارة وثقافة المجتمع الذي يعد فيه .
3-الفروق الحضارية والثقافية بين المجتمعات تؤدي الى الاختلاف في المعايير ( (Norms ، وذلك لأن اسلوب العمل والخصائص الحضارية وأهداف التعليم والتربية والخلقية العقائدية ونوع البيئة تلغب دوراً رئيسياً في تحديد أدائهم على الأدوات ،لذا ينبغي عند إعداد الأداة وحتى تقنينها يجب ان تتوافق مع البيئة وما بها من أنماط حضارية وثقافية (محمد 2018:ص 4).
ويضيف “محمد” الى انه توجد أسباب تدفع الباحثين إلى استعمال الأدوات البحثية المقننة وهي :
1-أن بعض الادوات قد صممت بالأصل لتقيس بعض الجوانب سواء ما كان منها بالتحصيل(وهو الغالب )بهدف علاج نواحي الضعف وتصنيف الطلبة على الصفوف وتوجيههم.
2-توفر على الباحثين الوقت والجهد والتكلفة لبناء تلك الادوات .
3-تُمكن الباحثين من إجراء مقارنة بين الاستجابات الأفراد وأفراد آخرين طبق عليهم نفس الأداة .(محمد 2018:ص 5 )
الخصائص القياسية :
اولا :الصدق :من أهم المفاهيم التي يجب وضعها بعين الاعتبار عند إعداد او اختيار أدوات الدراسة ، ويعرف الصدق أنه عملية جمع الأدلة أو الشواهد التي تدعم الاستدلالات والاستنتاجات التي توصل إليها الباحث من خلال جمع البيانات ، وهذا يعني أن المفهوم التجريبي للصدق يعني أنه استدل أو استنتاج خاص باستخدامات الأداة وليس الأداة ذاتها ويمكن حصر الأدلة بالصدق فيما يلي:
أ-أدلة تتعلق بصدق المحتوى :وهي أدلة متعلقة بطبيعة المحتوى المتضمن الموجود في الأداة ومدى ملائمتها للخاصية المقاسة .
ب-ادلة تتعلق بصدق المحك :وهي أدلة تعنى بالمقارنة بين النتائج المتحصل عليها عن طريق الأداة و أداة اخرى مشابهة لها من حيث النتائج.
ج-ادلة تتعلق بصدق التكوين : وهو يشير الى طبيعة التكوين النفسي أو الخاصية المقاسة المراد قياسها عن طريق الأداة ، أي مدى شرح وتفسير هذا التكوين للفروق الفردية بين الافراد في السلوك أو الأداء (جميلة ومحمد 2017:ص5).
ثانيا: الثبات :يقصد بثبات الأداة مدى الدقة أو الاتساق أو استقرار نتائجها فيما لو طبق على عينة من الأفراد في مناسبتين مختلفتين ،ويُمكن النظر الى ثابت الأداة من ثلاث جوانب هي :
أ-الحصول على نفس النتائج مهما أعدنا تطبيق الأداة .
ب-أن تقيس الأداة ما أعدت لقياسه.
ج-احتمال وجود أخطاء في القياس يعني ان درجة الفرد على الأداة تسازي مجموع الدرجة الحقيقية زائدة درجة خطأ الأداة (جميلة ومحمد 2017:ص6).
إن توافر مقاييس دقيقة وثابتة هو من الأمور الضرورية جداً في مجالات العمل في البحوث الانسانية والتربوية المختلفة ،لأن المقياس غير الثابت لا يعطي صورة صادقة عن الوضع الراهن موضوع اهتمام الباحث أيضا لا يتسم بصدق تنبؤي ،فعلى سبيل المثال أن نتائج اختبارات الاستعدادات غير الثابتة لا تساعد القائمين بالقياس على الوقوف على حقيقة الاستعداد الحالي للمستجيبين ،ولا تمكنهم من التنبؤ بمستوى انجازهم المستقبلي ،مما يجعله عاجزاً عن اتحاذ القرارات المناسبة ذات العلاقة بموضوع بحثه (حسن 2006:ص 2).
والثبات يختص بمدى الوثوق بالدرجات التي نحصل عليها من تطبيق الأداة بمعنى أن هذه الدرجات أو النتائج يجب أن لا تتأثر بالعوامل التي تعود إلى اخطاء الصدفة ،فهو يعني دقة الأداة او اتساقها، فإذا حصل نفس الفرد على نفس الدرجة أو ما يقرب منها على نفس الأداة أو في مجموعات من الأسئلة المتكافئة أو المتماثلة في مناسبات مختلفة فإننا نصف الأداة أو المقياس في هذه الحالة بأنه على درجة عالية من الثبات (حسن 2006:ص2)
ثالثا: الخطأ المعياري
أن الأداء الحقيقي هو جزء من الأداء العام أو الكلي الذي يعبر عنه بالدرجة الكلية وهي الدرجة الملاحظة أو المسجلة على الأداة والتي يحصل عليها الفرد ،أما الجزء الآخر فهو الأداء الذي يعود إلى أخطاء الصدفة أو الظروف الخارجية البعيدة عن موضوع القياس ويعبر عنه بدرجة الخطأ وعلى هذا يمكن ان نقول إن :الدرجة الكلية =الدرجة الحقيقية +درجة الخطأ (حسن 2006:ص2).
و توجد علاقة بين درجة الثبات ودرجة الخطأ وهي علاقة عكسية بما معناه أنه كلما كانت درجة ثبات الأداة عالية دل ذلك على أن درجة الخطأ قليلة أي ان المكون الحقيقي للسمة قد تم قياسه بشكل ثابت وأن كمية التباينات كانت قليلة بين البنود (الفقرات أو الأسئلة الخاصة بالأداة )
لذلك نجد ان معامل الثبات يتأثر بنوع العلاقة أو الارتباط بين كل مفردة والمفردات الأخرى (الارتباطات البينية ) ،كما يتوقف أيضاً على ارتباط كل مفردة بالأداة ككل ،ويتضح من هذا أن تماسك الأداة أو تناسق بنائه يدل على ثبات درجاته ويمكن حساب معامل الثبات من العلاقة القانونية القائمة بين مفردات الاختبار ،أي نحن نحسب معامل الارتباط بين درجات الأداة نفسها أو بين درجات الأداة وصورة أخرى لأداة مكافئة له (حسن 2006:ص4).
رابعا :حساسية المقياس :
وهو قدرة الاداة على تحسس الفروق الفردية بين المستجيبين على الاداة من خلال تطبيق معادلة والوصول الى كمية تلك الدرجة .
خامسا :الصعوبة او السهولة (للاختبارات التحصيلية او اختبارات الذكاء والقدرات)
مما سبق نتوصل الى أن الخصائص القياسية لأدوات القياس النفسي والتربوي هي بمثابة الأدلة على صدق النتائج ، وبالتالي توفر الإمكانية لتعميم النتائج وفق بعض الشروط المتفق عليها، وبالتالي فإذا اعتمد الباحث على أدوات قياس سواء كانت مستعارة من أدوات تم بناءها وتم التأكد من خصائصها القياسية أو أدوات تم بناءها من طرف الباحث، ولم يتم التأكد من خصائصها القياسية ، وهذا يؤدي بالباحث الى التجوال بحلقة مفرغة يميزها الغموض في إذا ما كانت نتائجه المتوصل اليها صادقة أم لا، ولهذا كانت مرحلة التأكد من الخصائص القياسية للأدوات من الإجراءات المنهجية الأكثر أهمية في البحوث النفسية والتربوية والاجتماعية وهذا ما غاب للأسف في بعض البحوث والاطروحات الجامعية ( جميلة ومحمد 2017: ص7).
ثانيا :تحليل المحتوى
تحليل المحتوى هو مجموعة الأساليب والإجراءات الفنية التي صممت لتفسير وتصنيف محتوى محدد منها النصوص المكتوبة، والرسومات، والصور، والأفكار المتضمنة في الكتاب (الزويني وآخرون، 2014). كما ويعرف تحليل المحتوى بأنه تجزئة مادة الاتصال المسموعة أو المقروءة وبيانها وفق معايير محددة يختارها الباحث، ووفق خطة موضوعة، وأهداف مخطط لها (الخوالدة وعيد، 2006). ويعرف المحتوى بأنه أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف إلى الوصف الموضوعي والمنظم والكمي للمضمون الظاهر لمادة من مواد الاتصال (طعيمه، 2004).
أهداف تحليل المحتوى
تهدف عملية تحليل المحتوى كما أوردها الخوالدة (2006) إلى:
– التعرف إلى حقيقة ماهية المحتوى، من أفكار وأحكام ومبادئ وقوانين وقيم واتجاهات وخبرات ومهارات إلى غير ذلك.
– استكشاف النتاجات التعليمية العامة والخاصة، التي يسعى واضعو المحتوى إلى تحقيقها من حيث: نوع المجال والمستوى، وكذلك النتاجات التربوية العامة لواضعي المنهاج، خاصة المعنوية المتمثلة في العواطف والقيم والاتجاهات، وفيما إذا كانت تلك النتاجات منسجمة مع إرادة الأمة وفلسفتها التربوية.
– استكشاف مواطن القوة والضعف في محتوى محدد.
– تقويم النتاجات واصدر احكام بخصوصها .
خصائص تحليل المحتوى
من أهم خصائص تحليل المحتوى كما أوردها طعيمه (2004):
-الوصف: يهدف أسلوب تحليل المحتوى للوصف الموضوعي لمادة الاتصال، ويعني تفسير الظاهرة كما تقع، وفي ضوء ما يمكن التنبؤ به من قوانين. فعلى الباحث أن يقتصر على تصنيف المادة التي يحللها إلى فئات مسجلا لكل فئة خصائصها، مستخرج السمات العامة التي تتصف بها، ومنتهية بتفسير موضوعي دقيق لمعناها.
-التنظيم: ويعني أن يتم التحليل في ضوء خطة علمية تتضح فيها الفروض، وتتحدد الفئات، فتحليل المحتوى عملية منظمة تحكمها خطة علمية ذات خطوات محددة وإجراءات واضحة تؤدي للوصول إلى النتائج.
-الموضوعية: وتعني النظر إلى الموضوع نفسه ، وتتحقق الموضوعية من خلال توفر شرطين أساسيين هما:
*الصدق: وهو أن تكون أداة التحليل معدة بحيث تقيس بدقة ما أعدت لقياسه.
*الثبات: وهو أن تعطي أداة التحليل النتائج نفسها تقريبا إذا استخدمت في إعادة تحليل المحتوى ذاته بواسطة الباحث ذاته أو باحثين آخرين.
-أنه يتناول الشكل والمضمون: أن يجمع الباحث في تحليله بين مضمون النص من أفكار ومعارف وحقائق ومعلومات، وكذلك الشكل الذي ورد فيه النص من حيث إخراج المحتوى وغير ذلك.
-إنه أسلوب علمي: تحليل المحتوى يعتبر أحد أسالب البحث العلمي، تتحقق فيه اشتراطات البحث العلمي، ويسهم في تحقيق أهدافه. والعملية ليست مقصورة على التجربة الميدانية، أو الدراسة العلمية، وإنما كل تفكير منظم يستقرئ الحقائق ويحصيها ويفسرها بشكل واضح ومنطقي.
-إنه أسلوب كمي: من أهم ما يميز تحليل المحتوى أنه يعتمد على التقدير الكمي كأساس لإجراء الدراسة وكمنطلق للحكم على انتشار الظواهر، وكمؤشر للدقة في البحث، حيث تترجم ملاحظات الباحث وانطباعاته عن المحتوى إلى أرقام، أو تقديرات كمية (تكرارات أو نسب مئوية… إلخ). وذلك يجعل التأكد من صحة البيانات وصدقها وثباتها أمرا ممكنة، إما بإعادة التحليل أو إعادة حساب التقديرات الكمية التي رصدها الباحث.
– وحدات التحليل
هناك خمس وحدات رئيسة في تحليل المحتوى، كما أوردها الهاشمي وعطية (2009):
وحدة الكلمة: هي أصغر وحدة من وحدات تحليل المحتوى وقد تكون معبرة عن رمز معين، أو شخص، أو معنى معين.
وحدة الفكرة أو الموضوع: تعد هذه الوحدة أهم وحدات تحليل المحتوى وأكبرها. وقد تكون وحدة الفكرة جملة، أو عبارة تتضمن الفكرة التي يدور حولها موضوع التحليل.
وحدة الشخصية: تستخدم وحدة الشخصية عندما يراد تحليل القصص والروايات والسير، والكتب التاريخية بقصد الكشف عن الشخصيات المهمة أو السائدة فيها. وقد تكون الشخصية سياسية، أو تاريخية، أو خيالية، أو غير ذلك.
الوحدة الطبيعية للمادة: يقصد بالوحدة الطبيعية وحدة المادة الكاملة التي يقوم الباحث بتحليلها، وعلى أساسها فقد تكون الوحدة كتابا، أو مجلة، أو فيلما، أو قصة، أو برنامجا إذاعيا، أو تلفزيونيا كاملا.
وحدة المساحة والزمن: يستخدم هذا النوع من الوحدات عندما يريد الباحث معرفة المساحة التي شغلتها المادة المنشورة في الكتب أو الصحف، وما شاكلها من مواد مطبوعة كأن يحسب عدد الصفحات، أو السطور، أو الأعمدة التي يشغلها الموضوع في الصحف أو الكتب، أو عندما يريد معرفة المدة الزمنية التي استغرقتها إذاعة الموضوع أو بثه.
– خطوات تحليل محتوى مجلة العلوم الانسانية والتربية الصادرة عن جامعة بيشة :
حتى نستطيع تحليل محتوى لابد من اتباع عدد من الخطوات فيما يلي توضيح لها :
1/تحديد الهدف من أداة التحليل: يرتبط الهدف الذي تبنى الأداة من أجله بعدة عوامل أهمها: مشكلة الدراسة وتساؤلاتها، ونوع المحتوى الذي يتم تحليله.
2/تحديد فئات التحليل: ويقصد بها مجموعة التصنيفات التي يتم إعدادها في ضوء طبيعة المحتوى، والهدف من التحليل، وتعد هذه الخطوة أهم الخطوات، حيث تؤثر في موضوعية التحليل وسهولته.
3/تحديد وحدات التحليل: تعرف وحدة التحليل بأنها وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد والقياس بسهولة، ويعطي وجودها أو غيابها أو تكراراها دلالات تفيد في تفسير النتائج الكمية.
4/إعداد دليل التحليل: ويتضمن الضوابط والقواعد التي يجب على القائم بالتحليل مراعاتها عند استخدام أداة التحليل، كما يتضمن تعريفات إجرائية لكل فئة رئيسة أو فرعية من فئات التحليل، خاصة إذا كانت هذه الفئات غير مألوفة أو غير متفق على المراد بها.
5/ضبط أداة التحليل: يتطلب ذلك التحقق من صدقها وثباتها، ويقصد بصدق الأداة مدى مناسبتها لقياس ما وضعت لقياسه، ويعتمد معظم الباحثين في مجال التربية على الصدق الظاهري للتأكد من صدق بطاقة التحليل، أما الثبات فيعني إعطاء الأداة النتائج نفسها إذا تكرر استخدامها من قبل الباحث أو باحثين آخرين.
6/وضع الصورة النهائية لأداة التحليل: بعد التأكد من صدق وثبات الأداة وأن معامل الثبات لا يقل عن (0.75) تصبح الأداة صالحة للتطبيق على المحتوى المراد تحليله.
7/تفريغ النتائج ومعالجتها احصائيا : بعد إجراء التحليل باستخدام الأداة، يتم تفريغ النتائج في جداول إحصائية ليتم معالجتها باستخدام برامج حاسوبية؛ لاستخلاص النتائج ومن ثم عرضها وتفسيرها.
الدراسات السابقة التي تناولت الخصائص القياسية:
1-دراسة جميلة ومحمد (2017)”الخصائص القياسية لأدوات القياس النفسي والتربوي والاجتماعي ” وقد اعتمد البحث المنهج التاريخي من خلال سرد انواع الخصائص القياسية فضلا عن نظرية القياس بمسلماتها الخمسة والتي انبثقت عنها تلك الخصائص وقد اعتمد البحث على خاصيتي الصدق بانواعه (المحتوى –المحك-الفرضي –التمييزي)والثبات بأنواعه (التطبيق واعادة التطبيق –الصورتين المتكافئتين –التجزئة النصفية –الاتساق الداخلي )ايضا وضحا العلاقة بين معامل الصدق ومعامل الثبات والعلاقة بينهما .
2-دراسة عايز (2012 )”الخصائص القياسية لمقياس الامن النفسي لدى تدريسي جامعة بغداد والمستنصرية دراسة مقارنة” النفسي وكان مجتمع البحث من تدريسي الجامعتين بلغت (8431)اما عينة التطبيق فبلغت ( 400 )من كل جامعة وقد اعدت الباحثة مقياس الامن النفسي وتكون من (8) مكونات بمجموع فقراته الاولية (58) وبعد استخراج الصدق والثبات و التمييز اصبحت(50) فقرة واشارت النتائج وجود فروق في الصدق التلازمي لصالج عينة جامعة بغداد .
3-دراسة بركات (2012)”الخصائص القياسية لاختبار الترابطات المتباعدة لقياس التفكير الإبداعي لميدنيك على عينة من الطلبة الفلسطينيين” هدفت الدراسة بفحص الخصائص القياسية (الصدق والثبات) وتم اختيار عينة التعريب فكانت (473)من طلبة المرحلة الثانوية ومن كلا الجنسين وموزعين على الصفوف (10و11و12) واظهرت النتائج تأكيد دلالات صدق الاختبار كالصدق التلازمي وصدق المفهوم والصدق التمييزي وصدق الاتساق الداخلي ايضا تأكدت دلالات ثبات الاختبار بطرائق عدة منها اعادة الاختبار ،والاتساق الداخلي للفقرات وطريقة التجزئة النصفية بمعادلة سبيرمان –براون ،ايضا النتائج تضمنت وجود فروق تبعا لمتغير التخصص ولصالح التخصص العلمي ولم تظهر فروق تبعا لمتغير الصف الدراسي والجنس.
4-دراسة حسن (2018) الخصائص القياسية لمقياس ظاهرة الخداع العلمي للطلاب المتفوقين بكلية التربية جامعة اسيوط : اقتصرت الدراسة على (410)طالبا وطالبة من اقسام كلية التربية بمختلف فرقها وتخصصاتها وقد مقياس ظاهرة الخداع العلمي للطلاب المتفوقين من اعداد الباحث وتقنينه ،وقد استخدم الباحث الصدق العاملي باعتباره ادق انواع الصدق وتوصل الى وجود اربعة عوامل مشبعة وهي العامل الاول واسماه (الجرأة وعدم الخوف العلمي)اما العامل الثاني (الخوف من نقص القدرات والمعارف)اما العامل الثالث فهو(الشك في تكرار النجاح مستقبلاً ) اما العامل الأخير فهو (مصداقية النجاح والتفوق)،اما الثبات فقد تحقق منه بمعامل الفا كرونباخ واعادة تطبيق المقياس والتجزئة النصفية والاتساق الداخلي للفقرات اما فيما يخص المعايير فقد اعتمد الباحث على المعايير الارباعية .
5-دراسة محمود( 2018)”الاخطاء الشائعة في إجراءات التحقق من ثبات وصدق أدوات المقاييس المستخدمة في البحوث التربوية والنفسية” هدفت الدراسة الى تحديد الاخطاء في البحوث المنشورة ما بين عامي 2012-2016 وبلغ عدد عينة الدراسة (72)بحثا منشورا وبلغ عدد ادوات البحث (92)اداة من اعداد الباحثين وتم رصد (12)خطأ متكررا في اجراءات التحقق من الثبات (9)اخطاء متكررة في حساب الصدق ،ايضا من النتائج 87% تم استخدام الاتساق الداخلي لاستخراج الثبات و77% من صدق المحتوى
منهجية البحث واجراءاته
اولا: منهجية البحث :اعتمد البحث منهج تحليل المحتوى وهو من المناهج الوصفية التحليلية لوصف مستوى توفر الخصائص القياسية في البحوث الوصفية لدى باحثين الناشرين في الدوريات العلمية المحكمة ويعد منهج تحليل المحتوى ملائم لمثل هذه البحوث (العساف 2012)
ثانيا :مجتمع البحث
تكون مجتمع البحث من كافة الاعداد الصادرة من مجلة العلوم التربوية والانسانية واستمرت على مدار (6 ) سنوات لغاية 2021 في تخصصات العلوم التربوية والانسانية المعتمدة على المنهج الوصفي .
ثالثا: عينة البحث
اعتمد البحث الحالي على البحوث التربوية المنشورة من سنة 2018 ولغاية 2021 في مجلة جامعة بيشة للعلوم الانسانية والتربوية الاعداد من العدد(1)لسنة 2018 ولغاية العدد (8 ) لسنة 2021 م والبالغ عدد البحوث التربوية المنشورة فيها (21) بحثاً ذا منهج وصفي ، والجدول (1) يبين مواصفات العينة
جدول (1) توصيف بيانات عينة البحث
الجنس |
العدد | النسبة | المؤهل العلمي | العدد | النسبة |
اعضاء | 17 | 81% | استاذ مشارك فأعلى | 8 |
38% |
عضوات |
4 | 19% | استاذ مساعد فأدنى | 13 |
62% |
المجموع |
21 | 100% | المجموع | 21 |
100% |
اداة البحث.
بناء على اهداف البحث توجب اعداد قائمة الخصائص السيكومترية للتحقق من مدى تضمينها في البحوث التربوية والنفسية المنشورة في مجلة جامعة بيشة للعلوم الانسانية والتربوية للفترة الزمنية (2018-2021)
– إجراءات بناء اداة البحث:
تحديد الهدف من الاستمارة :
التعرف على الخصائص القياسية الرئيسية والفرعية والمتضمنة بالبحوث التربوية والانسانية بمجلة جامعة بيشة للعلوم الانسانية والتربوية .
مصادر بناء الاستمارة :
اعتمدت الباحثة أثناء إعداد الاستمارة على ما يلي:
1-مراجعة قوائم وتصنيفات الخصائص القياسية في الادب التربوي .
2-مراجعة للبحوث والدراسات السابقة التي تناولت الخصائص القياسية, في حدود اطلاع الباحثة والتي تم الإشارة إليها في ثنايا البحث.
3-آراء الخبراء والمختصين في ميدان قياس النفسي والتربوي .
إعداد الصورة الأولية للاستمارة :
تم إعداد استمارة اولية بالخصائص السيكومترية, اللازمة توافرها بالبحوث الانسانية والتربوية وشمل في صورتها الأولية خصيصتين اساسيتين هما (الصدق والثبات ) وانطوت تحتهما ممارسات الباحث للتحقق من هذه الخصائص والجدول ( 2 ) موضح فيه الخصائص الاساسية والفرعية.
جدول (2 )
قائمة الخصائص القياسية وممارسات التحقق منها
ت | الخصائص الاساسية |
ممارسات التحقق منها |
اولا |
الصدق | صدق الظاهري |
صدق المحتوى |
||
صدق العاملي |
||
ثانيا |
الثبات |
التجزئة النصفية |
اعادة الاختبار |
||
ثالثا |
حساسية المقياس | معادلة احصائية |
رابعا | الخطأ المعياري |
معادلة احصائية |
خامسا |
الصعوبة (خاصة بالاختبارات فقط) |
معادلة احصائية |
- وبعد تحديد الخصائص الاساسية وممارسات التحقق منها عمدت الباحثة الى بناء استمارة تحليل المحتوى وكما في الملحق (1) .
صدق استمارة الخصائص السيكومترية
-تحققت الباحثة من صدق الأداة, من خلال عرض استمارة الخصائص بصورتها الأولية على مجموعة من المحكمين المختصين من أعضاء هيئة التدريس في جامعة بيشة، لإبداء آرائهم حول مدى صلاحيتها ووضوح صياغتها, وانتماء الممارسات للخصائص الاساسية وإمكانية حذف أو إضافة ما يرونه مناسباً أو تعديله, كما هو موضح في الملحق.
-راجعت الباحثة آراء المحكمين واقتراحاتهم وتم إجراء التعديلات المقترحة من قِبلهم , بعدها أعدت الصورة لاستمارة تحليل المحتوى, كما هو موضح في (ملحق رقم 2).
– تم إعداد جدول خاصٍ لإجراء عملية الرصد .
-تحديد معيار الحكم على درجة تحقق الخصيصة هو وجودها في اجراءات البحث بصورة صريحة أو ضمنية.
الخصائص القياسية لاستمارة تحليل محتوى:
اولا: صدق المحكمين :تم التحقق من صدق المحكمين من خلال توزيع الاستمارة على مجموعة من المحكمين في التخصص وقد ابدى المحكمين ارائهم ومقترحاتهم وتم اعتمادها وبذلك اصبحت الاستمارة تتمتع بصدق المحكمين
ثانياً: الثبات :
ثبات الأداة والتي تسمى الاتساق أو الانسجام الداخلي من الخصائص السيكومترية المهمة (علام 2014:ص214) والتي على الباحث التحقق منها لذا تم التحقق من ثبات استمارة تحليل المحتوى من خلال اعادة التحليل وذلك بعد انقضاء فترة شهر على التحليل الاول وتم ذلك من خلال الباحثة نفسها (اعادة التحليل ) ثم بعد ذلك استخدمت معادلة كوبر للتعرف على نسبة الاتفاق بين التحليلين
معادلة كوبر= |
عدد مرات الاتفاق×100 |
عدد مرات الاتفاق +عدد مرات الاختلاف |
وبعد تطبيق معادلة كوبر على تكرارات التحليلين كانت النتائج وكما في الجدول ( 3 )
جدول( 3 )
حساب مرات الاتفاق والاختلاف ونسبة الاتفاق
م | الخصائص | مرات الاتفاق | مرات الاختلاف | نسبة الاتفاق |
1 | الصدق الظاهري | 100% | – | 100% |
2 | صدق المحتوى | 100% | – | 100% |
3 | الصدق العاملي | 100% | – | 100% |
4 | الثبات بطريقة التجزئة النصفية | 100% | – | 100% |
5 | الثبات اعادة الاختبار | 100% | – | 100% |
6 | حساسية المقياس | لا توجد | لا توجد | لا توجد |
7 | الخطأ المعياري | لا توجد | لا توجد | لا توجد |
8 | الصعوبة (خاصة بالاختبارات فقط) | لا توجد | لا توجد | لا توجد |
الإجمالي | 100% |
ومن خلال الجدول (5) نجد ان نسبة الاتفاق لكل الخصائص الفرعية للخصائص السيكومترية كانت كلها (100%) أي تجاوزت المحك الذي اعتمده كوبر وهو (80%) بناءً على ذلك نجد ان استمارة التحليل تتمتع بثبات مرتفع لذا هي صالحة لتحليل واستخراج النتائج .
الاساليب الاحصائية:
استخدم الباحث الأساليب الإحصائية التالية:
- التكرارات والنسب المئوية
- معادلة كوبر لاستخراج الثبات.
عرض النتائج وتفسيرها :
سيتم عرض النتائج وتفسيرها وفق اهداف البحث:
الهدف الاول :ما مستوى توفر الخصائص القياسية في البحوث المنشورة في جامعة بيشة ؟
بناءً على مقتضيات التحقق من الهدف الاول عمدت الباحثة الى تحليل الاحصائي الوصفي لاستمارة تحليل المحتوى التي تم اعدادها من قبل الباحثة والجدول (4) يبين التكرارات والنسب المئوية للخصائص القياسية المتوفرة في البحوث التي اخضعت للتحليل
جدول (4)
التكرارات والنسب المئوية للخصائص القياسية
ت |
الخصائص الاساسية | ممارسات التحقق منها | التكرار | النسبة المئوية |
اولا | الصدق | صدق الظاهري | 17 |
80.9% |
صدق المحتوى |
18 | 85.7% | ||
صدق العاملي | 2 |
9.5% |
||
ثانيا |
الثبات | التجزئة النصفية | 19 | 90.4% |
اعادة الاختبار | – |
0% |
||
ثالثا |
حساسية المقياس | لا توجد | لا توجد | لا توجد |
رابعا | الخطأ المعياري | لا توجد | لا توجد |
لا توجد |
خامسا |
الصعوبة (خاصة بالاختبارات فقط) | لا توجد | لا توجد |
لا توجد |
ومن خلال الجدول (4) نجد ان صدق المحتوى احتل المرتبة الاولى بنسبة (85.8) مما يشير الى ان الباحثين وجدوا انها الطريقة المثلى للتحقق من الصدق اما الصدق الظاهري احتل المرتبة الثانية بنسبة (80.9%) اما الصدق العالمي فنجد ان نسبته لم تتجاوز(9.5%).
وتفسر الباحثة هذه النتيجة الخاصة بالصدق على ان الباحثين اكتفوا بالتحقق من نوعين اساسيين من الصدق هما المحتوى والظاهري وهذا يعود للباحثين بانهم لم يتعمقوا بالتحقق من انواع الصدق الاخرى كالصدق المرتبط بمحك بنوعيه (التلازمي والتنبؤي ) وايضا الصدق التمييزي الذي يعد من انواع الصدق الخاصة بصدق بناء الاداة (صدق البناء) وهو ضروري جدا لانه يميز بين الافراد في السمة أي يهر الفروق الفردية وتعد ظاهرة الفروق الفردية ركن اساسي من اركان أي اداة سواء اكانت مقياس او اختبار .
اما الثبات فتجد الباحثة ان كل البحوث التي خضعت للتحليل فقط اكتفى (90.4%) منها باستخراج التجزئة النصفية والتي تصنف على انها ممارسة للتحقق من الاتساق الداخلي للأداة ولم يتحقق أي بحث من الثبات بطريقة اعادة الاختبار والتي تصنف على انها ممارسة للتحقق من الاتساق الخارجي (عبر الزمن ) وتفسر الباحثة ذلك بان البحوث تجاهلت اهمية التحقق من الاتساق الخارجي (عبر الزمن) وهذا يعود لقلة اهتمام او معرفة الباحثين بأهمية التحقق من هذا النوع ايضا قلة البحث والتقصي من قبلهم لتكون اداتهم البحثية متمتعة بكافة الخصائص العلمية ،ان الخصائص القياسية هدفها في الاساس هو تقليل كمية الخطأ او التحيز في الاداة فكلما قل الخطأ كانت النتائج اكثر علمية وموضوعية ،وهذا ينطبق ايضا على خصيصة استخراج الصعوبة في البحوث التي تناولت اعداد اختبار
الهدف الثاني :ما الاخطاء القياسية التي يقع بها الباحثين في اجراءات اعداد اداة لبحث ؟
من خلال استمارة التحليل التي تم تحليل البحوث التربوية والانسانية وجدت الباحثة الاتي :
1-كل البحوث اعتمدت على التحقق من وسيلتين فقط من وسائل التحقق من الصدق والتي هي صدق المحتوى والصدق الظاهر علما بانه توجد انواع متعددة من الصدق وجب على الباحثين التحقق منها كالصدق المرتبط بمحك وصدق البناء .
2-الاكتفاء بالتحقق بنوع واحد من الثبات هو التجزئة النصفية والتي تقيس الاتساق الداخلي ولم يتطرق أي بحث للاتساق الخارجي (عبر الزمن )والمسمى اعادة الاختبار .
3-لم يتم التحقق من الخطأ المعياري للأداة لأي بحث من البحوث التي خضعت للتحليل مما يشير الى ان الباحثين لم يدركوا اهمية هذه الخصيصة في اداة البحث فلو فرضنا ان كمية الخطأ تجاوزت (5%) هذا يجعل من اداة البحث غير ذات اهمية.
4-لم يتم التحقق من حساسية المقياس أي قدرته على تحسس الفروق في السمة عند الافراد وهذه الخصيصة تعد من اهم الخصائص القياسية وبدونها تفقد الاداة اهميتها.
التوصيات
من خلال نتائج البحث يوصي البحث بالتالي :
1-الاهتمام من قبل الباحثين بأهمية ان تكون ادواتهم البحثية قد تم التحقق من كافة خصائصها القياسية لان الاداة اذا كانت متمتعة بهذه الخصائص فأننا نصل الى نتائج حقيقية وغير مضللة .
2-الاهتمام من قبل المحكمين في المجلات العلمية الاشارة الى النواقص الخاصة بإجراءات البحث وتنبيه الباحث الى التحقق منها قبل النشر في المجلات العلمية .
3-على الباحثين الاستعانة بخبراء القياس والتقويم واستشارتهم فيما يتعلق بأهم الممارسات الواجب اتباعها في اجراءات اعداد أدوات البحث كالاستبانات والاختبارات وغيرها.
المقترحات:
اعداد دراسة في المواضيع التالية :
1-مستوى التحقق من الخصائص القياسية في البحوث التجريبية في مجلات العلوم التربوية والانسانية.
2-مستوى التحقق من الخصائص القياسية في البحوث التربوية والانسانية ذات التصنيف الدولي .
3-مستوى التحقق من الاحصاء في البحوث التربوية والانسانية في النتائج .
المراجع :
- الجعفري وآخرون( 1993) :”فلسفة التربية “دار الكتب للطباعة والنشر بغداد .
- الجنابي ،اخلاص احمد علوان ( 2002):”تحديد القدرات المعرفية المسهمة في درجات طلبة الدراسات العليا للتخصصات المختلفة ” رسالة دكتوراه منشورة –كلية التربية –جامعة بغداد –العراق.
- ابو علام، رجاء محمود (2011)مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية(ط6)دار النشر للجامعات ،القاهرة
- بركات، زياد(2012)”الخصائص القياسية لاختبار الترابطات المتباعدة لمقياس التفكير الإبداعي لميدنيك على عينة من الطلبة الفلسطينين “مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس ،المجلد (10)العدد (3) جامعة القدس المفتوحة ،فلسطين.
- جميلة، زيدان ومحمد ،ابو جرادة (2017):الخصائص القياسية لأدوات القياس النفسي والتربوي والاجتماعي ،مجلة السراج في التربية وقضايا المجتمع العدد(1)،جامعة الوادي، الجزائر .
- حسن، علي صلاح عبد المحسن (2018):”الخصائص القياسية لمقياس ظاهرة الخداع العلمي للطلاب المتفوقين بكلية التربية جامعة اسيوط “كلية التربية ،ادارة البحوث والنشر العلمي (المجلة العلمية المجلد (34 )العدد (10) اكتوبر 2018،اسيوط ،مصر .
- حسن، السيد محمد أبو هاشم (2006):الخصائص القياسية لأدوات القياس في البحوث النفسية والتربوية باستخدام SPSS، كلية التربية ،جامعة الملك سعود ،المملكة العربية السعودية .
- خوالدة ،ناصر (2011):الاصلاح والتطور الاداري في المؤسسة التربوية ،اكاديمية الخليج العربي للدراسات التربوية ،المنامة ،البحرين
- العساف ،صالح(2012):المدخل الى البحث في العلوم السلوكية ،مكتبة العبيكان ،الرياض .
- عايز ،امل اسماعيل ( 2012 ):”الخصائص القياسية لمقياس الامن النفسي لدى تدريسي جامعة بغداد والمستنصرية –دراسة مقارنة “مجلة كلية التربية –الجامعة المستنصرية ،العدد 9،بغداد العراق.
- محمد، شحته بن عبد المولى بن عبد الحافظ (2018):اعتبارات منهجية في تطوير تقنين أدوات القياس البحثية ،جامعة الملك سعود ،المملكة العربية السعودية.
- محمود، سومية شكري محمد محمود(2019):”الاخطاء الشائعة في إجراءات التحقق من ثبات وصدق أدوات القياس المستخدمة في البحوث التربوية العربية” المجلة العلمية المجلد ( 35)العدد(7 ) كلية التربية ،جامعة اسيوط،مصر
- مهدي، زهير صبري (1993):بناء مقياس مقنن لاتجاهات طلبة جامعة بغداد نحو بعض القضايا الاجتماعية “رسالة ماجستير منشورة –كلية التربية –جامعة بغداد .