نوفمبر 22, 2024 7:01 م
8

أ.د. المتمرس/ نادية حسين يونس العفون

قسم علوم الحياة، كلية التربية للعلوم الصرفة /ابن الهيثم، جامعة بغداد،مدينة بغداد،العراق

Dr.nadia.alafoon@gmail.com

009647705717100

د. الاء فايق حبيب الوكيل

قسم التحليلات المرضية، كلية العلوم التطبيقية، جامعة الفلوجة، مدينة الفلوجة، العراق

Dr.alaa@uofallujah.edu.iq

009647721441427

الملخص:

اولا :مقدمة البحث: يقصد بالاستدامة الالتزام بتفعيل تطبيقها في مجالاتها التعليمية و الاجتماعية والبيئية والاقتصادية  كونها عملية تطبيقية بحته عن طريق مجتمع يعي اهدافها ولديه المعرفة والمهارات للإسهام في تحقيق هذه الاهداف, وبما ان التعليم بجميع مراحله له أهمية بالغة في التنمية بخاصة بالربط بين التعليم والتنمية البشرية (الانسانية) والاقتصادية والبيئية المستدامة يرى الباحثتان أن المرحلة المتوسطة بكل مكوناتها من ملاكات تدريسية وطلبة تمثل شريحة واسعة من المجتمع وهي منطلق لأي تقدم او تغيير طويل الامد تنشده السياسات الناجحة بحكم الفئة العمرية للطلبة في هذه المرحلة, لذا بات من الضروري جعل المرحلة المتوسطة بكل مكوناتها الخطوة الاولى لرحلة الالف ميل بقيادة المدرس لأنه الركيزة الاساسية في تشكيل وتوجيه سلوكيات الطلبة بنحوٍ بناء وهادف لإحداث التغييرات الجذرية في المجتمع .

ثانيا: مشكلة البحث : لقد أصبح الاهتمام العالمي اليوم منصباً على التنمية المستدامة ومن ضمنها الهدف الرابع  التعليم المستدام , وعدهما رأس المال الذي تبنى به وتتقدم الأمم, لذا تعمل الدول على  التكيف مع هذا العصر حتى تلائم بين طبيعتها وطبيعة العصر العلمي والمعرفي, الذي يفرض على التربية مسؤوليات عديدة متمثلة في تغيير أهدافها, وتطوير أدواتها, وتهيئة متطلباتها نحو إعداد كوادرها البشرية لمسايرة التقدم العلمي والتقني, ولا سيما مدرسي العلوم في المرحلة المتوسطة ء وأهمية تغيير دورهم وتطويره ليساعد في تحقيق أهدافها في ضوء التحولات المعرفية المتسارعة, إذ يتطلب إتقانهم لمهارات وكفايات متعددة, منها كفايات الاقتصاد المعرفي لمواكبة التطور العالمي المتسارع,  فضلاً عن  ان هذا االتعليم المستدام وكفايات الاقتصاد المعرفي غير متعارف عليه في بنائنا التربوي سوآءٌ على صعيد محتويات موادنا الدراسية ام على صعيد برامج اعداد وتأهيل المدرسين قبل الخدمة وفي اثنائها .

لذا ارتأت الباحثتان ضرورة ربط التربية من اجل التنمية المستدامة بمدرسي العلوم  بالدرجة الاساسية عن طريق تدريبهم وفقاً للبرامج التدريبية في اثناء الخدمة ، وقد اثارت هذه الامور تساؤلاً لدى الباحثتان  ارادتا التحقق من صحته وهو:ما اثر برنامج تدريبي وفقاً  للتربية من اجل التنمية المستدامة لمدرسي العلوم  وتدريبهم عليه في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم؟

ثالثا : أهمية البحث:تكمن اهمية البحث التعرف على مفهومي التنمية المستدامة وكفاياتالاقتصاد المعرفي وبيان اهميتهما توضح العناصر التي يعتمد عليها الاقتصاد المعرفي توضيحالكفايات التي يتسم بها التدريسي في تطبيق الاقتصاد المعرفي ليتمكن من تطبيقها اثناء التعليم في المراحل التعليمية.

رابعا :هدف هذا البحث الى: تنفيذ برنامج تدريبي للتربية من أجل التنمية المستدامة لمدرّسي العلوم في المدارس المتوسطة ، ثم التعرف على أثر تدريب مدرسي العلوم   وفقا  للبرنامج التدريبي في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم

خامسا: إجراءات البحث: يتناول هذا الفصل عرضاً للإجراءات التي تم اعتمادها لتحقيق هدفا البحث من خلال التأكد من فرضياته إذ تضمن منهج البحث والذي سيتعمد المنهج التجريبي ذيالتصميم التجريبي ويتم تحديد مجتمع البحث وكيفية اختيار عينته والخطوات المتبعة لتهيئة مستلزماته والوسائل الاحصائية المستعملة في تحليل نتائجه.

تم اعتماد البرنامج التدريبي المعد من قبل الباحثتان لتدريب للمجموعة التجريبية، اذ بلغ البرنامج التدريبي (14) وحدة تدريبية تضمنت محاضرات وانشطة مختلفة فردية وجمعية، وعرض افلام تعليمية، وزيارات ميدانية، ومشاريع مصغرة،  تم تبني مقياس كفايات الاقتصاد المعرفي (العفونوجلو) لملاحظة كفايات الاقتصاد المعرفي لمدرسي العلوم.

سادسا: نتائج البحث: أظهرت النتائج تفوق مدرسي المجموعة التجريبية التي دربت وفقاً للبرنامج التدريبي وفقا للتربية من أجل التنمية المستدامة على مدرسي المجموعة الضابطة التي لم تدرب وفقاً للبرنامج في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم.  في ضوء نتائج البحث أوصت الباحثتان   بعددٍ من التوصيات والمقترحات.

سابعا: الكلمات المفتاحية:البرنامج التدريبي، التنمية المستدامة، الكفايات، الاقتصاد المعرفي

The effect a training program in with education for sustainable development for science teachers and its impact on their knowledge economy competencies

Prof.NadiaHussainYunisALafoon

Department ofbiology, college of education for pure

sciences ibn al-haytham, Baghdad univircity, baghdad, Iraq

Dr. AlaaFayeqHabeebALwakeel

Departmentof pathological analyzes, college of applied science,

al-fallujah, anbar, iraq

 

Abstract

. First: Research Introduction: Sustainability aims to activate its application in educational, social, environmental, and economic domains as a pure practical process through a community that understands its goals and possesses the knowledge and skills to contribute to achieving these goals. Education at all stages is critically important for development, especially in linking human, economic, and environmental sustainability. The middle stage, with its teaching staff and students, represents a broad segment of society and is crucial for any long-term progress or change sought by successful policies, given the age group of students at this stage. Therefore, it is essential to make the middle stage, with all its components, the first step in a journey of a thousand miles led by teachers, as they are the fundamental pillar in shaping and directing students’ behaviours constructively to bring about radical changes in society.

Second: Research Problem: Global attention is now focused on sustainable development, including Sustainable Development Goal 4 (Quality Education), which nations adopt as the cornerstone of their progress. Countries are working to adapt to this era to align with the scientific and knowledge advancements that impose multiple responsibilities on education, such as changing its goals, developing its tools, and preparing its human resources to keep pace with scientific and technological progress. The importance of changing and developing the role of middle school science teachers to help achieve their goals in light of rapid cognitive transformations, particularly mastering multiple skills and competencies including cognitive economics, is crucial. Sustainable education and cognitive economic competencies are not well-established in our educational framework, whether in the content of our curricula or in the pre-service and in-service teacher training programs. Therefore, the researchers felt the necessity of linking education for sustainable development with science teachers primarily through training them according to in-service training programs. These issues raised questions for the researchers that they wanted to verify: Does implementing an in-service training program for sustainable development education for science teachers and training them accordingly have an impact on their cognitive economic competencies?

Third: Research Importance: The importance of the research lies in defining the concepts of sustainable development and cognitive economic competencies, and explaining their significance. It clarifies the elements upon which cognitive economics relies and specifies the competencies required by educators to apply cognitive economics during teaching in educational stages.

Fourth: Research Objective: This research aims to implement a training program for education for sustainable development for middle school science teachers, and then to determine the impact of training these science teachers according to the training program on their cognitive economic competencies.

Fifth: Research Procedures: This chapter presents the procedures adopted to achieve the research objective, including confirming its hypotheses through the research methodology, which adopts the experimental design. It outlines how the research community was identified, how the sample was selected, the steps taken to prepare its requirements, and the statistical methods used to analyze the results. The training program developed by the researchers for the experimental group consisted of 14 training units, including lectures, individual and group activities, educational films, field visits, and mini-projects. The Cognitive Economics Competency Scale (Alafoon&Jelow) was adopted to observe the cognitive economic competencies of science teachers.

Sixth: Research Results: The results showed that science teachers in the experimental group trained according to the in-service training program for education for sustainable development outperformed teachers in the control group who were not trained according to the program in their cognitive economic competencies. Based on the research results, the researchers made several recommendations and proposals.

Keywords: TrainingProgram, Sustainable Development, Competencies, Cognitive Economics.

 

اولا :مقدمة  البحث:

يحظى موضوع تدريب المعلمين بالمزيد من الأهتمام ، ويرجع ذلك إلى الدور المهم الذي يساهم به المعلم في مجال التربية والتعليم وفي تنمية المجتمع , ويرتبط مفهوم التدريب أرتباطاً وثيقاً بمفهوم التربية المستمرة والتعليم المستدام،  وقد أهتم ديننا الحنيف بالنمو المهني والتدريب المستمر الذي لايقف عند حد ,إلا حدود الله، يقصد بالاستدامة الالتزام بتفعيل تطبيقها في مجالاتها التعليمية و الاجتماعية والبيئية والاقتصادية  كونها عملية تطبيقية بحته عن طريق مجتمع يعي اهدافها ولديه المعرفة والمهارات للإسهام في تحقيق هذه الاهداف, وبما ان التعليم بجميع مراحله له أهمية بالغة في التنمية بخاصة بالربط بين التعليم والتنمية البشرية (الانسانية) والاقتصادية والبيئية المستدامة،  وترى الباحثتان أن المرحلة المتوسطة بكل مكوناتها من ملاكات تدريسية وطلبة تمثل شريحة واسعة من المجتمع وهي منطلق لأي تقدم او تغيير طويل الامد تنشده السياسات الناجحة بحكم الفئة العمرية للمتعلمين في هذه المرحلة, لذا بات من الضروري جعل المرحلة المتوسطة بكل مكوناتها الخطوة الاولى لرحلة الالف ميل بقيادة المعلم لأنه الركيزة الاساسية في تشكيل وتوجيه سلوكيات الطلبة بنحوٍ بناء وهادف لإحداث التغييرات الجذرية في المجتمع .

ثانيا: مشكلة البحث :

لقد أصبح الاهتمام العالمي اليوم منصباً على التنمية المستدامة ومن ضمنها الهدف الرابع  التعليم المستدام , وعدهما رأس المال الذي تبنى به وتتقدم الأمم, لذا تعمل الدول على  التكيف مع هذا العصر حتى تلائم بين طبيعتها وطبيعة العصر العلمي والمعرفي, الذي يفرض على التربية مسؤوليات عديدة متمثلة في تغيير أهدافها, وتطوير أدواتها, وتهيئة متطلباتها نحو إعداد كوادرها البشرية لمسايرة التقدم العلمي والتقني, ولا سيما مدرسي العلوم في المرحلة المتوسطة ء وأهمية تغيير دورهم وتطويره ليساعد في تحقيق أهدافها في ضوء التحولات المعرفية المتسارعة, إذ يتطلب إتقانهم لمهارات وكفايات متعددة, منها كفايات الاقتصاد المعرفي لمواكبة التطور العالمي المتسارع,  فضلاً عن  ان هذا االتعليم المستدام وكفايات الاقتصاد المعرفي غير متعارف عليه في بنائنا التربوي سوآءٌ على صعيد محتويات موادنا الدراسية ام على صعيد برامج اعداد وتأهيل المدرسين قبل الخدمة وفي اثنائها .

لذا ارتأت الباحثتان  ضرورة ربط التربية من اجل التنمية المستدامة بمدرسي العلوم  بالدرجة الاساسية عن طريق تدريبهم وفقاً للبرامج التدريبية في اثناء الخدمة ، وقد اثارت هذه الامور تساؤلاً لدى الباحثتان  ارادتا التحقق من صحته وهو- هل لتنفيذ برنامج تدريبي وفقاً  للتربية من اجل التنمية المستدامة لمدرسي العلوم  وتدريبهم عليه له اثر في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم؟

اهمية البحث : ان المدرس هو الوسيط لتحقيق الأهداف وتأدية الأدوار والوظائف المكلف بها من المؤسسة التربوية بفعالية وكفاءة عاليتين، وتحقيق اكبر قدر من الإنتاجية،  وان البرامج التدريبية المعدة على نحو متكامل على وفق أسس علمية سليمة ، تراعي حاجات المعلمين المخطط لها على نحو دقيق من الوسائل المهمة لرفع كفاءة المعلمين، لذا يعد وجود المعلم المعد لوظيفته اعداداً جيداً أحد التحديات الرئيسة التي تواجه المؤسسة التربوية في البلدان النامية، وهذا يحتاج تمكينن للقدراتالشخصية وتطوير مهاراته الذاتية  وذلك بتحسين إعداده وتدريبه قبل الخدمة وفي أثنائها( الجبّان، 1997، 108) ان هذا ما تسعى إليه هذه الدراسة عن طريقمعرفة اثر برنامج تدريبي للتربية وفقا للتنمية المستدامة لمدرسي العلوم،  وإذا كانت دولة العراق متمثلة بوزارة التربية تعمل على بلورة رؤية شمولية واضحة وشفافة لعراق المستقبل تؤكد قيمة الانسان بوصفه غاية التنمية المجتمعية بمضمونها التكاملي ووسيلتها الرئيسة، والاستثمار العلمي الأفضل للموارد البشرية والمادية المتاحة، مع التركيز على المشاركة الفعلية من المؤسسات المجتمعية كافة في عملية التغيير بشتى مراحلها وفعالياتها. ، اذا لا بُد من  تربية مستمرة، أو ما يطلق علية التربية المستدامة، عن طريق اكتساب خبرات جديدة ومتلاحقة ، لتحقيق آمال وتنمية قدرات المتعلم ومهاراته وتمكينه من مواجهة متطلبات الحياة المتغيرة ، ولذلك لا يمكن أن يبقى التعليم محدد بقوالب ثابتة ، لأن الإنسان مطالب بالتفاعل مع محيطه ومواجهة المشكلات وتحقيق التوازن بين قدراته وبين عمله، وهذا يتطلب تغييرات بالتعليم والتدريب المستمر لتحسين كفايات المدرس  المهنية، وإمكاناته العقلية، ورفع مستوى أدائه ونواتج عمله،  تقاس بامكانياته على اعمال عقول أبنائها، والعمل على استثمارها بحيث تصبح قادرة على التعامل والتفاعل الإيجابي البناء مع متغيرات العصر، بما يخدم التوجهات التنموية،.ومن هنا تبرز أهمية التدريب لجميع الفئات في أي مجتمع من المجتمعات ، ولا سيما  المدرسين  في أثناء الخدمة كمصدر أساسي من مصادر التنمية البشرية وعامل رئيس لزيادة الإنتاج من ناحية الكم والنوع . فضلا عن ذكر(الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة) التنمية المستدامة في تقريره عن حماية الارض بانها (تحسين نوعية حياة البشر مع العيش في حدود قدرة النظم الايكولوجية على اعالة البشر) وتحتاج التنمية المستدامة الى تقدم عالمي متزامن في ابعاد شتى: اقتصادية وبشرية وبيئية وتقانية, فاقتصادياً يتوجب على الدول المتقدمة ان تتوجه الى تقانات أنظف وأقل استهلاكاً للموارد وحماية نظمها الطبيعية, واتخاذ اجراءات للحد من الفقر في الدول في مرحلة النمو، وتقانياً تعني التحول الى تقانات أنظف واكفأ, أقرب ما يمكن من (انبعاثات الصفر) او العمليات (المغلقة) لتقليص النفايات والانبعاثات وتقلل من استهلاك الطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية الى ادنى حد وتمكين الدول النامية من التخلص من تقاناتها المدمرة للبيئة .  (الموسوعة العربية للمعرفة من اجل التنمية المستدامة,2006, 359- 360)

(برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: نبذةا لتمويل والإنجاز الشركاءLegal Frameworkإدارة البرنامج

© 2024 United Nations Development Programme(

لقد اشارت تقارير تقييم الالفية والتيتعد اكبر بيانات لصحة النظم البيئية بكوكب الارض قامت به مؤسسات الامم المتحدة وبمشارك فيه اكثر من (1500) خبير ومختص الى (ان الانسان قام بتغيير النظم البيئية خلال الخمسين عاماً الماضية بسرعة اكبر وعلى نطاق اوسع من اي فترة زمنية على طيلة تاريخ البشرية الماضي) ان مثل هذه النتائج والمؤشرات تجعل المسؤولية ملقاة على كل فرد في المجتمع ليقوم بواجبه ويساهم في وقف مثل هذه التغييرات السلبية التي لا يمكن ان تستمر الى الابد.(ما كوين وآخرون, 2009، 10)

ان التربية البيئية والاجتماعية والاقتصادية يجب ان تقوم بقوة عبر منعطفات الافعال التربوية والتعليمية، فمن الضروري ان تتغلغل داخل العديد من محتويات المواد التعليمية المتصلة بشتى مجالات التعلم، بوساطة  منطلق العلاقة المتجذرة  بين الانسان والمحيط بين المعرفة واساليب توظيفها بين التربية كفعل ديناميكي والحياة كمجال لتوظيف التعلم بكل ما تستهدفه من اشكال المهارات.(3, 2012, (UNESCO

ترى الباحثتان أن التعليم المستدام هو اتجاه جديد ونظرة جديدة لعالمنا والطريقة التي نعيش بها فيه وهو رؤية شاملة لعالم مستدام يحصل فيه كل فرد على فرصة حياة ومعيشة كريمة، يتعلم الناس القيم الايجابية ويتبعون السلوك الذي يمكنهم من تحويل مجتمعاتهم وفقا لرؤيتهم معا وبالتالي تحمل هذه الرؤية فكرة تنفيذ برامج مرتبطة بالأوضاع المحلية وتناسب المجتمع ثقافيا. أي أنه رؤية جديدة للتربية تسعى إلى تمكين الناس جميعا من مسئوليتهم في صنع مستقبل مستدام والتمتع به.

يدور التعليم بصفة أساسية حول القيم، مثل قيمة احترام الآخرين، من ينتمون إلى الجيل الحالي وجيل المستقبل، واحترام الاختلاف والتنوع، احترام البيئة ومواردها،ويهدف التعليم، لغرس الإحساس بالعدالة والمسئولية والاستكشاف والحوار، وتبني سلوكيات وممارسات ايجابية تمكن الجميع من العيش حياة تلبي كافة الاحتياجات كما يشمل المنظور الحقوقي للإنسان في كافة المجالات.  (الدليمي، والفلاحي، وحبيب، 2021،89)

ان للتنمية المستدامة  فوائد اقتصادية واجتماعية اذ تساهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة وتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وتحقيق المساواة وتعزيز العدالة الاجتماعية. كما تساهم التنمية المستدامة في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال الحفاظ على الموارد والتربة والتحكم في التلوث والمخاطر البيئية. كذلك تشمل الأطر التنموية المستدامة تطوير الموارد البشرية والتكنولوجيا والموارد الاقتصادية لتحقيق الاستدامة.

عزز ذلك اعلان انشيون الذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) والبنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المنتدى العالمي للتربية لعام(  2015) في انشيون في جمهورية كوريا اذ تمحور حول  التعليم بحلول( 2030 ) نحو التعليم الجيد المنصف والشامل والتعلم مدى الحياة للجميع،   ان التعليم في عام ( 2030) رؤية جديدة يعترف اطار عمل التعليم 2030الذي تم اعتماده في انشيون في  (مايو/آيار 2015 )،بالتعلم مدى الحياة للجميع كونه  احد المبادئ الأساسية لهذه الرؤية الجديدة، وينص على ان ( جميع الفئات العمرية بما في ذلك البالغين يجب ان تتاح لهم فرصة التعلم ومواصلة التعلم)، اذ ان الهدف الشامل المعني بالتعليم( الهدف ال4 ) من اهداف التنمية المستدامة ال17 لعام 2030 يلزم بتوفير تعليم جيد منصف وشامل للجميع على جميع مستويات التعليم، بما في ذلك المهارات التقنية والمهنية، للعمل وشغل وظائف لائقة ولمباشرة الاعمال الحرة بحلول عام 2030، اذ ان الانتفاع المنصف بالتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني وذلك الى جانب ضمان الجودة فينبغي وضع أولويات واستراتيجيات مناسبة من اجل الربط على نحو أفضل بين التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني وبين عالم العمل.

https://unesdoc.unesco.org

UNESCO Digital library

كما تضمن مؤتمر الاطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير للمناخ في دورته الثامنة والعشرون cop28ولأول مرة ادراج جلسة خاصة عن التعليم الأخضر واطلاق الشراكة مع اليونسكو بين وزارات التربية والتعليم العالي، والذي افرز فيما بعد مؤتمر التعليم  الاخضر الذي اعده وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية في(  19/2/ 2024 )،الذيمن مبادئه الأساسية هي : (تعليم ، وتمكين ،و تحول)،   اذ أشار وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون البحث العلمي الأستاذ الدكتور حيدر عبد ضهد الى ان التعليم الاخضر هو اعتماد تقنيات وتطبيقات وسلوكيات وادوات تهدف الى المحافظة على البيئة عبر مواكبة التطور التكنولوجي والاستفادة منه في سائر عناصر العملية التعليمية على  وفق معايير التنمية المستدامة والذي نتج عن الشراكة بين الوزارة ومنظمة اليونسكو العالمية،  ومن هنا تتأتى لنا أهمية الاقتصاد المعرفي فمن حيث الأساس فان المبادئ التنموية مشتركة بينهما.

-https://www.undp.org › Iraq: United Nations Development

لقد ذكر (الناشري,2014،74)، نقلا عن الهاشمي والعزاوي (2009، 79  ) ان الاقتصاد المعرفي تتضح اهميته  في اسهامه في  نشر المعرفة وتوظيفها وإنتاجها في المجالات المختلفة لفترة بعيدة،كمايساعد في تفعيل التبادل الإلكتروني،  ويستحدث وظائف جديدة، كذلك يسهم في التطور والأبداع ، ويحقق النواتج التعليمية المرغوبة والجوهرية، فضلا عن يؤثر في تحديد درجة النمو وطبيعة الانتاج واتجاهات التوظيف للمهن المطلوبة والمهارات التي يجب توافرها،  وهذا يتحتم على المؤسسات والأنظمة التربوية أن تصوغ لها أهدافا جديدة تتماشى مع التطور والتقدم في مجالات المعرفة المختلفة،  وتركز على تطبيق استراتيجيات تعلم  وطرائق تدريس جديدة تتواكب مع التقدم العلمي والتقني في عملية التعلم والتعليم.(الناشري،2014،74)،هناك العديد من الدراسات التي اهتمت بكفايات الاقتصاد المعرفي  والبعض منها اهتمت بمهارات الاقتصاد المعرفي كما في دراسة البلوشي،و المعمري،(2020)،  التي هدفت بناء قائمة بمهارات الاقتصاد المعرفي المتوقع تضمينها مستقبلافي التعليم المدرسي في سلطنة عمان، اشارت نتائجها ان مهارات المعرفة الاساسية جاءت في مقدمة المهارات الخمسة المعتمدة. (البلوشي،و المعمري ،2020،229-249) .

تتضمن كفايات الاقتصاد المعرفي كما ذكرها(الطويسي، 2013)الاتي:

  • كفايات تربوية وعلمية،تتمثل بمعرفة الخصائص النمائية للمتعلمين، اهداف المرحلة الدراسية والمادة العلمية، والتعرف على الجديد في مجال التخصص والادارة الصفية، واستثمار الامكانات التربوية المتاحة، فضلا عن مهارة التخطيط والاختبارات وبرامج النشاط المدرسي، والانتقالبناءا على التراث المعرفي والخبرات التراكمية التي يمتلكها المتعلمين.
  • كفايات شخصية، سمات القدوة الحسنة للمتعلمين والتعامل مع المواقف المختلفة بحكمة واتزان وخاصة التعامل مع مشاكل المتعلمين.
  • كفايات الاتصال والعلاقات الإنسانية: احترام شخصية المتعلم واستخدام التعزيز والحوافز وتشجيع المتعلمين على النقاش والمحاورة وبناء علاقات طيبة مع المتعلمين واحترام مشاعرهم.
  • كفايات البحث والابتكار والتنمية المهنية، تشجيع المتعلمين على البحث والاستقصاء ومهارات البحث التربوي والبحث الاجرائي وتوظيف نتائج البحوث والدراسات المتميزة في مجال التعليم والتعلم وكذلك تنمية الخبرات الداخلية في مجال المادة العلمية.
  • كفايات تنفيذية،تفعيل الاساليب التدريسية الحديثة واستثمار الإمكانات المتاحة ومهارات الادارة الصفية واستخدام الوسائل التقنية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاهتمام بتحويل سلوكيات المتعلمين واتجاهاتهم وميولهم ايجابيا.
  • كفايات التقويم، اتباع اساليب التقويم التي ينبغي توظيفها ووضع الاختبارات التحصيلية وتحليل نتائج المتعلمين وتقديم التغذية الراجعة للمتعلمين.

                                                                         (الطويسي،2013،3)

أن رفع الكفاءة الانتاجية واكتساب عادات عمل أفضل وتنمية المهارات، كلها اهداف وسيطة، غايتها الحقيقية الوصل الى اداء أفضل وخدمات أفضل وانتاجية متزايدة، وبذلك لا يمارس التدريب في حدود ضيقة تقتصر على التنمية الذاتية للمتدربين، وانما الى اهدافه النهائية، التي تجعل من تدريبا للجميع ويعود عائدة على العلية التربوية بكاملها (العفون ومكاون، 2011، 34)

  يهدف  البحث الى : التعرف على اثر :

  • تدريب مدرّسي العلوم في المدارس المتوسطة على وفق برنامج تدريبي للتربية من أجل التنمية المستدامة.
  • معرفة أثر تدريب مدرسي العلوم على وفق البرنامج التدريبي في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم .

فرضية البحث :

(لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية عند مستوى دلالة (0.05 )  بين متوسط درجات مدرسي المجموعة التجريبية التي اشتركت في البرنامج التدريبي ومتوسط درجات مدرسي المجموعة الضابطة التي لم تشترك في البرنامج التدريبي وفقاً لمقياس كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم )

تعريف مصطلحات البحث ( الكلمات المفتاحية للبحث )

1- البرنامج التدريبي (Training Program): عرفهعبد السميع وحواله ( 2005): بأنه “ذلك النشاط الإنساني المخطط له بهدف إحداث تحولاتايجابية في المتدربين من ناحية المعلومات والمهارات والخبرات والاتجاهات ومعدلات الأداء وطرائق العمل والسلوك”. (عبد السميع وحواله ، 2005، 172)

لقد تنوعت التعاريف في وصف البرنامج التدريبي، لذا فان الباحثتان سيضعان التعريف النظري الخاص بهن وهو: (خطة منظمة، مخطط لها بشكل علمي تهدف إلى تحسين كفايات مدرسي العلوم لمهمات معينة من خلال تزويدهم بمعارف وإكسابهم مهارات وتدريبهم عليها في جلسات تدريبية متعددة).

التعريف الإجرائي للبرنامج التدريبي: هو (خطة عمل منظمة تتضمن مجموعة من المعارف والأنشطة والمهارات وفقا للتربية من اجل التنمية المستدامة تستهدف مدرسي العلوم (المجموعة التجريبية) لغرض تعريفهم عليها والتي يتوقع أن تعمل على تحسين كفاياتهم في الاقتصاد المعرفي).

2الكفايات (competencies):عرفها عطية، 2009: بأنها “جميع المعلومات والخبرات والمعارف، والمهارات التي تنعكس على سلوك التدريسي، وتظهر في أنماط، وتصرفات مهنية خلال الدور الذي ينفذه عند تفاعله مع عناصر الموقف التعليمي جميعها”. (عطية، 2009، 34)

التعريف النظري: تبنى الباحثتان تعريف (عطية، 2009) كتعريف نظري لبحثيهما.

التعريف الإجرائي للكفايات  : (أداء التدريسي لمجموعة التجريبية التي خضعت للبرنامج التدريبي للتربية من اجل التنمية المستدامة ومن خلال الممارسات الفعلية التي يمتلكها من كفايات الاقتصاد المعرفي، تظهر في سلوكه خلال ممارسته لها عند تفاعله مع جميع عناصر الموقف التعليمي داخل الصف الدراسي)

3-التنمية المستدامة ( Sustainable Development ): عرفتها(اللجنة العالمية للتنمية المستدامة, 1987): في التقرير المسمى مستقبلنا المشترك والتنمية المستدامة هي ((تلبية حاجات الحاضر دون ان تؤدي الى تدمير قدرة الاجيال على تلبية احتياجاتها الخاصة))، (عبود، 2013،102).

التعريف النظري: تتبنى الباحثتان تعريف ( اللجنة العالمية للتنمية المستدامة ،1987 ) كتعريف نظري لبحثيهما

التعريف الاجرائي للتنمية المستدامة : تنفيذ برنامج تدريبي وفقا للتربية من أجل التنمية المستدامة لتلبية حاجات الحاضر دون ان تؤدي الى تدمير قدرة الاجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة.

4- الاقتصاد المعرفي  ( Cognitive Economics  ): الحصول على المعرفة وتوظيفها وابتكارها بهدف تحسين نوعية الحياة من خلال استثمار خدمة معلوماتية ثرية وتطبيقات تكنولوجية متطورة واستخدام العقل البشري كرأس للمال وتوظيف البحث العلمي لأحداث مجموعة من التغييرات الأستراتيجية في المحيط الاقتصادي ليصبح اكثر استجابة وانسجاما مع تحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال (الناشري ،  2014،12 ).

التعريف الاجرائي :هو مستوى الكفايات التي يمكتلها مدرسي العلوم وتقاس بالدرجة التي يحصلون عليها وفقا لمقياس كفايات الاقتصاد المعرفي الذي اعتمد بهذا البحث لهذا الغرض .

إجراءات البحث:

اولا: منهج البحث التجريبي: للوصول إلى تحقيق أهداف البحث الحالي اعتمدت الباحثتان منهج البحث التجريبي لأنه يعد المنهج المناسب لدراسة. إذ يعد البحث التجريبي عملية ضبط المتغيرات والسيطرة عليها في المواقف المؤثرة في الظاهرة المراد دراستها.(عبد الرحمن وزنكنه،2007:474)، وتماعتماد منهج البحث التجريبي لغرض، تدريب مدرّسي العلوم في المدارس المتوسطة على وفق برنامج تدريبي للتربية من أجل التنمية المستدامة،  ومعرفة  أثر تدريب في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم،  وذلك بتطبيق اداة البحث المتمثلة بمقياس كفايات الاقتصاد المعرفي.

ثانيا: التصميم التجريبياعتمدت الباحثتان التصميم التجريبيِ ذو المجموعتين التجريبية والضابطة ذات الضبط الجزئي والاختبار البعدي لمقياس كفايات الاقتصاد المعرفي.

المجموعة    تكافؤ مدرسي العلوم المتغير المستقل المتغير التابع التطبيق البعدي
     التجريبية -المؤهل العلمي

-عدد سنوات الخدمة

-الدورات التدريبية

التي خضعوا لها

البرنامج التدريبي المقترح كفايات الاقتصاد المعرفي

لمدرسي العلوم

بطاقة الملاحظة لكفايات الاقتصاد المعرفي

لمدرسي العلوم

الضابطة لا تخضع لأي برنامج تدريبي

مخطط ( 1 )   يوضح التصميم التجريبي

مجتمع المدرسين:تألف مجتمع البحث الحالي من مدرسي العلوم في المدارس الحكومية الصباحية التابعة إلى المديرية العامة للتربية بغداد الرصافة الثانية – في محافظة بغداد.

عينة البحث: شملت عينة البحث (36) من مدرسي مادة العلوم للصف الاول المتوسط وزعوا عشوائياً بين مجموعتين احداهما تجريبية ضمت (18) مدرساً ومدرسة، والاخرى ضابطة وضمت (18) مدرساً ومدرسة كوفئتا في متغيرات (الموهل العلمي (الشهادة)، عدد سنوات الخدمة، والخبرة السابقة (الدورات السابقة).

تنفيذ البرنامج: طبق البرنامج في الكورس الدراسي الثاني من السنة الدراسية ( 2022-2023 ) تضمنت التجربة اسبوعين مكثفة, اذ درّبت الباحثة الثانية  المجموعة التجريبية بنفسها وحضرت تنفيذ البرنامج التدريبي الباحثة  الاولى بصفتها خبيرة  التدريب و مشاركة بالبحث.  عالجت الباحثتان  البيانات إحصائيا باعتمادها برنامج ( Microsoft Excel ) ثم  اعتماد الحقيبة الاحصائية للعلوم الاجتماعية (spss), واختبار مان وتني , واختبار  ( T- test) لعينتين مستقلتين متساويتين .

تم اعتماد البرنامج التدريبي المعد من قبل الباحثتان للتدريب المجموعة التجريبية، اذ بلغ البرنامج التدريبي (14) وحدة تدريبية تضمنت محاضرات وانشطة مختلفة فردية وجمعية، وعرض افلام تعليمية، وزيارات ميدانية، ومشاريع مصغرة. (العفونوحمودي ،2018)، لقد تم تزويد المتدربين بالمعلومات من خلال العمليات الاتية كما ذكرت في الزيات ( 2006) :

  • المدخلات: تشمل المثيرات التي تعرض لها المتدرب او المفهوم الاكثر عمومية (المعلومات)، حيث تتحول او ترمز المعلومات بطرائق مختلفة للتحول بعد ذلك الى مخرجات ملاءمة، وهي تتشابه مع الاستثارة البيئية للكائن.
  • العمليات: هي عملية تتم بين المدخلات التي احدثتها المثيرات والمخرجات السلوك الناتج عنها، حيث يتم ترميز المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها عند الحاجة، اعتماداً الى الابنية المعرفية لما تم تعلمه واكتسابه.
  • المخرجات: تعني النتيجة النهائية لترجمة هذه المدخلات المعاد ترميزها الى نواتج، وتتشابه مع اداء الكائن العضوي.

( الزيات، 2006، 315)

تم تبني مقياس كفايات الاقتصاد المعرفي ( العفون و جلو ) لملاحظة كفايات  الاقتصاد  المعرفي لمدرسي العلوم، لقد  تضمنت المقياس ست مجالات ( كفايات تربوية وعلمية، كفايات شخصية، كفايات الأتصال والعلاقات الأنسانية، كفايات البحث والأبتكار والتنمية المهنية ، كفايات تنفيذية ، كفايات التقويم ) (العفون وجلو،2018), ولاستخراج الصدق  تم عرضه على مجموعة من الخبراء، كما  تم استخراج الثبات لقد قامت  خلال الباحثتين بملاحظة ثلاثة من مدرسي العلوم ومليء بطاقة الملاحظة المعدة لأغراض البحث وتم حساب معامل الثبات من خلال أعتماد معامل أرتباط بيرسون ( Person Correlation Coefficient)  , وأظهرت النتائج معاملات الأرتباط بين تقدير الباحثتين  في كل مجال من مجالات كفايات الاقتصاد المعرفي الست ,وتم أيجاد معامل الأتفاق لكافة المجالات بصورة كاملة ، معامل الأرتباط العام  ( 0.84), وبذلك تكون بطاقة الملاحظة معدة بصورتها النهائية وجاهزة للتطبيق  ، وقد أعطيت التقديرات ( جيد جداً , جيد , متوسط , ضعيف ) درجات (4, 3 , 2 , 1 ) على التوالي وبذلك حسبت الدرجة الكلية لبطاقة الملاحظة بين (54- 216 ) درجة، وبذلك تكون بطاقة الملاحظة بشكلها النهائي متكون من (54) فقرة موزعة على مجالاتها الستة، تم تطبيق بطاقة الملاحظة لكفايات الاقتصاد المعرفي لمدرسي مجموعتي عينة البحث التجريبية والضابطة، عن طريق زيارة الباحثتان  إلى مدارسهم وملاحظتهم داخل الصفوف, خلال الفصل الدراسي الثاني وتقويمهم على وفق استمارة بطاقة الملاحظة المُعدة لذلك، بدءاً من يوم الأحد الاثنين الموافق  (6-3-2023 ), لغاية يوم  الاربعاء الموافق  ( 15/3/2023 ).

عرض النتائج وتفسيرها:

اولا: من اجل التحقق من الفرضية الصفرية التي تنص على الاتي:

(لا يوجد فرق ذو دلالة احصائية عند مستوى دلالة (0.05 )  بين متوسط درجات مدرسي المجموعة التجريبية التي دربت وفقا للبرنامج التدريبي ومتوسط درجات مدرسي المجموعة الضابطة التي لم تتدرب وفقا للبرنامج التدريبي  على وفق مقياس الكفايات الاقتصاد المعرفي لديهم (، اعتمدت الباحثتان الاختبارالتائي لعينتين مستقلتين لبيان الفروق بين متوسطات درجات مقياس كفايات الاقتصاد المعرفي للمجموعتين التجريبية والضابطة.

اظهرت النتائج ان القيمة التائية هي أكبر من القيمة الجدولية،مما يؤكد وجود فرق دال احصائياً بين المتوسطين لصالح مدرسي المجموعة التجريبية التي اشتركت في البرنامج التدريبي على المجموعة الضابطة التي لم تشترك بالبرنامج التدريبي، وبذلك ترفض الفرضية الصفرية، وذلك لتفوق المجموعة التجريبية لمدرسي العلوم المتدربين وفقا للبرنامج التدريبي في مهارات الاقتصاد المعرفي، جدول (1)

 

جدول (1)

نتائج قياس مدرسي مجموعتي البحث في كفايات الأقتصاد المعرفي

المجموعات العدد المتوسط الحسابي الانحراف المعياري القيمة التائية   والدلالة الإحصائية
المحسوبة الجدولية الدلالة
التجريبية 18 180.55 8,13 6,154 2 دالة
الضابطة 18  161.75 14,61

 

توضح من البيانات المجدولة في جدول (1) قيمة المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية وفقا للمقياس والبالغ ( .55180) بانحراف معياري قدره (8,13) , في حين بلغ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة ( 161.75  ) بانحراف معياري قدره (14,61)، اذ كانت القيمة التائية المحسوبة) 46,15(،  وعند مقارنتها بالقيمة التائية الجدولية عند مستوى دلالة ( 0,05 ) ودرجة حرية ( 34) البالغة ( 2 ) , تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين لصالح المجموعة التجريبية.

لبيان حجم تأثير البرنامج التدريبي في كفايات الاقتصاد اعتمدت الباحثتانمقياس مربع إيتا(η2)، ومن ثم حساب قيمة (d) والتي تعبر عن حجم التأثير، جدول (2)

جدول (2) قيمة (η2) وقيمة (d) ومقدار حجم التأثير في كفايات الاقتصاد

المتغير المستقل المتغير التابع قيمة t درجة الحرية قيمة إيتا (η2) قيمة (d) حجم التأثير
البرنامج التدريبي كفايات الاقتصاد المعرفي 6,154 34 625،0 1,60 كبير

 

يوضح جدول (2) ان حجم إثر المتغير المستقل (البرنامج التدريبي) في المتغير التابع (كفايات الاقتصاد المعرفي)كبير اذ اعتمدت الباحثتان معادلة حجم الأثر لكوهن Cohen , إذ كانت قيمة حجم الأثر(d)  للمتغير المستقل تساوي ( 1.60), وهي تُعد كبيرة بحسب معيار Cohen  لحجم الأثر(2013:286 ، Heiman)،جدول (3 ) .

جدول (3)   معيار Cohen لحجم الأثر (d)

               قيمة (d)         حجم التأثير
                0,2            صغير
                0,5           متوسط
                0,8             كبير

 

أظهرت النتائج تفوق مدرسي المجموعة التجريبية التي دربت وفقاً للبرنامج التدريبي وفقا للتربية من أجل التنمية المستدامة على مدرسي المجموعة الضابطة التي لم تدرب وفقاً للبرنامج في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم.

ثانياً: تفسير النتائج: اظهرت نتائج البحث ان للبرنامج التدريبي وفقا للتربية من أجل التنمية المستدامة لمدرسي  العلوم له أثر  في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم،  اذ تفوقت مدرسي المجموعة المتدربة التجريبية على مجموعة  مدرسي غير المتدربين، وتعزى هذه النتيجة الى فاعلية البرنامج التدريبي وفقا للتربية من أجل التنمية المستدامة لمدرسي  العلوم ، كما ان اعتماد الأساليب المتنوعة التي أتبعتها الباحثتان في تنفيذ البرنامج التدريبي مقرونة بوسائل التكنولوجيا من خلال عروض البور بوينت Power point  وData Show  وكذلك الأساليب المتنوعة التي اتبعت في تقويم المتدربين  سواء كانت فردية أو جماعية أثرت بشكل فعال  مما ساهم في رفع كفاياتهم ، أذ ان  التدريب الجيد و الجهد المنظم والمخطط له لتزويد المدرسين بمعارف من اجل تحسين كفاياتهم، على نحوٍ ايجابي بنّاء، له اثر في معالجة اي نقص  في الاداء الوظيفي،  كما تؤكد الباحثتان على ان التدريب قد ركز على مهارات التنمية المستدامة التي  يحفز اكثر الحواس لدى المتدرب فيحقق بذلك نسب كفايات عالية، وقد ينعكس ذلك مستقبلا على طلبة المتدربين،اذ يمكن  من  خلاله مشاركة طلبتهم مستقبلا في الحوارات العامة ومنحهم فرصة التعبير عن آرائهم والمساهمة في صنع القرارات،  كما يمكن اتاحة الفرصة لهم  بالمشاركة في المبادرات المجتمعية والعمل التطوعي والتعاون مع بعضهم داخل  المدرسية لتحقيق التنمية المستدامة.

ثالثا:الاستنتاجات:بناءاً على النتائج التي توصلت اليها الدراسة استنتجت الباحثتان:

وجود إثر ايجابي لتدريب لمدرسي   العلوم للصف الاول متوسط في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم من خلال تنفيذ برنامج تدريبي وفقاللتربية من أجل التنمية المستدامة لمدرسي العلوم.

رابعا: التوصيات: أوصت الباحثتان عددٍ من التوصيات الاتية:

1- الاهتمام ببرامج التدريب التنموية للمدرسين لما لها من نواتج مثمرة على المدى لقريب و البعيد.

2- مواكبة أحدث المستجدات العالمية من تطور تكنولوجي اقتصادي اجتماعي بيئي وادماجه بمحتويات المواد الدراسية من خلال تطوير المناهج الدراسية لمختلف المراحل.

3-جعل التدريب معيارا أساسيا لتوظيف المدرسين في سلك التربية والتعليم.

خامسا: المقترحات: تقترحالباحثتان اجراء البحوثالاتي:

  • تطبيق البرنامج التدريبي على عينات أخرى ومعرفة أثره في مهارات التنمية المستدامة للمعلمين والمتعلمين.
  • أثر البرنامج التدريبي وفقاللتربية من أجل التنمية المستدامة للمدرسين في المسؤولية الاجتماعية لديهم.
  • أثر تطبيق البرنامج التدريبي وفقا للتربية من أجل التنمية المستدامة للمعلمين في مهاراتهم الناعمة.

سادسا: قائمةالمراجع:

  • بطارسة، منيرة، (2005): بناءبرنامج تدريبي قائم على كفايات الاقتصاد المعرفي للتنمية المهنية لمعلمات الاقتصاد المنزلي في الأردن،(أطروحة دكتوراه غير منشورة)، عمان، جامعة عمان العربية للدراسات العليا.
  • البلوشي،جليلة،و المعمري ، سيف،(2020)، “مهارات الاقتصاد المعرفي المتوقع تضمينها مستقبلاً في التعليم المدرسي بسلطنة عمان: دراسة علمية بأسلوب دلفي”، مجلة الدراسات التربوية والنفسية جامعة السلطان قابوس ، مجلد 14العدد(2) (229-249)
  • الجبّان، رياض عارف، (1997)، “إعداد وتدريب المعلم وفق مدخل النظم”، مجلة التربية، المجلد 26العدد120، الدوحة 108-117 .
  • الحيلة، محمد محمود (1999). التصميم التعليمي نظريةوممارسة. عمان: دار المسيرة.
  • الدليمي، طارق عبد أحمدوالفلاحي، واحمد علي إبراهيم، وحبيب، آلاء فايق، (2021)،التربية أسسها فلسفاتها أثرها في مجالات التنمية المستدامة،،عمان ، دار غيداء للنشر، عمان.
  • الزيات، فتحي مصطفى. (2006). الاسس المعرفية للتكوين العقلي وتجهيز المعلومات (ط.2). القاهرة: دار النشر.
  • الزيودي، ماجدمحمد، ديسمبر(2012): دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمشروع تطوير التعليم نحو الأقتصاد المعرفي (EFKE) في تنمية المهارات الحياتية لطلبة المدارس الحكومية الأردنية،المجلة العربية لتطوير التفوق، اليمن، المجلد 3 العدد(5)، 83-107، جامعة العلوم والتكنواوجيا مركز تطوير التفوق.
  • جامعة الدول العربية، مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، 2009، التربية من أجل التنمية المستدامة، مطبعة جامعة الدول العربية.
  • الطائي، اياد عاشور، وعبد علي،محسن ، (2010)،التربية البيئية، طرابلس،شركة المؤسسة الحديثة للكتاب
  • الطرهوني، فاطمة، (2010)، التربية من اجل التنمية المستدامة التجربة التونسية أنموذجاً، تونس.
  • الطويسي، أحمدعيسى، (2013): درجة ممارسة معلمي التربية المهنية لكفايات الأقتصاد المعرفي من وجهة نظر المشرفين التربويين في الأردن،المجلة الأردنية في العلوم التربوية، المجلد10 العدد (1)، 37-54.
  • عبد الرحمن، انور حسين،وزنكنة عدنان حقي (2007):الانماط المنهجية وتطبيقاتها في العلوم الانسانية والتطبيقية، بغداد، شركة الوفاق للطباعة.
  • عبود، سالم محمد,2014 , التنمية المستدامة والتكاليف البيئية، بغداد، دار الدكتور للعلوم الادارية والاقتصادية.
  • عبد السميع، مصطفى، وحواله، سهير محمد (2005)، إعداد المعلم (تنميته وتدريبه)، دار الفكر، عمان.
  • عطية، محسن علي (2009)، الجودة الشاملة والجديد في التدريس، ط1، عمان، دار صفاء.
  • العفون، نادية حسين يونس ومكاون، حسين سالم (2011): تدريب لمعلمي العلوم على وفق لنظرية البنائية، عمان، دار صفاء للنشر.
  • العفون، نادية حسين وحمودي، الاء فايق حبيب (2018): برنامج تدريبي للتربية من اجل التنميةالمستدامة، عمان، دار صفاء للنشر.
  • العفون، ناديه حسين يونس وجلو، جعفر خماط (2018):بناء برنامج تدريبي وفقا لنظرية الذكاء الناجح لمدرسي علم الاحياء وأثره في كفايات الاقتصاد المعرفي لديهم،مجلة ابحاث الذكاء، بغداد، العدد (25)،35- 58.
  • ما كوين،روزالين،( 2009 ) التعليم من أجل التنمية المستدامةحقيبة تعليمية،سلسلة منشورات، جامعة البلقاء التطبيقية، كلية العقبة الجامعية، عمان، دائرة المكتبة الوطنية.
  • الموسوعة العربية، (2006)،للمعرفة من اجل التنمية المستدامة، المجلد الاول مقدمة عامة، الاكاديمية العربية للعلوم، بيروت، الدار العربية للنشر، اليونسكو.
  • الناشري، أحمد بن بركوت بن عبد الله، (2014): جودة الأداء التدريسي لمعلمي الدراسات الأجتماعية والوطنية بالمرحلة المتوسطة في ضوء متطلبات اقتصاد المعرفة،(رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة أم القرى، كليةالتربية، السعودية.
  • الهاشمي، عبد الرحمن عبد، والعزاوي،فائزة، محمد فخر، (2009): الاقتصاد المعرفي وتكوين المعلم،العين,دار الكتاب الجامعي.
  • اليونسكو،منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، (2013)، التربية من أجل التنمية المستدامة، الودائع اليابانية.

 

المراجع الأجنبية:

  • -Heiman, G.W. (2013): Basic statistics for the behavioral sciences،6thed, Wadsworth cengage, Learning, Canda.

المواقع الالكترونية:

  • اليونسكو،مكتب العراق، (2013)، واقع التربية والتعليم في العراق، اليونسكو

https://unesdoc.unesco.orgUNESCO Digital library,

https://www.undp.org › Iraq: United Nations Development

-Programme (2024):World leaders adopt Sustainable Development Goals”-Haut du formulaire

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *