نوفمبر 23, 2024 4:33 ص
17

م. د. مريم مجيد عبد الله

وزارة التربية، مديرية تربية بغداد الكرخ الثالثة/ ثانوية غانم حمودات

Maryam71majeed@gmail.com

009647505957529

أ. م. د. عبد الهادي محمود الزيدي

جامعة بغداد / كلية العلوم الإسلامية

abdulhadialzaidi@yahoo.com

009647806003539

الملخص

تكمن مشكلة بحث ((اضرار المخدرات أسبابها ونتائجها وعلاجها)) في تسليط الضوء على أضرار المخدرات، كونها مشكلة عالمية، ذات اثر بالغ الخطورة على المجتمعات التي أبتلية به لضررها الفادح من الناحية الصحية، والاجتماعية والاقتصادية؛ للخطر الحقيقي الذي يتسبب في المدمن من تحطيم نفسه بانحطاط كرامته، وهدم وتفكك لأسرته التي يعيلها او تعيله، كون المدمن عالة على أسرته، وباختياره للإدمان فهو يعد عنصراً غير منتج أو فعال في المجتمع لذا جاء هذا البحث ليبين مفهوم الإدمان، واسبابه، واضراره وطرق علاجه.

 

Drug damage causes, consequences and treatment

Dr. Maryam Majeed Abdullah

Ministry of Education, Directorate of Education of Baghdad Al-Karkh3 / Ghanem Hamoudat High School

for Distinguished Students

Dr. Abdul Hadi Mahmoud al-Zaidi

University of Baghdad / College of Islamic Sciences

 

Abstract

The research problem ((Drug damage causes, consequences and treatment)) lies in shedding light on the harms of drugs, as it is a global problem, with a very serious impact on the societies that have been afflicted by it due to its severe harm in terms of health, social and economic. The real danger that causes the addict to destroy himself by the degradation of his dignity, and the demolition and disintegration of the family that he or she supports, The addict is dependent on his family, and by choosing addiction he is considered an unproductive or effective element in society, so this research came to explain the concept of addiction, its causes, damages and methods of treatment.

 

المقدمة

الحمد لله العلي العظيم الذي علمنا وهدانا والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعينr واله وسلم تسليماً كثيراً وبعد…

مشكلة البحث:

انتشار تعاطي المخدرات، التي تؤثر على سلوك الفرد وعدم القدرة على التحكم في تصرفاته ولهذا الامر خطر كبير لأنه؛ يجعل متعاطيه يفقد عقله، ويتحول من أنسان الى حيوان بجسد انسان،  والآثار الجانبية التي تسببها  تصرفات متعاطي المخدرات على المجتمع من حولهم.

أهمية البحث:

تأتي أهمية بحث ((اضرار المخدرات أسبابها ونتائجها وعلاجها)) لمحاولة لرفع القدرات العلمية، والمعرفية، والأخلاقية، والمهارية، للشباب بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام  للابتعاد عن التورط في تعاطي المخدرات وحمايتهم من خطورتها، بزيادة الوعي لديهم من اضرار ما يستجد في الوقت الحالي بالابتعاد عن التقليد الاعمى الوافد الى مجتمعنا الإسلامي من الأفكار الغريبة بتسليط الضوء على الأسباب التي تؤدي الى الادمان الذي يتسبب في مشاكل جسدية، ونفسية كبيرة تصل به الى فقد حياته.

هدف البحث:                                                         

يهدف البحث الى هدفين :

الهدف الأول: التعرف على أسباب زيادة تعاطي المخدرات.

الهدف الثاني: محاولة الوصول الى حلول  جذرية تقلل، وتقضي على تعاطي المخدرات.

حدود البحث ومجتمع الدراسة:

يقتصر البحث الحالي على مجتمع توضيح مشكلة تعاطي المخدرات بالعراق بشكل خاص والذي يمثل عينة البحث.

منهجية البحث:

اعتمد الباحثان في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي من حيث وصف الظاهرة ثم البحث في الاسباب والنتائج.

 الدراسات السابقة:

لم تكن دراستنا هذه الأولى لبحث هذا الموضوع، ولكن لأهميتها قمنا بدراسة الموضوع مع مراجعة الدراستين السابقتين:

  • الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية، أ. د. محمد حمدي حجاز. جامعة دمشق- كلية التربية- قسم علم النفس وأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض، مجلة الفكر الشرطي -المجلد الثاني عشر- العدد(45) سنة2003.

ملخص الدراسة: الذي يؤكد في دراسته على أن السلوك البشري المتأثر بالعوامل الثقافية، والاجتماعية هو من ابرز أسباب السلوك الإدماني. كما أكد في نفس الدراسة على أن التربية بطريقة محددة، والصفات الوراثية، والصفات الشخصية، والثقافية هي من أبرز أسباب الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية.

  • الإدمان على الخمر والمخدرات، أ. د. مكي دردوس. كلية الحقوق جامعة منتوري. عدد18. ديسمبر.2002. قسطنطينية-الجزائر.

ملخص الدراسة: الذي يؤكد في دراسته على أن الإدمان سلوك مكتسب يمكن للفرد أن يتجنبه، كما أكد في نفس الدراسة على أن البطالة أهم أسباب الإدمان.

خطة البحث: شمل البحث على مقدمة وثلاثة مباحث، فكان المبحث الاول: في ماهية المخدرات من النواحي كافة، وتناول المبحث الثاني أضرار المخدرات، وكان المبحث الثالث: دراسة عملية من خلال استبانة أظهرت أضرار وأسباب تعاطي المخدرات وتحليل نتائجها ببرنامج اكسل، وأنهينا البحث بخاتمة شملت خلاصة ما توصلنا اليه بشكل نتائج وتوصيات، وحاولنا الالمام بالموضوع عن طريق البحث الموسع بالمعلومة الصحيحة.

الكلمات المفتاحية: مفهوم المخدرات، الحكم الشرعي للمخدر، اضرار المخدر، أسباب الإدمان المخدر، نتائج ادمان المخدر.

المبحث الأول

مفهوم المخدرات واسبابها وحكم الشريعة الإسلامية

المطلب الأول: المعنى اللغوي والاصطلاحي لمفهوم المخٍدرات.

أولاً: المخِدرات لغة استترت، والخادر: المتحير، والخادر والخدور من الدواب وغيرها: المتخلف الذي لم يلحق، وقد خدر. وخدرت الظبية خدرا: تخلفت عن القطيع مثل خذلت، والخدور من الظباء والإبل: المتخلفة عن القطيع، ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر العقل وتغيبه، وأن لفظة (المخِدرات) مشتقة من المخْدر أي مستْر يَمّد للجارية في ناحية البيت(ابن منظور،1994،ص.4/233).

والمخَدر: تشير الى الظلمة، والخدرة: حالكة الظلام، ومنه صفة المخادر: وتعني الكسلان، ويمكن أن يكون المخِدر دواء أو شراباً، ويصاحبه فتور وكسل ينتاب شاربه، وكلمة خدارت: جمع مخّدر خدوٌر، وأخدر فهو خادر ومخدر إذا كان في خدره وهو بيته وقد تقدم قريبا، والعرين الأسد، أي وأخدر العرين الأسد ويعني به بيته: ستره وواراه فهو مخدر، على صيغة اسم المفعول، أي قد أخدره العرين ومخدر على صيغة.(الزيدي،2001،ص.6/334).

ثانياً: المخدرات اصطلاحاً: مفردها مخدر وهي كل مادة تسبب فقد الوعي بدرجات مختلفة كالبنج، والافيون، والحشيش وغيره.(معلوف،1960،ص.377).وهي مسكرة أو مفترة، بعضها طبيعية وبعضها الآخر مواد مستحضرة كيميائياَ، تؤثر على العقل بنسب متفاوتة، وتعاطيها يسبب الإدمان، ويؤدي الى تسمم في الجهاز العصبي، وبهذا تسبب ضرراً للفرد وللمجتمع، ويحظر التعامل بها أو زراعتها، أو صناعتها خارج نطاق القانون، ومما لا يخالف شريعتنا الإسلامية الغراء.

ونجد في هذا التعريف نوع من الاحاطة والشمول لكي يكون تعريفا ناجحا وعلميا، ومع ذلك وربما لخطورة موضوع المخدرات نفسه حاولت جهات عدة تعريفها من زاويتها، وسنحاول هنا المرور على بعضها لزيادة المعرفة بالموضوع.

اما مفهوم المخِدرات من الجانب الاجتماعي: فتشمل أي مادة طبيعية أو صناعية أو كيميائية يحتمل إنها تقود الى الاعتياد ومن ثم الادمان، أو قد تسبب نوعاً من الخمول والكسل والاسترخاء، أو عكس ذلك من فرط حركة غريب أ وانتباه غير عادي أو ربما هلوسة، واذا امتنع عنها، فقد يكون ذلك سبباً لبروز علامات مرضية نفسية وجسدية كبيرة ومؤثرة على الفرد والمجتمع. كما تعرف أيضا: بكونها مواد تقود متعاطيها، الى السلوك الغريب والشاذ، ولذلك ينظر اليها أنها مواد مشتتة للعقل، مسببة سلوكا شاذاً .(فريدة،2009،ص.148).

وفي المفهوم القانوني ينظر اليها: المخدرِات كل ما يسبب الاعتياد والادمان، وتؤذي جهاز الإنسان العصبي وهي ممنوعة قانونياً، من التداول والزراعة، أو حتى إدراجها في الصناعة في غير ما حدده القانون، وقد ورد في المادة 20 من القانون الجزائري حول الوقاية من المخدرات وكل ما يؤثر على العقل، بحظر تعاطيه وتداوله بصورة غير مشروعة، وذلك لسنة  1961، المعدل وبموجب بروتوكول “1972.

كما حددت وعرفت الاتفاقيات الدولية المخدرات، للدلالة على خطورتها، انها كل ما يتسبب في التخدير، سواء كانت مواده طبيعية أم صناعية، وهي مراقبة دولياً تبعاً لاتفاقية سنة 1961، وقد تكرر التأكيد عليها في سنة  1971 كذلك.

وهناك أيضا تعريف محدد من الجانب الطبي للمخدرات: إذ يقصد بها المواد الطبيعية أو المصنعة المسؤولة بإيقاع تبدل في النشاط الذهني، وتكون مؤثرة على الجسم ووظائفه الطبيعية، وهي نوعان، الأول: المخدرات الجائزة وهي الأدوية المتوفرة في الصيدليات لغرض العلاج، والثاني: المخدرات غير الجائزة أو الممنوعة، وتكون على صورة نبات طبيعي مثل الحشيش أو ما يسمى بالقنب الهندي، أو قد تكون مصنعة، وهي التي تسبب الإدمان. فهذه المواد: نباتية كانت أم كيمياوية أم سوى ذلك، تكون ذات صيغة معينة، تجعل الانسان مدمناً، من غير اختياره، يستثنى من ذلك من يتناولها لأغراض التداوي، وذلك يحدث في بعض الأمراض، ويكون التعامل معها وفق متابعة طبية دقيقة، بحيث لا تسبب ضررا على من يتناولها في الجوانب النفسية أو الصحية أو الاجتماعية.(أبو جناح،2000،ص.30).

وبهذا يتبين ان المخدرات مواد طبيعية أو مصنعة ذات خواص بيو كيميائية تحمل امكانية التأثير على أعصاب ودماغ الإنسان، مما ينتج عنه اضطرابات جسدية وعقلية ونفسية لكل من يتناولها.

المطلب الثاني: أسباب تعاطي المخدرات وادمانها.

تعددت اسباب تعاطي المخدرات والإدمان عليها الى عدة أسباب ولعل ابرز هذه الأسباب هي :

  1. الأسباب النفسية التي تدفع الفرد إلى تعاطي المخدرات بسبب؛ تعلقها بتكوينه الشخصي فالاضطراب العاطفي يؤسس للاضطرابات النفسية وعلى أثرها يتحقق الاستعداد النفسي لتعاطي المخدرات لكون الدافع النفسي يتأثر ويؤثر بمصادر السلوك فهو يمثل انعكاس لتدخل العوامل البيئية والشخصية فيكون عاملاً رئيساً لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.( رشيد،1993،ص.29).
  2. التفكك الأسري وانشغال الوالدين عن الأبناء، وعدم وجود الرقابة والتوجيه الذي يؤثر على عدم استقرار الاسرة، مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء ما يدفع الفرد الى تعاطي المخدرات(زهران،1974،ص.111).
  3. الجهل والأمية من أهم أسباب الإدمان على المخدرات فالفرد المتعلم في الهيئات التعليمية التربوية يكون محصناً من تعاطي المخدرات لأداركه بمخاطرها.(غانم،2005،ص. 33).
  4. الأسباب الاقتصادية كالبطالة التي تدفع الافراد لتعاطي المخدرات والإدمان عليها هرباً من المشاكل والضغط النفسي الذي يتعرضون له بالإضافة لسوء استخدام أوقات الفراغ. (شفيق،1990،ص.86).
  5. الجهل بأخطار استعمال المخدر، وضعف الوازع الديني، والتنشئة الاجتماعية غير السليمة، والثراء الفاحش والتبذير دون حساب. (د.ن.(2015).مكافحة المخدرات والإدمان موقع: https://www.moh.gov.saـ أخر تعديل 19/جمادى الثانية/ 1436هـ، تاريخ الاسترجاع: 3/5/2023).
  6. التطور والتكنولوجية الحديثة انعكست على المجالات الاجتماعية للأفراد حيث أصبح من الممكن جداً عبر وسائل الاتصالات الحديثة المتنوعة اختصار الزمن والمسافات للتواصل في كل مكان من دول العالم.(جابر، 2001، ص218). فصاحبتها سلبيات كثيرة وشكلت سبباً في تفشي بعض الجرائم ومنها تعاطي المخدرات وذلك؛ لسهولة ترويج  تعاطي المخدرات عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة بالإنترنت والهواتف النقالة(زيد،1988، ص66).

عوامل وراثية (جينية): بمجرد البدء بتناول المواد التي تسبب الإدمان، قد يتطور مرض الإدمان بسبب الصفات الموروثة (الجينية)، والتي تكون سبب في تأخير أو تسريع بالمرض.(أبو جناح،2000،ص.42).

  1. المطلب الثالث: الحكم الشرعي للمخدرات.

تنظر الشريعة الاسلامية لموضوع المخدرات على أنها محرمة لأنها؛ مفسدة للعقل فالعقل بهذه الأهمية، فقد حرم الله عز وجل جميع مهلكات ومفسدات العقل البشري، مهما تكن من مطعومات أو مشروبات، وفي مقدمة المحرمات في الإسلام: شرب الخمر، وقد أكدت سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- تحريم الخمور والمسكرات، مثل: الحشيش أو الأفيون أو الكوكايين، وكذلك كل ما يسكر أو يفتر قوة الإنسان، لكونها تتسبب في غياب العقل وتشتيته.

وحرمة الشريعة الإسلامية كل ما يذهب بالعقول ولأن مجتمع الجاهلية كان يرفض كل شيء يأمره بترك العادات التي تربى عليها  كالنهي عن شرب الخمر فقد جاء حكم التحريم به بالتدريج ولم يأتي دفعة واحدة حتى يتقبلوا الامر فجاء قوله تعالى:{يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}( النساء: 43).

وجه الدلالة: كان المسلمون يشربون الخمر حتى وقت الصلاة  ثم يدعون شربها، فيأتون الصلاة وهم يعلمون ما يقولون ( الطبري،2001،ص. 8/659). حتى جاء التحريم التام وفق ترتيب المنهج فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}(سورة المائدة: 90-91).

وجه الدلالة: أن الخمر يزيل العقل، وإذا زال العقل استولت الشهوة والغضب، وعند استيلائهما تحصل المنازعة بين الأصحاب، وقد يؤدي ذلك إلى الضرب والقتل والمشافهة بالفحش، فيورث ذلك العداوة والبغضاء.( الرازي،2000ص. 12/423).

وتعد هذه مرحلة وسطى، بين التحذير من الخمر؛ لكون إثمها أكبر من نفعها وبين التحريم القطعي؛ وكانت مهمة هذه المرحلة: هي منع ظاهرة الشراب، أو محاربة ‌الإدمان، عن طريق تحريم الشراب بقرب أوقات الصلاة. وعلوم أن أوقاتها موزعة على ساعات اليوم، وبينها ساعات لا تتسع لمعاقرة المسكرات، وهذه النقطة قد لا يرضي المدمن، ثم ستكون هناك صعوبة في التخلص من السكر، لكي يعلموا ما يقولون أثناء الصلاة، إضافة الى أن للشراب غالباً مواعيد هي صباحاً ومساء، وهذه الأوقات تقع فيها أوقات الصلاة المكتوبة، مما يضع المسلم أمام إختبار واضح: فإما الصلاة وإما الشراب: إما طاعة الله وإما معصيته، والمسلم يعلم جيداً، إنه لن يكون مسلماً من غير أداء الصلاة التي هي ركن الدين الأساس.(أيوب،واخرون،2015،ص10/343). كما أكدت السنة النبوية على حكم تحريم الخمر فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ((كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ)).(البخاري،2002، ص1/58). وبما ورد في صحيح مسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)).(مسلم، 1955،ص3/1587). إذ يؤكد الحديث الشريف: إن كل ما خالط عقل الانسان ومنعه من العبادة والتفكر والعمل وممارسة واجبه في الحياة، فهو محرم لا ينبغي تعاطيه.

 

المبحث الثاني

أضرار المخدرات ونتائجها على المدمن

أكدت دراسة علمية طبقت في مناطق عدة من العالم، سنة 2017، وروّجت لها مجلة (عالمنا في بيانات) الصادرة باللغة الإنجليزية عام 2019، إن تعاطي المسكرات والمخدرات والإدمان على الكحول يؤدي إلى وفاة ما يقرب من (350) ألف شخص كل عام، كما أن ذيوع ونشر المخدرات هو من المسببات الرئيسة المؤدية إلى الموت في الكثير من دول العالم، فمثلا: في عام (2017) كان عدد الوفيات السنوية الناتجة عن تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة، أكثر من عدد الوفيات في حوادث السير.( العقلة، احسان.(2022). بحث عن المخدرات. موقع: https://mawdoo3.com أخر تحديث 9/ يناير/ 2022، تاريخ الاسترجاع 1/7/2023) .

وسنعرض هنا أهم الاضرار التي تسببها المخدرات في مختلف الجوانب:

المطلب الأول: الأضرار الصحية للمخدرات.

تنتج عن ادمان المخدرات بشكل عام على المتعاطي لها اضرار جسيمة ولعل من أبرز  هذه الاضرار.( العمري،2021،ص40وما بعدها).

1/ اضطرابات القلب: مما يتسبب بارتفاع ضغط الدم، وقد ينتج عن ذلك تمزق الشرايين والموت المفاجئ.

2/الإصابة  بالتهابات في المخ: إذ يحدث تآكل الملايين من الخلايا العصبية المكونة للمخ، فينتج عنه حالة الهلوسة المربكة للفكر والبصر والسمع، وربما ضعف أو مسخ الذاكرة نهائيا.

3/اضطرابات الجهاز الهضمي: وتؤدي الى منع الشهية للطعام، مما يتسبب في نقص في الوزن.

4/ زيادة نسبة السموم في الجسم: وينتج عنها الإصابة بتليف الكبد، فالأفيون مثلاً: يحلل خلايا الكبد ويصيبها بالتليف وارتفاع مستوى السكر.

5/ضعف جهاز المناعة: وينتج عنه ظاهرة التعب والنحول وفقدان التوازن لدى المصاب، يرافقه صداع مزمن، وكذلك طنين الأذنين، واحتقان العينين.

6/ أضرارا بالغة للمرأة الحامل والنشاط الجنسي: فقد يتسبب في فقر الدم، والإصابة بمرض السكر واضطراب القلب وضعف الكبد، والتهاب الرئتين وإصابة الأجنة بعيوب خلقية، أو شكل مقلوب للطفل، ونقص في النمو وربما تمر المرأة بحالة إجهاض.

7/الإصابة بالصرع: ثبت علمياً إمكانية تعرض المدمن على المخدرات، لمرض الصرع في حالة إمتناعه فجأة عن تناول المخدرات، بعد أقل من عشرة أيام من وقف تعاطيها.

8/تهيج للأغشية المخاطية: بحصول التهاب في الشعب الهوائية، وبروز التحسس الرئوي المزمن، وربما الإصابة بالتدرن الناتج عن ترسب المواد الكربونية في القصبات الهوائية.

9/ التهابات مزمنة في المعدة: وهو يؤدي الى خلل في عملية الهضم، ويتسبب في حصول التهاب في غدة البنكرياس التي تنتج هرمون الأنسولين وهو يوازن مستوى سكر الدم، ومما ينتج عن ذلك أيضاً: ظاهرة الانتفاخ والتخمة، المرتبط بزيادة الغازات الناتجة عن تقلبات الجهاز الهضمي وسوء الهضم، وقد يتطور الى الإصابة بالإسهال أو الإمساك.

10/الاصابة بالسرطان: تعد المخدرات من المسببات المؤكدة للإصابة بأخطر  أنواع السرطان، وأشرسها.

المطلب الثاني: أضرار المخدرات على الجهاز العصبي والنفسي والعقلي:

أولاً: أضرار المخدرات على الجهاز العصبي:

تؤثر المخدرات بشدة على أجهزة الجسم بشكل عام، ويتأثر الجهاز العصبي للجسم أكثر من غيره في هذا المجال، لأنه المستهدف الرئيس من مواصلة الإدمان، والجهاز العصبي يؤثر على بقية أعضاء الجسم ووظائفه، لكونه الجهاز المسيطر على أجهزة الجسم الأخرى، فعند تناول المدمن للمخدرات، يحدث خللاً قوياً في عمل الجهاز العصبي، يعقبه كسل واضطراب في أداء المخ، وهي حالة ناتجة عن ما تسببه المخدرات من اضطراب في المادة الكيميائية المكلفة بتوصيل الاشعارات العصبية، ثم يحدث بطء في بقية وظائف الدماغ، ثم ضعف في قدرتها على حفظ بالمعلومات، وهي كذلك تصيب الأداء الحركي للجسم بالوهن، وظهور الشعور الوهمي بالسعادة المفرطة الذي يربك وظائف الجسم بشكل مؤكد. .(فريدة،2009،ص148).

ثانياً: أضرار المخدرات النفسية والعقلية:

وأبرزها هي: (السيد،1986،ص15).

1/الشعور المزمن بالخوف والقلق، وكذلك وجود اضطرابات واضحة في وظائف الجسم.

2/ ظهور خلل واضح في طريقة عمل المخ، وقد  ينتج عنها تغيرات معينة في تركيبة المخ بشكل عام، وقد تتطور الحالة الى ميل المدمن الى الانتحار.

3/ ظهور اصابات واضطرابات فيما يسمى بالإدراك الحسي، وخصوصاً في حاستي السمع والبصر.

4/من الممكن تعرض المدمن الى حصول خلل لديه في الأبعاد الزمنية والمكانية وتقدير الأحجام، فيتجه الزمن عنده للبطء، ويشعر بميل المسافات للطول، وتتجه الأحجام عنده للتضخم.

5/بروز حالة مرضية ترتبط بصعوبة وبطء التفكير، مع زيادة القلق والتوتر والشعور بالضيق وعدم الاستقرار.

6/التهيج العصبي غير المبرر، مصحوباً بمزاج صعب، والتوتر والانفعال الدائم والحساسية الكبيرة تجاه الكثير من الأشياء.

7/الميل الى إهمال العناية بالمظهر الشخصي، وتناقص القدرة على العمل، وصعوبة الاستمرار فيه.

المطلب الثالث : نتائج أضرار المخدرات الاجتماعية والاقتصادية

أولاً: من أبرز الأضرار الإجتماعية التي يسببها الإدمان، هي: (العمري،2021،ص50).  

1/ معلوم أن المخدرات تسلب الميزة الإنسانية لمتعاطيها، وتقلل من مكانته وتجعل منه أقرب الى معيشة البهائم، يفشل في إدارة الأسرة، وتسيير أحوالها بصورة رشيدة.

2/ يبتعد المدمن عن أجواء أسرته، ثم بقية شرائح المجتمع، ولهذا تتفكك علاقته مع محيطه من أسرة وأصدقاء.

3/ ظاهرة التوتر والعصبية وسوء مزاج المدمن تكون واضحة، فينتج عن ذلك خلافات ومشاكل بين أفراد الأسرة، بسبب سلوكه المرفوض.

4/ ميل المدمن بدرجة كبيرة الى الانحراف والرذيلة والمعصية، فتعدّ صفات الكذب والغش والزنا والإهمال وغيرها من سمات شخصيته، وكذلك انتشار الجرائم المختلفة بين المدمنين.

5/يمتاز المدمن بمخالفة القوانين ومعارضة عادات وتقاليد الناس، بسبب ميله الى تحقيق نزواته الشيطانية التي تراوده وتضغط عليه.

6/ يلاحظ كثرة حوادث المرور في الشوارع بسبب  المدمنين، لقلة تركيزهم وفقدانهم الوعي.

7/ ومن الأضرار الكبيرة: إهدار أموال الدولة التي تنفق في محاربة المخدرات، بملاحقتها وإنشاء المشافي المختصة بمعالجة حالات الإدمان، وإهمال بناء المرافق والمؤسسات التي تخدم المجتمع كالمستشفيات والمدارس والخدمات العامة.

ثانياً: ابرز أضرار المخدرات الاقتصادية:

1/ من أضرارها الواضحة: هدر المال الخاص والعام واتلاف موارد الأسرة وممتلكاتها.

2/ تفشي المرض وانتشار الكسل والفتور بين متعاطي المخدرات، مما يتسبب بانعدام الانتاج ويلحق الضرر بمصالح المجتمع الاقتصادية.

3/ معلوم أن الإدمان يستنزف أموال الدولة ويهدر الموارد الاقتصادية، فيفرض على الدولة مهمات جديدة تتعلق برعاية هؤلاء المدمنين، وإقامة مستشفيات، وملاحقة المروجين لتلك المواد المخدرة المحظورة، وغير ذلك من النفقات التي تخصصها الدولة لمعالجة هذه الظاهرة.

4/ (إذا كانت الأموال التي تنفقها الدول في مجال الخدمات والإنتاج والتنمية تعود بالنفع عليها، فإن الأموال التي تنفق في مجال تجارة المخدرات وتعاطيها تعتبر أموالاً ضائعة لا تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، بل يعد إنفاقها مزيداً من الخسائر والتدهور والانهيار الاقتصادي).(الرماني، زيد بن محمد.( 10/7/2017). الواقع وآفاق المواجهة. تم استرجاعها في 6/7/2023 من الموقع الالكتروني.

5/ تعاني البلدان التي تزرع فيها المخدرات، من خسائر اقتصادية كبيرة، أولها عدم الاستفادة من هذه الأراضي التي لو زرعت بالمحاصيل الزراعية لكانت ذات فائدة أكبر، ويستفيد منها المجتمع.

6/ تخسر البلدان التي تهرب اليها المخدرات، نفقات كبيرة وأموال طائلة في تهريب المواد المخدرة وفي خزنها وتوزيعها على المدمنين والمتعاطين.(ضوء،2020،ص.47).

المطلب الرابع: نتائج أضرار المخدرات على المجتمع والشباب.

واجهت البلاد الإسلامية التي أحتلها المستعمرون فساداً كبيراً من ذلك، منها: محاربة المحتلين لدينهم علناً، وسلب عقولهم، وسرقة ثروات بلدانهم، ومنها: اشاعة الانحراف والشذوذ كالإدمان على الخمر والمخدرات ، والرذيلة، والقمار، وباتوا يستدرجونهم حتى خرجوا عن استقامة الإسلام، ثم تسلّم المنحرفون قيادة الرذيلة في البلدان الاسلامية، وانتشروا فيها للتأثير على الأجيال الناشئة. وقد نشروا تعاطي المخدرات ونشرها بين الناس، متجاهلين رفض القانون الدولي العام لها، وانه يحرّم التعامل وتجارتها. وقد كان بعض هؤلاء من الدخلاء على المجتمع الاسلامي،  يقومون بتهريب المخدرات إلى البلدان المحتلة، ثم يشاركون عصابات الجريمة في أرباح تجارتها الشاذة، ويشجعون سرّاً على تناولها وإدمانها، بهدف سرقة الأموال الحرام من جانب، وتحطيم رغبة وروح المقاومة في نفوس مدمنيها من جانب آخر، بوأد القوى والنشاطات التي تدفع الإنسان إلى الكفاح وطلب الخلاص من ذل الاستعباد.(الميداني،2000،ص427).

ويتجه معظم مدمني المخدرات في العالم، إلى الحصول على المال اللازم لاقتناء المخدرات، بطرق ملتوية مختلفة إن تطلب الأمر، متجاهلين القيم الاجتماعية وأعراف المجتمع، لهذا ينبغي على الحكومات المجتمع كله، القيام بمهمة مواجهة انتشار المخدرات، والقيام بحملات توعية متنوعة للتنبيه والتحذير من خطورة المخدرات على الفرد والمجتمع بشكل عام، عن طريق: إقامة محاضرات دينية، وتنظيم نشاطات ثقافية ورياضية عامة، في مؤسسات المجتمع المختلفة كالمدارس والمؤسسات والجامعات، وكذلك استثمار أماكن تجمعات الشباب لنشر التوعية بخطورة المخدرات، فالشباب ثروة كل أمة وأمل مستقبلها المنشود. (السيد،1986،ص23).

المبحث الثالث

الدراسة العملية للأضرار المخدرات

  بعد عرضٍ لكل عناصر الموضوع من مفهوم المخدرات واسبابها واضرارها ونتائجها قمنا بدراسة تؤيد بحثنا من خلال عمل استبانة استطلاعية على عينة عشوائية بطرح عدد من الأسئلة حول أسباب الإدمان على المخدرات بشكل استبانة مفتوحة وكان عدد الردود 75 رداً كما هو مواضح بالشكل(1).

الشكل رقم (1) يمثل الردود في الاستبانة العشوائية.

ثم أستخلصنا من هذه الأجوبة عدد منها وقدمنه بشكل أسئلة في استبانة مغلقة وكان عدد الردود 60 رداً كما هو مواضح بالشكل(2).

الشكل رقم (2) يمثل الردود في الاستبانة المغلقة.

ثم قسمنا الأسئلة على اربع محاور وهي: المحور النفسي، والمحور الاسري، والمحور الاجتماعي، والمحور الديني.

جدول رقم (1) المحور النفسي

جدول رقم (2) المحور الاسري

جدول رقم (3) المحور الاجتماعي

جدول رقم (4) المحور الديني

عرض النتائج وتفسيرها مناقشتها.

تم استخراج النتائج النهائية من خلال تقسيم أسئلة الاستبانة الى محاور وأظهرت نتائج المقياس كما موضح بالجدول رقم(5) إجابات أفراد العينة كاملة، بعد ترتيبها بحسب خيارات الاجابة (دائماً، احياناً، أبداً لا) في المحاور الأربع فاحتل المحور الديني بتكرار(دائماً) المرتبة الاول من اراء المجيبين على الاستفتاء بعدد 83 وبنسبة33%، وتلاه المحور الاسري بعدد 74 وبنسبة 29% ثم جاء في المرتبة  الثالثة المحور النفسي بعدد60 وبنسبة24%  وجاء في المرتبة الأخيرة لنفس التكرار المحور الاجتماعي بعدد36 وبنسبة%14، اما من حيث الاجابة بتكرار (أحياناً) فقد جاء في المرتبة الأولى المحور الاسري بعدد111 وبنسبة 36%، ثم تلاه المحور الاجتماعي بعدد81 وبنسبة26  %أما إجابة المحور الديني فقد جاءت بعدد67 وبنسبة 22% في حين جاء المحور النفسي بعدد 47 وبنسبة 15% ومن حيث الاجابة ب (أبداً لا) فقد جاء هذا الاخير بالمرتبة الأول بعدد133 وبنسبة 33% ثم تلاه المحور الاجتماعي بفرق يسير بعدد123 وبنسبة 31%، في حين جاء المحور الديني بعدد90 وبنسبة22%، في حين تراجع الى المرتبة الاخيرة المحور الاسري لنفس التكرار بعدد55 وبنسبة14% وقد تم توضيح النتائج في جدول رقم (5) وأسئلة الاستبانة لكل محور في جدول خاص بالإضافة الى الجدول الرئيسي الذي يضم كل المحاور جدول رقم (6) وقد تمت الإفادة بالنسبة لطريقة التقسيم الى محاور  من بحث منشور في مؤتمر قدمناه سابقاً(عبدالله، 2023، ص. 337).

جدول رقم (5) يمثل نتائج إجابات المحاور

بعد تطبيق مقياس مفهوم المخدرات اشارت البيانات الإحصائية بعد تحليلها الى نتائج الدراسة ومعالجتها ببرنامج  أكسل بتباين المحاور والشكل أدناه يمثل مخطط توضيحي لنتائج اثر المحاور في الادمان اللون الأزرق يمثل المحور النفسي، واللون البرتقالي يمثل المحور الاسري، واللون الرمادي يمثل المحور الاجتماعي، واللون الأصفر يمثل المحور الديني.

شكل رقم (3) مخطط يمثل اثر المحاور في تعاطي المخدرات

جدول رقم (7) يمثل نتائج المحاور

بنود الإدمان على المخدرات جدول رقم (8)

الخاتمة: نتائج البحث و المقترحات والتوصيات:

 نتائج البحث

  1. المخدرات: هي كل ما يطلق عليها مادة مسكرة أو مفترة، طبيعية في وجودها أو مستحضرة بطرق كيمائية، وتخلف تأثيراً سلبياً على العقل، وتعاطيها يسبب الإدمان، وينتج عن ذلك تسمم في الجهاز العصبي، فتضر الفرد والمجتمع.
  2. تقرر الشريعة الاسلامية بشأن المخدرات: أنها محرمة لكونها مفسدة للعقل، وقد حرم الله عز وجل كل ما يضره أو يعطله عن عمله.
  3. تسبب المخدرات ارتفاعاً في ضغط الدم، وقد يؤدي ذلك الى تلف كبير الشرايين أو ربما الموت المفاجئ.
  4. تعاطي المخدرات ينتج عنه الإصابة  بالتهابات مختلفة في المخ، مثل تلف الملايين من الخلايا العصبية المكونة للمخ، ثم يتطور الأمر إلى الشعور المدمن بالهلوسة المؤثرة على فكره وسمعه وبصره وبقية وظائف الجسم.
  5. تحّطم المخدرات مكانة الإنسان، وتقلل من قيمته في المجتمع، وتوصله الى درجة البهائم، فيفشل في توجيه أسرته وأبنائه الى الطريق المستقيم.
  6. أظهرت الدراسة الميدانية من خلال الجداول المرفقة: أن عدم استقرار الحالة النفسية لها دور مهم في دفع متعاطي المخدرات الى ذلك، وأن الوازع الديني مهم جداً في معالجة الظاهرة.

أما أبرز المقترحات والتوصيات التي جاء بها البحث فهي:

  1. التحدث مع أفراد الاسرة وخاصة الأطفال حول أخطار استعمال الادوية دون استشارة الطبيب وتوضيح خطورة تعاطي المواد المخدرة.

2 ـ يجب على الآباء والأمهات الذين ادمنوا المخدرات والكحول أن يتجنبوا التعاطي اماما ابنائهم ليكونوا قدوة حسنة لهم،  كما أن أولاد الذين يتعاطون المواد المخدرة أكثر عرضة للإدمان من غيرهم.

  1. تنبيه الأبناء عن عدم تناول أي شيء خارج البيت من شخص لا يعرفونه أو لا يثقون به ودعمهم وتشجيعهم لمقاومة ذلك.

4 ـ  التأكيد على العلاقة المستقرة بين الآباء وبين أبنائهم تقلل من أخطار استخدامهم للمخدرات.

  1. توجيه علماء الدين بالسير باتجاهين: الاتجاه الأول نحو من لم يتعاطى عن طريق زرع الوازع الديني داخل نفوس الابناء وتوضيح حرمة استخدام المواد المخدرة التي تفقد الانسان عقله، وكرامته، وتخرجه عن شعوره. والثاني: إلقاء محاضرات في الاقسام الاصلاحية، لتوعية نزلاهم حول حرمة الإدمان، ومخاطرها وتأثيرها على الصحة.
  2. التوعية الشاملة لكل أفراد المجتمع من الأحداث، والشباب بجميع وسائل الإعلام المختلفة لحثهم على تجنب آفة الإدمان.
  3. إنشاء المراكز الإصلاح والتأهيلية لعلاج المدمنين والتفريق بين المتعاطين وبين تجار المخدرات بزجهم سوية لما لهذا الامر من أضرار على المتعاطي، والخوف من عدم التماثل للشفاء لمجاورتهم.
  4. فرض الرقابة المشددة على الحدود لضمن عدم تهريب المخدرات داخل البلد وبيعها في الأسواق، ومراقبة الأماكن العامة ك المدارس، والجامعات، والمقاهي والأحياء التي يتعاطى فيها المخدرات.
  5. فتح المراكز والنوادي المجانية للشباب لممارسة الأنشطة الرياضية، والثقافية، والترفيهية، والاجتماعية، والدينية وتشجيعهم على ارتيادها لممارسة هوايتهم عن طريق تقديم الهدايا من خلال الأنشطة التي تقدمها بدخولهم المسابقة والفوز بها.
  6. كما أدعو وزارة التربية والتعليم بتكليف جميع دوائرها بحث باحثيهم على زيادة تكثيف عمل البحوث والدراسات حول مشكلة المخدرات، ومحاولة إيجاد الحلول الجذرية بتعاون جميع الأطراف أبتدأ من الاسرة، الدولة، والمجتمع للتخلص من هذه المشكلة الهدامة وللمحافظة على أولادنا.

المصادر

  • القران الكريم
  1. ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي الأنصاري.(1994). لسان العرب.(ط.3). بيروت: دار صادر.
  2. ابو جناح، رجب محمد. (2000). المخدرات آفة العصر. ليبيا: دار الجماهير.
  3. أيوب، أحمد بن سليمان. وآخرون.(2015). موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام.( ط.1). إشراف: د. سليمان الدريع. د. مكان. دار إيلاف الدولية.
  4. البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي.(2002). صحيح البخاري.(د. ط). دمشق: دار ابن كثير.
  5. جابر، حسن محمد.(2001). المقاصد الكلية والاجتهاد المعاصر. للمخدرات .(د. ط).   بيروت: دار الحوار.
  6. د. ضو، خالد.(2020، كانون الأول). التكيف الفقهي والقانوني لتعاطي المخدرات والاتجار بها. مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية.المجلد3،(4)، 34-53.
  7. الرازي، محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي.(2000). مفاتيح الغيب.(ط.3). بيروت: دار إحياء التراث العربي.
  8. رشد، سهير.(1993). الأقراص المنومة والمهدئات.(د. ط). بيروت: الدار العربية للعلوم.
  9. الرماني، زيد بن محمد.( 10/7/2017). إدمان المخدرات، لواقع وآفاق المواجهة. تاريخ الزيارة 6/7/2023 موقع الالوكة: https://www.alukah.net .
  10. الزبيدي، محمد بن محمد بن عبد الرزاق.(2001). تاج العروس من جواهر القاموس.(د. ط). الكويت: وزارة الارشاد.
  11. زهران، حامد عبد السلام.(1974). الصحة النفسية والعلاج النفسي.(د. ط). القاهرة: عالم الكتب.
  12. زيد، محمد.(1988). آفة المخدرات وكيفية معالجتها.(د. ط).بيروت: دار الأندلس.
  13. السيد، حسين كامل.(1986).احذروا المخدرات.(د. ط). مصر: وزارة الاوقاف.
  14. شفيق، محمد.(1990). التنمية والمشكلات الاجتماعية.(د. ط). الإسكندرية: محمد المكتب الجامعي الحديث.
  15. الطبري، محمد بن جرير.(2001). تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن.(ط.1) تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركيز. د. مكان: دار هجر.
  16. عبدالله، مريم مجيد.(2022). تدني التعليم في العراق (أسباب ومعالجات).(ط.1). بحث منشور في مؤتمر “نحو استراتيجية وطنية شاملة لمحو الامية في العراق”(17- 18/10/2022. العراق: مؤسسة دار صادق الثقافية.
  17. العقلة، احسان.(2022). بحث عن المخدرات. موقع: https://mawdoo3.com أخر تحديث 9/ يناير/ 2022، تاريخ الاسترجاع 1/7/2023) .
  18. العمري، د. عبد الكريم.(2021). الاضرار الناجمة عن تعاطي المسكرات والمخدرات.(د. ط). السعودية: دار المآثر.
  19. غانم، محمد حسن.(2005). الإدمان.(د. ط). القاهرة: دار غريب للطباعة.
  20. فريدة، قماز.(2009). عوامل الخطر والوقاية من تعاطي الشباب للمخدرات .(د. ط).  رسالة ماجستير، الجزائر: جامعة منتوري. قسطنطينة.
  21. مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.(1955). صحيح مسلم.(د. ط). تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه.
  22. معلوف، لويس.(1960). قاموس المنجد في اللغة والادب. بيروت: المطبعة الكاثوليكية.
  23. الميداني، عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة.(2000). أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها: التبشير- الاستِشراق- الاستعمار، دراسة وتحليل وتوجيه(ودراسة منهجية شاملة للغزو الفكري).( ط.8). دمشق: دار القلم.
  24. د.ن.(2015).مكافحة المخدرات والإدمان موقع: https://www.moh.gov.saـ أخر تعديل 19/جمادى الثانية/ 1436هـ، تاريخ الاسترجاع: 3/5/2023.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *