نوفمبر 23, 2024 3:42 ص
images

الدكتورة نورة مستغفر

أستاذة التعليم العالي مؤهلة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين –الرباط – المغرب

moustaghfirmoura@gmail.com

00212662388409

الدكتورة  السعدية دحان

أستاذة التعليم العالي مساعدة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء- سطات

00212649248915

الملخص:   

يعتبر إدماج التعلم الفعال والمستدام في المدرسة الابتدائية من أكبر التحديات التي تراهن عليها المدرسة العمومية في المستقبل ويناشدها مدرس القرن الواحد والعشرين. ولأجل تطبيق هذا النموذج داخل الفصول العادية والافتراضية، كان لابد من تشخيص واقع التعلمات في المدرسة الحالية لاستشراف معالم مدرسة المستقبل. وهكذا وفي ظل الثورة الرقمية كان لابد من مواكبة و تجديد حقل التربية والتكوين وتنويع أساليب التدريس للمتعلمين عبر التطبيقات والمنصات مع تطوير تقييم أدائهم، فأصبح لزاما على المدرس أن ينفتح على التجارب المحلية واستثمار ما هو دولي في التعلم : مدرس مبدع يمتلك بيداغوجيات متنوعة، وطرائق حديثة وأنشطة خلاقة لتصريف منتوجه المعرفي ويجعله أكثر جاذبية وأكثر جودة ومردودية على أرض الواقع. ويعتبر إدماج المهارات الحياتية والتعلم الذاتي من مداخل استدامة التعليم والتعلم بالمرحلة الابتدائية.

انطلقت المداخلة من مشكلة أساسية مفادها أن تنمية الكفايات المهنية للمدرس تنعكس على طرائق إدماج وأجرأة دليل المهارات الحياتية بالتعليم الابتدائي، وبالتالي نروم التركيز على مبادئ التنمية المهنية والتعلم المستدام من خلال تحديد مواصفات المدرسين وأدوارهم الفاعلة في إرساء التعلمات وتجويد العملية التعليمية وتطوير شخصية المتعلم عبر توظيف طرائق التعلم الفعالة كنقطة أولى في علاقتها مع محتويات الدليل الرسمي. وفي نقطة ثانية، نعرض نتائج الاستمارة الميدانية التي وزعت على عينة من المدرسين حول آرائهم بخصوص دليل المهارات الحياتية وكيفية تطبيقه والصعوبات التي واجهتهم في أجرأته وتفعيله ميدانيا للخروج بتوصيات تفيد في تطويره وتجويده ليتلاءم مع متطلبات المدرسة العمومية الجديدة والجودة.

الكلمات المفتاحية : التعلم الفعال-التعلم المستدام- دليل المهارات الحياتية- الكفايات المهنية- مدرسة المستقبل – الطرائق الفعالة.

Effective and sustainable Learning in light of the needs of the school of the future

Dr Moustaghfir Noura

A qualified teacher of higher education at the Regional Center for Education and Training Professions – Rabat – Morocco

Dr. Dehhane Saadia

Assistant Professor of Higher Education at the Regional Center for Education and Training Professions

 in the Casablanca-Settat region

 

   Abstract:

 Integrating effective and sustainable learning into primary school is one of the greatest challenges for the public school’s future and is appealed to by the 21st-century teacher. To apply this model in regular and virtual classes, the reality of the learnings in the current school had to be diagnosed to look ahead to the school’s milestones. Thus, in light of the digital revolution, the field of education and training has to be kept pace and revamped, and teaching methods diversified for learners through applications and platforms, with the development of their performance evaluation, so that the teacher must open up to local experiences and invest what is international in learning: A creative teacher with various pedagogies, modern methods and creative activities to manage his knowledge product and make it more attractive, quality and rewarding on the ground. Integrating life skills and self-learning is one of the entry points for sustainable primary education and learning.

   The intervention stemmed from a fundamental problem that the development of a teacher’s vocational skills reflects the modalities for integrating and boldness of the life skills manual in primary education, and we, therefore, aim to focus on the principles of professional development and sustainable learning by defining teachers’ specifications and their active roles in establishing learning, improving the educational process and developing the personality of the learner by using effective learning methods as a first point in their relationship with the contents of the official manual. On a second point, we present the results of the field form distributed to a sample of teachers about their views on the life skills manual and how it is applied and the difficulties encountered in its dare and activation on the ground to come up with recommendations for its development and upgrading to fit the new public school’s requirements and quality.

Keywords: Effective Learning – Sustainable Learning – Life Skills Manual – Vocationnels Skills – Future School – Effective Methods

تقديم:    

يرتبط التعلم الفعال والمستدام بالتطور الذي عرفه الفكر التربوي والقاضي بتدعيم وتعميم استخدام النظريتين البنائية والسوسيوبنائية اللتان تعتبران أساس المشاركة الفعالة للمتعلم في بناء ذاته أولا وفي المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ثانيا.وهذا يستوجب تحيين المناهج الدراسية والبرامج المدرسة، فتضمينها لمعارف الفعل ومعارف الكينونة تتعدى حدود التعلم التلقيني السلبي الذي يجعل المتعلم فارغا معرفيا وسلوكيا ومهاريا. وما دليل المهارات الحياتية المدرج في منهاج  السلك الابتدائي إلا دليلا على انفتاح المغرب على التحولات العالمية والإقليمية التي يعرفها العالم المعاصر.

فالتعلم الفعال ” يتجاوز إصغاء المتعلمين لما يلقيه المدرس، ويتيح لهم فرص المشاركة في الأنشطة التي تشجعهم على التفكير والتطبيق والنقاش،وتطوير مهاراتهم للتعامل مع المفاهيم المختلفة في ميادين المعرفة المتعددة، بتوجيه من مدرس يشجعهم على تحمل المسؤولية لتعليم أنفسهم بأنفسهم، هدفهم تحقيق الأهداف العامة للمنهاج المدرسي، التي تركز على بناء الشخصية المتكاملة والإبداعية للمتعلم”( جودة أحمد سعادة، 2006م، ص: 29-30). ولا يمكن أن نفصل التعلم الفعال عن التعليم الفعال، فهذا الأخير ضروري لعدة أسباب منها:

  • ” التعليم الفعال يؤدي إلى التعلم الفعال: الأمر الذي يجعل المعلم يحس بالنجاح في أداء مهمته وتحقيق أهدافه مما يجعله سعيدا في عمله ويدفعه لمزيد من النشاط والنجاح والسعادة.
  • التعليم الفعال ليس ضروريا للمعلم فقط بل للطالب أيضا: لأنه بدون تعليم فعال يكون تعليم الطالب ناقصا في العادة.

جـ- التعليم الفعال يوفر الوقت والجهد من طرف المعلم والطالب معا: لأن عدم فعالية التعليم تؤدي في الغالب إلى  إعادته من أجل الوصول إلى التعلم، والإعادة تنطوي على بذل جهد مضاعف واستغراق وقت مضاعف والمعلم الناجح يختار الأساليب التدريسية التي تعطي نتيجة ممتازة بأقل وقت وجهد ممكن.

د-  التعليم الفعال لا يصاحبه تعلم واف فقط، بل يصاحبه تعلم سعيدا أيضا،فالتعلم الفعال ينطوي على  تشويق للطالب وتنويع الأساليب وعدالة في  المعاملة، ودفء اجتماعي في غرفة الصف ووسائل معينة في التدريس مما يجعل التعلم خبرة سارة للطالب.” (محمد محمود الحيلة، 2002م، ص24-25)

أولا- مقدمة الدراسة:

1- السياق العام للدراسة:

-الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر في يناير 2000م : يطالعنا في القسم الأول (المبادئ الأساسية) من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، أن الغايات الكبرى من إصلاح نظام التربية والتكوين هو  “جعل المتعلم(ة) بوجه عام، و الطفل (ة)على الأخص، في قلب الاهتمام و التفكير و الفعل خلال العملية التربوية التكوينية. و ذلك بتوفير الشروط و فتح السبل أمام أطفال المغرب ليصقلوا ملكاتهم، و يكونا متفتحين مؤهلين و قادرين على التعلم مدى الحياة. و إن بلوغ هذه الغايات ليقتضي الوعي بتطلعات الأطفال و حاجاتهم البدنية و الوجدانية والنفسية و المعرفية والاجتماعية، كما يقتضي في الوقت نفسه نهج السلوك التربوي المنسجم مع هذا الوعي، من الوسط العائلي إلى الحياة العملية مرورا بالمدرسة. و من ثم، يقف المربون و المجتمع برمته تجاه المتعلمين/ المتعلمات عامة، و الأطفال خاصة، موقفا قوامه التفهم و الإرشاد و المساعدة على التقوية التدريجية لسيرورتهم الفكرية و العملية، و تنشئتهم على الاندماج الاجتماعي، و استيعاب القيم الدينية و الوطنية و المجتمعية. و تأسيسا على الغاية السابقة ينبغي لنظام التربية والتكوين أن ينهض بوظائفه كاملة تجاه الأفراد و المجتمع.

  • الرؤية الإستراتيجية 2015-2030م.(الفصول 17/18/12):

تلخص الرؤية الإستراتيجية الأهداف المنشودة من المدرسة المغربية في:

– الانتقال بالتربية و التكوين من منطق التلقين و الشحن إلى منطق التعلم و تنمية الحس النقدي.

-الرفع المستمر من المردودية الداخلية والخارجية للمدرسة.

– تمكين المدرسة من الاضطلاع الأمثل بوظائفها في التنشئة الاجتماعية و التربية على القيم و التعليم و التعلم و التكوين و التأطير.

  • خارطة طريق 2022-2026م:

من أجل الارتقاء الفعلي بجودة المدرسة العمومية لا بد من إحداث قطيعة مع الأساليب السابقة في أجرأة الإصلاح لتجاوز النقص الحاصل في التعلمات خصوصا القراءة والرياضيات من خلال:

  • تتبع صارم لأجرأة جميع العمليات الملتزم بها وقياس منتظم للأثر على التلاميذ.
  • اعتماد التجريب القبلي للتحقق من الأثر قبل التعميم.
  • تقوية قدرات الفاعلين ودعم استقلاليتهم وحفز مسؤوليتهم .
  • تبني مقاربة نسقية لضمان تظافر الجهود من أجل تحقيق الالتقائية و الانسجام بين جميع العمليات.
  • تكوين ودعم انخراط والتزام كل الأطراف المعنية.

هذا وفد اقترحت خارطة طريق  ثلاثة أهداف إستراتيجية  لتحقيق جودة التعلمات تعبر عن طموح المدرسة العمومية كما يلي:

الهدف الأول: ضمان جودة التعلمات: المدرسة تمكن الأطفال من اكتساب المعارف والكفايات التي تخول لهم النجاح في مسارهم الدراسي والمهني لمضاعفة نسبة التلميذات والتلاميذ بالسلك الابتدائي في التعلمات الأساس خلال سنة 2026م.

الهدف الثاني: تعزيز التفتح والمواطنة: باعتبار المدرسة فضاء للتفتح يكتسب فيه الأطفال القيم الوطنية والكونية وحب المواطنة وحب الاستطلاع والثقة في النفس بالرفع من المستفيدين من الأنشطة الموازية خلال سنة 2026م.

الهدف الثالث: تحقيق إلزامية التعليم: المدرسة تضمن مسارا تعليميا لكل التلاميذ إلى غاية سن 16 سنة كيفما كان الوسط الاجتماعي والمجالي الذي ينحدرون منه. بهدف تقليص الهدر المدرسي بنسبة 3/1سنة 2026م.

وما الأهداف السالفة الذكر إلا أساس الحصول على تلاميذ منفتحين، متحكمين في التعلمات الأساس وممتلكين لتعلم احترافي وأيضا أساتذة متمكنين يحظون بالتقدير وملتزمون كليا بنجاح تلاميذتهم، وأيضا مؤسسات توفر فضاء آمنا وملائما للاستقبال تسودها روح التعاون بين كل الفاعلين.

نستشف من الوثائق الرسمية ما يلي:

  • التأكيد على تجاوز المقاربات البيداغوجية التقليدية.
  • اعتبار المتعلم المسؤول الأساس في بناء التعلمات وتنميتها.
  • تنويع الأساليب التعلمية: التعلم بالأقران ، عمل المشروع، عمل في مجموعات…
  • تنويع الطرائق بالتركيز على الطرائق النشيطة: طريقة حل المشكلات، طريقة المناقشة الجماعية، الزيارات والرحلات التربوية….
  • العمل على اكتساب المتعلم لعدة مهارات: التواصل، الإبداع، التعاطف، تقبل الانتقاد …..

2- الإشكالية:

2-1 المفاهيم الاجرائية:

التعلم الفعال: “هو التعلم الذي يوصف بإثارة التفكير وإدراك المفاهيم وإظهار العلاقات بينها وإدراك صلة هذه المفاهيم بحياة التلميذ، والمدرس الفاعل هو الذي يتقن المادة العلمية ويكون قادرا على عرضها وتنظيمها بشكل يسهل عملية التعلم.” (طارق عبد الرؤوف عامر، 2008م، صص 30-31)، وهو نمط من التدريس الفعال الذي نتج عن بعض التغيرات والتعديلات التي طرأت على التعلم التقليدي،خاصة على دور المعلم والمتعلم، ونوضح ذلك فيما يلي: ” هو ذلك النمط من التدريس الذي يفعل ّدور ّالمتعلم ّفي ّالتعلم فلا  يكون  متلقيا للمعلومات فقط، بل مشاركا وباحثا عن المعلومة  بشتى  الوسائل الممكنة، وهو: نمط من التدريس يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الايجابية للمتعلم” (عفاف عثمان مصطفى، 2014م ، ص: 51-52)

   مفهوم المهارات الحياتية:  حسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة: “مجموعة من المهارات النفسية والشخصية والتواصلية التي تساعد الأشخاص على اتخاذ قرارات مدروسة بعناية، والتواصل بفعالية مع الآخرين.وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطة، وإدارة الذات التي من شأنها أن تؤدي إلى عيش حياة صحية ومنتجة ” (المنظمة الدولية للشباب.تعزيز المهارات الحياتية لدى الشباب، 2014م، ص: 3)، وهي أيضا: ” مجموع الاستعدادات والقيم والمواقف التي يمكن تنميتها مدى الحياة، والتي تمكن الفرد من مواجهة الوضعيات والتحديات التي تعترضه في حياته اليومية-بفعالية وسلامة- وتمكنه من التقدم والنجاح في المدرسة والعمل والحياة المجتمعية على حد سواء، كما تمكنه من الصمود والتكيف مع تعقيدات البيئة العالمية والرقمية التي تشكل تحديا آنيا ومستقبليا.” (برنامج مبادرو تعليم المهارات الحياتية والمواطنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 2017، ص: 06)

2-2 السؤال الاشكالي:

إن تنمية التعلم الفعال والمستدام بالنسبة لتلاميذ السلك الابتدائي رهين  بأجرأة دليل المهارات الحياتية.

  • هل يستجيب مضمون دليل المهارات الحياتية لتدعيم تعلم فعال ومستدام في ضوء مدرسة المستقبل من خلال استجلاء آراء المدرسات والمدرسين الممارسين بالقسم؟
  • ما الطرائق المعتمدة في تفعيل دليل المهارات الحياتية؟
  • ما الصعوبات التي واجهت الهيئة التدريسية في أجرأته وتفعيله ميدانيا؟

3– الطريقة والاجراءات:

  • منهج الدراسة:

اتبعنا في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لملائمته لطبيعة الدراسة وأهدافها تطبيقيا وإحصائيا.

  • مجتمع الدراسة وعينتها:

حدد مجتمع الدراسة في مجموع مدرسات ومدرسي السلك الابتدائي بالمديرية الإقليمية لابن امسيك.

المجموع الكلي للمدرسات والمدرسين بالسلك الابتدائي بمديرية ابن امسيك

المتغير الفئة التكرارات النسب المئوية
الجنس ذكر 143 32.06%
أنثى 303 67.93%
المجموع 446 100%

توزيع أفراد عينة االدراسة

المتغير

الفئة

التكرارات

النسب المئوية

الجنس

ذكر 71

31.83%

أنثى 152 68.16%
المجموع 223

100%

بالنظر للعدد الإجمالي لمجتمع البحث من خلال الجدول الإحصائي الأول الذي بلغ 446 معلما ومعلمة، اخترنا فقط 223 بمعدل 50 %، تباينوا من حيث الجنس إذ نسبة الإناث فاقت نسبة الذكور بنسبة 68.16 % مقابل 31.83% من الإناث، ويدل هذا على مكانة المرأة في المجتمع المغربي واكتساحها لمهنة التعليم باعتبارها مهنة محببة للمرأة.

  • أدوات الدراسة:

تتمثل أدوات الدراسة في:

  • تحليل المضمون لدليل المهارات الحياتية للسنة الأولى والسنة الثانية ابتدائي.
  • استمارة موجهة لمدرسات ومدرسي السلك الابتدائي وشملت ثلاث محاور: معلومات عامة حول مجتمع الدراسة والمحور الثاني حول آراء المدرسين حول مضمون دليل المهارات الحياتية والمحور الثاني حول كيفية تطبيق هذا الدليل والمحور الثالث حول الصعوبات التي واجهتهم في أجرأته وتفعيله ميدانيا.

3-4 حدود الدراسة:

  • الحدود المكانية: تم اختيار عينة من الأساتذة بالمدارس الابتدائية بالمديرية الإقليمية ابن امسيك التابعة لجهة الدار البيضاء الكبرى.
  • الحدود الزمانية: تم تطبيق الدراسة خلال الموسم الأول من السنة الدراسية 2022-2023م
  • الحدود البشرية: همت الدراسة أساتذة مستوى السلك الابتدائي.
  • الحدود الموضوعية: ركزت الدراسة على تفعيل وأجرأة دليل المهارات الحياتية.

ثانيا: الإطار النظري للدراسة:

  • التعلم والتعلم الفعال المستدام:

” يتخذ مفهوم التعلم دلالات متعددة، ومن تم يختلف تعريفه من نظرية إلى أخرى، ومن بين التعريفات التي حدد من خلالها هذا المفهوم نذكر التعريفين التاليين:

– التعلم حسب جيتس: عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات والدوافع وتحقيق الأهداف وهو كثيرا ما يتخذ صورة حل المشكلات.

– حسب جيلفورد : التعلم ما هو إلا تغيير في السلوك ناتج عن إثارة ما، وهذا التغيير في السلوك قد يكون نتيجة لأثر منبهات بسيطة وقد يكون نتيجة لمواقف معقدة.

– التعلم : عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد ينشأ نتيجة الممارسة ويظهر في تغير الأداء لدى الكائن الحي.

التعلم عملية اكتساب لسلوك أو تصرف معين(معارف، حركات، مواقف، مهارات……)، ويتم هذا الاكتساب في وضعية محددة، ومن خلال تفاعل مابين الفرد المتعلم والموضوع الخاص بالتعلم.”( عبد الكريم غريب، عبد العزيز الغرضاف وعبد الرحيم أيت دوصو،1992م، ص ص: 50-51)

“كما يعد التدريس الفعال من الاتجاهات الحديثة في التربية، ويقصد به بشكل مختصر على أنه نمط التدريس الذي يسعى من خلاله المعلم إلى جعل عملية التعلم ذات معنى لدى المتعلمين، فتبقى المعلومات لأطول فترة ممكنة، ويكتسب المتعلمين من خلال هذا النوع من التدريس المهارات اللازمة للعمل والحياة. كما يتم من خلال التدريس الفعال تنمية الاتجاهات الإيجابية والميول نحو عملية التعلم، وبالطبع فإن التدريس الفعال يتطلب معلما فعالا يتسم بخصائص تظهر في أثناء ممارسته التدريسية”( عبد الله ام بوسعيدي، عزة البريدية، هدى الحوسنية، 2019م، ص22) مع استثمار وتوظيف تقنيات ومعينات ديدكتكية فعالة. وقد توصلت الأدبيات التربوية إلى وجود اختلاف بين نمط التعلم الفعال والتعلم العادي.

  • ميكانيزمات التعلم الفعال:

تتمثل ميكانيزمات التعلم الفعال في العناصر التالية: (مولاي المصطفى البرجاوي، صص 65 – 66)

 

  • المدرس الفعال: هو الأستاذ القادر على إشراك المتعلمين جميعهم، وعلى توظيف التقنيات والطرائق
  • والمعينات الديدكتيكية توظيفا سليما يساهم في توجيه المتعلمين على بلوغ المعرفة.
  • سلوك المدرس والتعلم: يؤثر التفاعل المستمر بين سلوك المدرس وسلوك المتعلم في نتائج التعلم، وترتبط شخصية المدرس الواعي الذكي بطرق التدريس الفعالة القائمة على أساس من التفاعل.
  • البيئة المدرسية/ المناخ المدرسي: توفير الوسائل والتجهيزات الضرورية لمساعدة المدرس على إيصال المعلومات بطريقة فعالة.
  • المادة الدراسية: تكييف المحتوى الدراسي مع قدرات ورغبات المتعلمين، مع انسجامه والمحيط الاجتماعي للمتعلم.
  • شروط ومميزات التعلم الفعال والمستدام:

يشير التدريس بمفهومه المعاصر إلى “مرحلة عملية تتم بواسطتها ترجمة الأهداف، والمعايير النظرية، والأنشطة التربوية (المنهج) إلى سلوك واقعي محسوس، ولا يتوقف هذا التدريس على المعلم فقط، بل يغطي أيضا كيفية الاستجابة للموقف التعليمي وتنظيمه الذي يتكون في العادة من المنهج وغرفة الدراسة والتلاميذ.

وعليه تتحدد الشروط التي ترتكز عليها العملية التربوية والتعليمية وهي : المعلم، التلاميذ، غرف الدراسة، الزمن المتاح لتنفيذ     الدرس، طرق التدريس التي على المعلم إتباعها عند الشرح.” (حميدة، أمام مختار وآخرون، ،مرجع سابق، 2000)

ويمتاز التدريس المعاصر الفعال عن التقليدي بعدة مميزات أهمها:

1-  التلاميذ هم محور العملية التربوية، فعلى أساس خصائصهم يتم تطوير الأهداف واختيار المادة الدراسية، والأنشطة التربوية، وطرق التدريس، والوسائل اللازمة لذلك. وليس كما هو الحال في التعليم التقليدي حيث تحدد الأهداف حسب رغبة المجتمع، أو من ينوب عنه، ثم يتم اختيار المادة الدراسية، والأنشطة والطرق المصاحبة لذلك.

2- عملية شاملة بتنظيم وموازنة كافة معطيات العملية التربوية، ومن معلم وتلاميذ ومنهج وبيئة مدرسية، لتحقيق الأهداف التعليمية دون تسلط واحدة على الأخرى.

3- بناء المجتمع وتقدمه ويكون ذلك عن طريق بناء الإنسان الصالح، أو المتكامل فكرا وعاطفة وحركة بحيث لا يكون التدريس عملية اجتهادية تهتم بتعلم التلاميذ لمادة المنهج، أو ما يريده المعلم دون التحقق من فاعلية هذا التعلم، أو أثره على التلاميذ أو المجتمع.

4- اختيار ما يتناسب مع التلاميذ ومتطلبات روح العصر من المعلومات والأساليب والمبادئ.

5- عملية توعوية بحيث يشترك في ذلك كل من المعلم وأفراد التلاميذ، وكل حسب قدراته، ومسؤولياته وحاجاته الشخصية، بحيث لا يكون عملية إلزامية مباشرة تبدأ بأوامر المعلم ونواهيه، وتنتهي بتنفيذ التلاميذ جميعا لهذه المتطلبات.”  ( حميدة، أمام مختار وآخرون،  2000م، ص: 54 ).

  • مبادىء التعلم الفعال:

يتصف التعلم الفعال بعدة مبادئ تميزه عن التعلم التلقيني من بينها:

  • فعالية المتعلم ومشاركته في العملية التعليمية، وهذا ما لا نجده في التدريس التقليدي الذي يجعل مشاركة التلميذ قليلة جدا في الدرس.
  • مبدأ التكامل: يتصف التدريس الفعال بكونه عملية متكاملة شاملة لكافة عوامل العملية التعليمية من معلم وتلاميذ ومنهاج وأسرة ومجتمع.
  • مبدأ التخطيط: فالتخطيط للدرس يجعل المعلم ملما بأهدافه، متمكنا من معارفه ومعدات لوسائله وأساليب تدريسه وتقويمه، مما يساعده على القيام بدوره على الوجه المنشود.
  • يشجع التدريس الفعال على الابتكار والإبداع والتجديد لدى التلاميذ، وذلك عن طريق: (توفير وقت كاف للتفكير، استخدام وسائل تعليمية متنوعة، توفير البيئة التعليمية المناسبة والمشجعة على الابتكار،….)
  • مبدأ استخدام استراتيجيات متنوعة وفعالة ، مثل إستراتيجية حل المشكلات أو المشروع أو الاستقصاء.
  • مبدأ التدريس العلاجي: حيث إن التلاميذ لا يتعلمون بالسرعة نفسها ولا بالقدر نفسه، إذ هناك تأخر دراسي لدى بعض التلاميذ يحتاج علاجا من المعلم، كأن يفسح وقت أطول لهم ويعيد الشرح من أجلهم، ويكلفهم بأعمال معينة، ويقوم باتخاذ اللازم لعلاج هذا الأخير لديهم.
  • يأخذ التدريس الفعال بمبدأ التقويم للوقوف على مدى ما بلغه المعلم من تحقيق للأهداف المنشودة، وعلى نقاط القوة ونقاط الضعف لدى تلاميذه.” (عفاف عثمان عثمان مصطفى، مرجع سابق، ص:56-59)
  • خصائص المدرس الفعال:

مازالت المدرسة المغربية تقوم بدور تقليدي يتمثل في استقبال المتعلمين وإكسابهم تعلما معرفيا من أجل اندماجهم في المجتمع المحلي وحصولهم على لقمة العيش، ويبرز ذلك جليا من خلال المناهج التعليمية والبرامج التي تكرس الطابع التقليدي الجامد.غير أن التغيرات العالمية المتزايدة تفترض إعادة النظر في التعلمات الأساس وجعلها أكثر فعالية فضلا عن الأدوار المهمة  للمدرس الكفء والفعال باعتبار أنه :

أ-” الذي يمتلك معلومات ومعارف واسعة في تكوينه الأساسي، الأكاديمي والمهني،

ب- المدرس المتحمس والمتعلم باستمرار، والذي لديه رغبة كبيرة في تنمية مداركه العقلية والمهنية،

ت- المدرس الذي يبحث عن التميز لديه ولدى غيره من التلاميذ،

ث- إن المدرس الذي يشعر بالثقة في نفسه ولا يحس بأي تهديد من قبل التلاميذ الذين يتعلمون بشكل سريع،

ج- المدرس الذي يتحلى بالمرونة والتسامح اللازمين، تجاه الصعوبات والتعثرات التي تصيب بعض التلاميذ

ح- المدرس الذي يقوم بمجازفات ومبادرات إبداعية،

خ- المدرس الذي يربط علاقات عاطفية مع تلاميذه، يحس أحاسيسهم ومشاعرهم،

د- المدرس الذي يؤمن بالاختلافات الفردية ويحترمها،

ذ- المدرس الذي ينشط ويوجه أكثر مما يلقن ويعلم،

ر- المدرس المتسم بالروح الايجابية وسلوك التنظيم والمنهجية في العمل،

ز-المدرس المتسم بروح الدعابة.” (أحمد أوزي، 2017م،  ص: 55)

6- العوامل المؤثرة في التعلم:

  • ” الطموحات،
  • الكفايات،
  • الدافعية،
  • سلوك المتعلمين أنفسهم،
  • موارد المؤسسة التعليمية،
  • الاتجاهات نحو التعلم ونحو المدرسين،
  • دعم الأسرة للتلميذ،
  • اتجاهات وسلوك جماعة الرفاق،
  • التنظيم المؤسسي للمدرسة،
  • المناخ النفسي للمؤسسة المدرسية،
  • بنية ومضامين البرامج التعليمية،
  • تأهيل المدرسين العاملين بالمؤسسة،
  • اتجاهات المدرسين وممارساتهم التعليمية،
  • البناء المعماري للمؤسسة المدرسية ونوع فصولها الدراسية.

ويبقى تأثير تفاعل مختلف العوامل السابقة العنصر المؤثر في الاختلاف القائم بين التلاميذ، من حيث مستوياتهم الدراسية وتوافقهم الدراسي.”  (أحمد أوزي، 2017م، ص: 38)

يمكن أن نستخلص من خلال العديد من الدراسات التربوية، في هذا المجال، النتائج التالية:

  • أن الاختلاف القائم بين المكتسبات التعلمية للتلاميذ، تعود أساسا إلى ما يتوافرون عليه من معلومات وخبرات وقدرات واتجاهات، كما تعود إلى وسطهم الأسري والاجتماعي . ويبدو أنه من الصعب على أصحاب القرار العمومي ممارسة أي تأثير على هذه العوامل، على الأقل في وقت وجيز.
  • إن المتغير الذي يمكن لأصحاب القرار التأثير فيه، يظل هو العامل المؤثر في تعلمات التلاميذ، والمرتبط بشكل خاص بالمدرسين وتكوينهم. إذ هناك شبه إجماع بين نتائج الدراسات التربوية على أن “نوعية المدرس” تعد عاملا حاسما في التأثير على نتائج التلاميذ،
  • أما الخلاصة الثالثة والأخيرة التي يمكن استنتاجها من مختلف الأبحاث التربوية، فهي تتعلق بالنقاش الدائر حول المؤشرات النوعية المرتبطة بالمدرسين.” (أحمد أوزي، 2017م، ص: 39/38)

يمكن التعلم الفعال من تطوير عدة جوانب في الممارسة الصفية تماشيا مع حاجات مدرسة المستقبل، يمكن تلخيصها في:

  • دور المدرس: موجه، محفز، مسهل للتعلم، يوفر الشروط الكفيلة للتعلم،
  • دور المتعلم:إيجابي وفاعل في العملية التعليمية،يبني تعلماته، يبحث، يناقش، ينتج…
  • إدارة الفصل: المتعلم يشارك في تحديد قواعد تدبير الفصل عبر آلية التعاقد التربوي….
  • المحتوى: يتمحور حول اهتمامات المتعلمين في ضوء حاجاتهم وتمثلاتهم.
  • الأهداف: يتم إعلانها للمتعلمين والتعاقد حولها والعمل على تحقيقها،
  • مصادر التعلم: متنوعة ومتعددة الكتاب المدرسي، البيئة، المكتبات، الانترنيت،
  • التواصل: متعددة الاتجاهات يتيح التغذية الراجعة،
  • نواتج التعلم: متنوعة تصب في اكتساب المعارف ومعارف الفعل ومعارف الكينونة
  • أشكال العمل الديدكتيكي: متنوعة تتجاوز الإلقاء إلى العمل بمجموعات والبحث..
  • تقنيات التنشيط:متنوعة عصف ذهني، تقني فيليبس، حل المشكلات، إعداد الملفات….
  • التقويم: متعدد المحطات، يصاحب المتعلم خلال مختلف مراحل تعلمه…..

 

  • استراتيجيات البيداغوجية الفعالة:

تختلف الاستراتيجيات البيداغوجية باختلاف الفئات المستهدفة وتهدف إلى مراعاة الفروق بين المتعلمين ولعل من بين الاستراتيجيات البيداغوجية الفعالة ما يلي:

  • الإستراتيجية المعرفية – الوظيفية: التي تركز على ربط المتعلم بواقعه المحلي واليومي؛ وذلك أن الاهتمام بتدريس ما له علاقة مباشرة بحياة التلميذ واهتماماته، من خلال التركيز على المعنى والمحتوى وصلته بواقع حياة المتعلم خارج الفصل الدراسي يجعل المتعلم أكثر دافعية نحو التعلم.
  • الاستراتيجية التعاونية: وذلك بتقسيم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة تضم مستويات معرفية مختلفة، يتعاون أفرادها في تحقيق أهداف مرسومة تعود عليها جميعا بفوائد تعليمية متنوعة.
  • استراتيجية التعلم التفاعلية: من خلال تشجيع المتعلمين على الشجاعة في إبداء الرأي والمناقشة التي ترتكز على تبادل الأفكار والآراء بطريقة تعزز الدافعية نحو التفاعل مع المادة التعليمية.
  • استراتيجية حل المشكلات: تشجع المتعلمين على مستويات عليا من التفكير عن طريق عرض مشكلات واقعية الوثيقة الصلة بالتلميذ الذي يدرك أهميتها بالوحدة التعليمية وبجمع المعلومات المتصلة بها ويعرض الفرضيات للحل.

( مولاي المصطفى البرجاوي، ص67-68)

نستخلص مما سبق، أن التعلم الفعال والنشط:

  • ينطلق من قدرات المتعلم وإمكاناته العقلية والنفسية والمهارية.
  • يأخذ بعين الاعتبار الفوارق الفردية بين المتعلمين وتعدد ذكاءاتهم.
  • يكون ذا معنى ودلالة بالنسبة للمتعلم.
  • ينوع من الطرائق والاستراتيجيات والأساليب والأنشطة وتقنيات التنشيط لكي تتماشى مع أهداف التعلم.
  • يساهم في بناء شخصية متوازنة ويساهم في تنمية الفرد والمجتمع.
  • يوظف مختلف البيداغوجيات النشيطة: بيداغوجيا اللعب، الخطأ، الفارقية ……..

مما يؤدي إلى تفعيل وتدعيم المهارات الحياتية.

ثالثا: نتائج الدراسة:

  • تقديم النتائج:

1-1تحليل المضمون:

يعتبر دليل المهارات الحياتية عبارة عن أنشطة موجهة للمتعلم خلال المستويات التعلمية من السنة الأولى إلى السنة السادسة بالسلك  الابتدائي، وسنركز على السنتين الأوليتين التي تهم مرحلة الطفولة الصغرى حيث يستهل الدليل بتقديم حول السياق العام  لتنزيلها من خلال مقتضيات القانون الإطار رقم 51-17، والرافعة الثانية عشر من الرؤية الإستراتيجية 2015-2030م التي تم تفعيلها من خلال المشروع المندمج رقم 08، واعتبر مدخلا منهاجيا جديدا يستهدف مايلي:

  • تنمية المهارات الحياتية على أنه حلقة دينامية وعرضا نية من شأنها تسهيل الانفتاح على الإبداعات والمعارف والثقافات والقيم الكونية في انسجام تام مع الاختيارات المجتمعية الكبرى.
  • تحقيق الانفتاح والتبادل والتعلم الذاتي في سياق تحقيق التفاعل المستمر والبناء بين المتعلمات والمتعلمين لتزويدهم بالمعارف والمهارات والقيم اللازمة لمواجهة تحديات العصر.
  • تنمية المهارات الحياتية وقيم المواطنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتكييفها وفق الخصائص الثقافية والاجتماعية للمدرسة المغربية.
  • تبني البعد الترفيهي باعتماد طريقة اللعب من أجل تصريف الأنشطة لخلق دينامية على المستوى المعرفي أو الشخصي أو الثقافي.

بالنسبة لمجالات أنشطة المهارات الحياتية بالنسبة للمستوى الأول والثاني ابتدائي، فتم التركيز على مجال التربية على السلامة الطرقية ومجال التربية المالية والضريبية والمقاولاتية. ويندرج تحت كل مجال محاور أساسية تختلف من مستوى لآخر وتتضمن أهداف عامة وبطائق واصفة لأنشطة المحور تشمل خمس حصص لكل محور داخل كل مجال.فكل حصة تتضمن ورشة ونشاط بارز يتدرج من الملاحظة والاستكشاف الى التطبيق والممارسة والنقل والاستثمار والتقويم فضلا عن المهارات المجالية والمهارات المستعرضة ،كما تشير البطاقة أيضا للامتدادات العامة من تطبيق الدليل ثم المفاهيم المتداولة حسب كل محور.

أما بخصوص بطائق الورشات، فكل ورشة لها عنوان وخصصت لها نصف ساعة كمدة زمنية والأهداف والمهارات المستعرضة والمواقف والسلوكات  المنتظرة في تقديم البطاقة فضلا عن العمليات الإجرائية والفائدة البيداغوجية وتحديد الوسائل اللازمة فضلا عن ملاحظات عامة تؤخذ بعين الاعتبار ثم تحديد دقيق لتقنيات التنشيط والطرائق الفعالة الواجب اعتمادها لتطبيق الورشات. ونخلص أن المدرس وضعت أمامه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بطائق جاهزة للمدرس ويلزمه فقط تفعليها مع المتعلمين.

بالنسبة للكفاية المستهدفة من مجال التربية على السلامة الطرقية في المستويين الأول والثاني ابتدائي:

” في نهاية المجال، سيكون المتعلم قادرا على إنجاز مهمات مركبة أو حل وضعيات مشكلة بسيطة بتوظيف ما اكتسبه من معارف ومهارات وقيم مرتبطة بمحيطه القريب على مستوى :

  • معرفة حسن التصرف في الفضاء الطرقي.
  • تعبئة مهاراته الحياتية بادراك الذات والتواصل والتعاون وحل المشكلات واتخاذ القرار وقبول الاختلاف.
  • التحلي بقواعد النزاهة في جميع معاملاته.” (دليل المهارات الحياتية،2021م، ص: 04 )

أما مجال التربية المالية والضريبية والمقاولاتية، فتستهدف الكفاية التالية:

  • ” الاستئناس بمبادئ أولية للتربية المالية والمقاولاتية من خلال وعيه بدور المال في حياته وإدراك قيمة النقود والتمييز بين الرغبات والحاجيات وبعض العمليات المالية البسيطة.
  • تعبئة مهاراته الحياتية المرتبطة بادراك الذات والتواصل والتعاون وحل المشكلات واتخاذ القرار.
  • التحلي بقواعد النزاهة في جميع المعاملات المالية والضريبية والمقاولاتية.” (دليل المهارات الحياتية، 2021م، ص:27 )

 

ويلخص الجدول التالي المحاور داخل كل مجال والبطائق الورشية التابعة لها:

المجال

المحاور عناوين  الورشات
التربية على السلامة الطرقية 1-   مكونات ومستعملي الفضاء الطرقي

 

-جولة في الحي.(2)

-أصمم مجسم للحي.

-مكان لفن اللعب.

-تقويم ودعم.

2-   عناصر السلامة الطرقية.

 

–                    لعبة مدينتي/قريتي (2)

–                    أنا أستعمل الطريق(2)

–                    تقويم ودعم.

3-   أخطار الطريق: التعرف على بعض أخطار الطريق وتحديد كيفية تجنبها.

–        ألعب مع أصدقائي في الحي.(2)

–        ركبت الحافلة.

–        رحلة ممتعة.

–        لعب الأدوار أو دراسة حالة أو وضعية مشكلة.

التربية المالية والضريبية والمقاولاتية

1-   النقود وعلاقتها بالعمل والاقتناء/أنواع العملات.

-لعبة الدكان.

– زيارة السوق الممتاز

-أحتفل بعيد الام

-مداخيل أسرة يطو

-تقويم ودعم نماء الكفابات

2- المعاملات المالية البسيطة

 

-الصراف الآلي.

– دكان المدرسة.

– الموارد من حولي

– أنا مستهلك(ة) مسؤول(ة)

-تقويم ودعم نماء الكفايات

 3الادخار والتضامن.

– مصروفي الخاص.

– صندوق ادخار قسمي.

– عمل تضامني.

-أخطط للادخار.

– تقويم ودعم نماء الكفايات.

– تقويم ودعم.

 

هذا وقد تضمن دليل المهارات الحياتية الأبعاد المعرفية والأدواتية والفردية والاجتماعية تماشيا مع الأبعاد المختلفة لشخصية المتعلم وهي نقس  تقسيم الأبعاد حسب منظمة اليونيسكو للتربية والتكوين في القرن 21.

  • تقديم نتائج الاستمارة:
  • معلومات عامة حول الفئة المستجوبة:

آراء المدرسات والمدرسين حول تطبيق دليل المهارات الحياتية

نستخلص من خلال المبيان، أن العدد الأكبر من المدرسين هي الفئة العمرية أقل من عشر سنوات تليها الفئة العمرية مابين 21-30سنة مما يبرز طغيان الفئة الشابة الأكثر طموحا وأشد قوة وهم حديثو التكوين وسبق أن تكونوا حديثا في تطبيق دليل المهارات الحياتية بالتكوين الأساس وبدليل الحياة المدرسية سنة 2019م.

  • نتائج السؤال الأول: هل يستجيب مضمون دليل المهارات الحياتية لتدعيم تعلم فعال ومستدام من خلال استجلاء آراء المدرسات والمدرسين الممارسين بالقسم؟

آراء المدرسات والمدرسين حول تطبيق دليل المهارات الحياتية

نستشف انطلاقا من المبيان، أن 78% من المدرسات والمدرسين يطبقون دليل المهارات الحياتية بالسلك الابتدائي كنشاط مواز للأنشطة التعليمية التعلمية بينما نسبة قليلة منهم لا يطبقونها بفعل ضيق الوقت وضعف المستوى العام للمتعلمين خلال السنة الأولى ابتدائي.

آراء المدرسات والمدرسين حول تطبيق المهارات  الحياتية وفق أبعاد التعلم  المتضمنة ببطائق الورشات

من خلال تحليل الجدول الإحصائي، نسجل الملاحظات التالية:

  • بالنسبة للبعد المعرفي: من بين المهارات الحياتية التي تم التأكيد عليها من طرف المدرسين خلال الممارسة الصفية هي مهارتي حل المشكلات والإبداع بينما نسبة 56% رفضت مهارة التفكير النقدي باعتبار أن قدرات المتعلمين العقلية والفكرية لا ترقى إلى تطبيق هذه المهارة.
  • بالنسبة للبعد الأدواتي: استأثرت مهارة التعاون بين المتعلمين حصة نصيب الأسد بينما تم رفض مهارتي التفاوض وصنع القرار لنفس الأسباب السالفة الذكر بالبعد المعرفي.
  • بالنسبة للبعد الفردي المرتبط بشخصية المتعلم، فدليل المهارات الحياتية يحقق تواصلا فعالا بين المتعلمين وينجم عنه إدارة الذات وتعليم مهارة الصبر والصمود لدى المتعلمين مما يشجعهم على الإقبال على التعلم.
  • بالنسبة للبعد الاجتماعي، فدليل المهارات الحياتية يستجيب لتطبيق مهارات المشاركة والتعاطف واحترام التنوع حسب آراء أغلبية المدرسات والمدرسين مما سينعكس ايجابا على شخصية المتعلم.
  • نتائج السؤال الثاني : ما الطرائق المعتمدة في تفعيل دليل المهارات الحياتية؟

الطرائق المعتمدة في أجرأة بطائق الورشات

نستخلص من خلال معطيات الجدول الاحصائي إجماع أغلب آراء المدرسات والمدرسين على تطبيق الطرائق الفعالة من طريقة المناقشة الجماعية وطريقة المشروع التربوي وطريقة حل المشكلات بينما غياب طريقة الرحلات والزيارات الميدانية رغم أهميتها في تفعيل الطرائق النشيطة.

تقنيات  التنشيط المعتمدة في أجرأة بطائق الورشات

نستخلص انطلاقا من الجدول الإحصائي أعلاه أن أغلبية المدرسين، يستعملون تقنية لعب الأدوار فقط ولا يطبقون باقي تقنيات التنشيط بحكم صعوبة ذلك بالنظر إلى القدرات العقلية والفكرية والإدراكية للمتعلمين التي تتوازى مع مرحلة الطفولة الصغرى.إذ يصعب تطبيق تقنية المحاكاة التي تتطلب خلخلة ذهن المتعلم لاستجلاء خبراته السابقة واستدماجها مع الخبرات الجديدة وبالتالي بناء معلومات جديدة.

  • نتائج السؤال الثالث: ما الصعوبات التي واجهت الهيئة التدريسية في أجرأته وتفعيله ميدانيا؟

من بين  صعوبات أجرأة دليل المهارات الحياتية كما حددها المدرسون والمدرسات نذكر ما يلي:

  • عدم كفاية الغلاف الزمني المخصص لأجرأة الدليل.
  • صعوبة تقييم الفوائد البيداغوجية المرجوة من أجرأة الدليل.
  • صعوبة ضبط المتعلمين لتيسير العمل.
  • اعتبار الورشات فسحة للترفيه والراحة.
  • صعوبة عرض وتقاسم الملاحظات.
  • صعوبة تجميع حصيلة التقاسم من طرف المتعلمين.
  • صعوبة توفير الوسائل اللازمة من صور، أوراق، رسم، صباغة، بطاقات التلوين……
  • صعوبة المزج بين اللغتين العربية والفرنسية عند تقديم المعطيات المضمونية للورشات.
    • تفسير النتائج والتوصيات :

بالنظر إلى النتائج المستقاة من معطيات البحث الميداني ما زال هناك تعثر كبير في تفعيل معطيات الدليل وتطبيق البطائق الورشية بدعوى عدم تلقي تكوين في المراكز الجهوي لمهن التربية والتكوين وأيضا عدم تخصيص حصص إضافية وتكوينات مستمرة من طرف المشرفين التربويين فضلا عن اعتبار المدرسين لهذه البطائق نشاطا ثانويا لا يرقى لمستوى التعلمات الأساس.ونوصي بمايلي لتضمان تعلم فعال ومستدام :

  • تحسيس المدرسين بالأهمية التربوية لدليل المهارات الحياتية لتجاوز التعلم التلقيني التقليدي.
  • إدراج مصوغات تكوينية بالتكوين الأساس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين حول أجرأة دليل المهارات الحياتية لتحقيق الكفايات الناعمة.
  • إنجاز تكوينات مستمرة لتدعيم واستدامة التعليم الفعال يستهدف الكفايات الوجدانية والعاطفية للمتعلم.
  • اعتبار تطبيق دليل المهارات الحياتية إحدى الوسائل التعليمية الفعالة لتدعيم التعلم الفعال للمتعلمات والمتعلمين.
  • إعادة النظر في الغلاف الزمني المخصص لتفعيل أجرأة الدليل.
  • ضمان المشاركة الفعالة والإقبال المتزايد للمتعلمات والمتعلمين من خلال تطبيق الطرائق النشيطة.
  • توفير الوسائل القمينة بالرفع من دافعية المتعلم والإقبال على التعلم والتعلم الذاتي.
  • تحفيز المتعلمين بتنويع أساليب التواصل وتقنيات التنشيط.
  • جعل الفصل عند تطبيق دليل المهارات الحياتية فضاء لتطبيق البيداغوجيات النشيطة كبيداغوجيا اللعب وإدماج المتعلمين فيها.

 

 

المراجع المعتمدة:

  • أحمد أوزي، يداغوجيا فعالة ومجددة:كفايات التعليم والتعلم للقرن الحادي والعشرين،الطبعة الأولى،مطبعة النجاح الجديدة، 2017م.
  • حميدة، أمام مختار وآخرون، مهارات التدريس، مكتبة زهرة الشرق، القاهرة، 2000م.
  • طارق عبد الرؤوف عامر، إعداد معلم المستقبل، الدار العالمية للنشر والتوزيع، ط1، 2008م.
  • عبد الكريم غريب، عبد العزيز الغرضاف وعبد الرحيم أيت دوصو: في طرق وتقنيات التعليم: من أسس المعرفة إلى أساليب تدريسها، سلسلة علوم التربية، منشورات موريسك الربط، المغرب، 1992م.
  • جودت أحمد سعادة و آخرون: التعلم النشط بين النظرية والتطبيق، ط1، دار الشروق للنشر، الأردن، 2006م.
  • محمد محمود الحيلة، مهارات التدريس الصف، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 2002م.
  • عفاف عثمان عثمان مصطفى، استراتيجيات التدريس الفعال، دار الوفاء، الاسكندرية، مصر، الطبعة الأولى، 2014م.
  • عبد الله امبوسعيدي، عزة البريدية، هدى الحوسنية : استراتيجيات المعلم للتدريس الفعال، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان ط1، 2019م

 

الوثائق المعتمدة:

  • المنظمة الدولية للشباب.تعزيز المهارات الحياتية لدى الشباب.دليل عملي لتصميم برامج نوعية، 2014م.
  • برنامج مبادرو تعليم المهارات الحياتية والمواطنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، منظمة اليونيسيف، 2017م
  • الرؤية الاستراتيجية 2015-2030م.
  • خارطة طريق 2022-2026م.
  • القانون الاطار17-51 .
  • الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
  • دليل المهارات الحياتية للمستوى الأول والثاني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *