نوفمبر 23, 2024 4:56 ص

                    أ. د. عبد الرحمن ابراهيم حمد الغنطوسي     

               أ. د. برزان ميسر الحـــــامد

قسم التاريخ/ كلية التربية /الجامعة العراقية            قسم التاريخ/ كلية التربية للعلوم الإنسانية

بغداد-العراق /جامعة الموصل/ العراق

almosul1978@gmail.com                dr.barzan_78@yahoo.com

ملخص البحث

     تعد الأوبئة والامراض من الأحداث التي كان لها دور كبير في حياة المجتمع الأندلسي، خصوصاً فيما كانت تتركه من تأثير على جوانب الحياة المختلفة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وبناءً على ذلك تم اختيار هذا الموضوع، لاسيما وأن العالم يعيش في هذه الأيام أزمة جائحة كورونا.

    إن البحث والكتابة في الأمراض التي اصابت المجتمع الأندلسي خلال العصور التاريخية المتعاقبة، وما تركته من آثار في جميع نواحي الحياة، وطرق معالجتها والوقاية منها، ليس بالامر الهيّن، وذلك لقلة المعلومات وندرتها خصوصاً في كتب التاريخ العامة وكذلك كتب السير والتراجم، كونها لا تعنى بذكر الأمراض بصورة عامة إلاّ في حالات تخدم المادة التاريخية التي يتكلم عنها المؤرخ، كأن يذكر مثلاً أن المرض كان سبب وفاة الخليفة الفلاني أو العالم الفلاني، أو قد يكون المرض هو وباء عام أصاب بلد ما وبخلاف ذلك لا تتطرق هذه الكتب للأمراض.

     ولهذا كان لزاماً علينا البحث عن الأمراض في مصادر الطب والأدوية، مع مراعاة التأكد من أن هذه الأمراض قد سادت وانتشرت في الأندلس أو عُرفت عندهم، وذلك لأن كتب الطب والأدوية كثيراً ما تذكر المرض وعلاجه فقط. وعليه تعد كتب الطب والأدوية من أهم المصادر في هذا الشأن لذكرها كثيراً من الأمراض التي تعامل معها الأطباء في الاأندلس.

     وبناءً على ما تقدم

سنبحث في هذه الدراسة أهم الاوبئة والأمراض التي اصابت المجتمع الأندلسي خلال المدة المحددة بالدراسة، اسباب حدوثها، وما تركته من تأثير مباشر على الحياة السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية لأفراد المجتمع الأندلسي، ثم أهم الاجراءات التي اتخذتها السلطات ورجال الدين والفقهاء والقضاة وبقية فئات المجتمع لتجاوزها وعلاجها أو الوقاية منها، معتمدين المنهج التاريخي الوصفي لسرد الاحداث وتحليلها وربطها ومناقشتها بغية الوصول إلى الصورة الواضحة المعالم تاريخياً، وبالرجوع إلى المصادر والمراجع التاريخية ذات العلاقة.

الكلمات المفتاحية: الأندلس، الأوبئة، الأمراض، المجتمع، أثارها، علاجها.

abstract

     Epidemics and diseases are among the events that had a major role in the life of Andalusian society, especially in the impact they had on various aspects of political life, including economic, social and religious, and accordingly this topic was chosen, especially as the world lives in these days a pandemic crisis Corona.

     Researching and writing about the diseases that prevailed in   Andalusian society during successive historical periods, the effects they left in all aspects of life, and the methods of treating and preventing them, is not easy, because of the lack of information and its scarcity, especially in general history books as well as books of biographies and translations, as they are not concerned with mentioning diseases In general, except in cases that serve the historical material that the historian talks about, such as mentioned, for example, that the disease was the cause of the death of the successor or doctrine of the doctrine, or the disease may be a general epidemic that afflicted a country. Otherwise, these books do not address diseases.

    For this, we had to search for diseases in the sources of medicine and medicine, taking into account to ensure that these diseases prevailed and spread in Andalusia or were known to them because medicine and medicine books often mention the disease and its treatment only. Accordingly, books of medicine and medicine are among the most important sources in this regard because they mention many of the diseases that doctors dealt with in Andalusia.

    Based on the foregoing, we will address in this study the most important epidemics and diseases that afflicted the Andalusian society during the period specified in the study, the reasons for their occurrence, and the direct impact they had on the political, economic, religious and social life of members of the Andalusian society, then the most important measures taken by the authorities, clerics, jurists, judges and the rest of society To overcome, treat, or prevent them, adopting the descriptive historical approach to listing, analyzing, linking and discussing events to reach a clear picture historically, and by referring to the relevant historical sources and references.

Key words: Andalusia, epidemics, diseases, society, its effects, treatment

تعريف الأوبئة والأمراض في اللغة والاصطلاح:

    قبل الشروع بذكر أهم الأوبئة والأمراض التي أصابت المجتمع الأندلسي خلال مدة الدراسة، وما تركته من أثار على المجتمع، وأهم طرق علاجها والوقاية منها، لا بدّ من التوقف اولاً عند مفهوم الوباء في اللغة والاصطلاح.

اولاً:- تعريف الوباء في اللغة والاصطلاح:

     يُعرَّف الوباء في اللغة بأنه مرض عام (يمد ويقصر)، وجمع المقصور أوباء، وجمع الممدود أوبئة، ويقال في اللغة توبأ فهي موبؤة اذ كثر مرضها، وكذلك وبئت توبأ وباء فهي وبئة ووبيئة ([1]). وقد ذكر الزبيدي ان: ((الوباء بالمد سرعة الموت وكثرته في الناس)) ([2]).

   ويطلق على الوباء مرادفات أخرى كالقرف، فيقال: احذر القرف في غنمك، وقيل القرف هو العدوى، فأقرف الجرب الصحاح: أعدادها ([3])، ويطلق عليه لفظ الموتان وذلك لأن أصله في اللغة الموت يقع في الماشية ([4]).

     أما تعريفه عند الاطباء فيقول ابن سينا: ((تعفن يعرض في الهواء يشبه تعفن الماء المستنقع الآجن)) ([5])، ويذكر ابن النفيس: (( إنه فساد يعرض الجوهر الهواء لأسباب سماوية أو ارضية كالماء والجيف الكثيرة)) ([6]). أما ابن زهر فقد ذكر: ))إن الوباء يطلق على الامراض التي تصيب أهل بلد من البلدان وتشمل أكثرهم…، ولهذا إذا كان الهواء فاسداً عمَّ أهل ذلك الموضع وعمَّ أكثرهم))([7])،واطلق عليه ابن خاتمة بأنه مرض عام للناس قتّال غالباً ما يكون من سبب مشترك([8]).

  ثانياً: – تعريف المرض في اللغة والاصطلاح:

      في ” الصحاح ” نجد المرض بأنه السقم ([9])، وفي لسان العرب، المرض هو السقم وهوضد الصحة ([10])، وفي ” محيط المحيط ” مرض الحيوان بماء ومنها أظلمت طبيعته وأضطربت بعد صفائها واعتدالها، والمرض والمُرض فساد المزاج وإظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها واعتدالها، وقيل هو حالة خارجة من الطبع ضارة بالفعل ويقابله الصحة، ويضيف المرض يختص بالنفس ([11]).

    وعند الاطباء، فقد عرفه ابن سينا بقوله: ((هيئة غير طبيعية في بدن الانسان يجب عنها بالذات آفة في الفعل وجوباً أولياً وذلك إما مزاج غير طبيعي وإما تركيب غير طبيعي)) ([12]). اما الرازي فقد قال فيه:)) ما إعتاق الافعال عن ان يجري مجاريها الطبيعية في الحسن من غير واسطة، وان الصحة ما خالف ذلك)) ([13]).

    من خلال ما تقدم يمكن القول إن المرض هو خروج عن الوضع الطبيعي في جسم الإنسان إلى وضع مضطرب ومرتبك مخالفة للصحة.

أهم الأوبئة والأمراض في الأندلس :

 أولاً: الأوبئة والأمراض في عصر دويلات الطوائف(422-484هـ/1031- 1145م)

     لقد اوردت المصادر التاريخية أول ذكر للأوبئة والأمراض والطواعين في الأندلس على هذا العصر في سنة 451هـ/1059م، فقد اشار ابن بشكوال في ترجمته لخلف بن يوسف المقرئ من أهل بربشتر، الى ذلك بقوله: (( وتوفي لعشر خلون من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربع مئة في الطاعون)) ([14]). والطاعون على حد تعبير الفيروز ابادي )) :هو كل مرض عام)) ([15]).

      ويعد هذا الخبر المقتضب هو الإشارة الوحيدة التي تؤرخ لطاعون أو مرض في هذه الفترة او المدة الزمنية، ولم تذكر كتب التاريخ أو كتب السير والتراجم شيئاً بخصوص هذا المرض أو الطاعون.

    ويبدو أن هذا الطاعون قد أصاب مدينة بربشتر على وجه الخصوص، التي ينتمي اليها صاحب الترجمة، وذلك لأننا لم نجد له ذكر في بقية المصادر الأخرى لنجزم أنه قد أصاب أهل الأندلس قاطبةً.

   من جانب أخر فقد اصاب أهل افريقيا وباء في هذه الفترة أثر مجاعة عظيمة، فقد ذكر ابن عذاري 🙁 (وفي سنة 468 كان بافريقيا مجاعة عظيمة ووباء عظيم مات فيه خلق كثير)) ([16]) ، إلا أنه لا تتوفر لدينا معلومات أو اشارات تؤكد بأن أهل الأندلس قد تأثروا بهذا الوباء.

  ثانياً: الأبئة والأمراض في عصر المرابطين( 484-540هـ/1091-1145م)

      في هذا العصرمن تاريخ دولة الإسلام في الأندلس، اشار ابن القطان إلى حدوث وباء سنة 526هـ/1131م، في مدينة قرطبة أدى إلى وفيات عدة، وكان هذا الوباء إثر مجاعة حيث ذكر:

((وفي سنة 526 أشتدت المجاعة والوباء على الناس في قرطبة وكثر الموت)) ([17])، ولم نجد في بقية المصادر الأندلسية اشارة إلى أي وباء أو مرض قد اصاب المجتمع الأندلسي خلال هذا العصر، وربما يرجع ذلك إلى قصر المدة الزمنية التي حكم بها المرابطون الأندلس.

     أما أهل المغرب فقد اصابهم وبائين أحدهما في مدينة تلمسان سنة 512هـ/1118م([18])، لكننا لا نملك دليل تأثيره على الأندلس، أما الوباء الأخر فقد ضرب مدينة فاس سنة 524هـ/1129م([19])، وهذا الوباء يمكن الجزم بأنه قد أثر على الأندلس لما كان بين الأندلس ومدينة فاس مركز المرابطين من تبادل في جميع المجالات في ذلك الوقت، أو ربما كان هذا قد امتد ليؤثر على الأندلس في سنة 524هـ/1131م، أي سنة حصول الوباء المؤرخ له.

  ثالثاً: الأوبئة والأمراض في عصر الموحدين(540-620هـ/1145-1223م)

     يُعد الوباء الذي أصاب أهل مراكش سنة 571هـ/1176م([20]) من اشد الأوبئة التي حلت بالمغرب العربي، وكان لها امتداد إلى الاندلس، الا انه كان في مراكش أقوى وأعمق، وقد اشتد هذا الوباء حتى بلغ ضحاياه في كل يوم نحو مئتي شخص، وضاقت المساجد بالصلاة عليهم، فأمر الخليفة يوسف بن عبد المؤمن( 563-580هـ/1167-1184م)ان يُصلَّى عليهم في سائر المساجد، وأصيب معظم السادات بالوباء، ومات منهم أربعة من اخوة الخليفة هم السيد ابو عمران، ثم اخوه السيد أبو سعيد، فأخوهما السيد ابو عبدالله، ثم أخوهم الرابع السيد ابو زكريا والي بجاية.

    ومن اشياخ الموحدين مات أبو سعيد بن الحسين، وكان الشيخ أبو حفص عمر الهنتاني قادماً من قرطبة قاصداً إلى مراكش، فأصيب بالوباء وتوفي بالطريق، بل إن الخليفة نفسه مرض وأشرف على الهلاك. وقد كان هذا الوباء على درجة عالية من الشدة بحيث أنه كان يموت بسببه في كل يوم ثلاثون شخصاً من حاشية وعبيد القصر، وأستمر هذا الوباء عدة ايام وكان له الاثر الكبير على مراكش بالذات لدرجة أنه لم يكن يخرج منها أو يدخلها أحد([21])، وقد مات من اعيان الاندلس في هذا الوباء إبراهيم بن هردوس من أهل مالقة بمدينة مراكش([22])، وأبو الحسن علي بن زيد الاشبيلي([23]).

   ويذكر السلاوي حدوث وباء سنة 610هـ/1213م في المغرب والأندلس بقوله: (( وفيها كان الوباء العظيم بالمغرب والأندلس)) ([24]).

   من جانب أخر، فقد شهد المغرب العربي خلال عصر الموحدين وقوع عدة أوبئة، فيذكر السلاوي أنه حصل وباء في المغرب سنة 609هـ/1212م([25]). ويبدو أن هذا الوباء قد امتد إلى الأندلس في العام التالي فكان وباء سنة 610هـ/1213م السالف الذكر.

   وفي سنة سنة 564هـ/1168م وقع وباء في مدينة مراكش، فيذكر ابن صاحب الصلاة: ((وفي هذه السنة ايضاً اختلف الهواء بمراكش فمرض أكثر السادات وكثير من الناس)) ([26])، ولكن لا يمكننا الجزم بمدى تأثيره على الاندلس.

رابعاً: الأوبئة والأمراض في عصر بني الأحمر بغرناطة (635-897هـ/ 1237-1492م).

    لقد اشار ابن أبي زرع إلى حصول أو وقوع وباء في العدوة (أي العدوة الاندلسية) سنة 635هـ/1237م) وقد رافق ذلك حصول مجاعة هنالك، وكانت الوفيات نتيجة لهذا الوباء والمجاعة كثيرة، حيث ذكر)): وفيها {اي سنة 635} اشتد الغلاء والوباء في العدوة فأكل الناس بعضهم بعض وكان يدفن في الخريف الواحد المائة من الناس)) ([27]).

    وفي سنة 635هـ/1293، حلَّ وباء عظيم رافقه مجاعة شديدة، وكانت الوفيات جراءه كثيرة لدرجة أنه على انه ما يصف السلاوي:((فكان الموتى تحل اثنان وثلاثة وأربعة على المغتسل)) ([28]).  وبالرغم من عدم تصريح السلاوي بأن هذا الوباء قد شمل الاندلس إلاَّ إشارته الى ان هذا الوباء قد عمَّ بلاد المغرب وافريقيا ومصر([29])، يدل على أن الأندلس لم تسلم من هذا الوباء ايضاً.

     أما وباء سنة 749هـ/1347م فيعد من اشنع الأوبئة التي عرفها ليس أهل الأندلس وحسب بل العلم اجمع، وقد اشار المقريزي إلى ذلك بقوله: ((لم يكن هذا الوباء كما عهد في اقليم دون اقليم، بل عمَّ اقاليم الارض شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً جميع اجناس بني آدم و غيرهم من حيتان البحر وطير السماء)) ([30]) . وقد بدأ هذا الوباء من اواسط اسيا حالياً وبالتحديد من بلاد القان-المعروفة حالياً بالصين-ثم انتشر الى جميع ارجاء العالم ([31]).

     وكان أول ابتداء هذا الوباء في المشرق الإسلامي في فصل الخريف سنة ثمان وأربعون وسبعمائة، وما أن بدأت سنة 749هـ/1347م حتى شمل جميع الأقاليم الاسلامية الشرقية مصر والشام والعراق والحجاز([32])، وقد اعقب هذا الوباء كوارث انسانية كبيرة في هذه الأقاليم، فقد أدى إلى وفاة الآلاف من سكان تلك المناطق، فقد كان يموت في حلب نحو خمسمائة انسان كل يوم ([33])، وفي مصر كان هذا الوباء أشد ضراوة، فقد احصيت الجنائز بالقاهرة فقط في شهر شعبان ورمضان فبلغت تسعمائة ألف([34]).

    أما الأندلس فقد بدأ بها هذا الوباء في ربيع سنة 749هـ/1347م على ما سجله ابن خاتمة في كتابه)) تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد)) ([35]).

     وقد عرف هذا الوباء أو الطاعون في الأندلس بعدة أسماء منها: الطاعون العام ([36])، والطاعون الأعظم ([37])، والطاعون الجارف ([38])، والطاعون الكبير ([39])، وعمَّ هذا الوباء جميع بلاد الأندلس الاَّ مدينة غرناطة فإنه لم يصبها بشئ على حد قول المقريزي: (( وعم الموت أهل جزيرة الأندلس إلا مدينة غرناطة فإنه لم يصب أهلها منه بشئ)) ([40]) ، ولم يذكر لنا المقريزي سبب عدم إصابة أهل غرناطة بهذا الوباء، ولكن ربما قد اغلقت أبوابها أمام الداخلين إليها والخارجين منها، فحافظت على نفسها وأهلها من انتقال عدوى هذا الوباء إليها.

     والواقع إن هذا المرض أو الطاعون كان له الأثر الكبير على جميع النواحي في البلدان التي ضربها سواءً في الأندلس أو غيرها من بلدان العلم الإسلامي، ويصف لنا ابن خلدون ذلك بقوله: ((هذا إلى ما نزل بالعمران شرقاً وغرباً في منتصف هذه المائة الثامنة من الطاعون الجارف الذي تحيف الأمم وذهب بأهل الجيل وطوى كثيراً من محاسن العمران ومحاها وجاء للدول على حين هرمها وبلوغ الغاية من مداها فقلص من ظلالها وفل من حدها وأوهن من سلطانها وتداعت الى التلاشي والاضمحلال أموالها وانتقض عمران الارض بأنتقاض البشر فخربت الامصار والمصانع ودرست السبل والمعالم وخلت الديار والمنازل وضعفت الدول والقبائل وتبدل الساكن وكأني بالمشرق قد نزل به مثل ما نزل بالمغرب لكن على نسبته ومقدار عمرانه)) ([41]).

    يتضح لنا من خلال النص الذي أوره ابن خلدون مدى شدة هذا المرض، بل ذكر ابن خلدون أن هذا المرض قد أدى إلى تبدل الخلق وتحول العلم بقوله: ((فكأنما تبدل الخلق من أصله وتحول العالم بأسره وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث)) ([42]). وقد خلّف هذا المرض اعداداً كبيرة من الوفيات في الاندلس اشارت اليها المصادر الاندلسية ولا سيما كتب السير والتراجم ([43]).

     وكان لهذا المرض وقع على أهل الأندلس، فألف عدد من العلماء كتباً بحثت هذا الطاعون وأسبابه، وأبرزها كتاب ((مقنعة السائل في المرض الهائل)) ([44]) للسان الدين بن الخطيب، و((رسالة في أحكام الطاعون)) ([45]) للسان الدين بن الخطيب أيضاً، و((تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد)) ([46]) لأبن خاتمة، و((والرسالة في تحقيق الوباء)) ([47]) لمحمد بن أبي العصا الأندلسي، و((تحقيق النبأ عن أمر الوباء)) ([48]) لمحمد بن علي الشقوري.واستمر هذا الطاعون في الأندلس إلى سنة 751هـ/ 1350م، حيث كانت أخر أيام هذا الطاعون في تلك السنة ([49]).

    ويذكر ابن الجزري وقوع طاعون سنة 765هـ/ 1363م في مدينة مالقة، إذ أشار إلى ذلك في ترجمته لأحمد بن عبد الخالق أبو جعفرالجدلي المقري، أنه توفي جراء الطاعون فيها ([50])، ولا نعلم مدى تأثير هذا المرض أو الطاعون على بقية مدن الأندلس، لقلة المعلومات أو ندرتها.

    وفي عام 844هـ/ 1440م، ضرب طاعون اخر أهل الاندلس بيدَّ ان تأثيره اقتصر على مدينة مالقة وذلك بسبب اتباعها نظام الحجر الصحي، بحيث لا يخرج منها أحد ولا يدخل عليها أحد، وهذا ما اكدته مقامة ابو علي المالقي التي كتبها الى الامير في ذلك الوقت يطلب منه رفع الحجر عن مدينة مالقة ([51]).

    من خلال ما تقدم يتضح لنا مدى قلة المعلومات او ندرتها في المصادر التاريخية الاندلسية حول الاوبئة والامراض التي اصابت المجتمع الاندلسي، وعلى الرغم من ذكر بعض المؤرخين لحجم الوفيات جراء هذه الاوبئة الاَّ أنهم في اغلب الاحيان لا يذكرون سوى معلومات مقتضبة جداً حول هذه الوقائع.

    ولهذا كان لزاماً علينا البحث عن الامراض في مصادر الطب والأدوية، مع مراعاة التأكد من أنَّ هذه الامراض قد انتشرت في الاندلس، أو عُرفت عندهم، وذلك لأن كتب الطب والادوية كثيراً ما تذكر المرض وعلاجه فقط.

     وبناءً على ذلك تُعد كتب الطب والادوية من أهم المصادر في هذه الدراسة لذكرها كثيراً من الأمراض التي تعامل معها الاطباء في الاندلس. ومن أهم هذه الامراض: –

  1. الفالج: ويطلق على انواع كثيرة من الشلل بصورته العامة ويختص بالشلل الذي يصيب شقاً واحداً من بدن الانسان أو ما يعرف اليوم بالشلل النصفي([52]).
  • الجذام: داء يصيب جلد وأطراف الانسان ويؤدي إلى تآكلها وتقرحها، ولقد شبهه الاطباء بالسرطان، وذلك لما يصاحبه من تقرحات وألام شديدة لمن يصاب به، وهو من الأمراض المعدية التي قد تنتقل بالتوارث أيضاُ ([53]).
  • السل: من الأمراض التيتصيب الرئة وينتج عنها تقرح وتدرن فيها، وكان يؤدي في الغالب إلى الوفاة في ذلك الوقت، وهو من الأمراض المعدية، وقد عُرف في الأندلس، فيذكر ابن الابار أن رجلاً كان يخاطب القمر فيقول له: ((لا اماتني الله منك بحسرة أو تقع في السل)) ([54]).
  • ضيق النفس: ازمة تصيب الأنسان من ربو ونحوه ([55])، يرافقه تقطع في النفس من الإعياء ([56])، ويعرف في كتب اللغة بالزُّلة([57])، وهو داء النسمة([58])
  • الربو: يشابه إلى حد كبير ضيق النفس أو داء النسمة، الا ان الربو داء اكثر اثراً من ضيق النفس([59])، وقد عُرف هذا المرض في الأندلس حتى أنه اصاب ابن حزم الظاهري فيقول في ذلك : (( ولقد اصابتني علة شديدة ولدت على ربوا في الطحال شديد، فولد عليَّ ذلك من الضجر وضيق الخلق وقلة الصبر والنزق امراً حاسبت نفسي فيه، إذ انكرت تبدل خلقي، فأشتد عجبي من مفارقتي لطبعي)) ([60]

    إن ما ذكرناه من أمراض هو جزء بسيط من الأمراض الكثيرة والمتنوعة التي سادت وانتشرت في المجتمع الأندلسي في ذلك الوقت وخلال مدة الدراسة، الاَّ ان مرض الجذام السالف الذكر كان من أكثر الأمراض انتشاراً في ذلك الوقت وذلك استناداً لما اورده المقدسي من ان هذا المرض كان كثير الانتشار في الأندلس([61])، فضلاُ عن مرض الفالج، والخدر، وامراض العيون، وموت الفجاءة ([62]).

اسباب انتشار الأوبئة والأمراض في الأندلس:

     بالرغم من ان الأوبئة والأمراض التي انتشرت في المجتمع الأندلسي وبقية المجتمعات  الإسلامية الاخرى في فترة العصور الوسطى، تندرج ضمن الآفات السماوية أو العاهات التي لا يد للإنسان فيها بل هي مقدرة من الخالق تبارك وتعالى، إلاَّ التأليفات الطبية وكذلك التأليفات التي كتبت عن الطب النبوي،قد رصدت لنا جملة من الأسباب منها أسباب بشرية وأخرى طبيعية، فالحروب والفتن وحركات التمرد والثورات من بين الأسباب التي كانت تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض في العصور الوسطى، وكانت آثارها تدوم لفترات طويلة([63])، وكانت الحروب والصراعات هي الطابع الغالب في العصور الوسطى في الأندلس، حيث كان المجتمع الأندلسي يتكون من عناصر متعددة، فهناك العرب بقبائلهم المتعددة والمتنوعة، وهناك البربروقبائلهم المختلفة فضلاً عن المستعربين والموالي والصقالبة وبقية فئات المجتمع الأخرى، وغالباً ما كانت الخلافات والصراعات والفتن تحكم هذه العناصر الا في عهود الأمراء والخلفاء الاقوياء، ضف إلى ذلك تهديدات وغزوات الممالك الاسبانية الشمالية التي ما فتئت ان تهاجم أراضي ومدن الأندلس المختلفة.

    فالحروب والفتن والصراعات هي من الأسباب البشرية لحدوث الأوبئة على وجه الخصوص، والمجاعات على وجه العموم، حيث كانت تخلّف الكثير من الدمار والخراب الذي يولد هزالاً وضعفاً، يفتح الباب لأنتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة([64]) .

      كما كانت الموانئ بدورها من بين العوامل المسببة لنقل الأوبئة، إذ إن جلَّ الأمراض التي عرفتها بلاد الأندلس وحتى المغرب، كانت تأتي عن طريق البحر في غالب الأحيان واعتبرت السفن التجارية خلال فترة العصور الوسطى الإسلامية ناقلة للعدوى والأمراض الوبائية المختلفة ([65])

        وقد عرفت مراكز الأندلسيين انتشار وباء الطاعون الذي تزامن مع الاضطهاد الذي بدأوا يتعرضون له من طرف الممالك النصرانية في الشمال خلال عصر بني الأحمر في غرناطة ([66]). وكانت التجارة والرحلات العلمية بدورها تساهم أيضاً في انتقال الأمراض الوبائية من موطنها الأصلي إلى المناطق الخالية من الأوبئة. كما لعبت قوافل التجار والحجاج الذين كانوا يتوجهون الى المشرق ثم يعودون منه عبر مصر وبرقة ثم المغرب الأوسط والأقصى ومن ثم الأندلس، دوراً بارزاً في نقل مختلف الأوبئة الوافدة من الخارج([67]).

     وإذا ما انتقلنا إلى الأسباب الطبيعية نلاحظ أن فساد الهواء في نظر أغلب الاطباء يعد العامل الرئيس المسؤول عن حدوث الأوبئة  نظراً لأن الناس يشتركون جميعهم في استنشاقه وعليه فأن فساده يعني هلاكهم بالجملة ([68])،وفساد الهواء يكون أو يحدث بسبب جملة من العوامل منها الرطوبة والحرارة الزائدين وكثرة التعفن([69])، ومخالطة الهواء لأبخرة حارة يابسة متعفنة كالتي تخرج من مطامير الطعام التي يطول اختزانها، وقد يفسد الهواء أيضاً إذا خالط ابخرة اجساد الموتى المتعفنة ، خصوصاً اذا ما كان هذا الهواء راكداً وكانت جثث الموتى كثيرة، أو خالط أبخرة السباخ والبطائح المتغيرة المياه والخنادق وأبخرة منافع الكتان ومواضع السروب ، واكداس الأزبال([70])، أو بسبب كثرة العمران وما ينتج عنه من العفن والرطوبات ، وهو السبب الذي اقره ابن خلدون بقوله: (( سببه في الغالب فساد الهواء لكثرة ما يخالطه من العفن والرطوبات الفاسدة)) ([71]).

    ولم يكن الهواء الفاسد العامل الرئيس فقط المتسبب في حدوث الأوبئة والأمراض، وإنما تتسبب المياه الفاسدة أيضاً في حدوث العديد من الأمراض والأوبئة والحميات الدقيقة والأورام الطاعونية والجرب، وكذلك الحصى في الكلى والمثانة، خاصة منها المياه الراكدة والمتغيرة حتى النتانة([72]). وإن وقوع الجفاف وحدوث الفيضانات واضطراب المناخ وتغَّير فصول السنة يتسبب أيضاً بحدوث الأوبئة والأمراض المختلفة، كأن يكون مثلاً فصل الربيع بارداً يابساً، والخريف يكون على طبيعة الربيع، والشتاء على طبيعة الصيف([73]). فضلاً عن ذلك كان للمجاعات وغلاء الاسعار أيضاً دوراً في وقوع الكثير من الأمراض، وذلك لأن المجاعة تفرض على الناس نمطاً غذائياً جديداً يكون في أغلبه غير خاضع لشروط الصحة لأن همهم الوحيد هو أن يسدوا رمقهم من الجوع، فيقتصر غذائهم آنذاك على األ الحبوب المتعفنة والفاسدة من طول الاختزان، واللحوم الرديئة لمختلف الحيوانات([74]).

     وهناك من يضيف سبباً فلكياً وروحانياً لحدوث هذه الاوبئة كأجتماع الكواكب واتصالها مع بعضها البعض، وقد اشارابن الخطيب إلى ذلك بقوله)): سبب اقصى وهو الامور الفلكية من القرانات التي تؤثرفي العالم حسب ما يزعمه أرباب صناعة النجوم ويأخذه الطبيب مسلماً عنهم)) ([75]).

   الوقاية وطرق العلاج من الأوبئة والأمراض:

       لقد تجاوز تاريخ الطب في الأندلس في حقوله كل العلوم الاخرى، وتعددت الاسهامات والانجازات الطبية في الأندلس، وتنوعت اثارها واشكالها وأنماطها وطبعت الحركة الطبية تنظيم علم التغذية ، والجراحة، والطب الطبيعي والنفسي، ووضع الأسس الأولى لقواعد الصحة العامة وقوانين حفظ الصحة والوقاية من الأمراض والاحتراز من العدوة وانتاج الادوية بالموازاة مع العملية الطبية ،وليس هذا وحسب بل وضعوا معايير لحفظ صحة الانسان ولاسيما في اوقات انتشار الأوبئة والأمراض المختلفة، وبذلك استطاع علماء الأندلس المشتغلين في ميدان الطب والصيدلة من تنويع الممارسة العملية لمعارفهم في الادوية والعلاجات حفاظاً على صحة الانسان،  وعلى هذا النحو تنوعت اشكال العلاج في بلاد الأندلس، حيث عمل بعض الحكام على انشاء البيمارستانات التي اخذت على عاتقها استقبال المرضى والمصابين وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم، ابتداءً من الدواء المفرد الذي يؤخذ من مصدره النباتي أو الحيواني أو المعدني دون خلطه مع دواء أخر([76]). وتعد التغذية من البحوث الطبية الواسعة في الأندلس ومن الأساليب الطبية الراقية في المعالجة الوقائية من الأمراض([77]) التي اصابت المجتمع الأندلسي خلال العصور الإسلامية المختلفة ضمن مدة الدراسة وقبلها.

       ومما لا شك فيه أن حدة الاوبئة والأمراض التي ضربت المجتمع الأندلسي في تلك الحقبة التاريخية وتضخمها، قد ساهمت في تطور الطب الوقائي عن طريق التغذية السليمة، وهذا ما دفع الأطباء في فترة انتشار الأمراض والأوبئة إلى وضع حمية غذائية مضادة للداء([78]).

             وكان للحمامات والينابيع الطبية دور في علاج الكثير من الأمراض التي عرفها المجتمع الأندلسي، فقد أسهم انشائها في بلاد الاندلس بتوفير النظافة والتقليل من الامراض كونها كانت مراكز للطهارة، وهي احسن ما انتهت إليه الحيل الإنسانية في حفظ الصحة وانتهاء الزينة([79]). أما العيون والينابيع فقد اعتقد الكثير من أهل الأندلس بأهمية مياهها في تطهير الأبدان، واختلفت هذه العيون من حيث درجة حرارتها وطعمها، حيث كان أهل الأندلس يتباركون بمياهها من أجل الاستشفاء وتسكين الأوجاع، ومداواة الأمراض المزمنة كالفالج والخدر([80]).

          ويُعد العزل الصحي أهم ما جاء به الإسلام عندما أقر الاحتراز والوقاية والعزل أو الحجر الصحي من الأوبئة والأمراض ولا سيما المعدية منها، ولا نعرف على وجه الدقة متى بدأت عملية عزل المرضى المصابين بالأمراض المعدية كالجذام مثلاً، في الأندلس، لكن النصوص التي بين ايدينا تشير إلى إن قرطبة كانت من أولى المدن الأندلسية التي عملت على توفير حارة خاصة خارج المدينة للمرضى الذين يستعصي علاجهم او ان علاجهم يسري ببطئ، حيث تقوم على هذه الحارة جماعات متطوعة للاشراف عليها لقاء ما تتلقاه من أهل الخير([81]). وكان يستدل على حجرهم أو عزلهم وأبعادهم ولا سيما المجذومين (المصابين بمرض الجذام) إلى نصوص شرعية، فيذكر ابن الخطيب: ((وذوي العاهات والازمنات الذين أمرالشرع باجتنابهم تسلم الصدقة لهم على قيد رمح)) ([82])، وأيضاً هناك فتوى لابن رشد توضح عزل الإمام المصاب بالجذام إذا ما تفاحش مرضه ([83]).  

       وهكذا نلاحظ أن بعض الحكام والميسورين في الأندلس لم يدخروا جهداً من اجل توفير العلاج والعناية الصحية لأفراد المجتمع الأندلسي في اوقات الكوارث الطبيعية ولا سيما الاوبئة والأمراض، فضلاً عن الجهود الذاتية التي كان يقوم بها الفقهاء والقضاة وبقية أفراد المجتمع الأندلسي، التي كانت تسعى جميعها من أجل تخفيف المعاناة وتسكين الأوجاع والاستشفاء من الأمراض المختلفة والمتنوعة التي اصابتهم في ذلك الوقت، ذلك ان مسألة العلاج من الامراض كانت باهظة الثمن في اغلب الاوقات ولا يقدر عليها الا المقتدرون مادياً، حيث لم تكن لدى السلطات الأندلسية خطط واجراءات مدروسة تجاه الأوبئة التي اصابتهم ولم تتدخل في أغلب الأوقات من أجل التخفيف عن العامة.

تأثير الأوبئة والأمراض وانعكاساتها على جوانب الحياة المختلفة:     

    مما لا شك فيه أن للأوبئة والأمراض أثار على جميع ميادين الحياة سواءً الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية وحتى الدينية، وعلى الرغم من عدم وجود ما يستدل به حول هذه الأثار إلا أنه يمكن الاستنتاج من النصوص المتوفرة في المصادرالتاريخية عن هذه الأثار.

    فقد خلّفت الأوبئة والأمراض المختلفة التي اصابت المجتمع الأندلسي خلال المدة المحددة بالدراسة، عدداً كبيراً من الضحايا، يصعب تقديم احصائية دقيقة عن أعدادهم في ظل غياب المعلومات من المصادر الأولية التي تكتفي بعبارات مقتضبة كأن تقول مثلاً: ((حتى كاد الخلق أن ينقرضوا)) ([84])، و((هلك فيها كثير من الناس)) ([85])، ((فهلك فيها من الناس ما لا يحصى عددهم)) ([86])، وغيرها([87]). وقد أدت الأوبئة ولا سيما وباء الطاعون إلى موت أعداد كبيرة من العلماء والفقهاء، فيقول ابن حيان: (( وعاث الموتان في هذه الازمنة فأودى بخلق من وجوه قرطبة وعلمائهم وخيارهم … قصر المؤرخون بيانهم لكثرتهم إلى من مات من اشكالهم ببلاد الأندلس البعيدة فمن لم يأخذه احصاء ولا أتقن عده)) ([88]).

       ويقدم لنا ابن خلدون أسماء من هلك من العلماء والفقهاء في وباء سنة 749هـ/1348م، من بينهم أبيه([89])، وقد كان لهذه الوفيات أثرها الكبير على الحياة الفكرية والعلمية . وتأثرت الحياة الاقتصادية أيضاً ،حيث وقوع الوباء في بلد ما أو مدينة ما قد يؤدي إلى فرض العزل الصحي على أهلها، فلا يتمكن أحد من دخولها أو الخروج منها ، وسيؤدي ذلك إلى تناقص الميرة في اسواق ذلك البلد أو تلك المدينة ، فترتفع الأسعار ويحصل الاحتكار وتحدث المجاعات، وتزداد الامور سوءًا، حتى بلغ قفيز القمح بالكيل القرطبي مثقال ذهب ([90]). وفضلاً عن ذلك فقد كان لهذه الأزمات أيضاً تأثيرها على العلاقات الاجتماعية كوقوع المشاكل بين الزوجين ومن ثم انفصالهما اذا ما اصيب أحدهما بمرض مزمن([91])،وما تتركه أيضاً من تأثيرات دينية وإبداء التقصير في بعض الواجبات الشرعية المفروضة على المجتمع المسلم([92])، فضلا عن التأثيرات النفسية الحادة كالرهبة والاشمئزاز من الذين اصابهم مرض ما ولا سيما الجذام([93])، وكذلك وقوفها حائلاً أمام تحقيق بعض الطموحات السياسية لبعض الملوك  والأمراء([94]).

الخاتمة : بعد الإنتهاء من هذه الدراسة يمكن تسجيل النتائج الآتية :

  1. إن مرض الفالج والجذام من أكثر الأمراض انتشاراً في الأندلس، ولقد عرف أهل الأندلس علاج الكثير من الأمراض إلا إن بعضها بقي عصياً عليهم لم يستطيعوا علاجه كالجذام.
  2. تسببت بعض الأمراض والأوبئة ولا سيما وباء الطاعون بقتل كثير من أبناء المجتمع الأندلسي، وفقهاءه وعلماءه لاسيما خلال عصر بني الأحمر بغرناطة.
  3. ان مسألة العلاج من الامراض كانت باهظة الثمن في اغلب الاوقات ولا يقدر عليها الا المقتدرون مادياً، حيث لم تكن لدى السلطات الأندلسية خطط واجراءات مدروسة تجاه الأوبئة التي اصابتهم ولم تتدخل في أغلب الأوقات من أجل التخفيف عن العامة، بل كان التدخل يتم بشكل فردي من قبل الحاكم وميسوري الحال.
  4. إن معظم الأوبئة والأمراض التي ضربت المجتمع الأندلسي خلال مدة الدراسة كانت بأسباب بعضها بشرية وأخرى طبيعية، وهي في كلا الحالتين كانت تترك أثاراً قوياً على مختلف نواحي الحياة في الأندلس.
  5. اوجد الأندلسيون الكثير من طرق العلاج من الأمراض والأوبئة التي اصابتهم،منها التداوي بالأدوية التي تعتمدعلى الاعشاب النباتية أو ما تعرف بالأدوية المفردة التي تؤخذ من مصدرها النباتي أوالحيواني أو المعدني، وكذلك التداوي بالأغذية التي توصف من قبل الصيادلة والعشابون وتكون مضادة للداء، فضلاً عن الاستشفاء بالعيون والينابيع التي تكون درجات حرارتها مختلفة وهي كثيرة ومنتشرة في بعض المدن الأندلسية كمدينة بلش، وفوق كل هذا كان هناك العزل الصحي الذي كان معروفاً ومتبعاً في الأندلس وبقية بلدان العالم الأسلامي، ولا سيما في اوقات وقوع أو حدوث الأمراض والأوبئة المعدية.

المصادر والمراجع المعتمدة:

اولاً: المصادر الاولية المطبوعة

  • ابن الابار، ابو عبدالله محمد بن عبدالله بن ابي بكر القضاعي (658هـ/1259م)
  • 1-    تحفة القادم، تحقيق: احسان عباس،( ط1، تونس، دار الغرب الاسلامي، 1986م).
  • الحلة السيراء، تحقيق: حسين مؤنس،( ط1، القاهرة، دار المعارف،د، ت).
  • ابن الاثير، عز الدين ابي الحسن علي بن ابي المكارم الشيباني ( ت: 630هـ/1232م)
  • الكامل في التاريخ، تحقيق:عمرعبدالسلام تدمري، (ط4، بيروت، دار الكتاب العربي، 1424هـ/2004م).
  • ابن ابي اصيبعة، ابو العباس احمد بن القاسم السعدي (ت:668هـ/1270م)

4- عيون الانباء في طبقات الاطباء، تحقيق: نزار رشيق،( بيروت، دار مكتبة الحياة، د، ت).

  • الانطاكي ، داؤود عمر (ت: 1008هـ/1599م)

5-  بغية المحتاج في المجرب من العلاج،(ط1، بيروت، دار الفكر، 1421هـ/2001م.

  • ابن بسام، ابوالحسن الشنتريني(ت: 542هـ/1147م)

6- الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة، تحقيق: احسان عباس،(ط1، ليبيا- تونس، الدار العربية للكتاب، 1979م).

  • البستاني ، بطرس بن بولس بن عبدالله (ت : 1300هـ/1883م)

7-   محيط المحيط، قاموس مطول للغة العربية،( بيروت – لبنان، 1987م).

  • ابن بشكوال، خلف بن عبدالله بن مسعود (ت: 578هـ/1191م)
  • كتاب الصلة في تاريخ ائمة الاندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، حققه وضبط نصه وعلق عليه: بشار عواد معروف،( ط1، تونس، دار الغرب الاسلامي، د، ت).
  • أبن البيطار، ضياء الدين ابي محمد الاندلسي المالقي المعروف (ت:646هـ/1248م)

9- الجامع لمفردات الادوية والاغذية،( بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية،د،ت).

  • التلمساني، ابو زكريا يحيى بن موسى (ت : 883هـ/1429م)

10- الدرر المكنونة في نوازل مازونة، مخطوط المكتبة الوطنية،( الجزائر، د،ت)،  ، مج1 رقم 1335.

  • ابن الجزري، شمس الدين ابو الخير محمد بن محمد ( ت: 833هـ/ 1429م)
  • 11-   غاية النهاية في طبقات القراء، عني بنشره: ج برجستر اسر،( ط1، مصر، مكتبة الخانجي، 1932م).
  • الجوهري، اسماعيل بن حماد (ت:393هـ/1002م)
  • الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: احمد عبد الغفار،(ط4، بيروت، دار العلم للملايين، د،ت)
  • ابن حيان، ابو مروان حيان بن خلف القرطبي( ت: 469هـ/1079م)

13- المقتبس في أخبار بلد الأندلس(قطعة تؤرخ للسنوات الثلاثين الأولى من عهد عبد الرحمن الناصر)،اعتنى بنشرها: شالميتا بالتعاون لضبطه وتحقيقه مع فرناندو كورنيطي ومحمود صبح وغيرهما،(مدريد والرباط – المعهد الأسباني العربي للثقافة بكلية الآداب، 1979م).

  • ابن خاتمة ، احمد بن علي الانصاري (ت: بعد 770هـ/1369م)

14 – تحصيل غرض القاصد في تفصيل مرض الوافد، نشر ضمن كتاب الطب والاطباء   في الاندلس لحمد العربي الخطابي،( ط1، بيروت، دار الغرب الاسلامي،1988م).

  • ابن الخطيب، محمد بن عبدالله السلماني المعروف بلسان الدين (ت: 776هـ/1374م)

15- الاحاطة في اخبار غرناطة، تحقيق: يوسف علي الطويل،( ط1، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، 2003م).

16- مقنعة السائل عن المرض الهائل،( المانيا- فرانكورت، منشورات معهد العلوم العربية الاسلامية، 1417هـ/1997م).

17- الوصول لحفظ الصحة في الفصول، مخطوط الخزانة الحسنية،( الرباط، د،ت)، تحت رقم 77.

18- مثلي الطريقة في ذم الوثيقة،( المحمدية، مطبعة فضالة،د،ت).

  • ابن خلدون ،ابو زيد عبد الرحمن الحضرمي الاشبيلي(ت: 808هـ/  1406م )

19- تاريخ ابن خلدون المسمى بــ كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والبربر والعجم ومن عاصرهم من ذوي الشأن الاكبر، ضبط المتن ووضع حواشيه والفهارس: خليل شحادة، مراجعة: سهيل زكار،( دمشق، دار الفكر، د، ت).

20- المقدمة، تحقيق: محمد الاسكندراني،(ط1، بيروت،داالكتاب العربي، 1427هـ/2006م).

  • ابن دريد، ابو بكر محمد بن الحسين (ت: 321هـ/932م)

21- جمهرة اللغة، تحقيق وتقديم: رمزي منير بعلبكي،( ط1،بيروت، 1978م).

  •  الرازي، ابو بكر محمد بن يحيى بن زكريا (311هـ/923م)

22- المدخل الى صناعة الطب، (سلمنقة، المعهد الاسباني العربي،د، ت).

  • ابن رشد، ابو الوليد محمد بن احمد(ت: 595هـ/1199م)
  •  فتاوى ابن رشد، تقديم وتحقيق وجمع وتعليق: المختار بن الطاهر التليلي،( ط1، بيروت-لبنان، دار الغرب الاسلامي1407هـ/1987م).
  • 24-  الكليات في الطب، تحقيق وتعليق: احمد فريد المزيدي ( بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية‘ 1986م).
  • ابو الريحان محمد البيروني( ت: 439هـ/ 1048م)
  • 25-  الصيدلة في الطب، تحقيق وتقديم : عباس زرياب،( ط1، تهران، مركز نشر دانشكاهي، 1440هـ / 2019م).
  • الزبيدي ، محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني (ت: 1205هـ/1791م)

26- تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مجموعة من المحققين،( د،م، دار الهدية، د،ت)

  • ابن زهر ، ابو مروان بن ابي العلاء بن عبد الملك (ت: 525هـ/11130م)
  • 27-  كتاب الاغذية، تحقيق: اكييراتيون غاريتا،( مدريد، المعهد الاعلى للإبحاث العلمية، معهد التعاون مع العالم الاسلامي، د، ت).
  •  التيسير في المداواة والتدبير، تحقيق: ميشيل الخوري، تقديم: محي الدين صابر،( دمشق، دار الفكر، منشورات المنظمة العربية للتربية  والثقافة والعلوم ،1403هـ/1983م).
  • بن ابي زرع،  ابو الحسن علي بن عبدالله (كان حياً قبل 726هـ/1326م)

29- الانيس المطرب بروض القرطاس في اخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، اعتنى بتصحيحه وطبعه وترجمته: كارل يسوحن تورنبرغ، طبع بمدينة اوبسالة بدار الطباعة المدرسية، د، ت).

  • الزبيدي، محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني (ت: 1205هـ/1791م)
  • 30     – تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق:مجموعة من المحققين،( د،م، دار الهدايا، د، ت).
  • ابن سينا ، الشيخ الرئيس ابي علي الحسين علي (ت: 428هـ/1036م)

31- القانون في الطب، وضع حواشيه: محمد امين الضناوي،( ط1، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، 1999م).

  • ابن صاحب الصلاة، عبد الملك ( ت:594هـ/1198م)

32- المن بالامامة: تاريخ المغرب والاندلس في عهد الموحدين، تحقيق: عبد الهادي التازي،( ط3، لبنان- بيروت، دار الغرب الاسلامي، 1987م)

  • ابن عذاري المراكشي، ابو عبدالله محمد (كان حياً سنة 712هـ/1313م)

33- البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب، تحقيق: ج.س كولان وليفي بروفنسال،(ط2 بيروت- لبنان، دار الثقافة،1982م).

  • الفيروز ابادي ، مجد الدين محمد بن يعقوب (ت: 817هـ/1415م)

34- القاموس المحيط ، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسوسي،( ط8،  بيروت – لبنان ، مؤسسة الرسالة ، 1426هـ/2005م).

  • ابن القطان المراكشي، ابو محمد حسن (ت: بعد 750هـ/1349م)

35- نظم الجمان لترتيب ما سلف من اخبار الزمان، دراسة وتحقيق: محمود علي مكي،(ط1، تونس، دار الغرب الاسلامي، 1990م)

  • القلقشندي، ابو العباس احمد بن عبدالله (ت: 821هـ/1418م)

36- صبح الاعشى في صناعة الانشا، تحقيق: يوسف علي الطويل،( ط1، دمشق، دار الفكر، 1987م).

  • ابن مرزوق، ابو عبدالله محمد التلمساني الخطيب ( ت : 781هـ/  1379م)

37- المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولاي ابي الحسن، تحقيق: ماريا خيسوس بيغيرا،( الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1401هـ/ 1981م).

  • المقريزي، تقي الدين ابي العباس احمد بن علي ا (ت: 845هـ/1441م)

38- السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ( ط1، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية،1418هـ/1997م).

  • المقدسي، شمس الدين ابي عبدالله محمد بن احمد(ت: 375هـ/985م)

39- احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، تحقيق: غازي طليمات،( دمشق، د،ت).

  • المقري، شمس الدين أحمد بن محمد التلمساني (ت: 1041هـ/1632م).

40- ازهار الرياض في اخبار القاضي عياض، اعيد طبعه تحت اشراف اللجنة المشتركة لنشر التراث الاسلامي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة الامارات العربية المتحدة، (د، ت).

  •  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، تحقيق: إحسان عباس، (بيروت – دار صادر للطباعة والنشر، 1997م).
  • مجهول، مؤلف (ق13هـ/19م)

42- رسالة في الطاعون، (الرياض، مكتبة الملك سعود، قسم المخطوطات، ، د، ت)، تحت رقم 7937

  • مجهول، مؤلف
  • ذكر بلاد الأندلس، تحقيق وترجمة: لويس مولينا، (مدريد – المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، معهد ميغيل اسين، 1983م)
  • الملطي الحنفي، عبد الباسط بن خليل (ت : 920هـ/1514م)

44- الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم، (المانيا، معهد تاريخ العلوم العربية والاسلامية- جامعة فرانكفورت،1414هـ/1994م) .

  • ابن منظور، جمال الدين ابي الفضل محمد بن مكرم (ت: 711هـ/1311م)

45- لسان العرب المحيط،(ط1، بيروت، دار صادر،د،ت)

  • النباهي، ابوالحسن بن عبدالله بن الحسن المالقي الاندلسي(ت: بعد 793هـ/1390م)

46- تاريخ قضاة الاندلس، تحقيق: لجنة احياء التراث العربي في دار الافاق الجديدة،(ط5، بيروت- لبنان، 1983م).

  • ابن وافد، ابو المطرف عبد الرحمن بن محمد الاندلسي (ت:460هـ/1069م)

47- كتاب الادوية المفردة، دراسة وتحقيق: لويزت فيرناندة،غبري دي كرثر،( اسبانيا، المجلس الاعلى للابحاث العلمية، الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، 1995م).

ثانياً: المراجع الثانوية:

  • الزركلي، خيرالدين
  • الاعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، ( ط15، بيروت- لبنان، دار العلم للملايين، 2002م) .
  • عبد الحميد، احمد مختار
  • معجم اللغة العربية المعاصر،( ط1، بيروت، عالم الكتب، 2008م).
  • عنان ، محمد عبدالله
  • 3-    موسوعة دولة الاسلام في الاندلس( عصر المرابطين والموحدين)، (ط4، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1997).

ثالثاً: الدوريات:

  • ابن عبدالله عبد العزيز
  • 1-   ” العربية لغة العلم والحضارة “، مجلة المؤرخ العربي، العدد 19، د،ت.
  • بلعربي، خالد
  •  المجاعات والاوبئة بتلمسان في العهد الزياني(698-845هـ/1299-1442م)، دورية كان   التاريخية، العدد4، الجزائر، 2009.
  • يماني، رشيد
  • تداعيات وباء منتصف القرن الثامن الهجري على الحياة الفكرية في مملكة غرناطة، المجلة الجزائرية للبحوث والدراسات التاريخية المتوسطية، العدد2، تلمسان، 2015.

[1])) اسماعيل بن حماد الجوهري (ت:393هـ/1002م)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: احمد عبد الغفار،(ط4، بيروت، دار العلم للملايين، د،ت)، ج1، ص91؛ جمال الدين ابي الفضل محمد بن مكرم بن منظور(ت: 711هـ/1311م)، لسان العرب المحيط،(ط1، بيروت، دار صادر،د،ت) ،ج1،ص 189؛ ابو بكر محمدبن الحسين بن دريد(ت: 321هـ/932م)، جمهرة اللغة، تحقيق وتقديم: رمزي منير بعلبكي،( ط1،بيروت،

[2])) محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي (ت: 1205هـ/1791م)، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مجموعة من المحققين،( د،م، دار الهدية، د،ت)،ج1،ص478.

[3])) ابن منظور، لسان العرب،ج9،ص 18.

[4])) احمد بن علي الانصاري ابن خاتمة (ت: بعد 770هـ/1369م)، تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد، نشر ضمن كتاب الطب والاطباء في الاندلس لحمد العربي الخطابي،( ط1، بيروت، دار الغرب الاسلامي،1988م)، ج2،ص 162.

[5])) الشيخ الرئيس ابي علي الحسين علي بن سينا (ت: 428هـ/1036م)، القانون في الطب، وضع حواشيه: محمد امين الضناوي،( ط1، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، 1999م)، ج1، ص125.

[6])) الزبيدي، تاج العروس،ج1، ص478.

[7])) ابو مروان بن ابي العلاء بن عبد الملك بن زهر (ت: 525هـ/11130م)، كتاب الاغذية، تحقيق: اكييراتيون غاريتا،( مدريد، المعهد الاعلى للابحاث العلمية، معهد التعاون مع العالم الاسلامي، د،ت)، ص143.

[8])) ابن خاتمة، تحصيل غرض القاصد، ص 162.

[9])) الجوهري، الصحاح ، ج4، ص243،ج2، ص404؛ ابن منظور، لسان العرب،ج7، ص231

[10])) ابن منظور، لسان العرب، ج7، ص223.

[11])) بطرس بن بولس بن عبدالله البستاني (ت : 1300هـ/1883م)، محيط المحيط، قاموس مطول للغة العربية،( بيروت – لبنان، 1987م)، ص 846.

[12])) ابن سينا، القانون في الطب، ج1، ص 103.

[13])) ابو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (311هـ/923م)، المدخل الى صناعة الطب، (سلمنقة، المعهد الاسباني العربي،د،ت)، ص 116.

[14])) خلف بن عبدالله بن مسعود بن بشكوال (ت: 578هـ/1191م)، كتاب الصلة في تاريخ ائمة الاندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، حققه وضبط نصه وعلق عليه: بشار عواد معروف،( ط1، تونس، دار الغرب الاسلامي، د،ت)، ج1 ، ص54.

[15])) مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي (ت: 817هـ/1415م)، القاموس المحيط ، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف: محمد نعيم العرقسوسي،( ط8،  بيروت – لبنان ، مؤسسة الرسالة ، 1426هـ/2005م)، ج1 ، ص69.

[16])) ابو عبدالله محمد بن عذاري المراكشي (كان حياً سنة 712هـ/1313م)، البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب، تحقيق: ج.س كولان وليفي بروفنسال،(ط2 بيروت- لبنان، دار الثقافة،1982م) ، ج1، ص54.

[17])) ابو محمد حسن بن القطان المراكشي(ت: بعد 750هـ/1349م)، نظم الجمان لترتيب ما سلف من اخبار الزمان، دراسة وتحقيق: محمود علي مكي،(ط1، تونس، دار الغرب الاسلامي، 1990م) ، ص 226

[18])) ابن عذاري، البيان المغرب: ج1، ص133.

[19])) ابن القطان، نظم الجمان، ص217.

[20]))  ابو الحسن علي بن عبدالله بن ابي زرع، (كان حياً قبل 726هـ/1326م)، الانيس المطرب بروض القرطاس في اخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، اعتنى بتصحيحه وطبعه وترجمته: كارل يسوحن تورنبرغ، طبع بمدينة اوبسالة بدار الطباعة المدرسية، د،ت)، ص 178.

[21])) ابن عذاري، البيان المغرب، ج1، ص134؛ ابو زيد عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي الاشبيلي(ت: 808هـ/  1406م )، تاريخ ابن خلدون المسمى بــ كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والبربر والعجم ومن عاصرهم من ذوي الشأن الاكبر، ضبط المتن ووضع حواشيه والفهارس: خليل شحادة، مراجعة: سهيل زكار،( دمشق، دار الفكر، د، ت)، ج6، ص240؛ محمد عبدالله عنان، موسوعة دولة الاسلام في الاندلس( عصر المرابطين والموحدين)، (ط4، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1997)، ج4، ص94.

[22])) ابو عبدالله محمد بن عبدالله بن ابي بكر القضاعي ابن الابار(658هـ/1259م)، تحفة القادم، تحقيق: احسان عباس،( ط1، تونس، دار الغرب الاسلامي، 1986م)، ص15.

[23])) ابن الابار، تحفة القادم، ص15.

[24])) السلاوي الناصري، الاستقصا، ج1، ص210.

[25])) السلاوي الناصري، الاستقصا، ج1، ص210

[26])) عبد الملك بن صاحب الصلاة ( ت:594هـ/1198م)، المن بالامامة: تاريخ المغرب والاندلس في عهد الموحدين، تحقيق: عبد الهادي التازي،( ط3، لبنان- بيروت، دار الغرب الاسلامي، 1987م)، ص309.

[27])) ابن ابي زرع، الانيس المطرب، ص 183.

[28])) السلاوي الناصري، الاستقصا، ج2، ص44.

[29])) السلاوي الناصري، الاستقصا، ج2، ص44.

[30])) تقي الدين ابي العباس احمد بن علي المقريزي (ت: 845هـ/1441م)، السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ( ط1، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية،1418هـ/1997م)، ج4، ص 80.

[31])) المقريزي، السلوك، ج4، ص80.

[32])) المقريزي، السلوك، ج4، ص80.

[33])) المقريزي، السلوك، ج4، ص81.

[34])) للتفاصيل ينظر: المقريزي، السلوك، ج4، ص87 وما بعدها.

[35])) نشر ضمن كتاب الطب والاطباء في الاندلس لمحمد العربي الخطابي،(ط1،بيروت،دار الغرب الاسلامي،1988م)، ج2، ص153.

[36])) محمد بن عبدالله السلماني المعروف بلسان الدين بن الخطيب (ت: 776هـ/1374م)، الاحاطة في اخبار غرناطة، تحقيق: يوسف علي الطويل،( ط1، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، 2003م)، ج4، ص224.

[37]))  ابن الخطيب، الاحاطة، ج2، ص55 ، ج3، ص142،

[38])) بن خلدون، العبر، ج7، ص 284؛ ابو العباس احمد بن عبداله القلقشندي(ت: 821هـ/1418م)، صبح الاعشى في صناعة الانشا، تحقيق: يوسف علي الطويل،( ط1، دمشق، دار الفكر، 1987م)، ج5، ص259

[39])) ابوالحسن بن عبدالله بن الحسن النباهي المالقي الاندلسي (ت: بعد 793هـ/1390م)، تاريخ قضاة الاندلس، تحقيق: لجنة احياء التراث العربي في دار الافاق الجديدة،(ط5، بيروت- لبنان، 1983م)، ج1، ص148.

[40])) السلوك،ج4، ص83.

[41])) العبر، ج1، ص33.

[42])) العبر، ج1 ، ص33.

[43])) ابن الخطيب، الاحاطة، ج1، ص62، ج2، ص85،ج3،ص127، 178،183، ج4، ص145،221؛ ابن خلدون، العبر،ج7، ص248،331،395؛ المقري، نفح الطيب،ج5،ص236،238.

[44])) خيرالدين الزركلي،الاعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، ( ط15، بيروت- لبنان، دار العلم للملايين، 2002م)، ج7، ص204؛ عنان، دولة الاسلام في الاندلس، ج5، ص130.

[45])) عبد العزيز بن عبدالله، “العربية لغة العلم والحضارة “، مجلة المؤرخ العربي، العدد 19، د،ت، ص 4285.

[46])) الخطابي، الطب والاطباء في الاندلس، ج2، ص150 وما بعدها.

[47])) بن عبدالله ، العربية لغة العلم والحضارة، ص64.

[48])) الخطابي، الطب والاطباء في الاندلس، ج2، ص155.

[49])) القلقشندي، صبح الاعشى ، ج5، ص299

[50])) شمس الدين ابو الخير محمد بن محمد بن الجزري( ت: 833هـ/ 1429م) ، غاية النهاية في طبقات القراء، عني بنشره: ج برجستر اسر،( ط1، مصر، مكتبة الخانجي، 1932م)، ص38.

[51])) شمس الدين أحمد بن محمد التلمساني المقري (ت: 1041هـ/1632م)، ازهار الرياض في اخبار القاضي عياض، اعيد طبعه تحت اشراف اللجنة المشتركة لنشر التراث الاسلامي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة الامارات العربية المتحدة، (د، ت) ص35-39.

[52])) ابن سينا، القانون في الطب،ج2، ص 136.

[53])) ابو الوليد محمد بن احمد ابن رشد (ت: 595هـ/1199م) ، الكليات في الطب، تحقيق وتعليق: احمد فريد المزيدي ( بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية‘ 1986م)، ص230؛ ابن سينا، القانون في الطب، ج3، ص188.

([54]) ابو عبدالله محمد بن عبدالله بن ابي بكر القضاعي ابن الابار، (ت: 658هـ/1259م)، الحلة السيراء، تحقيق: حسين مؤنس،( ط1، القاهرة، دار المعارف، د،ت)،ج2، ص20

[55])) احمد مختار عبد الحميد، معجم اللغة العربية المعاصر،( ط1، بيروت، عالم الكتب، 2008م)، ج3، ص2040.

[56])) عبد الحميد، معجم اللغة العربية المعاصر، ج2،1378

[57])) الفيروز ابادي، القاموس المحيط، ج1، ص 1609؛ محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي(ت: 1205هـ/1791م)، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مجموعة من المحققين،( د،م، دار الهدايا، د، ت)، ج39،ص130.

[58])) ابو العباس احمد بن القاسم السعدي ابن ابي اصيبعة (ت:668هـ/1270م)، عيون الانباء في طبقات الاطباء، تحقيق: نزار رشيق،( بيروت، دار مكتبة الحياة، د، ت)، ص 479

[59])) ضياء الدين ابي محمد الاندلسي المالقي المعروف بأبن البيطار(ت:646هـ/1248م)، الجامع لمفردات الادوية والاغذية،( بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية،د،ت)، ج1، ص10، 40.

[60])) ابو العباس احمد بن القاسم السعدي ابن ابي اصيبعة (ت:668هـ/1270م)، عيون الانباء في طبقات الاطباء، تحقيق: نزار رشيق،( بيروت، دار مكتبة الحياة، د، ت)، ص 479.

[61])) شمس الدين ابي عبدالله محمد بن احمد المقدسي(ت: 375هـ/985م)،احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، تحقيق: غازي طليمات،( دمشق، د،ت)، ص 256.

[62])) ابو الحسن بن بسام الشنتريني(ت: 542هـ/1147م)، الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة، تحقيق:احسان عباس،(ط1، ليبيا- تونس، الدار العربية للكتاب، 1979م)،ج1، ص58،ج7،ص328؛ ابن الابار، الحلة السيراء، ج2، ص364،117؛ المقري، نفح الطيب، ج2، ص509؛ ابن ابي اصيبعة، عيون الانباء، ص  530؛ ابن بشكوال، كتاب الصلة، مج 1، ص162،122،109،91،57.

[63])) رشيد يماني، تداعيات وباء منتصف القرن الثامن الهجري على الحياة الفكرية في مملكة غرناطة، المجلة الجزائرية للبحوث والدراسات التاريخية المتوسطية، العدد2، تلمسان، 2015، ص57.

[64])) خالد بلعربي،المجاعات والاوبئة بتلمسان في العهد الزياني(698-845هـ/1299-1442م)، دورية كان التاريخية، العدد4، الجزائر، 2009، ص21.

[65])) يماني، تداعيات، ص 49

[66])) لم يقتصر تأثير الاوبئة على الاندلس خلال هذه الفترة على الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحسب بل تعداه الى الحياة الفكرية ايضاً مما نتج عنها خسائر في اصحاب العلم ، فكفت ايدي العلماء عن الكتابة والتأليف والابداع العلمي. ينظر: يماني، تداعيات، ص 49.

[67])) بلعربي، المجاعات والأوبئة، ص22.

[68])) ابن زهر، كتاب الاغذية، ص 143.

[69])) ابن زهر، ابو مروان بن ابي العلاء بن عبد الملك (ت: 525هـ/11130م)،التيسير في المداواة والتدبير، تحقيق: ميشيل الخوري، تقديم: محي الدين صابر،( دمشق، دار الفكر، منشورات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،1403هـ/1983م) ، ص450؛ داؤود عمر الانطاكي(ت: 1008هـ/1599م)، بغية المحتاج في المجرب من العلاج،(ط1، بيروت، دار الفكر، 1421هـ/2001م)، ص333.

[70])) ابن زهر، كتاب الاغذية، ص 144- 145؛ التيسير، ص453؛ ابن خاتمة، تحصيل غرض القاصد، ص171.

[71])) المقدمة، تحقيق: محمد الاسكندراني،( ط1، بيروت، دار الكتاب العربي، 1427هـ/2006م)، ص282.

[72])) ابن زهر، التيسير، ص 454- 456،458 .

[73])) ابن خاتمة غرض القاصد ، تحصيل، ص170.

[74])) ابن زهر، تيسير، ص459؛ كتاب الاغذية، ص145؛ ابن خاتمة، تحصيل غرض القاصد، ص1717؛ ابن خلدون ، المقدمة، ص282؛ الانطالكي، بغية المحتاج، ص333.

[75])) ابن الخطيب، مقنعة السائل عن المرض الهائل،( المانيا- فرانكورت، منشورات معهد العلوم العربية الاسلامية، 1417هـ/1997م)،مج 93، ص38.

[76])) ابو المطرف عبد الرحمن بن محمد الاندلسي بن وافد(ت:460هـ/1069م)، كتاب الادوية المفردة، دراسة وتحقيق: لويزت فيرناندة،غبري دي كرثر،( اسبانيا، المجلس الاعلى للابحاث العلمية، الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، 1995م)، ص17.

[77]))  ابو الريحان محمد البيروني( ت: 439هـ/ 1048م)، الصيدلة في الطب، تحقيق وتقديم : عباس زرياب،( ط1، تهران، مركز نشر دانشكاهي، 1440هـ / 2019م)، ص 7،3.

[78])) مؤلف مجهول(ق13هـ/19م)، رسالة في الطاعون، (الرياض، مكتبة الملك سعود، قسم المخطوطات، ، د، ت)، تحت رقم 7937 ورقة 3 ب.

[79])) ابن الخطيب، الوصول لحفظ الصحة في الفصول، مخطوط الخزانة الحسنية،( الرباط، د،ت)، تحت رقم 77، ورقة 125.

[80])) ابن رشد القرطبي، الكليات، ص350.

[81])) ابن الخطيب، الوصول، ص126.

[82])) لسان الدين بن الخطيب، مثلي الطريقة في ذم الوثيقة،( المحمدية، مطبعة فضالة،د،ت)، ص21.

[83])) ابن رشد، فتاوى ابن رشد، تقديم وتحقيق وجمع وتعليق: المختار بن الطاهر التليلي،( ط1، بيروت-لبنان، دار الغرب الاسلامي1407هـ/1987م)، ج2،ص884.

[84])) ابن عذاري، البيان المغرب، ج1، ص37.

[85])) عز الدين ابي الحسن علي بن ابي الكرم الشيباني ابن الاثير( ت: 630هـ/1232م)، الكامل في التاريخ،  تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، (ط4، بيروت، دار الكتاب العربي، 1424هـ/2004م)، ج3، ص290.

[86])) مؤلف مجهول، ذكر بلاد الأندلس، تحقيق وترجمة: لويس مولينا، (مدريد – المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، معهد ميغيل اسين، 1983م) ، ص156

[87])) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص167-168؛ ابن ابي زرع، الانيس المطرب، ص60، 62.

([88]) ابو مروان حيان بن خلف بن حيان القرطبي( ت: 469هـ/1079م)، المقتبس في أخبار بلد الأندلس (قطعة   تؤرخ للسنوات الثلاثين الأولى من عهد عبد الرحمن الناصر)، اعتنى بنشرها: شالميتا بالتعاون لضبطه وتحقيقه مع فرناندو كورنيطي ومحمود صبح وغيرهما، (مدريد والرباط – المعهد الأسباني العربي للثقافة بكلية الآداب، 1979م)، ص110.

[89])) العبر، ج7،ص 331،298،295،248.

[90])) ابن عذاري، البيان المغرب، ج1، ص173.

[91])) ابو زكريا يحيى بن موسى التلمساني(ت : 883هـ/1429م)، الدرر المكنونة في نوازل مازونة، مخطوط المكتبة الوطنية،( الجزائر، د،ت)،  ، مج1 رقم 1335، ص263.

[92]))  ابو زكريا التلمساني، الدرر المكنونة، مج1، ص62،64.

[93])) عبد الباسط بن خليل الملطي الحنفي(ت : 920هـ/1514م)، الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم، (المانيا، معهد تاريخ العلوم العربية والاسلامية- جامعة فرانكفورت،1414هـ/1994م) ، ص29..

[94]))  ابو عبدالله محمد التلمساني الخطيب ابن مرزوق ( ت : 781هـ/  1379م) ، المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولاي ابي الحسن، تحقيق: ماريا خيسوس بيغيرا،( الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1401هـ/ 1981م)، ص261-267.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *